الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٣
حالة "الاستقعاد" التي أصبحت السمة الغالبة على المجتمع، هي في الحقيقة نتيجة أزمة نفسية يعيشها الفرد في تعاطيه مع فكرة الأنا والمعرفة والحرية، فالمغرد "المستقعد" يفضل ألا يتكلم إلا لكي ينتقد رأي أحدهم فقط لأنه ملتح مثلا، أو فقط لكون مطلق الرأي امرأة، في حين نجد أن السائق في الطريق السريع يبدأ في مسابقة الريح عندما يرى أن أمامه سيارة تريد أن تتجاوز من أمامه رافضا السماح لها بالمرور وذلك في تجسيد لتحد سخيف يوهمك وكأن في ذلك حماية لرجولته وفحولته الاجتماعية. "الاستقعاد" أو التربص أو التحدي العدائي هي مرادفات أصبح المدير يراها أسلوب إدارة ويراه الموظف دليل ضعف، كما هوالحال للطالب الذي يتحول من مشروع إنسان ناجح لفتى يكره الذهاب صباحا إلى المدرسة لأن معلمه المرتبك على ذاته يفضل أن يحط من قدر التلاميذ أكثر من حرصه على تعليمهم ما يفيدهم ويساعد على تطورهم وتنمية قدراتهم. يقول المثل: (من راقب الناس مات هما)، وهو تماما الهم الذي استطاع أن…
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٣
هل الديموقراطية قابلة للتصدير؟ هذا السؤال المهم هو العنوان لكتاب نشرته «دار جداول» أخيراً. الكتاب لباحثين أميركيين، هما زولتان باراني وروبرت موزر وكلاهما بمرتبة بروفيسور في جامعة تكساس، ونقله إلى العربية جمال عبدالرحيم، وقدّم له الإعلامي والكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد. في هذا الكتاب يسهم مجموعة من الأكاديميين السياسيين في البحث والتحليل بغية الإجابة عن السؤال بلغة واضحة عبر عشرة فصول وخاتمة تحليلية ثمينة، في ظل تأكيد أن السعي لتصدير الديموقراطية بالقوة العسكرية يعرّضها للخطر. لا شك في أن السؤال حول قابلية الديموقراطية للتصدير شائك، في مقابل السؤال عن تسويق، أو تعزيز الديموقراطية عبر الأخلاقيات والمساعدات. هناك صعوبات لا يمكن تجاوزها في محاولة تصدير الديموقراطية بالقوة، لكون من مبادئها حق الاختيار ووعي الشعوب بحقوقها وشراكتها ومسؤوليتها الوطنية، قبل الحديث عن أي شيء آخر. عندما أهداني هذا الكتاب الصديق محمد السيف، شكرته مرة، لكن بعد أن قرأته، وجدت أنه يستحق الشكر مرات. يرى عبدالرحمن الراشد في تقديمه للكتاب، أن الديموقراطية تبدو كلمة…
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٣
دمشق في طريقها إلى السقوط. مؤشران رئيسان يقولان ذلك. الدعوة الأسدية للجهاد، والتحرك الغربي الجزئي باتجاه تسليح المعارضة. الرجل البعثي ابن النظام الذي يكفر بكل الأيديولوجيات المقابلة لفكرة العروبة «المسكينة»، صار يستجدي شعبه أن يحملوا أسلحتهم البدائية، وينفروا للدفاع عن القصر «المقدس» في حي المزة! صار - ويا للمفارقة الرهيبة - يدعو للجهاد من خلال موظفيه الدينيين! كل الأنظمة الحاكمة الشبيهة بنظام الأسد، الأنظمة المغتصبة للحكم تعتمد في وجودها على جدار حماية. بعضها يحتمي خلف جدار الممانعة الدائمة واللعب على القضايا القومية، وبعضها يحتمي خلف جدار الدين، وبعضها يحتمي خلف جدار الاختلاف الطائفي المحلي، وبعضها يحتمي خلف جدار القمع، وبعضها يحتمي بجدار القبائل الجاهزة للانقضاض على بعضها بمجرد سقوط النظام، وبعضها يحتمي بأنظمة أكبر منه في مقابل ضمان مصالح القوى في منطقة الضعيف. وحدها الدول الديموقراطية هي التي تحتمي أنظمتها بجدار صناديق الاقتراع. وحدها التي تحتمي باختيار الناس. نظام بشار وأبي بشار الذي يؤمن بالبعث «رباً»، وبالعروبة «ديناً» كان طوال…
