آراء

آراء

رقص على جراح الحجيج

الجمعة ٢٥ سبتمبر ٢٠١٥

لا يملك الإنسان إلا التعاطف مع أهل الضحايا الحجاج الذين قضوا في مشعر الجمرات يوم عيد الأضحى. التقديرات حتى الآن تتحدث عن 717 وفاة، و836 إصابة، حسب التلفزيون السعودي. وسبب الحادثة المحزنة، أو من أسبابها، طبقًا لكلام الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، الكثافة الشديدة في طريق فرعي في منى وليس على الطرق الرئيسية المؤدية لموقع الجمرات، وأيضًا تعاكس سير الحجاج على غير الخطة المعدة، بالإضافة للحرارة الشديدة. هذه هي الرواية الأولية للجهات الرسمية، لكن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وجه بالتحقيق الدقيق في الحادثة، وكلف ولي العهد السعودي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف، لجنة بالتحقيق العاجل في مسببات الحادثة، أيًا كانت جهة المسؤولية، بما يعنيه ذلك تحمل أي جهة حكومية للمسؤولية، أو غير حكومية، إذا ثبت ذلك، من المؤسسات التجارية. هذه ليست أول حادثة تحصل في هذا التجمع البشري الهائل منذ بدء تدفق الحجاج لمهوى الأفئدة من كل فج عميق، والتاريخ حافل بعشرات الحوادث التي تعرض لها الحجاج، سواء بسبب التعدي من العصابات أو الجماعات الضالة، مثل القرامطة وجماعة جهيمان وأعضاء الحرس الثوري الإيراني الخميني عام 1987، أو بسبب الحوادث الطبيعية، وغالبها تكون بسبب التدافع الشديد. هذه ليست الحادثة الأولى، وما من ضمانة مائة في المائة أن تكون الأخيرة، بسبب غير متوقع…

آراء

وطن ينمو وتكبر معه أحلامنا

الجمعة ٢٥ سبتمبر ٢٠١٥

خمسة وثمانون عاما تمرّ على ذكرى توحيد هذا الوطن الذي لم يكن أكثر من أرض للشتات والتيه، والتكوينات المجتمعية المتحاربة، لكنه توحّد بشكل أسطوري، وكبُر ونما على مدار ثمانية عقود ونصف، وأصبح قويا وغنيا يشار إليه بالبنان في العالم. لم يطمح الإنسان السعودي في بداية تكوين هذا الوطن إلا أن يكون آمنا في سربه، قادرا على تأمين لقمة عيشه اليومية لنفسه ولأهل بيته، غير أن الحال تبدّل مع أول نقطة نفط سوداء انبجست من أول حقل بترولي ناحية الشرق من هذا الوطن؛ ليجد الفرد والمجتمع تلك الحياة البسيطة تتغير وتتطور وتزداد مطالبها كلما تقدم بنا الزمن.عانى أبناء هذا الوطن من الأجيال السابقة شظف العيش وقسوة الحياة كانوا حينها يجوبون أطراف الدول الأخرى بحثا عن مصدر للرزق، متشبثين بالحياة رغم ما لاقوه من قساوة وظلم ونظرة دونية، وربما الموت فقرا وجوعا ومرضا، إلا أن أبناء وأحفاد هذه الأجيال استفاقوا على كونهم مغبوطين على ما وهبه الله للطبيعة في بلادهم، على الرغم من أن الشعب السعودي وحكومته قد جعلوا أنفسهم خط دفاع حقيقي عن كل القضايا العربية والإسلامية والإنسانية في العالم، وبذلوا كل ما بوسعهم في السلم والحرب ليكون العالم آمنا، منذ توحيد المملكة العربية السعودية حتى اليوم. وفي الثالث والعشرين من شهر سبتمبر، الذي تحتفل فيه المملكة بعيدها الوطني الخامس والثمانين الذي يحمل…

