آراء

آراء

لعدنان العرعور: عيب.. كفى جبنا

السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤

بمهنية احترافية وموضوعية تستحق الإشادة، عاد داود الشريان في "ثامنته" ليضع جمهوره من جديد في مواجهة حقائق "أم محمد"، التي أرسل مشائخ الفضائية المكيفة نجلها الطفل المراهق إلى ما لا نستطيع إلا أن نسميه "نخاسة حروب سورية"، وقد عاد الطفل المراهق ليفضح على الملأ كل هذه الوقائع المخجلة. المشكلة أن الجمهور سيلتهي بقنبلة داود الشريان وسينسى الجرح المؤلم في قلب الأم والطفل. وأنا اليوم، وللإيضاح، لا علاقة لي بالدكتور محمد العريفي، الذي نفى في وقت سابق كل تفاصيل مأساة هذا الطفل، وأعرف أيضاً أن شيخنا الأنيق المهتم لأقصى حد بشياكته وحياته المترفة لما فوق الخيال لن يغامر بالتغرير بأطفال بلده وشبابه إلى حروب بلا راية. أنا مؤمن أنه بريء من التهمة لأنه مثلي تماماً لم يضرب برصاصة واحدة في حرب أو غزوة. كل مأساة "أم محمد" وولدها تذهب بالأسئلة إلى عدنان العرعور لأن الطفل البريء فضح كل شيء من أرقام "التسهيل" التي أرسلها إليه، إلى معسكرات النبيذ والنساء باسم الجهاد إلى حركة البيع التي تحول فيها "طفلنا" إلى سلعة تباع من جبهة إلى نظام إلى منظمة. وحتى لا يظن عدنان العرعور أننا أغبياء وسذج إلى هذه الدرجة فسأدعوه إلى الحقائق التالية: تقول "ويكيبديا" في تعريفها لسيرة العرعور التي أرسلها بنفسه إلى الموقع ما يلي: عمر عدنان العرعور 65 سنة، وهو…

آراء

السودان والتشيع: وشهد شاهد من أهلها

السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤

في تصريح مثير لاستغراب المراقبين، قال أحد القياديين من التيار الإسلامي السوداني المقربين من الدوائر الرسمية الحاكمة إن السودان مهدد بفتنة طائفية بسبب انتشار التشيع على أراضيه، وبأن المعتقد آخذ في الانتشار، وإذا لم يتم احتواء هذه الظاهرة فإنها ستجر البلاد نحو الخطر. الغريب في الأمر أن الجهات السودانية المختصة تعلم بقيام إيران بنشر المعتقد الشيعي ولا تُحرك ساكناً للتصدي لما يحدث، دع عنك جانباً وجود معلومات تشير إلى أن مسؤولين ضمن النظام الحاكم يعجبون بالأفكار الشيعية وربما يعتنقونها. ورغم أن ذلك غير مؤكد، ولا يمكن احتماله في جماعة تقول عن نفسها إنها تنتمي إلى «الإخوان المسلمين»، فالتشيع وفكر «الإخوان» لا يمكن أن يجتمعا في شخص واحد، إلا إذا كان يوجد في المسألة شيء من الهرطقة غير المفهومة التي قوامها المصالح المادية. المهم أن الشخص المصرح لم يشر إلى أسباب انتشار التشيع في السودان حالياً بحيث زاد عدد الشيعة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي حتى الآن عن 130 ألفاً، لكنني أميل إلى ربط ذلك بالأسباب الاقتصادية والأحوال المعيشية القاهرة التي أوصلتهم إليها السياسات المتبعة حالياً في السودان والحروب والأزمات وانشطار القطر رسمياً إلى دولتين. إلى غير ذلك من مآسٍ وأزمات يعاني السودانيون منها الأمرين. قال الصحابي عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه لو كان الفقر رجلاً لقتله. ويبدو أن…

