الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣
رغم الإحباطات، يلوح في آخر النفق اليوم ضوء يؤذن بقرب نهاية نظام الأسد. فقد سرَّعت جريمة الألف والأربعمائة سوري الذين قتلوا خنقا بالغاز في ضواحي العاصمة دمشق في أفول النظام. وما مشروع تجريده من سلاحه الاستراتيجي عمليا إلا تجريده من الحكم تحت عنوان أوسع اسمه الحل السلمي. ومنذ أسبوعين تقريبا والحديث يتردد همسا عن حل سلمي يقضي بخروج بشار الأسد في نهاية العام الحالي، أي قبل موعد الانتخابات بخمسة أشهر. إقصاء الأسد يقال إنه صدر عن الروس بعد جريمة الكيماوي التي دفعت بالأميركيين لأول مرة نحو التهديد باستخدام العصا الغليظة، العقوبة التأديبية، وبسببها توجد اليوم جبهة دولية مستعدة للمشاركة في أي حل عسكري. سوريا تتعقد، وكما يقال «اشتدي أزمة تنفرجي». نحن أمام اشتباك يزداد تعقيدا، السياسي مع الدبلوماسي المتعدد الأطراف والأدوار، الروسي مع الأميركي من جهة، والرئيس الأميركي مع الكونغرس من جهة أخرى، وهناك إشكالات الرأي العام في أوروبا، وبريطانيا تحديدا، الرافض لأي عمل عسكري. وهناك أيضا الضغوط العربية. فقد…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣
أعلنت شركة تويتر من خلال تغريدة عن بدء إجراءاتها الرسمية للتحول إلى شركة مساهمة وطرحها في السوق. رغم أن الأمر كان متوقعا منذ سنتين أن يحصل في عام 2014 إلا أن الوسط التكنولوجي طرب كثيرا للخبر لأن هذا الطرح سيعطي للاستثمارات على الإنترنت الكثير من الزخم والتصاعد المالي وينعش الـ"سيليكون فالي" التي وضعت مليارات الدولارات في آلاف مواقع الإنترنت، وتنتظر العائد المالي منها. لكن ماذا يعني هذا التحول بالنسبة للجمهور الذي يعشق تويتر ويسهر وينام عليه كل يوم؟ أولا: يعني المزيد من التركيز على الإعلانات. قبل أيام فقط من إعلان بدء التحول لشركة مساهمة، قامت تويتر بشراء شركة MoPub والتي تملك نظاما متقدما للإعلان على الموبايل بمبلغ 350 مليون دولار، وهو مبلغ منطقي طبعا لو عرفنا أن دخل الشركة يصل إلى 100 مليون دولار سنويا، ولو تخيلنا القيمة الإضافية التي يحملها مثل هذا الشراء أمام المحللين الماليين الذين سيرون في هذا الاستثمار التزاما واضحا من تويتر بالدفع بالإعلانات إلى أقصى…
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣
أنا على قناعة بأن منصات التواصل الاجتماعي استطاعت أن تعيد تشكيل المشهد الثقافي؛ بحيث أصبح مثقفو اليوم هم مجموعة من الأفراد الذين لم يكن ليكون لهم مكان في الماضي، والذي كان يتحكم به مسيرو الإعلام التقليدي نتيجة سيطرة توجهات فكرية معينة أو بفعل الرقابة على أفكار بعينها، وهي الأفكار التي نجد المدافعين عنها اليوم يتسيدون تلك المنصات الحديثة، مثيرين بفعل اطلاعهم وشغفهم الشخصي بقضايا الحوار الجوهرية، ومحفزين لنعمتي التفكير والنقد. في ظل هذه الأجواء التي يصعب فيها تحديد فكر معين أو السيطرة على فكر آخر، ظهر السعي المخطط من البعض الانتهازي نحو خلق الحدث ليتحول هو مع الحدث لقضية رأي عام أو "أيقونة" فكرية تبنت ذلك الفكر أو ذلـك الحدث، فتـحول كاتب معين لنـجم تلفزيوني وتحول شـيخ لأيقونة إلكـترونية، وتحول المعترض والناقم إلى الثوري الافتراضي وتحول الفنان إلى رجل أعمال يقدم الهدايا ويتوسل كرم الأمير. كتبت في الماضي أن "تويتر" وأخواتها استطاعت أن تصنع لنا نجوما تمكنت أن تحرك الحوار…
