د. وحيد عبد المجيدرئيس مركز الأهرام للترجة والنشر ، حاصل على دكتوراة الفلسفة في العلوم السياسية من جامعة القاهرة 1992
الأربعاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٣
ما أن امتلأت معظم الميادين وكثير من الشوارع بعشرات الملايين المؤيدين لتفويض مؤسسات الدولة لمواجهة العنف والإرهاب، حتى خرج مئات من أعضاء جماعة «الإخوان» لقطع الطريق عند النصب التذكاري في شريان شديد الحيوية شرق القاهرة والتحرش بقوات الأمن والاعتداء على الأهالي. بدأت تلك العملية في الساعة الأخيرة من يوم الجمعة 26 يوليو الذي دخل التاريخ مثله مثل اليوم نفسه قبل 57 عاماً عندما استجاب الرئيس جمال عبد الناصر لإرادة الشعب وأعلن تأميم شركة قناة السويس العالمية. ويجمع بين 26 يوليو في عامي 1956 و 2013 أنه يوم تجلت فيه الإرادة الشعبية واضحة لا لبس فيها وقوية يصعب كسرها. وعبرت هذه الإرادة عن أغلبية شعبية هائلة في الحالتين رغم الاختلاف الكبير بينهما زمناً وسياقاً. ومثلما كان حضور هذه الأغلبية ضامناً لانتصار الإرادة الشعبية على الاستعمار عام 1956، يمثل وجودها الآن وتجسدها على الأرض حماية من شبح الحرب الأهلية الذي بدا لكثيرين أنه خيم على سماء مصر في لحظات عدة بين انتفاضتي…
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٣
«إننا نقول لهذه الأحزاب التي نعتقد بكفرها، إن الساعة التي تختارونها، لتكون ساعة وجودكم، ستكون ساعة دفنكم. ودفعكم إلى المقابر...». هذا الكلام ليس لأسامة بن لادن. أو لنائبه أيمن الظواهري... هذا الكلام الخطير لحسن نصر الله قبل أن يصبح أمينا عاما لحزب الله (1992)، مخاطبا الأحزاب السياسية اللبنانية. حسن نصر الله من جيل جديد من رجال الدين المتسيسين، عند السنة والشيعة. جيل نَبَتَ غالبه في الفقر المدقع. ووجد في الإسلام «الجهادي والتكفيري» رسالته التي يوجهها إلى العالم! ما أحلى لبنان! هناك دولتان. جمهورية الطوائف. ودولة الطائفة. طوائف تحلم بالديمقراطية والأمن والسلم. ودولة الطائفة تحلم بفرض عنف الدولة الدينية على بلد فيه 17 دينا. وطائفة. ومذهبا!. مَلَّ حسن نصر الله الفقر. فلاذ بالدين. سافر من «الكرنتينا» أفقر أحياء بيروت، إلى حلقات الدراسة حول الأضرحة المقدسة في الطرق. تتلمذ على الخميني وبطانته. تعلم كيف يجعل من الدين لهبا طائفيا يحرق ويحترق. تصالح صدام مع الشاه. فطارد الخميني اللاجئ إلى النجف وكربلاء. عاد…
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٣
هل هناك رابط ما بين قتال الجيش المصري مع جماعات "جهادية" في سيناء وقتال الجيش التونسي مع جماعات مماثلة في جبال الشعانبي؟ في الظاهر نعم، في التفاصيل لا. أو هذا على الأقل ما توفره المعطيات الراهنة. لكن، لا بأس بمتابعة الظاهرة في أماكن أخرى: ففي اليمن لا تزال الحرب على "القاعدة" مستمرة رغم الضربات التي تعرض لها التنظيم على أيدي الجيش والمواكبة الأميركية الفاعلة. وفي ليبيا بلغت خطورة "القاعديين" أقصاها بعد انسلال هؤلاء في نسيج التيار الإسلامي وميليشياته والوجود القوي الذي تأمن لهذا التيار بفعل الثورة، التي أطاحت بالنظام السابق، ونشرت الأسلحة على نحو لم يشهده أي بلد من قبل، بل تخطت الحدود لتصل إلى كل مكان، بما في ذلك مصر وتونس. نأتي إلى سوريا، حيث استغلت الجماعات "الجهادية - القاعدية" الصراع الدامي الذي افتعله النظام. ويتفق الخبراء على أن هذا النظام هو الذي أشرف على نشاط الإرهابيين المتسللين إلى العراق بدءاً من منتصف عام 2003، وهو الذي استفاد إلى…
