آراء

سلمان الدوسري
سلمان الدوسري
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط

إنهم خليجيون وليسوا إسرائيليين يا أمير

الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤

يبدو أن غضب غالبية السعوديين عبّر عنه الأمير تركي الفيصل، في مقاله المنشور في هذه الصحيفة الأربعاء الماضي، عندما كتب تحت عنوان «إنكار الجهود السعودية حيلة العاجز»، شارحا في ثناياه «المحاولات الآثمة للحكومة الإسرائيلية وأذنابها، لإظهار أن السعودية تتغاضى عن المجازر الإجرامية والهمجية في غزة». سرد تركي الفيصل في مقاله بالمعلومة، وليس بالرأي، المواقف السعودية منذ عهد الملك الراحل عبد العزيز، إلى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي مواقف معروفة ويشهد لها تاريخ القضية الفلسطينية، ولم تكن يوما مواقف طارئة أو لحسابات سياسية ضيقة، ومع تقديري لرأي الأمير في الهجوم على الحكومة الإسرائيلية و«أذنابها»، فالحقيقة أن تل أبيب لم تتوقف يوما عن استخدام هذه اللعبة الإعلامية الخبيثة، والتزوير والكذب وضربها الحق بالباطل، هو أمر مشهود للإسرائيليين وليس بالجديد، المثير والعجيب دخول مواطنين سعوديين وأشقاء خليجيين على هذا الخط. المثير والعجيب أيضاً أنهم لا ينقلون من إعلام «العدو» الإسرائيلي ولا يصبح ذا مصداقية عالية إلا عندما يسيء للسعودية وينفذ…

عمر المضواحي
عمر المضواحي
صحفي سعودي

عبدالرحمن الراشد: قفاز الحرير… المملوء دوما بالمسامير!

الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤

أول أمس الخميس، ظهر أمام عدسات الكاميرا والفلاشات الفضية، بثوب ناصع وغترة بيضاء وبوجه حليق معجون بماء الرضا والبراءة. يتنفس هدوءا، ويزفر تهذيبا، وعلى محياه كعادته دوما ابتسامة طفل شقي!. لم يكن ظهور عبدالرحمن الراشد مدير عام قناة العربية في حفل مراسم توقيع شراء مجموعة MBC لحقوق نقل المسابقات الرياضية السعودية أمس في الرياض عاديا، أو مبررا لولا أن للرجل دور فعال (خلف الكواليس كعادته) في إتمام الصفقة الكبيرة الذي تدفع فيه MBC مليون ريال يوميا لصالح صندوق الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولعشر سنوات قادمة. لم تكن قنوات التلفزيون السعودي "الرياضية" أول ولا آخر ضحايا قفازه الحريري المحشو دوما بالمسامير!. المثير هنا، أن ضربته هذه المرة لم تسقط ضحية واحدة فقط، بل كانت من القوة بمكان، أنها أطاحت بسلة ضحايا؛ مجموعة روتانا، وأوربت، ولاين سبورت الذين تحطمت آمالهم معا على الحلبة. من ينسى ضربة قفاز الراشد الخطافية والقاضية للقناة الاقتصادية CNBC العربية في مطلع الألفية الثالثة؟. ومن لم ولا يتابع…

عبدالله فدعق
عبدالله فدعق
داعية إسلامي من السعودية

أحسنت يا ابن المرزبان

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

في مكاني الذي كنت فيه، تعرفت الأعوام الماضية على مجموعة من البشر، بعضهم كان وفيا، وبعضهم لم ترد كلمة "الوفاء" في قاموسه، وفي مكاني الذي أنا فيه الآن حيث أقضي إجازة سميتها: (إجازة "لأهلك عليك حقا") البشر كالبشر، إلا ـ أعزكم الله ـ "كلب الحراسة"؛ فبمجرد نزولي حيث تعودت عرفني ومن كان معي من أسرتي.. بداية ـ وأنا الشافعي ـ شكرت للسادة الفقهاء الذين لم يقولوا بنجاسة الكلب كالمالكية ومن وافقهم، كالإمامين أبي حنيفة، وأحمد في رواية عنه. ثم كررت الشكر لمن تناول "سؤر الكلب" بالتوسعة، وهم المالكية الذين تميزوا عن أقرانهم، وقالوا بطهارة اللعاب، معتمدين على أربعة أحاديث ساقها الإمام البخاري تحت باب: "كانت الكلاب تروح وتغدو في مسجد رسول الله على عهده صلى الله عليه وسلم". وأجاب الإمام مالك عن "فاغسلوه سبعا" أن الغسل للتعبد، لا للنجاسة؛ وبالمناسبة نجد أن اقتناء الكلب له حكاية مع الفقهاء أيضا؛ إذ أجاز الإمام النووي اقتناءه "لحفظ الدور، والدروب" قياساً على حديث…

