مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٢ مارس ٢٠١٤
يعلم الكثيرون في داخل اليمن وخارجه أنني كنت منتقدا لأسلوب الرئيس السابق علي عبد الله صالح في إدارته لشؤون الدولة وسوء اختيار مساعديه ومستشاريه على كل المستويات، وتركه الحبل على الغارب لاستشراء الفساد وتفضيل أهل الثقة والمنافقين ومنحهم امتيازات خارج الأطر القانونية، ولا يمكن لعاقل قبول تنصل أي من هؤلاء عن مسؤولية المشاركة في كل ما اتخذه من قرارات وإجراءات إما بالموافقة عليها أو بالصمت عنها، وتمكن أغلبهم من تكديس ثروات، لكن ما لا أدركه ولا أتفهمه هو تلك الفرحة الغامرة التي عبر عنها كثيرون من معارضيه، والذين كان يلقي صالح لهم بالفتات، لصدور قرار من مجلس الأمن بتشكيل لجنة عقوبات بموجب الفصل السابع، مما يشكل سابقة خطرة لأسلوب التعامل الذي تسعى من خلاله بعض الدول الغربية لابتكار أسلوب لفرض الوصاية الكاملة على مقدرات البلدان. قبل أيام التقيت في مدريد بدبلوماسي غربي يعمل في إحدى العواصم الخليجية، وكان قبلها موظفا في سفارة بلاده باليمن أثناء حكم الرئيس السابق، ويعلم تفاصيل…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤
يحلو لأنصار المشير عبدالفتاح السيسي أن يصوروه مثل عبدالناصر، ولكنه في الغالب يعلم أن نجاحه كرئيس لمصر ألا يكون عبدالناصر، بل أن يصلح الاقتصاد المصري الذي أفسده «الزعيم الخالد». لا بد من أنه يعلم أن مشكلة مصر الحقيقية هي الاقتصاد، ويعلم أن كل من جاؤوا بعد عبدالناصر حاولوا ذلك ولكنهم لم ينجحوا. حاول السادات إجراء إصلاحات اقتصادية سميت الانفتاح، من دون المساس بهيكل الدولة الريعية والاقتصاد الموجه الذي تركه عبدالناصر، فكانت النتيجة ظهور اقتصاد موازٍ أفرز ما اتفق المصريون على تسميته «القطط السمان» الذين يتمتعون برخاء وحدهم بعيداً من الغالبية الفقيرة. حسني مبارك حقق إنجازات أفضل، واستعان باقتصاديين حقيقيين، ولكن استمرت معادلة الاقتصاد الموازي. دافع مبارك عنه مرة مستخدماً نظرية «اقتصاد الانسياب من أعلى إلى أسفل» Trickle Down Economy وهي نظرية شاعت في الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان الذي كان يشجع خفض الضرائب على الأغنياء، وإعطاء حوافز لرجال الأعمال على أمل أن ترتفع مداخيلهم فتنساب نحو…
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤
عادة ما يلفت نظري الفارق الرهيب بين خدمات المضيفات حين أركب الطائرة في الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، وبينهن في الدرجة الاقتصادية. أقول في نفسي كيف يتغيّرن حالما يفتحن الستارة الفاصلة بين الدرجتين؟ لكن المرء الذي يخدم سبعة أشخاص لا يكون نفسه حين تكلِّفه بخدمة 200 شخص. الأخلاق تتغير، وأحياناً يصبح وحشاً صغيراً. الأسبوع الماضي قرر دعاة الحفلة الذين كرموني في الرياض أن يحجزوا لي على درجة رجال الأعمال في الذهاب، وما إن انتهوا مني حتى أعادوني على الدرجة الاقتصادية، لهذا وجدت نفسي أبدأ بجمع الفروقات السبعة بين الدرجتين، وأولها أن نسبة احتمال أن تجاورك عائلة معها طفل رضيع يبكي في أذنك طوال الرحلة في درجة رجال الأعمال لا تزيد على 1 في المئة، أما احتمال وجود عشرات الرضع بجانبك في الدرجة الاقتصادية فهو 170 في المئة، وهؤلاء الأطفال يبكون طوال الرحلة لأن الضغط يزعج آذانهم، بينما أمهم بعد خمس دقائق من الصياح تتعود، فيظل المسافرون يفكرون ألف مرة…
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤
أن لا تعلن إسرائيل عن غارة عسكرية أغارتها جواً على «حزب الله»، فهذا ليس مستغرباً، ذاك أن الإنجاز بالنسبة إلى الدولة العبرية يتقدم على الإعلان. ولضمان أن يبقى الإنجاز متقدماً، يناقش الإسرائيليون كل حرف يصدر عن خصومهم، ويضعون كل الفرضيات ويعملون بموجبها كي لا يتأذى مواطن من مواطنيهم، وكي يبقى الإنجاز أولاً. أما ألا يعلن «حزب الله» عن الغارة إلا متأخراً وبشكل مقتضب، فلا يحاول استخدامها لتوكيد استمرار الحرب بينه وبين إسرائيل، ولا يجد فيها فرصة جديدة للتذكير بمظلوميته حيال عدو صلف، فهذا ما يدعو إلى الاستغراب. يفاقم الاستغرابَ هذا أن الحزب ينتسب إلى ثقافة تمنح الأولوية للإعلان على الإنجاز، إلى الحد الذي يغدو الإعلان نفسه إنجازاً. لقد كان في وسع الحزب أن يقتنص فرصة ضربه، جرياً على تقليد عريق، فيذكرنا مجدداً بأنه الضحية وأن عدوه الجلاد، وبأن حربه في سورية لم تُلهِ إسرائيل عنه لأنها لم تُلهِه عن فلسطين. وهكذا ينساب الاستنتاج المنطقي: إذاً المعركة واحدة ضد الإسرائيليين وضد…
د. علي الطراححاصل على درجة الدكتوراه من جامعة متشجن الأميركية في عام 1984 . عمل مستشاراً ورئيساً للمكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت في واشنطن 1989-1992 ومستشاراً إعلامياً ورئيس للمكتب الإعلامي في سفارة دولة الكويت في واشنطن 1992 - 1995 . عميد كلية العلوم الاجتماعية، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت .
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤
لعلنا نتردد كثيراً في طرق باب الطائفية التي ظهرت بقوة في المنطقة العربية، وتزداد شراسة كما يتوقع لها، ونحن في دول الخليج العربي لم نعرف الفوارق الطائفية، وقد لا نشعر أساساً حتى بالانتماء المذهبي لمن نجالس لأنه لا يعنينا نهائياً. واليوم تخرج الطائفية بشراسة وكأنه مقدر للمنطقة أن تدخل في صراع مدمر ومنهك لمجمعاتنا العربية والخليجية. لماذا حدث ما حدث؟ بكل بساطة الورقة الطائفية صعدت في فترة زمنية تاريخية ارتبطت بنهوض القومية العربية، واعتبرها البعض تهديداً لمن ينتمي للأصول غير العربية، وحدثت تجاذبات في هذه الحقبة التاريخية. واليوم تخرج علينا الطائفية وتهدد أمن المنطقة الخليجية دون أن نحاول أن نقف وقفة تأنٍّ وتأمل لمعرفة لماذا يحدث ما حدث؟ وماذا علينا أن نفعل؟ بكل تأكيد كل مجتمعاتنا الخليجية لديها المكونات المذهبية المتعارف عليها، وهي أحياناً مرت بفترات شد وجذب، إلا أنها لم تصل إلى مرحلة مواجهات دامية. ولعلنا نتذكر الحرب العراقية الإيرانية إلا أنها أيضاً لم تفرز لنا الأمراض الطائفية، ولم…
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤
بينما أنا مشغول بالرد على مكالمة هاتفية وإرسال رسالة نصية، رفعتُ رأسي وإذا بسيارتي تنحى تجاه كتف الطريق الذي سَدّتْهُ شاحنة ضخمة. اغتالَ المكانَ صمتٌ مُطْبِق، وشعرتُ بأنها النهاية. اخترتُ حينها التفكير في شيء واحد، أطفالي على وجْه الخصوص، وأحسستُ بأن الثواني القليلة المتبقية لي يجب قضاؤها في شيء جميل.. لا أُريد لنهايتي أن تكون مأساوية - هذا ما دار في بالي - قد تكون كذلك لمن سيبكون بعدي، ولكن بالنسبة لي، أردتُها أن تكون ذكرى جميلة. وبينما أنا أتمعّن في وجوه أطفالي الصغار، وأبتسم مُتذكّراً وجه أحدهم وهو يضربني في بطني بالأمس مشتكياً من غيابي عن البيت وكثرة انشغالي، شعرتُ بيدي اليُسْرى تُدير المقْود بهدوء لتعيد السيارة إلى نصابها قدْر المستطاع إلى أن تجاوزت الشاحنة، فشعرتُ بأنني بُعثْتُ من جديد. رميتُ هاتفي وتعلّقتُ بالمقود كالموشِك على الغرق فوجد فجأة لوْحاً خشبياً طافياً على سطح المحيط. أخذتُ نفساً عميقاً، ثم خَرَجَت من صدري زفْرة طفل وُلِد قبل قليل. قضيتُ اليوم…