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣
كيف يتم وصول فيلم سينمائي سعودي لمخرجته الملهمة بالنضال هيفاء المنصور إلى "الأوسكار" ضمن الترشيحات الأولية، بينما لا توجد لدينا حتى اليوم سينما؟ هذا السؤال الذي يسأله الآخر كثيرا خارج حدودنا الجغرافية باستغراب، ولا يحتاج لإجابة منّا! ربما إيماءة بالرأس تكفي مع "غمزة عين" كتعليق ساخر، فنحن أعرف بالحال، فهو نفسه مع المسرح السعودي حين تعرف أن عددا من المسرحيات التي يقدمها سعوديون في المهرجانات الدولية والعربية تفوز بالجوائز الكبرى، بينما لا يوجد لدينا حتى اليوم دور مسرحية مخصصة. إنه الحال نفسه للسعوديين الذين يدفعون آلاف الريالات قيمة تذاكر سفرهم وتكاليفها إلى بلدان مجاورة من أجل مشاهدة فيلم بقيمة ستة وثلاثين ريالا تقريبا! إنه الحال الذي يجعل كثيرا من القادرين ماديا يخصصون غرفة في منازلهم لأجواء السينما! والحقيقة، أن"كل ممنوع مرغوب"، لكن ما ندركه هنا هو أنه لا رغبة لنا في الإجابة عن السؤال ببداية المقال والاكتفاء بغمزة عين، لأننا وصلنا إلى يقين بأنه لا يمكن إيقاف الحاجات الإنسانية ومنعها…
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣
أقرّت الدولة الفارسيّة أن «فلسطين ولبنان والعراق، تؤمّن مصالحها القوميّة المستقبليّة» وأكّدت «ارتكاز مكانتها الدوليّة والإقليميّة على المحاور الثلاثة المذكورة»! أكّد ذلك رئيس «فيلق القدس» الإرهابي «قاسم سليماني».. ولا شك أن مثل هذه الاعترافات تسقط القناع عن وجه محور المقاومة المزعوم وتؤكّد ارتزاقها في خدمة المشروع الفارسي التوسّعي في المنطقة. وبيّن «سُليماني» أن «المقاومة الفلسطينيّة تقتدي بالملقّب بحزب الشيطان في نضالها ضد الكيان الصهيوني»! وامتهن هذا الحزب المولود من رحم حركة أمل الشيعيّة في لبنان، الطعن في المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة ضد الكيان الصهيوني، ويؤكد ذلك مؤسّسه «صبحي الطفيلي» حين قال: «تحوّل الحزب إلى مجرّد حارس حدود للعدو الصهيوني ويمنع وصول عناصر المقاومة الفعليّة للحدود لمواجهة العدو». واللافت للانتباه هو إخراج سوريا من محور المقاومة المزعومة فحلّت العراق محلّها وفقاً لقائد ذراع الحرس الثوري المكلّف بالعمليّات خارج ما تسمى بجغرافية إيران. ويحظى «سليماني» بأهميّة كبيرة لدى قادة إيران السياسيّين والعسكريّين الذين حضروا مراسم عزاء والدته ليدلوا بآرائهم حول أهم المتغيّرات المصيريّة…
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣
ولع العرب بالشعر جعلهم يتركون تراثاً في المفاضلة و المنافسة بين القصائد أبيات الشعر. ومن أشكال هذه المفاضلات، اختيار بيت شعرٍ بوصفه أحسن ما قالته العرب في مجاله، حسب أغراض الشعر. فمن المعروف أن هناك أربعة أغراض رئيسة للشعر هي الفخر والهجاء والمديح والنسيب (الغزل). ولغرض المديح، مثلاً، اختار كثير من النقاد بيت جرير في مدح عبدالملك بن مروان الذي يقول فيه: ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راحِ بوصفه أمدح بيت قالته العرب، أو أفضل بيت شعرٍ قيل في المديح. وهكذا جرى المنوال في أغراض الشعر الأخرى. فيقال: «أهجى بيت قالته العرب»، و«أغزل بيت قالته العرب»، و«أفخر بيت قالته العرب». بل إن الأمر تعدى أغراض الشعر ليتم اختيار أفضل الأبيات في أغراض أخرى، كالرقة والوصف والصدق والكذب. فيقال: «أرق بيت قالته العرب»، و «أوصف بيت قالته العرب»، و «أصدق بيت قالته العرب»، و«أكذب بيت قالته العرب». تذكرت هذا التراث التصنيفي قبل أيام، حين دلني صديق عمري أحمد…
