آراء

محمد القنيبط
محمد القنيبط
كاتب و اكاديمي سعودي

المعاش التقاعدي ليس إرثاً أو ضماناً اجتماعياً

الجمعة ٣١ أكتوبر ٢٠١٤

يدور الحديث كثيراً عن الحقوق التقاعدية، وما يدفعه الموظف من راتبه الشهري إلى المؤسسة العامة للتقاعد طوال سنين خدمته في الدولة (أو للتأمينات الاجتماعية في القطاع الخاص). ويتركَّز الحديث في معظم الأحيان على المعاش التقاعدي الذي يحصل عليه الموظف الحكومي بعد إحالته للتقاعد، ويزداد التركيز في هذا السياق على ما ستتحصل عليه زوجته وأبناؤه بعد وفاته. ويمكن تلخيص الأفكار حول موضوع المعاش التقاعدي في سؤال لم تُحسَم إجابته، ألا وهو: هل المعاش التقاعدي إرثاً أو ضماناً اقتصادياً (وليس اجتماعياً) للمتقاعد قبل وفاته (وللمستحقين من عائلته بعد وفاته) يُوفِّر له ولهم العيش الكريم في ظل ما اعتاد عليه قبل تقاعده  وقد كتبتُ عن هذا الموضوع مقالة قديمة بمجلة «اليمامة» في 21-7-1420هـ، في زاوية «أكاديميات» بعنوان: «المعاش التقاعدي: ضمان اجتماعي أم إرث؟». ولكثرة الحديث هذه الأيام عن نظام التقاعد والحسميات التقاعدية، رأيت مناسبة إعادة كتابة تلك المقالة بعد تحديثها بأرقام واقعية من سِلَّم رواتب الموظفين العامّ الجديد بتاريخ 25-6-1432هـ بعد زيادات الرواتب…

فواز عزيز
فواز عزيز
- مواليد رفحاء 1980م. - بكالوريوس لغة عربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. - انضم إلى "الوطن" عام 2004م، مراسلاً في منطقة الحدود الشمالية، ثم كاتباً أسبوعياً، ومحرراً في قسم المحليات.

حين تنعقد ألسنة المسؤولين

الجمعة ٣١ أكتوبر ٢٠١٤

سمعتك الحسنة لا تصنع بـ"لسانك" بل بـ"فعلك".. ثم تأتي على كل "لسان"..! يعتقد بعض "المسؤولين" أن مشكلة سوء سمعة إدارته، أو وزارته، يرجع إلى "الإعلام"، ويتهمه بعدم تحري "المصداقية"، وعدم بذل الجهد في الحصول على معلومة؛ بينما ينسى "المسوؤل" أنه لا يرد على هاتفه، ولا يصدق بأن "مدير الإعلام" في إدارته أو وزارته، كسول يؤجل كثير من استفسارات "الصحفيين"، ويتعامل مع الصحافة بـ"راجعنا بكرة"، بينما الصحافة تتعامل مع الخبر بـ"الثواني" وليس "الدقائق" في زمن أصبحت فيه التقنية أسرع من "الضوء"!ويعتقد بعض "المسؤولين" أن المشكلة في "إدارة الإعلام" بوزارته؛ وينسى أن اختيار المتحدثين الإعلاميين في وزارته يأتي بشروط عدة، منها: أن يكون المتحدث "صموتا"، لا يتحدث حتى في أثناء وقت العمل.. فكثير من المسؤولين يريد متحدثا لا يتكلم إلا حين يتكلم هو، وكثير منهم حول المتحدث الإعلامي إلى "سكرتير" له، ينقل كلامه بلا تصرف إلى الصحفيين، ويطلب نشره بلا تصرف، وبعض المسؤولين حوله إلى "عاطل" براتب!قبل عام دشنت وزارة الثقافة والإعلام منصة…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

شكرا للشعب السويدي

الجمعة ٣١ أكتوبر ٢٠١٤

حتى عندما وعد وزير الخارجية السويدي، قبل أسابيع، بأن تعترف بلاده بدولة فلسطين، لم نكن واثقين بأنها ستفعل، فالقرار دونه ضغوط هائلة قد تعطله، من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والقوى الاجتماعية السياسية المرتبطة بإسرائيل. لكن السويد فعلتها؛ اعترفت بدولة فلسطين، وقد تكون بداية تغيير تاريخي تتبعه بقية الدول الأوروبية، وتوقف لأول مرة مشروع إسرائيل بالقضاء على ما تبقى من وجود شرعي للشعب الفلسطيني وإنهاء حلمه بإقامة دولة فلسطين.وليس للسويد من مصالح تُذكر مع العرب؛ فهي من أقل دول أوروبا الغربية استفادة، وليس بين شركائها التجاريين الـ10 دولة عربية، ولا توجد هناك جالية عربية مؤثرة. وهي ليست في حاجة لعون من أحد، فعدد سكانها ثلث سكان السعودية، وميزانية حكومتها تعادل ميزانية السعودية. وهذا ما يجعلنا نتأثر بموقفهم الأخلاقي الإنساني العظيم، ونقول لهم: شكرا جزيلا، شعبا وحكومة. والحق أن للسويد تاريخا إيجابيا في تعاطيها مع قضية الشعب الفلسطيني، وكان لرئيس وزرائها أولف بالما مواقف مشهودة ضد ممارسات إسرائيل، وانتهى أخيرا مقتولا في…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

