آراء

آراء

التمددات الإيرانية في الأرض العربية وتهديدات الانقسام

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

انقضى الأسبوع (العربي) على وقع ثلاثة أحداث في سوريا والعراق واليمن. في العراق تأجلت جلسة مجلس النواب شهرا، لأن المالكي مصرّ على البقاء في رئاسة الحكومة لفترة ثالثة. وفي سوريا استطاع النظام محاصرة المناطق المحررة من سيطرته في حلب. وفي اليمن تصاعدت الاشتباكات بين الحوثيين والجيش اليمني، لأن الحوثيين لا يريدون الاستيلاء على مدينة عمران فقط؛ بل ويستهدفون صنعاء أيضا! في المواطن الثلاثة مواجهات متداخلة: السلطة القائمة ومعارضوها، والتنظيمات المسلحة الإيرانية التي تدعم السلطات أو معارضيها، والتطرف الإسلامي الذي يقبع بين السلطة والمعارضة، وتستخدمه السلطات فضلا عن القوى الإقليمية والدولية! منذ العام 2003 يتذمر السنة العرب في العراق من التهميش، ومن الملاحقات والقتل والاضطهاد والتهجير. وقد كان بينهم معارضون ومقاتلون للاحتلال الأميركي من بقايا النظام السابق. أما القتال ضد الأميركيين (والشيعة) باسم الدين والسلفية الجهادية فلم يحدث إلا بعد دخول أبو مصعب الزرقاوي من سوريا، حيث توالت أرتال «الجهاديين» التي أرسلتها المخابرات السورية لإزعاج الأميركيين، فأزعجت الشيعة أيضا، واستثارتهم ضد السنة فحصلت الحرب الأهلية (2006 - 2008). وخلال ذلك أقبل الأميركيون على بناء نخب الدولة الجديدة وجيوشها وأمنها. واتفق الأميركيون مع الإيرانيين والمالكي على كل شيء بما في ذلك عدم التحرش بهم أثناء انسحابهم، وعدم التحرش من جانب حزب الله بإسرائيل، وعدم التعرض لنظام الرئيس الأسد من جانب الولايات المتحدة.…

آراء

التقارب الأميركي ـ الإيراني وانعكاسه على المشهد الخليجي

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

لم تشهد الأروقة السياسية وحلقات الفكر والبحث، مثل ما تشهده اليوم حول موضوع بات يشكل واحدا من أهم المواضيع نظرا لتداعياته على المنطقة والمتمثل في التقارب الأميركي الإيراني. هذا الأمر لا شك ينعكس بصورة أكثر وضوحا على المشهد الخليجي، الأمر الذي يدفعنا لتناول أبعاد هذا الأمر، والذي يطرح بدوره الأسئلة التالية: هل نعد القادم تقاربا أم اتفاقا؟ هل من الممكن أن يحدث ذلك؟ هل يتوجب أن ينظر إلى أي تقارب بين أميركا وإيران على أن له تداعيات سلبية؟ هل توجد معطيات يمكن البناء عليها في قياس الإيجابيات والسلبيات لذلك التقارب؟ ما قراءتنا لمستقبل ذلك التقارب؟ يمكن اعتبار ما سيحدث بين أميركا وإيران على الأقل في المنظور القريب، نوعا من التقارب وليس اتفاقا. ولعل للبعض وجهة نظر مغايرة مستندا إلى حدوث نوع من التفاهمات بين أميركا وإيران في ملفات من قبيل الملف الأفغاني أو العراقي. وهو الأمر ذاته الذي يدفعنا لتأكيد صعوبة الوصول إلى اتفاق بينهما في المنظور القريب. فما حدث من تعاون وتنسيق في تلك الملفات، لا يعدو كونه تعاونا على المستوى التكتيكي، وهو ما أكده قاسم سليماني قائد فيلق القدس بقوله، إن التعاون بين البلدين حينما بدأ كانت هناك شكوك بأن طلب أميركا للمساعدة كان إجراء تكتيكيا، وأن أميركا لا تستهدف التعاون طويل الأمد، الأمر الذي دفع بالمرشد الإيراني…

آراء

منحنى اللا سعادة!

