آراء

آراء

ليس له موعد

الجمعة ٠٣ أكتوبر ٢٠١٤

روى أستاذ للعلوم السياسية في إحدى جامعات مصر أنه طرح على طلابه سؤالا واحدا: متى بدأ الخراب؟ ثم أعطاهم مهلة أسبوعا للإجابة، مشترطا أن يكون الجواب مقتصرا على تاريخ واحد وعنوان واحد، لا أكثر. شارك في الاستفتاء طلاب الكلية بجميع صفوفها. النسبة الكبرى كان جوابها أن الخراب بدأ عام 1967، بجميع أيامه وليس فقط في 5 يونيو (حزيران)، لأنه مجرد يوم تحمَّل تداعيات ما قبله وتدهور ما بعده. مجموعة أخرى أعطت عام 1948. فئة ثالثة ذكرت أن كل شيء بدأ مع الانقلاب العسكري الذي قام به العقيد حسني الزعيم في سوريا عام 1949. مجموعة غير قليلة ذكرت أن دائرة العنف بدأت مع انقلاب عبد الكريم قاسم على الملكية في العراق. الطلاب الليبيون في الكلية اتفقوا جميعا على 1 سبتمبر (أيلول) 1969 وانهيار الشعور بالوحدة والحرية. بعض المشاركين ذكروا احتلال العراق للكويت وتدمير الثقة العربية. جواب آخر قال الاحتلال الأميركي للعراق. على الرغم من الشرط الذي وضعه الأستاذ المحاضر، أصرّ عدد من الطلاب على إعطاء أكثر من إجابة واحدة. البعض قال إن الخراب بدأ مع قيام الوحدة المصرية - السورية بالطريقة التي قامت بها، ثم انهيارها بالطريقة التي انهارت بها. طلاب السنة الثالثة اتفقوا على إجابة واحدة هي أن كل شيء بدأ مع سقوط الديمقراطية وظهور الأنظمة العسكرية. مجموعة متفرقة قالت…

آراء

متى ماتت أم كلثوم؟

الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠١٤

يظن البعض أنها ماتت عام 75، لكن الذي قضى عليها فعلاً هو علي حميدة وأحمد عدوية حين صنع ظهورهما وغيرهما مع تبدل اقتصادي لافت وذائقة فنية جدية، فكان ظهور هذين ونجوميتهما إعلاناً بانتهاء حقبة الطرب والفن، وظهور طبقة جديدة علاقتها بالفن أنه باب الوجاهة وعلامة الرقي، وإن كان لا بد من انحيازه لرؤيتهم وآيديولوجيتهم. كانت أم كلثوم صورة العرب حين تجمعهم كل خميس، وإن كان الصوت وحده هو الرابط فيتغنون بها مبرهنين أنهم ثقافة ذات لغة واحدة ليس في الجذر اللغوي، بل في الروح والتوجه. كانت الذائقة مشتركة حين كان الوفاء هو الأصل ثم استحكمت الخيانة العاطفية، فأصبح الفن صورة حية للعشق العابر، واسترجاع ثقافة الجواري، فلا بأس أن يحل خالد الشيخ مكان عدوية، ثم تصبح روبي لمعنى الغناء بالجسد إلى أن لحقتها هيفاء وهبي، أما التي رسخت أن البداوة تطغى على المدنية فهي أحلام التي أزاحت فيروز وماجدة الرومي، واستنهضت حقبة «الطقاقات» حتى وصلت طلائعها إلى مصر ولبنان اللذين كانا المصدر والمنابع، فاستحالا إلى محطتين سياحيتين لا قيمة لهما في الأصل سوى ما يمنحهما جمهورهما العابر من قيمة وتأثير. في زمن أم كلثوم لم يحضر التطرف، لأن الرؤية العامة تستند إلى جدار واحد، لكن حين ظهر عدوية انهار ذلك الجدار فاختل الفن، واختلت معه كل القيم والثوابت بدءاً من…

