ميساء راشد غديرعضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣
عند قراءة أي موازنة مالية لأي دولة، فإننا نجد أهدافها العامة تتمركز نحو تحفيز عملية النمو الاقتصادي ورفع كفاءة الأجهزة الحكومية، وتوفير أفضل الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية للمواطنين والمقيمين. وهو ما قرأناه في الميزانيات المعلنة محليا وإقليميا ودوليا، وإن ورد الاختلاف في ما بينها فهو تبع لظروف مجتمعاتها وتوجه القيادات فيها. منذ أيام، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، قانون الموازنة العامة للقطاع الحكومي في الإمارة للعام المالي 2013، البالغة 34 مليار درهم. أبرز ملامح الموازنة كان في بند الرواتب والأجور، الذي يمثل ما نسبته 39% من إجمالي الإنفاق الحكومي، والاهم من ذلك ما أعلنه مدير عام الدائرة المالية أن الموازنة الحالية ستوفر 1600 فرصة عمل جديدة للمواطنين. غالبا ما تتضمن الخطط التشغيلية للمؤسسات والدوائر والهيئات، شواغر للتعيينات في بعض الوظائف التي قد يلتزم بها بعض المؤسسات أو لا يلتزم بإشغالها، خاصة عندما نتحدث عن التوطين، لكن…
الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣
كان لغازي القصيبي رحمة الله عليه صولات وجولات في الكهرباء والصناعة وسابك والهيئة الملكية للجبيل وينبع ووزارة الصحة مروراً بدوره الدبلوماسي الكبير حينما حل سفيراً، في المقابل كان أداؤه في وزارة العمل هو الأضعف قياساً بما قدمه من تجارب مهنية سابقة لأن مهام وزارة العمل شائكة لا ترتبط بتوقيع عقد مع مقاول ماهر ثم تنحل المشكلات، وزارة العمل أهم ملفاتها البطالة هذا الداء العالمي الذي وصل في إسبانيا إلى معدل 25% وفي اليونان 28% وفي فرنسا وحدها ثلاثة ملايين عاطل، هذا الداء الذي استعصى على الدول المتقدمة بعد أن تردت اقتصادياتها وأكلت تقنيات الحاسب الآلي وتطوير الميكنة الوظائف أكل »باك مان» وزاد جشع الشركات والحكومات للأرباح وزادت أعداد السكان. وأصبح توطين الوظائف يُقابل بشراسة متناهية من رجال الأعمال وما يشكلون من نفوذ قوي في أي اقتصاد في العالم، التجربة الأنجح في توطين الوظائف خليجياً كانت في عُمان أوما يسمى «بالعمننة» حيث تدفع الدولة نصف مرتب الخريج الجديد لأول سنتين ويدفع…
الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣
لو قيل لنا إن ثمة غولا ضخما يفتك بالناس في بيوتهم.. وتم التأكد من وجوده، فلن يطمئن أحد للمكوث في بيته أبدا، بل سيخرج البلد مجتمعا وبكل مؤسساته للقبض على ذلك الغول وقتله. وأنا أقول إن هذا الغول موجود في كل مدننا وقرانا وغشي كل بيوتنا ومع وجوده وسماعنا به إلا أننا ما زلنا نصم آذاننا وكأن الأمر لا يعنينا. لنضع نقطة ونبدأ: ما زالت قضية الطلاق مؤرقة، حيث تتسارع عجلة سيرها إلى درجة مرعبة، فها هي الدراسات تؤكد أن نسبة الطلاق خلال العام الماضي تحدث مرة واحدة كل نصف ساعة. فبأي معيار يمكن قياس هذه السرعة في الطلاق؟. وتقول التقارير أيضا إن نسبة الطلاق وصلت إلى أكثر من 35 % من حالات الزواج، بزيادة عن المعدل العالمي الذين يتراوح بين 18 % و22 %. ففي عام 1431هـ بلغت عدد حالات الطلاق 18765 حالة مقابل 90983 حالة زواج في العام ذاته. وذهبت دراسة لوحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية إلى…
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
