الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
لا بد من أن المناورة العسكرية الأكبر في تاريخ السعودية الأسبوع الماضي لفتت أنظار كثيرين. شملت جميع أفرع القوات المسلحة، ودارت عملياتها في مناطق ثلاث من مناطق المملكة في وقت واحد، وبتوجيه من مركز واحد للقيادة في العاصمة الرياض. كانت المناورة سابقة، ليس فقط من حيث الحجم، بل من حيث إدارة هذه المناورة في ثلاث مناطق تفصل بينها مئات، بل آلاف الكيلومترات. الرسالة التي تنطوي عليها، في هذا التوقيت الإقليمي المضطرب، واضحة، والطرف المعني بهذه الرسالة واضح أيضاً. هل ترى المملكة بأن خطراً ما بدأ يلوح في الأفق، وأن المناورة هي لوضع القوات في أجواء الحرب قبل حدوثها، أم أن الظرف الإقليمي وما يحبل به من تطورات، وصل إلى مرحلة ربما يغري بعضهم بمغامرة؟ مهما يكن، تحمل المناورة رسالة بأن المملكة مستعدة لأي ظرف، ولمواجهة أية مغامرة محتملة. ومع أهمية هذه الأسئلة، إلا أنني لم أتفاد هاجس أن لهذه المناورة علاقة ما بزيارة الرئيس الأميركي أواخر آذار (مارس) الماضي للرياض.…
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
حينما تعود في هذا الحر القائظ إلى منزلك وتجد التيار الكهربائي منقطعا، فسوف يفيض جسدك بعفاريت وشياطين الدنيا وسوف يعبثون بك كما لو كانت شبكة أعصابك لعبة الإلكترونية، عندها سترتطم بكل الجدران وليس أمامك إلا الصبر أو مواصلة الارتطام. وفي حالة الصبر ربما تحصل على اعتذار من الشركة السعودية للكهرباء، هذا إذا كان الانقطاع مرثونيا، أما لو كان الانقطاع لمدة ساعة أو ساعتين، فكل اليقين بأنك سوف تواصل تخبطك بين الجدران ولن تفلت من عفاريت (القايلة)، حتى وإن حصلت على الكلمة الذهبية (آسفين)، فإنها ستأتي متأخرة جدا بعد أن فرخ العفاريت في مخيلتك عشرات الصور التي لا تقبل بها وأنت في حالة انشراح، لكن شركة المياه الوطنية أكثر استفزازا، إذ أن قطعها للماء لا يقارن بتاتا بانقطاع التيار الكهربائي، فأحياء الأطراف من مدينة جدة تستفتح كل صيف بغياب الوايتات، ومن لديه شبكة فعليه الانتظار لأيام قبل أن يجد قطرة ماء. وانقطاع المياه والكهرباء (الموسمي) غدا داء متغلغلا في كل مدينة،…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
ينشغل عدد من الساسة اليمنيين في تهيئة المشهد القادم بعد الانتهاء من صياغة الدستور، الذي يجري إعداد نصوصه بعيدا عن الأنظار، بصورة تثير شبهات كثيرة حول أسباب التكتم الشديد والعمل خلف أسوار من السرية المريبة، كما تدور مفاوضات وترتيبات بين أصحاب القرار في المركز المقدس، ومن يسير في ركبهم للإعلان عن الأقاليم الستة التي تم إقرارها إداريا بصورة تخالف كل المبادئ واللوائح التي صاغتها اللجنة الفنية، وكذا بالمخالفة للآلية التنفيذية المزمنة ومتناقضة مع مقررات لقاءات الموفينبيك، ولما كانت صنعاء قد اعتادت صم آذانها إزاء رغبات الناس وعمدت على تثبيت الأمر الواقع الذي يتناسب مع هوى حكامها، فمن المرجح أن يشهد العام الحالي وثيقة دستورية جديدة وتكريسا لتقسيم جغرافي يعيد الخطوط التي تركتها بريطانيا في الجنوب ويقسم الشمال مذهبيا في اتجاهات عجيبة. في ظل المشهد القادم المتوقع وبحسب ما هو مخطط له في أذهان من صاغوه، فإن الخطوات التالية للمرحلتين السابقتين ستشمل إقرار الدستور كيفما صاغه الخبراء، ثم الإعداد لانتخابات رئاسية…
د. خليفة علي السويديــ عضو هيئة التدريس بكلية التربية ـ جامعة الإمارات