آراء

يقرب لك؟

الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠١٤

أخطر سؤال أحاول أن أتحاشى أن أقترفه عند لقائي بشخص غريب لأول مرة هو: "يقرب لك فلان"؟ هذا السؤال فخ للسائل والمسؤول. فالإجابة ستحدد مسار الحوار وربما العلاقة معكما. قد ترفعك عاليا في عين السائل أو تهوي بك. فإذا كان يحب قريبك فيسألك أسئلة لا سقف لها. سيستعيد ذكرياته معه بنهم على مسامعك. سيسترجع ضحكته المدوية. سيطرب أذنيك بمواقفه الخالدة معه. سيتحدث طويلا عنه وستأخذ علاقتك مع هذا الشخص منحى إيجابيا آخر. أما إذا كان لديه تحفظ عليه فسينالك من الشر جانب. سيسخط عليك داخليا وسيراك نسخة أخرى من قريبك الذي لا يشتهيه ولا يتقبله. فإذا كانت معاملتك لديه فعليك وعليها السلام. أما إذا كان هناك مشروع عمل بينكما فربما يصبح مشروعا لا يتحقق. ستكون فريسة لما يحمله من ضغينة تجاه قريبك. هذا السؤال يشبه إبرة لا خيار أمامها سوى غرز رأسها المدبب في جلدك. ستحول الحوار الطبيعي واللقاء الاعتيادي إلى مواجهة الماضي مع الحاضر. سيفوز الماضي بنتيجة قاسية وسيخرج الخاسر مطأطئ الرأس إثر نتيجة قياسية، كما حدث للبرازيل في المونديال، الذي استضافته أراضيها. سينتزع هذا السؤال صفة العفوية والحيادية والطبيعية من حواركما. ستدفع ثمن أخطاء أو مزاج غيرك. لن تتمتع باستكشاف واكتشاف الطرف الآخر. ستحاكمه بما فعل الأوائل. "يقرب لك؟" سؤال لا تجده إلا في المجتمعات التي تعشق التصنيف…

آراء

كيف تحارب أميركا الإرهاب وهي تراهن على «المشروع الإيراني»؟

الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠١٤

لم يقل أحد إن الحرب بدأت، لكن هناك من يقول يومياً إنها ستطول، وقد تدوم سنة أو سنتين أو أكثر، وهناك من وصفها بـ «حرب دائمة» كانت مشتعلة بأساليب أخرى ولم يكن فيها «إرهاب» كما يسمّى الآن. وإذا كانت الضربات الجوية تؤشر إلى بداية، فإن الإشارة إلى النهاية ستبقى في علم الغيب. والسؤال ليس متى، بل هل تنتهي. ليس كيف، بل مَن ينهيها ومن أجل ماذا، وهل يريد فعلاً أن ينهيها، أي أنها لا تزال حرباً بلا استراتيجية، لأن مؤدّاها السياسي مجهول. نعم، هناك مهمة عاجلة هي القضاء على التنظيمات الإرهابية، و «داعش» أكثرها شهرةً وانتشاراً، لكن المؤكد أن إطالة الحرب سيجعلها آلة لتفريخ أنماط جديدة من التطرف قد يبدو «داعش» معها أقرب إلى «القوة الناعمة»! هذه حربٌ تنغمس فيها المنطقة بكاملها، وبكل تناقضاتها والخلافات بين دولها وطوائفها، أي أنها «تتدعّش» أيضاً، وسيزداد «اندعاشها» متى بدا للبعض أن الصراع لن يحافظ على مكاسب له أو يظنها له، ولن تعيد للبعض الآخر مكاسب له ولم يحسن الحفاظ عليها. وبين «الحلفاء» و «الأصدقاء» وأشباههم، العلنيين أو السرّيين، سيكون على الولايات المتحدة أن تعكف على عملية شائكة ومعقّدة لإنتاج توازنات جديدة. لكن ما يحصل عادةً أنها تختزل الصعوبات وتذويب التناقضات في إطار «مصالحها»، من قبيل أن ما هو مصلحة لأميركا هو مصلحة لحلفائها…

