الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣
تعليقا على حدث مهم استثمره الشيخ يوسف القرضاوي ذات مرة قريبة قلت: (إن الشيخ القرضاوي مثلما هو شخصية دينية فإنه أيضا شخصية سياسية تعرف جيدا ألاعيب السياسة وتمارسها بدهاء تحت غطاء الدين، ولا أحد يستطيع القول إن القرضاوي ليس لاعبا أساسيا مهما في ما حدث ويحدث في مصر بعد ثورة 25 يناير حتى وإن كان غير موجود بشكل مباشر في المؤسسة السياسية الرسمية، كما لا يمكن لأحد أن ينفي النفس السياسي في الحضور الديني للشيخ القرضاوي طوال السنوات الماضية عبر وسائل الإعلام). حين قلت ذلك فلأني دائما لا أشعر بارتياح لمن يوظف الديني في السياسي، ويتقلب في مواقفه وآرائه بحسب مقتضيات الظروف السياسية ممتطيا صهوة الدين ومحاولا تطويعه أو اعتسافه ليتسق مع توجهه، وليست هناك حاجة للتدليل على أن القرضاوي من أساطين هذا النوع الذي يتقنع بواجهة دينية تحاول التمويه على الوجه الإيديولوجي السياسي الانتهازي لفكر جماعة الإخوان المسلمين الذي أظهره بسفور شديد بعد ثورة يناير، وبسفور أشد بعد اعتلاء…
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣
أجمل فترات حياتي تلك التي قضيتها بين كثبان المنطقة الغربية ونخيلها وأنهارها.. أنهارها واسعة شوي.. أندو! بين كثبانها ونخيلها.. كان هناك ذلك التجمع المشبوه لمجموعة من المطاعم والكافتيريات على الطريق السريع باتجاه مدينة السلع بالقرب من منطقة «طريف» ومركز شرطتها الشهير، حيث يمكنك تذوق ألذ وجبة «مندي» على الخط وأجمل المشروبات الجسدية (المقابل الشرعي للمشروبات الروحية). ولا أعلم هل فعلاً التشيف المالاباري الموجود هناك يعد وجبات لذيذة أم أن الأمر من باب ما ذكره سمو حاكم الشارقة عن رحلته لإيران في «سرد الذات» حين قال إن «الجوع هو أمهر طباخ»، فيكون حالك هكذا بعد قضاء ساعات عدة من الحدود السعودية إلى طريف. الشاهد أنني في تلك الأوقات أثناء تناول الوجبات على الخط كنت أتسلى بمراقبة الشاحنات القادمة والذاهبة إلى المملكة العربية السعودية.. كلها من الحجم الثقيل، وتحمل شعار جامعة الدول العربية، لسبب لا أعرفه.. هذا الشعار الذي كنا نحلم برؤيته ناجحاً مرة واحدة في حياتنا ولم نر نجاحه إلا على…
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣
في تصريح للأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب في جامعة الملك سعود، نشرته هذا الأسبوع صحيفة «الحياة»، انتقد الدكتور نزار الصالح نظرة الشباب السعودي الدونية للأعمال المهنية وأنهم يفضلون الأعمال المكتبية عليها. علينا أن نكون واقعيين ونؤمن بأن هذه النظرة الدونية لا تزال موجودة في ثقافتنا العامة، وقد لا تحتاج إلى دراسات وأبحاث، فأنا أجزم أنك لن تجد شاباً سعودياً مثلاً يعمل في مهن مثل السباكة والحدادة، فما بالك أن يعمل في وظيفة خباز مثلاً، علينا أن نعترف بهذه الحقيقة لأن الاعتراف بالمشكلة هو بداية حلها، ففي محاضرة سابقة ألقاها في جامعة أم القرى الوزير السابق مدني علاقي ذكر فيها أن 90 في المئة من العاملين في القطاع الحكومي من المواطنين، أما في القطاع الخاص فالحال معكوسة، إذ يعمل ثمانية ملايين أجنبي يمثلون 90 في المئة من القوى العاملة في هذا القطاع، وقد يكون رجال الأعمال متواطئين في جلب هذه العمالة غير المدربة بسبب رخص أجورها مقارنة بالعامل السعودي، إن…
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣
