صالح القلابكاتب أردني، وزير إعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق في المملكة الأردنية الهاشمية
الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣
فور انحياز القوات المسلحة المصرية لانتفاضة الشعب المصري غير المسبوقة وتنحية الرئيس المعزول محمد مرسي، أعلنت تنظيمات الإسلام السياسي المرتبطة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، العربية والدولية، حالة الاستنفار القصوى وبدأت هجوما معاكسا غلب عليه الارتباك، ضد ما جرى ولا يزال يجري في مصر، هدفه إقناع الغرب الأوروبي والولايات المتحدة بأن هناك انقلابا عسكريا ضد الديمقراطية وأن «العسكر» و«فلول» النظام السابق قد استعادوا زمام المبادرة وقاموا بما قاموا به لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل انتصار ثورة يناير (كانون الثاني) 2011. وبالطبع فإن أول تنديد، بما اعتبره هؤلاء انقلابا على الديمقراطية وردة عليها، قد جاء من أنظمة الإسلام السياسي الحاكمة في تركيا وفي تونس وفي غزة، فرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي لا تزال تسيطر عليه هواجس «ثورة» ميدان تقسيم بادر على الفور إلى إدانة ما جرى في مصر واعتباره انتكاسة تاريخية، وهذا ما فعله الشيخ راشد الغنوشي وما فعله قادة حركة حماس الذين كانوا قد قاموا بانقلاب عسكري…
الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣
يتقاسم «حزب الله» المسؤولية عن تفجير بئر العبد مع الذين خططوا له ونفذوه. فمنذ قرر أن يختصر سورية كلها بنظام الأسد، وأن يعتبر شعبها الثائر مجرد «مجموعات تكفيرية»، وأن يفترض بدون مبرر أو وجه حق أن أي نظام جديد في دمشق سيكون حتماً ضد «المقاومة»، إنما كان يستعدي ليس فقط الثورة السورية، وإنما الغالبية الساحقة من اللبنانيين والعرب الذين يؤيدونها ويرون فيها أملاً في تغيير النظام الدموي وكف شره إلى الأبد. ومنذ أن امتثل الحزب لأوامر طهران –وهو ليس غريباً عنها ولا يمتلك أصلاً القدرة على رفضها– بإرسال رجاله للقتال دفاعاً عن حليفها الوحيد في المنطقة، كان يفتح علناً جبهة ادعى طويلاً أنه حريص على إغلاقها، هي جبهة الفتنة الشيعية–السنية، مع ما يعنيه ذلك من توريط «بيئته الحاضنة» المغلوبة على أمرها في فعل وردِّ فعل من نوع ما حصل امس الأول، يدفع فيها أبرياء ثمن مواقفه من أمانهم ودمائهم، مثلما دفعه قبلهم مدنيون سوريون صادف وجودهم في مناطق عملياته. كان…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٣
ثمة ارتباك بالغ في صفوف متابعي الشأن المصري خلال هذه الأيام الصعبة؛ إذ ليس سهلا على الليبرالي المزمن، الذي يمجد الديمقراطية بلا قيد أو شرط، أن يجد نفسه متضامنا مع قوى دينية يقوم التزامها السياسي على السمع والطاعة. وقد يتردد كثيرون ممن يجدون في «العسكر» أسوأ ظاهرة حكم على امتداد العالم الثالث، في تأييد إقدام «العسكر» على إزاحة رئيس منتخب عبر انتخابات حرة. غير أن هذا الوضع المأساوي الذي انزلقت إليه مصر بعد سنة من انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا، وسنتين من إطاحة حكم حسني مبارك ومشروعه «التوريثي»، يحتاج إلى شيء من الواقعية.. والكثير الكثير من الصراحة. فالديمقراطية، من حيث هي ممارسة سياسية، تأتي بأشكال عدة في حقول تجارب مختلفة، وليست إطلاقا وصفة سحرية تنفع في كل مكان وكل زمان بالشكل نفسه والمضمون ذاته. ثمة «ديمقراطيات» عدة في المجتمعات التي تمارسها أو تزعم ممارستها، فالديمقراطية السويسرية - مثلا - تختلف عن الديمقراطية اليابانية، والديمقراطية الأميركية تختلف عن الديمقراطية الألمانية. وما…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٣
