السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
“الزمن هو الذي يحكم.. الزمن هو المقامر الآخر قبالتنا..على الجانب الآخر من الطاولة.. وفي يده كل أوراق اللعب وعلينا نحن أن نحزر الأوراق الرابحة في هذه الحياة” جوزيه ساراماغو سألني صديق عزيز يوما: هل قرأت “رواية العمى” لجوزيه سراماغو فأجبته بالنفي وصديقي من النوع الذي يتلذذ بكلمة “لا” ليمطرك بعدها بسيل من المعلومات عن الذي لم تعرفه! خسرت! وأنا الذي كنت أعتقد أنني لا أهزم عندما يأتي الحديث عن القراءة ومما أغاظني كثيرا جملته بعدها “غريبة كيف لم تقرأها “ وضعتها في قائمة كتبي وعندما حان وقتها وأنا بين الصفحات كأن أصابني العمى مثل أبطال القصة. وبعيدا عن هذه الرواية الإنسانية الباذخة والترجمة الجميلة، تساءلت لماذا كتب هذه الرواية ؟ ولماذا نحن نكتب؟ يقول واسيني الأعرج “نعم نكتب لأننا نريدُ من الجرح ان يظل حياً ومفتوحا. نكتبُ لأن الكائن الذي نحب ترك العتبة وخرج ونحن لم نقل له بعد ما كنّا نشتهي قوله . نكتبُ بكل بساطه لأننا لا نعرفُ…
محمد خميسمحمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
" بما ان اشباع الجوع هي غريزة اساسية لأجل البقاء، اذاً والدك اشبع جوعه ليعيش، ويتمكن من إثبات ذاته، وسيلته كانت الطعام وغايته هو تحقيق أهدافه، ولم يكن العكس، الوسيلة هنا مشروعة والغاية نبيلة، فعليك ان تفخري به" كانت تلك الكلمات موجهة للطفلة الصغيرة، المحتارة، بين ما تراه وتستوعبه بعقلها الصغير، وبين ما قيل لها كحقيقة قد تفهمها في يومٍ ما،عندما تكبر. وقفت اليتيمة، تقرأ امام زميلاتها في اسبوعها الأول في المدرسة، " أحداث الصيف" وقالت فيما قالت:أبي كان رجلاً محباً ومعطاءً، وكان رجلاً حكيماً، يكثر من نصحي، لأتعرف من خلاله على الحياة فأتجنب الوقوع في الخطأ. كان دائماً ما يردد على مسامعي " أن الإنسان يأكل ليعيش، ولا يعيش ليأكل" ثم يتبع حكمته " على الإنسان ان يعيش من اجل تحقيق ذاته " وكنت أسئله عن كيفية تحقيق الذات، ليشرح لي ان يصبح الإنسان عضواً فعالاً في المجتمع ويسعى الى المساهمة الإيجابية في بناءه، وكنت انظر اليه فارغة فاهي…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
في مقاله اليومي وتحت عنوان (ميزانية "وزارة المالية": "السرِّية" وصمت الوزراء)، كتب الزميل قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الشرق يوم الثلاثاء الماضي عن وزارة المالية وكيف أنها غامضة وأن الكل من المتخصصين والإعلاميين والمهتمين لم يتمكنوا من فك رموز هذه الميزانية ومما قال: "..لكن الأمر المدهش الذي علمته أن جميع الوزراء والمسؤولين في الدولة كلها – باستثناء وزير المالية ووزارته – لا يعلمون شيئاً عن الميزانية حتى لحظة كتابة هذا المقال، وأنهم قرؤوها أو سمعوها مثلنا". وفي جزئية ثانية من المقالة يقول: "فهل من المعقول عدم وجود آلية دقيقة وشفافة بحيث تعرف كل وزارة، بل كل إدارة في المملكة مخصصاتها من الميزانية قبل إعلانها للناس؟! هذا أمر لا يصدق، فالميزانية ليست سرّاً خطيراً، وأظن أنه من حق كل إدارة – ناهيك عن الوزارة- مهما صغرت أن تعرف ميزانيتها قبل أن تعلن الميزانية العامة للدولة أمام الناس". ثم أضاف قائلا: ".. في موضوع إيضاح الميزانية وتفاصيلها يجب ألا نلوم الوزراء والمسؤولين…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