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣
حريق جامعة الأميرة نورة بالرياض فجر مفاجأة فضحت حالة عدوانية يعيشها بعض أفراد المجتمع، وهي أكثر خطرا من حريق يشب هنا أو هناك، فمع تناقل خبر احتراق الجامعة ظهرت تلك العدوانية من خلال استحسان وقوع الحريق! ومن تابع مواقع التويتر والفيس بوك سيدهش لهذه المشاعر السلبية التي ارتفعت ألسنة كراهيتها بما يفوق ألسنة الحريق المشتعل بمراحل. فلماذا تولدت هذه المشاعر العدائية؟ ولماذا الأمنيات والدعوات توالت من البعض أن تلحق الكوارث بمجلس الشورى وجامعة كاوست ومعرض الكتاب؟ وهي مواقع ظلت تثير شهية بعض من يسمي نفسه محتسبا على شن هجماته ضدها والتأليب عليها. إن انتشار واتساع رقعة هذه المشاعر يقودنا للتعرف على فجوة كبيرة أو حضانة ضخمة يتم فيها تغذية المجتمع على الكره ودفعه دفعا لرفض أي حركة توصل للمستقبل.. إن انتشار هذا الكره والتغذية العدائية يتحمل مسؤوليتهما بعض الوعاظ الذين يرون أن أي مشاركة للمرأة في أي مجال هو (الجحيم بعينه)، ولهذا كانت الأمنيات أن تصاب المواقع التي تواجدت فيها…
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣
يجب ألا نستغرب، كثيراً، المقالات التي تنشر في صحف بريطانية وأوروبية وغيرها، والتي تتحامل على الدولة بشكل غريب وساذج في بعض الأحيان، فهؤلاء الكتاب الأجانب متأثرون بتقارير تلك المنظمات الأجنبية المعروفة، في حين أنهم لا يعرفون شيئاً عن تاريخ الإمارات وحاضرها، ولا يرون الإنجازات التي تحققت، لأنهم قيدوا أنفسهم بأحكام انطباعية، تتلاءم مع عواطفهم ومشاعرهم غير النبيلة تجاهنا! هم وغيرهم من الأجانب غير المنصفين، ومن العرب ذوي الأجندات، المدفوع لهم سلفاً، يرون أن مشروعات التنمية في الدولة مشروعات مرهونة بظروف وقتية، ونحن يجب ألا نهتم، ولا نلومهم على هذه الانطباعات، فهم لم يعيشوا في الدولة، ولا يعرفون الكثير عنها، لكننا نلومهم فقط على تحاملهم وسذاجتهم أحياناً، لأنهم يكتبون ما لا يعرفون، ويتبعون انطباعات ومعلومات مغلوطة، وتالياً فإنهم يبتعدون ـ في الأغلب ـ عن الموضوعية والدقة. يعتبرونها مؤقتة، لأنهم اعتادوا ذلك من رؤسائهم وقادتهم ورؤساء الأحزاب، فكل مرشح للرئاسة يبدأ حملته الانتخابية بوعود انتخابية، لا تخرج عن أشياء حياتية مهمة للشعب،…
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣
"السالفة صارت في الكويت واحنا أكثر من أهل الكويت تداولا لها، واهتماما بها، وباتت خلال اليومين الماضيين حديث مجالسنا وتعليقاتنا عبر تويتر والواتس أب. كنت أسأل أصدقاء مهتمين باستقالة وزير التربية الكويتي المترتبة على وفاة طالبة، فقلت لهم: "طيب الرجل طلع نشمي واستقال وبعدين؟ وش تبون؟ هل تقصدون أنه بعد أي وفاة ناجمة مثلا عن سوء نظام المرور أو سوء الطرق أو تخطيط الشوارع في المدن ينبغي أن يستقيل مدير الأمن العام أو مدير عام المرور أو وزير النقل أو وزير الشؤون البلدية والقروية مثلا؟ وبنفس القياس ينبغي أن يستقيل وزير التربية ووزير الصحة ووزير الإعلام كلما مات شخص أو برزت مشكلة في حجمها والآثار المترتبة عنها لا تقل عن وفاة شخص؟ في ظني هذا يحدث أحيانا عندنا، صحيح أنه ليس بمبادرة من الوزير أو المدير العام أو أمير المنطقة أو محافظ المدينة، ولكننا عشنا وشاهدنا قرارات صدرت تجاه قيادات تنفيذية عقب وجود تقصير واضح في أعمالهم وعند وقوع حوادث…