صناعة وتربية الوحش

الخميس ٣٠ أكتوبر ٢٠١٤

يروي المصور الاسترالي الراحل نيل ديفز، أحد المصورين الذين غطوا حرب فيتنام والوحيد الذي وثق بالصور دخول الفيتكونغ الى سايغون في ربيع 1975، انه كان ذات يوم من ايام الحرب بصدد تصوير عملية اعدام ثائر فيتنامي في أحد شوارع سايغون عندما فكر في الزاوية المناسبة لتصوير العملية. يقول: "فكرت للحظات في الزاوية المناسبة للتصوير واخترت في ثوان ان أقف خلف الثائر تقريباً بحيث يصبح الضابط الذي سينفذ الاعدام بمواجهة الكاميرا". وحسب ديفز الذي سجلت شهادته في فيلم وثائقي باسم "صحافيو الحروب" انتج في الثمانينات، فإنه اختار هذه الزاوية للتصوير مراهناً على ان مواجهة الضابط للكاميرا ستدفعه للتردد ولربما وقف تنفيذ الاعدام. لقد حصل ذلك فعلا، فالضابط حسب ديفز عدل عن تنفيذ عملية الاعدام.  لكن هل الصحافيون والمصورون وحدهم من يعرفون تلك العلاقة الخطرة بين من يمارس فعل القتل والكاميرات؟ ان الجرائم لا ترتكب امام الكاميرات، لهذا فان الحقيقة الثابتة التي يعرفها الجميع هي أن آخر ما يريده او يتمناه من…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

الحل.. منع الأحزاب الإسلامية

الخميس ٣٠ أكتوبر ٢٠١٤

ليس سهلا على أي شخص يؤمن بحق الغير في المشاركة أن ينتهي بمثل هذا الاستنتاج؛ السياسة في المنطقة العربية لن تتطور، ولن تستقر أوضاعها، دون منع استخدام الدين في السياسة. ولدينا تجربة طويلة تبرهن على فشل ترويض الجماعات الإسلامية السياسية للتحول إلى العمل المدني. والإشكال ليس في أن جماعات إسلامية كونها متطرفة أو متسامحة، بل في استخدام الدين سياسيا، أو استخدام السياسة لتمكين فريق ديني من الحكم دون غيره.تكرر الفشل الحزبي الديني في مصر والسودان وغزة وإيران والعراق، وذلك غالبا نتيجة أن السياسة تعمل في مجالات مدنية متغيرة الظروف والأحكام. لقد عجز السياسيون من إخوان مسلمين وسلفيين عن تطويع أنفسهم، وعندما يفعل البعض ذلك يجد على يمينه من يكفره ويخرجه من الحزب والدين. الإخواني المصري عبد المنعم أبو الفتوح قدم برنامجا مختلفا قليلا عن حزبه الرئيسي ليتم إقصاؤه، ويُتهم بالخروج على الجماعة، في وقت يصعد سلم حزب الإخوان شخصية متطرفة مثل خيرت الشاطر نتيجة المزايدة والتشدد الديني في طروحاته.ليس صدفة…

د. حمزة السالم
د. حمزة السالم
كاتب سعودي

بعد ارهاصات الأهلي هل سنتبرأ من مصائب اقتصاد الصدر والأخوان

الخميس ٣٠ أكتوبر ٢٠١٤

ظهرت الحاجة في الخمسينات لظهور علم الاقتصاد الكلي كعلم مستقل وذلك كنتيجة لتعطل التجارة الدولية بسبب عدم وجود عملة دولية موثوق بها. وذلك بعد أن أثبتت التجارب عبر التاريخ استحالة استمرارية التزام الدول بتغطية عملاتها بالذهب المتعهدة به بالقيمة المربوطة عليها به. أضف إلى ذلك فقدان بريطانيا خاصة وأوربا عموما، لكل ما تملكه من الذهب خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، وتجمع غالب ذهب العالم في أمريكا. فلا ذهب عند الدول، ولا ثقة بالعملات المربوطة بالذهب، فما أصبح هناك من وسيلة تبادل دولية قياسية مُحددة موثوق بها، فلا إمكانية لتجارة دولية، فتعطلت التجارة الدولية تماما مع الحرب العالمية الثانية. فنظريا، فإن الذهب يوازن بين الاقتصاديات الدولية عن طريق التجارة الدولية. ولكن عمليا فالذهب يعطل التجارة الدولية بسبب خنقه لتطور وتقدم ونمو الاقتصاد المحلي وتسببه في الأزمات الاقتصادية التي تؤدي بالتالي لعدم التزام الدول بتعهد الربط بالذهب. وقد كانت فكرة عزل أثر النقود تماما من دراسة الإنتاج والسوق المحلية، هو الفكر الاقتصادي…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

