آراء

آراء

هل الدين – حقاً- أفيون الشعوب؟

الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٤

سنظل مضطربين حياری، تائهي الدليل تجاه ما يجري من حولنا من أحداث، بدءاً من «الربيع العربي»، وما تلاه من تداعيات، مروراً بنشوء الجماعات الدينية المتطرفة من رحم مجهول، وانتهاء بعودة الطائرات الأميركية بعد صمت مستتب للتحليق فوق السماء العربية، وتحديداً فوق الأجواء السورية، للقضاء على الفلول الداعشية. لم تقنعنا كل التحليلات السياسية، وتصريحات الجهات الرسمية حولها، وما تردد في الحوارات التلفزيونية وأحاديث المجالس العامة، التي لا تعدو كونها محاولات للفهم من خلال قراءات للظواهر بدلائل منقوصة لا تصل إلى العمق. هذا ما دفع أحد السياسيين المرموقين العارفين ببواطن القضايا السياسية وتحولاتها على الأرض، إلى أن يصرخ بصوت مرتفع حائراً بما يشبه العجز ويسأل: «من أين خرجت علينا داعش؟» وبالمثل يقع المحللون السياسيون المخضرمون في فخ هذا السؤال، بما يعرِّيهم ويكشف عمق جهلهم، وهو ما أسقطهم في شباك السخرية المرة على ما آلت إليه أوضاع أمتنا المزرية، التي باتت جاهلة بكل ما يخصها، ثم ندير رؤوسنا يائسين وعاجزين تجاه البيت الأبيض الأميركي، انتظاراً لتصريحاته التي يبادر بها لفك بعض الرموز والشفرات السياسية، واتخاذ -بناء عليها- قرارات مصيرية، ومع هذا نظل متفرجين لا غير، لما سيتبع هذه التصريحات من عمليات عسكرية. عجْزُنا عن تأويل كل الظواهر التي ضربت في جسد أمتنا وتغلغلت في تفاصيل حياتنا اليومية هو نتيجة لعدد من العوامل، أولها:…

آراء

إني أُتَّهَم

الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٤

1 كتب الفرنسي إميل زولا في عام 1898 مقالته ذائعة الصيت: «إني أَتهِم» دفاعاً عن الضابط الفرنسي ذي الأصول اليهودية ألفريد دريفوس. وعلى نفس المنوال، ولكن في اتجاه معاكس تماماً، أكتب اليوم بأعلى صوتي: «إني أُتَّهَم»... أُتَّهَم بأني خلف كل شرور العالم ومصائبه وحوادثه وعداواته. أُتَّهم بأن تعاليمي الإسلامية هي التي تقف خلف كل تطرف، وبأن طبائعي العربية هي التي تشبه طبائع كل إرهابي، وبأن سحنتي الشرق أوسطية هي التي شوهدت في مكان التفجير! أُتَّهم بكل هذا، ولا أخلي نفسي من المسؤولية. لكني أتساءل: هل أنا المتهم الوحيد عن كل مصائب هذا العالم؟! أين المتهَمون الآخرون، الذين شاركوني في التنفيذ، بل ربما سبقوني إلى مكان التفجير فرسموا «الخريطة»، وأشعلوا «الحدود»، وباعوا السلاح، وجهزوا القاتل والمقتول، ثم جاؤوا بي لتنفيذ العملية. ستقولون (نظرية مؤامرة)، لا بأس، لكن تذكّروا أن كل «نظرية» مؤامرة قد تبين، حين كشفت الاستخبارات وثائقها بعد سنين، أنها كانت «عملية» مؤامرة. أين تجار السلاح الذين يعرفون أنه لو نجحتْ دعوات الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، لأعلن هؤلاء التجار إفلاسهم؟! أين القادة السياسيون الذين يعرفون أنه لو تحقق الأمن والسلام في شطرٍ من العالم لاشتعلت القلاقل والحروب في شطره الآخر، والعكس بالعكس؟ كيف يكتظ قفص الاتهام بمن يشترون السلاح، ويخلو ممن يبيعونه؟! وكيف يكتظ بمن يستخدمونه ضد أفراد، ويخلو…