ــ حاصل على الدكتوراة من جامعة جنوبي كاليفورنيا و الماجستير من جامعة جورج واشنطن
ــ عميد سابق لوحدة المتطلبات في جامعة الإمارات ووكيل لكية التربية
ــ من أبرز كتبه: المنهاج و أراء في التربية
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
كتبت هذا المقال بعد مغادرتي مطار دبي في لحظة الذروة كما يُقال، حيث آلاف من البشر يتحركون في أرجاء المطار، منهم من وصل من رحلته وآخر يستعد لها. والسؤال الذي خطر في بالي: لماذا أحب هؤلاء الإمارات حتى فضلها بعضهم على بلده الأم؟ لن أتمكن بكل صراحة من الإجابة عن هذا السؤال، فقررت أن اسأل كل من أتعامل معه في هذه الرحلة، ولا تعتبر هذه الآراء نتيجة استطلاع علمي، ووصلت إلي إجابات مختلفة لعلي ألخصها في محورين أولهما الأمن والأمان وثانيهما المعايير الدولية في مستوى الحياة والخدمات التي تُقدم. من يتأمل في البنية التحتية في الإمارات ومستوى الطرق والفنادق والمنازل والمدارس أو المستشفيات وغيرها من لوازم الحياة الكريمة من الناحية المادية، يجد أن هناك معايير عالمية تم اعتمادها لهذه الخدمات جعلتها تضاهي ما هو موجود في كثير من مدن العالم الكبيرة مثل نيويورك وباريس أو سنغافورة. لاشك أن تأمين هذا المستوى من الخدمات استقطب الكثير من الناس لجعل الإمارات مركزاً…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤
شاهدت الفيلم الأميركي الساخر The Campaign وهو ليس أفضل أفلام هوليوود، وبالتالي لا أنصح به، إلا إذا كنت مهتماً بموضوع المقالة، وهو الصناعة والعمل والبطالة في السعودية والخليج، فهي تشرح ومن دون قصد من كاتبها حالاً كارثية في سوق العمل عندنا، بقدر ما تصلح أيضاً كمادة تعليمية تشرح بسخرية سوداء نظام الانتخابات الأميركية وعملية صناعة الساسة هناك. لا يفارق الفيلم الحقيقة عندما يقول إن أصحاب المال الجشعين في الولايات المتحدة هم الذين يصنعون الساسة هناك، وذلك بتمويل حملاتهم الانتخابية من أجل أن يخدموهم لاحقاً، ولنقد هذه الحقيقة عمد الفيلم للمبالغة، فالمرشحان المتنافسان على مقعد في الكونغرس، ويستخدمان أقذر الوسائل لتشويه بعضهما بعضاً، بينما يمول حملتيهما في الوقت نفسه ومن دون أن يعرفا ذلك رجلا أعمال يخططان لضمان وصول أحدهما إلى المنصب المنشود، حتى يمرر قانوناً يجيز بيع مقاطعة في الولاية بكاملها للحكومة الصينية، فيصبح من حقها نظاماً نقل مئات الآلاف من العمالة الصينية الرخيصة إلى هناك، بما في ذلك أطفال،…
السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤
عندما كنتُ طالباً في الجامعة، كنتُ أزور المجمّع الثقافي في أبوظبي بين الفينة والأخرى. حيث لا يمر أسبوع دون أن تتزين أروقته بملصقات تُبشّر بفعالية ثقافية جديدة، كعرض مسرحي، أو موسيقي، أو معرض فني، أو عرض فيلم مميز. وكان مجرد دخولي إلى مكتبة المجمّع يُشعرني بأنني في حضرة الأديب الأرجنتيني (خورخي لويس بورخيس) الذي اشتُهر بلقب «أعمى بيونيس آيرس». ويُعد بورخيس من أشهر أدباء أمريكا اللاتينية، وكان مُحباً جداً للقراءة والجلوس في المكتبة، وعندما أصابه العمى كانت أمه تقرأ له. وقال قبل موته عبارته الشهيرة: «أظن أن الجنة ستكون شبيهة جداً بالمكتبة». وكنتُ حريصاً على حضور معرض «الكتاب بدرهم» الذي يُباع فيه أي كتاب بدرهم واحد فقط، وكم كانت سعادتي كبيرة وأنا أغادر المعرض وسيارتي تَنُوءُ بِحمْل الكتب. لقد كان المجمّع هو الصرح الثقافي الأبرز في الإمارات، فلقد خرج منه معرض أبو ظبي للكتاب، ومسابقة أفلام من الإمارات التي تُعد بداية الحركة السينمائية في الإمارات، وفكرة الكتاب المسموع. وبعد أن…
السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤
بمهنية احترافية وموضوعية تستحق الإشادة، عاد داود الشريان في "ثامنته" ليضع جمهوره من جديد في مواجهة حقائق "أم محمد"، التي أرسل مشائخ الفضائية المكيفة نجلها الطفل المراهق إلى ما لا نستطيع إلا أن نسميه "نخاسة حروب سورية"، وقد عاد الطفل المراهق ليفضح على الملأ كل هذه الوقائع المخجلة. المشكلة أن الجمهور سيلتهي بقنبلة داود الشريان وسينسى الجرح المؤلم في قلب الأم والطفل. وأنا اليوم، وللإيضاح، لا علاقة لي بالدكتور محمد العريفي، الذي نفى في وقت سابق كل تفاصيل مأساة هذا الطفل، وأعرف أيضاً أن شيخنا الأنيق المهتم لأقصى حد بشياكته وحياته المترفة لما فوق الخيال لن يغامر بالتغرير بأطفال بلده وشبابه إلى حروب بلا راية. أنا مؤمن أنه بريء من التهمة لأنه مثلي تماماً لم يضرب برصاصة واحدة في حرب أو غزوة. كل مأساة "أم محمد" وولدها تذهب بالأسئلة إلى عدنان العرعور لأن الطفل البريء فضح كل شيء من أرقام "التسهيل" التي أرسلها إليه، إلى معسكرات النبيذ والنساء باسم الجهاد…
السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤
في تصريح مثير لاستغراب المراقبين، قال أحد القياديين من التيار الإسلامي السوداني المقربين من الدوائر الرسمية الحاكمة إن السودان مهدد بفتنة طائفية بسبب انتشار التشيع على أراضيه، وبأن المعتقد آخذ في الانتشار، وإذا لم يتم احتواء هذه الظاهرة فإنها ستجر البلاد نحو الخطر. الغريب في الأمر أن الجهات السودانية المختصة تعلم بقيام إيران بنشر المعتقد الشيعي ولا تُحرك ساكناً للتصدي لما يحدث، دع عنك جانباً وجود معلومات تشير إلى أن مسؤولين ضمن النظام الحاكم يعجبون بالأفكار الشيعية وربما يعتنقونها. ورغم أن ذلك غير مؤكد، ولا يمكن احتماله في جماعة تقول عن نفسها إنها تنتمي إلى «الإخوان المسلمين»، فالتشيع وفكر «الإخوان» لا يمكن أن يجتمعا في شخص واحد، إلا إذا كان يوجد في المسألة شيء من الهرطقة غير المفهومة التي قوامها المصالح المادية. المهم أن الشخص المصرح لم يشر إلى أسباب انتشار التشيع في السودان حالياً بحيث زاد عدد الشيعة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي حتى الآن عن 130 ألفاً، لكنني…
السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤
إذاً، حركة داعش في العراق وسوريّة، بما تعنيه من تخلّف وتعصّب وعنف واحتراب، مقابل انتخابات ديموقراطيّة في العراق وسوريّة، بما تنطوي عليه من تحضّر وتقبّل للرأي المغاير وتساوق مع العالم المعاصر. فما الذي يفضّله، والحال هذه، الناس والعقل والضمير، وقبل كلّ شيء، ما الذي تفضّله الولايات المتّحدة وباقي الغرب؟ هذا الخيار الزائف هو فحوى التزوير الإيرانيّ الراهن بالتعاضد والتنسيق مع نوري المالكي وبشّار الأسد. والتزوير هذا لا يكتم عمقاً ودلالة طائفيّين مفادهما وضع برنامج شيعيّ – علويّ مزعوم قوامه هذه الانتخابات، مقابل برنامج سنّي مزعوم هو الآخر، قوامه داعش وفظاعاتها. الأهمّ أنّ التزوير المذكور يراد له إقناع الغربيّين بجديّة إيران، من خلال عامليها السوريّ والعراقيّ، في مكافحة الإرهاب وإشاعة الاستقرار، وبأنّ كلّ مقاومة لخطّتها حيال المشرق العربيّ لا تعدو كونها اسماً حركيّاً للإرهاب السنّيّ. ولئن رُسم بشّار رأس حربة في المعركة على الإرهاب، فقد رَفعت حملة المالكي الانتخابيّة عنوان «معاً نكافح الإرهاب». وبالطبع، وكما الدعايات لأنواع الصابون، يخوض الأسد «أوّل»…
السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤
حفظ الله أبا متعب حبيب الشعب وملك الإنجازات التنموية الفارقة، ومبارك لأهل جدة جوهرتهم المشعة ونسأل الله أن يمتد إشعاعها ليشمل كل مشاريع عروس البحر الأحمر فنشاهد هذا السناء التنموي المبهر في المطار ومحطة القطارات والمستشفى والكورنيش والجامعة، ليت هذه الجوهرة المفخرة تتحول إلى أيقونة لسرعة الإنجاز في مشاريع جدة وكل المدن السعودية، فتلهم بأضوائها كل الشركات والمؤسسات الحكومية التي تدير ورشة التنمية العملاقة التي تدور عجلاتها وتروسها منذ عدة سنوات ويعيبها البطء والارتباك في بعض الأحيان.. والتعثر في أحيان أخرى.. والتبخر في حالات ثالثة!. ** أرامكو كالعادة حضرت في الموعد، خطفت الأنظار وأسكتت الألسن وفعلت في فترة وجيزة ما يصعب أن تفعله أكبر الشركات العالمية في المدة نفسها، كتبت أرامكو قصة إنجازها هذه التحفة المعمارية الرائعة بحروف من أضواء ملونة كي تدلنا على بصيص النور الذي يبدد كل ظلمات الطريق.. إنه الضوء القادم من طموحات شباب هذا البلد الطموح، هؤلاء من بإمكانهم صناعة الفارق متى ما توفرت لهم بيئة…
الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤
الأسبوع الماضي تواترت الأخبار في السعودية أنه سيصدر قرار بإغلاق المحال التجارية في التاسعة مساء. فكتب بعضهم مؤيداً، وكتب بعضهم معارضاً. كل له وجهة نظر. إن مثل هذا الطرح - قبل أن يصبح قراراً - يحتاج إلى كثير من الدرس والتأني، ولتكن لدينا واقعية وشفافية مع أنفسنا. طبيعة الناس في المملكة تختلف عن بقية دول العالم. فمعظم الناس لا يخرجون عادة للتسوق في الصباح، إما بسبب انشغال أفراد الأسرة بالوظيفة أو الدراسة، ومعظم ربات البيوت لا يستيقظن قبل الظهيرة. ومن ليس لديها عاملة منزلية ربما تستيقظ لعمل واجباتها المنزلية من كنس وطبخ وغسيل وغيرها، وإما بسبب حرارة الجو المرتفعة طوال العام. فتستعيض النساء عن ذلك بالخروج من منازلهن للتسوق بعد صلاة المغرب؛ لارتباطهن برجل الأسرة لنقلهن إلى الأسواق أولاً؛ ولانخفاض الحرارة قياساً مع النهار ثانياً. وبسبب بُعد المسافات بين المنازل والأسواق والزحام الشديد لا تتمكن بعض الأسر من الوصول إلى أهدافها إلا قبيل صلاة العشاء بوقت قصير. فيفاجَأون بإغلاق أبواب…
الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤
أقول لمن رفض التطور: لا أعتقد أننا الآن نملك خيارا، فإما التطور وتنظيف العقول الصدئة المستفيدة من التخلف، أو الانحدار نحو الحضيض، والتخلف، ونهاية الأمة. بمعنى آخر، انتهى وقت الخيارات، إما أن نبقى في العصر، وإما نذهب لنسيان التاريخ. قليلة هي الخيارات ويبدو أن أنجع الحلول في اقتصاد المعرفة، وهو مفهوم مما بعد الحداثة في الاقتصاد، وهو منظومة واسعة من الإجراءات في التعليم وتطوير الحياة لا تكفي سطور لشرح جوانبه، لكن أحد عناصره أن تقدم سلعتك متقدمة على ما سواها بمبتكر أضفته، وصنعته وتخصصت به، لتتجاوز المنافس بأسلوب قدرتك العلمية، وتشجيعك الابتكار، وهو ما يجعل دور المطور في مقدمة الصناعة والزراعة، وكل ما يخص الإنتاج، وهو أيضا ما يعطي منتجك، ووجودك في سوق التنافس بروزا تستحقه، وهو أيضا ما جعل الدول التي ركنت لمنجزها العلمي والفني في زمن مضى تتراجع أمام ما قدمته دول حديثة في التصنيع والابتكار وتبيعه متجاوزة حدودها. هذه الصورة لجزئية من اقتصاد المعرفة تعطي من تغيب…