آراء
الأحد ١١ مايو ٢٠١٤
شهدت الأسابيع الماضية أول حملة عسكرية جادة ضد تجمعات تنظيم القاعدة في اليمن، الذي كان يتحصن في مناطق شديدة الوعورة بجنوب شرقي البلاد. وبعيدا عن تعقيدات العمليات العسكرية التي نجهل تفاصيلها، فإن ما حدث، وما زال، في ساحات القتال المفتوحة يثبت أن الجيش اليمني قادر - إذا ما توافرت له إرادة سياسية غير مترددة منحه إياها الرئيس هادي دون تردد ولا وجل - على أن يخوض غمار حرب حقيقية بأقل الإمكانات، وكم يصبح المشهد محزنا عند المقارنة بين أداء الآلة العسكرية اليمنية تحت قيادة محترفة تدين بالولاء للوطن، وتعتمد على قرار سياسي واضح، وأداء فاضح السوء في الجانب المدني، ولعل الفارق بينهما أن قيادة وأفراد القوات المسلحة لا ينتمون إلى أحزاب ينظر أغلبها إلى الوطن كغنيمة يتقاسمونها ويوزعون حصيلتها بينهم. أعترف بأني أنظر بريبة إلى الأحزاب اليمنية خصوصا والعربية عموما، ولربما كان ذلك بتأثير من نفور والدي الأستاذ أحمد محمد النعمان منها إلى الحد الذي كان يرى فيها، بعد تجربة سياسية امتدت أكثر من سبعين سنة، أنها عامل فرقة داخل الأوطان، وكانت تجربة حزب البعث، بشقيه السوري والعراقي، الأكثر قسوة في نظرته إليها، وجاء اغتيال صديقه صلاح البيطار في باريس ليدفن في نفسه آخر نظرة إيجابية تجاهها. قبل أسابيع قليلة، تبادلت رسائل مع صديق حزبي يمني حول مقال سابق لي…
أخبار
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
"روح الدار... إبداعٌ وابتكار" كان شعار الدورة الحادية عشرة لمهرجان أبوظبي 2014 الذي اختتمت فعالياته مؤخراً واستضاف نخبة من الفنانين المبدعين من مختلف أنحاء العالم نالوا إعجاب الآلاف ممن شاركوا في عشرات الفعاليات، وتفاعلوا مع العديد من الأعمال الفنية المبتكرة. وبالفعل تميزت دورة هذا العام من المهرجان بالكثير من الإبداع والابتكار. كما حفلت بالعديد من المواهب الفنية الإماراتية التي أضفت (روح الدار) على فعاليات المهرجان الذي تنظمه سنوياً مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. يتساءل البعض عن العلاقة بين الفنون بمختلف أشكالها من جهة والإبداع والابتكار في المجالات المختلفة من جهة أخرى. يعلمنا الواقع ودروس التاريخ أن الابتكار في المجالات المختلفة نادراً ما يتحقق في الأماكن التي لا تتوافر فيها أدوات الثقافة بكل مدارسها وأنماطها الفنية من موسيقى، مسرح، أدب، شعر ورواية. بينت دراسة حديثة أجراها مجموعة من علماء الاجتماع في ولاية أركنساس الأمريكية وشملت نحو 11 ألف طالب تم اختيار نصفهم عن طريق القرعة لزيارة متحف جديد تم افتتاحه في منطقة لم يكن بها متاحف من قبل، أن الطلاب الذين زاروا المتحف وتفاعلوا مع ما يقدّمه من معرفة فنية وثقافية، أظهروا الكثير من المهارات مقارنة بنظرائهم الذين لم يزوروا المتحف. ومن بين المهارات التي اكتسبها الطلاب التفكير النقدي، ومستويات أعلى من التسامح الاجتماعي، بالإضافة إلى اتساع مداركهم. وأوصت الدراسة بأن تكون…