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣
لا تزال سياسة «النأي بالنفس» تتفاعل في لبنان وخارجه، وستظل كذلك لأن هناك انقساماً حاداً بين اللبنانيين حيال الموقف من سورية. يعرف الجميع من لبنانيين وغيرهم أن هذه السياسة هي نوع من التكاذب السياسي فرضته ظروف المرحلة. هي غلالة يتمنى البعض مثل وليد جنبلاط وجبهته الوطنية أن تكون أكثر من ذلك، ويختفي خلفها من يعتبرها من باب لزوم ما لا يلزم، مثل حسن نصرالله و «حزب الله». كل هذا بات واضحاً، ومع ذلك أصاب بعض اللبنانيين شيء من الفزع أو تظاهروا بذلك أمام انزعاج دول مجلس التعاون الخليجي من عدم التزام لبنان بما ألزم به نفسه. أكثر من عبّر عن حال الفزع هذه كان طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة «السفير» احدى أهم الصحف اليومية في لبنان. درج سلمان بعد الثورة السورية على وصف دول الخليج ساخراً بأنها «ملكيات مذهّبة». ومع ذلك كتب يوم الإثنين الماضي رسالة إلى العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يناشده فيها عدم معاقبة…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣
في مقال الأسبوع الماضي تناولت قضية مهمة عند البعض، منسية عند البعض الآخر، ألا وهي جعل ممارسة الرياضة أسلوب حياة، وها أنذا اليوم أستكملها بقصتي مع صالة فيرجن - فرع ديدزبري في مدينة مانشيستر البريطانية؛ بعد قراري في 2011 بأن تكون ممارسة الرياضة في حياتي عادة، وربما كالعبادة في ديمومتها واستمراريتها. ذهبت إلى الصالة هناك، فاستقبلني أحد موظفيها وعرض علي القيام - أولاً - بجولة على مرافقها .. فأطلعني بداية على غرفة الترفيه الخاصة بالأطفال لمن أراد أن يصطحب أطفاله معه، وهذا ما فعلته أيضاً، ثم مررنا على الكوفي الخاص بالصالة، فوجدته مريحاً للنفس وفيه سعة وجمال، وبعدها انتقلنا إلى صالة الأجهزة؛ ولعله من الطرافة والغرابة أن أجد هناك قسماً خاصاً للنساء منفصلاً بشكل جزئي! ولا تنسوا أننا في بريطانيا، ومن ثم عرّجنا على غرف تبديل الملابس لأرى أن لها مدخلاً يوصلها بأحواض السباحة، فكان الصغير للأطفال والأولمبي للكبار. أنهينا الجولة وعدنا أدراجنا فجلسنا في المقهى (الكوفي الواسع الجميل)، وذلك…
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣
تسع سنوات استغرق الحكم للفتاة المصابة في قطار الموت في أحد ملاهي الخبر، والنهاية تعويض بمبلغ 484 ألف ريال كما نشرت «الشرق»، علماً بأن والدها دفع خلال التسع سنوات 450 ألف ريال ثمناً لعلاج ابنته التي لم تشفَ حتى الآن، الجدير بالذكر أنه في نفس الحادثة توفيت فتاتان وأصيبت ثالثة بإعاقة مستديمة، خلال التسع سنوات التي مضت لو عوقبت مدينة الملاهي عقوبة رادعة وعاجلة لما شاهدنا كارثة ملاهي الرياض الشهر الماضي، ولا حادثة ملاهي جدة الشهر الذي قبله. لا شيء يخيف أصحاب الملاهي سوى العقوبات الرادعة التي ستجعلهم يحرصون على صيانة ألعابهم والحرص على قطع الغيار الأصلية وعلى مصنِّعِين موثوق فيهم. أعترف أن وزارة العدل تطورت كثيراً في وجود وزير العدل الشيخ محمد العيسى الذي جعل من عذاب مشاوير كتابة العدل شيئاً من الماضي، وعمليات تطوير حفظ الصكوك التي كانت تكتب بطريقة بدائية عرضة للضياع والتشويه أصبحت تحفظ بطريقة آلية محكمة، وتطورات أخرى طالت وزارة العدل، ولكن من ينظر إلى…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