نظام الأسد وجد، ونجا أربعين عاما، مهيمنا على سوريا وسياسة المنطقة بوسيلتين، أجهزة أمنية سرية تقتل بلا تردد ضمن استراتيجية الردع والإخضاع، والثانية هياكل مزورة تحت عناوين شعبية مختلفة. هكذا بدأ عندما قاد الأب حافظ الأسد انقلابه، متلحفا بشعار البعث «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، الذي كان وقتها براقا ووطنيا لكنه في الحقيقة لم يكن للأسد سوى وسيلة دعائية لمنح الشرعية لانقلابه، وحكمه لاحقا، وتصفية رفاقه وخصومه. كما اخترع الأسد الأب كيانات أخرى لاحقا باسم القومية العربية، للذين كانوا ينفرون من «البعث»، وعندما وجد أن نظام الخميني الإيراني يكسب شعبيته باسم الإسلام، ابتدع الأسد كيانات إسلامية متطرفة بالتعاون مع إيران، زرعها أولا شيعية في جنوب لبنان، وسنية في شمال لبنان، وربط الجماعتين بإيران، من زعامات السنة الراحل الشيخ سعيد شعبان. ولا شك أبدا أن الأسد كان أكثر مصاصي الدماء استغلالا للقضية الفلسطينية، تليه إيران، غرروا بشعوب المنطقة وفرضوا هيمنتهم باسم تحرير فلسطين، في حين كان الفريقان أكثر مَن تاجرَ…
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
تختلف الإمارات عن دول الخليج الأخرى في أنها واجهت مشكلتها مع «الإخوان» بصرامة ووضوح منذ اللحظة ولذلك فإنها الأقرب للتطهر والأكثر عرضة للخطر في ظل موجة انتشاء «الإخوان» وبدئهم حصاد مواقع السلطة. حين تدافع الحكومة المصرية عن «الإخوان» فإنها تعلي الموقف الحزبي على الصورة السياسية مما يجعل الرفيق «الإخواني» مواطناً من الدرجة الأولى، ولذلك تشعر الكوادر التي تحاول الحركة في بلدان الخليج بأنها محمية سياسياً إنْ كُشف أمرُها قبل نجاح خطتها. ثم إن الإمارات مقياس ممتاز يجري من خلاله ردة الفعل الخليجية في مراحل لاحقة. استهداف الإمارات ليس عشوائياً فهي الكنز الذي يحلمون به، وهي الأرض التي حرثوها طويلاً متنكرين إلى أن الدولة احتضنتهم أيام شتاتهم وقدمت لهم كل عون. يعتبرون الإمارات بوابة الخليج خصوصاً أن تركيبتها الاتحادية تمنحهم فضاءً واسعاً وأنهم استولوا على المسجد والمدرسة والجامعة مستغلين محدودية التباينات الاجتماعية وغياب المنافسين عقوداً كاملة. المفاجأة كانت في الحسم الإماراتي ووضوحه وعدم تراخيه وهو حسم لم يكن ليظهر لولا طلائع…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
أمضيت يومين في القاهرة، قابلتُ وتحدثت خلالهما مع بضعة عشر صديقاً. مصر لا تزال كما هي، بكل مشكلاتها القديمة المتوارَثة التي عرفها كل عربي يعرج عليها بين حين وآخر. لا شيء في المطار يشير إلى أن مصر يحكمها «الإخوان المسلمون» أو أن ثورة مرت بها، اللهم غير موظفة الجوازات التي تنهي إجراءات الدخول بسرعة، فلا ترسلك إلى كرسي مهترئ تنتظر قرار ضابط أمن الدولة، الذي يجلس خلفها وراء زجاج عازل، الذي يبحث عن اسمك في قوائم الممنوعين أو المطلوبين. لقد اختفى هذا الضابط. مصر لا تتغير بسرعة، ولا تتوقف فيها الحياة، حملت كل المشكلات التي صنعها الرئيس المخلوع مبارك أو ورثها وعجز، أو لم يهتم بحلها، وألقت بها أمام الرئيس الجديد المنتخب محمد مرسي لتحمِّله مسؤوليتها، ولكنها باتت قوية، فـ «تشخط» في الرئيس وهي تقدم مطالبها. في الماضي كانت تلمح لمن سبقه بالنكتة والمقالة والتعليق والرسم، أما الرئيس مرسي فنصيبه كل ما سبق... إضافة إلى «الشخط». كثيرون يقولون إن مرسي…