آراء
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
كما يزداد اللصوص بعد حالات الحروب، واستغلالها في السرقة في ظل انعدام القانون، فإنه يزداد الدجالون في حالات الأمراض والأوبئة، خاصة حينما يصل المريض إلى مرحلة من الإحباط، فيصدق كل شيء، وقد يقبل أن يتذوّق الزرنيخ في محاولات يائسة للشفاء، ومع فيروس كورونا تهافت الدجالون بشكل كبير، وخاصة مع توفر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع الواتساب الذي يضخ العديد من الوصفات الكاذبة، للعبث بعقول المرضى أو ذويهم، بل حتى الأصحاء الذين يخشون مباغتة المرض لهم وهم في غفلة عنه! خذ مثلاً هذه الخلطة السحرية، زبادي، وثوم، وحبة سوداء، وزنجبيل، وزمزم ... إلخ، أو خذ هذه الوصفة الوقائية الخطيرة: اصنع بخوراً من المستكة، واللبان الذكر، والجاوي، وسيهرب الفيروس الشرير مذعوراً من النافذة، ولن يفكر، ولو مجرّد تفكير، أن يعود من جديد إلى البيت، وهو يشم تلكم الرائحة الكريهة! لماذا يظل الإنسان خاصة مع توفر هذين الشرطين، الوقوع بالمرض أو الخوف منه، وتدني المستوى الثقافي له، أسيراً لوصفات الكذابين والدجالين وتجار الأمراض والأوبئة، في مقابل تجاهله للتوصيات الطبية المعتمدة التي تبثها وزارة الصحة، أو المنظمات الطبية الدولية المعرفة والمعتمدة؟ نشرت وزارة الصحة السعودية، العديد من التعليمات وشروط المحافظة على النظافة والسلامة، وفي مختلف وسائل الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، وفي الإعلامين التقليدي والجديد، كما حرص معظم المواطنين على تدوير الرسائل المتضمّنة على الإرشادات، في…
آراء
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
مجلة «التايمز» الأسبوعية نشرت هذا الأسبوع العدد السنوي لها الذي تخصصه عادة لاختيار أهم مائة شخصية شكلت نفوذا ملموسا في العالم، خيرا أو شرا، طبعا من الشخصيات الهامة المائة عدد كبير من السياسيين والفنانين والمخترعين والموسيقيين. عادة يقوم طاقم المجلة بتمحيص أعمال المختارين من بين الآلاف من الشخصيات المرشحة، بمنهجية منضبطة تفحص أعمالهم من زاوية تأثيرها على الأحداث في العام. من نافلة القول: إن شخصيات مثل فلاديمير بوتين أو أنجيلا ميركل وباراك أوباما أو البابا فرنسيس الأول أو الرئيس التركي عبد الله غل أو وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أو غيرهم من الشخصيات الاقتصادية والفنية الرياضية التي تؤثر في أحداث العالم كانت مختارة من بين المائة، والتي كتبت عنها المجلة بإسهاب في العدد المشار إليه. ما أرغب في الحديث عنه ليس تبرير الاختيار، ولا حتى ما إذا كانت تلك الشخصيات بالفعل قد حققت تأثيرا بالغا في مسيرة العالم الذي نعيش فيه أم لا! حديثي محدود برمزية اختيار الأشخاص من إقليم الشرق الأوسط العربي وهم ثلاثة؛ عبد الفتاح السيسي، عُبادة القادري، وأخيرا أبو دُعاء، الأول من مصر والثاني من سوريا والثالث من العراق، المثلث الأكثر اضطرابا وحرجا في المنطقة. ربما المعروف من بين الثلاثة أكثر هو عبد الفتاح السيسي، وقد اختير لدوره السابق في الإطاحة بحكم الإخوان، أو بمساعدة الشعب…
