آراء
الأحد ٢٣ أغسطس ٢٠١٥
حين نتحدث عن أسهم الدولة بالسوق السعودي للأسهم نعلم أن أذرعها هي "صندوق الاستثمارات العام - صندوق التقاعد - صندوق التأمينات" ولكي نأخذ الأرقام بدقة أكثر وكما نشرتها جريدة الاقتصادية يوم 20 أغسطس، بلغت الحصص السوقية للصناديق والمؤسسات التابعة للحكومة في الشركات المدرجة بنهاية تداولات أمس الأول، أكثر من 606 مليارات، تشكل نحو 33 في المئة تقريبا من القيمة السوقية للأسهم المصدرة في السوق السعودية، وبنحو 57 في المئة تقريبا من القيمة السوقية لكبار الملاك، وهناك نشرة تنشر يوميا وموضوعة بمواقع تداول عن أي حركة بيع وشراء لكبار الملاك بالسوق لمن يملكون 5% فأكثر، وأيضا الصناديق الحكومية قد تقوم بعمليات مناقلة للأسهم "تنظيمية" كما فعلت التأمينات مؤخراً، وهي ليست عمليات بيع حقيقة، ومن خلال مراقبتي ومتابعتي للسوق السعودي لأكثر من خمسة عشر عاما، لم أجد يوما أن الدولة قد باعت سهما واحدا وتم إعادة الشراء، أو البيع بغرض التسييل حسب ذاكرتي ومعرفتي، فهي مالك أساسي ومستثمر ثابت وحقيقي، بل قد تزيد من الملكية ولا تنقصها، وأستغرب جدا إشاعات تم تداولها مؤخرا عن أن الدولة قد "باعت" أسهماً لكي تتحصل على سيولة نظير ظروف تراجع أسعار النفط!! بالمنطق المالي والاقتصادي والرؤية العامة لا يمكن أن تقوم الدولة بذلك لأن الأساس هي لم تلجأ له بظروف أصعب أيام العجز المالي في التسعينات…
آراء
الأحد ٢٣ أغسطس ٢٠١٥
الإرهاب على حقيقته في المنطقة الآن يستند إلى منطلق عقدي من ناحية، وجزء لا يتجزأ من صراع سياسي محتدم من ناحية أخرى. المنطلق العقدي بوصفه منطلقاً طائفياً يوفر الغطاء الأيديولوجي للصراع السياسي. ومن حيث إن هذا الصراع محتدم على مستوى الإقليم، فإن الطائفية باتت أيضاً ظاهرة إقليمية لها مؤسساتها وميليشياتها. محاولة الفصل بين الصراع وغطائه الطائفي يعبر إما عن هوى دفين، وإما عن مراوغة مكشوفة لمصلحة هذا الطرف السياسي أو ذاك، أو سذاجة في لجّة الصراع. على هذا الأساس، من يعتبر أن الطائفية محصورة في مظهرها الشيعي، مثل «حزب الله» اللبناني أو «فيلق بدر» العراقي، إنما يعبر عن جهل بما يتحدث عنه أو عن نفَس طائفي. الشيء نفسه ينطبق على من يحاول حصر هذه الطائفية في تنظيم سنّي مثل «داعش» أو «جبهة النصرة». الطائفية بطبيعتها معادلة اجتماعية سياسية لها أكثر من طرف. وتكمن خطورتها التدميرية أولاً في أنها معادلة صفرية، وثانياً في حقيقة أنها باتت معادلة إقليمية تشكل محور الصراع الدائر. وعلى رغم ذلك، هناك من يصر على التركيز على طرف من المعادلة وتجاهل أطرافها الأخرى. وأكثر من يفعل ذلك بصوت مرتفع هو النظام الإيراني وبعض أنصاره ممن هم مرتبطون به على وقع الصراع الدائر حالياً. مثال ذلك «حزب الله»، بخطابه الذي يقول -اتساقاً مع الخطاب الإيراني- إنه يحارب التكفيريين…
آراء
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥
شكل قيام تنظيم داعش بقطع رأس عالم الآثار السوري خالد الأسعد صدمة عالمية لا تقل عن الصدمات السابقة التي سبق أن أحدثها التنظيم الإرهابي الدموي، علقوا جثته على عمود كهرباء وقطعوا رأسه ووضعوه بين قدميه، وهو الذي تجاوز الثمانين من عمره، قضى 40 سنة منها مديرا للآثار في تدمر وشريكا في كل البعثات الأثرية في تلك المدينة التي عشق آثارها وأصبح مرجعا فيه وفي لغتها التدمرية، وقد علق التنظيم لوحة بائسة تحت الجثة كتب عليها بخط رديء جملة من التهم العجيبة التي وجهها التنظيم لعالم الآثار الذبيح، منها: تمثيله لسورية في المؤتمرات الكفرية (أي مؤتمرات الآثار)، وعمله مديرا