آراء
الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠١٤
هناك قصة شهيرة تروى في أدبيات الإدارة واتخاذ القرار تحاول أن تصور لنا كيف يتخذ المرء كثيرا من قراراته. وهي كالتالي: تخيل أنك شاهدت مجموعة من الأطفال يلعبون في مسارين منفصلين لخط السير الحديدي للقطار. أحدهما يعمل والثاني خارج نطاق الخدمة. وكان هناك طفل واحد يلعب في هذا المسار المعطل، أما باقي الأطفال فكانوا يلهون عند المسار الذي يعمل. ولو أن القطار اقترب بسرعة خاطفة نحو الأطفال وكنت حينئذ واقفا في نقطة تقاطع مساري القطارين سيكون أمامك خيار أن تدفع القطار باتجاه المسار المعطل، الذي به طفل واحد في محاولة لحماية أكبر عدد من الأطفال في المسار الآخر غير أن هذا القرار يعني أننا سنضحي بطفل واحد. أو أن نترك القطار يسير في طريقه. لنتأمل القرارات التي يمكن أن تتخذ في هذا الموقف. عموما الناس ربما يميلون إلى خيار حماية أكبر قدر ممكن من الأرواح على غرار تصرفنا الفطري في حالات الكوارث الطبيعية. وهذا القرار ربما فيه شيء من العقلانية وجانب عاطفي. ولكن هل وضعنا في اعتبارنا أن الطفل الذي اختار اللعب في المسار المعطل قد اتخذ قرارا صائبا وآمنا، ومع ذلك قرر البعض أن يضحي به في سبيل حماية عدد من الأطفال غير المبالين الذين اختاروا اللعب في مكان في غاية الخطورة. هذه المعضلة الرمزية تحدث أمامنا على أرض…
آراء
الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤
هناك مسلمات وبدهيات عقلية نستطيع من خلالها الحديث حول مكان النقط على الحروف كي نتمكن من قراءة واقعنا أولاً ثم الواقع اليمني بالشكل الصحيح، وعبر هذه النقاط نستمد الرؤية بشكل أوسع لما هو أبعد من اليمن في واقعنا العربي، الذي نريد التأثير فيه وفق معطيات عروبتنا وديننا. المسلمة الأولى: أننا دولة ذات عمق عروبي يتجاوز تاريخ الفتوحات الإسلامية، وعبر هذه البدهية نلاحظ أن موقعنا هذا في جزيرة العرب منذ إرم ذات العماد، هو الذي أهلنا لكثير من الفاعلية في الأوساط العربية، مسيحية ومسلمة. المسلمة الثانية: أننا دولة ذات عمق ديني يتجاوز دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - والسبب عائد لخدمة الحرمين الشريفين، فالكعبة كانت مطافا للإبراهيميين من الساميين، ثم كانت علاقتهم بها أوثق بعد أن أنار الله طريقتهم بإمام الهدى محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، فكان للعرب شرف اللغة بكتاب الله، وشرف الرسالة بالنبي العدناني. المسلمة الثالثة: أن الحوثيين شيعة قبل أن يولد الخميني وقبل أن تتجمهر إيران بالإسلام، وأن النسيج الاجتماعي اليمني متداخل بشكل يتجاوز التجاذبات الثنائية البسيطة - والساذجة أحيانا - التي تريد فرضها بعض القوى خارج اليمن أو داخله، إلى درجة تنسينا أن آباء الحوثيين هم حلفاء المملكة في ستينات القرن الماضي عندما دعمت الإمامية فهل من مدكر؟! المسلمة الرابعة:…
آراء
الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤