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

ماذا بعد الهدنة في غزة؟

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

انتهت الحرب التي قررت إسرائيل بدايتها ونهايتها، وقتلت خلالها مئات الأطفال والنساء والشيوخ وقلة من المقاتلين، ودمرت المئات من الممتلكات الخاصة وقليلا من المباني العامة، وشردت الآلاف من منازلهم، وحرمتهم من القليل الذي كان لديهم لسد رمقهم، وأضافت أعدادا من الأطفال اليتامى سينضمون إلى قوائم منظمات غوث اللاجئين.. كل هذا كلام مكرر كُتب وسُمع من عشرات السنين، ولم يبقَ تعبير حزن وألم وشفقة ولعنة إلا واستُخدم حتى صار لا يعني أكثر من لحظة تمر على البال ثم يطويها النسيان، وينشغل العالم عموما، والعرب خصوصا، بقضايا دائما ما تزيح فلسطين من صدر قائمة الهموم والأحزان. في مطلع شهر أغسطس (آب) 1990 لاح لصدام حسين غزو دولة الكويت، وحينها تحركت الآلة الإعلامية الموالية له لتبرير فعلته والدفاع عن جريمته، وصار تحرير فلسطين متصدرا تفسيراتها للهدف الخفي غير المعلن لعملية ضم الكويت إلى العراق، وكم حذر العقلاء من الآثار المدمرة التي ستلحق بالعراقيين خصوصا، والعرب عموما، ولكن تلك الأصوات ذهبت أدراج الرياح، وارتفع…

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

لا تبتسم لزوجتك

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

قبل أن يصعد أحد أصدقائي المنصة للتصوير مع زوجته وأمه وأخواته في ليلة عرسه، استوقفه قريبه. سحبه من معصمه حتى كاد أن يخلع يده وجره إلى زاوية قصية. طلب منه بصوت خفيض ألا يبتسم لزوجته أمام الحضور حتى لا يعتقدوا أنه غير مصدق أنه ارتبط بها وأنه (ميت) عليها؛ فتغتر عليه ويصبح علكا يلوكه الناس. استشهد عمه بقصص عدد من أقاربهما الذين سمّاهم (خرافا) دلالة على خضوعهم لزوجاتهم وإظهارهم مشاعر السرور في زواجاتهم على رؤوس الأشهاد. أذعن صديقي لنصيحة عمه خشية أن ينضم إلى قائمة (الخراف) مبكرا. كلما صعد درجة في اتجاهه إلى (الكوشة) لمصافحة زوجته ازداد تجهما وعبوسا. حاولت المصوّرة الفلبينية، التي تلتقط له وزوجته الصور التذكارية أن تثنيه عن تكفهره؛ لكنه لم يعبأ بمحاولاتها. كلما طلبت المصوّرة من زوجته أن تمسك بيده من أجل ألبوم الزواج المرتقب سحبها. واصل صديقي عبوسه وتقطيب جبينه حتى هبط من المسرح وغادر القاعة. اعتقد صديقي أنه أطفأ أحاديث الناس في مهدها بتجهمه…

خليل علي حيدر
خليل علي حيدر
كاتب كويتي

كيف نخرج من ورطتنا؟

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

«ما الحل وما المخرج من الوضع الحالي في العالم العربي إذن، في الوقت الذي يتزامن فيه انهيار الدولة في عالمنا العربي مع انتشار الإرهاب وتفشي التطرف»، يتساءل القارئ الكريم عبد الرحمن العلي في تعقيب له بالإنترنت على مقال لي، ويضيف: «هل الخلل في المجتمعات أم في الحكومات أم في الدين نفسه؟». ثم يقول: «أنا من المتابعين لمقالاتك منذ أكثر من عشرين سنة، أتمنى أن أسمع رأيك حول هذه القضية خصوصاً وأن لك رؤية استشرافية.. لماذا التطرف عندنا يزداد على الرغم من مئات المؤتمرات والندوات والدعوات والمبادرات وحوار الأديان و.... هل نحن جادون فعلاً في مكافحة التطرف؟ هل نحن صادقون فعلاً في الدعوة إلى الاعتدال والتسامح؟ كم عدد المسيحيين في العالم العربي قبل خمسين عاماً وكم عددهم الآن؟ ألا يكشف ذلك نفاقنا وزيف ادعائنا؟». (الوطن الإلكترونية، 24-07-2014). للأستاذ الفاضل والقارئ المتابع الذي اعتز به، جزيل الشكر والتقدير ولا شك أن أسئلته العميقة مثارة منذ فترة في أذهان الكثير من القراء والكتاب،…

جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

جهاديو السعودية

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

في إطار حملة إعلامية متماسكة، دأبت صحيفة «الحياة» على نشر تجارب وقصص وسير جهاديين سعوديين، كاشفة عن الوجه المروّع الذي ينتهي إليه شاب ينجرف إلى مآلات التهلكة، ظناً منه أن ذلك جهاد ونصرة لدين الله. هذه الحملة فضلاً على كونها تحقيقاً لدور الإعلام، وضعتنا في مواجهة مباشرة مع هذا الهم الذي يزيد ولا ينقص، وجذبتنا تراكمياً إلى مراجعة عوامل وأسباب نشوء هذه التوجهات. يلفت النظر في الحالات التي نشرتها «الحياة» التنوع الجغرافي والمناطقي للضحايا، ما يعني أن جذوة الإشعال لا تنحصر في بقعة واحدة أو في إطار مجموعة معينة. هذه علامة فارقة في أي نشاط ضديّ أو معارض، المستند إلى سرية المكان وانغلاقية دائرة العمل، ما يبرهن أن الفكر الجهادي منتشر حتى في القرى والمناطق الصغيرة، وأن له قابلية عريضة بين الشباب. باستثناء مانع المانع (الذي نفر إلى داعش ثم عاد هرباً منها) فإن جميع الجهاديين المثبتين هم صغار السن. قياساً إلى أن الإرهاب بدأ في السعودية عام 1994، ثم…

خالد الدخيل
خالد الدخيل
كاتب و محلل سياسي سعودي

«داعش» والرئيس أوباما

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

أخيراً تحامل الرئيس الأميركي باراك أوباما على نفسه وقرر، نهار الجمعة الماضي، توجيه ضربات عسكرية محدودة إلى مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، في شمال العراق. لو سئل رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته، نوري المالكي، عن الموضوع لأجاب بأن أوباما تأخر كثيراً، وضرباته الجوية لن تفيد كثيراً. وهو يقصد بذلك أن أوباما لم يواجه قوات التنظيم لحظة استيلائها على الموصل في حزيران (يونيو) الماضي. لو فعل ذلك لحقق المالكي مكاسب سياسية كانت ستغطي فشله وطائفيته، ولأزاحت العراقيل أمام السماح له بولاية ثالثة في رئاسة الحكومة. يبدو أن أوباما كان يريد تفادي هذه النتيجة تحديداً، عندما لم يندفع بتوجيه ضربات جوية إلى «داعش» بعد استيلائه على الموصل. هو يقول إنه لا يريد أن يجعل من سلاح الجو الأميركي سلاحاً للشيعة في العراق ضد السنّة، ولذا حصر هدف ضرباته الأخيرة بمنع سقوط أربيل في يد «داعش»، حماية لإقليم كردستان وحماية لموظفي القنصلية الأميركية في عاصمة الإقليم. هو يشترط توسيع تدخله…

د. علي الطراح
د. علي الطراح
حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة متشجن الأميركية في عام 1984 . عمل مستشاراً ورئيساً للمكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت في واشنطن 1989-1992 ومستشاراً إعلامياً ورئيس للمكتب الإعلامي في سفارة دولة الكويت في واشنطن 1992 - 1995 . عميد كلية العلوم الاجتماعية، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت .

استهداف الإقليم الخليجي

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

لعل التحولات الكبيرة التي حدثت في بعض البلاد العربية، التي سميت في الإعلام الغربي بـ«الربيع العربي»، تشكل أحد أخطر المنعطفات التي تمر بها المنطقة. فالتحول سار وفق مجريات خطيرة تنذر بتحديات قادمة، فدولة مثل ليبيا تمر الآن بحالة عسيرة، ولا يبدو أن المخرج يقترب بقدر ما أن التوجهات قد تسير نحو مزيد من الانقسام الذي ربما يقود إلى مشروع لتقسيم البلاد وفق المرتكزات والاستقطابات القبلية! والعراق يعيش هو أيضاً حالة متقدمة نحو الانقسام وانهيار الدولة المركزية! وسوريا لا تبتعد عن الحالات الأخرى، وهي بكل تأكيد تتجه نحو المجهول، على أقل تقدير. ومجمل الحال، يقودنا إلى التفكير جدياً في طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية. والبعض قد يفسر باستسهال ما يحدث ضمن رؤية صراع بين الرغبة في تحقيق الديمقراطية واتجاه معاكس يسعى لإفشال الانتقال الديمقراطي، وهو تفسير قد يجد له القبول بين بعض الساسة الذين يرون أن المنطقة العربية تعيش حالة مخاض عسيرة قد تقود إلى الفوضى المدمرة! والأحداث التي…