آراء

بكائيات الطلب العربي.. والعطاء الغربي

الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠١٤

في دراسة حديثة لـ"نيلسون"، أجريت خلال الربع الثالث من العام الماضي حول مستوى الاستعداد الفردي لمشاركة الغير في مستلزماته الأساسية من مسكن وملبس ومركبات وغيرها، كان لافتا أن يكون معدل استعداد الأوروبي لمشاركة ممتلكاته الخاصة مع الغير ٥٤٪، وأن استعداده لمشاركة الغير بممتلكاتهم كان ٤٤٪، كما أن في أميركا كان المعدل ٥٢٪ و٤٣٪ في وقت كان استعداد مشاركة الشرق أوسطي والأفريقي لممتلكاته الخاصة مع الغير ٦٨٪، وأن استعداده لمشاركة الغير بممتلكاتهم كان٧١٪ ، مما يعني ـ وبقراءة سريعة للأرقام ـ أن الأوروبيين والأمريكان أكثر استعدادا للعطاء من سكان الشرق الأوسط وأفريقيا والذين يحرصون أكثر على الأخذ. الدراسة التي أجريت عبر الإنترنت خلال الربع الثالث من العام الماضي ٢٠١٣ وعلى عينة مكونة من ثلاثين ألف شخص في ستين دولة، كشفت بشكل واضح أن الكثير مما يقال حول الدافع وراء عمل الخير والحرص عليه، نابع من الإيمان الداخلي بأهمية التكافل الاجتماعي باعتباره عمادا أساسيا لمحيط أقوى، وأن المحرك الحقيقي للعطاء هو شعور الإنسان ذاته بواجبه الإنساني لا باعتبار ذلك جزءا من الرياء الاجتماعي، كما كشفت هذه الدراسة أن الاستعداد للعطاء لا يرتبط بالضرورة كما يظن البعض بمقدار ادعاء البعض بالمثاليات وتمسكهم السطحي بالمثل والتشريعات، فمجتمع شرق أوسطي كالذي نعيش فيه كنت أتوقع أن يكون أكثر حرصا على التكافل بالعطاء منه على التكافل…

آراء

عسكر العيد

الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠١٤

كالعادة.. سوف تأتيكم عبارة "عيد بأية حال عدت" في عشرات المقالات عبر الصحف العربية، ولعل الكتاب معهم حق في جزئية الألم العربي الكبير الموجع.. وما من شيء يعبر عن مكنوناتهم مثل صدر البيت الشهير لأبي الطيب المتنبي، فالذهنية العربية بصورة عامة لا تتقبل الفرح وقت الحزن، وما يغمر العرب بصورة عامة هو شعور الألم لما يمر بهم إخوتهم في البلدان المضطربة، وهو ذروة التلاحم مع من تربطهم معهم روابط الأخوة والدم واللغة والدين.. من يحزن معذور فالقتل المجاني والدمار والخراب والتشريد والتهجير.. كلها أمور تجلب الحزن. ومن يريد الفرح معذور أيضا، فلا ذنب للأطفال في ما فعله الطغاة، ولا ذنب لهم في أن "تنظيم داعش" ظهر ليحول المشهد إلى كارثة. ولأن هذا الزمن في غير أماكن الهلاك حافل بما يشبع رغبات الأطفال، فقد عقد صغاري في مغتربهم اجتماعا طارئا لمجلس بيتنا وأقروا برنامج عيد الأضحى الذي يطلّ علينا، وخشية "ربيع عربي" مفاجئ لم يكن علينا نحن الكبار إلا إزاحة "الحزن" والخضوع لبرنامجهم بديموقراطية لا مثيل لها، لأن حدوث تمرّد ضد النظام القائم في البيت قد يؤدي إلى كارثة تنتهي بحالة شبه "داعشية"، وكذلك لأن الديموقراطية تقول إن العيد للأطفال ويفترض أن يعيشوا خلاله أوقات فرحهم كما يحبون. أما نحن الكبار فمهمتنا تختصر بـ"الحزن" ومعايدة الأهل والأحبة وفي تلبية ما يريد…

