آراء

إدارة جديدة للصراع في الشرق الأوسط

السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣

أشاعت لقاءات الرئيس حسن روحاني نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلاً عن خطاب أوباما، أجواء من التفاؤل في الأوساط السياسية والديبلوماسية المعنية بمسائل الشرق الأوسط، وانتقادات وصلت إلى حد اتهام الرئيس الأميركي بالضعف أطلقها بعض حلفائه. فهل تغيرت إيران أم الغرب تغير؟ صحيح أن للرئيس الإيراني، أي رئيس، رأيه وتأثيره في السياسة الخارجية لبلاده، لكنه يبقى جهة تنفذ خطط المرشد وتوجهاته. والاستنتاج المنطقي يؤكد أن خامنئي ليس بعيداً عن الحراك الديبلوماسي الذي يقوده روحاني. وأن التغيير بدأ في أعلى هرم السلطة في طهران، له أسبابه المختلفة عما يشاع عن تحول إيران إلى الاعتدال، وكأن هذا التحول حصل من دون مقدمات، أو كأن الرئيس الجديد انتقل ببلاده فجأة من «محور الشر» إلى «محور الخير»، مستلهماً الغيب في رسم سياساته. الواقع أن إيران التي خاضت الحرب في بلاد الشام بكل قواها أدركت أن تراجع الولايات المتحدة وحلفائها عن الهجوم العسكري على…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«الفَنّش..!»

السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣

لابد أن جميعكم قد مرّ بتلك التجربة الجميلة التي يتذكرها بابتسامة عريضة وتنهيدة «راحوا الطيبين» الشهيرة.. تبدأ أعراض الحالة عندما تطلب من شمس الدين، وهو ذلك الشاب الكيرالي الذي يفعل كل شيء في المؤسسة ويتقاضى «شروي نقير»، أن يعد لك كوب «الكرك» اليومي، فتفاجأ بأنه استبدل عبارة «حاضر أرباب» بعبارة «شوي بعد»! هنا تعلم أن الأمور لم تعد كما كانت. تأخذ جولة في الإدارة فتفاجأ بأن النظرات تجاهك لم تعد كما كانت، هي نظرات من نوع آخر، تدرك مرة أخرى كم كنت أحمق حينما قضيت لياليك في البحلقة في الكتب بدلاً من العيون الكحيلة.. من لي بفهم ما يختبئ خلف هذه العيون.. مزيج من الحزن والشفقة والتحفز والسعادة، تصل إلى مكتبك لترى الظرف الذي يحمل شعار المؤسسة وتوقيع مدير الشؤون الإدارية الذي يكون عادة الرجل الأكثر شعبية، فتعلم بأنك قد وصلت إلى نهاية اللعبة! كلما ارتفعت في السلم الوظيفي أصبح عدد الكراتين الفارغة التي تحملها معك في اليوم الأخير أكثر،…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

3 تحديات تواجه صناعة الكتاب.. بل 4

الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣

ثمة ثلاثة تحديات تواجه صناعة الكتاب العربي، ورابع تجده في نهاية المقال. أولها الرقابة، فالرقيب العربي لا يزال يعمل ببيروقراطية مملّة، أكوام من الكتب أمامه، لا تستحق انتظاراً طويلاً وتدقيقاً، ولكنه يتعامل معها مثلما يتعامل موظف البلدية مع رخص البناء، يعمل مسترخياً بمنطق «هي الدنيا طايرة»؟ بينما الكتاب كالمجلة والصحيفة، لا بد أن يصل ساخناً للقارئ، متواكباً مع الاهتمام الذي يريده المؤلف والناشر، يصل الكتاب إلى الصحافي فيكتب عنه ناقداً، ولكنه لا يصل إلى القارئ لأن الرقيب يشكو من كثرة الكتب وقلة المراقبين، بل يشكو أحياناً هو ووزارته من المتطوعين الذين يطالبونه بحظر هذا الكتاب أو ذاك، لأنه لم يوافق هواهم، لأنهم يرونه ضاراً على الناشئة، ولا يثقون بحصافة القارئ وقدرته على تمييز الطيب من الرديء، يريدون أن يكونوا أوصياء ليس على العقل فقط بل حتى على ما يتلقاه العقل، النتيجة أن الرقيب يشتري وجع دماغه فيشبع الكتاب بحثاً وتمحيصاً حتى يموت بين يديه، كل هذا يحصل في زمن الإنترنت…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

