غادة الرشيدباحثة و مراجعة أكاديمية للمجلة الكندية للاتصالات و طالبة دكتوراه في جامعة كارلتون بكندا. عضو في جمعية الاتصالات الكندية وكذلك جمعية الدراسات الثقافية من جامعة بيتسبرج. شاركت في مؤتمرات مختلفة من بينها مؤتمر الاقتصاد السياسي و مؤتمر جمعية الثقافة الشعبية الكندية
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
تداولت الصحف وبعض وسائل الإعلام في الأسبوعين الماضيين خبر عن دراسة كندية أجراها باحثون من جامعتي مونتريال وأوتاوا ونُشرت في مجلة الدين والعلوم الفرنسية ، تنص تلك الدراسة بأن الأم تيريزا كانت بعيدة عن النزاهة ونكران الذات التي ارتبطت بها ارتباطاً شديداً حتى أصبحت رمزاً عالمياً للبذل والإيثار ونالت لأجل ذلك جائزة نوبل للسلام، فقد كانت منازل رعاية المرضى التي أدارتها تعاني من فوضى و من نقص في المواد اللازمة واجراءات الصحة الضرورية، وافتقرت لمسكنات الألم حتى في أصعب الحالات وذلك لأن في منظور الأم تريزا أن "هناك شيء جميل في رؤية المساكين يقبلون بقدرهم ويعانون كما عانى المسيح فالعالم يستفيد الكثير من معاناتهم". استنتجت الدراسة إلى أن أسطورية الأم تيريزا أتت من حملة إعلامية مكثفة أظهرتها كرمز من القدسية والطهارة بينما كان في وسع وسائل الإعلام التي تناقلت أخبارها وأعمالها الخيرية أن تكون أكثر دقة في التحري ونقل الخبر. ما استوقفني في الدراسة هي الرابطة الوثيقة بين تقديس الأشخاص…
د. وحيد عبد المجيدرئيس مركز الأهرام للترجة والنشر ، حاصل على دكتوراة الفلسفة في العلوم السياسية من جامعة القاهرة 1992
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
دخلت الأزمة الممتدة في مصر منعطفاً بالغ الخطر على مختلف المستويات. فالانسداد السياسي الذي يكرّس الانقسام والاستقطاب يحول دون معالجة الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم أعراضها المالية والنقدية في صورة عجز متزايد في الميزانية وانهيار سريع للعملة الوطنية وارتفاع في أسعار سلع وخدمات أساسية. ولعل أخطر التداعيات الناجمة هو تبديد آمال قطاعات واسعة من المجتمع في إمكان تحسين مستوى حياتها، وإحباط ثورة التوقعات التي ترتبت على التغيير الذي حدث في السلطة، الأمر الذي يدفع بعض الشباب الأصغر سناً والأكثر غضباً والأشد حماساً واندفاعاً إلى العنف الذي يضفي على المشهد العام في مصر المزيد من القتامة. وتقف السلطة عاجزة عن وضع حد لهذا التدهور في غياب خطة للإنقاذ، فهى تفتقد القدرة على توفير البيئة السياسية والاجتماعية اللازمة لتعبئة طاقات المجتمع وقدراته، كما أن محاولاتها الاعتماد على قروض ومساعدات خارجية تتعثر بسبب ضعف ثقة صندوق النقد الدولى فى أدائها ولتخبط سياستها الخارجية، لذلك يبدو أنها تراهن الآن على أن يزداد الإحباط الشعبى فيتراجع…
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
باسم يوسف، التلفزيوني الساخر، يظهر فقط مرة واحدة في الأسبوع على قناة «سي بي سي» من القاهرة، لكن يبدو أن هذه المرة كانت كافية لتغضب الرئيس المصري محمد مرسي الذي جاء بعد ثورة عنوانها «حرية وكرامة»! لقد جعل مرسي الثورات محل سخرية الأنظمة الأخرى: «انظروا، الرجل مشغول بملاحقة الصحافيين ومحطات التلفزيون أكثر من مبارك.. أي ثورات هذه التي لا يحتمل قادتها برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا؟». المفارقة أنه سبق للرئيس مرسي أن أفرط في وعوده، وتعهد مرات بأنه سيصون الحريات، واستعار في إحدى مقابلاته التلفزيونية قولا مأثورا للخليفة عمر بن الخطاب: «إن وجدتم فيّ اعوجاجا فقوموني»، فقام رجل فقال: «والله، يا عمر، لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا». قال الرئيس مرسي: «لو أخطأت فقوموني». ثم من عليهم في إحدى خطبه، بأن «فيه جورنال بيغلط فيّ وأنا لحد دلوقتي لسه ما قفلتوش»! لكن يبدو أن صبره نفد بدليل «أن بلاغات الرئيس ضد الإعلاميين بلغت في نصف عام، أربعة أضعاف ما شهدته الأعوام الثلاثون…
الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣
ما يُقارب من 60 % من السعوديين لا يمتلكون عقارات، كما تناول الكثير من أخبار الصحف، ويعيشون في عقارات مؤجرة، بعضها رديئة بسبب أوضاعهم المالية المتواضعة، وبعضها الآخر تلتهم نصف رواتبهم ولا تُبقي لهم منها شيئا إلا أن يكونوا على "الحديدة" آخر كل شهر في ظل "الغلاء" الذي وصلت فيه علبة الحليب إلى ما يقارب 70 ريالا! خاصة أن رواتب الكثيرين لا تُمكنهم من شراء عقارات نتيجة أسعارها "الخيالية" في سوق الهوامير! لهذا وخلال السنتين الماضيتين كثير من المواطنين الموظفين في الدولة كانوا يأملون بالتوصية "الحيلة" التي ناقشها مجلس الشورى لصرف بدل سكن ثلاثة رواتب لهم، وباتوا يضعون عينا على مناقشات مجلس الشورى، وعينا أخرى على رواتبهم "الطفرانة" التي تلتهم نصفها إيجارات متصاعدة عاما بعد عام، لكن يبدو أنه قد انتقل أخيرا "بدل السكن" إلى "ثلاجة الوفيات" في المجلس بعد تصريح رئيس لجنة الإدارة والموارد البشرية بـ"الشورى" الدكتور محمد آل ناجي عن إيقاف توصية صرف ثلاثة رواتب كبدل سكن لموظفي…
الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣
أعلنت مصادر صحافية في الأسبوع الماضي أن «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية»، وفي خطوة تعد من صور الانتهاك لحق الخصوصية، قد تقدمت بطلبها من شركات الاتصالات المحلية المشغلة لبرامج الاتصال المرئية، مثل «سكايب» وتطبيقات التحادث كـ«الواتساب» و«فايبر» و«لاين» التواصل مع الجهات المشغلة لهذه التطبيقات لبحث سبل مراقبتها، وأوضحت تلك المصادر أن «هيئة الاتصالات» منحت للشركات المشغلة مهلة أسبوع لمعرفة ردها حول مسألة مدى إمكان مراقبة هذه التطبيقات، وأن ردها إذا كان سلبياً، فستكون هناك مهلة ثلاثة أشهر أمام الشركات المشغلة لحظر استخدام تلك البرامج في السعودية، وبعد التصاعد الإعلامي للقضية، داخلياً وخارجياً، أصدرت الهيئة ومنذ يومين بياناً صحافياً أصاب الكثيرين بالحيرة والإحباط من مضمونه ومحتواه! إن حق الخصوصية هو أحد حقوق الإنسان الرئيسة التي تتعلق بكرامة الإنسان وبقيم مادية ومعنوية أخرى، كالحق في حرية الرأي والحق في التعبير، وقد أصبح الحق في الخصوصية واحداً من أهم حقوق الإنسان في العصر الحديث، وجرى الاعتراف بحق الخصوصية ضمن دساتير ونظم معظم الدول…
الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣
• انتهى زمن عريف الفصل الطيب؛ الذي كان يضبط بوح التلاميذ حتى في الدقائق الخمس التي تفصل بين الحصص، ويحاول جاهداً تسجيل الهمس والهمهمة. التلاميذ يكبرون بسرعة في كل عصر، ويجدون في كل يوم وسائل جديدة للتعبير، ووجود العريف لا يغير كثيراً في المسألة. •في الأيام الخوالي كانت وظيفة عريف الفصل عبارةً عن تدريب مبسّط على كيفية صياغة تقرير مخبر، وفي ذاكرة كل منا عريف محترم تم الاحتيال عليه ببساطة لتمرير كلمة أو إيصال رسالة لا تحتمل التأجيل، والسيد العريف قائم يسجل. ــ كثيرون استفادوا من دور عريف الفصل، وتحولوا إلى مخبرين عندما كبروا؛ لكن الزمن تجاوزهم. فبقيت الوظيفة تلمع في الذاكرة، ولكن دون أهمية أو انعكاس حقيقي لقيمتها على أرض الواقع. • مَن يتحرش بتويتر في هذا العصر؛ كمن يحاول إعادة دور عريف الفصل، وضخ الجو العام بمزيد من الصمت والهيمنة، وليس مهماً التأكيد هنا أن هذا التحرش هو إعلان مفاجئ بالخروج من العصر دون مبررات مقنعة!! • الحقيقة…
الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣
بينما نحن غارقون ـ في النسخة العربية من الإعلام المحلي ـ بالقضايا الكلاسيكية، مثل المنافسة بين الزعيم ونائبيه في الدوري المحلي، وتصريحات عارف العواني، ومدى احتمال سقوط بوابة «سالك» على رؤوسنا، ومحاكمات «التنظيم السري»، وبالطبع كيفية عمل روق عنب من دون استخدام ورق العنب، انشغل الإعلام المحلي الأجنبي ـ خلال الأسبوع الماضي ـ بقضية مقتل (إغوانا)، التي هزت الرأي العام المحلي (الناطق بالإنجليزية)! (إغوانا) ليست بشكارة قتلها مستخدمها في لحظة غضب، لأنها وضعت له معالق سكر عدة، وهو في حالة «دايت» صادقة، وليست طفلة أساء المجتمع معاملتها، وتنتظر القصاص على مذهب (وديمة)، وليست (لا مؤاخذة) تبحث عن من ينتشلها من عصابات المتاجرة في البشر، بل هي مجرد سحلية لطيفة وجميلة، يبدو أنها تاهت عن الذي أحضرها إلى الدولة، من الذين يسكنون في «الكامباونات» في منطقة جميرا، وسكنت هادئة وديعة بالقرب من حديقة الصفا، لا تزعج أحداً ولا يزعجها أحد، وأقرب تفسير إلى المنطق يقول إن أحد بني «الأصفر» قد ظاهر…
الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣
ليس متوقعا لأول رئيس لمصر أن يعيش في رغد رغم التفاؤل الكبير الذي تلا إسقاط نظام مبارك، مع أن انتخابه تم سريعا ورضي به كل منافسيه. إنما يبدو أن الرئيس محمد مرسي ركب مركبا صعبا، بأكثر مما قدر هو، أو توقعه الآخرون. جزء من العراقيل وضعها خصومه في طريقه، والجزء الأكبر من صنع يديه. خصومه يزدادون عددا مع الوقت، من كل الفئات والمناطق: من سياسيين، وناشطين، وإعلاميين، وأمنيين، وعسكر، وقضاة، وشباب من الثوار، وجامعيين وليبراليين وأقباط، وحتى من إسلاميين، ومشجعي رياضة، وخبازين، من القاهرة إلى السويس. كيف لأي رئيس أن يدير دولة في وجه هذا الكم الهائل من الشكاوى والمواجهات؟ الرئيس، وجماعته، يصورون أزماتهم أنها مفتعلة من قبل جماعات النظام القديم، وأن بعضها من صنع خارجي، وربما هناك شيء من الصحة في ذلك، لكن من الجلي أن معظمها نتيجة سياساته التي أقصت كل القوى. سار مرسي بشكل متعجل يريد فرض قراراته، عاجزا عن فهم القواعد القانونية للدولة، وكذلك البيروقراطية لها.…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
إن قتامة المشهد العربي وضبابية الرؤية فيه، وعمق التشابك بين المعطيات التي يمكن أن يستعصي فرزها نظراً لكونها متداخلةً ومعقدةً تصعب من محاولات فهمها وتحليلها وتمحيصها في حالة التشابك والتداخل الحالية، ولكن ذلك لا يمنع من محاولات الفرز والنقاش. مقتل الشيخ سعيد رمضان البوطي يمثل نموذجاً معبراً في هذا السياق، فهو عالم سني وفقيه له وزنه واعتباره، وقد تمّ اغتياله في مسجدٍ بعملية قيل إنها انتحارية قتل فيها معه ما يزيد على العشرين شخصاً. اختلفت ردود الأفعال تجاه الحادثة بين من يراها عملاً جهادياً ضد واحدٍ من المدافعين عن نظام بشار ومن يراها عملية إرهابية استهدفت فقيهاً مع طلابه في دار عبادةٍ هي المسجد، وبين هذين الموقفين أطياف عديدة يختار كل منها زاوية نظره للحادثة ومعاييره في التوصيف والحكم. إن الفرز مفيد هنا في التخفيف من ضبابية المشهد، فكون البوطي فقيهاً ذا مؤلفات غزيرة وتقدير علمي أمر لا يشكك فيه أحد ممن يعرف إنتاج الرجل الغزير ومعاركه الفقهية طويلة الذيل،…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