للأصنام، وموالاته للنظام. وقد انتشرت روايات مختلفة حول أسباب إقدام التنظيم على إعدام الأسعد، منها ما نشر حول رفضة إرشاد التنظيم إلى مكان كنوز أثرية تم إخفاؤها عن عيون الدواعش بعد سيطرتهم على تدمر قبل أشهر، وأشارت بعض وسائل الإعلام إلى أن التنظيم احتجز خالد الأسعد وابنه قبل أن يطلق سراح الابن بعد شعوره بآلام في الظهر، ووسط حملة الإدانات الدولية التي لا تغير شيئا في هذا الواقع القبيح أعلنت إيطاليا أنها ستنكس الأعلام في المتاحف والمراكز الثقافية. خيرا فعلت إيطاليا.. فهذا هو التفاعل الأمثل مع هكذا خبر.. حداد ثقافي.. حزن ثقافي.. غصة ثقافية.. شيء ما يشابه البكاء على حالة…
آراء
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥
المشهد الأول: مع مئات المصلين أمس الجمعة شاهدنا جميعا بأم أعيننا تطبيقا فعليا عمليا لما قرأناه من قبل عن كيفية "صلاة الخوف". جنديان من أبطالنا البواسل يقفان على أطراف ساحة الجامع بينما ينضم جنديان آخران في أطراف الصف الأخير من الساحة معنا لأداء صلاة الجمعة. وفور انتهاء الصلاة تناوب "الأربعة" الأدوار ما بين الصلاة والحراسة أنا أكره المبالغة. ذهبت لصلاة الجمعة بالأمس ولم يكن في خيالاتي أبدا أي هاجس أمني. لكن مناظر سيارات الأمن وهي تحرس جموع المصلين في كل مساجد هذا الوطن لا بد أن تقدح فينا وعيا مجتمعيا بأننا وصلنا مع هذا الفكر الإجرامي إلى حالة خطرة. أختم هذا المشهد بطرفة جاري العزيز ونحن في الشارع المؤدي إلى جامع الجمعة، وكان مثلي تماما، بصحبة ولديه إذ يقول وهو يشاهد كثافة الأمن: دعونا نتفرق في صفوف متباعدة وكأنه يقول: دعونا نتوزع ما بين الناجين والقتلى والجرحى في صلاة جمعة. المشهد الثاني: في ثنايا تحليل وقراءة القبض على آخر هذه الخلايا في "بشائر بلقرن" تبرز المعلومة المدهشة التالية: طفل في الثالثة المتوسطة يعيش في "وكر" مع ضال آخر يبلغ السادسة والأربعين من العمر، ويقبض عليه في شقة صغيرة عثر فيها بالصور والبراهين على ما يقرب من 120 كيلوجراما من المواد المتفجرة. ومرة ثانية، من الخطأ الجسيم الفادح أن تمر علينا…
آراء
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥
من سنوات وكل شيء يرتفع في السعودية، عدد السكان، أسعار السلع، المساكن، حتى الرواتب ارتفعت، الشيء الوحيد الذي ما زال ثابتا والبقية متحركة ويقاوم ولم يرتفع ولا تزال بعض الصحف "التقليدية" تكرره في كل عام هو عدد المقاعد الدراسية والطلاب. هؤلاء الطلاب متوقفون عند العدد "خمسة ملايين" لا ينقصون طالبا ولا يزيدون، وفي كل عام وفي مثل هذا الوقت الذي يسبق العام الدراسي تجد بعض الصحف تكتب "خمسة ملايين طالب يتوجهون لمقاعد الدراسة غدا" أو "المدارس تستقبل غدا خمسة ملايين طالب". لو كتبت في أي متصفح بحث في الإنترنت "خمسة ملايين طالب" ستجد العجب العجاب.. في كل سنة تكتب.. يزيد عدد المواليد في السعودية بشكل كبير ولا يمكن أن يتغير عدد الطلاب وهو ما يسمى في علم الصحافة بـ "قص ولصق" لا إحصاءات دقيقة ولا صحافي يتعب نفسه في البحث والتحري ولا رقيب ذاتي أو إداري يمكن أن يقول للصحافي "من أين لك هذا؟". بعض الصحف مع الأسف الشديد لا ترهق نفسها في العمل، وبعض الصحافيين أيضا مع الأسف الشديد تعود على الاستعانة بالبيانات وإعادة كتابتها تحت المكيف من منزله أو مكتبه، أو العودة لما كتب من سنوات وإعادة نشره، على الرغم من أن المعلومة تحتاج إلى تعب ونزول للميدان وبحث وتحر ودقة في النقل. ليست كل الصحف ولا كل…
آراء
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥
منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في اليمن وتشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة، ظهرت بوادر انكسار المشروع الإيراني في اليمن، ثم بدأت عملية «إعادة الأمل» و«السهم الذهبي»؛ ليبرز تصميم قيادة التحالف العربي على إنهاء كل أشكال الوجود الإيراني في اليمن؛ ليكون منطلقاً إلى صحوة وإستراتيجية عربية جديدة بقيادة المملكة؛ لمواجهة التغلغل الإيراني في المنطقة العربية بالأشكال والسبل كافة. ففي اليمن نجحت إستراتيجية التحالف العربي في «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» و«السهم الذهبي»، فحافظت على شرعية الحكومة اليمنية من خلال احتضانها في السعودية، وتحصينها بقرارات أممية وعربية، ثم البدء بالعمل العسكري المخطط والمرسوم؛ لتحقيق كل الأهداف والمطالب التي قام عليها التحالف العربي المدعوم دولياً. فعسكرياً وضعت قيادة التحالف خطة عسكرية تقوم على أربعة مرتكزات هي: أولاً: القصف الجوي لمستودعات وتحركات جماعة الحوثي ومليشيا صالح، ثانياً: الحصار البحري والجوي الكامل لمنع وصول أي إمدادات لهم، ثالثاً: تدريب ودعم الجيش الوطني ولجان المقاومة الشعبية ومدها بالسلاح، وأخيراً: تسيير المساعدات الإنسانية للمناطق المحررة ولضحايا مليشيا الحوثي وصالح. ولذلك بدأت هذه المرتكزات التي قامت عليها خطة التحالف تؤتي ثمارها، إذ بدأت مليشيا الحوثي تتقهقر وتنسحب وتستسلم للقوات الموالية للرئيس هادي، مخلفة عشرات الضحايا منها، وزادت وتيرة التقهقر بعد تحرير ميناء عدن. إن خطة الالتفاف التي اتبعتها قوات التحالف العربي، على قوات الحوثي وعلي عبدالله صالح من الجنوب والتوجه…
آراء
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥
مازلت أحتفظ بأوراق وملصقات دعائية لمرشحي انتخابات المجلس الوطني الاتحادي قبل أربع سنوات، شعارات كان بعضها منطقياً جداً، وبعضها الآخر ضرباً من الخيال وضحكاً على عقول الناس. وها هي عجلة الزمن تدور، ليفتح باب الترشح لانتخابات المجلس في الدورة الجديدة، هناك وجوه فشلت وستعاود المحاولة، ووجوه أخرى نجحت وستترشح مجدداً، ومرشحون جدد نعرفهم ولا نعرفهم. نظام التصويت سيكون مختلفاً هذه المرة، إذ يحق للمصوتين التصويت لمرشح واحد، وهنا يعني بالمنطق الوطني ألا يكون هناك أي مجال للمجاملة، لا لمجاملة صديقك الذي تشيش معه، ولا للذي تسهر معه، ولا لصديقتكِ التي تمتلك محل خياطة، بل إنّ واجب كل مواطن غيور أن يصوت لمن يستحق فعلاً بعيداً عن العاطفة والصداقة والقبلية و«دهان السير» لمصلحة مستقبلية. شخصياً لا أريد أن يصل إلى المجلس إلا من هو أهل لذلك، فهناك من ترشح في الدورة السابقة، تحدث كثيراً وأطلق شعارات رنانة، وبعد أن فاز لم يعد له أي حضور، ولم نسمع له أي صوت يذكر منذ أن لبس البشت وحصل على جواز دبلوماسي وبات يحمل لقب سعادة! ليكون المجلس فاعلاً ومعبراً عن هموم المواطنين لابد من أن يكون التصويت للأجدر، تعرّف إلى السيرة الذاتية للمرشحين، انظر إلى إنجازات كل واحد، ولا تغرك تلك الشعارات الرنانة التي لا تختلف عن أصوات الطبول، ولا تنخدع بأولئك الذين…
آراء
الجمعة ٢١ أغسطس ٢٠١٥