آراء

خريطة مؤسفة «جدا»

الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٤

إذا أردنا المقارنة بين أحوال الناس في بلدان النظام العربي وفي البلدان التي لم يمرّ بها، سوف يقال إن سبب الفارق الرهيب هو النفط ودخل النفط. دعنا إذن من الدول النفطية. فلنأخذ مستوى المعيشة والدخل في الأردن. ولنأخذ مستوى الاقتصاد في لبنان، الذي لم يكف العرب يوما عن العمل على «إنقاذه» منذ 40 عاما. ولنأخذ سلطنة عمان. ودولة البحرين. أو إمارات مثل دبي وأبوظبي والشارقة وأم القيوين وعجمان ورأس الخيمة. حاول أن تقرأ الخريطة متوقفا عند دول النظام العربي وعند الدول التي لم تدَّعِ شيئا ولا أرادت أن تقلب أحدا أو أن تغير شيئا أو أن تحرر فلسطين من البحر إلى النهر. إن اثنتين من أقل الدول موارد طبيعية تتحملان العبء العربي الإنساني الأكبر. الأردن ولبنان. وما زال أبطال ومناضلو العرب يتهمون البلدين الصغيرين كل يوم بأنهما غير شرعيين. كيانان هزيلان. وخذ العراق وسوريا ومستوى المعيشة ومعدل النمو (طوال 50 عاما) وحال الناس وطمأنينتهم وعدد المتشددين فيهما. قارن بين أحوال الناس في ليبيا وهنائها وسكينتها والقانون والعدالة، وبين جماهيرية الأربعين عاما. وشكرا لأحاديث السيد أحمد قذاف الدم المتتابعة، لأنه أوضح لنا أن الطلاب الذين عُلِّقوا على مشانق الجامعة الليبية فعلوا ذلك بسبب خلافات في ما بينهم. ألا يكفي أنهم كانوا مجرد طلاب وأنهم شُنقوا كالمجرمين في حرم الجامعة، لكي يتعظ…

آراء

درس عراقي لليمن

الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤

طيلة 30 عاما (1978-2012) حاول الرئيس السابق علي صالح استعادة السيطرة على المناطق القبلية التي كانت- تقليديا- خارج سلطة الدولة، لكنه في نهاية المطاف نجح فقط في جعل نفسه القوة الأكبر بين قوى متعددة، وإقناع الجميع بأنه الخيار الأقل سوءا بين مجموع المتنافسين على السلطة. كانت الثورة الشعبية فرصة لتغيير هذا الميزان الذي استقر نسبيا منذ 1994، حين أثمرت الحرب الأهلية عن إضعاف أبرز منافسي الرئيس، أي الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب وحزب الإصلاح في الشمال. يعرف دارسو العلوم السياسية أن الثورات الشعبية والصراعات الأهلية تؤدي دائما إلى قلب موازين القوى: أقوياء الأمس يضعفون وضعفاء الأمس يستقوون، كما تولدت قوى جديدة من رحم الصراع. حصل هذا في مصر وليبيا وتونس وسورية والعراق، وجميع الأقطار التي مرت بتجارب مماثلة. لكن هذا التغيير يبقى غالبا في الشارع، ولا ينعكس على تشكيل الحكومة. ذلك أن النخب القديمة وحلفاءها في الإعلام والجيش والاقتصاد وحتى في المؤسسات الاجتماعية يعيدون إنتاج قوتهم السياسية في إطار يناسب التحولات الجديدة. تتمتع النخب القديمة بخبرات متراكمة في العمل السياسي والقيادة. أما القوى الجديدة فتحسن تنظيم الاحتجاجات، لكنها لا تجيد ترجمتها إلى قوة انتخابية. في مصر مثلا، كان الشباب صناع ثورة كانون الثاني (يناير) 2011 ووقودها، لكنهم فشلوا في تحقيق أي مكسب مهم في الانتخابات التالية للثورة. كذلك الحال في…