آراء

عاد الرئيس.. عاد اليمن

الجمعة ٢٥ سبتمبر ٢٠١٥

عودة الرئيس اليمني الشرعي والمنتخب عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة المؤقتة عدن، تعتبر انتصاراً حقيقياً للإرادة اليمنية، ونجاحاً لجهود التحالف العربي الذي تمكن من هزيمة الحوثيين والانقلابيين وطردهم من عدن ومن عشرات المدن، بل ونجح في تحرير ثُلثي الأراضي اليمنية خلال ستة أشهر فقط. كان الكثيرون يراهنون على عدم عودة هادي إلى عدن أمس بسبب الأوضاع الأمنية تارة، وبسبب الاعتقاد بعدم استعداده للمغامرة لعدم امتلاك حكومته الموارد التي تساعده على تحريك الوضع أو تنفيذ المشاريع، لكن شجاعة هادي وحكومته فاجأتهم، فوصل الرئيس على الرغم من المخاطر المحتملة، وقرر أن يكون مع أبناء شعبه الذين صمدوا شهوراً أمام العبث الحوثي، وقرر أن يكمل هذه الحرب من على الأرض هناك، وأن يشارك أبناء شعبه إعادة الأمل بالتعاون مع قوات التحالف العربي التي تشارك دوله بكل ما تستطيع في دعم الحكومة الشرعية من خلال إعادة الخدمات الضرورية، وإعادة الحياة الطبيعية للشعب في عدن والمدن والمناطق المحررة. اليوم، وبعد هذا الحدث التاريخي المهم في اليمن من الضروري أن يقف العالم بأسره مع الرئيس المنتخب في اليمن وحكومته الشرعية، من خلال تقديم المساعدات التي يحتاج إليها اليمن، ففي هذه الحرب لم تترك مليشيات الحوثي شبراً مرت عليه إلا وعاثت فيه خراباً وتدميراً، وزرعت فيه الألغام، حتى الأرض الجرداء لم تسلم منها! اليمن اليوم بحاجة…

آراء

صباح الحرف (التضحية بروح العيد)

الجمعة ٢٥ سبتمبر ٢٠١٥

انتهى عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الإنسان والمكان بالخير والمحبة، وانتهى موسم الأضاحي، الذي غابت عنه الإبل بقرار حكومي حكيم، وحضرت الأغنام غالباً، لكن حضورها يقل عاماً بعد عام. قبل ثلاث سنوات، قال وزير الزراعة السعودي - آنذاك - الدكتور فهد بالغنيم، بصراحة ووضوح، في تصريح إلى صحيفتنا «الحياة»: «متوسطو الدخل لا يستطيعون شراء اللحوم الحمراء»، بسبب ارتفاع أسعارها، وعاماً بعد عام نجد متوسطي ومحدودي الدخل لا يستطيعون شراء الأضاحي للسبب نفسه.  وجاءت «الكوبونات» من بعض الجهات لتحل الإشكال نسبياً، فأسعارها أقل من أسعار الأغنام، ربما لأنها تعتمد على شراء أنواع أغنام مستوردة أو من الخارج نفسه، لا تحظى بشعبية كبيرة لدى السعوديين، لكنها تفقد أصحابها أجواء الأضحية، سواء دلالات النحر كما جاءت في الدين الحنيف، أو أجواءها العائلية المتمثلة بأكل الثلث، والاجتماعية المتمثلة بإهداء ثلث، والإنسانية المتمثلة بالتصدق بثلث الأضحية. أحد الإشكالات أن الأسرة الواحدة تذبح عدداً كبيراً، لأن كل فرد كبير فيها يرغب في الأجر والثواب، ثم يود أن يضحي عن أحد أقربائه الأموات أو الأحياء، ويجب علينا توحيد ذلك في أضحية - أو اثنتين - ترمز إلى كل هذا، وتقلل الهدر والاستهلاك الهائل، وتوحّد المشاعر الأسرية.  مشكلة غلاء الأغنام واللحوم الحمراء لدينا ليست اقتصادية بحتة، فعلى رغم ارتفاع أسعار الأعلاف، المتسبب الرئيس في غلاء اللحوم، تظل…

