السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤
     
تتالى الفشل الأمريكي منذ بداية "الصحوة العربية" عام 2010 . فقد حاولنا تغيير النظام في ليبيا من دون غزو وفشلنا، وحاولنا التنازل في سوريا وفشلنا وحاولنا فرض الديمقراطية في مصر وفشلنا في المصادقة على انتخاب الإخوان المسلمين، لقد فشلت سياسة الولايات المتحدة في تغيير النظام، وفي الاحتلال، وفي المساومة، فهل نعيد التدخل في العراق اليوم رغم أن القرار لم يصدر بعد؟ قليلون منا يشعرون بالتفاؤل . لعل أول متطلبات الحكمة الاعتراف بأننا لا ندري ما نفعل هنا، والأهم من ذلك أننا لا نملك الإرادة لاستغلال قوتنا المهيمنة أياً كان الزمن الذي تتطلبه، لإجراء التغيير في تلك المناطق وحتى لو حاولنا، فمن غير المؤكد أن القوة ستكون مجدية . وإذا كانت منطقة الشرق الأوسط مهمة لدرجة أننا لا نستطيع إصلاحها ولا التخلي عنها، فماذا بقي؟ أعتقد أن هناك واحداً من حلين "الاحتواء" أو "التوسع" . ولكن كيف ذلك؟ يمكن توسيع التجربة في المناطق التي تعمها الفوضى مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا،…
     
 
    
    
    
   
     
 الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠١٤
     
في منتدى عُقد في عاصمة خليجية قبل أسابيع قليلة، وبعد احتدام السجال بين المشاركين العرب والإيرانيين، تدخل مدير الجلسة الأميركي قائلاً: «أتمنى على الزملاء العرب أن يقدّروا أن إيران وُجدت هنا لتبقى». لم يعجب الكلام الأميركي المتحدثين العرب لكنه انطوى على تذكير ببداهات السياسة والتاريخ والاستراتيجيات في هذه المنطقة. ومع انتهاء المدة المفترضة للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الإثنين المقبل وبعد المفاوضات في عُمان ورسائل الرئيس باراك أوباما إلى مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، لا بأس من التذكير ببعض البداهات هذه. أولها أن إيران دولة مركزية في المنطقة، قبل ثورتها في 1979 بزمن بعيد. ومساحتها الكبيرة تضعها في قلب المعطى الاستراتيجي في المنطقة بغض النظر عن طبيعة النظام القائم فيها. يضاف إلى ذلك امتلاكها احتياطيات ضخمة من النفط والغاز وكتلة بشرية تمتاز بمستوى مقبول من التعليم والثقافة (مقارنة بالدول المحيطة) كما أن الدولة والبيروقراطية كبنية مستقرتان الى حد بعيد في الوعي الإيراني. ومما يتجاهله الباحثون العرب هو أن…
     
 
    
    
    
   
     
 الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠١٤
     
قرر المهندسان ويليام هوليت ودايفيد باكارد، أن يؤسسا شركة إلكترونيات في الأربعينيات. اتفقا على كل شيء سوى اسم الشركة. هل تكون هوليت وباكارد أو باكارد وهوليت؟ اختلفا تماما. بعد نقاش قصير رأيا أن القرعة هي الخيار العادل. قذف هوليت عملة معدنية عاليا في الهواء وهبطت على الأرض منحازة لباكارد. تقرر أن تتم تسميتها باكارد وهوليت. هنا التفت باكارد معترضا قائلا: لن أجعل اسمي يتقدم عليك. ستكون باسم هوليت وباكارد. فأنت الأفضل. لا أتخيل أن أتقدم عليك يوما ما. هنا انهار هوليت. بكى طويلا. ثم نهض ليعانق صديقه باكارد ممتنا لمبادرته الاستثنائية. انطلقت هذه الشركة عام 1947 بالدموع. واستمرت في التقدم والصعود. بدأت بالأدوات الزراعية، ثم المعدات الإلكترونية المساندة. كونت اسما جيدا بين المزراعين تجعلها تستطيع أن تحصل على قروض مصرفية للتوسع. تعاونت مع جامعة ستانفورد التي تخرجا فيها لتطوير بعض الأجهزة الإلكترونية. تحولت شركة هوليت وباكارد من شركة إلكترونيات تستهدف المزارعين إلى أخرى تستهدف الجميع. صنعت حاسبات آلية وأدوات إلكترونية…
     
