الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
ـ مدير تعليم جديد؛ مؤدب وطيب ويريد أن يعمل بجدية ونزاهة كما يقول المقربون منه الذين لا يؤخذ من أمثالهم في العادة؛ يعقد اجتماعاً مغلقاً، مع لفيف من الذين يفقهون والذين -من عقود- لا يفقهون بل يستمعون ويرددون كالببغاء كل ما يسمعون. ــ في أول الأمر يُصرح المدير بأن البيئة التي جاء إليها طاردة، وأن الحال فيها لا يعجبه؛ الحضور يهزون رؤوسهم «أو بالأحرى ما يشبه الرؤوس» إعجاباً بما سمعوا. يمارسون عاداتهم السيئة التي فعلوها مع الذين كانوا قبله والذين سيأتون من بعده «كله تمام معاليك» .. مسيلمة لم يمت بعد!! ــ خارج القاعة يتحول التصريح التحفة إلى كرة ثلج متدحرجة، وكل يضيف إليها ما يشاء من الأكاذيب والتلفيقات والبهارات الحارة، وحينما يخرج بعض المجتمعين مع سعادته يؤكدون رفضهم لما قاله، ويزعمون أنه يتجاوز الوصف وأنه أسوأ مما يتوقعه الأسوياء.. مسيلمة لم يمت بعد!! ــ تدور كرة الثلج؛ المدارس تئن تحت سوط الإهمال، والمقربون الكبار أشبه بالتحف المحنطة. بينما ينشغل…
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
هنأ الرئيس الإيراني السيد حسن روحاني الشعب الإيراني بحصول الفريق الإيراني الأولمبي للمعاقين على 120 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، وذلك خلال مشاركة هذا الفريق في الألعاب الآسيوية في إنشيون بكوريا الجنوبية. ومن المعروف أن الشعب الإيراني تواق ومحب للرياضة ولديه إحساس وطني وتفاعل كبير مع مثل هذه المناسبات، فهنيئا له هذه الإنجازات. غير أن هذه الفرحة ما لبثت أن اصطدمت بجدار الجرائم الشنيعة التي تعرضت لها بعض النساء والفتيات الإيرانيات من خلال رش مادة الأسيد عليهن من قبل مجهولين بحجة ما يطلق عليه في إيران «الحجاب السيئ»، وهو ما رفضه التيار الأصولي، معتبرا أن من قام بهذه الحوادث هو مدعوم من الخارج لإثارة البلبلة في الداخل. وبين فرحة الشعب الإيراني بتلك الميداليات وغضبه من تلك الجرائم لا يزال الإيرانيون في انتظار ما ستسفر عنه أولمبيات أخرى، وما الذي ستناله إيران من ميداليات في هذا الماراثون. نسير مع القارئ في هذا المقال لمعرفة هذه الأولمبيات واستشراف حظوظ إيران فيها. وقد يكون…
الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤
"مجتهد" وغيره من العملاء المستأجرين في الداخل والخارج يسعون جهدهم لزعزعة استقرار هذا الكيان من خلال زرع الإشاعات، فالمملكة مستهدفة في ظل القلاقل المحيطة في بعض الأقطار العربية هذه هي المرة الثانية التي أكتب فيها عن الشخصية أو الشخصيات الغامضة التي تتدثر تحت اسم "مجتهد" أو غيره من المعرفات التي تموج في سماوات التواصل. كانت المرة الأولى -كما لا زلت أتذكر- تعليقاً مني بمناسبة تغريدات عدة من "مجتهد" طالت صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال نقاهته من العملية التي أجراها -يحفظه الله- في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني. حينها سعى "مجتهد" بكل ما أوتي من بعض التسريبات وبكل ما أوتي من تقصد وتعريض لزعزعة استقرار الوطن، والتأكيد في تغريداته وبشكل متتابع على نشر الإشاعات المضللة حول صحة خادم الحرمين. كل هذا التأجيج جاء في محاولة استباق من "مجتهد" لأي قدر سماوي، وعزز عنده هذا التوجه التكتم الشديد حينها وعدم صدور أي تقارير أو أخبار طبية من غرفة…
الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤
كُتب على السعودية أن تكون المسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في أسواق النفط العالمية. إن ارتفعت أسعاره فالسعودية مُتهمة. وإن انخفضت فهي متهمة أيضا. إن احتاج الاقتصاد العالمي توازنا بين العرض والطلب اتجهت الأنظار للرياض المنتج المرجح. هذا قدر أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وبالطبع هذه مسؤوليتها ويجب أن لا تتخلص منها، وعليها كذلك تحمل تبعاتها مهما كانت. خلال الأسابيع القليلة الماضية فاجأت أسعار النفط العالم بأسره، فانخفضت لأكثر من 20 في المائة، وكان من الطبيعي أن تتجه الأنظار نحو من؟ بالتأكيد نحو السعودية. المنتج المرجح ترك الأسعار دون أن يبادر بتخفيض إنتاجه للمحافظة على الأسعار في مستوياتها السابقة، ودون أن تكسر حاجز المائة دولار، وهو ما فتح الباب أمام نظرية المؤامرة بأن الرياض تفعل ذلك بشكل مخطط له ولأسباب سياسية، فزادت التكهنات وارتفعت الأصوات ونسجت الحكايات، فالهدف من خفض الأسعار هو ضرب الاقتصاد الروسي وكذلك الإيراني، بالطبع وجدت النظرية من يروّج لها ويستخدمها وكأنها حقيقة مسلّم بها. وبعيدا…
الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤
شاءت الصدف أن أكون جالساً في إحدى المناسبات قبل أسبوع بين ثلاثة أصدقاء، وجميعهم ملاك ورؤساء تنفيذيين لشركات مقاولات وشركة كهرباء وميكانيكا كبرى تعمل في المملكة. تناول الحديث كما تتوقعون المشاريع وبطء التنفيذ أحياناً، وأحياناً تعطل المشروع لأعوام وكيف أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بدأ يوكل لشركة «أرامكو» السعودية بعض المشاريع العملاقة لثقته بأدائها والتزاماتها، وهي مبادرة رائعة لأنها أنقذت ونفذت الكثير بأزمنة قياسية وجودة عالية. سألت أحدهم لماذا خرجت هذه الظاهرة عندنا، وأقصد تأخر المشاريع وتعثرها، وكان الجواب على الشفاه وبلا تردد. أن طبيعة العقود الحكومية التي تخضع ومنذ عقود إلى نظام مشتريات أكل عليه الدهر. يقول صديقي بأن العنصر الأهم في نظام المشتريات لدينا في المملكة ما زال هو السعر، خلافاً لما هو معمول به لدى «أرامكو»، حيث السعر يأتي ثانياً، وربما ثالثاً. ليس «أرامكو» فقط، بل أن البنك الدولي الذي يمول آلاف المشاريع حول العالم يضع وزن السعر أو ثقله في التقييم عند حد ٢٠ في…
الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤
نبّه أحد الزملاء في مجموعة "واتساب"، خلال الأيام الماضية، على أن هناك انتشاراً جديداً لفيروس كورونا في الطائف. أكد الزميل أن أحد أطباء مستشفى الهدا توفي متأثرا بإصابته بالفيروس، وأن هناك حالات أخرى في مستشفيات المحافظة. صدقاً لم أتوقع أن تكون هذه المعلومة صحيحة، خصوصاً أننا تعوّدنا من الوزير الجديد قدراً كبيراً من الشفافية والمحاسبة التي طالت كبار التنفيذيين في صحة جدة، فماذا حدث؟ ظهرت بالأمس معلومات تشير إلى قيام الوزير بزيارة مستشفيات المحافظة، بل اعترفت الوزارة بأمور أكثر خطورة، من ضمنها تعرض أحد مرضى الفشل الكلوي للمرض ووفاته، وهو من مستخدمي مركز غسيل الكلى في مستشفى الملك عبد العزيز. بنهاية الزيارة أصدر مركز القيادة والتحكم في الوزارة مجموعة من الإجراءات التي يجب الالتزام بها لضمان التعامل مع الوضع القائم. إذاً فنحن بصدد طريقة تعامل جديدة تختلف عمّا أقرّه الوزير عندما زار محافظة جدة بداية تسلمه مهمة الصحة. المعيار الأهم لهذه الطريقة هو السرية، إذ ذكر مسؤولون في المحافظة أن…
الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤
الشريعة لا تتشوف للبحث عن المنكر، وتصرفات "داعش" مخالفة لها، وإذا تُرك الأمر للمتشددين وضغطهم وتجمعاتهم حتى ضد العلماء؛ فإن الأمر قد يستفحل لنتحول لحالة لا يمكن السيطرة عليها لا سمح الله رأينا تلك المقاطع المؤسفة من متطرفة داعش وأخواتها، وكيف أنهم أقاموا حد الرجم على تلك المرأة المسكينة، ثم فعلوا الأمر مثله بعد أيام وهكذا! ومثله ما تفعله الجماعات المتطرفة في نيجيريا والصومال، ولك أن تتخيل أثر ذلك على العالم كله! لن أتحدث عن حد الرجم نفسه، ولكن سألقي نظرة سريعة لمجموعة من تصرفات النبي -عليه الصلاة والسلام- مع أولئك الذين أقام عليهم الحد، أو ممن اتهموا بالزنا، لنرى كيف حكمة النبي -عليه الصلاة والسلام- ورحمته بأمته، وأن الشرع لا يتشوف إطلاقا لتطبيق هذا الحد أصلا، ولذا وضع له شروطا من الصعب جدا تحققها، إن لم تكن مستحيلة. كما سأتحدث حول بعض الحوادث التي ترك فيها النبي -عليه الصلاة والسلام- أناسا دارت عليهم الشبهة، واشتهروا حتى بالسوء. أولا يجب…
الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤
اتفاق عام، منه المعلن ومنه المستتر، على أن تركيا هي البوابة الأبرز لعبور الجماعات الجهادية إلى سورية، ولا يزال العشرات يعبرونها، ذهاباً وإياباً، يومياً بحسب تقارير غربية. بعض الدول الغربية لا يهمها الداخلين قدر خشيتها من العائدين، وهو خوف يتزايد بعد حادثة البرلمان الكندي. التقارير لا تتهم المؤسسة الرسمية مباشرة، خصوصاً الآن، لكنها تحيل الأمر إلى سهولة رشوة الجنود، وأن الإرهابي يكفيه 10 دولارت من أجل الدخول إلى الأراضي السورية، وإن نحو خمسين شخصاً يدخلون يومياً بهذه الطريقة. حجاج العجمي قال في لقاء له مع «روتانا» إنه دخل سورية مراراً عبر تركيا، وكأن الحدود ممسوحة أو غير موجودة، ما يعني اعتياد الجميع العبور مهما كانت أهدافه. التهريب عبر الحدود نشط حتى في مجال النفط، أما تهريب الأفراد فهو تجارة رابحة تكلف الفرد من 200 إلى 300 دولار، إلا أن أشد المناطق صعوبة إلى درجة الاستحالة هي المحاذية لمراكز الأكراد، إذ تشتد الحراسة والرقابة، أما المناطق الأخرى فهي يسيرة ومتاحة. الموقف…
الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤
الحرب هي ممارسة للسياسة، لكن بأسلوب مختلف، مخضب بالدم. تقول القاعدة الذهبية: يجب أن يكون لكل حرب هدف سياسي واضح تسعى إلى تحقيقه. الحرب التي ليس لها هدف، أو أن هذا الهدف ليس واضحاً وضوح الدم والتضحية، هي حرب غبية، وعرضة للفشل. ترى ما هو الهدف السياسي للحرب الدائرة حالياً على «داعش»؟ لا أحد يملك إجابة عن السؤال، أو أنه يملك إجابة لكنه لا يفصح عنها. حتى الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو الذي يقود التحالف في هذه الحرب، إما أنه لا يملك إجابة، وإما أنه يريد الاحتفاظ بالإجابة لنفسه. هناك سؤال آخر، هل كل أعضاء التحالف في هذه الحرب على بينة من هذا الموضوع؟ المفترض أنهم كذلك. وإذا كانوا جميعهم يعرفون الإجابة، وهذا المتوقع، فلماذا لا يفصح أحد منهم عنها؟ سيقال إن الأمر واضح وضوح الشمس: الحرب على «داعش» هي جزء من الحرب على الإرهاب. وفي هذا الإطار هي حرب على تنظيم إرهابي متوحش، يجب وجوباً القضاء عليه. وهذا بحد…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤
التقيت، خلال المشاركة في «منتدى أبوظبي الاستراتيجي» الذي دعا إليه «مركز الإمارات للسياسات»، بعدد من المتابعين للشأن اليمني، ودارت نقاشات حول مجريات الأوضاع ومحاولات فهم كيفية تدهورها وانزلاقها بسرعة فائقة نحو هاوية سحيقة، واستشراف القادم وموجهاته. وكان الجامع المشترك، هو القلق من الامتداد الجغرافي الذي وصلت إليه جماعة «أنصار الله - الحوثيين»، والتساؤل عن الحدود التي سيقفون عندها، وما حقيقة أهدافهم، وكيف كان يسيرا عليهم تجاوز كل الخطوط الوهمية التي كانت تفصل، حتى وقت قصير مضى، بين المكونات المذهبية في اليمن. وواقع الحال أن الإجابة ببساطة عن كل ما سبق هي أن كامل كيان الدولة تهاوى، وسقطت قيمتها المعنوية والمادية أمام الضربات المتلاحقة من المتضررين لخروجهم من المشهد السياسي والراغبين في استعادة أدوارهم، وكذلك من ضعف القابعين حاليا على قمتها، وأيضا رغبات وجشع القوى السياسية وابتعادها عن المصلحة الوطنية. وليس مستغربا تواري ما تبقى من مؤسسات الحكم المتهالكة أصلا بعد عقود من التهميش لدورها وضرب قواعدها. وزاد الأوضاع سوءا ارتباك…
السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤
المقاطع التي تبث من قبل داعش سواء كانت جز الرؤوس أو سبي النساء أو تطبيق الحدود بشكل متعسف أو ترويـع الناس هي أفعال بربرية همجية لا يمكن أن تلحق بالإسلام كدين جاء للسمو بالبشرية مجتمعة والمحافظة على النفس والمال والعرض وفق آليات مقننة ويكون تنفيذها عبر هيكلة إداريـة محكمة يكون فيها ولي أمر وقضاء وجهاز تنفيذي يخضع لولي الأمر، أما أفعال داعش فهي أفعال قوم لم يفهموا الإسلام كنظام له دستور ينظم العلاقات بين أفراد المجتمع، هم قوم تلقوا تعليمات سمعية عن الدين من أدعياء للإسلام تعلموا أقوالا وأفعالا مغلوطة وحشية انتزعت من سياقها التاريخي وقدمت على أن هذا هو الإسلام. ولأن المتلقي لهذه الأفعال يتماثـل مع الدواعشة في عدد من سياقات الأحداث التاريخية والعلل جعل دواعش الداخل يصفقون لتلك الأفعال المشينة التي أضرت بالإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض.. ظل هؤلاء المتلقون متأرجحين إما مؤيد أو معارض (لكنه لا يعرف كيف يثبت معارضته لأفعال حدثت في التاريخ الإسلامي).. وهذا…
السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤
في كل مرة يبرهن الجيش العراقي وميليشياته الدموية أنه عدو الجميع في العراق، بدءاً بسكانه، وأنه ما زال يرتدي بدلة نوري المالكي السياسية، ومع ذلك فهو جبان لا تتجاوز غضبته حدود المدنيين والعزل، ولا تتعدى رؤيته موطئ قدمه الطائفي، فكان مصيره الهرب والسقوط، على رغم أن طائراته تقصف الحي كاملاً إن بلغها وجود أحد أفراد الجماعات الجهادية فيه، وليس له من فعل سوى خطاب دعائي يستحضر ذكريات الصحاف. كوباني الصغيرة المعزولة والمحرومة من كل سند، حتى ليبدو أن الجيش التركي أحد محاصريها والعازمين على إسقاطها، ما زالت تقاوم منذ خمسة أسابيع على رغم أن «داعش» جاءها بوهج قوته وعتاده وسطوة انتصاراته، فحال دونه وهذه البلدة شباب المنطقة وفتياتها، وصمدوا أمامه محطمين أسطورته المرعبة، ومع ذلك فإنه كلما انتكس في كوباني عاد إلى العراق فأحرز فيه انتصاراً يحمي سمعته ويعزز معنوياته. لو أن الجيش العراقي ومعه ميليشيات الحشد الشعبي طابورُ إعدامٍ أمام عناصر «داعش» لنفدت ذخائر عناصر التنظيم قبل القضاء عليه…