الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
قبل 141 يوما خدع الحوثيون كل القوى السياسية اليمنية، خدعوا الرئيس المستقيل (الموجود في الإقامة الجبرية حاليا) عبد ربه منصور هادي. خدعوا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص. وقّعوا اتفاقا أطلق عليه مجازا «اتفاق السلم والشراكة». ظن الجميع أن مشاركة واسعة للحوثيين ستكون سقفهم الأعلى. اكتشف المخدوعون متأخرين أن الحوثيين غدروا بهم، وأن الاتفاق ما كان إلا المسمار الأول في نعش الدولة اليمنية، ليستكملوا انقلابهم على كافة مكونات المجتمع اليمني، ويصدروا إعلانا دستوريا يضمن لهم بالقوة حكم البلاد بلا أي شركاء. كتبتُ هُنا سابقا قائلا إنه على الرغم من خطورة الوضع اليمني، فإن إنقاذ اليمن ليس مسؤولية السعودية ولا مجلس التعاون فقط، بل المجتمع الدولي الذي سيكتوي بنار الأزمة اليمنية عاجلا أم آجلا. الآن وبعد أن قُرِع جرس الإنذار جيدا في عواصم الدول الكبرى الخمس، لا بد من موقف عربي موحد ضد الانقلاب الحوثي، ولا أظن أن هذا وقت مماحكات لا تليق، تقوم بها بعض الدول العربية، فما دام…
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
يفصلنا شهران عن موعد الوصول إلى إطار سياسي يمهد بدوره للوصول إلى اتفاق شامل مع نهاية المهلة المحددة لمباحثات البرنامج النووي بين إيران ومجموعة 5+1 في يوليو القادم. وفي ظل القراءات المتباعدة بين الطرفين، تعتبر المدة المتبقية قصيرة، وهو ما يحتاج بدوره إلى تضافر الجهود ومزيد من اللقاءات. نسير هنا مع القارئ لمعرفة مستجدات تلك المباحثات، وما هي تلك المزايدات التي لا يفتأ المسؤولون الإيرانيون يرددونها. لعلنا بداية نستشف من تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مدى استشعار الطرف الإيراني بضرورة حث الخطى واقتناص أي فرصة لتكثيف تلك اللقاءات مع الطرف الآخر بغية تذليل الصعاب. حيث قال إن لقاءه بكيري في جنيف يأتي لمعرفة مدى إمكانية تسريع اللقاءات للوصول إلى اتفاق نووي. هذا الأمر بدوره تجلى من خلال لقاءات متقاربة المدة بين المديرين السياسيين والفنيين من كلا الطرفين. جاءت بداية في جنيف تلتها لقاءات على هامش مؤتمر «دافوس»، وانتقل الأمر لاحقاً إلى العاصمة التركية اسطنبول على مستوى المديرين والسياسيين…
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
نعم، حقق «داعش» نجاحا سينمائيا إجراميا جديدا.. لنعترف بأننا شعرنا ولو للحظات بأن فيديوهات قطع الرؤوس أكثر رحمة من فيديو محرقة الطيار الأردني «معاذ الكساسبة».. هذا يشي بكم نجح «داعش» في أن يهزّنا، وكم نحن منجذبون إلى السيناريو الذي يرسمه التنظيم. للأسف، فإن كثيرين من رواد الإنترنت سيجدون هذا المستوى غير المسبوق من الاحتراف البصري في تقديم العنف وتمجيده أمرا مغويا للمشاهدة، حتى ولو من باب الإدانة.. إنها ببساطة الرواية وكيف قدمت. وهنا لا يهتم كتاب السيناريوهات السينمائية الداعشية إن كنا ندين ما يرتكبونه. ما يهمهم هو أن نشاهد ونتألم ونخاف ونشعر أن جلدنا يحترق، كما شعر «معاذ الكساسبة» تماما. نشاهد أو لا نشاهد.. ننشر أم لا..؟ ما بين هاتين الجملتين تأرجحنا الأسبوع الماضي، فهل يحق لنا أن نشاهد ونتأمل تلك الدقة الدرامية المتناهية في تصوير يأس الشاب وذهوله وعينيه الزائغتين وموته الدرامي الحارق..؟ هل لنا القدرة النفسية على مقاومة فضولنا ورغبتنا العميقة في التلصص على عذابات نتخيلها ونشعر بها…