يدرك «الإخوان المسلمون» في مصر أن محمد مرسي لن يعود رئيسا، لكنهم من خلال الاحتجاج والمطالبة بعودته يريدون تثبيت ما يعتبرونه حقهم الرئاسي وتقديم أنفسهم كضحية للتكسب السياسي. أيضا، يريدون أن يكلفوا خصومهم ثمنا غاليا. ما عدا ذلك فإن خياراتهم لما بعد عزل رئيسهم ثلاثة، إما الانحناء بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، وهو الأرجح تحت أسماء مختلفة، مثل إخوان مستقلين أو شباب، لا تحرج التنظيم الأم، وإما التصعيد وتعطيل الحياة السياسية بالمظاهرات والاعتصامات. أما الثالث والأخطر، فهو الهروب إلى الحفر واعتماد لغة العنف، كما فعل متطرفو إسلاميي الجزائر في التسعينات عندما لجأوا إلى الجبال وتحولوا إلى الإرهاب تحت أسماء جهادية بنية إسقاط النظام، والنتيجة أن النظام المكروه شعبيا حينها زاد منعة وأصبح حامي الشعب. قيادات «الإخوان» المصرية تعرف أن الخيار الثالث أسوأها لأنه سيوحد خصومهم، وسيبرر للجيش المزيد من الملاحقة لرموزهم وإغلاق مؤسساتهم، ومن ثم تهديد شبكتهم الاجتماعية الضخمة التي بنوها في عهد الرئيس الأسبق مبارك في فترة هدنة طويلة سمح…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٣
مصر .. نهاية الربيع العربي ، مصر .. نهاية النموذج التركي ، مصر .. نهاية الاسلام المعتدل ، كانت هذه ابرز عناوين الصحف التركية للتعليق على احداث عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي والتى قوبلت بخيبة امل كبيرة في الاوساط السياسية والثقافية والفكرية . وتواصل عناوين الصحف التركية اختزال النظرة التركية لما حدث في مصر ، الشرق الاوسط .. العوده لشبح الانقلابات العسكرية، مصر .. نهاية غير ديمقراطية لمرسي بعد عام من المعاناة ، مصر .. كيف خان ميدان التحرير مبادئه ، مصر .. اول انقلاب عسكري مدعوم اعلاميا ومنقول على الهواء مباشرة ، مصر .. مستقبل صعب ،الديمقراطية في الشرق الاوسط .. أيام صعبة ،مصر .. الانقلاب العسكري سيعيد تشكيل التوازنات السياسية في الشرق الاوسط. يمكن القول بكل وضوح ان ردة الفعل التركية الرسمية وحتى الشعبية كانت قوية ومعارضة للتغيير وتتلخص وجهة نظر الحكومة التركية الرسمية بأن الشعب المصري صوت لرئيس في انتخابات عادلة وحرة، معبراً بذلك عن إرادته…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٣
فجأة ومن دون مقدمات صارت «الديموقراطية» محور جدالاتنا وخصوماتنا العربية، وهي التي إلى وقت قريب كان بعضنا – وكثيرهم ما زال – يكفر من ينادي بها. عند بعضنا اليوم، هذه الديموقراطية صارت مبدأ وقناعة لا فكاك عنها ما دامت طريق آمنة وسريعة للسلطة. وبعد الوصول للمبتغى تتحول فجأة إلى «مطية» تُمارس عبرها كل أشكال الاستبداد والإقصاء. من قال إن الوصول لسدة الحكم، عبر صناديق الاقتراع، يعطي الحق لتغيير قوانين اللعبة الديموقراطية ويحيل إدارة الدولة إلى ما يشبه إدارة شركة العائلة؟ الرئيس الأميركي نفسه حتى وإن وصل للبيت الأبيض بغالبية تصويت ساحقة يظل محكوماً بقواعد وقوانين يحكمها الدستور وتراقبها أعين الناخبين. أما أن يعتقد بعضنا أن الفوز في الانتخابات يمنح الحق المطلق في إصدار أي قرار وإلغاء أنظمة وقوانين كبرى، ويقدم «الثقة» على الخبرة في اختيار الوزراء والمدراء، إنما يؤكد فهماً قاصراً لهذا الوليد الجديد الذي نسميه ظلماً «ديموقراطية»! وإذا كانت الديموقراطية تعني «حكم الشعب لنفسه» فماذا نقول إن كانت الغالبية…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٣