حظر جمعية الإخوان المسلمين بمصر ودلالاته

الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣

لا ينبغي الاستخفاف بقرار القضاء المصري فرض الحظر على جمعية (جماعة) الإخوان المسلمين بالبلاد. ليس لأن القرار أو الحكم له جوانب سياسية؛ بل لأنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك: فقد حصل الأمر نفسه بعد اتهام أعضاء بالتنظيم الخاص لـ«الإخوان» بقتل رئيس وزراء مصر في الأربعينات من القرن الماضي. أما القرارات الأخرى ضد الجماعة عامي 1954 و1965 فقد كانت سياسية وسيادية. وفي الحالتين المذكورتين فقد كان الاتهام المشاركة في أعمال إرهابية ضد أمن الدولة والنظام العام. أما هذه المرة (أي بتاريخ 2013/9/23) فقد كانت التهمة قيام الجمعية ذات الطابع «الخيري والاجتماعي» بنشاطات سياسية، ووجود أسلحة بمقراتها، وتحريض قادتها على العنف ضد خصومها من المتظاهرين السلميين. سيقول كثيرون (بينهم عرب ومسلمون وغربيون) إن هذا الحكم القضائي سياسي الدوافع، لأنه جاء بعد إقصاء الرئيس محمد مرسي، وإصرار «الإخوان» وحلفائهم على الاعتصام والتظاهر والاشتباك مع قوات الأمن والجيش من أجل استعادة «الشرعية والشريعة». ومصطلحا الشرعية والشريعة في نظري هما الخيط الذي ينبغي…

طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

بخلنا على المعلمين فأضعنا المليارات.. وضعنا!

الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣

من منا قادر على أن يحصي عدد المؤتمرات والندوات والاجتماعات وورش العمل، التي أوصت في نهاية أعمالها بتضمين عشرات المسائل في مناهج التعليم، إما للقضاء على ظواهر سلبية متفشية في المجتمع، أو للتثقيف والتوعية والتعريف بمسائل بات الجهل بها أو تجاهلها سببا في معاناة الدولة والشعب جراء تداعياتها، مثل المخدرات والجريمة والعنف الأسرى والانتحار وقتلى حوادث السير والغش والاحتكار وغياب الإخلاص واستشراء الفساد وضياع الذمة. أنا على يقين أن الدولة لو أخذت بتلك التوصيات ووجهت وزارة التربية والتعليم بتضمينها في مناهج التعليم لفاقت الكتب المخصصة لها عدد كتب المناهج المعتمدة، ولما أتت هذه السياسة بما عولت عليه تلك التوصيات، بل أجزم أن النتائج ستكون عكسية، ولعل منهج "الوطنية" خير شاهد على ذلك فهو منهج غير مرحب به لدى الطلبة، ولم يحقق الأهداف التي كانت وراء فرضه، فالفجوة الكبيرة الموجودة في فكر ونفسيات جل الطلبة تجاه التعليم ذاته وتجاه المدرسة كافية لاتخاذ الطلبة موقفا سلبيا من مناهج التعليم كلها، وبالتالي لن…

الهيئة مفترية أم مُفترى عليها

الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣

ـ تحتاج بعض فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إصلاح شامل وفوري لا يشبه الإصلاح العربي الإخواني أجلَّكم الله، وليس فيه مرسي ولا بديع ولا شاطر ولا رجة ولا رجفة، ولكنه إصلاح للعقلاء الراشدين الذين لا يرون المواطن تهمة تمشي على قدمين، ولا يتعاملون معه كحالة اشتباه أو ترقيم محتمل! ـ المطاردات الهوليودية التي يقوم بها بعض كوادر الهيئة الميدانيين الممانعين للإصلاح لم تعد قضية أخطاء موسمية يمكن تبريرها بالحماس الزائد أو قلة الخبرة الميدانية كما جرت العادة؛ بل أصبحت كما يبدو طبيعة عمل روتينية جداً لدى هؤلاء، ولذلك آن للهيئة أن تقف مع هؤلاء الممانعين للإصلاح، وألاَّ تعيد حديث الإعلام عن أخطائهم الكارثية إلى المتربصين الدائمين كما تزعم في كل وقت. ـ إصلاح كوادر الهيئة الذي أطالب به هو استحقاق متأخر، ولكنه الآن أصبح ملحاً كي تمارس عملها بمنتهى الانضباط والرشد المتصالح مع مستجدات العصر، وأول هذا الرشد ألاَّ تنظر إلى المواطنين كمشبوهين تجب مطاردتهم؛ فالمواطن ليس…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