صرخت البنت الكبرى بصوتها العالي وهي تقف في منتصف درج المنزل قائلة: - بابا بابا.. جاء إعلان الميزانية! نزل الأب ومعه الزوجة وبقية أفراد الأسرة المكونة من ولدين وثلاث بنات.. تسمروا أمام التلفاز وهم يبتسمون لبعضهم البعض والآخر يفرك يده بالأخرى وسط تمتمات ما بين (يا رب ويا كريم ويا رزاق) لتقطع الابنة الكبرى التمتمات وهي تعدّل نظارتها المنكسر طرفها قائلة: - يا رب اجعل الميزانية تزود راتب أبوي ويسدد فواتير الكهرباء والماء في وقتها. يقاطعها شقيقها وهو يومئ بشماغه المتهالك طرفة الأيمن قائلاً: - وشو فواتير.. يا رب اجعل الميزانية تجيب لي وظيفة وزوجة. تتدخل الفتاة الصغرى وعيناها على «لزقة» جروح في طرف إصبعها: - أي وظيفة.. يا رب خل الميزانية تجيب لنا مستشفيات متطورة وآكل زي الناس. تتنحنح الأم ثم تقول: - خلوكم من الخرابيط.. ادعوا أن الميزانية تجيب لنا أرض وبيت مُلك. أشار الأب بيده بالصمت والتركيز على النشرة ولم يُسمع منه أي تعليق سوى عبارة خرجت…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
اعترفت وزارة التربية والتعليم بوجود الخطأ في شعارها الذي صححه «أحد» الطلاب ووعدت بتصحيحه وتكريم الطالب المذكور مع أن مؤسسة تربوية تخطئ في شعارها الرئيس لابد أن تكثر أخطاؤها في تفاصيل كثيرة. منذ نشر القصة في «الشرق» إلى لحظة اعتراف الوزارة ظل الطالب مجهولاً رغم أنه البطل الذي يجب الاحتفاء به، وعلى «موهبة» أن تحتضنه وإن كان للوزارة فضل فهو أن أخطاءها تكشف المواهب الطلابية بعيداً عن خططها التربوية المتدرجة. هذا الطالب ليس الأول ولن يكون الأخير لأن الأخطاء متكررة وكثيرة لدرجة أن الطلاب أنفسهم يكتشفونها بسهولة وإن كان الفرق في أن الطالب السري حتى الآن كان نابهاً نحوياً بما يفوق منهجه وواضعه بمراحل. يعترف المتحدث الرسمي للوزارة بوجود الخطأ لكنه كبقية المسؤولين يرى أنه لايمس الهوية ولايجرحها، ويعترف أيضاً أن شركة ما هي التي نفذته دون أي مراقبة أو تصحيح من الوزارة المعنية بالتربية والتعليم. التربية هي مجموعة تفاصيل وليست شعارات ضخمة وبراقة وإن كانت الوزارة تتراخى في التحقق…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
ماذا لو أقرَّ الزعيم الخالد الأوحد/ «عبدالناصر» الدستورَ الذي أعدَّه -بأمره هو شخصياً- خمسون «تكنوقراطاً»/ أي «مهندس إدارة» من «نخبة» أبناء مصر الولاَّدة؟ لكن السلطة أسكرته -ونشوتها أشد من نشوة «أم الكبائر»؛ كما يقول «عمر بن الخطاب»- فسلم موهبته الخطابية لرغبة «الجماهير» النشوى بحشيش الشعارات، ومخدرات «الهياط» العرباني المتخمرة تحت عمامة السيد/ «حسن نصر الله» -مثلاً مثلاً مثلاً يعني- منذ «حرب تموز 2006»؛ حين حذَّر منه قلة نادرة من «المُبصَّرين»، في مقدمتهم «قينان الزمان الغامدي» -الكاتب في «الوطن» آنذاك- فوضع رأسه تحت مقصلة «الجمهور» غير عابئ «بالكليشات» العربانية القومجية، التي تبادر إلى اتهام من يحاول «عكننة» مزاجها بالعمالة، والخيانة، والانبطاحية، و… «تحيا الأمة العربية»! ماذا لو لم ينتحر «الحبيب بورقيبة» بإعلان نفسه «رئيساً أبدياً» عام 1976م بعد أن أخذ «الصنف» بتلافيف دماغه المناضل العظيم، كما أخذ بتلافيف دماغ «خَلَفِه»؛ فلم ينتبه لضرورة تغيير السلام الوطني التونسي «الشابِّي»؛ فظل يحرض «الجمهور» صباحَ مساءَ: «إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة/ فلا بد أن…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
