الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣
ما الجديد عندما تقول هيئة مكافحة الفساد إنها كلفت ممثلاً عنها لرصد ومتابعة ظاهرة الازدحام المروري على جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين، خصوصاً في أوقات الذروة، وخلال مواسم الإجازات؟ وما الجديد عندما تقول إنه تبين لها عدم توفير الأطقم البشرية اللازمة لتشغيل كل "كبائن" الجوازات، إذ كل كبينة من تلك الكبائن تعمل على الجانبين بشخص واحد بينما هي مخصصة لموظفين، إضافة إلى عدم انتظام تواجد الموظفين في الكبائن خلال أوقات العمل، ونقص الكوادر العاملة بإدارة الجوازات في الجسر التي تقوم بإنهاء إجراءات بعض المسافرين عندما يتطلب الأمر ذلك، الأمر الذي أدى إلى حدوث ازدحام للمسافرين، بسبب تأخر إجراءات سفرهم. وما الجديد عندما تقول الهيئة إنه اتضح لها قلة وجود سيارات المرور الميدانية والسرية التابعة لإدارة مرور المنطقة الشرقية لتنظيم دخول الشاحنات في الأوقات المحددة لها نظاماً على الطريق السريع لمحافظة الخبر باتجاه جسر الملك فهد، وقلة دوريات مرور جسر الملك فهد، التي تختص بتنظيم حركة السيارات على الجسر…
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣
كما هو معلوم، قلما تخلو نهاية من حزن ما، حتى لو أن مجرد بلوغها هو في حد ذاته مبرر فرح كبير لفرد ما، عائلة، مجتمع، بلد، أمة، أو البشرية كلها، كما هو الحال مع كل احتفال بتوديع عام تصاحبه زينة وبهجة قد يبالغ فيها البعض هنا وهناك، لكنها تظل حاجة ضرورية تحتاجها نفس بشرية أرهقها الركض طوال السنة فتاقت للمرح والبهجة، حتى لو لاحقت فرقعة ألعاب الفرح النارية مآسي ما تحصده نيران الحروب وأهوال الكوارث وتُشرد من بشر. حقا، يسعد التلميذ اجتياز امتحان الثانوية العامة ودخول الجامعة، ويحزنه فراق مدرسته ومعلمين أحبهم وأحبوه. لكن الشاب سرعان ما يتجاوز حزن لحظات الفراق، ويتهلل بالفرح، إذ يستهل مشوار الجامعة قبل فتح صفحة أي كتاب بفتح سجل صداقات جديدة ستربطه مع طلاب وأساتذة طوال أربع سنين، أو أكثر، حسب طول طريق المنهج الجامعي، فإذا أزفت لحظة الفرح بالتخرج، رافقتها لحظات ألم الوداع وأحزانه، وربما تنهمر دموع يختلط في وهج صفائها ذلك المزيج العجيب…
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣
توقعنا سقوط رئيس سوريا، لكن يبدو أن العاصفة قد تسقط رئيس وزراء تركيا، المتورط حتى أذنيه في المشاكل. رجب طيب إردوغان فتح النار على كل الناس، حتى حليفه الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي هدده قبل شهر بقوله إن الحكومة سوف «تصل إلى كهوفكم وتمزقكم إرْبا». وأمس اقتحمت الشرطة بيوت وزراء إردوغان، ومزقت سمعة حكومته عندما وجدت أكياسا ملأى بالأموال الإيرانية في بيوتهم، وبدأت سلسلة الاستقالات والملاحقات القضائية، في أكبر تهم بالفساد في تاريخ تركيا المعاصر. فالمحاكمات المقبلة ستؤذي سمعة الرجل الذي كان لا يقهر. وبدل أن يرد إردوغان على التهم نفسها يقول إن هناك مؤامرة خارجية عليه، فمن المتآمر؟ هل هو شريكه السياسي وحليفه غولن، المقيم حاليا في ولاية بنسلفانيا الأميركية؟ أم يقصد الرئيس السوري بشار الأسد؟ أم وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي؟ أم رئيس وزراء إسرائيل؟ الأميركيون؟ الأوروبيون؟ الخليجيون؟ اليونانيون؟ وداخليا، ربما العلويون أو النقشبنديون؟ ما أكثر خصومات إردوغان. الحملة الكلامية لإردوغان منذ شهر تقريبا، أغضبت الداعية…
