السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤
قرأ لي أحد الأصدقاء جملة كتبها شيكسبير. كان مندمجاً بها جداً حتى كاد يرتّلها من شدة استمتاعه بقراءتها. تمعنت فيها قليلاً ثم راودني سؤال: ماذا لو قرأ هذه الجملة دون أن يعلم من كتبها، هل كان سيعجب بها إلى هذه الدرجة؟ أجريت هذه التجربة أكثر من مرة: أقرأُ بيتاً من الشعر وأقول لجليسي بأنه لفلان، وأذكر له اسماً غير معروف، فلا يتفاعل معي رغم أن البيت لشاعر عربي كبير. ولو تمعنا قليلاً لوجدنا أن العرب يحنّون إلى كتابات الأولين، من روائيين ومفكرين وشعراء، أكثر من أعمال المعاصرين، حيث يوصَف المعاصرون بأنهم سطحيون يصعب عليهم الوصول إلى القامات الأدبية أو الفكرية أو الفنية أو الغنائية القديمة. والسؤال هو: هل فعلاً يعاني المعاصرون من السطحية؟ لو نظرنا إلى النزعات الاجتماعية اليوم لوجدنا إشارات كثيرة توحي بأن «المُستهلِك» ينغمس في السطحية أكثر كل يوم. فقديماً كان معدل كلمات الرواية يصل إلى 60 ألف كلمة، بينما يتراوح اليوم بين 20 و40 ألف كلمة (باستثناء…
د. علي الطراححاصل على درجة الدكتوراه من جامعة متشجن الأميركية في عام 1984 . عمل مستشاراً ورئيساً للمكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت في واشنطن 1989-1992 ومستشاراً إعلامياً ورئيس للمكتب الإعلامي في سفارة دولة الكويت في واشنطن 1992 - 1995 . عميد كلية العلوم الاجتماعية، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت .
السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤
تنتشر الفوضى في اليمن لتنذر بمخاطر مزيد من التهاوي لتلك الدولة العربية المهمة، فالحوثيون يزحفون ساعين لتقويض الدولة اليمنية، ويتحركون وفق مخطط متفق عليه سواء مع قوى إقليمية أو عالمية، والمراد بهذا التحرك الوصول إلى حالة الفوضى العارمة ليلحق اليمن بحال شقيقاته سواء في ليبيا أو العراق أوسوريا. وقد استقطبت الساحة اليمنية للأسف اهتمام بعض المنظمات الإرهابية مثل «القاعدة» التي توسعت وتفاقم خطرها هناك، ليتحول اليمن إلى بؤرة استقطاب لكل أنماط الإرهاب والمتطرفين ذوي السلوك الأحمق الذين ابتيلنا بهم في الأونة الأخيرة في أماكن كثيرة من المنطقة العربية. ومن الواضح أن محاولات الدولة اليمنية قد لا تكفي وحدها حيث إن المخطط ربما يتجاوز ما تحمله الدولة من مشاريع من شأنها أن تساعد في الخروج من الأزمة. ويقع اليمن ضمن الإقليم الخليجي إلا أن الاهتمام على مستوى مجلس التعاون ما يزال يحمل بعض التردد أحياناً تجاه الانخراط في مزيد من الاهتمام بما يجري في اليمن، مع أن دول الخليج العربي ليست…
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤
يجادل كيفن ماكدونالد، أستاذ علم الاجتماع في جامعة ميدلسكس البريطانية، أن «داعش» كظاهرة لا يرجع في الفكر والممارسة إلى القرون الوسطى بحسب ما تقول تصريحات المسؤولين السياسيين والصورة الشائعة عنه. ويوضح ماكدونالد، في مقال نشرته صحيفة «ذي غارديان» البريطانية قبل أيام، أن «داعش» ينتمي إلى الحداثة التي أسستها الثورة الفرنسية، مستشهداً بذلك بفقرات من مؤلفات أبي الأعلى المودودي وظهرت في خطبة «الخليفة» أبي بكر البغدادي في المسجد الكبير في الموصل. ويرى أن الإسلام الجهادي يوفر للشباب المسلم فرصة إبداء تمسكه الحقيقي بدينه، على الضد من أهالي هؤلاء، الذين يعتبرون الإسلام، وفق الجيل الجديد من الجهاديين، مجرد «تقليد وثقافة». يتيح «داعش» للشبان المسلمين فرصة الانتماء إلى مشروع سياسي ديني ودنيوي تقوم أسسه على فكرة السيادة التي وضعتها الحداثة الأوروبية واشتغل أبو الأعلى المودودي على نقلها إلى الإسلام، على ما يرى ماكدونالد. مقالة الأستاذ البريطاني من الكتابات القليلة التي تحاول سبر الأبعاد الاجتماعية والثقافية لظاهرة تنظيم «الدولة الإسلامية» والخروج من كليشيهات الترهيب…