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

تحدثت هذه المقالة سابقاً عن الناتج الوطني للسعادة «Gross National Happiness»، الذي بدأ في «بوتان» في أوائل سبعينات القرن الماضي، وانتشر أخيراً في كثير من دول الغرب، بل وتفرغت معاهد ومراكز دراسات متخصصة لقياس مؤشر السعادة، وتصنيف الأمم بناء على هذا المعيار. ويقيس مؤشر السعادة أشياء غير نقدية مثل جودة البيئة، وثقافة المجتمع، ومستوى التعليم، وحتى كيفية استمتاع الناس بأوقات فراغهم، وهي مقاييس تتطلب قياساً غير نقدي، يقوم على المقابلة والتقصي، وسؤال الناس المعنيين بالقياس. وكان من أكبر المؤيدين لقياس هذا المؤشر مرشح الرئاسة الأميركي الشهير السيناتور روبرت كينيدي، الذي اغتيل في لوس آنجلوس في أوائل حزيران (يونيو) 1968، إذ اعترض على مؤشر الناتج المحلي الإجمالي GDP الذي يستخدمه الاقتصاديون، وفضل عليه ما يسمى بالناتج المحلي للسعادة. وقال كينيدي إن «الناتج المحلي لا يقيس صحة أطفالنا ولا جودة تعليمهم ولا أوقات فرحتهم حينما يلعبون، ولا جودة نظام القضاء، ولا متعة الشعر، ولا طول حياتنا الزوجية»، قبل أن يختم بقوله: «إنه يقيس كل شيء، ما عدا ما يجعل الحياة جميلة وتستحق أن تعيش من أجلها». بالطبع لو تجاوزنا وصف كينيدي الحالم للسعادة، وتوقفنا مع المؤشرات التي يبنى عليها مؤشر السعادة، وهي - كما ذكر - جودة البيئة وثقافة المجتمع ومستوى التعليم وكيفية استمتاع الناس بأوقات فراغهم وغيرها من الأمور، فالأكيد أن…

آراء

لماذا سادت الحركات الجهادية ثم قادت؟

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

هنالك حركات مقاومة إسلامية؛ توجه بنادقها وصواريخها، تجاه العدو الصهيوني؛ خارجة عن ما أقصده بالحركات الجهادية الإرهابية؛ على شاكلة القاعدة وتفرعاتها وأخواتها. حيث أعد بأن أي تنظيم عسكري، سواء جهادي أو غير جهادي يوجه بندقيته، خارج دائرة العدو الصهيوني هو تنظيم مشكوك في أمره ونواياه. وحتى أرى بأن أي، مقاومة ضد العدو الصهيوني؛ تأتي مفتعلة؛ وليست جزءا من استراتيجية شاملة، لردع اعتداءات العدو الصهيوني وهمجيته وغطرسته ضد شعبنا المقاوم في فلسطين المحتلة؛ وتحجيمه للوضع الذي يستحقه؛ داخلة ضمن حركات العبثية الجهادية. لا أحد ينكر، بأن الحركات الجهادية الإرهابية، القاعدة وتفرعاتها وأخواتها؛ لها قبول واسع عند كثير من الجماهير العربية والإسلامية؛ ولكن ليس هذا من قبيل ما تمنحه أو تعد به، من تقدم وتحضر وازدهار؛ ولكن من قبيل الإفلاس الحضاري والمدني والتقدمي، الذي تعيشه المنطقة العربية والإسلامية بشكل عام. المنطقة تعيش في فراغ حضاري، وحتى إنساني مريع؛ ناهيك عن العلمي والمدني والتقدمي. ولذلك أتت هذه الحركات الجهادية العبثية والإرهابية لتملأ جزءا من هذا الفراغ إن لم نقل جله. أي أتت الحركات الجهادية الإرهابية؛ كسراب يحسبه الظمآن ماءً. عاش العالم العربي حوالي أكثر من ستة قرون؛ منذ سيطرة الدولة العثمانية عليه؛ بقطيعة شبه تامة، عن العالم من حوله؛ ناهيك عن إشعاعات العلم والحضارة. حيث عمدت الدولة العثمانية بعزل العالم العربي عما يجري…

آراء

لا منطق مع غير المنطقيين.. وإيران ماضية بتدخلاتها في شؤوننا الداخلية!

الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤

لا جدال في أن إيران تعاني، ومنذ فترة بعيدة، أزمات داخلية طاحنة بالفعل؛ فهناك الأوضاع الاقتصادية المتردية التي باتت تقترب من الانهيار، وهناك الصراع المتفجر والمحتدم بين أجنحة النظام المتعددة، وهناك توترات الأقليات القومية والدينية والمذهبية التي لجأ بعضها أخيرا إلى حمل السلاح. لكن وخلافا لما يراه البعض، فإن القيادة الممثلة بـ«الولي الفقيه» وكبار ضباط حراس الثورة، بدل العودة والتراجع والانكفاء إلى الداخل نجد أنها تواصل الهروب إلى الأمام وتصر على المزيد من تدخلها السافر، الذي يتخذ طابعا عسكريا، في الشؤون الداخلية للكثير من الدول العربية والإسلامية، البعيدة والقريبة. إن المفترض أن يبادر أي نظام عندما تتفاقم أزماته الداخلية إلى التخلي عن تطلعاته الخارجية وإلى الانكفاء على الذات وإعطاء الأولوية لمعالجة مشاكل شعبه، وخاصة ما يتعلق منها بلقمة الخبز والحريات العامة، لكن هذا إن هو ينطبق على أنظمة أخرى، فإنه لا ينطبق على هذا النظام الإيراني، الذي لجأ فور انتصار الثورة الخمينية في فبراير (شباط) عام 1979 إلى إشغال شعبه بالكثير من القضايا الخارجية، وكل هذا تحت راية «تحرير» كربلاء والنجف وحماية مراقد الأئمة والمقامات الشيعية - إن في العراق، وإن في غيرها من الدول العربية. إنه لا شك في أن التفكير المنطقي يستدعي افتراض أن إيران ليست عازمة على التورط أكثر مما هي متورطة - إن في العراق، وإن…

آراء

الموجة الثانية من “خراج” الإرهاب

الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤

ثلاثة من بين "أربعة" غزوة شرورة هم من خريجي برنامج المناصحة. ما يقرب من ألفي شاب سعودي من بين ما يقال إنهم ثمانية آلاف قاعدي في اليمن. سورية والعراق بدواعشها وجبهات خذلانها ونصرتها تعج أيضا بالآلاف من أبنائنا الذين نكرر معهم ذات التجربة الأفغانية حذو القذة بالقذة. سيصبح من الكذبة الكبرى ومن خداع أنفسنا ألا نعترف بأن هذه الآلاف هم من ضحايا مدارسنا ومناهجنا ومعلمينا ومنابرنا وأساتذة جامعاتنا وكتابنا ووعاظنا ومخيماتنا المنتشرة بالآلاف تحت عناوين "الظاهر" التي لا نعرف منها إلا هذا الخراج الكبير من "الباطن". لا توجد في رؤوس جبالنا غابة، ولا توجد أيضا على أطراف صحاريها واحة مسؤولة عن تخريج هذه الكوادر الإرهابية. هؤلاء لم يهبطوا على شرورة "بالبراشوت"، ولم يسافروا إلى طالبان وداعش مثل أسراب الجراد أو رحلة طيور النورس بين المواسم. هؤلاء هم خريجو كل ما سكتنا عنه أو لم نستطع مواجهته، هم خريجو الخيمة والمحاضرة والفصل والكتاب، وهم خريجو عنتريات "تويتر" حتى أصبح اختراق العقل السعودي سهلا لمجرد 140 حرفا. هؤلاء حتى، هم خريجو برنامج المناصحة مثلما هم خريجو كل دورات الحوار الوطني التي تحولت مع الزمن إلى أكياس ورق وقاعات فنادق من النجوم الخمسة. خذوا هذه المقاربة التي قد يكون لبعض أرقامها أشياء من الدلالة: تقول بعض الأرقام ـ وأنا لست متأكدا ـ إن…