آراء

المسلمون بين روحانية الحج وسموم الإرهاب

الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤

يأتي موسم حج هذا العام لكي تكون له خصوصية عند المسلمين في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب التي نشرت الرعب والخوف في العالم، وفي العالم الإسلامي على وجه الخصوص، أي سمعة تلك التي ألصقتها الجماعات الإرهابية المتأسلمة بالإسلام والمسلمين، التي أعطت للغرب صورة سلبية عن الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للسلام والأمن والمحبة، فها هم إرهابيو جماعة «داعش» الذين وضعوا العالم على فوهة بركان يرفعون الرايات السوداء بيد ويمسكون برؤوس الأبرياء باليد الأخرى. ويشاء الله أن يأتي حج هذا العام متزامنا مع تصاعد أعمال الإرهاب وحرب التحالف الدولي عليه، ليكون لهم الحج بلسما وليخفف عنهم ما هم فيه. يا لها من مفارقات بين فلسفتي الحج والإرهاب. إن ركن الحج فريضة الله على المسلمين لكي يحقق لهم غاية هذا الدين وهي التوحيد، وهو إدخال الأمة المسلمة في تجربة التوحيد والوحدة، أي بصورة فعلية وليس من خلال مجرد الدعوة والحثّ على ذلك، فمن خلال مناسك الحج عندما يرتدي الحجاج لباسا واحدا وهو لباس الإحرام ويطوفون حول الكعبة المشرفة، ويقفون على جبل عرفات ويرمون الجمرات في زمان ومكان محددين، فإن كل هذه المناسك تعطي دلالات الوحدة والتماسك، وهو ما لا مجال فيه للشعارات الحزبية أو التجمعات الطائفية أو الاستقطابات السياسية، بل فيه براءة من كل مبدأ يخالف نهج الكتاب والسنة، لا فرق بينهم في…

آراء

صنعاء مقبرة الحوثيين

الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤

في عام 1948 طوقت القبائل العاصمة اليمنية مهددة باستباحتها، بعد جولات من الحروب بين الثوار والإمامة. وقد سارع عبد الله الوزير قائد ثورة الدستور اليمنية، بالسفر إلى جدة يطلب عون الملك عبد العزيز. الملك لام الوزير بأن الدم يورث الدم، وأنه، مع «الإخوان المسلمين»، غدروا بالإمام يحيى وقتلوه، وكيف للوزير أن ينصب نفسه إماما. الملك رفض دعم الثوار رغم أنه لم يكن على وفاق مع الإمام. وسقطت صنعاء في يد الإمام أحمد، لتبدأ جولة جديدة من الحروب اليمنية - اليمنية. صنعاء شهدت وعانت كثيرا من المؤامرات والخيانات في العقود السبعة الماضية؛ اغتيل الإمام أحمد عام 1961، ليحاصر ابنه، البدر، العاصمة بعد استيلاء الثوار عليها، فيغررون بالرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي أرسل 70 ألف جندي في حرب دامت نحو 8 سنوات وفقد فيها نصف جيشه. وفي غفلة منه، ضربته إسرائيل في 1967 من الخلف وهو يقاتل القبائل اليمنية. وقد سبقهم البريطانيون والعثمانيون، وجميعهم فشلوا في تثبيت حكمهم في اليمن. هذه سيرة موجزة لتاريخ الدم والحكم في صنعاء، التي حيرت أحداثها الأخيرة الكثيرين. الحوثيون، فرع قبلي يمني ارتبط بالإيرانيين خلال التسعينات، بتشجيع من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي ظن أنه قادر على لعب الثلاث ورقات، فدعم الإصلاح الإخوانيين، والقبائل الموالية، والحوثيين، وفي نهاية اللعبة خسر الحكم. وإيران التي…