«لا شيء مخلّد أبداً، لا مخلّد الإنسان، ولا مخلّد المال. المخلّد هو الوطن والعمل، وكلّ فردٍ منّا سوف يُذكر بعمله». الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، رحمه الله. *** 19 رمضان: استيقظت ذات غربةٍ، لأجد رسالة، من صديق، باتت ليلتها تنتظر في هاتفي المتحرّك، كتب فيها: «عظّم الله أجركم في فقيدكم الشيخ زايد». رسالة هاتفية لم يتجاوز عدد كلماتها ستّ كلمات، لكن كان لها مفعول ستّ قنابل من تلك التي ألقاها الأميركان على هيروشيما وناجازاكي، فكل كلمةٍ فيها فجرت في داخلي شيئًا ما، وشعرت بعد قراءتها بأنّني بحاجة لتحسس داخلي لأفتّش عن الأثر الذي تركته، فاكتشفتّ أنّ قلبي لم يعد في موضعه! يا ترى.. ماذا يفعل الموت بقلوبنا؟ *** يصف أحد الصحابة اللحظة المظلمة التي حُرم فيها المسلمون من رؤية حبيبهم، صلى الله عليه وسلم، والحديث معه، والاستماع إليه، عندما صعدت روحه إلى باريها، وقارن بينها وبين اللحظة المبهجة عندما دخل المدينة فقال: «لمّا كان اليوم الذي دخل فيه رسول…
الإثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٣
أستغرب الموقف المتشنج الذي يتخذه أتباع "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين" والمتحمسون له ولا يرغبون الاعتراف بفشل حزبهم في إدارة شؤون دولة بحجم مصر، بل تأثروا بما يروجه قادتهم في مصر وتونس وغيرهم، بأن ما حصل في مصر مؤامرة ضد الإسلام على اعتبار أنهم حراسه، موهمين الناس أنه بزوالهم عن "السلطة" سيزول معهم الإسلام ويصبح في خطر! وأتساءل: ألا يستحي هؤلاء "الإخونجية" وهم يخدعون الناس، خاصة البسطاء والفقراء كي يستخدمونهم دروعا بشرية لأجل مصالحهم مع السلطة! ألا يستحون وهم يشاهدون أبرياء يُقتلون ممن غرروا بهم لأجل أصنام بشرية من قياداتهم، إنهم يعززون فكرة زوال الإسلام أو تهديده بزوالهم! إلى درجة إقناع أتباعهم والمتحمسين لهم أن قتل المخالفين لهم سياسيا والاعتداء على جنود مهمتهم حماية الناس هو جهاد في سبيل الله! بينما الحقيقة أنه جهاد في سبيل مصالحهم مع السلطة! والمؤسف إقناعهم لأتباعهم بأن من يقدم حياته من أجلهم، شهيد وكأن الإخوان يمتلكون صكوكا في الجنة! أي تجارة رخيصة وتشويه للدين أنزل…
الإثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٣
الخبر الذي نشرته بعض الصحف يوم السبت، وتعمدت «عكاظ» وضع إشارة له في أعلى صفحتها الأولى تقول «الإيقاع بـ5 وكلاء وزارات و620 موظفا حكوميا في حملة الشهادات المزورة»، لا بد أن يكون خبرا مزعجا وبالغ السوء وكفيلا بأن يصيب قارئه بالغثيان والاكتئاب، فإذا كنا قد اكتشفنا قبل فترة قائمة طويلة بأسماء أشخاص يحملون شهادات عليا وهمية ومزورة، بينهم شخصبات معروفة في أكثر من مجال، فإننا الآن نكتشف أن الفضيحة أو الجريمة وصلت إلى مستويات قيادية عليا تفرض طبيعتها رسم استراتيجيات واتخاذ قرارات تنفيذية هامة. وعندما يفترض المنطق أن المشبوه يفضل أن يمشي «جنب الحيط» خوفا من اكتشاف أمره، فإن هذا المنطق لم يعد صحيحا؛ لأن المشبوهين في هذا الوقت لم يعودوا يشعرون بالخوف، بل بالثقة التي تجعلهم يزاحمون على المراكز العليا والوظائف المرموقة. لقد وصف الخبر ما حدث بـ«الحملة»، وهذا الوصف يجعلنا بشكل تلقائي نتذكر حملات ضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، وحملات ضبط السلع الفاسدة، بل ربما ما هو أسوأ…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٣