آراء

وين أروح أسيح؟

الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤

سألني صديق أسكتلندي قبل يومين، أين يمكن له أن يذهب في وقت فراغه؟ خاصة بعد أن ينهي ارتباطاته العملية، التي غالبا ما تكون في فترة العصر، قلت له إن رمضان هو شهر خاص في المملكة، إذ يختلف الجدول اليومي ويتحول الليل نهارا والنهار ليلا. فقال: ولكن هل هذا ينعكس كذلك فيما يتعلق بالأماكن السياحية في المدينة، أم أنه فقط شأن يتعلق بساعات الدوام الرسمية، فترددت قبل أن أجيب، لا لأني لا أملك الجواب، ولكن لأني لست على يقين في الكيفية التي بإمكاني أن أقدم له حقيقة أنه ليس لدينا واقعيا شيء يمكن أن يطلق عليه أماكن سياحية. فجل ما يعرف السعودي لقضاء وقت فراغه هو إما الأسواق أو الاستراحات أو المتنزهات، التي خصصت للعائلات ومن تنطبق عليهم مواصفات الفضيلة. في أي مدينة في العالم، ستجد عندما تصل إلى الفندق الذي ستسكن فيه زاوية مخصصة لمطويات تدلك على أين تذهب؟ وماذا تفعل لتتعرف على المدينة؟، فالجولات التعريفية متعددة، والمتاحف متنوعة تناسب جميع الاهتمامات، والمباني التاريخية والرسمية تجدول زيارات خاصة للاطلاع عليها وعلى ما تقدمه من خدمات للمواطن وإرث تاريخي، والمتنزهات مفتوحة للجميع، وتقدم كل عوامل الجذب، فهي لا تكتفي بشجيرات متهالكة وكشك مرطبات ومقاعد أكلها الدهر و شرب. ليس نقدا لجهة رسمية ما أحاول أن أرمي إليه، بل دعوة لتحويل كل…

آراء

الضمير العالمي المثقوب

الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤

هنالك أمر جليّ على الدول المحبة للسلام والاستقرار في العالم أن تلتفت إليه هو: وقف دعوات العنف في العالم، وهدم المنابر التي تحرّض على الكراهية ورفض الآخر، وإلا فإن هذه الدول ستنزلق إلى منزلق خطير يتلظى فيه أهلها وجيران أهلها. فحتى الآن لم يجد العالم حلاً للمشكلة في سوريا، وفي العراق، وفي فلسطين، وفي اليمن، وغيرها من البلدان التي انقلب عليها «ربيعها» حرائق مشتعلة. وكل هذه الشعوب عزيزة علينا، ومن حقها أن تعيش في أمن ورخاء. ولكن الأنظمة القائمة و«عذابات» التاريخ سرقت الخبز من أفواه بعضها، وسرقت النوم من عيون البعض الآخر! ولذلك سببان، الأول: الفساد الإداري والمالي الذي عمّ تلك الدول واستئثار النظام ومن حوله بمقدرات الشعوب، ما أربك الوضع الاقتصادي، وأحدث فجوة كبيرة بين أفراد المجتمع، فإما تكون «فوق»، وإما تكون «تحت». والسبب الثاني: عسكرة البلاد، وتركيز السلطة على متانة وقوة الأمن الداخلي، وهذا خلق ضغطاً في تلك البلدان و«غيّب» عقل الزعيم عن استحقاقات الحكم، وحق الشعوب في العيش الكريم. فصار أن خُصصت أغلب بنود الميزانيات للضغط على الشعوب، وسنِّ قوانين تتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الناس، ومنها تكميم الأفواه، والاعتداء على الكُتاب والمفكرين -بوسائل شتى حسب الموقف وحسب موقع الكاتب- ما يجعلهم غير قادرين على أداء أدوارهم لخدمة مجتمعاتهم، وربما دفعهم لتفضيل الانكفاء داخل دائرة الخوف، وبالتالي…