حلم الإسلام السياسي يتلاشى

الخميس ٣٠ أكتوبر ٢٠١٤

م يكن غريبا أن يتصدر الإخوان المسلمون المشهد السياسي في تونس ومصر بعد الثورة في كل من البلدين لكونهم الفريق الوحيد الأكثر تنظيما بين التيارات الموجودة على الساحة وقتها، غير أن التخبط الذي ارتكبه الإخوان في مصر لم يحدث ما يماثله في تونس، ولعل الوعي الجمعي التونسي كان بحكم الفترات السابقة أقل تأثرا بالخطاب الديني المؤدلج، ولذلك لم يتمكن إخوان تونس من السعي لـ"التكويش" على كل شيء كإخوان مصر. ومع عزل إخوان مصر عن الحكم، وفشل إخوان تونس في الفوز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية قبل أيام، وحلول حزب النهضة ثانيا بعد حزب نداء تونس، تظهر استفادة إخوان تونس من الدرس المصري، فلم يخربوا ويفسدوا بل شككوا على استحياء وأعلنوا القبول بالنتائج، وهي حركة ذات نظرة بعيدة المدى، فهم يسعون لاستمرار القبول الشعبي، وما داموا حلوا ثانيا فمن الممكن برأيهم أن يعاودوا الكرة للبحث عن الصدارة من جديد بدل أن يخسروا كل شيء كما حدث مع إخوان مصر. المسألة بطبيعة الحال…

خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

نقاشات أمة يتجاوزها الزمن!

الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤

ظهرت أخبار حول إمكانية الترخيص لدور العرض السينمائية في البلاد ولكن ذلك لا يعني أن دور السينما سوف تصبح أمرا واقعا في بلادنا لعدة أسباب أهمها أن صوت العقل والمنطق لا قيمة له أمام سطوة العناد الأجوف فمهما حاولت أن توضح بأن الأفلام الخاضعة للرقابة التي تعرض عبر دور السينما أفضل من الأفلام غير المراقبة التي تعرض عبر القنوات التلفزيونية المشفرة وغير المشفرة أو عبر الإنترنت فإن ذلك لا يعني شيئا لقوى العناد والتغطرس التي ترى في الاحتكام إلى المنطق انتصارا لخصومها الوهميين معتمدة في غطرستها هذه على رأي قطاع عريض من المجتمع سوف يردد عبارته السلبية المأثورة: (وهل انتهت مشاكلنا كي نناقش مسألة السينما؟)، ما هو الحل في هذه الحالة؟، الحل هو أن يتدخل العالم المتقدم دون قصد ويبتكر اختراعا تكنولوجيا يجعل دور السينما من التراث بحيث يتمكن الناس من مشاهدة السينما بصورة فردية أو جماعية دون حاجة للمتغطرسين تماما مثلما انعدمت الحاجة لمحلات الفيديو التي أحرقها المتشددون في…

جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

مخاتلة (مجلس الوزراء وعبدالله بن مساعد)

الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤

قرار مجلس الوزراء الأخير بالموافقة على استحداث 17 نادياً جديداً مهم، لكن هل هو أولى خطوات الرئيس الجديد لرعاية الشباب، أم أنه قديم مر عبر المسارات البيروقراطية؟ عبدالله بن مساعد أمام تحدٍ مختلف، فدوري كرة القدم الذي كان مجال الحركة الوحيد للرئاسة أصبح خارج سلطته لعشرة أعوام، ما يقتضي رؤية تتجاوز الصندوق وتستهل معنى جديداً لهذه المؤسسة التي خسرت الثقافة أولاً ثم اجتنبت كل دور حتى ولجت قمقم اتحاد كرة القدم. المؤسسة اسمها الكامل «الرئاسة العامة لرعاية الشباب»، لكن خللها أنها لم تهتم يوماً بالرعاية أو الشباب، إلا إذا كانت بيوت الشباب المتناثرة تعتبر رعاية لهم. هي بحاجة إلى أن تعيد تأسيس ذاتها، وأن تبدأ الاهتمام بالشباب بدءاً من المدارس حتى الجامعات، وأن تعنى بالرياضات الفردية وتطويرها، وأن تجعل متنفسات الشباب في المدن والقرى أكثر من كاميرات «ساهر». عبدالله بن مساعد كان المحور في دراسة سابقة لتطوير «الرئاسة» غير معروفة نتائجها وسبب عدم تطبيقها، ولديه رؤى يتحدث بها الرياضيون، وبإمكانه…

جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

جدار الماء (سؤال الموت!)

الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤

الكاتب المتألق والزميل المشاغب جاسر الجاسر حرّضني على كتابة هذه المقالة بعد مقالته المُعنوّنة بـ«قاتل الله الأصدقاء»، تحدث فيها عن كيف تحوّل أصدقاؤه وزملاؤه إلى كتّاب كوارث، إذ يقول في مقالته إن جميلاً لا يستفزه للكتابة سوى وقوع حرب أو حدوث تفجيرات. خلال الفترة الماضية يسألني أصدقاء وقراء كرام عن أسباب عدم الكتابة إلّا في الملمات. وعندما زرت ناشر هذه الصحيفة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في مكتبه بالرياض أخيراً سألني: «لماذا لا أراك تكتب في الفترة الأخيرة؟»، وعلى رغم التطورات الإقليمية، وتسارع الأحداث، وتشابك المواقف الدولية، وظهور «دواعش» في الداخل كما في الخارج، حقاً لم أجد إجابة «كاملة الدسم»، ولا كلمات كاملة الدسم أيضاً تعبّر عن حال القهر الإنساني من وضع «مأسوي» يرى فيه المجتمع الدولي المذابح والمجازر الجماعية بحق نساء وأطفال أبرياء ويصمت، حتى اختلطت العبارات بـ«العبرات» على صفحات سوداء في تاريخ البشرية. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حذّر قبل فترة قليلة الأسرة الدولية بقوله:…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

عندما تتوافر عناصر النجاح الثلاثة..

الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤

للنجاح ثلاثة عناصر رئيسة، ومن الصعب أن ينجح مشروع ما دون هذه العناصر الثلاثة: فكرة، وقائد ملهم، وفريق عمل مخلص يؤمن بالقائد وبرؤيته، ويعمل على تنفيذ هذه الرؤية بجدية واهتمام. هذه العناصر الثلاثة اجتمعت قبل 16 عاماً في دبي، حين استدعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، إلى بقعة صحراوية خارج مناطق العمران في دبي، وقال له: «هذا هو مكان مشروعنا الجديد، هنا ستكون مدينة الإنترنت، وبعد عام واحد فقط أريد أن نحتفل سوياً بافتتاحها». الفكرة كانت غير تقليدية، وتحمل جرأة ومخاطرة، ففي ذلك الوقت كانت شركة «غوغل» في بداية عامها الأول، ولم تكن أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي قد ظهرت بعد، ولم تنتشر الثورة الرقمية، ولم تعرف المنطقة بعدُ الخدمات الإلكترونية أو الذكية، لأن الهاتف الذكي ظهر بعد هذا التاريخ بتسع سنوات، لكن كان هناك استشراف للمستقبل، وكانت دبي تتهيأ وتستعد لاحتضان التطورات المذهلة في عالم التقنية بمدينة متكاملة للإنترنت،…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

وضع الحروف على النقاط!

الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤

ظلت الشعوب العربية سنيناً تنتظر الفارس الذي سيأتي على حصان أبيض، أو قلم أبيض، ليكون البطل الذي «يضع النقاط على الحروف» ... كي يحصل الناس على جملة مفيدة تفسر ما يجري حولهم. أُلبس هذا اللقب شخصيات وأشخاصاً عديدين ممن وُصفوا في المانشيتات التبشيرية العريضة بأنهم هم الذين جاؤوا لمناصبهم أو مواقعهم من أجل: وضع النقاط على الحروف، لكننا بعد مدة بسيطة من الاستبشار والأمل سنكتشف أن الحروف ما زالت عارية من النقاط ومبهمة وغير مفهومة. والآن، فإن فهم ما يجري حولنا وفينا وعلينا لم يعد محتاجاً إلى نقاط فقط بل إلى حروف جديدة، غير الحروف التي تلوثت لسنين طويلة بالوعود المكذوبة والنوايا المشبوهة. الانقلاب الحاصل في الوطن العربي الآن يوحي بأن أحداً جاءنا على غفلة ووضع الحروف على النقاط بدلاً من العكس الذي كنا ننتظره! العالم العربي يحتاج إلى تنقيط حروفه السياسية، فهو في حيرة حتى الآن لا يدري بأي لغة يكتب تاريخه السياسي وبأي صيغة يضع دستوره المدني. ويحتاج…