آراء

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

المثقف (التابلويد)

الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢

اخترعت بريطانيا في سبعينيات القرن الماضي فكرة صحافة (التابلويد) لكسر رصانة السائد. لتسلية (الأتباع) من رتابة الطقس، ولقتل الملل لدى القراء من زحام المواصلات العامة. أشهر علامات (التابلويد) الإنجليزية اليوم هي الصفحة الثالثة من صحيفة (الصن) التي يصطف عليها (الأتباع) صباح كل أحد لمعرفة عناوين وصور الإثارة، لقراءة اللغة الرخيصة ومشاهدة الصور الفضائحية. وعلى هذه المقاربة والمقارنة، لا يوجد لدينا صفحة ثالثة وأسبوعية من صحيفة (الصن). لدينا (تغريدات) الإثارة على هذا الجنون (التويتري) الذي حوله بعض هواة الإثارة إلى صفحة ثالثة من (الصن)، فمن هم هؤلاء بالأوصاف والسيمياء؟ هو (المثقف التابلويد) الذي يتحول إلى نسخة من برامج ما يطلبه الجمهور كي يشعر بالزهو حين يتحول نهاية المساء بتغريدته إلى (هاشتاق) في أقصى يسار الصفحة التويترية. هو المثقف الذي يعتقد أن ذروة سنام الليبرالية أن تحاكم (نصا) قرآنيا مقدسا بأن تجتزئ نصف آية من آيات الاختلاف على تغريدة تويترية. هو المثقف الذي يعتقد أن ذروة الليبرالية هي أن تدغدغ الأتباع بتغريدة…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

المتنبي والطغاة.. وأبواب حلب

الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢

فيما ترسل الدول التي تحترم مواطنيها طائرات الإخلاء الطبي لإنقاذ وعلاج من يصابون منهم بأي أذى، يرسل النظام السوري طائراته المقاتلة لقتل مواطنيه وتدمير مساكنهم. وفيما تهتم الدول بتراثها وآثارها وتاريخها، يقوم النظام السوري بتدمير الآثار، ويريد إعادة كتابة التاريخ حسب هواه، معتقدا أن زمن هيمنة "البعث" لم يتغير، وأنه يستطيع الاستمرار بتزوير تاريخ بلد عريق، ليجعل من الطغاة أبطالا، ومن المخلصين لوطنهم خونة.. لكن إرادة الشعب تظل أقوى. * * * كثيرة هي المواقع الأثرية التي طالتها قذائف النظام في مختلف المدن، وأذكر منها أسواق حلب القديمة، وجامعها الأموي، وقلعتها التي كانت شاهدا على الفتح الإسلامي ذات يوم، ولا أعرف إن بقي من منزل المتنبي شيء بعد إحراق جنود النظام السوري منذ ثلاثة أشهر لسوق المدينة التاريخي، الذي كان يشتري المتنبي أغراضه منه، وهو يبعد عن بيته حوالي 500 متر، بحسب دراسة للباحث محمد قجة. لكن المؤكد أن قصائد المتنبي صمدت أحد عشر قرنا، بينما الطغاة لن يصمدوا، والمؤكد…

يزيد بن محمد
يزيد بن محمد
كاتب سعودي

الإمارات تحت قصف “الجماعة”.. لماذا؟

الأربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢

تكون الأفكار المثالية براقة لمتابعيها، آسرة لتابعيها، خصوصا إذا كانت في صفوف المعارضة.. تدمج الفكرة مع آهات التعذيب في السجون وآثار القمع، فتكتسب هالة القدسية. وإذا حدثت المعجزة وتولى المعارضون من أتباع الأفكار المضطهدة، حكموا بعقلية السجين، الذي دفع حريته ثمن فكره، وسيطروا باستراتيجية آخر فرصة. وفي البلدان المضطربة والدول الهشة التي تديرها مجتمعات الحشود يعرف معارضو الأمس، مؤيدو اليوم، أن النزول عن الكرسي سيكون كارثيا للفكرة وأتباعها. من الكراسي إلى السجون.. ولأنهم رسموا الأحلام حول مشاريعهم، ووعدوا بانقلاب الحال في دولهم حتى يصلوا إلى الكرسي، وقعوا في فخ عظيم، وهو تجاهلهم لتوقعات الجماهير بعد الثورات، وانتظارهم تغير الحال بسرعة، والتي تخضع لنظرية التوقعات المتزايدة. صدموا بتغير مشاعر الناس عليهم فبحثوا عن مخرج الفاشلين.. مؤامرة.. جماعة لا تعرف غير المؤامرات.. لثمانية عقود ترجع فشلها إلى مؤامرة.. تلفت مفكرو الجماعة ليصدروا فشلهم فلم يقدروا أن ينسبوه إلى أميركا، فهي حليفهم، ولا إسرائيل فهم ملتزمون بأمنها.. بحثوا في كل أعداء الماضي (الوهميين)…