*في البداية أنا باحثة في شؤون الجماعات النسائية المتطرفة في الحب والكره ، وخبيرة في شؤون قاعدة (نصف العقل والدين)؛ وفضلت هذا على أن أكون محلل وخبير استراتيجي في شؤون الجماعات الدينية،المؤسف أن الفضائيات لا تحتاجني أبدا للتعليق على أي حدث عربي مر من تحت ويد الجماعات الدينية مثل "ياسر الزعاترة" أو "عزمي بشارة"،وأكتفي بجماعات النساء والجمعات،فلا فضائيات تدفع لي لقاء التحليل السياسي ،فقط النساء هن من "يدفعنني" للجنون أحيانا..! *ما فعله مثلا مرسي مثلا في خطابه قبل الأخير، وظل يشدد فيها على الشرعية هو أنه كرر وهدد : "والشرعية اللي في بطني ..والشرعية اللي في بطني؟؟"، كان يظن أن حمل شرعية كتلك قد يجنبه طلاق شعبي أو عسكري تعسفي،لكن الشعوب باتت_والله يعلم ثم أمريكا_ تهمل ولا تمهل أيضا!! *الشعوب العربية "بكرية" في الحرية، لهذا مخاضها عسير، وأصابها الطلق مبكرا حتى قبل أن يكتمل نمو المولودة التي يفترض ان تكون حرية، شعوب مازالت تتقاتل على الأولوية في دوار شارع ،…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٣
إذا كانت الضغوط المادية أجبرت والدة «لمى» على التنازل عن القصاص مقابل الديَّة فهذا في رأيي الشخصي لا يُعد تنازلاً طبيعياً، بل تحت ضغط وإكراه من الفقر والحاجة، والعجز عن إسكات جوع أبناء آخرين في المنزل الذي لا تستطيع سداد إيجاره، ولا أتخيل حجم التعاسة والظروف الصعبة التي أرغمت تلك الأم على تجاهل حاجتها النفسية والعاطفية لرؤية أهلها بعد حرمانها من رؤيتهم 11 سنة، ونعرف جيداً حجم المماطلة والتأجيل الذي تمر به أغلب قضايا النساء في محاكمنا الشرعية، بل نعلم أكثر مدى القصور والبيروقراطية الشديدة التي تعاني منها أغلب دوائرنا الحكومية، التي عادة تنفذ بنود قوانين صلبة بشكل آلي لا يحمل أي تقدير أو رفق بمشاعر المتضررين الذين يرجون حلاً لأزمة أو مخرج من مأزق حُوصروا به انتظارا للنطق بالحكم أو تنفيذه، فمثلاً لا يوجد بند مرن يتكفل بحاجة من هم في موقف والدة القتيلة «لمى» على الفور دون مماطلة، بل عليها أن تتكبد فوق أحزانها على تلك المراجعات ثمن…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٣
ما هو المقياس لتحديد مدى تدخل الحكومة في اقتصاد الدولة عن طريق الإنفاق الحكومي؟ لاحظوا هُنا أنني لست ضد نظريات ماينارد كينز، ولكن ما جعلني أفكر بهذا الموضوع هي مجموعة من الأحداث التي أخذت مجراها على الساحة الاقتصادية العالمية في السنوات الخمس الماضية. لا أحد يهتم بالنمو المؤقت أو بخلق الوظائف المؤقتة، إذا أرادت حكومة ما التدخل في سوق الوظائف فعليها أن تحرص على أن يكون هذا التدخل على أقل قدرٍ ممكن وأن يكون ذا فاعليةٍ عالية باتباع أفضل الإجراءات في استقطاب وتوظيف الكفاءات العالية في كافة مؤسسات الدولة. لا يمكن لأي حكومة أن تخلق وظائف كافية حتى وإن كان النمو السكاني فيها بطيئًا، كما لا يمكن لأي حكومة أن تستمر في خلق الوظائف في وقت الأزمات المالية. دائمًا ما يتم تناول خبر إعلان السياسات التقشفية للحكومات بسلبية خاصةً وأن معظم دول أوروبا ربطت هذه السياسات بإنهاء خدمات العاملين في القطاع الحكومي، ويتم إنهاء خدمات المزيد من العاملين في القطاع…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٣