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤
بمناسبة انعقاد جلسات الحوار الوطني عن التصنيف الفكري، تذكرت أنني قلت ــ في مقالة سابقة ــ إن مما أطلت التأمل فيه، وأنا أتدبر هذه الظاهرة العربية الصوتية أو اللفظية الجديدة، وقوع البعض، عن سابق قصد وتصميم، في مطب النظر إلى الكون، الطبيعي والبشري، بلون واحد، حيث يرفض كثيرون الاعتراف بالتعدد أو التمايز، أو حتى الفردانية التي تعطي لكل شخص طبيعة وجوده ونكهته ونوعية حضوره في حياة الآخرين الذين يشاركونه المكان والزمان. وهذا ما أدى ــ من وجهة نظري ــ إلى نشوء حالة من التصنيف الفكري الذي يعصف بمجتمعاتنا ومقدراتنا في كل مكان. ولذلك، لا غرابة أن يأتي من يقول بأن (التصنيف الفكري) يكاد يأخذ صيغة المذهب في زماننا، أي أن له قادته وتابعيه، بعد أن بلغ من الحضور الديني والسياسي والاجتماعي شأنا هائلا، وأصبح من الطبيعي أن نشير إلى فلان، أثناء التعرض لموقف أو لفظ ما، بأنه (تصنيفي)، بينما نتحدث عن هؤلاء الأشخاص أو أولئك بأنهم (تصنيفيون). وفي يقيني أن…
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
تزامنت الجنادرية تاريخيا مع مد صحوي ديني يحارب الموسيقى، ولا يحفل بمفرداتها المادية والمعنوية، وقد استمرت الحرب على التراث الشعبي والموسيقى ثلاثين عاما، وفي هذه الفترة كانت الجنادرية النافذة الوحيدة التي توثق موسيقى رقصات تراث شعبي أوشكت أن تنسى، وكانت المسألة في البدء اجتهادا من الملحنين لتبني ألحان تراثية من نفس روح الرقصات الشعبية وإيقاعاتها للتسهيل على الراقصين الفطريين غير المحترفين أداء رقصاتهم، وهكذا حفظت الجنادرية تراثنا الموسيقي بألحان ثلاثين سنة من عمل الملحنين الكبار في بلادنا حتى صار تراكم موسيقانا التراثية في أوبريتات الجنادرية مرجعا مهما لإيقاعات وموسيقى التراث الشعبي. هذا الجانب الشعبي لا يوجد من يزعم أن لديه جهدا مكتملا لتوثيقه ورصده رغم كل محاولات الجمعيات التراثية، لذلك كانت الجنادرية أكبر جهد رسمي لرصد التراث وتجميعه، وقد تقل أهمية هذا التراث لكنها أهم منها قبل أربعين سنة وسيكون ذات أهمية بالغة بعد مائة سنة عندما يختفي التراث من ناقليه الفطريين، فيوصف دون أن يكون أحد سمعه كما هو،…
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
مرت يوم أمس الأول الذكرى الثامنة لـ 26 شباط (فبراير) 2006، وهو اليوم الذي تمنى السعوديون لو أنه لم يكن من ضمن أيامهم. 26 شباط هو يوم انفجار فقاعة الأسهم السعودية، وهو يوم تبخر أحلام كثيرين بالثراء، وهو اليوم الذي يسدد بعض الناس الديون بسببه إلى اليوم. ما الذي حصل في ذلك اليوم؟ قصة تتكرر بأكثر من سيناريو. فكوارث الأسهم تتشابه من نيويورك، إلى طوكيو حتى الرياض. والفقاعة، لا تقف احتراماً للأسماء ولا للتاريخ، فلا فارق عندها بين «داو جونز»، ولا «نيكاي»، ولا «تاسي» (مؤشر السوق السعودية). وليس الغرض بالطبع هنا المقارنة، ولكن وصف بعض ما حصل في عاصمة السعودية. تاريخياً نشأت سوق الأسهم السعودية على أنقاض «سوق المناخ» في الكويت وهي سوق غير رسمية للأوراق المالية سبقت إنشاء السوق الرسمية في 1983. فبعد انهيار سوق المناخ في الكويت عام 1982، خشيت الحكومة السعودية من انتقال العدوى لأراضيها، فشكلت في 1983 لجنة ثلاثية من وزارتي المال والتجارة والبنك المركزي «ساما»،…