بين اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 وقيام أميركا بقيادة تحالف دولي لملاحقة «القاعدة» تحت شعار «الحرب على الإرهاب» وسعي أميركا اليوم لتشكيل تحالف دولي لمواجهة «داعش»، مرت 13 سنة، جرت خلالها مياه كثيرة، وحصلت تغييرات واسعة طالت المنطقة العربية في مختلف أوضاعها: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتعليمية والدينية، لكن شيئاً واحداً استعصى على التغيير، هو إيمان قطاع واسع من العرب، بأن المخابرات الأميركية هي من دبر تلك المؤامرة الإرهابية، أي أن أميركا «ضربت نفسها بنفسها، وأدمت أنفها»، فإن لم تكن المخابرات الأميركية وراءها، فهي حتماً «الموساد» الإسرائيلي، وأهداف أميركا من هذه المؤامرة وإلصاقها بالعرب والمسلمين هي: 1- تبرير تدخلها في أفغانستان والعراق لإسقاط نظاميهما المعاديين لها. 2- إيجاد ذريعة لإحكام سيطرتها على المنطقة والتحكم في مقدراتها ومواردها. 3- إعطاء «شرعية» لممارستها الضغوط السياسية لإجبار الدول العربية على تغيير المناهج التعليمية والدينية باعتبارها منتجاً لفكر الكراهية والتطرف المنتج للإرهاب العابر للحدود. 4- إيجاد فزاعة تخيف بها العرب من الخطر الإرهابي، ضماناً لانقيادهم في التحالف الدولي ضد الإرهاب. ولا أدل على رسوخ الإيمان بهذه النظرية (نظرية المؤامرة) في الساحة العربية إلى يومنا هذا من أن الكاتب المسرحي الساخر علي سالم كتب مؤخراً يقول: إنه كان يستمع إلى إحدى المحطات المصرية، الخميس 11 سبتمبر، ذكرى انهيار البرجين في أميركا (11 /…
آراء
الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤
ولأنني، وباعترافي، مع الكتابة، فكرة من النشاز وحب الاختلاف، فسأترك الكتابة عن رسوم الأراضي البيضاء للعشرات الذين أشبعوا القرار الوهمي طرحاً وضرباً حتى ضاعت أوراق القرار ما بين الهيئات والمجالس. ومن النكتة الساخرة أنه لا شيء يشبه الحديث عن الأراضي "البيضاء" في بلدي سوى حديث بضعة نفر من أهل أدغال "الأمازون" عن وفرة الماء أو حديث بضع مئات في شمال كندا عن انقراض الأشجار وتصحر أكبر غابة على وجه الأرض. من المخجل المشين الفاضح المعيب أن يتحدث السعودي عن ارتفاع سعر المتر المربع بينما درسنا في حصة الجغرافيا أن نصيب المواطن من مساحة وطنه بأكمله تصل بالحساب المتحفظ جداً لثلاثة كيلومترات مربعة. حديثي اليوم سيكون عن الأراضي "الصفراء". وكلما دلفت على وطني من ارتفاع فوقي جداً على خريطة "google earth" وجدت نفسي أسبح فوق مساحة هائلة من الرمل الأصفر التي تستطيع استيعاب كل سكان مدن الكون وشعوبه بمقياس المساحة نفسها التي يحتلها ساكن "مانهاتهن" الضيقة جداً، فما الذي أجبرنا لأن تكون بعض مواقعنا على الخريطة أغلى من جوار الهايد البارك أو سنترال بارك في نيويورك؟ دعونا بكل صراحة ومكاشفة نحلل جذر المشكلة: جذر المشكلة هو "الصكوك" الصفراء، لا الأراضي البيضاء، وهنا سأتوقف مجبراً لأنني جبان عن دخول الأراضي "الحمراء" المحرمة. وهنا سآخذكم إلى مساحة هزلية أحاول فيها الهروب من تبعات…
آراء
الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤
إذن فأنت لا تدخن! ولم تقترب من سيجارة في حياتك قط! أنت مثلي تماماً، أو على الأقل هذا ما أقوله لأمي! عدم تدخينك وحفاظك على صحتك العامة والخاصة، وتأثرك بمشهد الرئة المسلوخة على علب السجائر، هو أمر محمود، أحييك عليه، أنت قوي الإرادة، ورجل «فيك خير»، ولكن تبقى هناك معضلة أدب ــ أخلاقية، إن أغلب الكتّاب والأدباء الذين تراهم في أرذل العمر ويقولون حكماً على غرار: لا تحتقر الأفعى لأنها من دون قرون.. فربما تنقلب يوماً إلى تنين! ترى أن السيجارة أو الغليون من لوازمهم ولا يمكن أن تتخيل صورة لكاتب مخضرم دونها! تذكر صورة نزار قباني مثلاً ستتخيله فوراً وهو يمسك القلم بيد والسيجارة باليد الأخرى، وهذا شأنهم أيضاً.. الله يهديهم ويرحم الأموات منهم! تبقى المعضلة في كيفية فهم القارئ لِمشاهد/أبيات/أحاسيس يكتبها كاتب أو أديب معين لمشهد تُشكل فيه السيجارة لاعباً رئيساً وهو لا يدخن، ولعل أهم هذه المشاهد الكلاسيكية هي تلك السيجارة التي يأخذها بطل القصة/المسرحية/القصيدة قبل إعدامه، حدثني بصدق كم مرة مر عليك هذا المشهد في قراءاتك أو مشاهداتك السينمائية؟! أنت لا تدخن، ولكن في داخلك أديب أحمق صغير يريد أن يفهم تفاصيل هذا المشهد، أرجوك لا تبدأ بإشعال السيجارة الأولى أنا سأسهل لك فهم الشعور، دون الحاجة إلى عيش التجربة. تخيل معي، أنك موظف حكومي أو…
آراء
الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤
في غضون أسبوع واحد، تمنّعت إسكتلندا عن السقوط من التاج البريطاني المتين وسقطت صنعاء من التاج العربي المهلهل، لتصبح تحت رحمة الصولجان الإيراني المتمدد عن بُعد. وفي خلال الأيام التالية لهذين الحدثين كُتب الكثير من المقالات التي تناولت بشكل واضح، وفاضح أحياناً، الفروقات بين الربيع العربي والربيع الإسكتلندي، وما آل إليه الربيعان هنا وهناك من نتائج ومواقف أبانت بشكل جليّ الفروق في الثقافة المدنية بين الشعبين العربي والأوروبي. في ما بعد التجربة الإسكتلندية، وغـــيرها مـــن تــجـــارب مماثلـــة سابقــــة، أعلن كثيرون أن الشعـــوب العــربية لديها مشكلــــة في التعبير عن اختياراتها الديمقراطية، هذا صحيح لكن هذه هي نصف الحقيقة، أما النصف الآخر من الحقيـــقة الذي يُغيّـــب كثـــيراً فهـــو أن الأنظمة العربية لديها أيضـــاً مشـــكلة مع الديمقراطية. المشكلة الأولى (لدى الشعوب) سببها قلّة الممارسة، أما المشكلة الثانية (لدى الأنظمة) فسببها بالعكس هو كثرة الممارسة! ظل كثير من الشعوب الأوروبية، منذ أعقاب الحرب العالمية الثانية، يطالب دوله بالتطوير والإصلاح أو الانفصال بناء على مرتكزات عرقية أو لغوية أو اقتصادية، كما هي حال إسكتلندا وإرلندا عن بريطانيا وكتالونيا والباسك عن اسبانيا والفلامنك عن بلجيكا وجزيرة كورسيكا عن فرنسا وإقليم فينيتو ( فينيسيا ) عن إيطاليا وغيرها كثير. اتخذ بعض هذه الحركات الانفصالية طريق العنف خلال سنوات مضت، لكنه بعد سنين تخلى عنه إثر توافق معظمها…
آراء
الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤
خلال هذه الفترة التي تشهد تطوّرات متلاحقة بالكاد يمكن استيعابها، أحسب أن السؤال المهمّ الذي يستحق أن يطرح على مستوى الشرق الأوسط، هو «هل لدى الولايات المتحدة، ومن خلفها المجتمع الدولي، تصوّر جدّي لما يمكن أن تؤول إليه الأمور؟». ما شهدناه خلال الأيام القليلة الفائتة، ونشهده اليوم في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، يؤشر إلى أن الشرق الأوسط الذي عرفناه انتهى.. وبتنا على مشارف حقبة مختلفة تماما. وبعيدا عن الخطابات النارية والتهديدات والتهديدات المضادّة، لا بد من الإقرار بأن ثمة جدول أعمال فُرض على المنطقة، وأن ميزان قوى يتجلّى الآن بدفع دولي ورضوخ - أو قلْ تقبّل - إقليمي. خلال السنوات العشر الماضية منذ الزلزال الجيو - استراتيجي الذي أحدثه احتلال العراق، عشنا تبدّلا جوهريا في ديناميكيات المنطقة على الأرض بينما ظل الخطاب السياسي على حاله. لقد ظل محور «الصمود والتصدي» السابق، الذي تحوّل بعد هيمنة «الحالة الإيرانية» على العراق إلى محور «ممانعة ومقاومة»، يحافظ لفظيا على شعارات العداء لأميركا، وطبعا «الموت لإسرائيل».. يضاف إلى ذلك زيادة جرعات التخوين والإدانة بحق كل مَن يخالفه أو يحاول وقف زحفه. كذلك برز دورٌ غريبٌ عجيبٌ للاعبين إقليميين يحارُ المراقب في تصنيفه، يتراوح بين الحماسة الشديدة لفرض نهج «الإسلام السياسي» وجعله عنوانا للشرعية السياسية في المنطقة، وفي الوقت نفسه الاندفاع باتجاه علماني مناقض له…
آراء
الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤
الرئيس باراك أوباما سعيد بأنه بنى تحالفا عسكريا من عشرين دولة، بينها خمس دول عربية، لمحاربة تنظيم «داعش». أحد الأصدقاء الأميركيين علق بقوله إن الحقيقة أن الرئيس أوباما هو الذي انضم إلى التحالف وليس هم من انضموا إليه. أخيرا، فقد اقتنع بعد «لا» دامت عامين، وأعلن فجر الثلاثاء الهجوم على مواقع تنظيم داعش في سوريا. هذه هي الحرب الرابعة أميركيا في المنطقة. تختلف حرب «داعش سوريا» عن الحروب الأميركية الماضية، تحرير الكويت وإسقاط صدام والحرب على «القاعدة»، كلها واجهت معارضة واسعة من دول وشعوب وجماعات، أما هذه الأخيرة فإنها تحظى بتأييد دولي كبير، وقبول شعبي عربي وإسلامي لا بأس به، وحتى من يعارضها يفعل بجهد قليل. وفي هذه الحرب توجد منافسة كبيرة بين الدول، حيث إن إيران كانت تود أن تكون هي الشريك الرئيس مع الولايات المتحدة في التحالف، وأعلنت تأييدها له في البداية، من أجل أن تؤمن سلامة النظام السوري، وتدشن عهدا جديدا من العلاقة مع واشنطن يؤمن بنفوذها الإقليمي. ومن جانب آخر كانت السعودية، ودول الخليج، تريد أن تكون هي الشريك الرئيس مع الولايات المتحدة لقطع الطريق على إيران وسوريا، وضمان التزام الغرب بمحاربة «داعش». وبغض النظر عن التأييد الواسع الآن الذي جمعه أوباما، فالحكم سيكون على النتائج لاحقا، فهذه حرب قد لا يكون الانتصار فيها سهلا، رغم…
آراء
الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤
لا يمكن القيام بدور فاعل دون فهم حقيقي لما يجري في اليمن؟ ما يطرح الآن هو إشعال فتيل الأزمة من خلال تدويرها بشكل طائفي كما يحاول دعاة الموت تثوير الحالة اليمنية والقذف بها إلى الحرب الأهلية الطويلة التي لن يسلم منها أحد ولا يمكن لطرف الانتصار دون طرف آخر. قبل أي شيء يجب وضع نصب أعين الجميع أن اليمن مرّ بتحولات عميقة ما بعد الثورة، لكنها لم تسلط عليها الأضواء بسبب حالة «الإهمال» لليمن الذي تتحمل القوى السياسية جزءا من المشكلة لما أعطته من انطباع سيئ لدى المجتمع الدولي بلغ حد الابتزاز السياسي؛ حيث من السهل لأي طرف سياسي مؤثر في اليمن التحالف مع الجميع ضد الجميع ولأسباب تزيده تمكينا على الأرض. اليمن، البلد الذي يقبع تحت 60 مليون قطعة سلاح، كأقل تقدير، لا يمكن التأثير فيه دون معرفة المكوّنات الفاعلة والصراع السلطوي بينها قبل الصراع على السلطة المرتكزة في صنعاء تحديدا، بحيث لا يمكن لأي طرف سياسي أن يقتطع حصّة من السلطة إلا بتهديد العاصمة التي باتت مسرحا لصراعات سياسية في غاية الخطورة والتذاكي والاستهتار بمقدرات البلد. وللأمانة فإن معالجة المجتمع الدولي للأزمة اليمنية دون المستوى بسبب عدم فهم طبيعة هذه الجمهورية التي تنتقل من سلطة القبائل إلى سلطة الطوائف بسبب استهتار القوى السياسية الفاعلة. لنلقِ نظرة سريعة ومكبّرة…
آراء
الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤
ماذا يعني أن تطوّق ميليشيات الحوثي العاصمة اليمنية (صنعاء) وترفع صور الخميني في قلب «مملكة بلقيس»؟ ماذا يعني أن يهدّد الحوثيون كل القبائل والأقاليم اليمنية، ويواجهوا الجيش والأمن بالسلاح؟ ماذا وراء الاستماتة الحوثية في السيطرة على التلفزيون الحكومي؟ ماذا يعني أن تُصر ميليشيا متمردة على فرض شروطها بالقوة على كل اليمنيين؟ لم تكن أهداف ونيات جماعة الحوثي خفية في السابق، لكنها ظهرت بشكل أوضح خلال الأيام الماضية، بعد محاصرتها العاصمة (صنعاء)، بهدف فرض واقع سياسي جديد عبر رفع السلاح واستعراض القوة! الحوثي يتوسع عسكرياً، وتقوى شوكته داخل اليمن، مستفيداً من ضعف وتذبذب حكم الرئيس عبدربه منصور هادي ومن الصراع القبلي والسياسي بين النخب اليمنية منذ الانتفاضة الشعبية عام ٢٠١١، التي أرغمت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنازل عن الحكم سلمياً وفق مبادرة خليجية. ما تقوم به جماعة الحوثي (أنصار الله) وهي حركة دينية تتطابق إلى حد بعيد مع جماعة «حزب الله» في لبنان وتُدعم من إيران، إذ كلتاهما تطبّق العقيدة العسكرية ذاتها، وتمجّد الثورة الخمينية، ولهما الأهداف ذاتها، هو السيطرة على الحكم في اليمن. يهدف الحوثي من وراء التصعيد والتهديد والاحتجاجات والاعتصامات ومحاولة إسقاط العاصمة إلى تطويق اليمن والسيطرة على الدولة، وفرض سياسة الأمر الواقع، ومن ثم تهيئة إيران للحضور، وإشغال الجارة السعودية، باستنزافها لاحقاً في حروب عصابات حدودية…
آراء
الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤
«الحوثيّون»، أو «أنصار الله»، يستولون أخيراً على العاصمة صنعاء ومؤسّساتها ووزاراتها، ويُحمل رئيس الجمهوريّة عبد ربّه منصور هادي على توقيع «تسوية» معهم هي، في أغلب الظنّ، تعبير عن إقراره بتوازنات القوى الجديدة. في الوقت نفسه تمضي «داعش» في سبيلها، كأنّها غير معنيّة بتشكيل حلف دوليّ ضخم لمقاتلتها. وهي، بعد احتلالها أكثر من ستين قرية، تطوّق كوباني (عين عرب) الكرديّة السوريّة وتهدّد أهلها الذين فرّت أعداد ضخمة من مدنيّيهم الذين لم يبق أمامهم إلاّ النزوح. تطوّران كبيران دلالاتهما، بطبيعة الحال، أبعد من السياسات الدائرة وتحالفاتها وخصوماتها. فمن العلاقات الأهليّة إلى الثقافات الموضعيّة والدين وشروط النصر والهزيمة، تتجمّع في هذين النصرين مروحة عريضة من المسائل. لكنْ في حدود السياسات والتحالفات المعنية، يمكن أن نلحظ أموراً لافتة تجري في موازاة الحربين الداعشيّة في الشمال والحوثيّة في الجنوب. فهناك ما يوحي أنّ المتضرّرين من هاتين الحربين يحاولون رتق ما هو ممزّق وتظهير ما هو غامض في جبهتهم المفترضة بما يتيح الانتقال إلى شروط مواجهة تكون أفضل. من ذلك، مثلاً، أنّ إمارة قطر التي طلبت من بعض الإخوان المسلمين المصريّين المقيمين فيها مغادرتها، برّدت هجومها الإعلاميّ والسياسيّ على مصر ورئيسها السيسي، أو حُملت على ذلك. وغير بعيد عن قطر، ظهرت مبادرة وليّ العهد البحرينيّ التي طرحت على نفسها إنهاء الأزمة في بلاده. وإذا كان من…
آراء
الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤
في الوقت الذي أشادت فيه بعض صحف الأسبوع الماضي بتقدم 3 جامعات سعودية ضمن أفضل 500 جامعة عالمية في تصنيف «كيو إس» للجامعات العالمية، وفي خضم فرحة المجتمع الأكاديمي بهذا الإنجاز المتكرر سنوياً، جاءت جامعة شقراء لتثبت العكس وأن جلجلة التصنيفات هي مجرد هراء وثرثرة تتناقلها وسائل الإعلام، إذ نشرت صحيفة «الحياة» يوم الأربعاء الماضي معاناة مواطنة تخرجت في الجامعة نفسها ورُفض تعيينها معيدة، على رغم حاجة قسم اللغة العربية إلى معيدات، وعلى رغم حصولها على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في القسم ذاته. بل المحزن في الخبر هو حجم خيبة الأمل الذي تشعر به خريجة شقراء المتفوقة حينما تذمرت من «غياب العدالة وكثرة المحسوبيات في التوظيف وتطابق أسماء الكثير من موظفات الجامعة والمرشحات للإعادة في قسم رياض الأطفال وتربية خاصة مع أسماء مسؤولين في الجامعة»، وتزداد خيبة أملها بجامعتها، وهي تؤكد أن قسمها -قسم اللغة العربية- يعتمد على المتعاونات وليس به سوى رئيسة القسم وثلاث معيدات وأستاذتين من جنسية عربية». وما قصة سامي ضيف الله مع الجامعة ذاتها ببعيد عما حدث للخريجة المتفوقة؛ إذ أعلنت الجامعة وظائف وتقدم لها سامي واجتاز الاختبار التحريري والمقابلة الشخصية، ولكن الجامعة كانت لها حسابات أخرى، إذ تمت ترقية أحد الموظفين على الوظيفة، واستبعد المواطن العاطل الذي بلا وظيفة، وها هو سامي يتنقل…