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤
تظل مقاومة التغيير والممانعة من الطبيعة البشرية عند تلقي كل شيء جديد وهناك ثمة اختلاف بين (التغير) و(التغيير) فالأخير يتدخل الإنسان في إحداثه وغالباً ما يكون مخططاً له للوصول إلى أهداف محددة؛ بينما التغير فإنه يكون تلقائيَّاً وعشوائيَّاً وليس مقصوداً بحد ذاته. ربما قد يجهل كثير من الأجيال الجديدة أن «تعليم» المرأة وليس شيئاً آخر كان بعض أفراد المجتمع يقف ضده في عهد الملك سعود؛ وربما يغيب عن بعضهم أنه عندما صدر قرار بتعليم المرأة تم وضع العسكر أمام مدارس البنات لعدة أشهر لحراستها من المعارضين لحين استتباب الأمور!! وقد كان رد الملك فيصل عندما كان ولياً للعهد من أجمل وأحكم وأبسط الردود للمعارضين عندما قال «إن فتح المدارس للفتيات هو أمر من جلالة الملك سعود، والذي لا يرغب في إلحاق بناته بالمدرسة فله الحرية بذلك»! أسوق تلك القصة للمعارضين لوجود السينما وقوفاً ضد التغيير.. فالسينما كانت موجودة قبل 30 عاماً وجاءت الصحوة وألغتها والذي يشعرنا بالحسرة أن السينما موجودة…
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤
أعتمد دوماً إحصائية ذاتية، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا الشرف والأسرة والكرامة. تقول معادلتي إن المُعلن من هذه القضايا لا يتجاوز 10 في المائة، والعقوبات لا تطول أكثر من 20 في المائة منها. طبقت هذه النظرية على كثير مما أشاهده من قضايا المخدرات والشرف والاعتداءات الجنسية، فوجدتني أمام مشكلة حقيقية، على أن هذه النظرية قريبة جداً مما تتوقعه الإحصائيات العالمية، وليس المحلية. مما يدفع بي للخوف من أن أرقامي هذه متحفظة، ذلك أن مجتمعنا من أقسى المجتمعات في التعامل مع أصحاب السوابق من هذا النوع، وأن تدمير مثل هذه القضايا "إن هي اشتهرت" يطول كل الأسرة، وقد يتجاوزها. هذا مصدر قلقي وأنا أقرأ أن 16 طالبة من طالبات المرحلة الثانوية في محافظة جدة تمت إحالتهن إلى مراكز "الإرشاد المعنوي والمعرفي والسلوكي" بسبب تورطهن في قضايا ترويج واستخدام المخدرات، وما تبعها من تكوين علاقات مشبوهة وسلوكيات مرفوضة. إن كانت إحصائيتي الذهنية دقيقة فالعدد سيكون في حدود 800 طالبة. ذلك أمر جد خطير،…
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤
لم يتعرض منصب سياسي للسخرية والدعابة مثل منصب نائب الرئيس في أميركا. أيام كان ليندون جونسون في هذا الموقع، قال إنه مليء بالرحلات حول العالم ورئاسة اللجان الفارغة واللاشيء. ليس للرجل ما يفعله في الإدارة سوى الانتظار: إما أن ينتظر نهاية ولاية رئيسه فيرشح نفسه، كما فعل جورج بوش الأب، وإما أن ينتظر مقتله فيحل محله، كما حدث مع جونسون نفسه بعد اغتيال جون كيندي، وإما أن ينتظر استقالته، كما حدث مع ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. الاستثناء الوحيد كان في رئاسة جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني. الأخير كان هو الحاكم الحقيقي. حتى ذبح الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف، كان باراك أوباما يتصرف مثل نائبه جو بايدن. لا صلاحيات ولا قرار وجولات حول العالم، كما قال جونسون. صور بلا حدود. طالع إلى هليكوبتر، نازل من «بوينغ». وخلفه ميشيل وابنتهما، وخلف الجميع حكايات لم تظهر بعد. لكن أحداث العالم لا صبر لها على انتظار أن ينتبه الرئيس الأميركي إلى أنه انتُخب رئيسًا…