 
    
    
    
  
  
 رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
 
 
   
     
 الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠١٤
     
لا تزال الولايات المتحدة هي سيدة الموقف في الشرقين الأوسط والأدنى؛ هي سيدة الموقف بسبب قوتها العسكرية الأسطورية، وهي سيدة الموقف بسبب أمر آخر وهو أن سائر الأطراف بالمنطقة ومن حولها يريدون وساطتها ويريدون تدخلها سلما أو حربا أو الأمرين معا! وتتساوى في ذلك سائر الملفات العالقة: من قضية فلسطين، وإلى قضية الإرهاب، فإلى الملف النووي الإيراني، فإلى سائر المسائل المتعلقة بالاستقرار في هذه المنطقة المضطربة، ليس منذ الآن، بل منذ نهايات الحرب العالمية الثانية! منذ عام 2004 أقدمت الولايات المتحدة على نقل الملف النووي الإيراني من الوكالة الدولية للطاقة إلى مجلس الأمن. ومنذ ذلك الحين ظلت التوترات من حول الملف تتصاعد، وقرارات العقوبات والحظورات تتوالى إلى أن بلغت أربعة وأكثر، دون أن يبدو منفذ أو مخرج كما دون أن يبدو خلاف ظاهر في المسألة بين الولايات المتحدة وحليفاتها من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى! ومع مجيء الرئيس أوباما للسلطة في الولايات المتحدة، طرأ تعديل جذري على سائر السياسات…
     
 
    
    
    
   
     
 الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
     
استهوتني شخصية عبد الله الطريقي - رحمه الله - التي اكتشفها أول وزير في الدولة السعودية, واستثمر في تعليمه أول مؤسس للدولة السعودية الثالثة, وعينه أول ملك من أبناء المؤسس، كأول وزير للبترول، وعزله أول مؤسس للدولة السعودية الحديثة. الطريقي رجل كرهه الأمريكيون بما أحبهم فيه. درس عندهم وتزوج منهم وسكن معهم، وأعملهم لديه ولم يعمل معهم. أحب الطريقي في الأمريكيين جديتهم وعلومهم وفطنتهم وتقدمهم وقدرتهم على بناء الثقة العجيبة لدى الآخرين، ولو بتكلفة عالية يدفعونها. كما تعلم الطريقي منهم أن تكلفة بناء الثقة ليست عبثا، إنما هي تكلفة لتحصيل أقصى الأرباح الممكنة من ورائها، ولإطالة عمر الإمبراطورية الأمريكية. فهم الطريقي سياسة الإمبراطورية الحديثة، التي خالفت سياسات الإمبراطوريات الهالكة. فالسياسة الأمريكية قائمة على تحصيل أقصى الأرباح الممكنة، مع العمل على منع خروج أي أمة تنافس هيمنتهم، لا سياسة إفقار الأمم التي اتبعتها الإمبراطوريات السابقة. فغنى الشعوب الأخرى ينتهي نفعه لهم، ويعينهم على تحجيم أي أمة قد تنافسهم حاضرا أو مستقبلا.…
     
 
    
    
    
   
     
 الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
     
حاول أحد اللصوص سرقة محل "كوافير" في روسيا، لكنه وجد نفسه ضحية للاغتصاب لمدة ثلاثة أيام من قبل صاحبة المحل، حيث قيدته عاريًا ولم تطعمه سوى "الفياجرا" واعترف اللص فيكتور يازينسكى (32 عاما) أمام الشرطة بأنه "كان مسلحا وحاول سرقة المحل لكنه فوجئ أن صاحبة الصالون أولجا (28 عاما) تحمل الحزام الأسود في لعبة "الكاراتيه"، حيث طرحته أرضًا بضربة واحدة وقيدته بسلك مجفف الشعر" بعدها ألقته عاريًا في إحدى الغرف المظلمة بمحلها، ولم تطعمه سوى "الفياجرا"، واغتصبته طوال ثلاثة أيام حتى تعطيه درسًا بحسب إفادتها ومن ثم أطلقت سراحه وهي تقول له "أرجو أن تكون تعلمت الدرس جيداً" الخبر بالطبع منقول من وكالات الأنباء ودون تصرف .. فيكتور الذي يبحث الآن عن من يقف معه في مأساته !! .. هذه الجملة بتصرف ! في الحقيقة فقد وصلني الخبر عدة مئات من المرات عبر جميع المنافذ ، بدءاً من قصاصة جريدة قامت بنشر الخبر أجدها معلقة على باب مكتبي إلى رسائل نصية…
     