لدي قناعة متأصلة بأن الثوار بطبيعتهم لا يملكون الأدوات التي تساعدهم على التعاطي مع السياسة وفق متطلبات اللعبة، فهم بطبيعتهم غاضبون ومتمردون وصداميون رافضون لكل أنواع التعاطي وفق مبدأ المصالح والتفاوض والحصول على الممكن، بناء على المتاح والظروف التي يمكن التغلب عليها. فشل الاتحاد السوفيتي في البقاء كنظام سياسي، لأنه انتهج أيديلوجية ثورية بالأساس، فاستطاع الصمود لفترة حتى وصل لحافة الانهيار، فانهار أمام ذكاء البرغماتية السياسية الدولية و"لوبيهات" المصالح داخل وخارج تلك الدولة المجمعة لتترك لنا مجموعة من الدول المستقلة يدور كل منها في فلك ما تراه نظاما صالحا لها، وفق مصالح سياسييها الذين عملوا في الخفاء حتى استطاعوا تفكيك ذلك المارد من الداخل. في لبنان، كما في الأراضي المحتلة، يستمر فشل العقلية الثورية في حكم العامة وفي تقرير السياسة الأصلح لبناء الدولة، فحزب الله منشغل بتيسر الظروف التي تحمي استمراره بالاعتماد على دعم ولاية الفقيه، وتستمر حماس في تحدي العالم باستخدام لغة الرفض والتحدي، لا على أسس السياسة والتمويه،…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
كلنا نعرف حكايات ألف ليلة وليلة، حين كان على "شهرزاد" أن تمتع "شهريار" كل يوم بقصة جديدة حتى لا يمل منها ويتركها إلى غيرها، في أجواء لا تختلف عن أجواء مسلسل "حريم السلطان" حيث تتسابق كل الجميلات على كسب انتباه "شهريار" ومحبته. كل الجميلات اللاتي سبقن "شهرزاد" بذلن كل حيل الأنثى في كسب محبة "شهريار"، ولكنهن فشلن، ودفعن ثمن الفشل، ونجحت "شهرزاد"، ليس لأنها جميلة أو تحسن أي فن من فنون كسب قلوب الرجال، بل لأنها تروي له حكاية ممتعة كل يوم. هذه القصة في رأيي تعلمنا بالضبط كيف يمكن لشخص أن يحقق الانتشار في عصر الشبكات الاجتماعية، فمن بعد عصور طويلة من ندرة المعلومة، وبذل الجهد للوصول إليها، صار آلاف الأشخاص يبحثون عن إمتاعنا، ورضانا، وانتباهنا، وهذا الأمر سيزداد خلال السنوات العشر القادمة بشكل يصعب على غير المتابع تخيله، بحيث ستصبح خياراتنا من المعلومات والترفيه والتواصل مع الآخرين عبر الموبايل أو الإنترنت أو التلفزيون الذكي أكثر بكثير مما نستطيع…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
قبل سنوات كتبت مقالة أنتقد فيها «هرولة» قطر صوب إيران، طالما الأخيرة ستأخذ من دون أن تعطي. وفي عام 2007، استغربت كغيري دعوة أمير قطر الرئيس الإيراني لحضور القمة الخليجية في الدوحة، وحينها حضر الضيف أحمدي نجاد ليتحدث عن «خليج فارسي»، من دون أن ينقل أية تطمينات لجيرانه، بقدر ما كان يلوّح بعلامة النصر لعدسات المصورين! لكن بعد القمة العربية الأخيرة في الدوحة، لا بد أن أقول: شكراً لمواقف قطر الشجاعة والمتماسكة في شأن الثورة السورية. ربما كانت قطر أكثر دولة خليجية حاولت الاقتراب من إيران خلال السنوات الماضية. ومع أول اختبار حقيقي لتلك العلاقة التي طالما وصفت بـ«المميزة»، جنّ جنون طهران، وبدأت تُزبد وتُرعد وتحذّر وتهدد قطر، متهمةً إياها بـ«تصعيد سفك الدماء» في سورية، بعد السماح لـ«الائتلاف» السوري بفتح أول سفارة له في الدوحة. وحذّر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قطر من أن «من مصلحة قطر أن تكف عن الإجراءات المتسرعة، وتصعيد سفك الدماء ضد الشعب السوري»!…