أخيرا «سيف» الجرائم الاقتصادية

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

مكسب جديد للاقتصاد الوطني، وخطوة أخرى على طريق الإصلاح الاقتصادي في بلادنا، ذلك باختصار شديد العنوان الأبرز للقرار الذي أصدره أخيرا رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام بإنشاء دائرة "الجرائم الاقتصادية"، متضمنا نقل الاختصاصات والأنشطة المتعلقة بقطاع الرقابة المركزية وأجهزة التحقيق واختصاصات الجهات واللجان المتعلقة بالتحقيق والادعاء في جرائم جنائية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. تركز الهدف العام لإنشاء هذه الدائرة في التحقق من تطبيق الأنظمة واللوائح والتعليمات في التحقيق في الجرائم الماسة بالاقتصاد الوطني. كما حددت مهام واختصاصات هذه الدائرة فيما يلي: 1) اقتراح القواعد والضوابط التنفيذية المنظمة للأعمال المتعلقة بالتحقيق في الجرائم الاقتصادية. 2) دراسة أوامر الحفظ وطلبات التمديد في قضايا الجرائم الاقتصادية المرفوعة من فروع ودوائر الهيئة. 3) إبداء الرأي والمشورة في أي أمور تتعلق بالتحقيق في هذه الجرائم ودراستها وفقا للكتاب والسنة، وما نصت عليه الأنظمة والتعليمات. 4) دراسة المشاكل والمصاعب التي تصاحب ظروف التحقيق وملابسات تلك الجرائم التي ترفع من فروع ودوائر الهيئة وتقديم المقترحات لحلها.…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

جيش «تويتر» العربي.. جيش يهزم أهله

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

هو جيش يسبح في فضاء ثقافي عربي يرغب في ترويج التزييف، وهو أحد الأسلحة الجديدة الفتاكة، «جيش تويتر»؛ يفتك بالمجتمعات ذات المناعة الثقافية الهشة، على رأسها نحن (العرب). سألت مرة أستاذة أميركية كانت تزور جامعة الكويت، هل في الولايات المتحدة من يستخدم وسائل الاتصال الاجتماعي بأسماء مستعارة؟ ردت أن ذلك هو القليل، لأن مستخدم تلك الوسائل يرغب أن يوصل رسالته للناس، والاسم المخفي لا يُعتنى بما يقول في مجتمع حر! على العكس من ذلك في فضائنا العربي، فإن الاسم المستعار في وسائل الاتصال هو الأكثر استخداما من الاسم الصريح، تلك ظاهرة اجتماعية بحد ذاتها تنبئ عن الكثير. إنها أولا تنبئ عن تدنٍّ في سقف الحريات، التي تجعل البعض يلجأ - للتعبير عن فكره - إلى اسم مستعار، يكتب فيه ما يشاء، ثم هي تنبئ أيضا عن هيمنة المجتمع والفكر الذكوري، فكثير من الجنس الآخر يختبئ، خوفا أو حياء، أو لأنه «تعود» على ذلك، يختبئ خلف اسم مستعار، بل يلجأ البعض…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

إسرائيل تخسر، ولا أحد يربح

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

تناول عدد معتبر من المعلّقين العرب والإسرائيليّين وسواهم تحوّلات الرأي العامّ الأوروبيّ بعد حرب غزّة. ولئن ساد نوع من الإجماع المُحقّ على أنّ إسرائيل خسرت معركة الرأي العامّ الأوروبيّ، وهذا مكسب كبير من حيث المبدأ، لم تظهر آراء جازمة في ما خصّ الطرف المستفيد من خسارة إسرائيل أو القادر على توظيفها واستثمارها. ففي أواخر الستينات وفي السبعينات، كان الكلام على الرأي العامّ الغربيّ وضرورة كسبه يستند ضمناً إلى وجود طرف يمكنه، ولو نظريّاً، أن يكسب. وكان الطرف المذكور والمعوّل عليه هو «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» في ظلّ قيادة غير دينيّة على رأسها، وفي ظلّ اندراجها في حركات التحرّر الوطنيّ من روديسيا (زيمبابوي) وجنوب إفريقيا إلى أنغولا والموزامبيق انتهاء بفيتنام وكمبوديا ولاوس. فعلى اختلاف هذه الحركات، والتباين بين واحدتها والأخرى، تضافر وجود الحرب الباردة والطلب العالميّ الواسع على نزع الاستعمار لتوسيع مؤيّديها وخدمة أغراضها. لكنّ «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» لم تستطع أن تكسب المعركة التي كسبتها الحركات الأخرى، ليس فقط لأنّ الرأي العام…