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
من حق السعوديين أن يتساءلوا بغضب أين يذهب راتبهم الشهري؟ ولماذا لم يعد يكفي؟ نفسه قصير ينتهي قبل أن ينتهي الشهر، وكلما حاولوا أن يرفعوا بعضاً من القرش الأبيض لليوم الأسود، اكتشفوا أن اللون الأسود أصبح يغلب على كل حياتهم، وهذه الحال منذ أكثر من عقدين، والحقيقة هناك أسباب عدة جعلت السعوديين لا يستطيعون الإمساك بالراتب حتى لا يتبخر أو يطير، من جهة سلوكيات الأفراد تغيرت مع نمط الحياة المعيشية ومتغيرات العصر، أما من ناحية مؤسسات الدولة فقد أصبحت بطيئة في تقديم الخدمات الرئيسة التي تهم المواطنين، لهذا تحمل الكثير منهم وأصبح يبحث عن هذه الخدمات خارج إطار مؤسسات الدولة، أو عن طريق الواسطات وكذلك لدى القطاع الخاص. حينما تسأل سعودياً أين يذهب راتبك؟ يعطيك أكثر من إجابة، يقنعك بها أنه بالفعل لا يبقى شيء ليدخره لمستقبل أسرته، القسم الأكبر من راتب السعوديين تلتهمه أقساط إيجار المنزل الذي ينمو بشكل لافت وسريع من دون تحرك من السطات الأمنية والاجتماعية، وأسعار…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
عندما تنظر للإحصاءات عن النمو "الخرافي" لاستخدام التكنولوجيا في أوساط الأطفال والمراهقين، وعندما نلاحظ بأنفسنا التعلق غير العادي للأطفال بأجهزة الآيباد واللابتوب والتي صارت من الأساسيات في كل منزل، ندرك أن "التعليم التقليدي" بالشكل الذي يقدم حاليا في مدارسنا في مأزق حقيقي، لا تحسد عليه المؤسسات التعليمية. رغم نداءات لا حد لها من الكتاب والمتخصصين تنادي التعليم بأن يطور نفسه في مواجهة التحديات الجديدة ومتطلبات السوق المهنية، إلا أنه حتى الآن استطاعت وزارة التربية والتعليم أن تحافظ بصمود على كلاسيكياتها مع تغييرات محدودة، لا يمكن لأحد أن يدعي أنها تلبي هذه الاحتياجات، أو أنها تمثل استجابة حقيقية لما يحصل في العالم من حولنا بعد الثورة الرقمية. ما زال هناك جدل ووعود حول التحول من الكتاب المدرسي الورقي إلى المادة الإلكترونية، وبالرغم من أن هذا التحول يبدو بديهيا من حيث التكلفة وسهولة تعامل الطالب وسهولة التنفيذ ووجود نماذج عالمية كثيرة، إلا أنه ما زال مشروعا يسير ببطء من عام إلى عام…
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
يموج الشرق الأوسط بعنصريات ومماسات مختلفة يكتسيها التطرف خلقتها ظروف تاريخية وجغرافية جعلت هذه البقعة في منتصف العالم ملتقى لآيديولوجيات متشابكة وقضايا معقدة تتدلى نهاياتها المتداخلة في الشوارع العربية وكأنها خيوط رفيعة «ملضومة» لا تكاد تحرر أحدها حتى يتشابك ويتعقد العشرات غيره. إلا أن هذه الخيوط الملضومة يزداد تعقيدها وتتيبس كتلتها عند تدليها في شوارع منطقة الخليج العربي، هذه الشوارع التي تشترك مع بقية المنطقة الشرق أوسطية في مشاكلها وعنصرياتها وتطرفاتها، ثم تزيد عليها بروحها الخليجية الخاصة المتجذرة في عادات وتقاليد هي بحد ذاتها وحدة معقدة من خيوط رفيعة بالية أكل الدهر عليها وشرب. ومما زاد خيوطها الملضومة بلة أن اكتشفت هذه الدول بحر السائل الأسود تحت أراضيها، وبين يوم وليلة، تحولت الأراضي الصحراوية القاحلة إلى مدن حديثة يانعة، تزهو شوارعها بالسيارات الحديثة وتتزين عواصمها بالعمارات الشاهقة وتتغنج مناطقها بالفلل الراقية، ولكن يا ترى هل تغيرت مع هذه التغيرات المفاهيم؟ هل استطاع السائل الأسود أن يشتري القدرة على تجديد الفكر،…