آراء

التزوير الإيرانيّ: داعش أم الانتخابات؟

السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤

إذاً، حركة داعش في العراق وسوريّة، بما تعنيه من تخلّف وتعصّب وعنف واحتراب، مقابل انتخابات ديموقراطيّة في العراق وسوريّة، بما تنطوي عليه من تحضّر وتقبّل للرأي المغاير وتساوق مع العالم المعاصر. فما الذي يفضّله، والحال هذه، الناس والعقل والضمير، وقبل كلّ شيء، ما الذي تفضّله الولايات المتّحدة وباقي الغرب؟ هذا الخيار الزائف هو فحوى التزوير الإيرانيّ الراهن بالتعاضد والتنسيق مع نوري المالكي وبشّار الأسد. والتزوير هذا لا يكتم عمقاً ودلالة طائفيّين مفادهما وضع برنامج شيعيّ – علويّ مزعوم قوامه هذه الانتخابات، مقابل برنامج سنّي مزعوم هو الآخر، قوامه داعش وفظاعاتها. الأهمّ أنّ التزوير المذكور يراد له إقناع الغربيّين بجديّة إيران، من خلال عامليها السوريّ والعراقيّ، في مكافحة الإرهاب وإشاعة الاستقرار، وبأنّ كلّ مقاومة لخطّتها حيال المشرق العربيّ لا تعدو كونها اسماً حركيّاً للإرهاب السنّيّ. ولئن رُسم بشّار رأس حربة في المعركة على الإرهاب، فقد رَفعت حملة المالكي الانتخابيّة عنوان «معاً نكافح الإرهاب». وبالطبع، وكما الدعايات لأنواع الصابون، يخوض الأسد «أوّل» معركة ديموقراطيّة تعرفها سوريّة في تاريخها الحديث، بينما اقتضى التواضع العراقيّ تخويض المالكي «أوّل» معركة ديموقراطيّة منذ استكمال الانسحاب الأميركيّ من بلاده. لكنّ هذه الانتخابات، في عمومها، وصفة حرب أهليّة تدمّر ما تبقّى من دول ومن مجتمعات. فهي تدلّ إلى غياب الإرادة الشعبيّة أكثر ممّا تدلّ إلى حضورها، لا سيّما…

آراء

ورطة أرامكو في زفة العروس

السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤

حفظ الله أبا متعب حبيب الشعب وملك الإنجازات التنموية الفارقة، ومبارك لأهل جدة جوهرتهم المشعة ونسأل الله أن يمتد إشعاعها ليشمل كل مشاريع عروس البحر الأحمر فنشاهد هذا السناء التنموي المبهر في المطار ومحطة القطارات والمستشفى والكورنيش والجامعة، ليت هذه الجوهرة المفخرة تتحول إلى أيقونة لسرعة الإنجاز في مشاريع جدة وكل المدن السعودية، فتلهم بأضوائها كل الشركات والمؤسسات الحكومية التي تدير ورشة التنمية العملاقة التي تدور عجلاتها وتروسها منذ عدة سنوات ويعيبها البطء والارتباك في بعض الأحيان.. والتعثر في أحيان أخرى.. والتبخر في حالات ثالثة!. ** أرامكو كالعادة حضرت في الموعد، خطفت الأنظار وأسكتت الألسن وفعلت في فترة وجيزة ما يصعب أن تفعله أكبر الشركات العالمية في المدة نفسها، كتبت أرامكو قصة إنجازها هذه التحفة المعمارية الرائعة بحروف من أضواء ملونة كي تدلنا على بصيص النور الذي يبدد كل ظلمات الطريق.. إنه الضوء القادم من طموحات شباب هذا البلد الطموح، هؤلاء من بإمكانهم صناعة الفارق متى ما توفرت لهم بيئة العمل التي تحرض على الإبداع وتشجع المبادرات الخلاقة. ** جلبت أرامكو جوهرتها الفريدة من شاطئ الخليج العربي لتزين بها صدر عروس البحر الأحمر، قبلة من البحر إلى البحر، إنها الجوهرة الثانية للشركة بعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول، ونتمنى حقا أن تتناثر جواهر أرامكو في كل مدينة سعودية…