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
“الزمن هو الذي يحكم.. الزمن هو المقامر الآخر قبالتنا..على الجانب الآخر من الطاولة.. وفي يده كل أوراق اللعب وعلينا نحن أن نحزر الأوراق الرابحة في هذه الحياة” جوزيه ساراماغو سألني صديق عزيز يوما: هل قرأت “رواية العمى” لجوزيه سراماغو فأجبته بالنفي وصديقي من النوع الذي يتلذذ بكلمة “لا” ليمطرك بعدها بسيل من المعلومات عن الذي لم تعرفه! خسرت! وأنا الذي كنت أعتقد أنني لا أهزم عندما يأتي الحديث عن القراءة ومما أغاظني كثيرا جملته بعدها “غريبة كيف لم تقرأها “ وضعتها في قائمة كتبي وعندما حان وقتها وأنا بين الصفحات كأن أصابني العمى مثل أبطال القصة. وبعيدا عن هذه الرواية الإنسانية الباذخة والترجمة الجميلة، تساءلت لماذا كتب هذه الرواية ؟ ولماذا نحن نكتب؟ يقول واسيني الأعرج “نعم نكتب لأننا نريدُ من الجرح ان يظل حياً ومفتوحا. نكتبُ لأن الكائن الذي نحب ترك العتبة وخرج ونحن لم نقل له بعد ما كنّا نشتهي قوله . نكتبُ بكل بساطه لأننا لا نعرفُ…
محمد خميسمحمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
" بما ان اشباع الجوع هي غريزة اساسية لأجل البقاء، اذاً والدك اشبع جوعه ليعيش، ويتمكن من إثبات ذاته، وسيلته كانت الطعام وغايته هو تحقيق أهدافه، ولم يكن العكس، الوسيلة هنا مشروعة والغاية نبيلة، فعليك ان تفخري به" كانت تلك الكلمات موجهة للطفلة الصغيرة، المحتارة، بين ما تراه وتستوعبه بعقلها الصغير، وبين ما قيل لها كحقيقة قد تفهمها في يومٍ ما،عندما تكبر. وقفت اليتيمة، تقرأ امام زميلاتها في اسبوعها الأول في المدرسة، " أحداث الصيف" وقالت فيما قالت:أبي كان رجلاً محباً ومعطاءً، وكان رجلاً حكيماً، يكثر من نصحي، لأتعرف من خلاله على الحياة فأتجنب الوقوع في الخطأ. كان دائماً ما يردد على مسامعي " أن الإنسان يأكل ليعيش، ولا يعيش ليأكل" ثم يتبع حكمته " على الإنسان ان يعيش من اجل تحقيق ذاته " وكنت أسئله عن كيفية تحقيق الذات، ليشرح لي ان يصبح الإنسان عضواً فعالاً في المجتمع ويسعى الى المساهمة الإيجابية في بناءه، وكنت انظر اليه فارغة فاهي…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
في مقاله اليومي وتحت عنوان (ميزانية "وزارة المالية": "السرِّية" وصمت الوزراء)، كتب الزميل قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الشرق يوم الثلاثاء الماضي عن وزارة المالية وكيف أنها غامضة وأن الكل من المتخصصين والإعلاميين والمهتمين لم يتمكنوا من فك رموز هذه الميزانية ومما قال: "..لكن الأمر المدهش الذي علمته أن جميع الوزراء والمسؤولين في الدولة كلها – باستثناء وزير المالية ووزارته – لا يعلمون شيئاً عن الميزانية حتى لحظة كتابة هذا المقال، وأنهم قرؤوها أو سمعوها مثلنا". وفي جزئية ثانية من المقالة يقول: "فهل من المعقول عدم وجود آلية دقيقة وشفافة بحيث تعرف كل وزارة، بل كل إدارة في المملكة مخصصاتها من الميزانية قبل إعلانها للناس؟! هذا أمر لا يصدق، فالميزانية ليست سرّاً خطيراً، وأظن أنه من حق كل إدارة – ناهيك عن الوزارة- مهما صغرت أن تعرف ميزانيتها قبل أن تعلن الميزانية العامة للدولة أمام الناس". ثم أضاف قائلا: ".. في موضوع إيضاح الميزانية وتفاصيلها يجب ألا نلوم الوزراء والمسؤولين…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