آراء

نسايب جورج كلوني

الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤

أخيرا ناسبنا (هوليود) بعد أن تزوج الممثل والمخرج الأمريكي المثير جورج كلوني من المحامية اللبنانية أمل علم الدين. وأصبحنا، بناء على ذلك، أخوال عيال كلوني الذي سيتعلم من الآن وصاعدا (اللغى) اللبناني وستسعده (أموله) بأطباق التبولة والكبة النية وزنود الست. وهذا يعني أن (حلواتنا) العربيات قادرات على غزو ثقافات الرجال الغربيين وتغيير مذاقاتهم وأفكارهم. والأخيرة هي ما نأمل من بنتنا العربية أمل أن تفعله مع هذا النجم الكبير الذي تؤمن به أمريكا أكثر من إيمانها برئيسها. نريد من أمل، وقد أعطاها الله هذا السحر الأنثوي الطاغي، أن تستخدم الحكمة في إقناع كلوني بأن العرب فيهم (أوادم) وأنهم ليسوا كلهم إرهابيين، بدليل أنها هي أسقطت قلبه بين يديها لذكائها ونعومتها وحلاوة منطقها وإيمانها بالسلام الذي يجب أن يعم كل العالم. وأكثر من ذلك بدفاعها، كمحامية، عن حقوق الإنسان في كل مكان. ولدينا أمل في (أمل)، وقد عرف عن اللبنانيين أكل السياسة مع الفتوش، أن تتحدث للأمريكان المغيبين عن ثقافات الآخرين وأحوالهم السياسية. وتقنعهم بأن من في تلك البقع الجغرافية، الشرق أوسطية، يريدون مثل الأمريكان أن تخلوا بلدانهم من الحروب والتقاتل والإرهاب. أي أن حب الحياة وحب الأمن والطمأنينة ليس قصرا عليهم وممنوعا على غيرهم. وإذا استطاعت، بحكمتها وحنكتها، أن تحول كلوني إلى صوت مؤيد للمواقف الفلسطينية والعربية فهي ستكون قد فعلت…

آراء

العرب ظاهرة صوتية.. غزة مثالاً !

الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤

الويل والثبور لمن وقف وأشهر قلمه في أثناء العدوان علي غزة، كانت الدماء تسيل والدموع تنشر من المشرق إلي مغرب وطننا العربي، ولكن يلزم على الجميع الركوب في مركب حماس، ومن يخرج عن ذلك الخط فهو الخائن والعميل والمتصهين، ولكن النتيجة تركت على الرف ولم تناقش وتجرد بحسبة دقيقة عمن بتحمل مقتل أكثر من 1100 فلسطيني، ربما يقول البعض إن إسرائيل هي من يتحمل تلك المسؤولية، ولكن علينا أن نكون واقعيين ونحدد الطرف الذي أدخل الشعب الفلسطيني في تلك المغامرة غير المحسوبة، فأولاً علينا احترام الحياة لأي إنسان، فنحن شهدنا إسرائيل تشن حرباً بسبب مقتل ثلاثة مستوطنين تم قتلهم من قبل حماس، ونشهد إدارة أوباما المترددة تشن حرباً جديدة في الشرق الأوسط بسبب قيام تنظيم «داعش» بقتل صحفي أميركي في حرب غزة، وللأسف من رفعوا شعارات الحرب والتحرير ودبجوا المقالات في أن إسرائيل وشعبها إلي البحر كما ردد النظام الناصري، لما يحدث ذلك قديماً والمعطيات المعاصرة تقول إن إسرائيل باقية في شرقنا وأصبحت واقعاً وعلينا التعامل مع هذا الواقع مهما كانت درجة وعلقم المرارة، وأظن أن الهزيمة أمام إسرائيل في الحروب المتكررة مع العرب هي قضية هزيمة حضارية وعلى جميع الأصعدة، فلا يمكن لحركات الإسلام السياسي مثل حماس والجهاد الإسلامي أن تكون المخرج من مأزقنا الحضاري، فالانتصار والخروج من قمة…