آراء

التنكيد حتى في اللحمة

الخميس ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

كل عام وأنتم بألف خير.. تعددت مسميات عيد الأضحى، ففي أغلب قرى الجنوب يسمونه (البهجة)، ويطلق عليه البعض العيد الكبير تميزا له عن عيد الفطر، وهو عيد يأخذ حضورا قويا ومبهجا في العالم الإسلامي، ولأنه يوم تذبح فيه الأضاحي، ويشبع فيه الجائع، فقد أطلقت عليه بعض الدول لقب (عيد اللحمة)، ودأب بعض الناس على إحضار خروف العيد من أيام مبكرة لتسمينه وتغذيته غذاء يزيد من شحمه ولحمه. وقد تفنن الكثيرون في تدليل هذا الخروف، فظهر مزينا بالورود والكتابات وقيلت فيه القصائد والتقطت له الصور المفرحة والمحزنة... وهناك من الخراف من تنبه للمصير المحتوم فهرب أو نطح أصحابه.. ومنذ أيام ورسائل الجولات محتفية بهذا المخلوق حتى أن البعض أقام مزادا لـ(أزين) الخراف، وقد بلغ سعر أحدها 29 ألفا لو أن صاحبه ذبحه ووزع (لحمته) فسوف يصل الكيلو الواحد بألفريال ولا أعرف بكم يمكن تسعير (المعاليق)... وظهر النكات والتهريج عما يمكن أن يحدثه ذبح الخراف من فقد.. حتى أن أحد الظرفاء قدم كاركاتيرا عما تجده النعاج من حزن وفقد لذكورها. ولأنه عيد (اللحمة) والفرح بها لدرجة تتجاوز حد الشبع ظهرت دعوة لتبديد تلك الفرحة، وكانت تلك الدعوة على أيدي وألسنة أطباء باحثين عن النكد وتذكير الناس بخطورة كل ما يأكلونه أو يشربونه على الصحة.. وفي كل موسم حج يتذكر الأطباء تحذيراتهم النائمة في…

آراء

أماني العيد

الخميس ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

* أول الأمنيات نزفها للوطن الإمارات، منبت الخير، والمحبة، ودار الود، والأمان على الجميع، يحق لها في هذه الأيام المباركة أن تهجع لتعيش فرحتها، فقد كانت أياماً صعبة من الصبر، والاحتساب، ومكابدة الألم من أجل أهداف أسمى وأغلى، أمنية العيد أن تبقى أيها الوطن سعيداً بأناسك المخلصين، مواطنين ومقيمين، ولا نفرق، فالجميع تحت سماء الإمارات يرفعون راية الحب، وينبذون الشر، ومعنى الكراهية، وأن يُغدر بالإنسان. * ثاني الأمنيات للقائد صاحب السمو الشيخ خليفة، رئيس دولتنا، وتاج رؤوسنا، به نفخر، وله نلبي، داعين له بدوام الصحة، وموفور العافية، ويمده الله بعونه، ويسدد بالخير خطاه، وأن يرعاه، ويجعل طائره السعد، وضحكته الوعد، وله ومنا صادق العهد. * ثالث الأماني لأصحاب الشرف والسمو، الشيخ محمد بن راشد، والشيخ محمد بن زايد وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، ليعيد عليهم العيد، وهم يرفلون بأثواب الصحة، ونعيم السكينة والطمأنينة، وأن يديم الخير الذي له يسعون، والكرامة للوطن والناس التي ينشدون، لهم التوفيق والرعاية والعون من المولى الكريم، والسند والعضد من أناسهم الذين راهنوا عليهم، وبرهنوا لهم. * رابع الأماني لأهل الوطن الطيبين، أولئك الذين ما زالوا يعني لهم الوطن كل هذه التضحيات، وكل صعاب الوقت، والتعب، وتخطي الملمات، من أجل أن تكون الإمارات هنا.. وهنا، وهناك، عوناً للأخ، وسنداً للشقيق، وذخراً للصديق. * خامس…

