الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤
بينما تشتعل الأخبار والصحافة في الشرق الأوسط بمانشيتات حول أوضاع المنطقة، اضطراباتها المزمنة وميليشياتها الإرهابية، ينصرف الناس إلى متنفس مريح وهو كأس العالم. يشجع العرب فريق الجزائر باعتزاز، بينما بعض آخر يشجع الفريق الإيراني، هم الذين في كل الأحوال يبحثون عن نافذة من الفرح والمشتركات. وبين الأخبار أيضا تلمح تقريرا تلفزيونيا على «سي إن إن» لمجموعة من الإيرانيين يشجعون فريقهم، شبان رفقة فتيات تنسدل خصلات شعرهن من بين الوشاح على الوجه المطلي بالمساحيق، يجلسون معا في مقهى عام في طهران، يهتفون مع صراخ المعلق الرياضي بحماسة، بينما مراسل المحطة يقف معلقا على المشهد بعيدا عن ذلك، مشيرا إلى علامات تغير الأوضاع الاجتماعية في هذه البلاد، من خلال صورة هؤلاء الشباب الذين يقاومون سلطة الحكومة الإسلامية الأصولية، مقارنة بنحو ثلاثة عقود منصرمة من القمع الديني الاجتماعي. يقول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تصريح له مؤخرا تجاه بعض الدعاة المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا: حان الوقت لأن نتوقف عن الشعور بالحساسية…
ميساء راشد غديرعضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤
بالأمس اكتمل الإعلان عن مبادرة «سقيا الإمارات» لإيصال المياه النظيفة إلى خمسة ملايين شخص في العالم، وقد بدأت التبرعات بالفعل تصل هذه المبادرة، من قبل مؤسسات وطنية ورجال أعمال وأفراد سارعوا لدعمها، إيماناً منهم بأهميتها وأهمية المجال الذي تدعمه، فوجود إحصائيات تثبت وفاة ما يزيد على أربعة ملايين نسمة سنوياً بسبب شح المياه وتلوثها أمر مؤسف، وإيجاد مبادرة توفر السقيا لخمسة ملايين أمر رائع لا ينبغي إلا المشاركة فيه والمساهمة بكل جهد نستطيعه. بداية التبرعات كانت بمليون درهم من مؤسسة «الأنصاري»، ومليونين ونصف من «اتصالات». وحسب هيئة الهلال الأحمر، فإن كلفة حفر بئر مياه واحدة تبلغ 25 ألف درهم، ويستفيد منها نحو أربعة آلاف شخص. فإذا كانت الثلاثة ملايين والنصف كافية لحفر 140 بئراً، فستكفل سقيا نحو نصف مليون شخص، ما يعني أن الحملة ما زالت بحاجة لمزيد من التبرعات لتحقق هدفها وهو خمسة ملايين شخص في العالم. سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي، أصدر توجيهاته…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤
تثير الأوضاع التي يشهدها العراق رعبا حقيقيا لدى الكثير ممن يدركون تبعات التطورات الدراماتيكية التي حدثت خلال الأسابيع الماضية، وصار من الواضح أن ما يحدث ستكون آثاره مدمرة على البنى الاجتماعية والجيوسياسية ليس في العراق فحسب، ولكنها ستمتد حتما إلى أرجاء كثيرة من دول المنطقة ولعل أهمها على الإطلاق هو سقوط النظرية التي كانت ترددها أجهزة الإعلام عن صلابة المجتمعات العربية وانسجام مكوناتها ومناعتها ضد التفكك والتطرف والتشرذم. عندما أطلق العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين تحذيره عن تشكل الهلال الشيعي فإنه لم يكن يتحدث عن فرز مذهبي داخل المجتمعات التي عاشت فيها الطوائف قرونا طويلة في أمان وانسجام ولكنه كان مدركا للفرز السياسي على أساس مذهبي يتجاوز الحدود الجغرافية لأقطار متجاورة، وهو ما نرى أنه أول عواقب الكارثتين السورية والعراقية، وأصبح جليا ترابط ما يحدث في عاصمتي العباسيين والأمويين ولم يعد ممكنا الحديث عن قطر واحد ولا أمة واحدة ولا رسالة خالدة فقد صارت كلها شعارات من الماضي…
الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤
استطاع نوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، أن يقنع الجانب الأميركي بشخصيته، وذلك بعد زيارته للبيت الأبيض في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي. قبلها كانت الحكومة الأميركية مستاءة من المالكي الذي أدار البلاد في غيابهم، أعني بعد انسحاب القوات الأميركية، بخلاف ما طلبوا منه، فقد زاد الفساد والتسلط والطائفية وخدمة إيران في سوريا. المالكي عالج الفتور بإقناع الجانب الأميركي أنه في صفهم يحارب الإرهاب، وملتزم بالعملية الانتخابية في موعدها أبريل (نيسان) الماضي، بخلاف الشائعات أنه كان ينوي تأجيلها. وبعد عودته من واشنطن حرك قواته باتجاه الأنبار بدعوى محاربة الإرهاب، وأعلن موعد الانتخابات. ومن جانبها دعمته الولايات المتحدة دبلوماسيا وباعته أفضل أسلحتها؛ صواريخ «هلفاير» وطائرات «درون» (دون طيار) وطائرات «أباتشي» العمودية. وسبقها بنحو عام، قيام المالكي بشراء رضا الروس وتأييدهم، بـ4.3 مليار دولار، أكبر صفقة عسكرية لهم في منطقة الشرق الأوسط منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. وبعدها أصدر وزير الخارجية لافروف تصريحه الشهير بأن مواقف البلدين متطابقة وزاد من دعم…
السبت ٢٨ يونيو ٢٠١٤
مهمة خلق إجماع دولي حول مسألة أو قضية ما أمر في غاية الصعوبة، وقضايا البيئة التي تجمع بين عدم التيقن العلمي والسياسات والمواطن والنشاط الصناعي وبين الاقتصاد هي الأكثر صعوبة وتعقيداً والأكثر عصياناً على الحل. ولسوء الحظ أن الإجراءات التي يستخدمها العالم حالياً لصياغة إجماع عالمي حول مسائل البيئة ليست مصممة للتعامل مع المطالب الفردية للدول لحل المشاكل البيئية، بالإضافة إلى فشلها في أن تأخذ في الاعتبار ما تعلمته البشرية حول فعاليات وديناميكية التعامل مع القضايا المتعددة ومفاوضات الأطراف المتعددة، فتلك الفعاليات والديناميكيات تتقبل إجراءات وقوانين وبنية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى المشابهة لها كما هي، رغم أن تلك المنظمات ليست مصممة للتعامل مع مسائل إدارة الموارد العالمية. عدد قليل من البشر يدركون أن العمليات التي نستخدمها لمناقشة الاتفاقيات العالمية مهمة كما هو مهم القدرات التقنية والفهم العلمي الذي تجلبه المفاوضات على الطاولة لإيجاد الحلول المناسبة والمقايضات. والواقع أن الحلول التقنية الجيدة لا يمكن التوصل إليها بسهولة لأن المتفاوضين يكونون…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٨ يونيو ٢٠١٤
يراهن الرئيس الأميركي باراك أوباما على عامل الوقت للقضاء على تهديد «داعش»، قال ذلك بوضوح الأحد الماضي في مقابلة تلفزيونية بأن «السكان المحليين في العراق سيرفضون المتطرفين في النهاية بسبب عنفهم وتطرفهم». ما لم تفاجئنا «داعش» بسياسة جديدة ومكر وحكمة، فهي نظرية مقبولة ومحتملة استناداً إلى سوابق التنظيمات السلفية الجهادية المماثلة لـ «داعش» التي أهلكت نفسها بتطرفها وتعجلها واعتدادها بقوتها. إذاً، لا عمل عسكرياً أميركياً ضد «داعش»، بل إنهم سارعوا بنفي خبر بثه التلفزيون العراقي الرسمي زعم أن طائرات أميركية قصفت مواقع لـ «داعش» الأربعاء الماضي بعد دقائق قليلة، ما يؤكد حرصهم على تحاشي المواجهة مع التنظيم -حتى الآن-. إنه تحليل عسكري وسياسي أميركي سليم ومقبول حتى من حلفاء الولايات المتحدة القلقين من توسع «داعش» كالسعودية، فسفيرها لدى لندن الأمير محمد بن نواف دعا بوضوح في مقالة نشرها في «الدايلي تليغراف» اللندنية العالم إلى عدم التدخل، وأن على العراقيين حل أزمتهم وحدهم، بل إنه كان أكثر تحديداً فأعلن رفض الغارات…
