الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣
إذا وضعنا التفاصيل الصغيرة جانباً، ومعها المناشدات الإنسانيّة والأخلاقيّة التي تتجاهلها سياسات كبرى ضعيفة الإنسانيّة والأخلاقيّة، تراءى أنّ قدراً من سوء الفهم العميق يفصل بين الثورة السوريّة والولايات المتّحدة الأميركيّة، أو بالأحرى، أنّ صورة كلّ منهما عند الأخرى لا تشبه صورتها الفعليّة. فمفاد المناشدات التي تخرج من المعارضة السوريّة للولايات المتّحدة، أو الانتقادات التي توجّهها إليها لعدم استجابتها تلك المناشدات، هو الرغبة في انزياح بوشيّ عن الأوباميّة. وهذا ما يعني، شئنا أم أبينا، أنّ نجاح الثورة السوريّة، وثورات أخرى غيرها، مرهون بسياسة أميركيّة أكثر تدخّليّة ومبادرة. فحين يضعف «بوليس العالم»، الذي لا يريد أوباما أن يكونه، تقوى الأنظمة البوليسيّة من كلّ نوع. الإقرار بتلك الحقيقة يقوّي حجّة خصوم الثورة السوريّة الذين «يتّهمونها» بالهوى الأميركيّ، مع أنّ ذاك الهوى لم ينتج هوى يقابله ولا معونات تترتّب عليه. وهو أيضاً يُضعف حجّة بعض مؤيّدي الثورة من مواقع «يساريّة» أو مناهضة للولايات المتّحدة. بيد أنّ ما هو أهمّ من هذا وذاك أنّ «خطاب»…
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣
حملة التلاطف الدبلوماسي بلغت أوجهها والأيام النيويوركية المقبلة قد تأتي ببعض المفاجآت، الغرب وإيران على وشك الوقوع في غرام طال انتظاره، في طليعة الأسباب مجيء حسن روحاني إلى الرئاسة، ليثبت إلى أي حد كانت الحقبة "الأحمدي - نجادية" مضيعة للوقت، فيما اعتبرها الجميع مرحلة كسب وقت للمضي في البرنامج النووي إلى أقصاه، وقد حصل، لكن يبدو أن الحصيلة النووية لم تكن بمستوى الطموحات خصوصاً إذا قورنت بما استدرجته من عقوبات، أهلكت الاقتصاد وأبطأت النمو والتنمية. في النهاية أدركت طهران أن ساعة الواقعية دقت، وما حصّلته من أوراق سواء في الملف النووي أو في النفوذ الإقليمي بات كافياً للمساومة، وللتفاوض من موقع قوة، لا داعي لانتظار ما سيؤول إليه الوضع في سوريا، فأزمة التهديدات الأميركية الأخيرة - أظهرت للجميع حدود اللعبة، إذ ساهم النفوذ الإيراني هناك في حفز روسيا والصين على التعنت في بلورة قواعد جديدة لـ"النظام الدولي"، في الوقت نفسه بلغ الاستثمار الإيراني في "الورقة السورية" حد استخراج المصلحة منها…
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
في اليوم الوطني يتحدث الوزراء عن إنجازات وزاراتهم وتعرض شاشات التلفزيون صورا لمعالم النهضة في كل المجالات، من الذي فعل كل ذلك؟، هل هم أصحاب المعالي الوزراء الذين يتحدثون بالأرقام عن إنجازات مسيرة التنمية التي يمتد عمرها إلى أكثر من نصف قرن أم مئات آلاف من الموظفين والموظفات الذين أفنوا زهرة حياتهم في تنفيذ خطط التنمية المتعاقبة قبل أن يحالوا إلى التقاعد ويقضون آخر سنوات العمر على أهمش هوامش التنمية!. المتقاعدون بنوا وأعطوا وكانوا أساس كل هذه الإنجازات لا يستطيع قسم كبير منهم أن يشارك في حفلنا الوطني الكبير، هل تعرفون لماذا؟ لأنهم لا يملكون تذكرة الدخول!. دخلهم بالكاد يساعدهم على البقاء في البيت!، يكتفي الواحد منهم بالتباهي أمام أولاده حين تعرض شاشات التلفزيون صور الإنجازات والمشاريع العملاقة: (كنت أعمل هنا .. اشتغلنا في هذا المشروع عشر سنوات)، ولكنه سرعان ما يخرج من حالة التباهي ليدخل في حالة الانكسار حين يتذكر إيجار البيت وفواتير الكهرباء والماء والجوال!. حاولوا أن تتصوروا…