آراء

أخّروا صلاة العشاء قبل أن تقفلوا المحال

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

الأسبوع الماضي تواترت الأخبار في السعودية أنه سيصدر قرار بإغلاق المحال التجارية في التاسعة مساء. فكتب بعضهم مؤيداً، وكتب بعضهم معارضاً. كل له وجهة نظر. إن مثل هذا الطرح - قبل أن يصبح قراراً - يحتاج إلى كثير من الدرس والتأني، ولتكن لدينا واقعية وشفافية مع أنفسنا. طبيعة الناس في المملكة تختلف عن بقية دول العالم. فمعظم الناس لا يخرجون عادة للتسوق في الصباح، إما بسبب انشغال أفراد الأسرة بالوظيفة أو الدراسة، ومعظم ربات البيوت لا يستيقظن قبل الظهيرة. ومن ليس لديها عاملة منزلية ربما تستيقظ لعمل واجباتها المنزلية من كنس وطبخ وغسيل وغيرها، وإما بسبب حرارة الجو المرتفعة طوال العام. فتستعيض النساء عن ذلك بالخروج من منازلهن للتسوق بعد صلاة المغرب؛ لارتباطهن برجل الأسرة لنقلهن إلى الأسواق أولاً؛ ولانخفاض الحرارة قياساً مع النهار ثانياً. وبسبب بُعد المسافات بين المنازل والأسواق والزحام الشديد لا تتمكن بعض الأسر من الوصول إلى أهدافها إلا قبيل صلاة العشاء بوقت قصير. فيفاجَأون بإغلاق أبواب المحال قبل الصلاة بعشر دقائق، بذريعة أن أصحابها أو العاملين فيها قد غادروا للوضوء، استحضاراً للصلاة. ولذلك يُلاحظ تراكض الأسر في الشوارع والأسواق بعد صلاة المغرب حرصاً منهم على شراء حاجاتهم قبل صلاة العشاء، ومن لا يلحق منهم مرامه يُلزَم بالانتظار إلى ما بعد صلاة العشاء، أي أن الوقت الفعلي…

آراء

لا خيارات في التنمية

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

أقول لمن رفض التطور: لا أعتقد أننا الآن نملك خيارا، فإما التطور وتنظيف العقول الصدئة المستفيدة من التخلف، أو الانحدار نحو الحضيض، والتخلف، ونهاية الأمة. بمعنى آخر، انتهى وقت الخيارات، إما أن نبقى في العصر، وإما نذهب لنسيان التاريخ. قليلة هي الخيارات ويبدو أن أنجع الحلول في اقتصاد المعرفة، وهو مفهوم مما بعد الحداثة في الاقتصاد، وهو منظومة واسعة من الإجراءات في التعليم وتطوير الحياة لا تكفي سطور لشرح جوانبه، لكن أحد عناصره أن تقدم سلعتك متقدمة على ما سواها بمبتكر أضفته، وصنعته وتخصصت به، لتتجاوز المنافس بأسلوب قدرتك العلمية، وتشجيعك الابتكار، وهو ما يجعل دور المطور في مقدمة الصناعة والزراعة، وكل ما يخص الإنتاج، وهو أيضا ما يعطي منتجك، ووجودك في سوق التنافس بروزا تستحقه، وهو أيضا ما جعل الدول التي ركنت لمنجزها العلمي والفني في زمن مضى تتراجع أمام ما قدمته دول حديثة في التصنيع والابتكار وتبيعه متجاوزة حدودها. هذه الصورة لجزئية من اقتصاد المعرفة تعطي من تغيب عنهم الفكرة بعض الضوء، والمملكة ليست غائبة بهذا الخصوص، فصناعاتنا البترولية لها دور كبير في الإنتاج العالمي للمعرفة، لكن تنويع اقتصادنا ليشمل كل ما يمكن أن ينتج بتبني أساليب اقتصاد المعرفة هو مدار الحديث. بهذا الجانب قال الدكتور محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط، في تصريح لهذه الجريدة، إن وزارته سترفع…

آراء

«درستي»

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

في هذه المساحة تناولت قصصاً عن الطموح والنجاح، فكتبت عن الدكتور علاء جراد، الذي أتى إلى الإمارات مدرساً، فصار رئيساً لجامعة، ومؤسساً لشركة استشارات، وكتبت أيضاً عن ذلك الطفل المعدم الذي منَعَه الفقر والتفكك الأسري من استكمال دراسته، لكنّه أبى إلا أن يكون الرجل الأول في بلده، ذلك هو الرئيس البرازيلي السابق، لولا دي سيلفا، وهذا يدلُّ على أنّ الطموح المقترن بالعمل والعزيمة والتغيُّر إلى الأفضل من مقومات النجاح، ومتى تغيرتَ إلى الأفضل فأنتَ ناجح! قدِمَ «خالد درستي» من موطنه إلى الإمارات في عام 2000، عرفته عندما تم تعيينه «مراسلا» في الإدارة التي أعمل فيها، ووظيفة «مراسل» تعني: من يقدم الشاي والقهوة إلى الموظفين والضيوف، مع توصيل الأوراق بين الإدارات المختلفة. يقول خالد: على الرغم من أنني كنتُ مراسلاً، فقد شاركتُ الموظفين في إعداد بعض العروض لبرامج تقنية، وفي عام 2003 افتُتِحَتْ إدارة جديدة، فنقلني إليها مديري للمشاركة مع فريق العمل التأسيسي، بعد أن أثبتُ له أنني أمتلك مهارات تتجاوز تقديم القهوة والشاي! يقول خالد: كان معدل راتبي يومياً 50 درهماً، وكنتُ أنفقها كاملة على الذهاب والإياب إلى عملي! لكنني صبرت وصابرت، ورُحتُ أعمل جاهداً على تطوير قدراتي لتحسين وضعي الوظيفي، صحيح أنني لم أحصل على درجة عالية، إلا أنني بالتأكيد لم أعد «خالد المراسل»! حضرتُ الأسبوع الماضي مؤتمر «أفكار…

