الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥
نجح هاشتاغ على «تويتر» في تصويب سقطة للإعلام الأميركي. فقد فرض مغردون من حول العالم موقفهم وأشعروا الإعلام الأميركي بالإحراج والتقصير حيال تعامله البارد بداية مع الجريمة التي وقعت في ولاية «نورث كارولاينا» وأودت بالشاب السوري ضياء بركات وزوجته الفلسطينية يسر أبو صالحة وشقيقتها رزان. لقد استغرق الأمر نحو 15 ساعة عقب الجريمة للبدء بالتعامل مع الخبر، ولولا الهبة التويترية لربما كان الإعلام قد استمر في تجاهلها. بدا صعبا تقبل تبرير أن الثلاثة قتلوا بسبب خلاف على موقف سيارة، كما قالت الشرطة بداية دون أن تنفي احتمالات أخرى. التحقق من خلفية القاتل ومواقفه يظهر احتمالات اندفاع وراء رهاب المسلمين أو إسلاموفوبيا. ووالد الضحية يسر قال إن ابنته عبرت له عن سلبية الجار الجاني تجاهها. إذن، لماذا شعر الإعلام بالتردد حيال حقيقة أن ما حصل يحمل بصمات جريمة كراهية؟ ولماذا كان يمكن لجريمة من هذا النوع أن تبقى مأساة معزولة في الإعلام لو لم ينشط مغردو «تويتر» عالميا ويقلبوا التجاهل اهتماما…
الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥
تم خلال الأسبوع الحالي، عقد 3 اجتماعات تهدف إلى مواجهة 3 تهديدات مختلفة للاقتصاد العالمي. واتسمت كل الاجتماعات بأجواء مثيرة، وشهدت حركات درامية، وبعض السخط العلني. وكانت النتائج متشابهة أيضا، حيث انتهى الحال بالمشاركين إلى المماطلة لكسب الوقت دون القيام بالكثير، أو ربما دون القيام بأي شيء على الإطلاق، من أجل بدء معالجة الأسباب الكامنة لما يحدث من أزمات. كان الحدث الأول هو سفر كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مينسك من أجل إجبار الرئيسين الروسي والأوكراني على وضع حد للعنف المتزايد في شرق أوكرانيا، الذي راح ضحيته نحو 5 آلاف شخص. وبعد جلسة مفاوضات استمرت طوال الليل اتفقا، يوم الخميس الماضي، على وقف إطلاق النار اعتبارا من نهاية الأسبوع الحالي. وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، اجتمع وزراء مالية دول منطقة اليورو في بروكسل في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة في ما يتعلق باليونان. وبعد سبع ساعات من النقاش لم يفلحوا حتى في الاتفاق…
الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥
لغة الإرهاب لن توقف الأقلام الحرة ولا أصحاب الضمير الحي في هذه الأمة التي وإن خُدع بعضها وضل الطريق ليكون مع الإرهاب، إلا أن الأغلبية العظمى تعرف الحق وتتمسك به وتسير عليه.. قرصنة داعش على موقع جريدة «الاتحاد» بالأمس، كانت رسالة ساذجة اعتقد من كتبها أنها ستنال من إيماننا بديننا وتمسكنا بعقيدتنا التي تأمرنا بنبذ الإرهاب والتصدي للإرهابيين. رسالة صحيفة «الاتحاد» رسالة سلام ومحبة وسبيلها إلى ذلك المهنية الصحفية والموضوعية وهي رسالة واضحة وضوح الشمس.. ومنذ ظهر الإرهاب في عالمنا و«الاتحاد» ككثير من الصحف في العالم التي تحترم قراءها، تعمل على توعية الناس بالأخطار المحدقة بهم وتكشف حقيقة الإرهاب والإرهابيين والمتطرفين، ونشرت «الاتحاد» مئات المقالات وآلاف الموضوعات من أجل حماية أجيالنا من أنياب الإرهاب الكاذب والمخادع الذي يلعب ويتلاعب باسم الدين ويحرق الأخضر واليابس باسم الجهاد الإسلامي، والجهاد منهم براء، وهم أبعد ما يكونون عن أرض الجهاد التي لا يعرفون طريقها. قد لا يعرف داعش لماذا نقوم بذلك والاجابة في…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