ميساء راشد غديرعضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
تبدأ اليوم فعاليات القمة الحكومية في عامها الثالث برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، القمة التي يجتمع فيها القادة من حكومة دولة الإمارات وحكومات أخرى من دول عربية وأجنبية، للاطلاع على أفضل الممارسات الحكومية، ومناقشة سبل التقدم بهذه الممارسات من أجل هدف واحد، وهو تطوير الدول وإسعاد الشعوب. ربما يتساءل البعض عن أسباب انعقاد هذه القمة الحكومية التي اختارت الابتكار موضوعاً لها، وأهمية هذا الموضوع بالنسبة إلى الحكومات ومؤسساتها، لكن الإجابة عن هذه الأسئلة حتماً سنجدها في جلسات يتحدث فيها قادة لهم تجربتهم ولهم ممارساتهم الحكومية المتنوعة في مجالات متعددة التي قادت دولهم إلى التطور من جانب، وكانت سبباً في سعادة شعوبهم من جانب آخر. الجميع في دولة الإمارات، وكثيرون من خارجها يتطلعون إلى التجارب الحكومية التي سيتم عرضها ومناقشتها في هذه القمة، ويتطلع الجميع إلى الاستفادة من هذه التجارب، لأن ذلك يضمن مستقبلاً أفضل للحكومات والشعوب. القمة الحكومية…
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
«لا يخاف، لا يضعف تحت الضغط، غير متعاطف، قاسٍ، أناني، غير مسؤول، مندفع وقلّما يشعر بالذنب، ويتميّز سلوكه الاجتماعي بالعدائية، والتطفل والإجرام..».. بهذه الصفات اللطيفة كما لاحظت عرّفت دراسة أميركية نشرتها صحيفة «الهافنغتون بوست» البريطانية المضطربين عقلياً. إلى هنا والدراسة معقولة، خصوصاً أن لدى كلٍّ منا درزن من هؤلاء في محيطه، أنا شخصياً لدي أربعة في المنزل وستة في العمل ونحو عشرة في العزبة، وأستطيع بكل سرور كتابة قائمة بنحو ألفين في أحد مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة. المصيبة لم تكن في ما تعنيه عبارة «مضطرب عقلياً»، وفصفصتها لمعرفة كيف أعرف أن المقابل منهم أو ليس منهم.. لاحظ أنني لم أقل منهم أو منا.. كي لا أتهم بالغرور.. المصيبة هي المهن التي يفضلها المضطربون عقلياً بحسب الدراسة، التي جاءت بالترتيب على النحو التالي: الإدارة العليا، المحاماة، الصحافة والإعلام. بكلمات أخرى فإنك حين تتحدث إلى الـ«CEO» لإحدى الشركات أو أحد المحامين أو «واحد من ربعنا»، فأنت غالباً تتحدث إلى شخص مضطرب عقلياً..…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
هم يفكرون كيف يبتكرون طرقاً للموت، ونحن نفكر كيف نبتكر طرقاً للحياة. هم يفكرون كيف ينشرون الخراب في الأرض ويهدمون البلدان، ونحن نفكر كيف نعمر الأرض ونبني الأوطان. هم يفكرون كيف يعودون إلى الماضي، ونحن نفكر كيف ننطلق نحو المستقبل. هم يفكرون كيف يشيعون الجهل بين أتباعهم، ونحن نفكر كيف ننشر العلم بين أبنائنا. إنهم الظلاميون أصحاب الرايات السوداء والصفراء وغيرهما من الألوان، يعمي شعاع الشمس أبصارهم، مثلما أعمى الحقد بصيرتهم، رغم ادعائهم الإسلام، واتخاذهم الشهادتين وآيات القرآن شعارا لهم، وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام الصحيح، وعن الشعارات والآيات التي يرفعونها، لأنهم أشد الناس إضرارا بالإسلام، وأكبرهم تشويها له، وأكثرهم استعداء للبشر عليه، وتنفيرا للناس منه. يتسمّون بأسماء تبدو في ظاهرها طاهرة ونقية، وهم في باطنهم أبعد ما يكونون عن الطهر والنقاء الذي يدعونه، لأنهم اتخذوا من الله ودينه الحنيف وسيلة لاستدرار عواطف الناس، واستلاب مشاعرهم، واستغلالهم لتنفيذ مآرب أبعد ما تكون عن الله ودينه الذي يدعو إلى الحب…
