الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤
يتولى المتطرفون مثل «داعش»، فرع تنظيم القاعدة في العراق، مهمة دعم مشروع رئيس الوزراء نوري المالكي بالبقاء رئيسا للوزراء لولاية جديدة. أما كيف يعاضد تنظيم سني إرهابي زعيما شيعيا معاديا، فالسر في تحالف الخصوم. الفوضى في محافظة الأنبار والإرهاب في بغداد يخدمان انتخابيا فريقا واحدا فقط، تكتل المالكي للفوز في الانتخابات. فهو يطمح للفوز انتخابيا بدفع الناخبين الشيعة للاصطفاف خلفه، ضد الإرهابيين السنة، مستفيدا من عمليات «داعش» والمتمردين المتضامنين معها، أو أن الفوضى الأمنية ستبرر له إعلان حالة الطوارئ وتمديد فترة حكمه لعامين إضافيين. شكرا لمتطرفي السنة والحمقى منهم. وهناك جماعات أسوأ من «داعش»، رجال دين سنة مثل الشيخ عبد الملك السعدي وآخرين أفتوا بتحريم المشاركة في الانتخابات. مثل هؤلاء هم الذين وراء الوضع السيئ لسنة العراق على مدى عشر سنوات، لأنهم كانوا يحرضون على المقاطعة السياسية، ظنا منهم، لجهلهم السياسي، أنهم يهمشون النظام، لكنهم في الحقيقة همشوا المكون السني. فقد سبق أن رفضوا المشاركة في الاستفتاء على الدستور، ليكتب…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤
في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 دخل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأمين عام الحزب الاشتراكي السابق علي سالم البيض، في سيارة واحدة إلى نفق «جولد مور» وخرجا منه منفردين متفاهمين على قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو (أيار) 1990، ولكن الاتفاق انهار نهائيا بفعل حرب صيف 94 التي انتهت باجتياح للقوات الشمالية للجنوب مدعومة بالجنوبيين الذين خسروا معركتهم الداخلية السابقة في يناير (كانون الثاني) 1986 ووجدوا في المناسبة التعيسة فرصة سانحة للثأر من خصومهم السابقين، ودارت الحرب الظالمة تحت شعار «الوحدة أو الموت». ومن سخرية القدر أن الذين رفعوا هذا الشعار القبيح هم من رفضوا دستور الوحدة واعترضوا على قيامها، ولكن اللعاب سال لما سيحققونه من مكاسب مادية واستنزاف للثروات وانتصار على الاشتراكيين «الملحدين»، على حد توصيفهم، بل إن أحد قادة الحرب قال إن «قتلاهم في النار، وقتلانا في الجنة». كان اتفاق صالح والبيض مبنيا على تقاسم لمواقع الحكم، من أدنى درجاته إلى أرفعها، بين أنصار وحلفاء الأول…
الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤
من آثار الربيع العربي حال الارتباك التي أصابت الجميع تقريباً: مواقف، وسياسات، ونظماً، وأحزاباً. والمفارقة أن هذا الأثر أيضاً من بين العوامل التي أربكت الثورات نفسها، فانزلقت، ما عدا تونس، إلى حالات من العنف، وعدم الاستقرار السياسي، والحروب الأهلية. كل نظر إلى الحدث من زاويته. البعض أخذته المفاجأة فانساق مع وهجها، ثم بدأ في التراجع شيئاً فشيئاً. والبعض الآخر تورط في تأييد الثورات من دون أن يحسب أن ما يحدث موجة قد تصيبه أيضاً. من بين هؤلاء إيران و»حزب الله» اللبناني. يقدم هذا الحزب نفسه على لسان أمينه العام حسن نصرالله، أنه «رمز المقاومة». كان موقفه هو الأكثر ارتباكاً وإرباكاً لأنصاره. المفترض أن المقاومة التي يقول بها «حزب الله» هي صيغة من صيغ الثورة. واتساقاً مع ذلك، كما بدا الأمر للوهلة الأولى، احتفل الحزب بالثورات العربية. ثم اتضح أن الحزب تسرع في ذلك. يبدو أنه استكان إلى ما قاله الرئيس السوري لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قبل شهرين من الثورة…
الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤
أحب أن أشبه دائما «الإعلان» بالبترول، نعم إنه بترول «الإعلام»، أهم المحركات القائمة الثقيلة والخفيفة التى تحرك حياتنا اليوم لا يمكن لها العمل دون نفط، كذلك الإعلام الناجح لايمكن له الاستمرار دون -نفطه- «الإعلان» هو محرك والموجه والطاقة ل «الإعلام». أجدنا صناعة الإعلام إلى حد معقول كسعوديين، لكننا لم نغص بعد في الأهم، لم نصل إلى عمق الثروة الحقيقية والمحرك النفاث، الإعلان. طبعا لا إحصائيات دقيقة عن حجم السوق أو حجم العاملين فيه، هناك أرقام متفاوتة، لكن الأكيد أن حجم السعوديين العاملين في هذا القطاع لا يكاد يذكر، وهو أمر يمكن أن ندركه بالعين المجردة دون حسابات معقدة. أما تقديرات إجمالي حجم سوق الإعلان في دول مجلس التعاون الخليجي فتصل إلى 8.4 مليار، و نصيب المملكة يصل 45 % من الكعكة. المتابع أو المتصفح للنسخ الورقية من الصحف السعودية يجد انها تتصدر المشهد، ولها نصيب الأسد من إعلانات الصحف الورقية العربية اليوم دون منازع.. إلا أن الاعلان التلفزيوني يبقى المتسيد،…
الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤
يختلف تحديد وتعريف الإنجاز من مجتمع إلى غيره، ومن فرد إلى آخر. الاختلاف الذي نتحدث عنه يعتمد على معايير معينة متصلة بمكتسبات المجتمع وأولوياته وتنوع المنافسة داخل أفراده ومؤسساته. ما يبدو منجزاً لدينا في العالم العربي ربما يبدو تافهاً في اليابان. لنتفق إذاً أن الإنجاز لدى شخص - مؤسس «فيسبوك» مثلاً - يختلف عن إنجاز شخص آخر يعيش في إحدى جمهوريات الموز. يأتي مع الإنجاز الشعور به. هناك من يراه الآخرون صاحب ابتكارات ومنجزات، بينما هو لا يرى نفسه كذلك، لأنه لم يصل بعد إلى تحقيق أهدافه. هذا الشخص لا يشعر بالإنجاز أو التميز بعد، وفي المقابل هناك من يرى نفسه منجزاً ويفخر بهذا الإنجاز. الأخير عادة هو صاحب المنجز الأقل جودة، ويتكاثر ذلك في المجتمعات الأقل وعياً ونمواً، على أن الشعور بالإنجاز ليس مجرد مشهد عابر، بل له ما عليه من التبعات. خطورة شعور الغالب الأعم من العرب بتحقيق منجز، أي منجز، ربما تدفع بهم إلى خطوات أخرى لاحقة،…
السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤
أثار حادث الاعتداء العنيف على ثلاث نساء إماراتيات في العاصمة البريطانية كثيراً من ردود الفعل بين غير مصدق لحدوث مثل هذا الاعتداء في لندن التي يزورها الخليجيون زرافاتاً ووحداناً كلما دعى داعي السفر. و بين مستنكر له. التعرض للسرقة حال السفر ليس أمراً جديداً، بل إن معظمنا قد مر بهذه التجربة المريرة خاصة في البلدان الأوروبية. إلا أن الجديد هذه المرة كان العنف الذي رافق الحادثة إذ كان الاعتداء عنيفاً لدرجة أن إحدى المصابات لازالت ترقد في العناية المركزة شفاها الله وردها إلى أهلها سالمة. وهذا الحادث يستوجب علينا إعادة النظر في مسألتين مهمتين نشأنا عليهما ، أو على بعضنا على الأقل ، ولازالت ترافقنا . الأولى هي الحس الأمني . فمعظمنا يفتقد إلى هذا الحس الذي يعتبر ضرورة قصوى في بلدان العالم .فلا يزالالبعض يترك باب منزله طلقاً ، والبعض يترك سيارته مع احتوائها على أغراض ثمينة دون التأكد من إحكام غلقها ، والبعض الآخر قد يخرج من المصرف…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤
مدينة برمنغهام هي ثاني كبرى المدن البريطانية بعد العاصمة لندن، بل هي العاصمة الثانية في غرب وسط الجزيرة البريطانية، وتطير إليها شركات طيران مباشرة من الشرق الأوسط والقارة الهندية، وفيها أكبر جالية آسيوية (تبلغ نحو 20 في المائة من قاطنيها)، السواد الأعظم منهم مسلمون، وهي مدينة أيضا تشتهر بأنها تحتضن أفضل المؤسسات التعليمية، خاصة الجامعية، وكذلك المدارس الحكومية، التي تسمى في بريطانيا (المدارس الخاصة)، وهي تسمية تاريخية. مدارس برمنغهام اليوم تحت الاستقصاء من قبل الحكومة البريطانية، لأن عددا من مدرسيها متهمون من المواطنين بأنهم يشيعون أفكار (الكراهية) - وهو تعبير محسّن عن (أفكار إرهابية)، كما يعزلون الطلاب عن الطالبات، وهو مظهر لا تقره قوانين التعليم. تنتشر أيضا في هذه المدينة مدارس تسمى (إسلامية) وهي مدارس خاصة تأخذ بالمنهج الحكومي العام في المواد العامة، ولكنها تقدم برامجها الخاصة - كما تقول - من أجل تعلم النشء المسلم الحفاظ على هويته المسلمة خوفا من الضياع في محيط مجتمع علماني مثل المجتمع البريطاني.…
السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤
تخصص بعض الشركات الكبرى في العالم، وليس الدول فقط، جزءا من ميزانياتها للعناية بموظفيها وموظفاتها رياضيا، من خلال فتح مراكز تدريب وتريض وتنفيذ برامج توعية، متعوب عليها، عن أهمية الرياضة وأثرها على الصحة، باعتبار أن صحة الموظفين العامة تعني صحة الشركة الخاصة وتعافي إنتاجية العاملين بها. طبعا، هذا وعي متقدم عن وعينا الذي لا يزال يراوح عند نقطة الجدل حول رياضة البنات وإدخالها عنوة في حسبة (الأعراض) والمروءة وذرائع الفساد والإفساد. كأن البنت إذا لعبت رياضة بين زميلاتها داخل جدران النادي أو المدرسة سترتكب معصية أو تقع في الرذيلة ــ والعياذ بالله. وكأن هؤلاء الذين يقفون للرياضة النسائية بالمرصاد لا يرون فائدة صحية لها، كما هي فائدتها للذكور الذين تنشأ مراكز رياضاتهم وتطور على قدم وساق ورجل. ولا أدري إن كانوا يعلمون أو لا يعلمون أن ظاهرة السمنة لدى بنات المملكة تتجاوز نسبتها ما لدى الأولاد؛ بسبب عدم تشجيع البنت في المدرسة والجامعة والنادي على ممارسة الرياضة. والسمنة ــ كما…
السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤
لا أعتبر نفسي من مبغضي القطاع الخاص، فالقطاع الخاص في أي بيئة اقتصادية سليمة هو القاطرة التي تقود التنمية. وكل من يعرف شيئاً في التاريخ الاقتصادي للدول يعلم أن البلدان التي سيطر عليها القطاع العام كانت مرتعاً للبيروقراطية والتخلف الاقتصادي بل وحتى الفساد. لكن حكاية البنوك في المملكة حكاية عجيبة لخَّصها سمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز عندما قال عن البنوك: «أنا أسميها بالمنشار، داخل ياكل طالع ياكل، وهي مقلة في أشياء كثيرة وعطاؤها قليل مقابل ما تستفيد به من المواطنين والدولة». لم يكن الأمير مقرن يتحدث من فراغ، فقد كان الحاكم الإداري لمنطقة حائل ثم لمنطقة المدينة المنورة، وعاصر التجارب التنموية في المنطقتين، بالإضافة إلى ما يعرفه من خفايا كثيرة بوصفه رجل دولة متابعاً ومسؤولاً. فالبنوك كانت ولا تزال تحقق أرباحاً خرافية! وحتى في أتعس الأوقات عندما كان مئات الآلاف من المواطنين يحاولون التعايش ما بعد صدمة انهيار سوق المال وإفلاس الأعداد الغفيرة من المواطنين إفلاساً دفع…
السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤
عشقت "الوطن" مذ كانت حلما بصحيفة تعبر عن جنوب الحب فإذا بها لا ترضى بأقل من أن تكون الوطن. أن تكتب للوطن أي أن يكون شغلك الشاغل الذي لا تنام عنه إلا لتصحو له بل أن يتسامى بعقلك مع أبخرة القهوة ونسمات الصباح وتهوى لهواه وتعشق كل شقاء يفضي له هذا الهوى وذو الهواء. جعلت اليوم أولى مقالاتي هنا عن ممانعة الكتابة ورضوخ الكاتب لها، فقد تأخذنا فكرة ما وتحول لغتنا بيننا وبين التعبير عنها، أو نجيد اللغة في وقت نعجز عن جياد الأفكار الأصيلة لأن الكتابة إبحار لا يهدأ يبحث عن الأجمل ويطمح للأكمل. هل أحدثكم عما تعرفون؟ بالتأكيد لا لكني أسترجع مع نفسي كل الخطوات الأولى بدهشة الاكتشاف وحب المغامرة والخوف مما لم نحسب له حسابا. الكتابة هي ملامسة سماء الطموح والتحليق عاليا وأقدامنا لا تزال ملتصقة بأرضنا. بعد هذه المصافحة الأولى مع أرواحكم تبقى الكتابة قضية ومسؤولية أخلاقية نعبر من خلالها خليطا من الحقائق نستخلصها من سيل…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ١١ أبريل ٢٠١٤
كان الراحل رفيق الحريري في سنوات حياته الأخيرة، وعندما تكاثرت عليه الأزمات، بسبب غلبة النظام السوري على إدارة الشأن العام بلبنان، يسأل نفسه ومحاوريه: لماذا ينشئ الناس دولا وأنظمة؟ وكان يجيب نفسه: ينشئ الناس دولا وأنظمة لتحسين ظروف حياتهم ومعيشتهم، ولصون مصالحهم الوطنية والقومية. فأين نحن العرب اليوم من صون المصالح الوطنية؟ وأين نحن اليوم من تحسين ظروف معيشة الناس فضلا عن حياتهم وعمرانهم؟! إنه باستثناء ظروف وإبادات غزوات المغول والتتار، ما عرفنا دماء ومذابح وإبادات كتلك التي نشهدها كل يوم بسوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا.. ومن الذي يقوم بها؟ السلطات التي كان من المفروض أنه موكول إليها صون حيوات الناس، وحماية أرضهم وسيادتهم وعمرانهم. وهم لا يكتفون بقتل شعوبهم والتسبب بتقسيم بلدانهم، بل يضيفون إلى «فضائل» التهجير وسفك الدم، الاستعانة بالروس وبالإيرانيين، وبغير الروس والإيرانيين، على تدمير البلدان والعمران. لماذا يحدث هذا الهول الهائل؟ لأنهم يريدون البقاء في السلطة والكرسي ولو أدى ذلك إلى دمار البلدان وزوالها. لقد بدأ…
الجمعة ١١ أبريل ٢٠١٤
في البداية أود أن أتقدم لنفسي بوافر التهنئة بمناسبة انضمامي أخيراً لعضوية النادي الصحي المجاور، بعد أن أذعنت أخيراً لنصيحة الطبيب وهو خير الناصحين. كنت أتعلل دائماً بأن جدولي المزدحم لا يسمح حتى ببضع دقائق أقضيها في النادي من أجل صحتي العامة حاضرا ومستقبلاً . في يومي الأولي داخل أروقة النادي الصحي كانت المفاجأة ، أليس ذلك الشاب ذو اللكنة الشرق أوروبية هو ذاته الذي ابتعتُ جهازي الحاسوبي المحمول من المحل الذي يعمل به قبل بضعة أسابيع ؟ نعم هو الذي أقنعني بمميزات الجهاز وخصائصه الرائعة والتي معها تضاعفت ساعات جلوسي "منشكحاً" أمام الشاشة خاملاً بلا حراك . وتلك الفتاة الشقراء هناك ، أليست هي "آنيا" البولندية المعلمة في الروضة التي يدرس فيها ابني ؟ كنتُ أعتقدُ بأن ساعات عملها الممتدة من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً لا تتيح لها حتى حك شعر رأسها ! ناهيك عن أن تسجل في نادٍ صحي بل وتواظب على الحضور اليومي حسب ما أكدته…