دخل اليمن في مرحلة خطيرة جداً ليست فقط على اليمن بل أيضاً على دول منطقة الخليج العربي، حيث تمكنت جماعة الحوثيين من السيطرة على مفاصل الدولة في اليمن وفرضت سيطرتها على مناطق هامة فيه باستخدام القوة العسكرية. وبينما دول الخليج العربي منشغلة في أمور بعيدة عن اليمن تحركت قوى الحوثيين للانقلاب على الشرعية ـ التي ساهمت هذه الدول في خلقها ـ وعزل الرئيس وحل البرلمان وفرض الأمر الواقع على اليمن المنهك بالمشاكل من كل صوب وحدب. فتحرك الآخرون لتحقيق مكاسب لهم في اليمن في الوقت الذي غاب فيه الخليجيون، إنها المعادلة الصفرية في العلاقات الدولية. فبعد أن كانت دول الخليج العربي حاضرة في اليمن من خلال المبادرة الخليجية لمعالجة الوضع في اليمن خرجت من الواقع السياسي اليمني تاركة اليمن في يد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة حول اليمن الذي كان همه التوصل إلى اتفاق مهما كان شكله وبغض النظر عن تبعاته على دول الخليج العربي. وانشغلت دول الخليج في مشاكلها…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
هذا ما يعتقده إلياس هِنكلي، وهو مستشار استراتيجي للاستثمار في الطاقة، فقد كتب مقالا تحليليّا طويلا، حول سياسة المملكة الإنتاجية خلال أزمة أسعار النفط الحالية. والمقال تحت عنوان مثير، "لحظة تاريخية: السعودية تتوقع قدوم نهاية عصر النفط"، نشره في مجلة "إنيرجي ترِند إنسيدر". بداية تحليله كانت مقبولة إلى حدّ ما، حول أسباب رغبة السعودية في التمسك بإنتاج أكبر كمية ممكنة من النفط، على الرغم من احتمال حدوث انخفاض كبير في الأسعار. لكنه سرعان ما جنح إلى الاعتقاد بأن السعودية الآن حريصة على بيع البرميل بربح ولو متواضع، فهو خير لها من أن يظل البرميل تحت الأرض لا تجد له زبونا! وأقول يا سبحان الله، هل بلغ بنا الأمر إلى هذا المستوى من التفكير غير المنطقي؟ وقد ذكر في بداية الحديث احتمال أمرين، إما أن السعودية كانت فعلا تحاول حماية حصتها في السوق النفطية، وإن كانت لم تحدد، حسب "علمنا"، مستوى إنتاجها الذي تريد الإبقاء عليه. ولم يتطرق الكاتب، كما اعتاد…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
كانت صدمة كبيرة في مدريد عام 1999 عندما هبط أحد أنديتها الكبيرة، أتلتيكو مدريد، إلى دوري الدرجة الثانية. جثم حزن كالجبال على صدور جماهير الروخي بلانكوس، "أحد ألقاب أتلتيكو"، من جرّاء هذا الهبوط المفاجئ، الذي جاء بعد أقل من أربع سنوات من حصول الفريق على ثنائية الدوري والكأس. كانت الصدمة الكبرى لدى اللاعبين كونهم سيفتقدون أنصارهم الذين يهزون فيسنتي كالديرون، "ملعبهم"، بأهازيجهم ومؤازرتهم في دوري الدرجة الثانية. لكن كانت المفاجأة عند ملء هذا الجمهور الوفي مدرجات أي ملعب يخوض فيه أتلتيكو مبارياته في دوري الثانية، وليس فيسنتي كالديرون فقط. كان الجمهور فعالا جدا إلى درجة أنه أصبح لاعبا إضافيا مع الفريق ساعده على تحقيق الانتصارات المتتالية التي أعادته سريعا إلى مكانه الطبيعي مع الكبار. شعرت الفرق في دوري الثانية أنها تلعب أمام فريق يملك امتيازات لا تملكها. لديه متابعون يشجعون وقوفا.. يزأرون ولا يهتفون كبقية الأنصار. حينما عاد الروخي بلانكوس إلى دوري الكبار كان هناك حزن غائر يسكن أعماق أعضاء…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي بعث الرئيس باراك أوباما برسالة إلى مرشد إيران علي خامنئي، أكد فيها المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وإيران. وبكلمات