آراء

قوة الأرقام في قراراتك

الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠١٤

الأرقام ليست مهمة في القرارات المؤسسية فحسب، بل حتى على الصعيد الفردي. فحينما تقرأ مثلا أن 25 في المائة من الشعب الخليجي مصاب بداء السكري وأن 40 في المائة منه يعانون من أمراض السمنة أو أن الأسباب الثلاثة الرئيسة للوفاة في بلد ما، هو مرض كذا وكذا فمن البديهي أن تتوقع أن يشمل أي برنامج عمل للحكومة خطوات أو حلول عملية تستفيد من هذه المعطيات الرقمية. وما يميز المؤسسات في العصر الحديث عن العصور السابقة أن بيوت الاستشارات ومراكز الإحصاء تقدم لها على مدار العام معلومات دقيقة تسهل وتدعم عملية اتخاذ القرار. وهذا يذكرني بمقترح أطلقه قبل أيام أحد نواب برلمان بإغلاق كلية بكاملها في جامعة عربية عريقة بحجة أن مخرجاتها لا تفيد سوق العمل، فثارت ثائرة المعارضين فطالب العقلاني منهم أن يُدَعّم هذا الاقتراح على الأقل بدراسة. والدراسات العلمية المحايدة خير من إلقاء المقترحات جزافا. مثال آخر، يظهر قوة الرقم في اتخاذ القرار المؤسسي هو توافر معلومات رقمية عن عدد الجرائم وأنواعها وأوقاتها، ونسب عالمية ومحلية تظهر مستوى التعليم والصحة وغيرهما وتقارنها مثلا بمؤشرات أداء عالمية. هذه المعلومات تسهل مهمة تفاعل المسؤولين وحتى مؤسسات المجتمع المدني والشركات معها فيستفيد كل منهُم بدوره من تلك المعلومات. وحتى الباحثين يمكن أم يستندوا إلى هذه الإحصائيات. وهنا تجدر الإشارة إلى الفارق بين…

آراء

أزمة الرئيس اليمني!

الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠١٤

سوف يبقى يوم 21 سبتمبر (أيلول) 2014، يومًا كئيبًا في حياة كل يمني، ففيه زحف الحوثيون إلى العاصمة صنعاء، وسيطروا على أغلب مقرات الحكومة في أنحائها، فيما يشبه الكابوس الذي لا ينافسه في ثقله، إلا ثقل جبال صنعاء ذاتها. وعندما أقول «كل يمني» فإنما أقصد المواطن الذي يظل ولاؤه النهائي هناك لبلده وحده، ولوطنه وحده، ولأرضه وحدها، لا لأرض غيرها، ولا لوطن غيره، ولا لبلد سواه. وليس هناك يوم آخر أكثر كآبة لكل يمني من ذلك اليوم إلا يوم 23 من الشهر نفسه، أي بعدها بـ48 ساعة، عندما خرج فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي على اليمنيين، ليتكلم للمرة الأولى، شارحًا في أسى أبعاد ما جرى! ورغم كثرة ما قاله الرئيس منصور، فإنني توقفت بشكل خاص أمام الفقرة التي قال فيها ما يلي: «عندما تسلمت الدولة في عام 2012 لم أتسلم منها إلا شبه دولة لسلطة مفككة، ومؤسسات متغولة في الفساد، وجيشا مقسم الولاءات، ومحافظات عدة خارج سيطرة الدولة، ولم يكن من الممكن تغيير كل هذا في عامين قضيتهما في إطفاء الأزمات، ومحاولة تحقيق التوافقات، وتجنيب البلاد الحروب قدر ما استطعت، وأعترف لكم بأن الكرسي الذي أجلس عليه، لم يكن أبدًا وجاهة ولا منصبًا، بل كان كرسيًا من نار، وأمانة ثقيلة أجمعتم في مرحلة معينة على تكليفي إياها». تأملت هذه…

منوعات ( ‏نهاية أزمان )

( ‏نهاية أزمان )

الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٤

- عندما نستمع لأغنية فنان العرب محمد عبده (فيني بداية وقت ونهاية أزمان ) .. - ونتذكر ما قدمه منتخبنا الوطني ( منتخب الأحلام ) في بطولة كأس آسيا ٢٠٠٧ من مستوى رائع .. - يجعلني اتسائل أين ذهبت هذه النجوم ؟؟ وأين هي الأحلام التي كنا نريد تحقيقها ؟؟ - يقولون : تتغير الأزمان ومعها تتغير الأمكانيات فنجوم السنين الماضيه باتوا لا يقدمون ما يشفع لهم التواجد مع لاعبين بدلاء الدكات .. - ويقولون كذلك : كانوا نجوم كفقاعة الصابون تنتفخ وتكبر على الميدان وبعد أيام تنفجر وكأن شيء لم يحدث .. - الأحلام صناعتها تحتاج إلى عمل ونحن لم نعمل فبعد هذه البطوله اللاعبين ( تغيرت مستوياتهم وأفكارهم ) والمدرب تم إقالته رغم تحقيقه لانجاز لم نكن وقتها نتوقعه .. - وقالوا : المواهب التي لم يتم صقلها والأهتمام بها حتمآ ستختفي لأنها ظهرت فجأه وستختفي كما ظهرت .. - فالأكاديميات التي تم أنشاءها فشلت ولم تحقق أقل النجاح المطلوب منها ( أي انها لم تحقق ما يجعلها تستمر ) .. - وقالوا أيضآ : الأنديه انتاجاتها لا ترضي أحدآ بل كان انتاجها فاشل فنيآ فالمنتخب هو نتاج ما تعمله الأنديه وقد قيل سابقآ ( إذا أردت صناعة منتخب قوي يجب ان يكون لديك دوري وأنديه قويه )…

آراء

متى يتم التعامل مع الإرهاب العقاري؟

الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٤

لابد أن للإرهاب الأمني الذي نعاني منه منابع وروافد تغذيه، بعضها مذهبي إقصائي أو ثقافي تربوي وبعضها اقتصادي، إلى آخر التغذيات المحتملة. لكن هل من تعريف للإرهاب، ما هو الإرهاب؟. لابد أن التعريف يشمل منطقياً كل قول أو عمل، أوهما معاً تكون نتيجته (نتيجتهما) الإضرار بمصالح الناس عن عمد، مثل إرباك حياتهم البدنية أو الفكرية، أو إعاقة طموحاتهم المعيشية المشروعة أو تهديدهم في قدرتهم على التعايش المشترك في شتى مجالات الحياة. واحد من هذه الأضرار، في حالة الفعل أو القول العمد، قد يكفي لكي يصنف كإرهاب، ولكي يسمى الممارس له إرهابياً في ذلك المجال. الإرهاب الأمني لا يحتاج إلى تعريف، بالرغم من أن الاتفاق على مقاومته يختلط أحياناً بالتظاهر في العلن مع تشجيعه في الخفاء. واضح أن المقصود بالنقاش هنا إرهاب من نوع آخر، ينطبق عليه مسمى «الإرهاب العقاري». الإشكال في التسمية، بمعنى قبولها من عدمه قد يعود إلى تمتع هذا الإرهاب بتغطية قانونية كافية، مما يجعله مقنناً وغير مباشر، فلا يستطيع أحد تجريمه إلا بعد موافقة من أوجدوه وقننوه. التوقف الطوعي عن ممارسة الإرهاب العقاري من قبل من أوجدوه أمر مستبعد، لأنه إحدى وسائلهم الأقوى للوصول إلى النفوذ والمال، علاوة على أنهم يجادلون في الاعتراف بالأضرار التي يلحقها بالناس والمجتمع والدولة. الدراسات عن الإرهاب الأمني كثيرة، ومسيرته التاريخية والفكرية…

