آراء

طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

ليتنا في يوم الوطن نحتفل بتحقيق منجز

الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣

سأعود لأكتب، وأكرر ما كتبته هنا العام الماضي وما كتبته قبل ثلاث سنوات، بمناسبة اليوم الوطني، لأن الحالة ما زالت قائمة، والفكرة ما زالت قابلة للتنفيذ، والأمل في التجاوب معها والأخذ بها ما زال قائما فقد قلت: "إنه بمناسبة اليوم الوطني أقترح أن تسعى الدولة في يوم الوطن ـ من كل عام ـ إلى تحديد هدف معين وتطلب من الشعب تحقيقه خلال عام، ومن ثم عندما يأتي اليوم الوطني من العام المقبل لنحتفل كلنا باليوم الوطني وبتحقيقنا ذلك الهدف الذي يصب في مصلحة الوطن" لم يكن من الأهداف التي أحلم أن نحققها بمشاركة شعبية، أن نكون دولة صناعية أو زراعية، وإن كان هذا الحلم مشروعا لكنه حتما لا يتحقق في عام واحد، بل كنت أفكر في أشياء بسيطة لكنها مهمة، مثل: أن نلتزم بأنظمة السير، ونحول عبارة: "القيادة فن وذوق وأخلاق" إلى واقع نمارسه، لأن ما يحدث في شوارعنا أقرب ما يكون إلى عبارة القيادة: "فوضى ونحاسة وقلة حياء". كنت…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«شيءٌ من الكوارنه!!»

الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣

تماماً مثل أمتنا المثخنة بالجراح، كان قَدَر الشعب الكوري بعد الحرب العالمية الثانية، أن يتم تقسيمه لمناطق نفوذ بين القوى العظمى.. الفرق الوحيد أن «سايكس ــ بيكو» الخاصة بنا أنتجت 22 بلداً عربياً.. بينما «سايكس ــ بيكو» الخاصة بهم أنتجت بلدين فقط.. ربما لضيق المساحة! شمال شبه الجزيرة الكورية يذكرنا بحقبة الظواهر الصوتية لدى شعوب أخرى.. جيش قوي وبلد منهك و«بوكيمون» ورث كروموسومات العظمة، لا يعرف متى يقرر أن يدمر العالم بصواريخه النووية. في الجنوب بلد «واقعي»، وحكومة تعاملت مع متغيرات ومتناقضات السياسة الدولية بحكمة، وفهمت مبكراً أن الاقتصاد والتطوير والبحوث والصناعة، هي التي تصنع القوة وليس العكس.. ففاجأت العالم بأن أصبحت أحد أقوى الاقتصادات فيه، وصدّرت للعالم أفضل السفن والسيارات والإلكترونيات، رغم قلة الموارد. تتمتع كوريا الجنوبية بعلاقات جيدة مع جميع دول العالم، عدا الجار الشمالي متغير المزاج.. ولها علاقات متميزة جداً مع دول الخليج.. واستثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهناك تعاون في مجالات عدة، خصوصاً في المشروعات…

خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

آخر أخبار مزرعة البقدونس !

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

اتفقت مع الزملاء في «عكاظ» بأن تبقى هذه الزاوية على نظام الدوام القديم (من السبت إلى الأربعاء) من باب محاربة كل جديد!، لذلك يسرني أن أبلغكم ــ أيها القراء الأشاوس ــ أننا (فاتحين يوم السبت)!. ** قراء السبت، إما (مواصلين من الجمعة) بعد أن قهروا خيول السهر، وإما مستيقظين من النوم عصرا والشرر يتطاير من أعينهم، وإما من الفئة النادرة التي تصحو السبت لتفضي يومها الجميل بينما القوم في سبات عميق!، على أية حال نحن نرحب بهم جميعا، ونؤكد لهم أننا اتخذنا هذا القرار حرصا على مصلحة المواطن وحماية لتراثنا الأصيل وتطبيقا لنظرية أبو بكر سالم: (الزمن ما تغير بس أهل الزمن متغيرين)!. ** يسعدني أيضا بهذه المناسبة أن أنقل لكم آخر مستجدات قضية البقدونس، حيث تم تغريم الشركة المنفذة لمستشفى الولادة في حائل، والتي قام عمالها بزراعة البقدونس والكوسة وبقية الخضروات في أرض المشروع الحكومي مبلع أربعة آلاف ريال فقط لا غير ــ بحسب ما ذكرت الصحف، تخيلوا.. حفلة…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