آراء
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
بعد فترة من الهدوء النسبي، يبدو أننا ندخل في مواجهة موجة جديدة من المخطط الإرهابي الذي يستهدفنا تتسم بتكتيك نوعي مختلف عن الأداء التقليدي السابق. للأسف، فقد ساعدت الاضطرابات التي انفجرت حولنا في إيجاد توأمة غير معلنة بين فصيلين يشتركان في النوايا، وإن كان أحدهما هدفه استراتيجي بعيد المدى. الكوادر التي بدأت تنشط بشكل ملحوظ منذ بداية الفلتان الأمني في سوريا واليمن استعادت نشوة الانخراط في ما يزعمون أنه جهاد في تلك الساحات المشتعلة بكل أشكال اللا معقول. محركات الدفع التي ما زالت تمارس تحريضها وتسويغها دون لجم دفعت بكثير من الشباب للاتجاه شمالا صوب الساحة السورية، وفي النهاية سيعود من تبقى منهم وليس في داخله سوى شهوة التدمير. وبالاتجاه جنوبا إلى اليمن نجد أن القيادة المركزية للقاعدة التي تحولت إلى قيادة إقليمية متخصصة في استهداف المملكة، نجدها تضم الكوادر البارزة في التخطيط والاستقطاب وتدبير التمويل، وبالطبع ساحة نشاطها لدينا، فهنا التمويل وهنا شباب الجهاد الجاهز وهنا بارونات التسويغ وفتاوى الجهاد. الظروف بدأت تخدم القاعديين مجددا بعد هزائم كبيرة جعلتهم يتوارون، فبدأوا بمخطط جديد تميز هذه المرة بخطورة لافتة بتجنيده للنساء واختطاف الأطفال وتكوين مجتمع عائلي قاعدي. أما فصيل الإخوان، فإنه بعد زوال سحابة الأمل بالنصر المؤزر وخيبة الأمل التي منوا بها ودخول قادتهم السجون انسحبوا قليلا من الواجهة، خصوصا…
آراء
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
"رائد، مثل الآلاف من السعوديين هوى لا هوية. هؤلاء المولدون، عاشوا في بلادنا، وأصبحوا مع المملكة، كالسمكة مع الماء، لا تستطيع أن تعيش بعيدا عنه.."، هكذا يقول الصديق تركي الدخيل، عبر مقالة عنونها بـ"سعوديون بلا أوراق ثبوتية!"، تحدث فيها عن أشياء كثيرة، عن أن "الذين يحبون أعمالهم، هم أكثر الناس نجاحا.. هم أسعد الناس"، عن الحب والاشتياق، عن الوفاء والانتماء، عن الذين قادهم القدر بأن يكونوا سعوديين.. بالهوى "فقط"! وتماشيا مع ما سبق؛ فإن مثل هذه الملفات المنسية، التي تخبئ بين جناحيها معاناة الكثير من قاطني المملكة، ممن ولدوا فيها، ولعبوا في أزقتها، وأجادوا لهجاتها، ورافقوا أزمنة "الطيبين"؛ وكانوا عنصرا مهما في منعطفات التغيير، ولكنهم بلا "هوية".. يجب ألا تبقى أكثر في غياهب الغياب، وأن نكون أكثر جدية في التعاطي معها، ونعيد ترميم الأنظمة التي تضمن لهم حياة كريمة، تميزهم عن غيرهم، وتدفع بهم للعطاء أيضا، وتخلصهم من مئات المواقف العنصرية التي تهاجمهم يوميا، وباختصار واضح، وبعيدا عن المفردات العاطفية، فقد حان الوقت لأن تكون الإجراءات ـ وكما هو معمول به في كل العالم ـ أكثر سلاسة، وتنظيما، و"وضوحا".. وإنسانية. وأخيرا.. ولأن الاقتباسات تعفينا ـ أحيانا ـ من قول الكثير، فإني أستعين بما قاله الجميل عبدالرحمن الراشد، في مقالة بعنوان "خليجيون بلا جنسية": "المؤسف أن دول الخليج ذات الإمكانات الاقتصادية…