آراء

من أين أتت «داعش»؟ .. وماذا يجري في اليمن؟

الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٤

في هذه المقالة، والتي تليها، لن أحاول الإجابة، بل أقرر جازما بأنني سأجيب، بشرح واف، وبالأدلة والوثائق والمسوغات، عن هذين السؤالين اللذين يشغلان تفكير كثير من الناس. فهذان السؤالان هما حديث المجالس الآن، بشقيهما، المجالس الملموسة الحقيقية في الجامعات، والمقاهي، ومكاتب العمل، والمناسبات، والتجمعات العائلية، أو المجالس الافتراضية عبر وسائط التواصل الاجتماعي: "من أين أتت داعش؟ .. وماذا يجري في اليمن؟" وهذا طبيعي، نتيجة للغموض المكتنف لهاتين الحالتين لدى الكثير منا، بسبب عدم تقديم الإعلام إجابة وافية، تجلي الغموض حول "ماهية داعش الإرهابية، وماذا يحدث في اليمن؟" وهو ما يستغله مباشرة دعاة تنظيم "الإخوان المسلمين" الإرهابي، كعادتهم، فهم يعلمون أن هذا هو الوقت الأنسب لبث دعايتهم الخبيثة، ونشر سمومهم القذرة، بأساليبهم الشيطانية، لتضليل الرأي العام، وإعطائه معلومات مغلوطة، وهو ما يقومون به عادة في مثل هذه الحالات، كونهم وكطابور خامس، يسعون، بل مطلوب منهم، تحقيق أهداف العدو، المتمثلة في "نزع الثقة عن العلماء الراسخين، ووسائل الإعلام الرصينة، والمحللين السياسيين والخبراء"، وصولا إلى جعل الرأي العام مختطفا من قبلهم، وليستمع فقط لترهاتهم وتضليلاتهم، التي تريد في المحصلة "انقسام المجتمع على نفسه، وشق صفوفه، وتفتيت الأمة من الداخل، وخلق حالة من عدم الثقة بين المواطن والمواطن، وبين المواطن والمسؤول"، إلا أن الوقائع والأحداث أثبتت ــــ حتى الآن على الأقل ــــ وعي الرأي…

آراء

صنيعَ الجُبَناء

الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٤

أصبح تحليل الدم لا يكفي للفحص الطبي قبل الزواج، لأنه لا يكشف عن ملامح الشخصية المضطربة، التي تخفي جنونها بين طبقات الملابس الأنيقة، فقط المواقف تُخرجها على حقيقتها، لذا بات الفحص النفسي ضرورياً جداً في زمن كثر فيه الطلاق واستخدام الأطفال كأداة للانتقام، فمن باب الأمانة وقبل أن يختم الطبيب على الكشف بـ«صالح للزواج»، أن يكون هناك فحص آخر يختبر فيه الطبيب كل فرد «من الجنسين»، ويخضعه لاختبار سلوكي لقياس إمكانياته العقلية في تحمل المسؤولية والصبر على المتطلبات الرئيسية للزواج، لأن الضرر الذي أحدثه بعض المضطربين في الحالات السابقة لا يمكن إصلاحه، بل أغلبه انتهى بالقتل! ومن هنا كيف نصنف الأب العشرينِي، الذي عنف طفلاً لم يتجاوز الـ14 شهراً في الرياض حتى فارق الحياة، وما حجم الخطأ الذي قد يكون ارتكبه ذلك العصفور، ليستحق الموت!؟ وإذا كان بعضهم يعتقد بأن الأب حديث السن، فماذا نطلق على الأب الذي يبلغ 49 سنة وسلخ رأس ابنه؟! وكيف نصنف الأب الذي قلل من شأن تعنيف زوجته لأبنائه، لتموت ابنته الصغيرة بسبب قطعة من البسكويت؟! ما آلمني حقاً، التصريحات السقيمة التي أطلقتها الشؤون الاجتماعية في منطقة صبيا، للتقليل من حجم جريمة ذاك الذي سلخ رأس ولده ذي الـ 8 سنوات وسكب عليها مادة كاوية «كرولكس وفلاش»، حيث نشرت الشؤون الاجتماعية في جيزان بأنهم يبذلون…