بينما كانت تشتعل حرب البوسنة، التي امتدت طوال أربع سنوات قاسية، بكل ما كان فيها من قتل وقصف ومذابح واغتصاب ممنهج للنساء ودمار لمدن تاريخية وتطهير عرقي وتهجير (والمقاربة هنا جلية مع الحرب في سورية)، لم تتوقف لحظةً العملية الديبلوماسية المملة والمسوفة، التي سعت لحلٍّ سلمي بين المتقاتلين، اجتماعات ومفاوضات بين الأميركيين والأوروبيين من جهة، والروس الذين كانوا يدعمون الجانب الصربي المعتدي ويقدمون له شتى المبررات (تاريخ يعيد نفسه في سورية). في الوقت نفسه وعبر قنوات سرية، كان السعوديون والأتراك والماليزيون والسودانيون، بل والإيرانيون أيضاً يُرسلون الأسلحة لإخوانهم في البوسنة. كل يوم كانت ثمة قصة للإعلام: مذبحة سوق سراييفو الشهيرة.. حصار موستار.. تدمير جسرها الشهير.. اجتماع في واشنطن أو فيينا.. تهديد بإحالة القيادات الصربية إلى محكمة الجنايات الدولية.. قرار بحظر السلاح عن كل الأطراف.. مجاهدون عرب يغرون كتّاب أعمدة في الصحف الأوروبية للتحذير من قيام جمهورية إسلامية أصولية في قلب أوروبا، في مقابلهم النازيون الجدد من ألمانيا والسويد ينضمون إلى…
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
الأحلام حقيقة أيها الأصدقاء، الفشل في تحقيقها هو الشيء الوحيد الزائف «توني بامبيرا» «ليس لي حاجة في أميركا بعد الآن، لن أعود لأميركا حتى و لو ظهر فيها يسوع المسيح» ، قالها بأسى عندما طرد من أميركا حسب الاتهامات الموجهة له من قبل لجان مكارثي، ولكنه في نهاية حياته عاد لها بعد عشرين سنة لتكريمه في حفل جائزة الأوسكار. كان نجم السينما الصامتة، كان معبراً جداً بالصمت وحتى عندما اكتسحت السينما الناطقة العالم، أصر على تقديم أفلامه الصامتة! ومابين أفلامه «المتشرد» و«الديكتاتور العظيم» قصة حياة مؤلمة بدأها من ملجأ الفقراء في لندن و أنهاها على منصة التتويج في أمريكا، عاش حتى بلغ الثامنة والثمانين، يقال إنه كان يقضي آخر أيامه جالساً لساعات على كرسيه، صامتاً كعادته متأملا تلك البحيرة الصامتة أمامه! بماذا كان يفكر حينها؟ وقد تحققت معظم أحلامه. ابنِ حلماً و سوف يبنيك الحلم «روبرت شولر» قال عن زوجته: «إنه منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم»، لم…
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
كَتَبَ الدكتور علي سعد الموسى مقالاً ساخناً بعنوان (العثمان والتصنيف... شَخصَنَة المعارِك)، صحيفة الوطن 3/1/2013 . وقد جاء في مُقدِّمَة المقال: (وأخيراً، وصلت جامعة الملك سعود، وأوفت بوعدها الذي قَطَعَته قبل أربع سنوات، بأنها ستقتحم نادي المئتين في تصنيف «كيو.إس» للجامعات بالتحديد، وهو التصنيف المُعتَمِدْ على معياري: «المحتوى والجودة». وبالطبع، مرَّ شهران على صدور تصنيف العام الجديد، ولم نسمع رد فعل كالعادة، ولم ينبس بشر ببنت شفة، ولم يكتب أحد ربع مقال في تقريع وتهميش استحقاق هذه الجامعة التي تَصَدَّرَتْ كل جامعات العرب، والشرق الأوسط)، انتهى الاقتباس. قرأت المقال مرات عدة لمعرفة سبب كتابته، وقبل ذلك سبب توقيت كتابة المقال؛ ولكني لم أجد إجابة لهذين التساؤلين. وتزداد الحيرة حينما كَتَبَ الزميل الدكتور الموسى في نهاية المقال جُملَة نَسفَت المقال جُملَةً وتفصيلاً، حينما سَطَرَ الآتي: (نعم، كان عبدالله العثمان آلة إعلامية هائلة وغير مسبوقة في المياه الراكدة للجامعات السعودية). هذه الجُملَة لا تحتاج إلى أي تعليق أو إيضاح، سوى أنَّهُ «جاء…