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣
ما إن يقترب موعد الإعلان عن الميزانية العامة للبلاد حتى تجد الكل يترقب ذلك الإعلان، وهو ترقب يختلف باختلاف المترقب، فهناك من يترقب بحثا عن أمنية أن تصيبه استفادة مباشرة منها، وهناك من يترقب بحثا عن الاطمئنان الاقتصادي للبلاد وأن ميزانيتها حققت نموا يشير إلى سلامة السير في أزقة الأزمات الاقتصادية التي يمكن أن تجنح بأي دولة نحو صخور مدببة لواقع متأزم، وهناك من يترقب الميزانية ويعقد المقارنات بين ما يخصص للوزارات وبين خدماتها على أرض الواقع... وهو السؤال الذي يمنح الجميع شهية التقول بما يطرأ على البال من غير توجس... وجل المتابعين من البسطاء لا يلتفتون كثيرا إلى الفلسفة الاقتصادية في توزيع الميزانية فالذي يعنيهم ما هو العائد علينا من الميزانية والفائض منها، وهو بحث الفرد للخروج من أزماته المالية الخاصة من غير أن يتنبه أن ما يذهب للوزارات سوف يحصده كخدمات تقدم له في تسهيل حياته من تعليم وصحة وأمن. وربما تحدث حيرة حينما تتعثر مشاريع لتلك الوزارات…
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣
ما لم تسارع السيدة فيروز الى نفي ما ذكره ابنها زياد الرحباني عن «حبها الشديد» للأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، فإن الولايات المتحدة التي تعتبر الحزب منظمة ارهابية قد تصدر قريباً قراراً بمنعها من دخول الاراضي الاميركية وتدرج اسمها في قائمة العقوبات المالية. وبما ان زياد لم يوضح ما اذا كانت والدته تحب «الجناح العسكري» او «الجناح السياسي» للحزب، فقد تضطر دول الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ قرار مماثل على سبيل التحسب، بعدما ادرجت قبل اشهر فقط «الجناح العسكري» على قائمة الارهاب. وقد ينتج عن ذلك ان يضطر اللبنانيون والعرب في الشتات الى اخفاء تسجيلات فيروز واغانيها لانها ستصبح ممنوعة يعاقب من يقتنيها ويستمع اليها بغرامات وربما بالسجن. ومثل هذه الخطوة من اميركا واوروبا لن تكون مستغربة، فقد سبقتهما الدول العربية الى مقاطعة فنانين من الممثلين والمغنين، ومنعتهم من دخول اراضيها بعدما زاروا اسرائيل التي يحبونها وارتدوا قلنسوة اليهود المتدينين ووقفوا امام حائط المبكى وهزوا رؤوسهم وقاماتهم تضامنا. لكن…
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣
أصدقكم القول؛ إنَّ الحديث حول عدم كفاية ''الراتب'' لمقابلة متطلبات المعيشة المعقدة، قد تمرّغ في وحْل الملل والتكرار والإحباط! أُثبتَ بالإحصاءات الرسميّة أنّه لم يبق منه إلا بضع أشلاءٍ متناثرة، لا تُسمن ولا تغني من جوع. قابل كل تلك النقاشات والتحليلات المستفيضة، صمت مطبق من لدن الأجهزة المعنيّة بالرد والإيضاح، بدءاً من وزارة المالية مروراً بوزارة الاقتصاد والتخطيط وانتهاءً بوزارة العمل! التصريح اليتيم الذي صدر: أنّ إنتاجية الموظف السعودي متدنية! كتبريرٍ لمستوى الراتب على هيئته المهترئة الراهنة، بمعنى أنّ السبب وراء تدنّي الراتب هو انخفاض الإنتاجية. حمل هذا التصريح من وزارة الاقتصاد والتخطيط ''اعترافا'' صريحاً ورسمياً بتدنّي مستويات الرواتب، أيّ أنّه يؤيد نتائج تقييم الراتب بوضعه الراهن، وفقاً لما أظهرته الإحصاءات الرسميّة الأخيرة، والتي بناءً عليها استند الكاتب وغيره من أصحاب الرأي بتدنّي مستوى الراتب! بالنسبةِ إلى مقولة الوزارة بانخفاض إنتاجية الموظف، وأنّها السبب وراء تدنّي مستوى الراتب! فهذه قصة أخرى تستوجب حديثاً موسعاً وعميقاً، سبق أنْ تناوله الكاتب في…