لما توجهت توكل كرمان الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل إلى ميدان رابعة العدوية للمشاركة في المظاهرات المناهضة للحكم العسكري في مصر، كان المصريون المؤيدون يصرخون غضبا محتجين على تدخل شخص غير مصري في سير أحداث مصرية. نفس الغضب تجده موجها نحو رئيس الوزراء التركي أردوغان لمواقفه غير المسبوقة في حدتها نحو شأن سياسي مصري. في نفس الوقت، كانت هناك تساؤلات كثيرة على "تويتر" وغيره عن سبب اهتمام السعوديين البالغ بتطورات الأحداث في مصر، على رغم أنها قضايا سياسية محلية ومعقدة. الإجابات على مثل هذه الأسئلة تأتي محملة بالألغام الفكرية، لأن الجمهور يرى أن هذا الاهتمام جزء حقيقي من اهتمامه بالقضايا العربية والإسلامية (أيا كانت وجهة النظر)، ولكن هناك وجه آخر مختلف تماما لهذا الاهتمام. منذ أن بدأت شبكة الإنترنت بالسيطرة على علاقة الإنسان المتعلم بالمعلومات والأخبار والأفكار، وخاصة لما زادت هذه السيطرة مع تطور نفوذ الشبكات الاجتماعية، لاحظ الباحثون أن هناك نموا سريعا ملحوظا في كل مكان في العالم…
الإثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٣
أصدر صندوق النقد الدولي أخيراً تقريره السنوي المعتاد عن الاقتصاد السعودي، مشاورات المادة الرابعة لعام 2013م، وهو التقرير الذي يُظهر تقييم وتوصيات خبراء الصندوق تجاه مختلف التطورات والسياسات لدى الدول الأعضاء فيه، ومن ضمنها بطبيعة الحال المملكة العربية السعودية. تضمّن التقرير أهم القضايا والملفات الاقتصادية في البلاد، إضافةً إلى أبرز الآفاق والمخاطر التي تلوح حول أداء الاقتصاد وعلاقاته الخارجية، ورؤية الصندوق تجاه مختلف السياسات الاقتصادية الراهنة (التقرير كاملاً، منشور على الموقع الإلكتروني للصندوق:www.imf.org/external/arabic/pubs/ft/scr/2013/cr13229a.pdf). هناك الكثير من القضايا الاقتصادية تطرّق إليها التقرير، تتطلّب نقاشاً عميقاً وطويلاً لأهميتها البالغة جداً، وهو ما لا تسمح به مساحة المقال هنا، ولعله يُتاح مستقبلاً العودة إليها حسب كل قضية. الأهم في مقال اليوم ما تضمّنه التقرير في توصيته رقم (38) صفحة (25)، التي نصّتْ على التالي: أوصى خبراء الصندوق باتخاذ عددٍ من التدابير على مستوى السياسات، لضمان مواصلة تخفيض عجز الموازنة في 2018م وما بعدها، تتضمن هذه التدابير: (1) مواصلة وضع قيود محكمة على الرواتب…
الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٣
ما أن انتهوا من تناول طعام الإفطار كلٌ في منزله حتى تجمع ما يقارب من السبعين شاباً إماراتياً لمراجعة التفاصيل الأخيرة لقافلة الخير التي ستنطلق بعد قليل لإيصال المعونة الرمضانية إلى مستحقيها الذين ينتظرون بفارغ الصبر حلول شهر الخير في كل سنة حتى يتجدد لقاؤهم مع هؤلاء الشباب . مبادرة بدأت منذ عدة سنوات قام بها مجموعة من الشباب لا تربطهم سوى الصداقة وحب عمل الخير يتبرع كلٍ منهم بما تيسر له وبما يجمعونه من أموال الزكوات والصدقات ويشترون بها مؤونة من أنواع الطعام والملابس التي تحتاجها الأسر. ويتم تحميل كل هذه المواد في سياراتهم والتي يتجاوز عددها أحياناً الثلاثون سيارة وتنطلق القافلة بعد تناول طعام الإفطار في رحلة ليلية إلى المناطق النائية لتزور أسراً تنتظر خروج القافلة كل سنة على أحر من الجمر بما تحمله القافلة من خير وبشرى. وتبدأ القافلة بالمرور على الأسر التي قامت بدراسة حالاتها فهذه تحتاج معونة شهرها من طعام وملابس ، وأخرى تحتاج إلى…
الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٣
