الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢
كل الأسئلة المشرعة في الأسبوع الجاري حول الميزانية العامة للدولة أسئلة صحية لمناخ اقتصادي زاهر رائع في بحر عالم مضطرب ومتقلب. وفي وسط الهاوية المالية التي تطل من جديد على هذا العالم برأس ثقيل فنحن على النقيض نحقق من الفائض المالي ما يزيد على ربع الإيرادات للعام المنصرم. ولكن: ما هي الأسباب التي تجبرنا على تحقيق هذا الفائض تقريباً بذات الأرقام للعام الثالث على التوالي وهل توجد لدينا مصلحة من تحقيقه؟ هل يعكس هذا الفائض الضخم حجماً إنتاجياً صناعياً، وبالتالي يذوب القلق لأسباب هذا الفائض؟ وجواب السؤال الأخير هو المدخل للسؤال الذي يسبقه. كل قصة الإيرادات المالية في الموازنة العامة تدور في الغالب حول الإنتاج النفطي وهذا ما يدعو إلى القلق لأن حجم الفائض لا يمثل قيمة إنتاجية لاقتصاد البدائل. وهنا سيكون السؤال: لماذا نضطر (الآن) لبيع ما يقارب ربع إنتاجنا من النفط على غير حاجتنا الملحة إليه؟ ما هي الأسباب التي تدفعنا إلى إنتاج عشرة ملايين برميل في اليوم…
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢
صارت وزارة العمل في العقدين الأخيرين معمل اختبار لفرز الناس وحجم الحس الوطني عندهم، بل صارت الوزارة مكينة تصفية للأنانية البشرية التي لا ترى مصالحها ولا تملك القدرة على استشراف المصالح الوطنية المستقبلية لكثير من القرارات الإدارية المناط بها تنظيم سوق العمل المحلي، وسعودة كثير من الوظائف، وإقرار سياسة الإحلال التدريجي وفق نظام نطاقات، سعياً إلى تقليص حجم العمالة الوافدة غير المدربة إلى جانب العمالة غير النظامية، مضافاً إلى ذلك تفشي التستر في كثير من قطاعات التجزئة وغيرها. والحقيقة أن كثيرا من رجال الأعمال المحليين يتصرفون من واقع ما ورد على لسان رجل الأعمال "قارون" في سورة القصص والذي قَال "إِنمَا أُوتيتُه علَى علمٍ عندي"، وذلك تبعاً للدلال الذي يتفيؤون شجرته، يقطفون ثمارالأرباح بأعلى النسب ويرفعون الأسعار عند كل شاردة وواردة، ولا يدفعون ضريبة لهذا الوفر، بل إن المواطن هو الذي يتحمل نيابة عنهم فروقات الرسوم التي – قد - تفرض عليهم. وبعيداً عن النفعية والأنانية التي يتميز بها رجال…
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢
كنتُ أتوقع أن أعود من البحرين بعد انتهاء أعمال القمة الخليجية بمعلومات جديدة من مصادر عدة، حول حقيقة رغبات وخشية دول الخليج في الانتقال من التعاون إلى «الاتحاد»، والاندماج في كيان واحد، أو حول سياسات دول الخليج لحلحلة المشكلات الداخلية، أو تقديم مبادرات سياسية، بشأن قضايا الإقليم الراهنة، إضافة إلى ماهية العلاقة المقبلة مع طهران، في ظل تزايد الشكوى من نظامها الحاكم. الحقيقة أنني عدت بـ «خُفي حنين»، لذا فضلتُ - بدلاً من اجترار وإعادة ما قيل من قَبْلُ - سرد بعض المشاهدات وما خلف الكواليس، وسأكتفي هنا بذكرها، من دون التعليق عليها: • غاب عن القمة أربعة من القادة (السعودي، الإماراتي، العماني والقطري) فيما حضر ملك البحرين وأمير الكويت. • الغالبية رأوا أن القمة عادية جداً، لكونها لم تناقش ترتيب الأولويات، لتمكين دول المجلس من تجاوز أزمات داخلية وتحديات خارجية متصاعدة. • على رغم وجود مشروع للاستراتيجية السكانية لدول المجلس، إلا أنه لم تتضح الصورة حول كيفية معالجة «الخلل…
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢