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣
كل إعلاميي الإمارات (تقريباً) تحدثوا عن منتدى الإعلام الإماراتي الأول. وهو المنتدى الذي انعقدت أعماله يوم الثلاثاء الماضي بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والعديد من السياسيين والفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي. وقد جمع المنتدى عدداً من الإعلاميين الإماراتيين من الرعيل الأول، وكذلك الشباب الذين ينتظرون دورهم لخدمة هذا الوطن. وقد ناقش المنتدى قضايا عدة، فكانت القضية الأولى حول توطين الإعلام، ليس في المجال الإداري فقط، حيث تشير الأرقام إلى أن أغلب التوطين منصب على الجانب الإداري، ولكن في الجانب التحريري والكتابي، وهذا هو الأهم. وبحسب ما ذكر في المنتدى فإن نسبة توطين هذه المهنة في الإمارات لم تتعد 25.2 في المئة، وكان أغلبه في الجانب الإداري، مع أن الطموحات في بداية الثمانينيات من القرن العشرين الماضي كانت تشير إلى أن نسبة التوطين في عام 2001 ستكون 100 في المئة. في زمن إعلام «التواصل الاجتماعي» بات مستحيلاً على الدول…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣
في وقت مضى، كان عنوان: (جريمة تهز المجتمع) «مانشيتاً» صحافياً يهز القارئ. الآن، فقَدَ هذا العنوان وجاهته وبريقه ولم يعد جديراً أن تمنحه الصحيفة مكانة «المانشيت» أو حتى «البنط العريض»، لماذا... هل لأنه لم تعد تقع جرائم تهز المجتمع؟ الحقيقة، أن الإجابة الأدقّ، ليس أنه لم تعد لدينا الآن جريمة تهز المجتمع، بل لم يعد لدينا مجتمع تهزّه جريمة! سيأتي هنا سؤال يتكرر كثيراً في مثل هذه الجدليات: هل الجرائم زادت فعلاً أم إن الإعلام السريع والمنتشر هو الذي زاد في كشفها ونشرها بعد أن كانت تقع في الخفاء؟ الجواب هنا يجب أن لا يخضع لأحادية السؤال، فالخياران في السؤال صحيحان. الجرائم زادت فعلاً، بسبب التزايد السكاني وتزايد التوتر النفسي والاجتماعي وتناقص الاكتفاء المعيشي، والأشد من ذلك هو غياب الرضا المعيشي بسبب النزوع الرأسمالي النهم للشكلانية. كما أن الإعلام المتطور ساهم بقوة في ازدياد واعتياد الجريمة. أصبح الإنسان لا كرامة له، والموت لا هيبة له، إذ نطالع على شاشة التلفاز…
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣
تقطع فتيات في عمر الزهور 30 كم مشياً على الأقدام ذهاباً وإياباً، من مركز طلالا ببلقرن، إلى عفراء، حيث تقع المدرسة الثانوية للبنات، في معاناة يومية يُسلك فيها طريق في منتهى الوعورة لا يسلمن من غباره وخشونته في حرارة الصيف، ولا من الصقيع و برودة ووحل الطريق في الشتاء، حاملين حقائبهن على أكتافهن وظهورهن في مشوار شاق إلى أن استنزِفت طاقاتهن وصبرهن، فامتنعن الفتيات عن الذهاب للمدرسة في ردة فعل طبيعية بعد أن دك المشوار أجسامهن في ظل غياب مستمر للمواصلات المدرسية، وكان قد سبق و(طالبت) الفتيات وأولياء أمورهن أكثر من مرة من إدارة تعليم بيشة بضرورة افتتاح ثانوية بنات أسوة بثانوية البنين الموجودة في نفس المركز، ولا أدري لماذا يجب على الطلاب أن يطالبوا بحقهم في وجود مدرسة من إدارات التعليم في المناطق التي في الأساس من أقل واجباتها أن تكون لديها خطة مسبقة عما ينقص كل منطقة تعليمية، وبدلاً من التحقيق في التقصير والتقاعس والإهمال الذي أخر بناء…