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
كان متوقعاً أن يدين مجلس التعاون الخليجي «الانقلاب الذي ينسف العملية السياسية السلمية» في اليمن وأن يعتبره تصعيداً خطراً. ولم يكن غريباً أن يدعو بيانه مجلس الأمن إلى «وضع حد للانقلاب الذي سيدخل اليمن ومستقبل شعبه في نفق مظلم». وكان منتظراً أن تلوّح دول مجلس التعاون بأنها ستتخذ كل «الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها». التطورات اليمنية التي تنذر بحريق كبير تدور على حدود مجلس التعاون. ولأي حرب أهلية مديدة ومريرة أثمان لا بد من دفعها، تماماً كما الأمر بالنسبة إلى تشظي اليمن. من حق دول المجلس أن تقلق. فالمبادرة الخليجية في اليمن كانت بين ضحايا اندفاعة الحوثيين التي فرضت مرجعية جديدة للحل هناك، سُمِّيت اتفاق «السلم والشراكة». هذا قبل أن تبلغ الاندفاعة الحوثية أقصاها بـ «الإعلان الدستوري» وحل مجلس النواب المعقل الشرعي الذي كان يتمتع فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بنفوذ حاسم. كان الرئيس عبد ربه منصور هادي يدرك أن صعدة لا تروي عطش الحوثيين ومَنْ يدعمهم. وتوقُّع تقدمهم باتجاه…
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
استيقطت أختي ذات يوم على رسالة من صديقتها في مجموعة "واتساب" تعبّر فيها عن إعجابها بابتسامتها. وسكبت هذه الصديقة الرقيقة كلماتها الإيجابية على كل عضو من أعضاء هذه المجموعة الهاتفية. كتبت لإحداهن: أنا متيمة بشعرك. وقالت لثالثة: أنا عاشقة لعينيك الواسعتين. وأمطرت رابعة بإعجابها بطريقة تربية أطفالها واختيارها الدقيق لكلماتها في أثناء حوارها معها. أرفقت لخامسة صورتها معها معلقة: "لأول مرة أشعر أني جميلة. عندما أجلس بجوارك، أصبح أجمل داخليا وخارجيا. تنتقل عدوى نضارتك إلى مَن حولك مِن فرط جاذبيتك". وأرسلت إلى سادسة امتنانها إلى روحها الإيجابية التي جعلتها تكافح لحظاتها العصيبة متسلحة بدعمها وتشجيعها. وتمنت من سابعة أن تتعلم منها كيف تستطيع أن تصغي إليها بهذه المهارة الهائلة متسائلة: "يتقن كثيرون الكلام. لكن القليل يجيدون الاستماع. أنتِ من هؤلاء القلة الذين نحتشد؛ لنبوح إليهم بأسرارنا ومعاناتنا باهتمام قلما نجده في هذا العالم الزاخر بالضجيج". ولوّحت لثامنة بأنها طالما أعجبت برشاقتها وحفاظها على وزنها، راجية أن يأتي اليوم الذي تصبح…
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
لن أتحدث كثيرا في مقالي هذا عما قامت وتقوم به الجماعات الإرهابية بشكل عام، وتنظيم داعش بشكل خاص من أعمال احترافية ـ هوليودية ـ للعمليات الشنيعة التي تحترفها ـ قتل الشهيد الأردني معاذ الكساسبة رحمه الله بالحرق أنموذج جديد ـ بغية تحقيق أهداف كثيرة، في مقدمتها التأثير النفسي على الأطفال والمراهقين، والتأثير السلبي على الروح المعنوية للجنود والمرابطين، وبث الرعب والانهزام في نفوس سكان مناطق النزاع وغير ذلك، وكل هذه الأهداف الرخيصة لا شك أن معالجتها غير غائبة عن ذهن أصحاب القرار وأصحاب الاختصاص. هنا أتحدث عن ديننا الإسلامي الحنيف الذي سنحتاج إلى وقت غير قصير، وسنوات طويلة لتغيير الصورة السلبية عنه؛ فصورة الإسلام صارت مشوهة جداً في أذهان المسلمين، فضلا عن غير المسلمين. الإحراق الذي حصل تم تسجيله ـ زورا ـ باسم الإسلام، وهناك النحر والإتلاف والهدم وغير ذلك من أمور وحشية وقاسية ومتخلفة، والمؤلم الأكبر أن هنا وهناك من يظلم الدين و"يفلسف" الأمور بطريقة لم تفلح إلا في…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