آراء

غزة ـ إسرائيل: حرب خامسة.. وليست أخيرة

الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤

منذ أيام ردد الناس، وكتبت أقلام، وزعقت أصوات عبر فضائيات وإذاعات، ما خلاصته أن إسرائيل قررت شن ثالث حروبها على قطاع غزة بعد حربي نوفمبر 2008 وديسمبر 2012. لكن التاريخ يقول إن هذه خامس حروب الإسرائيليين على قطاع غزة. الأولى أكتوبر 1956 عشت لحظاتها صبيا، فذقت طعم الخوف، وعرفت إحساس الطمأنينة بين ذراعي الأم إذ تقرأ آية الكرسي، تريد دفع أزيز الطائرات وفحيح قنابل المدافع، طوال ليالي ونهارات ما عرف بحرب السويس. الثانية عشت تفاصيلها طالبا بجامعة القاهرة، وكنت منذ الساعات الأولى لصباح خامس يونيو 1967 كما ملايين العرب واثقا من نصر مبين، لكني اختلفت عنهم أجمعين، إذ كنت مستبشرا بعودة إلى مدينة غزة عبر حيفا، لا معبر رفح. لكن ذلك لم يحصل. ها أنذا أكتب هذه المقالة نهار عاشر رمضان، الذي توافق قبل واحد وأربعين عاما مع سادس أكتوبر 1973. ذلك اليوم الأغر، الذي يوافق في التقويم العبري «يوم كيبور»، فأُخِذَ فيه جيش «الدفاع» الإسرائيلي على حين غرة، ومع انهيار خط بارليف، انهارت أسطورة «الجيش الذي لا يُهزم»، وعشت تفاصيل ذلك العبور من الهزيمة إلى الانتصار وتابعته صحافيا بجريدة «البلاغ» الليبية في طرابلس، وما أزال أذكر كيف فوجئنا بـ«الأخ العقيد» يخطب ثاني أيام الحرب عبر الإذاعات، بما فيها المصرية، زاعقا أن ما يجري هو «حرب تحريك» للحل السلمي وليس…

آراء

حادثة الوديعة والحذر

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤

اعتداء الوديعة ما هو إلا حدث من الأحداث التي تستهدف أمن الوطن وخلق حالة من قدح الشرر. ومن تابع تفاصيل الخبر سوف يعرف مباشرة أنها عملية بائسة منذ بدايتها؟ وطبيعة خلق الفوضى تعتمد على إشعال الحرائق الصغيرة هنا وهناك لإعطاء هالة إعلامية بحثا عن وهم الحضور.. ولن تكف تلك الهجمات عن عملها بحثا عن إشاعة قوة حضور الإرهاب والادعاء بأنهم قادرون على فعل أي شيء. ومع إعلان وزارة الداخلية أن مرتكبي الحادث الإجرامي هم من أبنائنا يزداد فينا الجزع، ويؤكد أن هناك فئة لم تزل على غيها بالرغم من تكشف حقائق مخططات تمزيق الأمة العربية وإسقاط دولها القائمة وإدخال شعوبها في حروب أهلية تمضي بهم نحو التمزق والتلاشي. ولم يفلح التطبيق الفعلي لذلك التمزق الحادث في دول الجوار لأن يكون عبرة لمثل هؤلاء الباحثين عن الوهم وهم يحملون أفكارا أثبتت السنوات الطويلة أنهم يسيرون في طريق مغلق، وفي سيرهم أضروا بدينهم وأوطانهم. كما أن إعلان وزارة الداخلية أوضح أن بعضهم صدر بحقهم أحكام قضائية لتورطهم في جرائم ونشاطات إرهابية وتم إطلاق سراحهم، وبعضهم تم استعادته من مواقع صراع وحروب، وهو الأمر الذي يؤكد أن المراجعات الفكرية لم تحقق تغيرا نوعيا بالنسبة لأمثال هؤلاء الذين يمكن لهم مزاولة (التقية) والظهور علينا مرات ومرات باستهداف أمن البلد وتقويض لحمته.. وما لم تحقق…