السبت ٢٨ يونيو ٢٠١٤
قد يتحمل الإنسان إلى حد ما اضطراره لقضاء شهر رمضان خارج وطنه في دولة عربية أو إسلامية يجد فيها رائحة رمضان وبعض طقوسه التي اعتادها حتى وإن كانت روحانية وحميمية وطنه لن يجدها في أي مكان، لكن التعب النفسي والجسدي أن يأتي رمضان والإنسان في بلاد بعيدة غريبة نهارها يصل إلى 18 ساعة أحيانا، وأيام الشهر مثل غيرها من الأيام. صحيح أنه اختبار حقيقي للأعصاب والنية والقدرة على التحمل، لكنه صعب وأصعب ما فيه الحنين. أشياء كثيرة سأفتقدها في هذا السكون والنهارات الطويلة والليالي القصيرة جدا، وحتى إن كان الوطن بكل مافيه يمكن متابعته الآن بالصوت والصورة إلا أن الرائحة والطعم وخصوصيات ومفارقات رمضان لا يمكن الشعور بها إلا في ذات المكان. الناس والملامح والسحنات الرمضانية المتجهمة نهارا والضامرة عصرا والمبتهجة ليلا لن نراها هنا إلا بالصدفة المحضة النادرة. باديء ذي بدء افتقدت المتابعة اللصيقة للجدل الذي يحتدم قبل دخول رمضان حول تحديده علميا بواسطة المراصد الفلكية أو بالعين المجردة…
السبت ٢٨ يونيو ٢٠١٤
أمام شاشات التلفاز التي لازالت تقطر نشرات أخبارها بالدماء العربية البريئة انطلقت هتافات ملايين العرب من المحيط إلى الخليج فرحا بانتصارات المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل، حركت شجاعة محاربي الصحراء داخل المستطيل الأخضر مشاعر العرب الذين غرقوا في سلسلة من النكبات والصراعات الوحشية التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة حتى ظن قسم كبير منهم أن شعورهم بالحنين لعروبتهم قد انتهى إلى الأبد، فشكرا لأبطال الفريق الجزائري الذين أشعلوا ما تبقى من جذوة الاعتزاز في قلب أمة جار عليها الزمان وضاقت بنكساتها المتوالية أرجاء المكان فلم تجد وسط كل هذا الحطام التاريخي مساحة لفرح سوى تشجيع هذا الفريق الذي جاء ليمثل أمة تحترق على الهواء مباشرة!. ** نهنئ سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بالثقة الملكية السامية ونتمنى له كل التوفيق في مهمته الجديدة ونأمل أن تنجح الرياضة السعودية في عبور عنق الزجاجة الذي امتد لعشرين عاما كاملة هي عمر الاحتراف في ملاعبنا، فقبل ذلك نجح اللاعبون…
السبت ٢٨ يونيو ٢٠١٤
تعد مجابهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) هدفا مشتركا للخصمين القديمين، إيران والولايات المتحدة، القلقين كثيرا بشأن تقدم جماعة «داعش» المسلحة في العراق، التي قامت بالاستيلاء على بلدات ومدن كبيرة في شمال العراق وشرقه، لم تستطع الاثنتان أن تنضما بعضهما إلى بعض في تعاون مشترك بهذا الشأن؛ إذ قامت الدولتان بإمداد حكومة نوري المالكي بمستشارين عسكريين، ولكن لم تشترك أي منهما حتى الآن في هذه الحرب. ويدعي المسؤولون الأميركيون أن إيران أمدت حكومة المالكي بطائرات استطلاع من دون طيار ومعدات عسكرية، الأمر الذي كانت إيران حذرة بشأنه وأكدت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن «القوات الإيرانية والقائد قاسم سليماني لم يكن لهما وجود في العراق». ومن المهم لإيران أن تظل بعيدة عما ترغب «داعش» في أن تسميه المواجهة «السنية - الشيعية»، بينما تعد التطورات في العراق في غاية الأهمية بالنسبة لطهران وأمنها القومي. ومن المهم أيضا للولايات المتحدة أن تقوض تنظيم داعش قبل أن…