آراء

نقد الوهابية

الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤

(الوهابية) مصطلح يطلق على حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1703 - 1792م)، وهو مصطلح أطلقه خصوم الحركة في خضم صراعهم مع الحركة، وكان إطلاقـه محاولة من خصومها لترسيخ الاعتقاد لدى جمهور المسلمين بأن الحركة تدعو لمذهب جديد له أصول دينية تخالف بقية المذاهب السنية، وقد نجحوا في هذا مما دفع أتباع الحركة لتكثيف التـأليف لتوضيح أن الحركة إنما هي امتداد لتعاليم السلف في قضايا العقيدة، وانتماء لمذهب الحنابلة في قضايا الفقه، لكن مصطلح (الوهابية) ما لبث أن وجد قبولا لدى أتباعها؛ فقد عنـون سليمان بن سمحان – من علماء الحركة وشعرائها - كتابا له بـ(الصواعق المرسلة الوهابية على الشبه الداحضة الشامية)، ويقول الأستاذ عبد الرحمن بن سليمان الرويشد – أحد مؤرخي الحركة - مشيرا إلى تحول اللقب إلى مجرد مصطلح إجرائي تعريفي: “تحول ذلك اللقب – الوهابية - بصورة تدريجية إلى مجرد لقب لا يحمل أي طابع للإحساس باستفزاز المشاعر، أو أي معنى من معاني الإساءة، وصار مجرد تعريف مميز لأصحاب الفكرة السلفية، وماهية الدعوة التي بشر بها الشيخ الإمام محمد بـن عبد الوهاب، وأصبح هذا اللقب شائعا ورائجا بين الكتاب والمؤرخين الشرقيين والغربيين على حد سواء، ومـن ثم فليس هناك ما يسوغ هجر استعمال تلك الكلمة، كتعريف شائع”، وكما شغلت الحركة الوهابية وأفكارها معاصريها فما زالت إلى اليوم…

آراء

مريم والبغدادي.. السماء والأرض

الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤

يتصارع منطقتنا تياران أحدهما يجرنا إلى الخلف، والآخر يأخذنا إلى الأمام، تيار الحداثة وتيار التخلف.. أحدهما يرشدنا إلى بدائية الأرض والآخر سقفه السماء. وجاءت رمزية الرائد طيار الإماراتية مريم المنصوري، التي قصفت مواقع «داعش» بطائرتها الـ«F16» تجسيدا حيا لذلك الصراع الأزلي بين التقدم والتخلف، وبين الخير والشر. طارت الفتاة الإماراتية إلى السماء وبقي أبو بكر البغدادي وجماعته ضحية الأفكار الترابية في الأرض. كُتب الكثير عن مريم المنصوري في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت سياسية بحتة لا اجتماعية البتة. كُتب عنها قدح ومدح.. مدح من تيار الحداثة والتقدم، وقدح من الجماعات الترابية التي تتدثر برداء التخلف وتسميه زورا دينا، ربما دين هذه الجماعات بمعنى عقيدتها التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي كما يعرفه جمهور المسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم. مريم المنصوري لم تعد شخصا، بل أصبحت رمزية لفئة من العرب تريد أن تحلق في السماء في صراع مع فئة أخرى تشدنا إلى الأرض. مريم ليست قادمة من السويد، فهي فتاة إماراتية بنت القبيلة، وبنت الدولة الإماراتية المحافظة، وهنا تكمن معاني الرمزية، أي أن القبيلة والمحافظة التي قد يحلو للبعض أن يرميها بالرجعية، قادرة وقابلة للتطور والتكيف مع معطيات العصر، فالقبيلة ليست كلا لا يتجزأ، وليست كتلة صماء خالية من دينامكية الحياة، ففي القبيلة قيم تدفع إلى التقدم والتكيف، وفي حالة المرأة…