لبنان: الحرب الأهليّة التي لا تمضي

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

هناك، بين الروائح العفنة الكثيرة في لبنان، رائحة تتأتّى عن موقف اللبنانيّين من الماضي، ماضي الحرب الأهليّة وماضيهم فيها. فهذا الأخير ليس فقط لا يمضي، بل هو يبقى مشروعاً أمثل للمستقبل. هكذا يراه الجميع كلٌّ من موقعه. يقال هذا الكلام وفي البال ثلاثة «احتفالات» أخيرة بذكرى أحداث ثلاثة تعاقبت في 1982: مقتل الرئيس المنتخب بشير الجميّل، ومذبحة مخيّمي صبرا وشاتيلا، وتأسيس «جبهة المقاومة الوطنيّة» ضدّ الاجتياح الإسرائيليّ. لقد كان اغتيال بشير حدثاً مؤلماً بالتأكيد، يندرج في الجهد المتواصل الذي رعاه النظام السوريّ للحؤول دون قيام سلطة مركزيّة في بيروت، ولتصفية القادة اللبنانيّين التي بدأت بكمال جنبلاط ووجدت تتويجها برفيق الحريري. لكنّ هذا لا يلغي أنّ بشير، مثله مثل سائر القادة اللبنانيّين، كان زعيماً طائفيّاً وميليشيويّاً، صعد إلى الرئاسة في الحرب الأهليّة وبسببها، ولم يتحقّق طموحه إلاّ بعد أن لوى الاجتياحُ الإسرائيليّ عنق الديموقراطيّة اللبنانيّة الهشّة. وهذا ما غاب عن بشيريّي 2013 الذين ظلّوا يتحدّثون كما لو أنّهم في 1982. وما…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

«إخوان».. و«إخوان»

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

حيرة حول موضوع مهم تتمثل في سؤال: لماذا هذا الموقف المصري الرسمي والإعلامي - بشكل عام - غير المتعاطف مع الثورة السورية، بل في بعض الأوقات، بعض المتحمسين المصريين لا يتأخرون عن الجهر بمعاداتها؟ ذلك موقف حيرني، وإن عرضناه على العقل، تبين سريعا خلل الموقف. إن افترضنا أن الحكم المصري الحالي هو نتاج سلسلة من الأحداث الثورية، تبدأ بثورة «25 يناير (كانون الثاني)» 2011، وما بعدها «30 يونيو (حزيران)» 2013 وتوابعهما، فإن الافتراض العقلي يقول إنه معادٍ بالضرورة للاستبداد! وإن كان كذلك، فهو إذن مع المطالبين برفع الاستبداد، وهي مطالب الشعب السوري في الأساس! أليس الموقف المتردد أو الملتبس أو حتى المعادي يصح أن يكون مثار تساؤل؟ يرى البعض في محاولة تفكيك هذا الموضوع من أجل فهمه، أن أهل مصر أو قل نخبتها قد لدغوا من ممارسات «إخوان مصر» في السنة الماضية التي كادت تأخذهم إلى الشمولية السياسية بلا رجعة، ويرون بالتالي أن السيناريو الأكثر ترجيحا أن يكون الإخوان في…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

كلفة بقاء بشار!

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

بمناوراتها غير المقنعة باتت روسيا «العظمى» تلعب سياسة دولية بالطريقة الإيرانية السمجة، فهي تفاجئ العالم الأسبوع الماضي بمبادرة بدت جدية، تستند إلى القانون الدولي ومجلس الأمن لتجريد النظام السوري من السلاح الكيماوي في مقابل منع حرب كانت تلوح في الأفق، موقف متفق مع مسؤولية «دولة عظمى»، فإذا بها تتردى بعد أيام، فتخرج في صورة حكومة ديكتاتور صغير يجيد الكذب والمناورة. الإيرانيون أجادوا هذه السياسة، فهم يدعون جيرانهم إلى الإخاء والتعاون ثم يتآمرون عليهم، يتحدثون عن تحرير القدس ثم يحتلون لبنان، أما الروس فيتحدثون عن إنقاذ المنطقة والعالم من سلاح بشار الكيماوي، وهم في الحقيقة يريدون إنقاذ بشار وإطالة عمر نظامه، يخربون علاقتهم مع دول العالم بكل بلطجة.. المهم عندهم أن يبقى بشار! ليس مهماً أن نعرف ما الفائدة العائدة عليهم من ذلك، فهذه مشكلتهم، أما مشكلتنا فهي كيف سنعيش بجوار بشار لو نجح الروس في خداع الأميركيين أو تآمروا معهم هم والإيرانيين وعقدوا صفقة خلف ظهر الشعب السوري ودول الخليج،…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