« … وأشار إلى أن الهيئة تعتمد على البلاغات التي ترد من المواطنين وما ينشر في وسائل الإعلام»! والمشير هو معالي رئيس «هيئة محاربة الفساد»/ محمد الشريف، في المحاضرة التي قدمها في خميسية «حمد الجاسر» في الرياض، وغطاها جيداً ـ«والله الشتا برد»ـ الزميل/ «فيصل البيشي»، ونشرتها «الشرق» يوم الجمعة الماضي! والخطورة في إشارة المشير هي أن الهيئة -حتى الآن- لم تزد على أن شغّلت المواطنين «دبابيس» لها؛ مكرسة ثقافة «التجسس والتحسس» التي تبدأ من «كتائيب كواكب التربية والتعليم» في «أولى/ مطبخ»، و«سادس/ بلكونة»؛ حيث مازالت إدارات المدارس تستعين بمجموعة من التلاميذ المتميزين بالشماغ «البرتقالي» في الثانوي، والسجادة «البرتقالية» في المتوسط، والمقلمة «البرتقالية» في الابتدائي؛ لإبلاغها بأية مخالفات «تربوية»، كتهريب السجائر من الطلاب، أو استخدام الجوال في الفصل من قبل معلمٍ كاد أن يكون رسولاً لـ… لـ«نزاهة» طبعاً! وأحدث ما تتجلى فيه ثقافة «الدبسنة» هو نظام «ساهر بن حافز»، وعلى عينك يا تاجر! أما إنشاء إدارة «نسائية» فالغريب أنه تأخر كل…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
ويقترب العام من نهايته ، ونتطلع للعام القادم ، بحب، بأمل وبسؤال يلازمنا كل عام ، من بقي لقلوبنا ممن سكنوها ، ومن هم الذين اختاروا الرحيل عنا؟ ولنكن على يقين ان من رحل عنا برغبته ودون تقصير منا لم يكن يستحق البقاء ، ولا يجيده وان القادم سيكون أجمل بقدر عطاء قلوبنا وصدقها وحسن نواياها . لذلك استقبلوا عامكم بأرواح تولد من جديد مع أول ثانية من بعد منتصف الليل ، وأكرموا كل جديد قادم في حياتكم من قلوب وأشياء وأماكن فكلها بإذن الله ويقينكم بحقكم فيها ستحمل لكم السعادة والطمأنينة للقادم بأنه سيكون أجمل لا محالة . ان الوعي بأن لكل منا حياته التي وهبها له الواحد الأحد ، وهو وحده كفيل به وبطريقة تعامله وسلوكه ، يجعلنا واضحين في التعامل مع قراراتنا وسلوكنا وأكثر احتراما لحياة الآخر وقراراته وخصوصية سلوكياته ما دامت لا تمس الغير بضرر . و هنا يتضح مدى حبنا لذاتنا والذي تنبع منه كل…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
قد يبدو العنوان جدلياً، لكن بعض المعلومات التي تكشف تدريجياً عن عملية تصفية القائد السابق للتنظيم الإجرامي المعروف باسم القاعدة، أسامة بن لادن تتحدث عن مؤشرات، بل سيناريو يظهر أن بن لادن لم يقتل من قبل القوات الأمريكية الخاصة، وإنما يرجح أن يكون قتل نفسه - انتحر- خوفاً من القبض عليه، فقد نقلت وسائل الإعلام الأمريكية أن مارك أوين، وهو اسم مستعار لصاحب كتاب “بوم عسير”، حيث تقول تسريبات أن “مات بيسونيت” الذي كان عنصراً في وحدة قوات العمليات الخاصة وشارك في التصفية هو مؤلف الكتاب الذي يروي قصة نهاية أسامة بن لادن. ويقول المؤلف: “إن زعيم تنظيم القاعدة كان ميتاً عندما دخل فريق العمليات الخاصة في غرفته”. وأن أفراد القوات الخاصة “سمعوا عندما صعدوا سلم منزل الإرهابي، طلقات خافتة للأعيرة النارية، وبعد أن دخلوا الغرفة شاهدوا امرأة تبكي فوق جثمان يواجه تشنجات، وكان دماغ الإرهابي مصاباً بالرصاص”. ويضيف أن أحد زملائه أطلق النار في صدر أسامة بن لادن، ثم…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