أمام مقهى في لندن، مرت سيارة فارهة تحمل لوحة خليجية "فحطت" بشكل مزعج، قبل أن تنطلق بسرعة جنونية مخلفة وراءها الغبار. وفي شارع نايتسبريدج، حيث يطيب للخليجيين عادة ممارسة الرفاهة، كانت تقف مجموعة من السيارات بين فيراري ولمبرجيني وماكلارين ورولز رويز فانتوم.. وغيرها، هي التي شحنت إلى لندن أيضا. وكان البريطانيون والسياح الأجانب يتفحصون ويلتقطون لها الصور بدهشة. ربما كان هذا العام أقسى وأسوأ عام مر على انتقاد السياح الخليجيين، بدءا من قانون لندن الجديد بداية الصيف ضد سرعة سيارات الخليجيين بتصنيفها جريمة، وليس انتهاء بفيديو طبخ البطة، والتصوير بسروال وفانيلة في المطار، أو الشيشة أمام برج إيفل كما لو كانت كشتة بر، أو حتى التفحيط على أعشاب الحدائق، أو المنتقبات بعباءاتهن اللواتي التقطتهن كاميرا تليفزيون في حدائق زيلامسي، وغيرها من المقاطع. وقد أصدر برلمان ولاية سالزبورج الاتحادية النمساوية قرارا يلزم الحكومة المركزية في فيينا بتخفيض منح تأشيرات الدخول للسياح من السعودية والكويت بنسبة ثابتة سنويا. وجاء القرار بعد شكاوى وعرائض قدمها سكان الإقليم من ممارسات السياح العرب وعدم مواءمة تصرفاتهم وأزيائهم مع الذوق العام، والحفاظ على البيئة وحقوق الحيوان ونظافة الحدائق التي تمتلئ بالقمائم. كما تجمع آخرون في ألمانيا بلافتة تقول "المسلمون غير مرحب بهم". بالطبع لا يمثل هؤلاء سوى جزء ربما ضئيل منا، لكنهم يصنعون صورتنا العامة مع…
آراء
الجمعة ٢١ أغسطس ٢٠١٥
تكثر الأسباب التي تدفع إيران إلى استعجال الحوار مع جيرانها العرب، بعد الاتفاق النووي بينها وبين الدول الكبرى. وهي تسعى إلى إسقاط معايير المفاوضات الطويلة التي خاضتها مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، على هذا الحوار المفترض، ومن بينها سياسة «الإغواء» الإعلامي والديبلوماسي التي بدأها الرئيس حسن روحاني بعيد انتخابه، لا سيما عام 2013 عند اشتراكه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وتابعها وزير خارجيته محمد جواد ظريف، واستخدما فيها الابتسامة الدائمة لتغطية التنازلات التي ظللها المرشد الأعلى السيد علي خامنئي حين وصف الحوار مع «الشيطان الأكبر» بأنه حوار الشجعان. اتكأت تلك الابتسامة على الاجتماعات السرية التي سبقت وصول روحاني إلى الرئاسة واستمرت بعدها، بين مسؤولين إيرانيين وآخرين أميركيين برعاية سلطنة عمان وفي أمكنة أخرى في حينها، لإيجاد مقاربة تحقق مصلحة الطرفين: حاجة إيران للتخلص من العقوبات الاقتصادية التي أنهكت اقتصادها ومجتمعها الفتي وأوصلته إلى حافة الانهيار، ورغبة واشنطن في صوغ معادلة جديدة في المنطقة تستبعد تورطها في أي حرب، كي تتفرغ لاستدارتها الإستراتيجية نحو تركيز جهودها على نفوذها في المحيط الهادئ والهند الصينية حيث ترى مستقبل قيادتها العالمية في الألفية الثالثة. تختلف معايير التفاوض بين الحالتين. ويبدأ الاختلاف من الأسباب التي تدفع طهران إلى هذا الاستعجال في التفاوض مع جيرانها. فهي أولاً تريد توظيف الاتفاق على النووي باعتباره…
آراء
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠١٥
مع بداية الغارات التركية على مناطق شمال العراق، أصدر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بياناً عبّر فيه عن إدانة الجامعة للغارات وطالب تركيا باحترام سيادة الأراضي العراقية. قطر تحفّظت عن البيان، وإن شئت رفَضَت مضمونه. وقال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إن «قطر استاءت من عدم التشاور معها حول البيان. قطر دولة عضو في جامعة الدول العربية، والقرارات تؤخذ بالتوافق، لم يتصل بنا أحد، وسمعنا بيان السيد نبيل العربي في نشرات الأخبار كما سمع به الآخرون». قراءة هذا الخبر بطريقة تقليدية تستدعي التنديد بالموقف القطري الذي أيد الموقف التركي، على حساب سيادة دولة عربية، وشكّك بدور الجامعة، وأضعفَ موقفها، على رغم ان الجامعة ليست في حاجة الى موقف قطر حتى نكتشف ان دورها تآكل، ولم يعد مؤثّراً في الأحداث الجارية في المنطقة العربية. لكن النظر الى موقف الدوحة برؤية واقعية، يفرض علينا تفسيراً مختلفاً، ليس لأن الجامعة أصدرت بياناً من دون توافق أعضائها، والتشاور معهم، وتجاهل دولة قطر، وربما سمع آخرون بيانها من وسائل الإعلام، بل لأن الموقف القطري عبّر عن ظاهرة صحيّة، هي أن الدولة التي ترى ان موقف الجامعة يتعارض مع مصالحها، تعلن تحفّظها او رفضها. هذا السلوك تمارسه دول الاتحاد الأوروبي، ولم يؤثّر في مسيرة الاتحاد، أو يخلق حساسية بين هذه الدول، وخلال…