آراء

باختصار.. انتهى زمن المجاملة

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤

"داعش" لا تُشكل أي تهديد على الدولة السعودية؛ أمر مفروغ منه؛ هذا لا يعني أنني أقلل من حجم خطورة هؤلاء ممن يبحثون عن "الحور العين" في دماء الأبرياء!! إذ ليس لديهم شيء يخسرونه على أرض المعركة؛ فإما يقتلون الأبرياء أو يُقتلون معتقدين أنهم في جنة الخلد؛ ولكن - كما أشرت - لا يمثلون علينا أي تهديد؛ فلدينا رجالنا البواسل وإمكاناتنا العسكرية لحماية الحدود؛ وتاريخ السعودية خلال تعامله مع الإرهابيين في السنوات الماضية منذ 2001؛ وتحقيق الأمن في ظلّ دول محيطة لم تستطع لليوم مقاومة الإرهابيين منذ سنوات؛ كل هذا يؤكد ما تتمتع به السعودية من قدرة وإمكانات لمواجهة الإرهاب. لكن الخطورة الحقيقية التي يجب أخذها بعين الاعتبار تكمن في هؤلاء المنافقين في الداخل ممن يعيشون بيننا ويتعاطفون مع القاعدة وداعش والفصائل الإرهابية، ويؤمنون بفكرهم وحركتهم وما زالوا يجدونهم مجاهدين لا مجرمين؛ ربما يتفقون معهم ببعض الأهداف السياسية التي يبطنونها كحلمهم بعودة "الخلافة" المزعومة التي روج لها الإخوان المسلمون وما زال عرقها في دماء بعض الحاملين لهذا الفكر بيننا؛ ألم يخرج علينا أحد هؤلاء وقد خانته عاطفته في تغريداته وأخذ يناشد محبي الجهاد في القاعدة ألا يكونوا سببا في غلق "صنابير التمويل" أو لمزيد من الاعتقالات!! وليس أمثال هذا فقط؛ هناك آخرون يبدون ما لا يبطنونه؛ ممن تفضحهم المواقف؛ كحادثة شرورة…

آراء

الصحوة السعودية

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤

من حيث لا يعلم الجهلة الإرهابيون الذين أحب أن استرجع دوماً تسمية داود الشريان لهم بأنهم «داشرين الحروب»، و«الداشر» في المحكية السعودية هو «الصايع الضايع»، من حيث لا يعلمون جاءت جريمتهم بنتائج إيجابية على مستوى التأثير النفسي والذهني للمجتمع السعودي. وعلى رغم فداحة الخسارة وعظمها في فقد رجال الأمن الأشاوس الأبطال، أسكنهم الله فسيح جناته وقبلهم مع الشهداء والصدّيقين في عليين، إلا أن جريمتهم الأخيرة أيقظت أحاسيس أمنية ونفسية عميقة هذه المرة، فلقد تجرأوا على شهر كريم، وفي يوم فاضل على دماء المسلمين. تصاعدت حدة الانتباه إلى رجال الأمن إجمالاً ورجال حرس الحدود على وجه الخصوص، وبدأ الناس يتبادلون صورهم صائمين محتسبين وهم على الثغور، ويوجهون رسائل لبعضهم بعضاً، تستشعر مرابطتهم وأهمية عملهم للبلاد والعباد، ثم تتذكر الأمن والأمان والرغد وأجهزة التكييف والفرش الناعمة، والأهم الاجتماع بالعائلة كل أذان مغرب وقبيل كل أذان فجر في شهر الرحمات والخيرات، شهر يؤذن المؤذن كل يوم فيه بالعفو والإحسان والمسامحة، لمن كانت قلوبهم تعرفها، فعرف الناس ماذا يحرس هؤلاء، إنهم يحرسون أسلوب العيش السعودي، وما هو أسلوب العيش السعودي؟ إنه الأسلوب القائم أولاً على الأمان مهما اختلفنا على أشياء وتفاصيل أخرى. صحا الناس صحوة ذهنية، وهم يركزون في أفكار الفئات المختلفة التي يدعي كل منها وصلاً بالإسلام، واستنهاض الرشد في الخلافة والقيادة، وانتبهوا…