 
    
    
    
   
     
 الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
     
ظهرت الدعوات للحوار بشكل أكثر كثافة بعد اعتداءات 9/11، وشكلت المعلم الأبرز في المشهد العربي العام، من منطلق أن «ثقافة الحوار» هي المخرج من أمراض التطرف والعنف، وكون غيابها هو الذي أتاح لثقافة الكراهية أن تزدهر. وازدحمت الساحة بالمؤتمرات الحوارية على امتداد السنوات الماضية، فهل تحققت «ثقافة الحوار»؟ إننا نقصد بثقافة الحوار شيئاً آخر غير الدعوات للحوار، فهناك حوارات كثيرة بين الشرق والغرب، بين العرب وأميركا، بين الإسلام والأديان الأخرى.. ولا يخلو بلد عربي من لقاء حواري.. ومع كل ذلك أتصور أنه لا وجود الآن لثقافة الحوار! المقصود بثقافة الحوار هو «قبول الآخر» بما هو عليه من اختلاف، واحترام التعددية، الدينية والمذهبية والسياسية، وتفعيل قيم التسامح ونقد الذات، والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه. لكن ثقافة مجتمعاتنا السائدة تميل إلى ذم الاختلاف، ووصم المختلفين بتُهم شتى.. وكل ذلك سوء فهم، فالقرآن الكريم مع مشروعية الاختلاف، بل وضرورته: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، ولذلك…
     
 
    
    
    
   
     
 الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
     
لماذا يكره الكثير من أبناء الدول العربية والإسلامية الغرب؟ الجواب بالنسبة لي سهل جدا، وسأذكر الأسباب الوهمية والأسباب الحقيقية، فلكي نكون قادرين على تجاوز هذا الشعور البغيض في أنفسنا علينا أولا أن ننظر للأمور بعيدا عن التحليلات اللفظية الرنانة، والغارقة في الأوهام والتضليل، مع البقاء متفهمين لطبيعة النفس الإنسانية المتشككة والسجينة للتفسيرات المريحة. يبرر الكارهون الغرب وكل مُثُله وإنجازاته أنهم يبغضون هؤلاء لأنهم كافرون، لا يؤمنون بالله كما نؤمن به، في حين ينسون أن الأولين من أمتنا كانوا يتعاونون مع الكفار ويتبادلون معهم المعاهدات والاتفاقيات، ويتعاملون معهم باعتبارهم بشرا لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. يقولون إن الغرب سرق خيرات العرب والمسلمين، وينسون أن المستغفل فقط هو من يستطيع السارق أن يستغفله ويستغله، فإن كان الغربي سارقا فأين فطنتك وعقلك اللذان يحميانك منه؟ وإن كان هؤلاء يردون السبب في ذلك إلى دعم الغرب لبعض الأنظمة العربية فإن الحديث يقول: "كما تكونوا يولى عليكم". يقول الكارهون، إن الغرب انتهازي، ويحيك المؤامرات،…
     
 
    
    
    
   
     
 الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
     
عجزت عن فهم خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لحل الأزمة في سوريا، التي نشرت تسريباتها، فهي توحي بمشروعين متناقضين في سلة واحدة؛ نظام يحكمه بشار الأسد، ومناطق تحكمها الجماعات المسلحة المعارضة، وجميعها تقبل بوقف الاقتتال، طوال عامين! لا أدري إن كانت قراءتي صحيحة لكن يوجد غموض ربما متعمد من أجل أن يرسم الحل لاحقا، وفق قدرات الأطراف على التنازل. تفكيكا للغموض سنفترض أن هناك أربع قراءات لمشروع ميستورا، في ظل الواقع السوري اليوم، فكرته تقول الحل بلد بلا مركزية، نتيجة لتعدد القوى، وانكماش النظام على الأرض، وبناء عليه كل يحكم المنطقة التي يسيطر عليها. التفسير الأول، يبقى الأسد رئيساً في دمشق، وتشاركه المعارضة في الحكومة، لكن تقتصر سلطته على ما تبقى له من سوريا، والجيش الحر يدير مناطقه، والقوى المقاتلة الأخرى في مناطقها. وبالطبع، سيتم استبعاد «داعش» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» الإرهابية من هذه الشراكة، مما يعني أن على النظام والمعارضة أن يتفقا ليس فقط في القبول بالأسد، بل…
     