آراء

وطنية وانتماء ثم مواطنة

الخميس ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

تزامنت لدينا مناسبة يومنا الوطني مع حلول عيد الأضحى المبارك، فكل عام وأنتم والوطن بخير، وتقبل الله منكم صالح الأعمال.نتناول اليوم قضية الوطنية والمواطنة كمفاهيم تأثرت بالانفتاح الثقافي والفكري الذي مر به المجتمع في الفترة القصيرة الماضية، والتي أعطت دورها في إيجاد الحاجة إلى التطلع والبحث عنها، كأحد الحلول الملائمة لطموح المجتمع المدني، إضافة إلى ما حملت تلك الفترة من العوامل والأحداث التي أعطت تأثيرا واضحا انعكس في محاولات حثيثة لرفع الوعي الاجتماعي نحو تعزيز مفاهيمها، ولعلنا نلقي الضوء على مدى انعكاس القيمة المعرفية في الوعي الاجتماعي والممارسة السلوكية لدى المواطن.لا تُعدّ المواطنة رمزا ذا دلالة كاملة إلا إذا حددت مفاهيمه في قالب تكاملي يجمع ما بين المعرفة والتفاعل، فتحديد الدلالات لفهمها يقتضي إيجاد المضامين والسياقات التي تتشكل وفق معطيات معينة تتضمن الفكر والمعرفة والسلوك، وبما أنه لا يوجد مجال على مزايدة المواطن في حبه لوطنه، فالوطنية وفق هذا النمط تشكل لدينا أهم المعطيات، وحين تتوافر لدينا المشاعر الوطنية فلا بد من أن تظهر على الاستجابات العاطفية التي تفسرها طبيعة الانتماء والهوية، بينما هي تعطي رابطا وثيقا بين مفهوم الوطنية والمواطنة في الحس الفردي والاجتماعي، بمعنى أن الحب والمشاعر تجاه الوطن يجب أن يرتبطا بمدى فاعلية الفرد والجماعة في وطنهم حين يولد لديهم اتجاه الحاجة إلى التفاعل فيه.تلك العلاقة التي…

آراء

الحق والواجب

الخميس ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

«كل عام وأنتم بخير، نحتفل اليوم بأول أيام عيد الأضحى المبارك، وأدعو الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وأمتنا الإسلامية والعربية، وأن تنعم الإمارات بالرفاهية والتقدم في ظل قيادتنا الرشيدة، ونتضرع إلى الله في هذا اليوم العظيم، أن يديم الصحة والعافية على صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وأن يوفق قادتنا في قيادة مسيرة الاتحاد». جاءت هذه التصريحات المباركة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع هذه المناسبة العظيمة، سائلاً المولى أن يتغمد شهداء الوطن برحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يحفظ الله قواتنا في ساحة العز والشرف، وأن يوفقهم في خدمة الحق والواجب. ــ تستقبل الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مسلم، وتعودنا هنا في العيد أن نشاهد العديد من العادات، إذ تحرص الشخصيات وبعض الهيئات على جمع الجلسات وتبادل التهاني بين أفراد المجتمع.. وما يهمنا نحن معشر الرياضيين أن كانت أبرز الأحاديث حول القضايا الكروية التي تعتبر المحور الرئيس لكل مجلس تزوره، فهناك عدة تحديات تواجه منتخباتنا الوطنية أبرزها الكروية، خاصة المنتخب الأول، ونريد من المنتخبات أن تواصل النجاح وتحقق المكاسب في ظل الاهتمام بمسيرة الشباب والرياضة. ــ العيد له مذاق خاص سواء في الحياة الاجتماعية أو الأسرية، حيث تبنى العلاقات الإنسانية بصورة مفرحة وسارة، فالرياضيون دائماً لهم جلساتهم المختلفة ولها نكهة…