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
أحياناً يستطيع شخص متنفذ أو دائرة حكومية أو متنطع في الاحتساب أن يشعرك بالغربة وأنت في وطنك وبين أهلك. هذا النوع من الإحساس بالغربة محبط وخانق لدرجة قد تجرفك إلى اللؤم العاطفي وتجعل الشيطان يجرك إلى السب واللعن، قبل أن تثوب إلى رشدك وتستعيذ بالله من نزغات الشياطين. هذا الشعور اللئيم ما يلبث أن يزول في اليوم نفسه أو اليوم التالي، بعد أن يغرب ذلك المسؤول أو المتنطع أو الدائرة الحكومية عن ذاكرتك وتعود إلى الوجوه والأماكن المألوفة لك والغالية عليك. ليس في الإحساس بهذا النوع من الاغتراب جفاء حقيقي للوطن وساكنيه، لكنه اغتراب سلبي عاطفي مؤقت، ما تلبث الإيجابيات أن تطفئه. المسألة تختلف إذا واجهت هذا التنغيص في بلاد أخرى، ليست هي بلادك وليس أهلها أهلك. في هذه الحالة تتراكم كل منغصة جديدة فوق أخرى، لأنك في الأصل تشعر بالغربة هناك قبل أن تزيدك المنغصات شعوراً أكثر بالاغتراب. الوطن بمعناه الاجتماعي والتربوي هو ما تستوطنه من الأرض، حدوداً ولغة…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
عندما دعتني السفارة اليابانية في الرياض لزيارة اليابان قبل سنوات، حرصت على أن أضمن برنامج الزيارة لقاء مع مطور البوكيمون، لسببين الأول هو اهتمامي القديم والذي ربما لمسه من يتابع مقالاتي هنا بالألعاب الإلكترونية وشخصيات الرسوم المتحركة، والآخر هو الضجة التي أثيرت قبل أعوام في السعودية ومفادها أن شخصيات هذه اللعبة الإلكترونية والرسوم المتحركة ما هي في حقيقتها إلا جزء من الحرب على الإسلام. بدأت القصة قبل أكثر من عقد من الزمان وفيما قبل زمن «الإعلام الاجتماعي»، إذ كان الفاكس هو البديل في صناعة الشائعات بينما يقوم الواتس أب اليوم بهذه المهمة، فعمد أحدهم إلى طباعة فاكس قال فيه إن لعبة «بوكيمون» التي شاعت وانتشرت حول العالم وتجاوزت في إيراداتها شخصيات ديزني فهددت الهيمنة الأمريكية على عقول الأطفال بهيمنة يابانية، فزعم أنها مؤامرة يهودية، وأن مطورها يهودي، وأن «بوكيمون» تعني: «أنا يهودي»، وكلمة «بكاتشو» معناها: «كن يهودياً»، وكلمة «تشارمند» معناها: «الله ضعيف»، ومضى صاحب الفاكس الذي لم يعرفه أحد حتى…
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
في الأشهر الماضية، قبل مجلس الشورى وللمرة الأولى مناقشة العريضة التي تطالب بقيادة المرأة للسيارة في السعودية، وتضمنت 3000 توقيع من المواطنين والمواطنات من مختلف المناطق، وعادت قضية القيادة إلى ساحة الحراك من جديد، بخاصة بعدما كشف مصدر مسؤول في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن أنه تم إبلاغ أعضاء الهيئة بمنعهم ملاحقة سيارات تقودها «نساء». هذا التصريح يأتي في إصلاح الطريقة التي يفكر بها العامة، وأعني من الناحية الدينية بصفة أن جهاز الهيئة يتمثل واجهة الإصلاح السلوكي والأخلاقي لأفراد المجتمع بحسب ما يرون، إضافة إلى أن مسألة التطبيع بدأت تتحرر نسبياً من بعض المعوقات التي كانت تغذي هذه الأزمة سلباً، إذ إنها كانت نتيجة جدل تياراتٍ فكريةٍ تتحدث عن منع المرأة من القيادة باسم الدين أو التقاليد أو المتحدث باسم حقها الإنساني. فالطور الذي أعنيه أن القضية تطورت من كونها شأناً اجتماعياً بحتاً، لكي تنتقل إلى حال أفضل، تجعلها تستظل بحماية مؤسسة من أهم مؤسسات الدولة،…