أحد مسؤولي الإدارة، طمأن أوباما القيادة الإيرانية في هذه الرسالة بقوله إننا في العراق «فقط لمحاربة داعش. وينبغي لكم أن تسهلوا مهمتنا هذه، لأنها في مصلحتكم». («نيويورك تايمز» - 7 تشرين الثاني 2014). رفض الإيرانيون، كما يبدو، هذا الطلب الأميركي بشيء من الازدراء، بحسب «واشنطن بوست» (3 كانون الأول/ديسمبر 2014). وتضيف الصحيفة أن ما حققه العراق من انتصارات على «داعش» في الخريف الماضي حصل بتدخل إيراني، من خلال توجيه ضربات جوية ضد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية»، وربما أيضاً من خلال إرسال مقاتلي «حزب الله» اللبناني إلى العراق. وهو ما يشير، بحسب الصحيفة، إلى أن إيران تمارس نفوذها العسكري في إيران بشكل مستقل عن الأميركيين. علّق وزير الخارجية جون كيري على النشاط العسكري الإيراني هذا بقوله: «إذا كان محصوراًً في محاربة داعش، فإن تأثيره النهائي…
الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥
منذ عام 1980 والإيرانيون في كل سنة يحتفلون بذكرى ثورة الخميني، لكن مع مرور كل سنة يزداد عدد الكافرين بالثورة والمؤمنين بأنها كانت أعظم نكسة تاريخية في حياة إيران. عاما بعد عام، والمزيد من السياسيين والمثقفين، الذين كانوا جزءا من الثورة، أو ساندوها، يعيدون تقييم التجربة ضمن عودة الوعي التي تصاحب عادة الثورات أو التغييرات الفاشلة. وفي هذه الأيام، حيث تحتفل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمرور 36 عاما على إسقاط الشاه، انضمت شخصية إيرانية إلى مجموعة المتراجعين، وهو محسن سازكارا، أحد الذين شاركوا في تأسيس الحرس الثوري، الذي كان، ولا يزال، نخبة القوة العسكرية للثورة، والأكثر سلطة واطلاعا. يتحدث بحسرة، بأنه لو عاد به الزمن لما شارك في الثورة، وأن إسقاط نظام الشاه كان خطأ نتيجته مكلفة للشعب الإيراني. ومعظم المتراجعين، مثله، متقاعدون، ليسوا طلاب مناصب، ولا طرفا في النزاع السياسي، بل بحكم العمر يتأملون المشهد ويقيمونه من تجربتهم، ومن المحصلة التي آلت إلى ما آلت إليه إيران اليوم. ولا شك…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥
زرت ولاية نورث كارولينا الأميركية لأول مرة عام 1992. وأكثر ما أحببت فيها مدينة تشابل هيل الجامعية الجميلة الوادعة، فهي نسخة أميركية عن المدن الجامعية الأوروبية كأكسفورد ولايدن وتوبينغن ولوفان (لوفن). ولئن كان العنف ظاهرة مألوفة في الأحياء الشعبية في كبريات المدن الأميركية فهو نادر في بيئات أكاديمية راقية مثل تشابل هيل. كذلك إذا كانت العنصرية المشوبة بالتعصب الديني حقيقة في أجزاء من ولايات «الجنوب القديم» وما يسمى بـ«حزام الإنجيل» المحافظ، توجد الآن في هذه الولايات واحات من التسامح والانفتاح، وبالأخص، بعدما كبُرت مدن كثيرة، مثل أتلانتا وتشارلوت، صارت ذات طابع «كوزموبوليتاني» وفقدت الكثير من طبيعتها المحافظة الضيقة. مع هذا، في ظل الأجواء السياسية العامة، لم أفاجأ بوقوع جريمة تشابل هيل الثلاثية التي قتل فيها الشاب السوري ضياء بركات وعروسه الفلسطينية يسر أبو صالحة وأختها رزان - رحمهم الله -، كما أنني لم أفاجأ بـ«الفتور» الأولي في تعاطي الإعلام الأميركي معها. ومع أنني لا أود الانجرار لنظرية «التحامل على المسلمين»…
السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥
أختلف مع من يعتقد أن اليمنيين سيقاومون الحوثي، فلو كانوا قادرين على المواجهة وحماية اليمن من الانفجار الكبير، لما تردّدوا لحظة واحدة، إذ تكتظ مخازن منازلهم بالأسلحة، ولا تنقصهم «الحكمة اليمانية»، لكنهم بعد أربع سنوات من الاحتجاجات الشعبية والنزاع الداخلي، و«مكر» علي عبدالله صالح، ودموية الحوثي وإرهاب «القاعدة»، باتوا لا يكترثون بمن يحكمهم! الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن اليمنيين، قبل جيرانهم الخليجيين، أن يمناً جديداً يتشكل، وقوة جديدة تسيطر عليه، والداعم لها والمؤثر فيها لا علاقة له بدول مجلس التعاون. على أهل اليمن إدراك أن بلادهم مُقبلة على سنوات من الضياع والدمار والصراع القبلي والمناطقي والفئوي والجهوي (إذا لم)، وسيبقى اليمن لعقود في مهب الريح، والقوي المترع بالسلاح هو الحاكم الذي سيفرض نفسه على الخريطة بالقوة الجبرية، وأبرز هؤلاء «الحوثي»! عبدالملك الحوثي «زعيم» اليمن الجديد يراه الحوثيون حامي العرين، وعين كل اليمنيين ومحارب الفاسدين، ونصير الفقراء والمظلومين، فيما يراه الآخرون الظالم والباطش والعصابة المجرمة! من المخيّبات، اكتظاظ دول الخليج…
السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥
الأوروبيون لا يرون أنفسهم أمة مهاجرين، بل دول قومية ذات هويات مغلقة. صحيح أن الدول التي ترى أنفسها «أمة مهاجرين» كدول العالم الجديد، مثل كندا، والولايات المتحدة، صنعت هوية عرقية/دينية صلبة، باعتبار المهاجرين المؤسسين للدولة مسيحيين، من المذهب البروتستنتي، وأنجلوسكسون، إلا أن سردية الهجرة أسهمت -أحياناً- في قبول أشخاص من أديان وأعراق مختلفة، ولو بشكل محدود. أو في تبني سياسات تعددية تتيح للمختلفين ثقافياً ممارسة اختلافهم بشكل علني في سياقات معينة. من دون أن يعني هذا عدم وجود إشكالات متعلقة بالهوية في هذه البلدان. لكن تجلي هذه المشكلات أقل حدة منه في أوروبا بالنسبة إلى العرب والمسلمين. إشكالات الهوية متضخمة في أوروبا؛ بسبب التناقض الشديد بين تدفق المهاجرين إلى أوروبا من ناحية، وبين الرغبة بالحفاظ على طابع ثابت لهوية وطنية فرنسية، ألمانية..الخ من ناحية أخرى. الهوية الأوروبية قائمة على الرغبة بإخضاع الآخر لشروطها، أكثر من التعايش معه. الرغبة بالحفاظ على هوية مغلقة مصمتة للدولة أصبح متضخماً في أوروبا، على رغم…
السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥
مقابل توقّع قاسم سليماني نهاية «داعش» «الحتميّة»، طلب باراك أوباما تفويضاً تشريعيّاً من الكونغرس مدّته ثلاث سنوات، لمحاربة ذاك التنظيم في العراق وسوريّة وفي مناطق تتعدّاهما. أغلب الظنّ أنّ توقّع أوباما أدقّ من توقّع سليماني. فلم يعد من الهرطقة أن يقال إنّ «داعش» يستند إلى دعم أهليّ في العراق كما في سوريّة، وإنّ الدعم هذا مصدره طائفيّ ومناطقيّ، ومحطّاته الكبرى تمرّ في استبداد النظامين الصدّاميّ البائد والأسديّ الحاليّ، وإهمال الأسدين لمناطق الشرق والشمال الشرقيّ في سوريّة، والعداء للسنّة بعد سقوط صدّام في العراق، ودمويّة المواجهات الأميركيّة - السنّيّة في «المثلّث السنّيّ» العراقيّ بعد 2003. لكنّ هذه العوامل كلّها، على أهميّتها، لا تكفي وحدها لتفسير قوّة «داعش»، أو لفهم الاستقبال الحسن الذي لقيه ويلقاه «خطابه الثقافيّ» واستحضاره «الخلافة» التي ربّما عاشت في المكبوت المديد لبيئات عريضة لم تجنِِ من عقود الحداثة الشكليّة، الجمهوريّة والعسكريّة، إلاّ النبذ والاستضعاف. فهناك أيضاً وجهة عريضة تشقّ اليوم طريقها في المنطقة، يمكننا أن نصفها بـ «الداعشيّة»،…