هالة القحطاني
هالة القحطاني
كاتبة سعودية

خزانة الذكريات المؤلمة

الأربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢

هبطَتْ إلى الدور الأرضي ملبية لندائه مسرعة، فلمحت صورتها في مرآة الممر بوضوح في ضوء النهار، فامتقع لونها وزمت شفتيها منزعجة وبدا عليها القلق وهي تبحث عن أي شيء يعطلها قليلاً، رفع رأسه باتجاهها «ماذا يؤخرك لنبدأ باللعب؟» وانهمك بتوزيع الأوراق على الطاولة العريضة التي كانت أمامه، أشار إليها بيده «هيا أسرعي.. سأثأر منك اليوم» فقالت: سأُحضر بعض القهوة وسأعود في الحال، فوقفت أمام مرآة الممر التي لم تشعر بقيمتها مثل هذه اللحظة التي أنقذتها فيها، ففكت مشبك شعرها وأسدلت بعض الخصلات لتخفي بعض الخطوط الخفيفة التي رأتها على جبينها، ثم حملت قدحين من القهوة وعادت تجلس في الجهة المعاكسة لضوء النافذة لكي لا يسقط بشكل مباشر على وجهها ويكشف أسوأ ما يرتكبه الزمن بحق المرأة حين يعبث بالجزء الخاص بجمال وجهها، فغيرت بخفة وضعية الورق ورفعت رأسها مبتسمة باتجاهه وقالت «هذه الجهة أفضل» فبدأ اللعب مُتحمساً، يسحب ورقة ويضع أخرى، وما هي إلا لحظات حتى عاد التوتر ينتابها من…

محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

الإسلاميون وثمن الوصول إلى السلطة

الأربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢

تشعر جماعات الإسلام السياسي في العالم العربي هذه الأيام أنها محاربة وأن جميع القوى السياسية تقف ضدها وبشكل أكبر وواضح من أي وقت مضى وعلى رأسها جماعة «الإخوان» التي تقاتل بكل ما تملك من أجل الوصول إلى السلطة، فهي تريد أن تنال جائزة صبرها لسنوات طويلة من أجل هذا اليوم. وصار من الواضح للجميع أنها في معركتها للوصول إلى السلطة وممارسة الحكم تتنازل عن الكثير مما كانت تعتبره مبادئ تتغنى بها طوال تاريخ سعيها من أجل الكرسي، والغريب في هذه الجماعة أنها لا تخجل وهي تبيع علناً كل ما لديها من شعارات وذلك من أجل السلطة التي كانت تدعي قبل هذه الأيام أنها لا تسعى إليها ولا تطمع فيها بل هي زاهدة فيها. وكي تكون هذه الجماعات شريكاً في الحكم وإدارة الدول فإنها بحاجة لأن تقرأ التاريخ السياسي أكثر وتحتاج أن تعيد صياغة نفسها سياسياً، فإصرارها على العمل بهذه السطحية السياسية ومن أجل هدف واحد وهو الوصول إلى الحكم وبعد…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

رفع الستار

الأربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢

كانت احتفالية منظمة اليونسكو، الأسبوع الماضي، باليوم العالمي للغة العربية (18 كانون الاول / ديسمبر) مثار إعجاب الضيوف وغبطة المنظمين (أعضاء المجموعة العربية). عدد الفعاليات ونوعيتها وعدد الحضور ونوعيتهم، كل ذلك صبّ في وعاء النجاح لإنهاض هذا اليوم العالمي المولود حديثاً. لم يقتصر الاحتفاء بيوم العربية على محضن المبادرة «اليونسكو»، بل تجاوزه كما كنا نأمل وكما ينبغي، إلى بعض الدول العربية التي تفاعلت مع المناسبة، لا كما يليق بها بل كما يليق بالوقت الضيق المتاح. بأمل أن تكون احتفالية الأعوام القادمة بإذن الله أكثر تنوعاً وانتشاراً وجدوى. هناك دول عربية لم تحفل بالاحتفالية البتة، ولم تلقِ لها أي اهتمام أو اعتبار، وسنعذّر لهذه الدول بأن الوقت القصير المتاح بين تاريخ القرار وتاريخ الاحتفالية كان هو الحائل الوحيد عن المشاركة لهذا العام. في هذا الصدد، يجب في المقابل أن نشكر دولاً ومؤسسات ثقافية وإعلامية عربية شاركت مع اليونسكو في الاحتفالية وأسهمت بقوة في إنجاح يوم العرب. والشكر مضاعف بالطبع لهيئات ومؤسسات…

حسن نصر الله يخطب من صعدة!