غداً هو أول أيام شهر رمضان المبارك. أعاده الله علينا جميعا بالخير والبركات. وفي هذا اليوم وما قبله، وكالمعتاد تصلنا عشرات من رسائل التهنئة على جميع وسائل التقنية. من بينها رسائل من غير المسلمين عرب وأجانب، في صورة تعبر عن الإنسانية التي تجمع العالم تحت كنفها. ومن بين ما يصلني، رسالة «بيير» الفرنسي الأصل الذي أسلم حديثا. لغته العربية تتحسن كل عام. وأذكر عندما رأيته للمرة الأولى، كان يحمل على ظهره حقيبة سوداء بها محتويات الرياضة وقنينة ماء، وضعها على الطاولة ذات نهار وأخرج منها مصحفا صغيرا، وكتابا للأدعية باللغتين الإنجليزية والفرنسية. كثير من أولئك حديثي الإسلام، يرون الدين بعين مختلفة طازجة، تلتقط الرسائل الجميلة المفعمة بيسر الدين وتسامحه وروحانيته، وهي ما يغفل عنها مع الأسف عامتنا. قبل يومين، قرأت خبرا مثيرا للإعجاب، وهو عن قرار القناة الرابعة البريطانية بث أذان الفجر طوال أيام شهر رمضان المبارك، وهي بالمناسبة أول قناة في بريطانيا تفعل ذلك، وحسبما أكد «رالف لي» مدير…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٣
قبل الحديث عن السنوات العشر القادمة 2013-2022، من الأهمية بمكانٍ استعراضُ خلاصة أهم ما حدث خلال السنوات العشر الأخيرة 2003-2012م. سجّل الاقتصاد الوطني معدل نمو حقيقي في المتوسط تجاوز 7 في المائة، وتمكّن الاقتصاد غير النفطي من تحقيق معدل نمو حقيقي في المتوسط أكبر منه بلغ نحو 8 في المائة. أمّا على مستوى الميزانية الحكومية، فقد ساهم تحسّن أسعار النفط خلال ذلك العقد بأكثر من 353 في المائة، من 24.3 دولار لبرميل النفط العربي الخفيف نهاية 2002م إلى نحو 110 دولارات نهاية 2012م، في إضفاء تحسّنٍ غير مسبوق على قدرة الميزانية، مكّنها من رفع إجمالي إيراداتها خلال العقد إلى 7.3 تريليون ريال (الإيرادات النفطية 89.2 في المائة، الإيرادات الأخرى 10.8 في المائة)، مقابل إجمالي مصروفات بلغت أكثر من 5.2 تريليون ريال (المصروفات الجارية 73.7 في المائة، المصروفات الرأسمالية 26.3 في المائة)، وعزز من مقدرة الحكومة نحو خفض حجم مديونيتها خلال العقد، من 685.2 مليار ريال (97.9 في المائة من الناتج…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٣
على رغم الألم والمرارة التي تعتصرنا على ما تمر به مصر من أحداث جسيمة تهدد السلم والأمن الاجتماعيين فيها، إلا أنه كشف لنا أن ما يدعيه الإخوان من أن محمد مرسي كان رئيساً لكل المصريين غير دقيق، فتنظيم الإخوان هو تنظيم عالمي يتخطى حدود الدولة الوطنية، من يشاهد ويتابع مثلاً المتعاطفين وأتباع هذا التنظيم في منطقة الخليج يعرف ما أقصده، فشرعية مرسي أصبحت همهم الأول، والويل لمن ينتقد تجربة حكم الإخوان في مصر فالتهم لديهم جاهزة بالعمالة والخيانة والعداء للإسلام، ومشكلة هؤلاء أنهم اختزلوا الإسلام في تنظيم سري إقصائي. ممارسات الإخوان في مصر هي من أسقطتهم في تجربتهم الأولى في الحكم في أهم دولة عربية، وقد سعوا إلى ذلك منذ إنشاء التنظيم منذ 80 عاماً، فقد فرضوا الدستور على الشعب المصري باسم الغالبية، على رغم انسحاب القوى الوطنية الأخرى من لجنة صياغته، فالدساتير بالعالم والدول الديموقراطية تُقر بالتوافق كعقد اجتماعي لجميع مكونات أي أمة وشعب، ولا يمكن فرضه من فصيل…