آراء

نصف هجوم ونصف تراجع

الخميس ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

استعاد فلاديمير بوتين ما فقده في ليبيا وأوكرانيا. تدخَّل عسكريًا في سوريا رافعًا على الدبابات صورة بشار الأسد، فتراجعت أميركا خطوة أخرى معلنة القبول بالأسد إلى حين، بعدما كانت تصر، منذ أربع سنوات، على ذهابه فورًا. لا شيء نهائيًا طبعًا. لا في الاندفاعات الروسية نحو استعادة مرتبة الشراكة الأولى، ولا في انحسارات أميركا التي تحوّلت في ربع القرن الماضي من دولة أولى مبتهجة بالانتصار في الحرب الباردة، إلى دولة تكاد تفقد الصفة التي لازمتها منذ الحرب العالمية الأولى. ما بين رعونات جورج دبليو بوش وانكفاءات باراك أوباما، أضاعت الولايات المتحدة الكفة الراجحة في ميزان القوى العالمية. وفي سوريا تراجعت أمام مواجهين، النظام و«داعش». ومضى زمن لم نعد نسمع فيه عن الحرب ضد «داعش»، أو أي انتصار عليها. وتبدو حرب العراق – أميركا لاقتلاع «الخلافة» من المدن الكبرى التي احتلتها، وكأنها تجري في الخفاء في مكان ما على شواطئ الأمازون، لا على شواطئ الفرات. وقد تردد أوباما في إعلان الحرب على «داعش» إلى أن فاجأ المستر جون كيري العالم بالقول: إنها حرب تستغرق 5 سنوات. ما هي هذه القوة القادرة على مواجهة التحالف الغربي نصف عقد؟ وها هو بوتين آتٍ أيضًا لمحاربتها. ومن دون أن يرتفع صوتها تدفعه الصين وتشجعه. ولديها شكوك بأن المتطرفين الصينيين هم وراء انفجار بانكوك «الجهادي». بالأمس…

آراء

هل يستطيع بشار إقامة دولة علوية؟

الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٥

سبب طرح التساؤل هو التدخل العسكري الروسي غير المسبوق في حجمه في سوريا، والأكبر منذ أن أنهى الرئيس المصري وجود الاتحاد السوفياتي على أرض بلاده في عام 1972. النشاط الروسي العسكري في سوريا معظمه في اللاذقية، ومنطقة الساحل حتى ميناء طرطوس جنوبًا، التي توصف بأنها مشروع محتمل لدولة علوية، في حال سقط النظام أو تم تفكيك الدولة السورية.القوات الروسية، والطائرات المقاتلة، وعمليات التشييد على الأرض من مطارات وسكن ومستودعات في سوريا، تظهر واضحة في الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية الأميركية. وهي التي دفعت واشنطن إلى التساؤل رسميا عن أهداف الروس.وعندما كتبت مقالي قبل أيام تعليقًا على رواية أن الرئيس السوري بشار الأسد يطلب الاستعانة بالروس، للتخلص من هيمنة حليفه الإيراني عليه، جاء ذلك في إطار نقاش هذا السيناريو الجديد لو كان صحيحا، والتطور الخطير بغزو الروس سوريا. طبعًا، لا بد من التشكيك في رواية خلاف الأسد مع الإيرانيين، وأنه سبب استعانته بالروس، لأسباب متعددة، فالإيرانيون أقوى من الروس في سوريا، ويحيطون بها عسكريا من العراق ولبنان. إنما تظل نوايا مجيء الروس مريبة، وستظهر حقيقتها بعد فترة ليست بالطويلة.ولو أخذنا فرضية التقسيم، وأن الأسد يخطط للجوء إلى ساحل البحر المتوسط، ويبني هناك دولة علوية، بسبب تزايد هجوم المعارضة على العاصمة، فإن بناء دولة هناك، وحمايتها، سيكون أصعب كثيرا من الاحتفاظ بالحكم…