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢

كل الشواهد تقول إن إيران هي أقوى فك على ساحل الخليج العربي، وإنها تسعى للهيمنة على الخليجيين منذ ثلاثين سنة، لكن هذا الفك دون أسنان لحسن الحظ، ولذلك تشتغل على من حولها بطريقة البلع الآمن والمريح، وتحاول إحداث مزيد من الخلخلة في الصف الواحد، وأخذ الخليجيين فرادى إلى ساحة اللعبة الطائفية التي تجيدها تماماً، ومن ثم تتهم بها الآخرين حينما يشتكون مما تُحدثه في بلادهم من خراب. قبل ثورة سوريا نجحت إيران في تحصين نفسها إعلامياً في كل بلاد الشام ضد كل من يكشف اللعبة ويومئ ولو من بعيد إلى قذارة اللاعبين، ولذلك رأينا مثقفين عرباً/ تجار شنطة وهم يدافعون عنها كما يدافعون عن أوطانهم، ويتهمون كل من يتحدث عنها بسوء بأنه طائفي بغيض وعميل لليهود والأمريكان. بعد رحيل شيطان سوريا ستختلف اللعبة تماماً وستنتقل إيران من سياسة البلع الهادئ إلى المواجهة بالأسنان الحادة، وربما تشاهدون حسن نصر الله وهو يهدد إسرائيل من صعدة، ويدعي أن صواريخه ستصل من هناك…

حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

حياء الرجال.. فاستحوا!

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢

لماذا ارتبط الحياء كثيرا في ثقافتنا بالمرأة دون الرجل؟! يحاول المجتمع أن يجرد الرجال منها لاعتبارها عيبا فيهم، من منطق التشبه بالنساء! وإن كانت هذه القيمة تُمارسها المنابر الدينية والمدارس على مستوى نظري، فإنها لا تنزل بها منزلة التطبيق المؤثر، فمذ كنا صغارا وحتى الآن، نسمع بـ"الحياء شعبة من شعب الإيمان"، وقد يستمع أب وطفله في خطبة الجمعة إلى ذلك الحديث فيوصيه به، وما إن يخرجوا إلى الشارع حتى يلومه إذا ما شعر بالاستحياء في الرد على مزحة جار كبير استنقصته؛ فيقول "ليه ما رديت عليه، هو أنت بنت تستحي؟!"، وينسى الحياء في فرض الاحترام للكبير، ودفع السيئة بالحسنة! ويدفعه إلى الجرأة التي لا تستحي من الآخرين ليكون رجلا قويا! فلا نستغرب بعدها أن يسب ـ وهو شاب ـ رجلا مسنا في الشارع اعترض سيارته بالخطأ! مجرد مثال. أتساءل: لماذا باتت حدود الحياء في عقول الكثيرين وتصرفاتهم ضيقة، وأكثرهم بات لا يشعر به؟ تجدهم يُطالبون المرأة بأن تستحي لدرجة إلغاء…

فضيلة الجفال
فضيلة الجفال
كاتبة سعودية

لماذا يبتسم الرئيس؟

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢

الأفكار السيئة هي كالنفايات في رؤوسنا، نعيد تدويرها فتسممنا. نعيش حالات التوتر في حياتنا بين العمل والبيت، وبين محيط أبعد قليلا بكيلومترات عن محيطنا كالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تنقلها إلينا نشرات الأخبار وغيرها. الوضع الذي يمر به العالم العربي سياسيا ليس صحياً دون أدنى شك. وهذا يضيف كمًّا إضافياً لمؤثرات التوتر في محيطنا، وعلى أنفسنا، ومن حولنا. بعيداً عن الأجواء السياسية، وقريباً من محيطنا الأصغر. قرأت مؤخراً تقريراً ملفتاً في صحيفة «وول ستريت جورنال»، حرضني على مشاركتكم بعضاً مما تضمنه، خصوصاً لأولئك في محيط العمل، وبالأخص ذوي المناصب القيادية التنفيذية، ليبتسموا! ليس من شك في أن القياديين الكبار لديهم مسؤوليات جمة وحرجة في آن معاً. لكن العجيب أنهم ربما لا يعانون من التوتر الذي يعانيه من هم أقل رتبة. هذا ما يحاول تقرير بحثي مشترك لمجموعة من الجامعات المرموقة أن يثبته. وهذه الجامعات المشاركة في البحث هي: جامعة هارفارد، وجامعة كاليفورنيا، وجامعة سان دييجو، وجامعة ستانفورد. أجري هذا البحث…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

والله يستر!