من الذي قضم التفاحة؟

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

«الحدس غير حياتي، والتحضير والعمل الجاد مهم لتنفيذ هذا الحدس» تيم كوك في مؤتمر شركة أبل لعام 2013 لإطلاق الإصدار الجديد لــ «آي فون» وقف تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة على المسرح بكل فخر وتواضع! وكالعادة كان الحضور مبكراً بانتظار الحدث الأهم في هذا العالم التقني المتغير كل يوم. بدأ الإعلان وتحدث تيم كوك عن الشركة وإنجازاتها وكان يحوم في المكان شبح المؤسس «ستيف جوبز» بقميصه الأسود وإبتسامته القصيرة الجادة، كأنه يحتفل معهم ويشاركهم إنجازاتهم ويقول لهم: لقد تركتكم ولم أترككم! وأنا الذي قضم التفاحة. إنجازك يبقى بعدك ويسافر العالم بالنيابة عنك ومهما حاول الفريق الجديد وضع بصماتهم تبقى بصمتك حاضرة في كل الأمكنة، أنت مرحلة مهمة إذا أردت أن تكون كذلك، الاختيار بيدك والطريق أمامك، ستبقى إذا أردت أن تبقى. كان تيم كوك مقنعاً في حديثه وبصماته واضحة ولا أعرف الكثير عن الأمور الإدارية والمالية في الشركة لكن لدي إحساس أن هذا الرئيس التنفيذي الجديد سيترك بصمته على هذا…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

مَواطن الجَمال

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

لُقبَ أرسطو بـ "المُعلّم الأول" لأنه لم يترك باباً في العلوم الإنسانية والطبيعية إلا وطرقه. بدءاً بالفلسفة مروراً بالفلك وانتهاءً بالأحياء والكائنات. ولكنه رُغم براعته في الفلسفة، إلا أنه كتب أشياء تُعد مضحكة في علوم الفلك والطبيعة. وعرف أيضاً بأنه كان ينزِعُ إلى هدم نظريات مخالفيه ليثبت صحة نظرياته وأفكاره، فعلى سبيل المثال، أصر على دحض نظرية فيثاغورث القائلة بأن الشمس هي مركز نظامنا الكوني، وافترض بأن الأرض من تتبوأ ذلك المكان. ولهذا قال عنه الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون إن أرسطو يسير على الطريقة العُثمانية، حيث لا يستطيع أن يحتفظ بالحكم إلا إذا قَتَل جميع إخوته. أي إلا إذا أثبت بأن رأي المُخالفين له خطأ لا يحتمل الصواب، ورأيه صواب لا يحتمل الخطأ. ونتاجاً لهذه الطريقة الفكرية، وقع في أخطاء علمية لا حد لها، لأنه كان أولاً، معتداً برأيه أشد الاعتداد، وثانياً، غير منفتح على فكرة التنوع الفكري التي تُعد إحدى نواميس الحياة، والتي تُقِرّ بأنه ليس بالضرورة أن تكون…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«القانون لا يحمي الـ …!»

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

يستحق الدكتور جمال السميطي، مدير معهد دبي القضائي، الشكر والتقدير على طرحه الجريء والصريح والبعيد عن المجاملات لموضوع حقوق العامة على الإنترنت، فعباراته في لقائه مع «الإمارات اليوم» كانت واضحة ومباشرة، بلا عبارات: قد يكون.. وهناك ثغرة.. ولكن.. ويمكن أنه.. وربما. فأولاً وبكل وضوح «الجهل بالقانون لا يعفي المخالف من العقوبة»، يعني سالفة «والله ما كنت أدري»، و«محد قالي»، و«كنت مسافراً يوم طلع القانون»، لن تعفي المخالفين من المساءلة، لقد ذهبت تلك الأيام التي كنت تتطلع فيها إلى عيني والدك القويتين وأنت تحمل جرة مكسورة من العهد العباسي أهداها له زعيم أفغاني، وتقول ببراءتك «والله هي طاحت!»، فيحتضنك بحنانه وهو يقول «فدوه».. «إذا التقطت صورة لشخص ونشرتها، ولو كانت صحيحة»، من دون رضاه، ففي ذلك انتهاك للخصوصية، وعقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات ونصف المليون درهم، بحسب الدكتور جمال. وصدقني فإنك لن تكون سعيداً بأن تجرب أن تكون صورة خاصة بك، أو ذكرى عزيزة، أو مناسبة عائلية، موجودة على النت.…