آراء

هل يفعلها هذا المجنون؟

الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٥

الحديث في واشنطن بدأ يتغير، والسؤال الذي أصبح يطرح هل يمكن أن يفوز "دونالد ترامب" بمنصب الرئاسة الأميركية. هذا الذي كان أضحوكة للسياسيين والمحللين بدأت المتابعة تتحول، والاستفتاءات تؤكد تقدمه على جميع منافسيه في الحزب الجمهوري. وتزامنت زيارتي لواشنطن مع المناظرة، التي أدارتها قناة سي إن إن مع ستة عشر مرشحاً من الحزب الجمهوري وبدأ واضحاً كيف أن المرشحين تعاملوا بجدية مع ترامب، وتعرض لهجوم قوي وحاولوا كشف ضعفه في المعرفة السياسية. وهو في هذا الجانب أثبت جهله السياسي، ولم تستطع جرأته، بل ووقاحته في تغطية هذا الجانب حتى إنه بدأ مرتبكاً أكثر من مرة. وكانت إجاباته تركز على العموميات، وأنه يريد إعادة هيبة الولايات المتحدة، لكن الذي كان واضحاً أنه لا يملك برنامجاً لتطبيق هذا المشروع وتحويله إلى حقيقة. الصحافة الأميركية وقنوات التلفزيون تتابع كل خطوة وكلمة تصدر من ترامب ليس لإعجابها أو قناعة بأفكاره بقدر ما تحول هو ذاته إلى مادة إعلامية متابعة من الجمهور، وبالتالي فإن المنافسة في الوسائل الإعلامية تجعل الجميع يتلهف على رصد تحركاته وتصريحاته حتى تكسب هذه الوسيلة الإعلامية جمهوراً أكبر. وهذا خطأ الإعلام الذي ينزلق في سباق المنافسة مع الوسائل الأخرى، ويفقد رصانته ودوره كونه سلطة رابعة في الدولة. كما أن الجمهور نفسه ليس متابعاً لترامب من باب التوافق مع أفكاره وتوجهاته، بل…

آراء

أجمل الناس في اليوم الوطني

الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٥

كل عام وأنتم بخير، ومبارك عليكم عيد الأضحى وذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية، ونسأل الله العلي القدير أن يعين أبناء هذا البلد المبارك في خدمة حجاج بيت الله الحرام وهو الواجب الذي تتشرف به هذه البلاد قيادة وشعبا. في يوم الوطن ليس ثمة شيء في هذه الدنيا أجمل من أولئك الأبطال الذين يخوضون المعارك دفاعا عن حدودنا الجنوبية وعن اليمن الشقيق، هذه القلوب الشجاعة التي تتخطى الأهوال حفاظا على عزة الوطن وسيادته وكرامة أبنائه هم مبعث فخرنا الأكيد وهم أيقونتنا الفاخرة في ذكرى اليوم الوطني هذا العام. هذا الجندي الذي سيغيب عن أولاده وأسرته يوم العيد من أجل واجب الدفاع عن أسرته الكبيرة، الذي يجب أن يكون حاضرا في كل لحظاتنا الاحتفالية.. ملامحه السمراء أجمل من كل عبارات التهنئة.. وساعده الذي يتشبث بالبندقية أروع من كل البرامج التي تبث على الهواء بهذه المناسبة.. خوذته الصامدة بين لهيب النار ولهيب الشمس أبلغ وأكثر تأثيرا من كل اللافتات التي تزين الشوارع في هذه المناسبة المجيدة. وفي الوقت الذي سيتحلق فيه أبناؤنا من حولنا في صباح العيد بشقاوة بحثا عن (العيدية) يشعر أبناء هذا البطل أن (عيديتهم) هذا العام مختلفة لأنها تستلزم غياب والدهم من أجل الاحتفال بعيد انتصار الوطن بإذن العلي القدير. أولئك الأبطال الذين يقفون على جبهات القتال هم من يرسمون…