آراء
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
كتب شكْسبير في مسرحيته (ماكبث) على لسان مالكوم: «أعطِ الحُزْن كلمات؛ فالحزن الذي لا يُعبَّرُ عنه بالكلام يهمس إلى القلب ويحاول كسره». فالحُزنُ هو أقوى المشاعر الإنسانية التي يحاول كثير من البشر، دون أن يشعروا، اجتراره مِن الماضي. فكُلّنا فارق قريباً أو حبيباً، ولا ننفكُ نتذكر أولئك الأحباب وننكسر حُزْناً عليهم. وتلك طبيعة بشرية، ولكنها لا تكون طبيعية عندما يقتاتُ الإنسان عليها. وخصوصاً إذا صارت فِكْر أمّة بأكملها، ومادة سائغة لبائعي الحكايات، والمتاجرين باسم الدين. ادخل يوتيوب الآن وابحث عن الأسماء اللامعة في مجال «الوعظ» الديني، واستمع إلى مواعظهم. ولا تقف عند واحد فقط، بل اختر خمسة، عشرة، عشرين. أو أي عدد شئت، وشاهد من حلقاتهم واستمع إلى مواعظهم قدر ما شئت، ثم اسأل نفسك: هل ساعدك أحدهم على التميز في حياتك؟ هل نصحك أحدهم بتطوير مهاراتك وتوسعة مداركك؟ وإن قُلتَ في نفسكَ «ولكن هذه ليست وظيفتهم!» فسأفترض بأنني اتفقتُ معك، لثوانٍ فقط، في هذا القول، ولكن اسأل نفسك مرة أخرى: هل تشعرُ بأنك متفائلٌ في الحياة؟ هل تشعر بأنك تُحب الدين وتُحب الله أكثر؟ هل تشعر بالرغبة في نشر المحبة والسلام والتسامح بين الناس؟ وكيف تنظر إلى الآخر المختلف عنك ديناً ومذهباً وعِرْقاً؟ أسئلة كثيرة نغفل عنها، وربما نخاف من طرحها. نُسلم عقولنا، وهي أغلى ما نملك، لكل من…
آراء
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
«خطفتهن... وسأبيعهن في السوق وفق شرع الله». هذا ما قاله أبوبكر شيكاو زعيم «بوكو حرام» في شريط فيديو، بعد أن قامت جماعته بخطف 300 من طالبات المدارس في نيجيريا. أما المطالب التي تزعمها «بوكو حرام» بعد قتل المدنيين وخطف الفتيات وبيعهن - وفق شرع الله - فهي إقامة خلافة إسلامية! يكفي أن تستخدم هاتين الكلمتين «شرع الله» و«الإسلام» حتى تشق صفوف المسلمين، فهناك العاقل الذي يفكر في ما خلف هذه الجملة، وهناك الأعمى الذي يصدق كل ما تقوله هذه الجماعة، فطالما أنها تستخدم كلمة «إسلام» و«شرع الله» كجزء منها، فسيبقى محتاراً يفتش لها عن تبرير. أنا أعرف أن عقول «العوام» التي احتكر تربيتها شيوخ ودعاة أسرف بعضهم في تفسيرات شخصية نفسية واجتماعية، باتت اليوم عقولاً بلا حركة، منساقة وراءهم، تدافع عنهم باحثة عن تبريرات تطمئنهم حتى ولو كانت تخرق الشرع والإسلام والقيم الإنسانية التي تطورت وتهذبت وتحضرت. لكن ما الذي يمكن أن يحمي هذا الفعل في عقول العوام من الناس، وهي ترى جماعة في نيجيريا تطلق على نفسها «إسلامية»، تخطف طالبات مدرسة وتبيعهن مثل السبايا، وتقول وفق شرع الله؟ ربما يكون من السهل إدانة هذه الجماعة البعيدة عنّا جغرافياً، لكن الأمر يرتبك ويهتز حين نقترب أكثر من الخبر الذي أذاعته وكالة الأنباء السعودية عن القبض على جماعات إرهابية في بلادنا،…