قبل أسبوعين، كان الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، قد دعا إلى حوار يجمع بين قيادات «الجماعة» من ناحية، وقادة سائر القوى السياسية من ناحية أخرى، لعل الأطراف جميعها تصل إلى اتفاق، أو توافق على الأقل، حول الوضع السياسي المتأزم في البلاد بوجه عام. يومها، قال الدكتور محمد أبو الغار، الطبيب الشهير، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي، والذي يمثل في الوقت نفسه، أحد قادة «جبهة الإنقاذ» التي تشكلت مؤخرا، إنهم في «الجبهة» مستعدون للاستجابة لدعوة المرشد لأنه صاحب القرار الحقيقي في البلد، وليس الدكتور مرسي، وإن الاستجابة مشروطة بتحقيق أشياء محددة على المستوى السياسي، كان من بينها - مثلا - تأجيل الاستفتاء على الدستور في مرحلته الثانية التي جرت السبت قبل الماضي. طبعا.. لم يكن من المتوقع أن يستجيب الدكتور بديع، لهذا الشرط الخاص بالاستفتاء، ولا لغيره، ولذلك، فالدعوة جرى إطلاقها في الهواء، كأنها رصاصة طائشة، مصوبة إلى غير هدف، كما أن الحوار الذي كان مزمعا، لم يتم بالتالي!…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
لا بد من فهم خطورة المعلومات التي تتحدث عن القبض على شبكة إرهابية في الإمارات من سعوديين وإماراتيين كانت تهدف إلى القيام بأعمال إرهابية في الإمارات والسعودية. وجاء في البيان الرسمي أنه قد تم التمكن من فضح هذه الخلية الإرهابية من خلال جهود وتنسيق أمني إماراتي وسعودي مشترك. وهنا لا بد أن نتوقف أمام زيادة وتيرة محاولات اختراق دولة الإمارات مؤخرا بشبكات إرهابية متطرفة مدعومة وممولة من الخارج. وعُلم من المعلومات المتسربة حول هذه الخلايا أنها تنتمي إلى تنظيم يسمي نفسه «جبهة الإصلاح»، وهو جماعة قريبة من فكر جماعة الإخوان المسلمين ومبادئها. وبنظرة متأنية إلى دولة الإمارات سوف يكتشف المراقب المحايد أننا نتحدث عن دولة اتحاد قامت لسنوات طويلة بأداء خططها في التنمية المستدامة في ظل استقرار وتوافق بين كل الإمارات المتحدة التي أسسها وقادها الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، رحمه الله. وتمتلك الإمارات أكبر صندوق سيادي استثماري في المنطقة، وهي محط اهتمام كل القوى العالمية، لموقعها الجغرافي ودورها…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
تشدني تغريدات الشيخ عادل الكلباني عبر "تويتر" فهو في الغالب يكتب مفيدا ويضيف جديدا، وله تعليقات ومداخلات لافتة وسابقة، تستحق التوقف عندها والتأمل فيها، وسبق لي أن التقيت الشيخ، ولا أذكر على المستوى الشخصي أنني وجدت أحدا ممن أعرف لديه قدرة على استحضار الآيات القرآنية استشهادا وإثباتا ومقارنة مثلما يفعل الشيخ الكلباني، وهو يتحدث إليك حتى أنك لتشعر أحيانا وكأنك لأول مرة تسمع هذه الآية، أو تفهم معناها. وفي حواراته التلفزيونية والصحفية اعتاد الشيخ أن يطرح ما يستدعي الالتفات ويحدث تداعيات، كونه في ظني بات يقول دون وجل ما يؤمن به وما يعتقده، وإن كسب جراء منهجه هذا أعداء أو خسر أتباعا ممن لا يعشقون هذا المنهج، وحتما يبقى الشيخ عادل كغيره من الناس يؤخذ منه ويرد. هذا الكلام قلته لصديق سألني قبل يومين عن الشيخ عادل وعن وجهة نظري فيما حدث بينه وبين الشيخ محمد العريفي، ومن فاز منهما بعد تغريدة الشيخ الكلباني التي انتقد فيها ضمنيا حملة الشيخ…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