آراء
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠١٥
لا يكاد يخفى أن موضوع الخلايا الإرهابية أصبح مهماً جداً في نظر أصحاب القرار وجهات الاختصاص، خصوصاً مع تنامي هذه الخلايا وتنوع ممارساتها الإجرامية، ما يتطلب مزيداً من الدراسة والبحث في اختيار أنفع السبل في إضعاف هذه الخلايا وتعطيل أهدافها، ومن هذا الجانب أحببت المشاركة في تناول هذه القضية من خلال ثلاثة جوانب مهمة وهي الإعداد والضبط والحزم أو الردع. الجانب الأول: من المعلوم أن إنشاء العصابات الإجرامية وتكوين الخلايا الإرهابية وزرعها ودعمها وتمويلها وإدارتها وتنشيطها لاستهداف وضرب الدول والشعوب هي إحدى الوسائل المعروفة التي تُستخدم من قبل الأجهزة والمنظمات المعادية بقصد تحقيق مصالحها، ومع انكشاف العديد من الخلايا الإرهابية في دول الخليج وقيام بعضها بأعمال إجرامية دنيئة فقد ظهر لكل عاقل بأن الأمر في جملته هو نتاج إعداد مقصود وممنهج وتخطيط وآليات تنفيذ تتولى زمامها جهات معادية تتقصد إلحاق الأذى والضرر بهذه الدول وأهلها، وتعمل على نفث سمومها في السراديب المظلمة لنشر الفوضى وإشاعة الإرهاب بلا وازع ولا ضمير، سواء كان الإعداد من قبل هذه الجهات المعادية متعلقاً بتكوين الخلايا أو تنشيطها أو تحريكها في أوقات وأماكن معينة وضد أهداف ومستهدفين معينين أو من خلال تجنيد المنتظمين في الخلايا وفق الوسائل المختلفة ومن أهمها الدافع الفكري المنحرف الذي يجعل صاحبه أداة تنفيذ سهلة بيد أي جهة معادية. وهذا التصور…
آراء
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠١٥
تابعت باهتمام قضية الكاتب الصحفي الأردني جهاد المحيسن، الذي فصل من عمله وأوقفته السلطات في مطار الملكة علياء الدولي عائدا من بيروت، بعد أن أعلن تشيعه على مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدا ما وصفه بـ"تخاذل" الحكومة الأردنية، وداعيا إلى إنشاء جيب للمقاومة في جنوب الأردن على الحدود مع إسرائيل. منذ تسعينات القرن الماضي، برعت إيران في التغلغل داخل بعض الدول، رغبة منها في نشر مشروعها بطريقة سلمية، إثر فشل فكرة تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية عن طريق العنف بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وفي سبيل ذلك طرقت طهران أبوابا كثيرة للولوج إلى المجتمعات العربية، لا سيما تلك التي تعاني مشكلات اجتماعية وسياسية. في المجتمع الأردني الذي أزعم أني أعرفه عن كثب، حاولت إيران استغلال العواطف الجياشة لدى المواطنين -والذين يرجع عدد لا بأس به منهم إلى أصول فلسطينية- فكانت قضية القدس هي المفتاح ومحور معظم الفعاليات والأنشطة التي تشرف عليها سفارة طهران في عمان، فضلا عن التعاطف مع حزب الله اللبناني والذي برز خاصة بعد حرب ٢٠٠٦، باعتباره شوكة قد غرست في عنق إسرائيل بمباركة إيرانية، كل ذلك كان سببا رئيسيا في الدفع بوهج المخطط الإيراني داخل أوساط الشباب الأردني، وأعتقد أن إيران آنذاك قد نجحت في مسعاها إلى حد ما، فظهرت حركة تشيع في الأردن أعلنتها فئة قليلة، وأضمرها كثيرون. داعش…