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤
تتردد كلمة الإلحاد بكثرة في هذه الفترة على صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت وعلى ألسنة العديد من الناس في محاوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يكاد يمر أسبوع دون أن يخرج علينا كتاب يدعو صراحة إلى الإلحاد ونبذ الدين والإيمان، حتى أن بعضهم لا يستحي من الكشف عن نفسه والإعلان صراحة بأنه «ملحد». وهنا يكمن الخطر الذي ينبغي التحدث عنه والتنبيه إليه قبل أن يستفحل في المجتمعات ويصبح ظاهرة مألوفة ومقبولة. والإلحاد ببساطة شديدة هو أن ينكر الإنسان وجود الله، أي رب العالمين وخالق الكون، وأن يكذّب بالرسل الذين بعثهم الله لهداية الناس، وينفي الكتب السماوية ولا يؤمن بالبعث والجنة والنار والجزاء في الآخرة. والإلحاد، حسب غالبية المصادر، ظاهرة غربية نشأت في الغرب وترجع أصولها إلى اليونانيين القدماء، إذ ولدت عندهم على يد الفيلسوف اليوناني «ديموقريطس» الذي اعتبر أن «ميلاد العوالم وموتها يرجع إلى الضرورة دون أن يخلقها الله». ومع تطور العقل الغربي وما شهده من صراع بين العلماء والكنيسة، إذ…
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤
يبدو العالم كله وكأنه اجتمع ليشن حربا جماعية على واحد من أصغر التنظيمات الإرهابية: «داعش»، فهل يستحق حقا هذا الحشد الدولي المكون من أربعين دولة؟ رأيي: «داعش» نفسه لا يتطلب سوى تعاون بضع قوات على الأرض محلية مع الولايات المتحدة تتولى مطاردة التنظيم واستئصاله، وستنجح في القضاء عليه. إنما الإرهاب، بشكل عام، يتطلب تعاضد مائة دولة لتطويقه وتخليص العالم منه، وهذا يشمل «داعش»، و«جبهة النصرة»، و«أحرار الشام» و«بوكو حرام» في مالي، و«أنصار الشريعة» في ليبيا، و«القاعدة» في اليمن، وغيرها من التنظيمات المتطرفة في سيناء، ومنطقة جنوب الصحراء الأفريقية، وحتى جماعة «أبو سياف» الإجرامية في الفلبين. هنا، يستطيع العالم أن يدعي أنه بتعاونه أدى عملا متميزا، وسيجد كل التأييد من المسلمين في كل مكان؛ فقد جلبت جرائم «داعش» من الغضب من المسلمين على هذا النوع من التنظيمات الإرهابية أكثر مما شاهدناه من قبل؛ ففي الماضي نجحت «القاعدة» في شق صف المسلمين عندما استخدمت في دعايتها قضايا مواجهة الاحتلال والدفاع عن المسلمين…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
أحب سعد «الدراسات التجارية»، وأراد استكمال دراسته في بلده بجامعة الكويت، لكنه لم يحصل على المعدل المطلوب للقبول، فقرر الاتجاه جنوباً نحو بلده الثاني الإمارات، وبالتحديد جامعة الشارقة، حينها قال لأهله، وكان هذا في عام 2002: «سأذهب لعام واحد فقط وسأعود بعد الانتهاء من السنة التحضيرية»، ولم يكن يدري أن القدر قد كتب له أن يبقى هنا إلى هذا اليوم، درس في الإمارات، وعمل فيها، وتزوج منها، فمنْ لا يحب الإمارات؟! بدأ سعد دراسته في كلية الاتصال (علاقات عامة) ولم يكتفِ بالدراسة فقط، بل عمل على اكتساب مهارات حيوية واجتماعية. قال لي سعد: «كنت أريد أن أعود إلى الكويت ويدي اليمنى تحمل شهادة علمية، واليسرى تحمل مهارة مكتسبة»! طرق سعد، وهو في التاسعة عشرة من عمره، بابَ التجارة، وجد حاجة الطلبة إلى من يغسل ويكوي ملابسهم فقام بافتتاح مصبغة، ثمّ اضطر ــ بسبب بعض العوائق القانونية ــ إلى أن يقوم بالغسيل والكي والتوصيل بنفسه، وحينما ضاق عليه الوقت، بين عمل…