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣
تصحو في اليوم التالي لإعلان الميزانية العامة للدولة من نومك وقد سيطرت عليك مشاعر أهل الثراء الفاحش!، تقف بشموخ وكأنك جهاز صراف آلي في منطقة مقطوعة، تسير ببطء وكأنك ناقلة بترول، تبتسم بتكلف كي لا تنفد بطاريتك من كثرة الضحك، ثم تدور في رأسك بعض الخطط العبقرية التي يمكن أن تحل معضلات الصحة والتعليم والإسكان في نصف ساعة، ولكن ما إن تقود سيارتك في وسط الزحام حتى تستعيد عقلك بالتدريج بعد أن طارت به أرقام الميزانية لتكتشف أن المسألة أعقد بكثير مما كنت تتخيل، فأنت لا زلت كما أنت مهما تصنعت أو تكلفت أو حاولت تغيير طبقة صوتك، فالعبرة ليست في الأرقام الضخمة بل في قدرة المؤسسات والأفراد على إدارة هذه الأموال وتحويلها إلى إنجازات حضارية ملموسة محسوسة. تحاول أن تختار لنفسك موقعا وسطا بين التفاؤل والتشاؤم، تبدو وكأنك تفكر بطريقة أكثر واقعية ولكن تفكيرك الواقعي هو ذاته الذي سوف يقودك إلى حقيقة أن هذه الوفرة المالية فرصة تاريخية قد…
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣
في كتابه «العالم الاسلامي في مهب التحولات الحضارية» ذهب د.أحمد داوود اوغلوا (وزير الخارجية التركي الحالي) إلى أن الحضارة الغربية تعاني من أزمة حضارية وأخلاقية لا يمكن حلها من داخلها، وأن إعادة احياء الهوية الاسلامية هي صيغة أخرى من صيغ التحولات الحضارية ويمكن أن تُقدم بديلا حضاريا متكاملا للبشرية، وأن تركيا مؤهلة للقيام بهذا الدور داعيا لنموذج تركي يحوي على فضيلة الحضارة الاسلامية وعقلانية وتطور الغرب الاقتصادي. وخلال عقد ظهرت بوادر بروز نموذج تركي واعد يجمع ما بين النجاح الاقتصادي والحكم وفق التقاليد الديمقراطية، إلا انه مع مرور الأيام ترسخت تصرفات تُشير إلى أن النموذج بدأ يحيد عن الفكرة الأخلاقية التى بُني عليها. خلال الأسبوع الماضي عاشت تركيا وقع صدمة نفسية على خلفية اعتقالات هزت الأوساط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية الأجنبية، بعد معرفة أن من بين الموقوفين المتهمين بفساد مالي، أبناء ثلاثة وزراء ورجال أعمال مقربين من الحكومة وبيروقراطيين في مصرف الدولة الرسمي، ورئيس بلدية تابعة للحزب الحاكم، حيث وجهت النيابة…
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٣
يُلاحظ، منذ فترة لم تعد قصيرة، أنّ ثمّة تسويقاً واسعاً لما يتعرّض له المسيحيّون في سوريّة، على أيدي أطراف محسوبة، في صورة أو أخرى، على الثورة السوريّة. ولا يخلو التسويق هذا من التذكير بما حلّ بالمسيحيّين في العراق، أو بتراجع وزنهم وحجمهم في لبنان. لكنّ الأدوات السياسيّة والإعلاميّة التي تتولّى الخلط والترويج هذين، وترفع وتيرة المشاعر والغرائز الطائفيّة، يفتقر الكثير منها إلى كلّ حساسيّة حيال المسيحيّين أو الأقليّات الأخرى، فضلاً عن أنّ الكثير منها ضالع في الأعمال التي انتهت بالأقلّيات الدينيّة والإثنيّة إلى ما تعانيه راهناً. يكفي استرجاع السخرية، إن لم يكن العداء المسلّح، لفكرة لبنان كوطن للأقليّات وكضمانة لها. مع هذا، هناك مشكلة أقليّات جدّيّة، ومشكلة جدّيّة تتّصل بالمسيحيّين ووضعهم الراهن في سوريّة والمنطقة. وهذا ما لا ينفيه القول إنّ الأكثريّة السنّيّة تعاني أيضاً، بل إنّها تعاني أكثر ممّا تعانيه الأقلّيّات. ونعرف أنّ تلك الحجّة القديمة التي استُخدمت للتخفيف من حجم المحرقة اليهوديّة، والقائلة إنّ عشرات الملايين من غير…