لأنه “ذيب”

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

ـ 1 ـ للذئب في المخيال العربي حضور مدهش منذ بدأ زمن الحفظ مشافهة أو تدويناً، وما زالوا حين يصفون شخصاً بالجرأة وعدم الخوف يقولون إنه "ذيب". ولعل ذئب الشاعر الصعلوك الشنفري أشهر "ذيب" جاهلي وهو الذي جاء ذكره في لامية العرب: ولي دونكم أهلون: سيدٌ عملّسٌ وأرقط زهلولٌ وعرفاء جيألُ ـ 2 ـ استمر حضور الذئب بعد زمن الجاهلية، مثل حضور بيت الأحيمر السعدي في الأذهان، وهو ممن عاشوا في العصرين الأموي والعباسي، وفيه يقول: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان فكدتُ أطـيرُ ولا تقل قصيدة الفرزدق عن الذئب شهرة عن بيت الأحيمر، خاصة لو تأملنا الحوارية البديعة التي نسجها مع الذئب: وأطلسَ عسّالٍ ، وما كان صاحباً دعوتُ بناري موهناً فأتاني فلما دنا، قلت: ادنُ دونكَ، إنني وإياك في زادي لمشتركانِ ومع تلاحق العصور يظل الذئب مصاحباً للشعراء، كما هو حال البحتري بقوله: تسربلته والذئبُ وسنانُ هاجعٌ بعين ابن ليل ما له بالكرى عهدُ ـ 3…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

خليفة فيسبوك ..!

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

منذ سنوات ـ وفي يوم ربيعيّ جميل ـ ورد إليّ طلب إضافة اسم " خليفة المظلوم " على حسابي الخاص في الفيس بوك ، بطبيعة الحال ضغطت على زر Accept ، ظناً مني بأن هذا الشخص هو أخي الأصغر ( خليفة ) ومضى الحوار معه طبيعياً ـ يومذاك كنت أدرس في الخارج ـ لكني اكتشفت بعد أيام أن صاحب الحساب ليس أخي (خليفة ) بل هو شخص أخر اسمه : خليفة محمد عيد المظلوم. ولعَلّه من المؤسف حقاً بل والمحرِج أيضاً أن أقول : لقد كانت المرة الأولى التي أعرف فيها أن لدى ابن عمي محمد ولدا اسمه خليفة ..! ولعلّ ما يدعو للعجب و الدهشة أنّ هذه المفاجأة السارة حصلت على الفيس بوك .. !! الواقع الذي يجب الاعتراف به ، هو: إنني عانيتُ وما زلتُ أعاني من هذه المسألة ( صلة الأرحام ) ولهذا قطعتُ على نفسي عهداً بالتواصل مع ذوي الأرحام أسبوعياً ، سواء كان ذلك بالزيارة…

ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

“هيئة الخطأ الفردي”

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

لا يمكن النظر لما حدث ليلة اليوم الوطني، من قتل شاب وجرح آخر من قبل كوادر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتباره حالة فردية وخطأ غير مقصود، فالمطاردة التي شهدتها شوارع الرياض ليلتها تجاوزت في مخيلتنا كل مشاهد الإثارة الدرامية التي اختزنتها مخيلتنا من أفلام المطاردات الأميركية ومطاردات العصابات. لن أناقش الأسباب التي قد تكون دفعت تلك الكوادر لمطاردة الشابين، وصدم سياراتهم مرارا حتى دفعتها للسقوط من مرتفع ومن ثم الهروب من المكان، ليلقى شاب حتفه ويبقى الثاني في العناية المركزة، وأدعو الله أن يلطف به، ولكني سأناقش وأطرح مجموعة أسئلة لا بد من تناولها والتعاطي معها رسميا وشعبيا للحد من التجاوزات التي يقوم بها بعض المنتسبين لهذا الجهاز من أجل تحويله من جهاز يرى نفسه أنه فوق القانون إلى جهاز يخضع للقانون ككل مؤسسات الدولة. لا بد من الاعتراف أولا أن الأنظمة الداخلية للهيئة لا تعتمد المحاسبة الداخلية وفق الأسس المطبقة في باقي المؤسسات الأمنية، والتي تتضمن المحاكم…

الكاتبِ الخليجي… وتُهمَة «المُعارَضَة»