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
«مرحبا أيها العالم.. ها نحن نغرد من دون قيود من إيران». لم يكد يحتفي الإيرانيون بالسماح لهم باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» بعد أربع سنوات من الحظر حتى انقلبوا خائبين، إذ سريعا ما انتهت فسحة الحرية الإلكترونية وعادت إيران إلى حظيرة المنع محافظة على موقعها المتقدم في لائحة الدول العدوة للإنترنت. لكن ما الذي جرى خلال تلك الساعات القليلة التي ضج فيها الإيرانيون بانتصار نسبوه لفريق الرئيس الجديد حسن روحاني الذي كان وعد بتخفيف القيود على الإنترنت في حملته الانتخابية؟ هل حقا كان رفع الحظر المفاجئ نتيجة خطأ تقني كما أعلن رسميا، أم كان تجربة تعمدها النظام لاختبار ردة فعل الرأي العام واستطلاع ماذا يمكن أن يقول الإيرانيون في حال عادت لهم حريتهم الإلكترونية المسلوبة على نحو ما ذكرت صحف غربية نقلا عن مصادر إيرانية؟ أم هو فشل فريق روحاني في تخفيف القيود على الإنترنت؟ في إيران اليوم رئيس جديد يحاول أن يقدم نفسه أكثر انفتاحا عن سلفه،…
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
ـ أنتمي إلى جيل الطباشير المبارك الذي لم يسمع عن الوطن إلا من خلال مادة الجغرافيا فقط؛ حتى إذاعة الصباح في المدرسة كانت تتكلم عن أحزان الأمة وويلاتها في كل مكان، وكانت تغفل عن قصد أو غيره الحديث عن الوطن، ومكتسباته وأهله الطيبين! ـ عرفت أشياء كثيرة عن سجون عبدالناصر، وعن حمزة البسيوني وشمس بدران وصلاح نصر، وعن الشهيد سيد قطب، وكنت كأقراني أحفظ عن ظهر قلب قصيدة «أبتاه ماذا قد يخط بناني» لهاشم الرفاعي سماعاً من أساتذتي الذين كانوا يرددونها أمامنا في كل حصة تقريباً وإلى حد الملل. ـ في المقابل لم أقرأ قصيدة واحدة لحمزة شحاتة أو غازي القصيبي أو عبدالله الثبيتي رحمهم الله إلا في وقت متأخر جداً، ولم أعرف إلا النزر اليسير عن بلادي التي هي قبلة العالم، التي هي على النقيض تماماً من كل هذا الوجع والمعتقلات وسحق الإنسان والآدمية الذي كان يقدم لنا في المدرسة!! ـ عرفت تضاريس وادي بانشير في أفغانستان بامتياز، ولم…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
عندما أزيح الرئيس المصري" الإخواني" من السلطة، قال بعض مُناصريه وبينهم علماء معروفون: إنّ إخراج الرئيس الشرعي من السلطة، هو كمن يهدم الكعبة حجراً حجراً! وكان المعتصمون بميدان مسجد رابعة العدوية يرفعون شعاراتٍ أكثرها انتشاراً: الشرعية والشريعة، أو الشريعة والشرعية. وفي كلتا الحالتين، أي هدْم الكعبة، وربط الشريعة بشرعية مرسي، تصريحٌ من هؤلاء بأنّ إزالة الإخوان من السلطة فيه إضرارٌ كبيرٌ بالدين باعتبار أنهم يمثّلونه في السلطة، ويريدون تطبيق شريعته. والواقع عكس ذلك تماماً، بمعنى أنّ هؤلاء الحزبيين اتخذوا الدين وسيلةً لبلوغ السلطة والسلطان، فأضرُّوا بذلك بالدين والدولة، كما سنحاول أن نوضح. وفي شهور العام 2013 تدرَّجَ الأمين العام لـ"حزب الله" في تعليل التدخل في سوريا. فقال في البداية إنه يتدخل لحماية شيعة لبنان القاطنين على الحدود بين سوريا ولبنان. ثم قال إنه يريد بتدخُّله حماية المزارات المقدَّسة (الشيعية) في سوريا من تخريبات المتطرفين. وانتهى أخيراً إلى أنّ "التكفيريين" السُنة يقتلون الشيعة بسوريا ويوشكون أن يهدّدوا الشيعة جميعاً خارج سوريا،…
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