آراء

لكي لا تتكرر الأخطاء القديمة مع الإرهاب

الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤

لا يهم كثيراً كيف أمكن لتنظيم داعش المجرم جمع عناصره السافلة، ولا كيفية تمويله أو الأيادي الخفية التي تحركه. هذه الأمور من اهتمامات مراكز الاستخبارات والجاسوسية الدولية. ما يهم، أولاً، أن هذا التنظيم أعلن الحرب على وطننا وأمننا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا.. وثانياً أن كافة أفعال هذا التنظيم الخبيث تصب في مصلحة نظامين معاديين، سوريا وإيران، وهما خبيثان مثله.. وثالثاً أن حكومتنا تشارك في الحرب العالمية الشاملة على هذا التنظيم لاجتثاثه من الأرض. لكن ثمة أمراً آخر يهمني شخصياً أكثر من كل الأمور السابقة، فهذه يتم التعامل معها بالفعل. الهمّ الأكبر هو كيف ستتعامل حكومتنا لاحقاً مع فلول السعوديين الهاربين من الضربة واستطاعوا التسلل مرة أخرى إلى أرض الوطن؟. أرجو، بل أطالب حكومتي بإلحاح، ألا تكرر عندئذ نفس الأخطاء التي ارتكبتها مع موجات الإرهاب السابقة. حالياً اتضحت الصورة عن تنظيم داعش بما لا يترك لأحد مجالاً للاعتذار والاحتيال بالحياد الشرعي أو الأخلاقي. تنظيم داعش، عملياتياً، مكون أساسي من منظومة الدفاع عن النظام الطائفي في سوريا وحلقة جهنمية في الشبكة السرية الإيرانية. المجندون السعوديون الهاربون من صفوف داعش وكذلك الأفلام المهربة سرياً عن وحشية هذا التنظيم كشفت لنا من الحقائق ما فيه الكفاية. السبي واغتصاب النساء وتنفيذ الإعدامات بالرجال ورمي جثثهم في الهاويات والمرادم، كان وما زال من نصيب المقاومة ضد النظام…

آراء

لسمو الأمير الوزير: لماذا يكره خالد مدرسته؟

الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤

ومن المفارقات اللافتة التي قد لا يعرفها كثر عن سمو وزير التربية، وهو يدخل إلى فصل ثانوي في مدينة حائل بعض ما يلي: ودعك أولاً، أنه على هرم الوزراء في التصنيف الدولي الجامعي كخريج لجامعة أكسفورد، فأنا لا أعرف وزيراً من هارفارد. هذا غير مهم كثيراً في حياة سمو الأمير الوزير. الأهم، في ثانياً، أنه أول وزير تربية في تاريخنا المحلي يتلقى تعليمه الأساس في مدرسة داخلية بالطائف كان لا يخرج منها إلا ظهر الخميس ليعود إليها مساء الجمعة، الأهم، في ثالثاً، أنه ربما يكون الوزير التربوي الوحيد على المستوى العالمي الذي درس مرحلة الثانوية مرتين: الأولى، في مدارس دار التوحيد، والثانية، مرغماً بقرار أبيه، وأيضاً في مدرسة داخلية صارمة في "برنستون" بنيوجرسي الأميركية. كل هذا يكفي لأن نقول بثقة إن مشوار سمو وزير التربية مع التعليم ذاته الذي يرأس إدارته اليوم كان شاقاً مكلفاً وأقرب إلى مصطلح "التربية العسكرية" منه إلى التعليم المدني. وكل من يقرأ قصة أولاد وبنات الملك فيصل بن عبدالعزيز مع التعليم سيدرك أن لصرامة الأب وتغييبه للعواطف دورا مهما في قصة نجاحهم العلمية الخارقة، ولكن أيضاً على النقيض تماماً وليسمحوا لي جميعاً: في الشعور بردة الفعل تجاه المدرسة. وعفواً سمو الأمير الوزير: أطفالنا وأبناؤنا اليوم غابوا عن مدارسهم تماماً في الأسبوع الأخير ما قبل الإجازة…