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
هناك الكثير من الأسر التي توفر العاملات للعمل في المنازل، ثم يحملونهن الكثير من المهام التي يجب ألا تفرض عليهن أصلاً، ومن إحدى سلبيات هذه الظاهرة تساهل بعض الأهالي في الاعتماد على العاملة المنزلية في رعاية الأطفال وتربيتهم وتدبير شؤونهم حين انشغال الأبوين، أو في أوقات غيابهما عن المنزل. إذا كان من الواجب على الأبوين اللذين ينتظران مولوداً أن يبحثان في الكتب والمؤلفات التربوية الخاصة بالأطفال، وعن البرامج التثقيفية لأجل النجاح في مواجهة هذه المرحلة من حياتهما، فلا ننسى أن العاملات يأتين من ثقافات مختلفة، فضلاً عن أنهن غالباً غير مؤهلات علمياً وتربوياً للعناية بالأطفال وتربيتهم، إضافة إلى أن الطاقة التي يستهلكها العمل في المنزل وكثرة المهام الموكلة إلى العاملة تصعب عليها نفسياً تقبل سلوكيات الأطفال أو التعامل معهم بعطف ورحمة، وعلى وجه آخر قد ينتج لدينا هذا التساهل والتعامل السيء سلوكيات وطباعاً سيئة، وأخطرها بناء الأطفال على النمط الكسول والاعتمادي، فالعاملة التي تعتني بالطفل ولا تمتلك الوعي، أو لا…
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣
لم تعد هناك خطوط حمراء، ولا حد أدنى من البلطجة التي يمكن أن تحتمل. بدأها عام 2005 بقتله رفيق الحريري، ولن يختمها ضد رئيس الجمهورية اللبنانية اليوم. لقد تغيرت صورة حزب الله في العالم العربي، وفي لبنان أيضا. كذب على العالم أنه حزب مقاومة ليصبح اليوم ميليشيا بلطجة. لا ننسى أنه قبل ثمان سنوات عجز كثيرون عن تصديق أن حزب الله شارك في اغتيال عشرين شخصية لبنانية، كجزء من وظيفته ميليشيا للنظامين السوري والإيراني. ولم يصدق البعض تورط الحزب في القتال في سوريا قبل أن يعترف نصر الله بلسانه، أنه أرسل آلافا من شبابه للموت دفاعا عن مقامات الرئيس السوري بشار الأسد. ثم أكمل نشاطه بجرائم خطف وعنف ضد سوريين ولبنانيين داخل لبنان. الآن، وبسبب صفحته السيئة، لم يعد أحد يشكك في أنه من أطلق الصواريخ التي قصفت محيط مقر رئيس الجمهورية. أصبح الحزب المدجج بالسلاح مشكلة كل اللبنانيين، لا فريق 14 آذار، أو السنة، أو نصف المسيحيين، أو بعض…
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣
لأول مرة يقول حسن نصرالله أنه سيتحدث كشيعي. قال ذلك يوم الجمعة الماضي. تكلم قبل هذا الوقت كثيراً عن الطائفية، واعترف بأنها داء يهدد المنطقة. لكنه كان يتحدث عن الموضوع من مسافة، وبلغة يغلب عليها الوعظ أحياناً، والتهديد أحياناً أخرى. يوم الجمعة اختار أن يتحدث عنه من خلال انتمائه المذهبي. السمة الثانية لحديث نصرالله أنه قرن فيه بين انتمائه المذهبي، وتحرير فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر. أما السمة الثالثة فهي أنه لم يتطرق إلى سورية. تجاهلها تماماً كما فعل في خطابه السابق. بهذه السمات الثلاث يتبين أن حديث نصرالله كان حديث دفاع عن شيء ما، وحديث تبرير لشيء ما. وعندما تجتمع صفة الدفاع إلى صفة التبرير في الحديث يصبح من الواضح أن ما يخفيه هذا الحديث لا يقل أهمية عما يفصح عنه. كان نصرالله يدافع بشكل خفي، غير مباشر، عن اصطفافه إلى جانب النظام السوري ضد الشعب، وعن مشاركة قوات حزبه إلى جانب قوات النظام في تدمير المدن…