آراء
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
منذ 2003 والسعودية تعاني من «القاعدة»، فما الجديد والمهم في بيان وزارة الداخلية عن تفكيك تنظيم إرهابي جديد الثلثاء الماضي؟ أولاً إنه «تنظيم» وليس مجرد خلايا نائمة كما وصف الأمن السعودي شبكات عدة كشف عنها أكثر من مرة وهو يلاحق التنظيم الأم الذي ضرب ضربته الأولى في مثل هذا الشهر بالعاصمة السعودية الرياض قبل 11 عاماً، واستمر نشاطه قتلاً وتفجيراً بضعة أعوام بعدها حتى خبا نجمه بعد 2006، مع محاولات مستميتة منه بعدها لإثبات وجوده، بعمليات اغتيال أو التخطيط لتفجيرات فشل معظمها، وفككت خلاياها حتى اضطر أنصاره للفرار خارج المملكة، خصوصاً إلى اليمن. ثانياً، إنّ له «أميراً» تلقى البيعة من أتباعه وفق بيان الداخلية، ولكن لم يكشف عن هوية الأمير الذي تم القبض عليه من دون مقاومة، هل هو «شيخ» بخلفية شرعية أم مجرد شاب مقاتل مجهول؟ ولكننا نعرف توجه التنظيم، فهو مرتبط بـ «داعش»، ذلك التنظيم الممتد من العراق إلى سورية باسم «دولة العراق والشام الإسلامية»، وبالتالي فهو تنظيم تكفيري شديد التطرف، إنه «القاعدة» في تحولها إلى الأسوأ، وهي غير «القاعدة» الأصلية التي تقل عنه تكفيراً وتطرفاً، وليس هذا مديحاً لها أو تقليلاً من شرها، ولكنه شرح ضروري للتفريق بينهما حتى نتمكن يوماً من اقتلاعهما معاً فكراً وتنظيماً من محيطنا العربي المسلم. ويبقى السؤال مشروعاً حول الأسباب التي دعت…
آراء
الجمعة ٠٩ مايو ٢٠١٤
شخصيا لا أحب التقبيل إذا سلمت على الرجال ولا أفعله إلا إذا كنت مضطرا لمنع سوء التفسير لموقفي. وخلال سنوات طويلة ماضية كنت أكره أيام الأعياد ومناسبات الزواج لأن هناك رجلا في حارتنا إذا سلم عليك (شفط) خدك شفطا وترك شيئا من بقايا فمه على وجهك. أعرف أن هذا (مقرف) لكنه كان يفعل ذلك من باب الحب والتقدير وليس من أي باب آخر. ولا أذيع سرا إذا قلت إنني تحاشيت كثيرا من المناسبات العائلية لكي لا أقع في براثن شفطه ونفخه ثم أضطر للمعالجة النفسية لما يزيد على ثلاثة أيام بلياليها. وحين قضيت في الغرب الأمريكي بضع سنوات قدرت للرجال هناك، حتى الأصدقاء منهم، أنهم يصافحونك فقط على بعد لا يقل عن متر ونصف أو مترين. وهذا يعني أنك ستسلم حتما من كل ما قد تنقله جراثيم شفاههم أو خدودهم أو خياشيمهم. وها نحن نجد سببا آخر لهذا التصرف الغربي الحميد بعد أن حل فيروس (كورونا) في بلادنا وأصبح نفس المصاب شرا مستطيرا يصعب منعه أو ضمان نتائجه. ولذلك كان من الجيد والمفيد جدا أن يطالب أطباء في الإمارات بالتوقف عن المخاشمة، التي هي حك الأنف بالأنف. وهي في نظري من أغرب عادات السلام التي لا تقتصر على منطقتنا فقط، بل توجد، أيضا، في بقاع نيوزلندية شهدت عليها…
آراء
الجمعة ٠٩ مايو ٢٠١٤