صرخت البنت الكبرى بصوتها العالي وهي تقف في منتصف درج المنزل قائلة: - بابا بابا.. جاء إعلان الميزانية! نزل الأب ومعه الزوجة وبقية أفراد الأسرة المكونة من ولدين وثلاث بنات.. تسمروا أمام التلفاز وهم يبتسمون لبعضهم البعض والآخر يفرك يده بالأخرى وسط تمتمات ما بين (يا رب ويا كريم ويا رزاق) لتقطع الابنة الكبرى التمتمات وهي تعدّل نظارتها المنكسر طرفها قائلة: - يا رب اجعل الميزانية تزود راتب أبوي ويسدد فواتير الكهرباء والماء في وقتها. يقاطعها شقيقها وهو يومئ بشماغه المتهالك طرفة الأيمن قائلاً: - وشو فواتير.. يا رب اجعل الميزانية تجيب لي وظيفة وزوجة. تتدخل الفتاة الصغرى وعيناها على «لزقة» جروح في طرف إصبعها: - أي وظيفة.. يا رب خل الميزانية تجيب لنا مستشفيات متطورة وآكل زي الناس. تتنحنح الأم ثم تقول: - خلوكم من الخرابيط.. ادعوا أن الميزانية تجيب لنا أرض وبيت مُلك. أشار الأب بيده بالصمت والتركيز على النشرة ولم يُسمع منه أي تعليق سوى عبارة خرجت…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
اعترفت وزارة التربية والتعليم بوجود الخطأ في شعارها الذي صححه «أحد» الطلاب ووعدت بتصحيحه وتكريم الطالب المذكور مع أن مؤسسة تربوية تخطئ في شعارها الرئيس لابد أن تكثر أخطاؤها في تفاصيل كثيرة. منذ نشر القصة في «الشرق» إلى لحظة اعتراف الوزارة ظل الطالب مجهولاً رغم أنه البطل الذي يجب الاحتفاء به، وعلى «موهبة» أن تحتضنه وإن كان للوزارة فضل فهو أن أخطاءها تكشف المواهب الطلابية بعيداً عن خططها التربوية المتدرجة. هذا الطالب ليس الأول ولن يكون الأخير لأن الأخطاء متكررة وكثيرة لدرجة أن الطلاب أنفسهم يكتشفونها بسهولة وإن كان الفرق في أن الطالب السري حتى الآن كان نابهاً نحوياً بما يفوق منهجه وواضعه بمراحل. يعترف المتحدث الرسمي للوزارة بوجود الخطأ لكنه كبقية المسؤولين يرى أنه لايمس الهوية ولايجرحها، ويعترف أيضاً أن شركة ما هي التي نفذته دون أي مراقبة أو تصحيح من الوزارة المعنية بالتربية والتعليم. التربية هي مجموعة تفاصيل وليست شعارات ضخمة وبراقة وإن كانت الوزارة تتراخى في التحقق…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
ماذا لو أقرَّ الزعيم الخالد الأوحد/ «عبدالناصر» الدستورَ الذي أعدَّه -بأمره هو شخصياً- خمسون «تكنوقراطاً»/ أي «مهندس إدارة» من «نخبة» أبناء مصر الولاَّدة؟ لكن السلطة أسكرته -ونشوتها أشد من نشوة «أم الكبائر»؛ كما يقول «عمر بن الخطاب»- فسلم موهبته الخطابية لرغبة «الجماهير» النشوى بحشيش الشعارات، ومخدرات «الهياط» العرباني المتخمرة تحت عمامة السيد/ «حسن نصر الله» -مثلاً مثلاً مثلاً يعني- منذ «حرب تموز 2006»؛ حين حذَّر منه قلة نادرة من «المُبصَّرين»، في مقدمتهم «قينان الزمان الغامدي» -الكاتب في «الوطن» آنذاك- فوضع رأسه تحت مقصلة «الجمهور» غير عابئ «بالكليشات» العربانية القومجية، التي تبادر إلى اتهام من يحاول «عكننة» مزاجها بالعمالة، والخيانة، والانبطاحية، و… «تحيا الأمة العربية»! ماذا لو لم ينتحر «الحبيب بورقيبة» بإعلان نفسه «رئيساً أبدياً» عام 1976م بعد أن أخذ «الصنف» بتلافيف دماغه المناضل العظيم، كما أخذ بتلافيف دماغ «خَلَفِه»؛ فلم ينتبه لضرورة تغيير السلام الوطني التونسي «الشابِّي»؛ فظل يحرض «الجمهور» صباحَ مساءَ: «إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة/ فلا بد أن…