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣
يتذكر من كان يصلي في مسجد )سلمان الفارسي ( ، في منطقة المطينة بدبي منتصف التسعينات تلك الزحمة الخرافية التي كان عليها المسجد في مثل هذه الأيام، لجمال صوت إمامه، كان المصلون يغلقون الشوارع المحيطة بالمسجد لكثرة توافدهم عليه، وكنا بسبب إيعاز من الضمير نلحق بهم بعد قضاء )أنشطتنا الرمضانية .( عند دوار السمكة، غير بعيد عنه ! كان هناك ذلك )البيك أب( الشهير الذي يأتي بعد الركعة الرابعة لينزل )كنافة ناعمة (لجميع المصلين، سامعين! (كنافة ناعمة) (بلس بلس( ،مب كرتون همبة خايسة ولا رطب ما حد لقح نخلته تقول زبيب محترق! لا وبعدين يطرش )اصنع جميلاً ولو في غير موضعه، فلن يضيع جميل حيثما زرعا )! جائت أيام وذهبت أيام ودخل لاعبون جدد إلى الساحة وواجه المسجد منافسة من مسجد )شيرزاد( في الطوار، ثم من مسجد )بوخاطر( في الشارقة، حتى أصبح الناس كما يقال …
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣
أخيرا، تقدمت المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني برؤاها لحل القضية الجنوبية، مما سيشكل مدخلا للتفاوض الحقيقي حول النتيجة النهائية التي سيتمخض عنها لقاء الـ«موفنبيك».. لكن الجميع يعلم أن المكونات الرئيسة (فصائل الحراك الجنوبي الموجودين في صنعاء، المؤتمر الشعبي، الإصلاح، الحزب الاشتراكي، أنصار الله) هي التي ستحسم الأمر خارج الـ«موفنبيك». اتسمت رؤى المكونات الرئيسة - عدا الحراك - بالغموض وتكرار النصوص، مما يجعل الأمر ملتبسا ومتروكا للتأويلات وللمساومات وحتما للابتزاز، وفي يقيني أن كل القضايا التي طرحت لا يمكن الانتهاء من دراستها والتفاوض (لا الحوار) عليها، خلال الأسابيع الستة القادمة، إذ من المفترض انتهاء المؤتمر في 18 سبتمبر (أيلول) المقبل، وسييجري ترحيلها إلى فترات لاحقة، كما عودنا الساسة في عدم الحسم وترك الأمور إلى اللحظات الأخيرة، مما يتيح للقوى الخارجية، كل حسب تأثيرها، أن تملي ما تراه صالحا لها أولا ولليمن، وهو ما لن يتماشى مع الواقع الداخلي وتناقض مصالح وغايات الممسكين بالسلاح.. ولعل الجميع يستذكر حجم الآمال التي وضعها…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٣ أغسطس ٢٠١٣
كم مرة هذا العام بدا الغرب وكأنه على وشك التدخل الحاسم ضد النظام السوري ووضع حد لحربه على شعبه؟ وكم مرة تحدث قادته عن عزمهم على تسليح المعارضة بسلاح نوعي يمكنها من حماية شعبها وحسم المعركة التي طالت؟ مرات عدة، ثم ما لبث أن تراجع وعاد إلى أسطوانة أن إرسال السلاح سيؤدي إلى مزيد من معاناة الشعب السوري، أو أنه يمكن لهذه الأسلحة أن تقع في اليد الخطأ ما سيشكل تهديداً للمنطقة، فما الذي يحصل؟ هل ثمة مَن ينشط كلما استيقظ الضمير الغربي فينصحه بما يعيده إلى حالة اللامبالاة التي يبدو أنها الأصل؟ هل هي نظرية «اتركوهم، دعوهم يقتلون بعضهم بعضاً ففي النهاية سيكون هناك منتصر؟». هل هي إسرائيل؟ حسناً، كأني أسمع مَن يقول: «ها أنت تعود لإلقاء اللوم على إسرائيل كي تهرب من الإشارة إلى تقصير العرب ودول المنطقة المتضررة (أو التي يفترض أنها متضررة من تردي الأوضاع عند أشقائهم السوريين)، ولكن إسرائيل مهمة ومؤثرة، وبخاصة في واشنطن التي…