لا يمكن المزايدة على مدى تمسك مواطني دول مجلس التعاون بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقدرتهم على الحفاظ على تعاليم الشريعة ومبادئ السنة المطهرة السمحة. والدليل على ذلك استمرار نهج الأجداد والآباء وعدم تزحزحهم عن مواقفهم الأصيلة تجاه هذا الدين العظيم، ومدى صيرورته لبناء حياة كريمة وعادلة وقويمة لهذا المجتمع، وهو أمر كان شأنه محليا لم يتدخل فيه أي أجنبي. في ذات الوقت لم يتأثر هذا المجتمع بكل الدعوات الشرقية والغربية، كما حاول البعض «تخويف» ولاة الأمر في هذه الدول منها!. إذ لا توجد لدينا خلايا ولا أحزاب لا شيوعية ولا ماركسية في الوقت الذي تلاشت فيه دعوات القومية بعد سقوطها في التجارب العربية. في العصر الحديث، وبعد زهاء ستين عاما من تغلغل بعض «الدعاة» المؤَدلجين الحاملين لأفكار «سرية» خفية لم يعلنوا عنها في حينه!. بعد ما نالهم من إقصاء وإبعاد في بلدانهم، وبعد أن استغلوا خلو الساحة من المعلمين والموجهين في المنطقة في الخمسينات والستينات، تغلغلوا في المؤسسات التعليمية والجامعات،…
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
حسن روحاني، الرئيس الإيراني الجديد، مستمر يوزع هداياه، (تصريحاته الوردية). قال شعرا في السعودية، إنها بلد صديق وعزيز، وإنه ينوي التفاوض على المشروع النووي بما يطوي الخلاف مع القوى الغربية، وراغب في إصلاح ما أفسده سلفه الرئيس نجاد مع العالم، وتبرأ من نفيه المذبحة النازية لليهود، وهنأ الإسرائيليين بعامهم اليهودي الجديد! إيران الروحانية ربما مجرد حلم شاعري في رأس الرئيس الجديد، أو أنها مشروع دعائي خبيث هدفه تمكين إيران من إنجاز ما تبقى من ملفاتها وبسببها أصبحت محاصرة، يريد رفع العقوبات الاقتصادية، وفك الحصار عن حلفائه مثل الأسد السوري وحزب الله وحماس. سبق لمحمد خاتمي، الذي رأس إيران، أن وعد بإصلاح ما أفسده أربعة رؤساء حكموا الجمهورية الإسلامية، عاشت خلالها توترا مع جيرانها والغرب. أدبيات خاتمي الداعية للحوار والتصالح كانت معروفة قبل تقلده الرئاسة، وفي الأخير انتهت رئاسته بشكل مذل له وأتباعه، وتحولت إيران إلى دولة يحكمها الحرس الثوري الشرس مع القوى الدينية المتطرفة. تلاه أحمدي محمود نجاد الذي رفع…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
كان من المفترض أن الأربعاء 18 سبتمبر (أيلول) هو موعد تقديم التقارير النهائية من فرق العمل، التي اجتمعت في فندق الموفينبيك بصنعاء لستة أشهر متواصلة مدفوعة الأجر، وتبدأ بعدها أعمال الجلسة الختامية لإقرار التقرير النهائي، لكن الأمر على الأرض لم يجرِ كما خطط له الخبراء الدوليون المقيمون في اليمن منذ ما يناهز السنة محاولين التوصل إلى صيغة يرضى عنها جميع الرواد اليوميين للمنتجع الواقع في شمال شرقي العاصمة، وكان واضحا أنهم يتعاملون بمفردات لا تنسجم مع الواقع اليمني ولا تستوعب المزاج السائد في الشارع. منذ الوهلة الأولى لانطلاق اللقاءات، التي فرضت أجندتها لجنة فنية شارك فيها الموقعون على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مضافا إليهم عدد من الوافدين الذين لا يمثلون شأنا حقيقيا على الأرض، كان واضحا أن العناد وتغييب القوى الجنوبية القادرة سيمثلان العقبة أمام مساعي إحداث اختراق في الصف الجنوبي للتوصل إلى اتفاق يفرضه قسرا المجتمع الدولي وإن لم يكن مقبولا لأصحاب القضية.. وتخلت اللجنة عن صلاحياتها الأصيلة واستسلمت…