أكتب هذه المقالة وقد أشيعت أنباء وتوقعات بزيادة الرواتب والمعاشات والضمان والتأمينات. وفي ظني أنه لو تحققت هذه الأنباء فإنها لن تكون مفاجأة لسببين: الأول حاجة الناس الفعلية لمثل هذه القرارات، والسبب الثاني أن الشعب السعودي اعتاد التجاوب والتفاعل مع متطلباته وهناك من الأمثلة والشواهد ما لا يمكن حصره في هذه المساحة، وسبق أن كتبت هنا قائلا إن وفرة المال والخير الذي أنعم الله به علينا، وحرص الدولة المعلن دائما على رفاهية المواطن وإدخال السرور إليه يدفعاننا إلى التفاؤل وبقوة إلى أن مثل هذه الأمنيات والأفكار محل اهتمام الدولة، ولا يمكن استبعاد تحقيقها، فبمثل ما استوعب وتفهم المواطنون دوافع فرض رسوم جديدة وزيادة رسوم بعض الخدمات والفواتير بسبب الوضع الاقتصادي الذي مر علينا في فترة ما، فإنهم يأملون في إعادة النظر في تلك الرسوم عبر إلغائها أو خفضها ونحن نعيش بحبوبة مالية لا مثيل لها، ولكن وكما سبق وأن كتبت هنا وكتب وتحدث الكثير من الزملاء الكتاب والمحللين والمتابعين الاقتصاديين…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٣
من المتوقع انتهاء جلسات مؤتمر الحوار الوطني في 18 سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن ليس من المنتظر أن يُنهي الأعمال المناطة بأعضائه، ومرد ذلك البطء في اتخاذ قرارات حاسمة وهو ما أطلق عليها (التهيئة للحوار)، ومنها العمل على حل مشكلة نهب الأراضي في الجنوب وإعادة وتعويض المسرحين من أعمالهم قسريا (مدنيين وعسكريين) وإعادة تعمير ما خلفته حروب صعدة الست من دمار هائل والاعتذار الرسمي عن كل الحروب السابقة وخاصة حرب صيف 94... وهذه جزء من 20 نقطة كان من الواجب التعامل معها قبل بدء الحوار، ثم أضيف إليها 11 نقطة جديدة صاغها مؤتمر الحوار نفسه.. ثم الصراخ المتبادل بين المتحاورين حول نقطة دور الشريعة الإسلامية في صياغة القوانين، بين مطالب أن تكون مصدر جميع التشريعات وآخر يطالب بأن تكون المصدر الوحيد. هذه القضايا التي يحاول البعض تجاوزها بحجة ضيق الوقت المتبقي للانتهاء من الفترة الانتقالية 21 فبراير (شباط) 2014، ستظل لغما قابلا للانفجار في أي لحظة أو على الأقل ستكون عامل…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٣
اختلفت ردود الفعل على الحدث المصري اختلافاً كبيراً بين إيران وتركيا، فبينما صبرت إيران مُبْدية بعض الأسى والأسف على ما حصل لمرسي و«الإخوان»، سارعت وسائل إعلامها في سوريا ولبنان إلى دعم الثورة الثانية، واتهام «الإخوان» بالتعاون مع أميركا وإسرائيل! والمفارقة أن هذا التردد الإيراني المخلوط بالرضا، قابله سخط شديد من جانب الأتراك على «الانقلاب» وعلى إسقاط الشرعية الدستورية! ولا تزال التصريحات التركية تتوالى في دعم الرئيس السابق، وفي تجفيف العلاقات مع مصر الثورية، مثل إيقاف تصدير السلع التركية إلى الخليج عبر مصر، ودعوة دول الاتحاد الأوروبي لإنكار الخروج على الشرعية، ودعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون الإسلامي للإنكار أيضاً. وقد بلغ من خبث الإيرانيين أن أرسلوا وزير خارجيتهم صالحي إلى أنقرة لينصحوا تركيا بعدة نصائح ملغومة منها التهدئة مع العسكر بمصر، والتهدئة مع نظام الأسد، والانصراف عن الاتفاق مع الأكراد! فما هو السبب الحقيقي لذلك الثوران الأردوجاني؟ وهل الإيرانيون وحلفاؤهم بالشام راضون حقاً عن انهدام حكم «الإخوان»؟ ما كان «الإخوان» المصريون…