هل هناك إمكان لحل سياسي يؤمن مخرجاً للأزمة في سورية؟ أخبار الأيام الأخيرة تفيد بتوافر معطيات هذا الحل. بعد زيارته إلى دمشق الأسبوع الماضي، واجتماعه مع الرئيس بشار الأسد، وفريق هيئة التنسيق الوطنية (معارضة الداخل)، قال المندوب العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي إن الحل يتطلب تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، ويقال إن زيارته إلى روسيا (أمس) هي لنقل موقف كل من الحكومة السورية ومعارضة الداخل من هذا المقترح. قبل مغادرة الإبراهيمي دمشق ذهب نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، إلى موسكو. من جانبها دعت الحكومة الروسية قيادة هيئة الائتلاف الوطني (معارضة الخارج) إلى موسكو للتفاوض حول الفكرة نفسها. أبرز ما قيل عن نتائج هذه التحركات هو تصريح حسن عبدالعظيم، منسق هيئة التنسيق الوطنية السورية، لصحيفة «الحياة» الخميس الماضي «أن الإبراهيمي يحمل إلى الجانبين الأميركي والروسي... موافقة النظام السوري على نقاط أربع تبدأ بوقف العنف، وإطلاق المعتقلين والأسرى، وتأمين أعمال الإغاثة، ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، تنهي الوضع القائم، وتصدر…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
هذه أعياد الميزانيات التي تعني أصفارها الكثير للجميع، فالحكومة هي الأم، المسؤولة عن رعايتهم، والموظف الرئيسي للمواطنين. الميزانية بذاتها ليست إلا مشروع أمنيات عمل للسنة المقبلة غير مضمون، يتم تخطيطها بناء على مداخيل مبيعات النفط المأمولة.. فدول الخليج هي هبة النفط، وحتى مداخيلها الأخرى أيضا مصدرها النفط بصورة غير مباشرة، سواء مبيعات منتجات بتروكيماوية من أسمدة وبلاستيك أو رسوم العمالة والخدمات. لهذا دعا الملك عبد الله أن يطيل الله عمر البترول على المملكة العربية السعودية، لأنه مصدر دخلها الأساسي.. فإنتاج النفط في أسبوع في السعودية تقريبا يوازي مداخيل دولة مثل الأردن الذي تبيع حكومته القليل من الفوسفات وتقوم على تأهيل مواطنيها حتى يعملوا مدرسين ومهندسين في الخارج ويعودوا على خزينة بلدهم بالمال. والحال يكون أفضل عندما تنتج نفطا وغازا هائلا وعدد مواطنيك لا يصل إلى ثلاثمائة ألف، كما هو الحال في قطر، التي ربما تبيع في يوم أعظم مما تحققه البحرين في سنة، وهذه سنّة الحياة، فالبحرين كانت في يوم…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
جذب نظري كثيراً المؤتمر الصحافي الذي عقدته الجماعة الإسلامية المسلحة، أو سمها «السلفية الجهادية» أو ماشئت من الأسماء، حيث كان لون «البراندينج» الخاص بالمؤتمر هو اللون البمبي (الوردي)، وكان يظهر بوضوح في كل شيء وخلف قيادات الجماعة الشهيرين الذين دوخوا العالم في فترة ما.. الصورة استوقفتني بشدة.. بمبي مرة وحدة! يا خسارة الدورات التدريبية في أنغوشيا ومعسكرات الإعداد في بيشاور ودورات التخرج في تورا بورا! كل شيء تغير في هذا الزمن حتى الإرهاب لم يعد هو الإرهاب! حتى الإرهاب نفسه أصبح «مائعاً» وماسخاً وبلا طعم مثل أي شيء آخر في هذه الحياة البلاستيكية المملة.. أين أولئك الإرهابيون من الجيل القديم الذين كان يملأ أحدهم الشاشة وخلفه كلاشنكوف «معشق»، وهو يهدد دولاً تملك (حق العضوية الكامل) في الأمم المتحدة، أي أنهم بشر «ونصف» وليسوا بشراً «إلا ربع»، ورغم ذلك كنت ترى ذلك الإرهابي يقف ليعلن أن عليهم «الجنوح» إلى السلم وإلا.. وسوف.. وويل.. اليوم يرتدي الإرهابيون اللون الوردي ولا يرددون سوى…