 
    
    
    
   
     
 الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
     
إيران ليست دولة أنموذجية في مجال حقوق الإنسان أو التعايش السلمي أو الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ذلك ثابت من واقع أدوارها ونشاطها السياسي والحقوقي، وقد سبق لي أن طرحت جوانب من عبثها بأمن غيرها وخططها التوسعية في دول الإقليم والمحيط العربي والإسلامي، ولو أنها انغلقت على أوضاعها الداخلية وطوّرت نفسها دون امتدادات سلبية على دول الجوار لكان أفضل لها ولهم، ولكنها لم تفعل ولن تفعل، لأن لديها خطا سياسيا يميل إلى تخريب استقرار جيرانها فيما هي مكشوفة بذات العلل التي تناوشهم بها. ذلك الوضع لا يعني بالضرورة أن نعطف عليها كل مصيبة أو كارثة تلحق ببلداننا، أو بمعنى أكثر دقة شيطنتها والتعامل معها كشماعة نعلق عليها كل شيء سلبي، لأن ذلك في الواقع يجعلنا غير موضوعيين ونبني أفكارنا واستخلاصاتنا على أسس مغلوطة، فما إن يحدث حراك مذهبي حتى ينسب الدافع إلى إيران، وما إن يفجر إرهابيون أو يقتلون أبرياء حتى تشير الأصابع فورا إلى إيران، ذلك يفسر عجزا عن استيعاب…
     
 
    
    
    
   
     
 الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
     
التقرير الصادر قبل يومين عن مؤشر الإرهاب في العالم الذي يشير إلى مقتل 107 آلاف شخص في 48 ألف عملية إرهابية منذ عام 2000 وحتى نهاية العام الماضي، قد يكون مرعبا لكنه ليس مفاجئا. فإذا استثنينا الحروب والشحن الطائفي، يصبح الإرهاب هو العدو الأكبر المهدد لاستقرار الكثير من الدول في العالمين العربي والإسلامي اللذين عانيا العدد الأعلى من العمليات ومن الضحايا. خلال العام الماضي وحده قتل 18 ألف شخص في 10 آلاف عملية إرهابية معظمهم بالطبع في دول عربية وإسلامية مما يطرح أسئلة جدية حول الجهود المبذولة لمواجهة هذه الآفة. الدول العربية والإسلامية، كما تؤكد الإحصائيات، هي المعنية أكثر من غيرها بالخطر الإرهابي الراهن أو الآتي بالنظر إلى النشاط المتزايد لحركات التطرف والإرهاب، خصوصا منذ الربيع العربي وما صاحبه وأعقبه من فوضى وحروب وصراعات سياسية أو طائفية. هناك جهود منفردة، وقد يكون هناك تعاون أمني ظاهر أو مستتر بين بعض الدول العربية والإسلامية، لكن العمل الجماعي الحقيقي يبقى غائبا رغم…
     
 
    
    
    
   
     
 الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤
     
قرأت النقد الحاد الذي وجهه عدد من الكتاب العرب ضد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لأنه قال لجمع من القيادات الإسلامية في أميركا، دعاهم لأسطنبول، إن المسلمين هم من اكتشفوا أميركا وليس كولومبوس! بالنسبة لي، وربما لغيري، مقولة إردوغان تعدّ شيئا من الترفيه الثقافي. لكن ربما ما قاله يزيد حنق الفاشلين الذين يشعرون بعقدة النقص، وذلك بلوم غيرهم، إن الغرب سرق كل شيء حتى اكتشافات المسلمين! وقد تثير مقولته سخرية آخرين، مثل المثقفين العرب. والأرجح أن إردوغان «يخاطب الناس على قدر عقولهم»، بنزع كل إيجابيات الخصم وتلبيسها لنفسه! فهل إعادة رواية من اكتشف أميركا يمكن أن يغير التاريخ؟ الأكيد أنه لن يغير الحاضر، فاليوم توجد أمم خارج العصر، هم نحن، وأمم في مقدمته. والمفارقة أنه في نفس الأيام التي خطب فيها إردوغان لجمهوره عن الماضي كان الأوروبيون يزفون نبأ أن مركبتهم الفضائية حطت لأول مرة على مذنب، والتي أطلقوها منذ عشر سنوات، تخيلوا رحلة عشر سنوات من أجل دراسة…