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
تعرضت لموقف عصيب. ضاعت عليّ أغراض ثمينة للغاية. قلبت المنزل رأسا على عقب؛ للبحث عنها دون جدوى. ظللت على مدى يومين في حالة نفسية سيئة لا يعلم بها إلا الله. أحاول أن أعمل فلا أستطيع. أحاول أن آكل فلا أستطيع. ليس لي مزاج لأقوم بأي شيء. كلما هممت بالقيام بعمل تذكرت ما ضاع مني وفقدت شهيتي. لمت نفسي طويلا بسبب عدم عنايتي بأغراضي كما ينبغي. وبخت نفسي أكثر من مرة. عشت أياما حالكة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. لا يوجد فيها نور أو أمل. ظلام دامس يكتنف حياتي منذ أن أصبح حتى أمسي. قبعت داخل كابوس طويل لم أقدر أن أخرج أو أفر منه. بعد عدة أيام مظلمة، عقدت مع نفسي مؤتمر مصارحة استذكرت فيه كل الأشياء الجميلة التي ما زلت أمتلكها ولم أضيعها بعد. دعوت نفسي أن أتمتع بها ومعها وأسعد بالقرب منها، وأسأل الله أن يعوضني خيرا مما ضاع مني. لم يكن الأمر هينا. لقد كنت كمن…
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
تميل نفوس المجتمعات ذات النزعة الدينية عادة إلى ربط الأخلاق، كالصدق والوفاء بالعهد والأمانة، بمقدار تدين الرجل بدين المجتمع. فإن أظهر الإنسان عدم اعتقاد بدين المجتمع أو عدم التزامه به ضعفت ثقة الناس به، واتُهم في أخلاقه بشكل عام. ولهذا يحرص الملحدون في الغرب على إخفاء اعتقاداتهم، إلى دعوى الاعتقاد بإيمان في منزلة بين المنزلتين، منزلة الإلحاد المطلق ومنزلة الإيمان المطلق بالمسيح أو نحوه، وهي منزلة عدم الإثبات أو النفي. ولكن هل للأديان عموما، الغيبية منها والعُرفية، أثر في إيجاد الأخلاق؟ أم أن الأخلاق هي فطرة تولد مع المرء أصلا والأديان قد تُتَممها أو قد تصنف أصحابها اجتماعيا؟ وقد قال رسولنا عليه السلام، ما يشير صراحة أو ضمنا إلى أن الأخلاق تولد مع المرء، وليست مُكتسبة بالدين. فأما ما جاء في هذا المعنى صريحا، فهو في قوله عليه السلام المروي في صحيح مسلم «تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام» فأثبت هنا أن الأخلاق تولد مع الإنسان فطرة…
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
اذا كان القضاء على الارهاب سيعتمد على تنسيق مع النظامين الايراني والسوري، ومع ميليشيا «حزب الله» (اللبناني/ الايراني)، ومع حكومة عراقية تعوّل على جيش تلاعب الايرانيون بعقيدته القتالية ورفدوه بميليشيات شيعية، فهذا يقترح في المقابل ضرورة التنسيق مع الارهابيين أنفسهم، مع «القاعدة» و «داعش»، لأن النواة الصلبة لمقاتليهم كان ضباطها وأفرادها في سجون تلك الأنظمة وخرجوا أو تخرّجوا، هربوا أو هُرِّبوا، ليشكّلوا التنظيم الأكثر تطرّفاً ووحشية. طبعاً، لا أحد يعتقد بإمكان حصول تنسيق مع هؤلاء، إلا أن وجود الأنظمة الثلاثة في مؤازرة أي «تحالف» دولي - اقليمي «ضد الارهاب» يرسم الكثير من علامات الشك والاستفهام فوق الهدف المتوخّى من أي حرب يشنّها هذا التحالف. فظاهرها المعلن والمعبّر عنه بـ «إنهاء داعش» يمنح تغطية لأجندات كثيرة غير معلنة تتعلّق بمستقبل دول الاقليم، تحديداً بمستقبل سورية والعراق على نحو أوليّ. كان الاعتماد على قوات «البيشمركة» الكردية اجراءً طبيعياً فرضته ضرورتان، تعويض انكفاء الجيش الحكومي ووقف التوسع «الداعشي»، لكن برّرته أيضاً الحاجة الى…