الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠١٤
عمل الإخوان المسلمون على تسويق أنفسهم سياسياً وإعلامياً على أنهم حركة اعتدال ووسطية وأن البديل منهم هو جماعات إرهابية وتكفيرية، وتناسوا أن محاضن جماعات العنف والتكفير في العالم العربي إنما كانت إخوانية، وأنهم صنعوها لكي يتمكنوا من تسويق التنظيم الرئيسي للإخوان. ومثلت الأحداث التي عصفت بالعالم العربي خلال السنوات الثلاث الأخيرة وتجربة حكم «الإخوان» لمصر والأدوار التي قاموا بها في تونس وليبيا واليمن وغيرها درساً عملياً لمن أراد أن يعرف حقيقة هذا التنظيم والدور الفعلي الذي قام به في تدمير الأوطان وليس تغيير أنظمة الحكم في تلك الدول. وعلى رغم هذا فإن العقول التي تمكن تنظيم الإخوان من تلويثها لم تتمكن من التفكير خارج السياق الممنهج للإخوان، فقامت بإعادة أسطوانة تسويق الإخوان كحركة اعتدال ووسطية، وقد تم ذلك من خلال حملة مقالات ولقاءات حوارية في بعض الفضائيات ومشاركات في مواقع التواصل الاجتماعي. ويأتي مقال الكاتب جمال خاشقجي كنموذج واضح وجلي لذلك والذي عنونه بـ «حاك... يحيك مؤامرة» «الحياة» 16/8/2014)، وأراد…
السبت ٢٣ أغسطس ٢٠١٤
ـ تغييب كلمة يعتبر ردة فعل من الطراز الأول، وجاهلية واستتباب خرف، ومن يظن أن الكلمات الحرة تُنسى بسهولة فهو خارج التاريخ، أو على الأقل يحاول أن يصنع واقعاً مختلاً لا علاقة له بسير المواقف والأحداث ومزاج البشر الأسوياء!! ـ الكلمة هي التي تصنع التاريخ دائماً، والنفوذ يحاول إلغاء التاريخ الذي ليس على مزاج القادرين، وما بينهما ثمة صراع خفي تقوده في العادة مجموعة من عشاق إخفاء الحقائق وتزويرها لمصالح وقتية شخصية. ـ صرخة النافذ لا تعني أنه متأذ من كلماتك فقط؛ بل تعني (وهذا هو الأسوأ) أنه وصل إلى مرحلة لا يستطيع أن يسمع فيها إلا صوته، ولا أن يقرأ فيها سوى كلمات التمجيد، ولذلك يستغرب أن يأتي أحد ويقول له لقد أخطأت، ويعيده إلى بشريته.. إنه يمر بمرحلة جنون العظمة، وكل من يمر بها لا يريد أن يسمع أو يقرأ إلا معلقات المدح. ـ في نفسية النافذ مشكلات أزلية لا يمكن عدها ولا حصرها، وفي العادة فهو ينفصل…
السبت ٢٣ أغسطس ٢٠١٤
قبل أسبوع تقريبا، وتزامنا مع قصة "انتحار" الممثل الأميركي الشهير "روبن ويليامز"، كتبت مقالة عنونتها بـ"هل سمعت عن (سياحة الانتحار)؟! وتحدثت عن الذين يسافرون إلى دول أخرى، من أجل الانتحار، أو السفر إلى دول وأماكن تتسامح قوانينها مع فكرة الانتحار، وهو الأمر الذي قوبل بكثير من الاستغراب من قبل البعض، وعدم التصديق من آخرين.. ومضى! وبعدها بأيام، وانتصارا للمقالة مصادفة، أظهرت دراسة حديثة، نشرت في صحيفة "جورنال أوف ميديكال إيثيكس" البريطانية، أن "سويسرا" شهدت ارتفاعا كبيرا للغاية في عدد المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يسافرون إليها بقصد الانتحار بمساعدة آخرين، في صورة من صور "القتل الرحيم"، عن طريق ما يعرف باسم "سياحة الانتحار"، وخلال هذه الدراسة قام العلماء بمعهد الطب الشرعي في "زيورخ" بفحص بيانات 611 شخصا ممَن قدموا إلى سويسرا بغرض تلقي مساعدة للانتحار بين عامي في 2008 و2012، وتبين أن 286 منهم جاؤوا من ألمانيا، و126 من بريطانيا و66 من فرنسا. وأزيدكم من الموت رقما، أنه في "زيورخ"…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٣ أغسطس ٢٠١٤