كان الهدف الأول من الدساتير والقوانين الأساسية في المشرق منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر: الحد من الاستبداد وقدرة الحاكم على التصرف في الإدارة والمال من دون رقابة أو مسؤولية؛ إذ بسبب الإنفاق غير المنضبط بأي قيد رزحت الدولة العثمانية وأقطارها تحت أعباء مديونيات هائلة للحكومات والمؤسسات المالية الأوروبية. وقد أفضى ذلك إلى احتلال مصر وأقطار أخرى، وإلى تقييد قدرة السلطان العثماني على التصرف؛ ولذا فإن القنصل البريطاني Cunning يزعم أن الإقبال على المطالبة بالدساتير من جانب نخب الدولة، تقدم فيها اعتبار صون المال العام على اعتبار تمثيل الإرادة الشعبية. والذي أراه أنه ما كان هناك داع لهذه الفذلكة؛ لأن حق الرقابة على صرف المال العام، لا أساس له غير التمثيل للإرادة الشعبية. وقد كان الإصلاحيون الدستوريون يتداولون المقولة البريطانية: «لا ضرائب من دون تمثيل». من أين أتت فكرة التمثيل أو حق الرقابة على إنفاق المال العام؟ الطهطاوي وخير الدين التونسي وعلي مبارك، كل هؤلاء يقولون إنها أتت من…
الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٣
وأخيراً، وصلت جامعة الملك سعود، وأوفت بوعدها الذي قطعته قبل أربع سنوات، بأنها ستقتحم نادي المئتين في تصنيف "كيو.إس" للجامعات بالتحديد، وهو التصنيف المعتمد على معياري: "المحتوى والجودة". وبالطبع، مر شهران على صدور تصنيف العام الجديد، ولم نسمع ردة فعل كالعادة، ولم ينبس بشر بابن شفة، ولم يكتب أحد ربع مقال في تقريع وتهميش استحقاق هذه الجامعة التي تصدرت كل جامعات العرب، والشرق الأوسط، مسبوقة ـ للأسف الشديد ـ بالجامعة العبرية في القدس الشريف. أما سبب الصمت، فالجواب يكمن في البرهان أن جل معاركنا مع نجاح الأفراد، أو المؤسسات، مجرد "شخصنة"، للحروب التي نضعها في طريق المبدعين والناجحين، لا حوارات نقاش وبناء حول الأفكار، ومنها ما كان في المعارك العنترية في مثلث: "العثمان والتصنيفات وجامعاتنا المحلية". وخذ بالمثال أنه المجتمع الذي أقام ذات حرب التصنيفات على المتناقضين: الأول؛ عندما هب ابتداء من مجلس الشورى حتى مجالس القرى الشعبية، عندما اكتشف أن جامعاته خارج التصنيف "الإسباني"، لقائمة الألف جامعة، والثاني؛ هو…
الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٣
في لائحة الدول العشر الأسوأ من حيث سجن الصحافيين في العالم فإن الدولة التي حلت في المرتبة الأولى هي تركيا. وتركيا في مركزها هذا تقدمت على إيران التي حلت ثانية، والصين التي حلت ثالثة، وسوريا التي حلت خامسة، بحسب اللجنة الدولية لحماية الصحافيين. لا شك أن تبوؤ تركيا صدارة هذه المرتبة السيئة يعد أمرا مفاجئا بعض الشيء، فنحن في الدول العربية ما زلنا نعيش أسرى للصورة الباهرة للنجاحات التي انطبعت في الأذهان عن تركيا خلال العقد الأخير. فهذا البلد يدغدغ تاريخا مديدا خبره العرب والمسلمون، وهو اليوم بلد متقدم سياحيا وشهد قفزات اقتصادية كبرى وتميز بحضور سياسي إقليمي لافت ومحاولات حثيثة للاقتراب من «جنة» الاتحاد الأوروبي، عدا عن انبهارات شعبية في العالم العربي بنجوميات تركية تبدأ من «مهند» ولا تنتهي بـ«حريم السلطان» الذي ضاق صدر السلطات التركية به وطالبت بوقفه. الأكيد اليوم أن تلك النجاحات التركية لها جوانبها المعتمة، إذ يقول تقرير لجنة حماية الصحافيين، إن حكومة رجب طيب أردوغان…
الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٣
لا نفهم لماذا هذا الحرص المستمر منذ عام ونصف على محاولة إقناع الروس بالتخلي عن نظام الأسد في سوريا بعد أن بان عناد الكرملين، ولماذا هي محور العملية العربية إلى اليوم في سبيل وقف الإبادة ضد الشعب السوري. سيد الكرملين فلاديمير بوتين أظهر وضوحا واستمرارية في موقفه الملتصق تماما ببشار الأسد، دعمه بالسلاح والخبراء، وحماه في مجلس الأمن، ودافع عنه في المحافل الدولية، بل وطبع له الليرات السورية أيضا، بعد أن منعت أوروبا مطابعها! في البداية، كنا نخمن الأسباب، وكانت الوفود الخليجية وقوى المعارضة تزور موسكو تحاول فك اللغز الروسي بيد وتحمل الوعود والهدايا باليد الأخرى. قلنا ربما يعتقد الروس بحجج الأسد، أو خشية على مصالحهم، أو خوفا من المتطرفين الإسلاميين، أو حبا في مصالح مادية، كلها طرحت وأُمّنت لكن بلا فائدة. الآن، وبعد أكثر من عام على هذه الزيارات والاجتماعات والهدايا والصفقات، بات واضحا أن السبب غير مهم، الاستنتاج الوحيد المتبقي أن روسيا ستقف مع بشار إلى النهاية، حتى…
الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٣
نشرت الصحف خبراً عن طالب مبتعث سعودي ضرب زوجته وخنقها، حتى فقدت الوعي، فأدخلت على أثر ذلك المستشفى، وأجريت لها جراحات، بسبب ما تعرضت له من عنف. وعلقت أطرافٌ عدة على هذا الخبر، أهمها - في نظري - أولاً: الملحقية السعودية، وثانياً: جمهور القراء في الصحف وفي «تويتر»، وثالثاً: الزوجة الناجية، التي اضطرت إلى التصريح عبر حساب في «تويتر» لتصحيح الأخبار المتضاربة، ووصفتُها بـ «الناجية» وليست الضحية، لأنها لا تزال قادرةً على امتلاك خيارات تنصفها، أهمها: القضاء الأميركي الذي اعتبر وصول سيدة إلى طوارئ المستشفى مخنوقةً ومضروبةً، جنايةً قد تعرّض فاعلها إلى السجن 12 سنة، حتى ولو كانت درجة القرابة زوجاً. الملحقية السعودية في واشنطن وصفت المشكلة بأنها شخصية وفضّلت عودة الزوجين إلى البلاد، وحلها مع الأهل أو أمام القضاء السعودي، لكنها لم تقف عند هذا التصريح، بل اتخذت إجراءً إدارياً ضد الزوجة، فعلقت بعثتها ثلاثة أشهر - بحسب تصريح الملحقية -، لكن الطالبة المبتعثة فتحت حساباً خاصاً على «تويتر»،…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٣
بعد مرور أكثر من عامين على انطلاق شرارة الربيع العربي من تونس، لا يوحي المشهد في دول الربيع بأن الثورات حققت أهدافها، والمسألة يمكن اختصارها بإحدى حالتين، فإما سيطرة الإسلام السياسي أو أن الاضطراب يتسيّد المكان. في الحالة الثانية، ليبيا لم تستقر على الرغم من انتخاباتها الحرة، وما زالت ثقافة السلاح تحتاج زمناً ليتخلص الناس منها.. وسورية في وضع يرثى له، نظام مرفوض شعبياً يتمسك بالسلطة ويحرق الأخضر واليابس، بل إنه لم يترك شيئاً من الأخضر، ومعارضة اضطرت للتسلح لحماية المواطنين من بطش الآلة العسكرية للنظام... أما الحالة الأولى فمثالها مصر وتونس، فالثورة حصد الإخوان المسلمون نتائجها، واستلموا إدارة البلاد، وبدأت مراحل التكوين وتفصيل الدستور طبقاً لرؤيتهم ومصالحهم.. وربما كان "إخوان" تونس أكثر وعياً، فأعطوا الليبراليين حصة الرئاسة وإن كانت شكلية، فيما قرر "إخوان" مصر أن يأخذوا الحصص كلها فانكشفوا أمام الآخرين لكن بعد فوات الأوان، فالشعب قال كلمته وانتخب ليمنح بأصواته لـ"الإخوان" الأفضلية في تصدر المشهد المصري. عامان على…