لا يمل بعض المسؤولين الإيرانيين من تذكير العرب واللبنانيين والسوريين بالتاريخ الإمبراطوري القديم لبلادهم في معرض المفاخرة بامتداد نفوذهم إلى البحر الأبيض المتوسط، فيثيرون حفيظة هؤلاء. آخرهم كان أحد قادة الحرس الثوري السابقين الجنرال إبراهيم همداني، الذي قال إن بشار الأسد يقاتل بالنيابة عن إيران، وإن بلاده مستعدة لإرسال 130 ألف مقاتل من «الباسيج» إلى سورية جُندوا في مختلف المحافظات الإيرانية، وعن تشكيل «حزب الله» السوري. وقبله كان مستشار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي الفريق يحيى رحيم صفوي أعلن أن حدود بلاده الغربية تصل إلى جنوب لبنان، في إشارة إلى ذراع إيران في لبنان، أي «حزب الله»، وإلى الوجود المباشر للحرس. لكن الأهم في كلامه قوله إنها المرة الثالثة التي يبلغ فيها «نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط»، في إشارة أخرى إلى حدود الإمبراطوريتين الفارسيتين «الأخمينية» في السنة 550 قبل الميلاد، و «الساسانية» في السنة 226 بعد الميلاد. وبين التصريحين أذيع خبر عن أن بين جثث الذين يعادون إلى إيران نتيجة القتال في سورية، أفغاناً من اللاجئين إلى بلاد فارس من بلادهم. في عودة سريعة إلى مراجع التاريخ القديم، أن الإمبرطورية «الأخمينية» بلغت أوجها باحتلال آسيا الوسطى والصغرى وغزو جيوشها جنوب روسيا ومناطق الخليج والمشرق من بابل في بلاد الرافدين إلى بلاد الشام إلى مصر. وانهزم الأخمينيون على يد الإسكندر الأكبر…
آراء
الجمعة ٠٩ مايو ٢٠١٤
الأسبوعان الماضيان انشغل العالم كله بمرض «كورونا»، الذي انتشر في السعودية. خوف الحكومة السعودية كان مبرراً، وتعومل مع الإعلام بحذر وشفافية. ولكن استوقفني استدعاء المملكة الكثير من الأطباء من بعض الدول الغربية والشرقية، لعلاج هذا المرض؛ لأنه يضع الكثير من علامات الاستفهام حول إمكانات المملكة لحالات الطوارئ الطبية في الكوارث والنوازل، لا قدر الله. الأمر الآخر هناك كثير ممن أصيبوا بالمرض تعافوا قبل استدعاء الأطباء الأجانب. بمعنى أن إمكان الاعتماد على الكوادر الطبية في الداخل ربما كانت كافية، ولم يكن هناك مبرر لهذا الاستدعاء. بل لقد أعجبني تصريح رئيس قسم القلب في مستشفى الملك فهد في جدة الدكتور عثمان متولي بعد شفائه من مرض «كورونا»، حين قال: «استخدمتُ وصفات شعبية لمكافحة المرض». وصل تسونامي الإنفلونزا إليَّ شخصياً، ولكن كل ما فعلته أنني ولجت إحدى الصيدليات وطلبت من الصيدلي أفضل دواء ضد السعال. فأعطاني شراباً، وقال: هذا أفضل شيء، لأنه صناعة ألمانية. حين عدتُّ إلى بيتي لفت نظري أنه شراب عصارة ورق اللبلاب. قلت في نفسي: سبحان الله! وهل عدم العرب من يصنع مثله في أرضهم؟ ولاسيما أن اللبلاب يمكن أن ينمو حتى في المنازل. ثم تبين لي أن هذا الاكتشاف الذي نسبه الألمان إلى أنفسهم إنما سرقوه من أجدادنا العلماء الأطباء والصيادلة. يقول الإمام الشافعي: «إنما العلم علمان: علم الدين…