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢

لدينا كما لدى أي أسرة ذلك الشاب الوغد الذي يمشي الهوينا بين مرحلتين من حياته، فيختلف أسلوب التعاطي معه، فبعض بنات عمه يتحجبن منه، لأنه أصبح رجلاً، وبدأ ذلك الخط الخفيف يظهر بوضوح أعلى شفتيه، والأخريات من بنات العم حسنات النية، يؤمنَ بأن البريء يبقى بريئاً حتى لو تمت إدانته. يسبب الأطفال في هذا العمر إرباكاً عاماً، فلا تعرف هل تلتحق به في الصلاة لأنه «أصبح رجلاً»، أو تزحلقه بعبارة «أنا مصلٍ»، لأنك تشك في صحة الصلاة خلفه؟ هل يمكنك أخذه معك ليسمع ويرى «سوالف الشباب»، أم أنت بذلك تنتهك «براءته» المفترضة؟! ما علينا، المهم أنني أعالج هذا الإرباك بتجاهلهم، أنا أكره الأطفال الذكور عموماً، فكيف إذا كانوا في هذه السن الكريهة، حيث الرغبة الطفولية السخيفة في إثبات الرجولة؟! ألا يكفينا الأطفال الكبار الذين يحاولون إثبات رجولاتهم في بطولات وهمية طوال فترات البث؟! «عمي ممكن مشوار على شارع إلكترا؟! وصلني وأنا برجع فالتكسي!»، إحلف يا روح أمك! شارع إلكترا لايزال…

عبدالعزيز الدُخيّل
عبدالعزيز الدُخيّل
كاتب سعودي و إقتصادي معروف

المرأة في مجتمعها السعودي

الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢

من أين أبدأ عن المرأة في مجتمعها السعودي، من التاريخ أبدأ، من الدين أبدأ، من التراث أبدأ، من الواقع.. من الحاضر أبدأ، من أين أبدأ؟ عوامل كثيرة تتفاعل وتتصارع مكونة هذا الموقف الجمعي السعودي من المرأة الذي نعيشه اليوم لا يتسع المقام والمقال لذكرها، لكنني سوف أكتفي بثلاثة عوامل رئيسة أرى أنها القاعدة التي تقف عليها كل الشروط الحاكمة لسلوك الإنسان السعودي رجلاً وامرأة، ألا وهي: أولاً: الشرط الديني ثانياً: الشرط الاجتماعي ثالثاً: المصلحة العامة للأمة أولاً الشرط الديني: وسوف أنزله منزلتين: (أ) المنزلة القدسية و(ب) المنزلة الفقهية. أ- المنزلة القدسية: المنزلة القدسية هي تلك المنزلة التي لا تخضع للمنطق البشري قبولاً ورفضاً أخذاً ورداً، وهذه المنزلة الحاكمة لسلوك الإنسان رجلاً وامرأة في أمور دينه ودنياه هي فقط للقرآن الكريم والحديث الثابت المتواتر عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- المتسق والشارح والمبين للنص القرآني. ماعدا ذلك من فقه وحديث وتفسير وتأويل، إن هو إلا قول علماء أجلاء، يؤخذ منهم…

كيس المباحث!

الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢

لا أدري متى بدأت هذه الأسطورة الشعبية المتداولة؛ التي تقول إن رجال المباحث يحملون أكياساً يضعون فيها كل من يتحدث عن الحكومة بسوء، وأن صاحب الحظ العاثر الذي يتم وضعه في هذا الكيس الخُرافي لا يعود إلى أهله إلا بعاهات مستديمة، وقد لا يعود في بعض الحالات إلا ميتاً؟ المهم أن الأطفال كانوا يسمعونها دائماً من الكبار قبل النوم وعند الذهاب إلى المدرسة، وكذلك عندما يصرخ أي أحد بالشكوى من تصرفات الحكومات والحكام، وهي من نفس المدرسة الشهيرة التي تؤكد باستمرار أن الجدران العربية لها آذان لا تشيخ. المؤلم أن أسطورة الكيس هذه ومثيلاتها تختصر مأساة الإنسان العربي مع القمع والإذلال والرقابة الغبية بشكل عام؛ أما الكيس فربما كان مجرد رمز مخيف لكل من يفكر بالخروج عن الجادة ولو بكلمة لا يُلقي لها بالاً. طبعاً نحن لا نعرف -كأجيال جديدة- ما هي مواصفات تلك الأكياس ولا حجمها ولا درجة تهويتها؟! وحينما نقرأ عنها اليوم فنحن لا نستطيع تصور الكيفية التي…