ها هو «داعش» يحفر قبره بنفسه، مثلما دفع كثيرين إلى قبورهم ظلماً وعدواناً وحماقة، لم يخيّب ظن أحد تابع صعوده، وتنبأ بحتمية هلاكه، فهو يحمل بذور فنائه فيه. قبل نحو عام نشرت في هذا المكان مقالة عنونتها بـ«داعش وأمير بيشاور». كان ذلك في زمن صعوده في سورية، وتنمره على من سبقه للثورة، فكان كالضيف الذي لم يدعه أحد. رويت في المقالة قصة جرت في القارة الهندية في القرن الـ18، لمقاتل شاب أصبح أميراً لبيشاور بعدما نجحت حركة إسلامية تصحيحية بتحرير المدينة من حكم «مهراجا» سيخي خلال شهرين فقط، وبعدما فرض الأمير الجديد أحكاماً متشددة على سكان المنطقة القبليين، ضاقوا به وثاروا عليه، فأعاد السيخ وجيشهم للحكم من جديد، لم يقضوا عليه وحده، بل على كامل الحركة وزعيمها الروحي أحمد شاه الشهيد. قصة كلاسيكية تتكرر، تصديقاً للحديث النبوي الشريف «ما شادّ الدين أحد إلا غلبه»، ولكن الضرر لن يتوقف عنده، وإنما سيمتد إلى كل الثورة السورية التي حلمت بدولة حرة ديموقراطية…
السبت ٢٣ أغسطس ٢٠١٤
صحيح أن زمننا هذا من الغرابة لم نرَ زمنا مثله من قبل، حيث بلغ التطرف مداه! فـ«داعش»، التنظيم المخيف، لا تظنوا أنه يخصص معظم وقته الدعائي في تهديد الولايات المتحدة، أو الحكومات العربية، كما عهدناه يفعل من قبل، بل يتوعد الجماعات المتطرفة من أمثاله. وهذا الشهر أشعلها حربا شعواء على السرورية! السروريون، هم جماعة متطرفة تنسب إلى محمد سرور زين العابدين، مدرس رياضيات سوري كان يعمل في السعودية، زرع فكرا حركيا يرفض السلفية التقليدية، وشجع على التمرد الديني. ويعتقد أنه بسببه تبدلت السلفية وتغيرت السعودية. وقد اشتهرت هذه الجماعة باستخدامها سيف التكفير ضد الحكومات والمثقفين، وكل من لا يتفق معها في الشأن الديني أو السياسي. الآن، هذه الجماعة، التي تسيدت الحسابات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت تروع الناس، أصبحت نفسها خائفة! أصبحت مهمومة بتنظيم «داعش»، دولة العراق والشام الإسلامية، الذي يعتبر السروريين كفارا، يحل دماءهم، ويتوعدهم بالقتال. وفجأة انقلب السروريون، والإخوان، ومن والاهم من كتّاب متشددين مثلهم، يحذرون الناس…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠١٤
نُعاني نحن المسلمين في الحقبة المعاصرة من مشكلة ذات ثلاث شُعَب: شعبة التشدد والتطرف، التي وصلت إلى حدود الانشقاق بحيث صار الصراع داخليا، أي بداخل الإسلام نفسِه. وهكذا يكون على كلّ منا وهو يجاهد نفسه من أجل السكينة في أُسْرته ومجتمعه ودولته، أن يمتحن دخيلته وأفكاره وتصرفاته كلّ يومٍ، وهو يشهد عصائب التطرف باسم الدين تتحدى أولَ ما تتحدّى ما يعرفه وتربّى عليه دينا وأخلاقا وجماعة وإجماعات. والشعبة الثانية شعبة الفتنة. وهي آتية هذه المرة أيضا من داخل الدين. ففي الوقت الذي يهجُمُ عليه المتشددون والمتطرفون بحجة أنهم يعرفون من الدين ما لا نعرف، يقول لنا الإيرانيون وأعوانهم إنهم إنما يهجمون علينا لأننا مكفّرة ولأننا نتجاهل حقوق أهل البيت ومزاراتهم. ثم نجدهم لا يكافحون المتطرفين معنا، بل يعملون على شرذمة المجتمعات والدول باسم حقوق المذهب والطائفة. والشعبة الثالثة هي الشعبة الدولية أو العالمية، وهي التي أفادت من ذاك التطرف واستعملته في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ثم ها هي الآن…
الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠١٤
أخذت مواجهة تمدد تنظيم «داعش» (ومعه سائر التنظيمات التكفيرية والإرهابية) وارتكابه الفظائع التي تعود الى عصر آخر، طريق المقايضات والبيع والشراء بين الدول والفرقاء المعنيين بوضع حد لهذه الآفة. فيما يدّعي الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يجب تجنب انتشار هذا السرطان، معتبراً أن لا مكان لـ «داعش» في القرن الحادي والعشرين، فإنه يقفز فوق غض النظر من إدارته عن اتساع رقعة نشاط هذه المجموعة في سورية خلال عامي 2013 و2014. سبق لهذه الإدارة ومعها دول غربية أخرى، أن عبّرت عن سرورها الضمني لتجمّع متطرفي التنظيمات الإسلامية التابعين لـ «القاعدة» أو المتفرعين منها في سورية، آتين من كل حدب وصوب ليتقاتلوا فيها إما مع قوات النظام أو مع تشكيلات المعارضة السورية الأخرى، وليجذبوا أكثر فأكثر الى ميدان المحرقة السورية مقاتلي «حزب الله» والميليشات العراقية الشيعية، حتى يتحول ميدانَ استنزاف لجميع هؤلاء، وللدول التي تقف وراءهم، ومنها إيران. علمت إدارة أوباما بتفاصيل تسهيل النظام السوري ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي خروج…
الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠١٤
ماذا لو قرأنا ما قبل الانتحار، في الوقت الذي يبني الانتحاري فكرة الجهاد، والانتحار، المرحلة ما قبل القرار، ثم القرار، لو استطعنا دراسة هذه المرحلة قبل شروع شاب بالسفر للانتحار في أرض غريبة، ومع أناس غرباء، أقول لو درسنا ما قبل الانتحار ودوافعه الأولية السلوكية، وهو أمر سهل التتبع في تفكير هؤلاء الشباب، هو سهل التتبع لأن تفكيرهم مثل تفكير أي محدود في الثقافة العامة، والدينية لا يتميز بالتعقيد. أنا هنا أنطلق من حقيقة أنه لن يذهب شاب للموت في المجهول، وفي بلد مجهول، لأنه ببساطة كان يحلم ببنت من الحور العين، فهناك ما هو أبعد من الحلم بفتاة، وما هو أعمق ليتشكل هدف في عقل هذا الشاب بأهم أبعاده النفعية، فيصير الانتحار له منفعة، ومن هنا فحتى فكرة الذهاب للموت للخلاص لا تكفي لتجعل هذا الشاب يفكر أنه في ذهابه لهذه الحرب الإرهابية سيموت، لكن الشهادة شعار يعلن لا ليتحقق، ولعلنا نجده في سلوك الانتحار عند بعض الكائنات مثل…
الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠١٤
اشترطت سالومي قطع رأس يوحنا المعمدان لتعطي الملك هيرودس ما يريد. كان في وسعها قبول نصف مملكته الذي عرضه مقابل رقصها أمامه، لكنها قررت مع أمها أن درء خطر المعمدان سيجعلهما تكسبان المملكة كلها فيما وجوده سيظل يهددهما. وفي ماض قريب، طلب العرب بدء عملية سلام جدية وشاملة مع إسرائيل مقابل مشاركتهم في الحرب على صدام حسين الذي احتل الكويت. كان صدام قد حدد ثمن انسحابه من الكويت بإنهاء إسرائيل احتلالها للضفة الغربية وغزة. شرط صدام حسين كان دعائياً لكن لم يكن من المتاح سحب هذه الورقة من يده من دون خطوة حقيقية مقابلة. فكانت العملية التي بدأت بمؤتمر مدريد. اليوم، تظهر دعوات الى «قطع رأس داعش». لا جدال في أن القضاء على هذا الوباء الأسود ضرورة للدول والمجتمعات العربية بسبب الكلفة المادية والسياسية الضخمة التي يلقيها على عاتق المنطقة، وبسبب تشويهه تشويهاً عميقاً لصورة الإسلام والمسلمين والعرب، على نطاق غير مسبوق في العصر الحديث. بيد أن كل هذا يفترض…
الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠١٤
يتوقف عالما النفس إد داينر وروبرت بيزواس في دراستهما عن «الثروة النفسية» عند نقطة جوهرية طالما أهملها العرب في مجتمعاتهم، وهذه النقطة «الثمينة» تكمن في الدور الإيجابي الذي يلعبه الشخص السعيد في حركة التنمية باعتباره المحرك والفاعل الأساسي في النهضة والتقدم. وبذلك التوصيف المنهجي والمهني يحدد داينر وبيزواس قيمة الثروة النفسية التي يشعر بها الفرد وأهميتها ويؤكدان أنها تفوق في أهميتها الثروة المادية التي يمتلكها الأفراد والدول، وهذا أمر مهم للغاية وينبغي الانتباه إليه للاستفادة منه عند وضع أي سياسات تنموية أو استراتيجيات مستقبلية، إذ من المعروف أن الإنسان هو الأساس الذي تتحقق من خلاله خطط واستراتيجيات النهوض في الدول، وهو السبب في نجاح التجارب النهضوية الحديثة في جميع أنحاء العالم. فعندما تتوفر لهذا الإنسان كل الإمكانيات التي تجعله سعيداً في بيئة سعيدة، فسيتم الحصول منه على مردود كبير يساهم في رفع كفاءة التنمية ويجعل المجتمع في مصاف الأمم المتقدمة. ويترجم الباحثان ذلك الأمر عبر النتائج التي توصلا إليها من…
الخميس ٢١ أغسطس ٢٠١٤
«ودني البيت بسرعة.. بسرعة!».. لا أكره أن أسمع صديقي يقول أي عبارة سوى هذه العبارة الكريهة، بعد صداقة 30 عاماً، لم أعد أسأله لماذا، لأنني أعرف أنه حين يقول هذه العبارة، فهو يعني أنه يريد أن يجيب نداء الطبيعة، وهذا حقه، كما هو حق أي حيوان ناطق أو غير ناطق على هذا الكوكب. صحيح أن «المود» لدي سيضرب، لأن كل شيء سيتغير، فالـ«يو تيرن» من النقطة ألف إلى النقطة باء، يعني ثلاث ساعات أخرى في الطريق، ويعني أن عرض الفيلم سيبدأ، وعلينا الحجز مرة أخرى، والبحث عن موقف سيارات آخر، وتغيير مكان «الشيشة»، التي كنا ننوي الذهاب إليها، وبتأثير «البوبريص»، وهي النظرية الموازية لتأثير الفراشة، سينتهي اليوم وهو يجيب نداء الطبيعة في منزله، وأنا أتركه للعودة إلى منزلي، وإكمال مهمتي القومية، في محاولة تجاوز المرحلة «سبعين» في الـ«كاندي كرش». لكن السؤال هو لماذا يصرّ «ربيعنا» على العودة إلى المنزل؟! ألا توجد محطات بترول، مساجد، براحات، المول؟! الجواب هو أن صديقي…
الخميس ٢١ أغسطس ٢٠١٤
حركة داعش فيما أعتقد أنها كانت حدثا طارئا عند نشأتها في سوريا، ولم يكن مُخططا له. وقد وجد فيه العقل الغربي الحديث فرصة يمكن استغلالها وتوظيفها لتحقيق هدف إستراتيجي عظيم يُعتبر هو الشاغل العالمي اليوم، بجانب تحقيق عدد من الأهداف السياسية الأخرى الدولية والمحلية. ولهذا غض الطرف عنها وساعد على توسعها، وفي إمكانه سحقها بالضربات الجوية. فالفكر الاستراتيجي العالمي اليوم يحمل هم خطر التزايد السريع في اتساع هُوة التباعد التعايشي الإنساني بين الغرب والإسلام. وقد ساعدت التكنولوجيا والكثافة السكانية في المدن على رفع احتمالية انفجار هذا الوضع ومن ثم يتحول هذا الهم المخيف الى حقيقة. فتلويث مياه الشرب بمادة كيميائية جديدة أو تسميم أنفاق القطارات ونحو ذلك في مدينة مكتظة، قد يُسبب مقتلة عظيمة، تتهاوى معها كل مثاليات التعايش الديني التي بناها الغرب في مجتمعاته. وتضطر الحكومات الغربية للانتقام والضرب بقوة رضوخا لانفجار الغضب الشعبي المشحون اليوم على المسلمين والمكتوم بالقوانين الصارمة والأعراف الاجتماعية والتعليمية السائدة. وقد عانى الغرب من…