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣
لم يحدث أن اختلفت الرياض مع واشنطن حيال قضيتين مهمتين من قضايا المنطقة في وقت واحد كما يحصل الآن. وقد تجلى ذلك في قضيتين ساخنتين تزامن انفجارهما في لحظة واحدة: القضية المصرية والقضية السورية. في مصر تدعم الرياض، على العكس من واشنطن، استعادة الجيش للحكم في مصر بعد أن عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، بل ذهبت الرياض أبعد من ذلك بهدف تحييد استخدام المساعدات المالية الأميركية والأوروبية للضغط على الحكم الجديد في مصر، بأن أبدت استعدادها مع دول خليجية أخرى بتعويض مصر كل وقف لمثل هذه المساعدات. الأرجح أن الرياض وواشنطن تتفقان في رؤية أن ما حصل في مصر انقلاب عسكري، كما تتفقان في الهدف، وهو الحفاظ على استقرار مصر سياسياً. وهذا هدف يهم السعودية في هذه المرحلة أكثر من غيرها، في ضوء انهيار العراق وسورية معاً. ما عدا ذلك، هناك اختلاف واضح بين السعودية وأميركا حيال هذا الملف الآن، على رغم أن إدارة أوباما تقبلت أخيراً فكرة التعايش مع…
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣
يقول الروائي محمد رضا العبدالله في شرحه لمصطلح «النحت» لغوياً: هو أن تعمد إلى كلمتين أو ثلاث أو إلى جملة، فتؤلف من بعض حروفها كلمة جديدة تكون دلالتها موافقة لدلالة ما أخذت منه.. وهناك نحت اسمي ونحت فعلي.. مثل قولنا «بسمل» أو «البسملة» وهي نحت لجملة «بسم الله الرحمن الرحيم»، وكذلك فعل «حسبل» و«حمدل» و«حوقل».. ثم يستمر الشرح في نحت كلمات عربية جديدة تم اختراعها مثل «السرنمة» وهو الفعل لشرح حالة السائرين نياماً.. و«الركمجة» وهو فعل الوصف للممارسة التي يقوم بها زملاؤنا الذين يركبون الأمواج.. تقول لي: لا؟ ليس لديك زملاء يركبون الأمواج؟! أقصد معناها الاجتماعي وليس الرياضي.. هل رأيت؟ كلنا ذاك الرجل! الآن لنعد إلى تلك اللعبة اللغوية الجميلة.. حاول الإتيان بنحت لكثير من الأمور حولك.. السيارة التي يمسكها الرادار على سرعة 60 عند مدخل أم القيوين.. الرجل الذي لا يستطيع أكل الكيما دون أن تتسخ كندورته كأي طفل يعرف حقوقه قبل الرابعة من العمر.. الفوضى التي تصيب الطاولة…
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣
سأعود للمنبع من رأس القصة: ليلة العاشر من المحرم الماضي، اتصلت متطوعاً بأحد الإخوة الكرام من فضلاء إخواننا في المذهب الشيعي كي أعلن له دهشتي العميقة من تحويل المذهب والدين أيضاً إلى طقوس حركية ونثرية على وفاة سيدنا، أبي عبدالله، الإمام الحسين بن علي، كرم الله وجهه. وبالطبع، لم أكن أناقش مع فضيلة المرجع الكبير، فاجعة الأمة بمأساة مقتل سبط النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، بقدر ما أنا أسائل هذا الخروج الجماعي الهائل في مسيرات اللطم و"التطبير" وأنهار الدم السائلة من الأجساد، التي أتفهم مصيبتها، ولكنني لا أفهم أن يتحول الدين إلى تراتيل وطقوس لا علاقة لها بالفقه أو العقيدة. خلصت مع فضيلته من النقاش الطويل إلى اختصار رده فيما يلي: أولاً، أن المذهب نفسه منقسم في جواز تفسير هذه الحالة بين من يرى فيها الجواز والفضل، وبين من يرى فيها البدعة الخالصة، ولكن الجزء الأخير مجرد أصوات شاردة لا تستطيع وقف هذا الحكم الجمعي من الجمهور الذي يخشى…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣
ينشغل اليمنيون في محاولة لفك ألغاز ما جرى خلال الأشهر الستة الماضية، وكيف آلت الأمور إلى اختزال أعمال 565 مشاركا في لقاءات منتجع «موفنبيك» إلى ستة عشر شخصا لم يكن للمواطنين يد في اختيارهم ولا يدركون معايير وجودهم في مؤتمر الحوار، بل إن بعضهم لحق بالركب قبل بداية أعماله، وبعضا آخر دخل ممثلا لأحزاب لا وزن انتخابيا أو سياسيا لها على الأرض. لقد شكل الموعد المتفق عليه للتوصل إلى توافق حول القضايا التي تناولتها الآلية التنفيذية الملحقة بالمبادرة الخليجية عامل ضغط على الجميع، إلا الذين وجدوا في ذلك ضالتهم لممارسة العبث السياسي والدفع بالأمور إلى زوايا المجهول توخيا للحصول على تنازلات من الأطراف الأخرى، وضاع وقت ثمين في الهروب وافتعال الأزمات، ويوما بعد يوم بدا الأمر وكأنه نتاج اتفاق ما لبثت تناقضاته أن طفت على السطح. حمل الحوار بذرة التعقيدات التي يواجهها اليوم، وكثر تجاوز لوائحه المنظمة منذ أيامه الأولى، وعجز الموقعون الأساسيون على المبادرة الخليجية عن تشكيل لجنة التفسير…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣
حين استمعت في مدينة أورفة التركية لحكايات من شهود عيان وممن شاهدوا الموت بأم أعينهم وكتب الله لهم أعماراً جديدة، فاضطروا إلى هجر بيوتهم والخروج من وطنهم إلى مكان آمن، أدركت أن الثورة السورية اختطفت هي الأخرى، ونهبها لصوص ومرتزقة وقطاع طرق ومتأسلمون لا يعرفون الله إلا في مظهرهم لخداع الناس والإعلام تحت مسميات كتائب إسلامية، فيما معظمهم – كي لا أقول كلهم - لا يصلون كما روى لي بعض من اختطفوا ودفعوا فديات ليعودوا إلى أهاليهم، وبناء على ذلك لعلهم لا يصومون في هذا الشهر الفضيل. أحد المختطفين طلب من سجانيه المنتمين إلى جماعة إسلامية السماح له بأن يتوضأ ليصلي، فسخر منه السجانون قائلين نحن لا نصلي لنسمح لك بالصلاة. مهندس من أنجح مهندسي المدينة، تعرض للتهديد فغادر وطنه، ويحاول اليوم أن يهاجر بطريقة ما إلى دولة أوروبية معرضا حياته للخطر بحثا عن حياة كريمة له ولأطفاله بعد ما أوشك ما عنده من وفر مالي على الانتهاء، فالمعيشة في…
السبت ١٤ سبتمبر ٢٠١٣
بدلا من العقاب الصارم، حصل بشار الأسد على مكافأة ثمينة من المجتمع الدولي نظير ارتكابه جرائم حرب في سوريا، نعم مكافأة دولية تتمثل في منح جزار دمشق مهلة غير محددة لقتل مئات الآلاف من البشر الأبرياء، أمريكا حصلت على ما تريد وأبعدت خطر وقوع الأسلحة الكيماوية في يد أطراف معادية لها أو لإسرائيل، والروس الذين أصبح اقتصادهم يعتمد على التجارة بدماء الشعوب استغلوا التردد الأمريكي كي يقدموا عرضهم المخفض: (نتف الريش بدلا من الضرب على الرأس)!، أما الشعب السوري الذي تم قصفه بغاز السارين فهو خارج هذه الصفقة!. ** المشهد السياسي الدولي اليوم في غاية الطرافة: أوباما يظهر بصورة رجل الحرب الذي لا يحب صوت الرصاص، وبوتين يظهر بصورة رجل السلام الذي يخفي وراء ظهره عمليات القتل والحرق والتدمير!. ** مكافأة بشار الأسد لا تعني نجاته، بل هي بداية لعملية (تقشيره)، سبق وأن حدثت عملية التقشير لأكثر من ديكتاتور عربي، صدام حسين ــ مثلا ــ تمت مصادرة أسلحته غير التقليدية…