هاشم صالح
هاشم صالح
مفكر عربي يقيم في باريس

الذكرى الثالثة لرحيل أركون

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

قبل ثلاث سنوات بالضبط غادر هذا العالم واحد من أبرز المفكرين في تاريخ الإسلام في العصر الحديث. كان يريد تحرير المسلمين من الأفكار الانغلاقية القديمة والتصورات اللاتاريخية التي يشكلونها عن تراثهم، عن الذات وعن الآخر. كان يريد تحريرهم من الجمود التاريخي الطويل وإلحاقهم بركب الحداثة الدينية والفلسفية. كان يعرف أن التحرير الفكري هو المقدمة التمهيدية الأولى للتحرير السياسي. لا سياسة تحريرية دون فكر تحريري. وأعتقد شخصيا أنه كان يعتبر أن زمن السياسة لم يحن بعد. قد يستغرب البعض هذا الكلام ويستنكرونه بقوة. لا ريب في أن السياسة السياسوية أو الإجرائية البرغماتية اليومية ضرورية للناس وسوف تستمر. ولكن السياسة بالمعنى النبيل والعالي للكلمة، السياسة بمعنى فتح الأبواب الموصدة واستشراف الآفاق البعيدة، لم يحن أوانها بعد. ينبغي تعزيل الأرضية وتفكيك الانغلاقات التراثية أولا قبل أن نحصد ثمار ذلك سياسيا. وهذا ما فعله طيلة حياته كلها. لم يكن صاحب «نقد العقل الإسلامي التقليدي» يحلم بإحداث إصلاح جزئي أو ثورة مصغرة في تاريخ الفكر…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

عقلية لصوص الفكر

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

حين يسطو أحدهم على جهد فكري لغيره، وينسبه إلى نفسه، فإن التبرير بحسن النية ينتفي هنا، ما دام السارق لم يشر من قريب أو بعيد لصاحب الفكرة أو المادة المسروقة، كما في حالة سطو أحد الصحفيين على مقال منشور في "الوطن" للزميل الكاتب سعود البلوي، فالسطو حدث عن عمد وإدراك بالفعل، ظناً من الفاعل أن بعد المسافات لن يكشف السرقة. الجميل في الزميل سعود، أنه أصر على متابعة القضية ليس من أجل نفسه وإنما من أجل ردع كل من يمكن أن تسول له نفسه القيام بفعل مماثل، فالمسألة ليست فردية بقدر ما هي مسألة حقوق فكرية لا بد من العمل على حمايتها في مختلف القضايا المرتبطة بها كما أخبرني في اتصال هاتفي بيننا الأسبوع الماضي كان هو المبادر فيه بروحه الجميلة، وعرجنا خلال الحديث على موضوع السطو المشار إليه. إشكالية الملكية الفكرية؛ أنها مصطلح ما زال مبهماً لدى الكثير من الناس، لذلك فإن نشر ثقافة الملكية الفكرية وقوانينها على المستوى…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

مصر والعرب بعد سقوط الاستبداد والإسلاميين

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

لقد سقط الإسلام السياسي سقطة مروعة، ليس في مصر وحسب، بل في تونس واليمن وليبيا والجزائر. وبالطبع فإن المشهد العام في العالم العربي واحد بعد الثورات، لكن المتغيرات المحلية تبرز هذا البعد أو ذاك في كل حالة ضمن المشهد العام. فعلى سبيل المثال احتاج الأمر إلى الجيش في مصر لإزالة «الإخوان» من السلطة، لكنه لو لم يتدخل لسقطت سلطة «الإخوان» في فوضى شعبية عارمة خلال أشهر تؤدي إلى غرقهم في المشهد. وفي اليمن شارك «الإخوان» التيارات السياسية الأخرى في التمرد على حكم علي عبد الله صالح. لكنهم - مثل مصر - أرادوا التخلي عن هذه الشراكة بعد إقصاء صالح في حل سياسي جرى التفاوض عليه مع رعاة المبادرة الخليجية. بيد أن الذي يوشك أن يحل محل نظام صالح، ليس الإسلام السياسي الإخواني، بل الفوضى العارمة الحافلة بالمذهبيات والانفصاليات والقبليات. وفي تونس تتهادى حركة النهضة باتجاه السقوط غير المدوي. وفي الجزائر ضاع الإسلام السياسي منذ سنوات بين الجيش وكوادر حزب جبهة…