استكمل «أنصار الله» عصر يوم الجمعة أركان الانقلاب الذي بدأوه باقتحام العاصمة صنعاء ثم فرض ما سموه «اتفاقية السلم والشراكة الوطنية» وإجبار الرئيس هادي (يمكننا أخيرا وصفه بالسابق) على البدء بتعيين ممثلين لهم في رئاسة الأركان العامة وأجهزة المخابرات، والآن يكون أمر انتقال سلطات الرئيس قد تم بعملية قيصرية إلى (رئيس اللجنة الثورية العليا) وما كان لأمر كهذا أن يتم لولا حالة الخواء الوطني الذي سيطر على تصرفات القوى الرئيسية الفاعلة ولم تتمكن من ملئه؛ لأنها لم تستطع حسم خياراتها الحزبية ولا اتفقت على الأسلوب الذي يناسبها، مبتعدة عن المصلحة الوطنية والأعراف الدستورية القائمة، على هشاشتها، وتعلقوا جميعا بالبحث عن صيغة تضمن استمرار وجودهم في إطارها، وكان قرار هادي مفاجئا وصادما للجميع ووضعهم أمام ورطة سياسية لم يكونوا يتوقعونها؛ لأنهم كانوا يدركون أنه كان حريصا - حتى تلك اللحظة - على التشبث بكرسي الرئاسة، ولا شك أنه يستعيد الآن لحظاتها بالألم من مراراتها وخداعها. تمرس «أنصار الله» في تزييف الوقائع…
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
دون أن أثبت أن حكومة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- هي حكومة شباب يكفي فقط أن ألقي نظرة على رئيسي المجلسين المعنيين بمعظم شؤون الدولة وأولوياتها وأقصد بذلك مجلس السياسة والأمن ومجلس التنمية والاقتصاد. الأول يرأسه رجل الأمن الفذ الأمير الشاب محمد بن نايف، والثاني يرأسه الأمير الطموح والشاب أيضاً محمد بن سلمان. وجود الشباب في مراكز القيادة خلف شخص الملك جديد علينا خصوصاً في العقود الأربعة الماضية وهو بالنسبة لي باعث كبير على التفاؤل. السبب بسيط وواضح، وهو أن الغالبية العظمى من سكان الوطن اليوم هم شباب، فإذا كان الشعب شاب والقيادات شابة فحتماً أن لغة التواصل ستصبح أسهل وأسرع وأكثر نفاذاً وفائدة في نفس الوقت. وجود الشباب في مراكز صناعة القرار يعني أيضاً تطور طبيعي في الأخذ في نهج الإدارة الحديثة. لعل أهم ما نشير إليه في هذا الجانب هو معايير الإنتاج المرتبطة بآخر ما توصلت إليه علوم الإدارة. بتبسيط أكثر أتصور أن المهام التي ستطرح للمناقشات…
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
لا، ليس القتل حرقاً جديداً علينا، و «داعش» إذ فعله، إنما لم يأت بجديد. الذهول هو الجديد، وهو أمر يُبشر بأننا بدأنا نتحسس ما نحن فيه. في معظم حروبنا الأهلية شهدنا عمليات إحراق جثث. في العراق تبادلت الميليشيات الطائفية المتقاتلة حرق جثث قتلاها. في كردستان العراق تُقدم نساء كثيرات على الانتحار عبر إحراق أنفسهن تفادياً للعار، وتقول جمعيات نسائية هناك أن هؤلاء النسوة يُدفعن من جانب ذكور العشيرة إلى هذه الفعلة، وبعضهن يُحرقن وتُثبت الوقائع بصفتها انتحارات. وفي الماضي القريب (سبعينات القرن الفائت) لاحظ باحثون أن الانتحار حرقاً هو خيار المنتحرات، واعتبر انتحاراً بدائياً غيرياً وهو نادر وتشهده الأرياف والبيئات غير المدينية. أما إحراق الغير فينطوي على رغبة تطهيرية، يُطهر خلالها الحارق نفسه من شعور بالعار والخذلان. لطالما ارتبط فعل الحرق في وعي الحارق برغبة في انتهاك ما هو أكثر من جوهر سياسي في جسد المحروق. القتل هنا أكثر من سياسي، وأكثر من انتقامي. هو رغبة في انتهاك أكثر من…