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

مع ازدياد المُطالبات من قِبل الكتّاب والقراء في دول مجلس التعاون بضرورة منح المزيد من الحريات وتوسيع هوامش الحوار - صحفياً وتلفزيونياً واجتماعياً- زادت بالتالي موجة التفسيرات السلبية والتصنيفات الباطلة للعديد من الكتّاب المخلصين على الساحة الخليجية، لدرجة وَسْمِ بعضهم بأنهم «معارضون»؟!. فكيف تتخلّق المعارضة ؟ وما هي أجواء نمائها؟ وهل هنالك فعلاً «معارضون» في المنطقة؟ أصل كلمة مُعارضة و(عّرضَ) أي ظهر! والمُعارضة المشتقة من ذلك على وزن (مُفاعلة) جاءت من (اعترضَ) الشي، أي صار (عارضاً) مثل الخشبة (المعترضة) في النهر، و(اعترض) الشيء دون الشيء، أي حال دونه. و(عارضَ) فلان فلاناً، أي جانَبَهُ وعًدل عنه.(مختار الصحاح) والمُعارضة السياسية التي نحن بصددها لا تتحقق إلاّ ضمن إطار شرعي وعبر مؤسسات قائمة مثل الأحزاب التي تعبّر عن وجهة نظر المنتمين إليها. وغالباً ما تكون تلك الأحزاب مُعارضة لسياسات الحُكم القائم، تنتقد ممارساته، وتفند مشاريعه، ولربما سعت إلى إسقاطه عبر الوسائل السلمية (أي صناديق الاقتراع)، وأيضاً تلجأ بعض الأحزاب السياسية المُعارِضة إلى المُعارضة…

حسان حيدر
حسان حيدر
كاتب و صحفي

التهديد الإيراني ليس نووياً فقط

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

الخطأ الذي ارتكبه الأميركيون خصوصاً، والغرب عموماً، باختزال الأزمة السورية الدامية المستمرة منذ عامين ونصف العام، وقصرها على ملف ترسانة بشار الأسد الكيماوية، مرشح لأن يتكرر مع ايران، عبر اختصار الأزمات المتعددة معها بملفها النووي، في مثال جديد على عدم اكتراث الغربيين بالمشكلات الحقيقية في المنطقة واكتفائهم بالسعي لحل ما يمسهم منها وما يزعج حليفهم الفعلي الوحيد: إسرائيل. صحيح أن الملف النووي الإيراني يشكل مصدر قلق لمختلف دول المنطقة والعالم، لكن هناك أموراً أخرى غير التخصيب ومستواه وإمكانات امتلاك قنبلة نووية لا بد أن يشملها «الاعتدال» الإيراني المستجد، إذا كان لقيادة روحاني أن تثبت جديتها في تخفيف التوتر مع العالم العربي، وألا تكون المرونة المعروضة مجرد تعابير ديبلوماسية وبلاغة في الخطابة، ذلك أن لـ «حسن الجوار» شروطاً لا بد أن تلبى ومعايير لا بد أن تحترم. والامتحان الحقيقي هو أن تتوقف ايران عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، طوراً باسم فلسطين والقدس وتارة باسم الإسلام والمسلمين. ولا احد بالطبع…

حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

دراما الهيئة.. مشهد جديد

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

من مشاكل الكتابة عن أخطاء وتجاوزات بعض أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحويل القضية من شأن عام، إنساني وحقوقي في الدرجة الأولى، إلى قضية شخصية أو موقف شخصي مسبق وثابت للكاتب تجاه جهاز الهيئة. هذا التحوير الاعتسافي يظهر جلياً كلما استجدت حادثة بارزة تكون الهيئة طرفاً رئيسياً فيها، يمارسه بعض منسوبيها، وبدرجة أكبر المحتسبون بالتضامن العشوائي المطلق مع جهاز الهيئة من خارجها، الذين لا يقبلون أي نقاش حولها أو إبداء الملاحظات على أدائها، مما يفاقم تأثير أي أزمة أو شرخ في علاقة المجتمع بالهيئة. للأسف الهيئة رغم حرص رئيسها العام على مد الجسور مع المجتمع وبناء علاقة تسودها الثقة والطمأنينة، إلا أنها لم تغير كثيراً من أسلوب التعاطي الإعلامي مع القضايا المثارة حولها، فأسلوب البيانات الاستباقية التي تفوح منها رائحة التنصل من أي مسؤولية، أو اتهام المجتمع والإعلام بالمبالغة، مازال أسلوباً مفضلا لدى الهيئة لم تتجاوزه إلى الآن. بل إنها في بعض الأحيان تسبق الآخرين باتهامهم ــ وقائياً…