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
لم أملك القدرة والجرأه على أن أتخلى عن السيارة هنا ببلادنا واجرب وسائل النقل المتاحة ولا يوجد غير "ليموزين من هب ودب" وسيارات خاصة بنوعية أقل ما يمكن القول عنها إنها خردوات ونحو ذلك، فقررت ان أجربها خارجياً رغم أن في الخارج وسائل متاحة في كثير من الدول سواء سيارات "تاكسي – قطار فوق وتحت الأرض – ومترو - وباصات" وغيرها فوجدت أنها مميزة وسهلة وممكن. ولكن لماذا أريد تجربتها ببلادنا التي تفتقر إلى "الباصات – والمترو – والقطار – والتاكسي المنظم المحترم؟" لأنني انظر بعين "المساواة لحق المرأة" في السيارات والتنقل، ماذا يحدث لها؟ حين تجرب أنت بنفسك "يا الرجل" عدم استخدام السيارة في بلادنا وتستخدم ما تستخدم المرأة خاصة لمن ليس لديها سائق، فليس كل العوائل أو النساء لديها سائق، أو أب أو قريب، حتى لا نتعذر بوجود سائق لها، فحاجات المرأة كبيرة ومتعددة، وهناك المطلقة، والأرملة، وربة المنزل، والمتزوجة، وغير المتزوجة، والطالبة وغيرهن كثير، فالحاجات تتعدد وتكلفة…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
في ليل يوم الاثنين (24 / 2 / 2014) شنت طائرتان إسرائيليتان غارة على مواقع لحزب الله على أطراف منطقة القلمون السورية لجهة لبنان. وهي المنطقة الجبلية الشاسعة التي يسيطر على معظمها الثوار السوريون منذ قرابة العام ونصف العام. وكان كلا الطرفين المتحالفين: النظام السوري وحزب الله خلال الأسبوعين الماضيين قد أعلنا عن إرادتهما انتزاعها من الثوار، وتدور فيها منذ ذلك الحين اشتباكات عنيفة مركزها بلدة يبرود، أكبر بلدات منطقة القلمون المنكوبة بالغارات من الأرض والجو، وفيها مئات الآلاف من اللاجئين الذين لا يستطيعون الهرب من القصف إلا إلى بلدة عرسال البقاعية اللبنانية. أما عرسال البائسة فقد كان عدد سكانها قبل الحرب السورية 35 ألفا، وعددهم الآن 150 ألفا! لماذا هذا التفصيل وما أهميته؟ إسرائيل تريد التذكير أنها حاضرة ناظرة، ولها حساباتها الخاصة والمختلفة عن حسابات الإيرانيين والروس والمالكي وحزب الله وثوار سوريا و«إرهابييها» أو تكفيرييها بحسب تعبير حسن نصر الله! وما دامت أطراف منها إيران بالسلاح والرجال قد تدخلت،…
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
يبدو أني وقعت في حب «رانس» بالضربة القاضية. أنتم تعلمون أن الحب أنواع ودرجات. ولكن أشرفها وأرقاها هو الحب الصاعق: أي الذي ينزل عليك كالصاعقة فيسحقك سحقا، ويمحقك محقا، ويجعلك هباء منثورا. وهو شيء لا يحصل إلا للمصطفين الأخيار الذين حرمهم الله من نعمة الوصال فحرق قلبهم حرقا: قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا قد تقولون مبالغة. هذا الشخص يهذي ويهلوس. هل يعقل أن يحب الإنسان مدينة إلى هذه الدرجة؟ ولكن منذ عشرة أيام لم أر من «رانس» إلا الخير. لقد فتحت لي أبواب مكتباتها على مصراعيها. وكنت بأمس الحاجة إلى ذلك. كنت أبحث عن مرجع صعب منذ سنتين فلم أجده إلا فيها. أو قل لم أجده فيها ولكنهم استجلبوه مصورا جاهزا وقدموه لي كلقمة سائغة خلال 48 ساعة! فماذا تريد أكثر من ذلك أيها الإنسان المتسكع في الآفاق؟ هذا المرجع عبارة عن مقالة طويلة منشورة على جزأين في مجلة «آرابيكا» الاختصاصية التي يصعب الحصول عليها وبخاصة…