الجمعة ٢٧ يونيو ٢٠١٤
هُناك حالياً الكثير من المؤشرات في المشهد السياسي العربي، بكل صوره الدموية المؤلمة، تدل دلالة واضحة على أن المنطقة تمر بحالة من العبث بأمنها واستقرارها، والهدف هو أن تصل إلى مرحلة التمزق والتفتت. وما يحدث اليوم في المشهد العربي بكل تجلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ليس أمراً تلقائياً، كما يحاول البعض تصويره، بل أمر تم الإعداد له بصورة استراتيجية دقيقة، في مراكز بحثية، أمنية واستخباراتية، بهدف أن يتم جر المنطقة إلى الدخول في حالة من الفوضى، حتى يتم إحداث شقوق عميقة في تركيبة المجتمع العربي. إنها «الفوضى الخلاقة» التي يراد منها دفع الدول العربية إلى الدخول في نفق الصراع الطائفي المؤدي إلى التقسيم والتفتيت. وهذا الأمر تعترف به صراحة الكثير من الدراسات السياسية والاستخباراتية الغربية كما تعلن عنه تصريحات لقادة غربيين. ففي الخامس من أكتوبر 2013 نشرت صحيفة «الأهرام» تصريحاً لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأسبق الجنرال المتقاعد «هيو شيلتون»، قال فيه إن أميركا وضعت خطة لزعزعة استقرار مصر والبحرين، وأن…
الجمعة ٢٧ يونيو ٢٠١٤
ـ لا يمكن التنبؤ أبداً بما يمكن أن تفعله أو تفكر فيه التنظيمات الإرهابية التي تجتاح العالم العربي هذه الأيام؟ ولا أين تقع معاركها المقبلة/ المتوقعة؟. الأحداث في حالة سيلان مذهل ومريب، وكل دولة لا تتوقع أياماً مزعجة عما قريب، أو تسترخي أكثر من اللازم، فهي تعيش خارج التاريخ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. ـ الدول التي تعمل حساباً للغد وتقرأ التحولات والأحداث بشكل جيد؛ يمكنها بعد توفيق الله أن تنجو من مثل هذه الكوارث شريطة أن تكون دائماً على أهبة الاستعداد وألا تترك شيئاً للصدفة، أو للاحتمالات المنجية.. لا ننسَ أن السيناريوهات التي ترسم للمنطقة كثيرة جداً، وهي تحدث بأشكال قد تبدو مفاجئة، ولكن المؤكد أنه قد تم التخطيط لها مسبقاً.. من يدري؟!! ـ القتل المستعر في العراق وفي سوريا مؤلم لنا جميعاً، وربما له تبعات جسام قد يطالنا بعضها لا قدر الله، ولن يجدي ترديد الأسئلة العقيمة نفسها عمن أوصل الأمور إلى هذا الحد؟ ولا عن من…
الجمعة ٢٧ يونيو ٢٠١٤
البيان المقتضب للديوان الملكي السعودي يعبر عن حالة الاستنفار في كل المنطقة، فقد بلغ جيش المتطرفين الحدود، وأصبحت ثلاث دول في مرمى تنظيم القاعدة، تركيا والأردن والسعودية. «داعش»، الفصيل الأقصى تطرفا في تنظيم القاعدة، يحشد الطاقات باسم مواجهة نظام الأسد، والآن باسم مواجهة حكومة المالكي، ويبني جيشا جرارا من آلاف الانتحاريين من جنسيات مختلفة كل منهم جاهز للعودة إلى بلاده في حرب عالمية. ما يحدث في العراق، مثل ما حدث في سوريا، انتفاضة حقيقية ضد حكم طائفي كريه، وعلى طبول الانتفاضة دخلت «القاعدة» تحت مسميات: «داعش» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، بدعوى مناصرة المظلومين حتى تتسيد الساحة بقدراتها العالمية الاستثنائية. استخدمت غضب ملايين السنة في أنحاء العالم من إندونيسيا وحتى بريطانيا، ثم جعلتهم يرقصون على أنغام انتصاراتها، والهتاف لها. اليوم «داعش» كما قال زميلي الأستاذ يوسف الديني، هي نجم شباك التذاكر! وحتى نقرأ التطورات المتسارعة بشكل لم يسبق له مثيل، أصبح أمامنا خصمان لا يمكن التحالف مع أي منهما؛ حكومتا الأسد…