آراء

استحقاق جديد

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

أصيب قادة إسرائيل بحالة من الانزعاج والارتجاج بعد اتفاق المصالحة الموقع الأسبوع الماضي بين حركتي «فتح» و«حماس»، والذي أنهى به الفلسطينيون انقسامهم الداخلي الذي استمر سبع سنوات. وسبب ذلك الانزعاج أن الاتفاق المذكور سوف يُعيد اللحمة الوطنية للصف الفلسطيني، بعد أن كان المستفيد الأول من الانقسام هو إسرائيل. ومن يقرأ العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية، ومقالات الكتَّاب الإسرائيليين، يجد ذلك واضحاً بعد يوم واحد من هذا الاتفاق، وهذه بعض الأمثلة: «اتفاق فتح -حماس.. صفعة أبو مازن»، «كابوس في دولة ثنائية القومية»، «تعاطوا مع التهديد الفلسطيني بجديّة»، «دولة أبو مازن الخيالية»، «أيها اليهود عودوا إلى الوطن». والمؤكد أن إسرائيل تريد استمرار الخلاف بين الفلسطينيين، لأنّه يمثل ضمانة مهمة لاستمرار سياستها في فلسطين المحتلة، وهذا الاتفاق يعني أنه حدث تغيير في اللعبة السياسية التي تتفاوض عليها إسرائيل مع الفلسطينيين والتي وصلت إلى طريق مسدود، وأن الاتفاق نفسه أربك الحسابات السياسية للقوى العظمى، لذلك وجدنا أميركا هي أيضاً تتوّعد الفلسطينيين بقطع المساعدات، خاصة بعد أن وجدت أن الموازين انقلبت في غير مصلحة إسرائيل. وهذا هو «لُب» الموضوع الذي ينبغي التركيز عليه، والذي تحاول الآلة الإعلامية الصهيونية إخفاءه. ما يحدث في فلسطين هو صراع ممتد منذ مائة عام، جوهره أن فلسطين أرض عربية وأن مقدساتها إسلامية ومسيحية، وليس للكيان الصهيوني أي حق تاريخي فيها. وهذا…

آراء

كورونا والشفافية!

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

لعل أهم ما كان غائبا في موضوع مرض فيروس «كورونا» بالسعودية هو المعلومة الدقيقة؛ فالمعرفة قوة والعلم نور والجهل ظلام. إذا الإنسان تزود بالمعلومة ومن مصدرها (أيا كان شكل المعلومة طالما كانت صحيحة وسريعة) فسيسد الطريق ويفسد المجال تماما على كل من يرغب في استغلال الظرف لنشر الإشاعات والقصص المختلقة الكاذبة. ففي عالم الاتصالات وعلاقتها بالحكومات والشركات والمؤسسات أصبح الجاد والمحترم منهم يتبع ما يطلق عليه استراتيجية التواصل، سواء كان التواصل مع المواطن والمقيم أو مع الزبائن والعملاء والضيوف، كلها سواء، لأن الغاية منها استحداث نموذج جدي للتواصل يُحترم فيه المتلقي تماما ويتم تزويده بالأرقام والإحصاءات والبيانات المطلوبة التي تنقل الواقع (مهما كان مؤلما)، فالغاية ليست تجميل أو تزيين أمر مقلق فهذا لن يحقق سوى «طمأنة» قصيرة الأجل، ولكن التعامل بمصارحة وشفافية وإفصاح سيبني جسورا من الثقة الطويلة الأجل. ليس معيبا ولا خطأ أن يجيء على أي بلد وباء أو مرض ويموت الناس بسببه، فهذه مسألة تتعايش معها وتتعلم منها البشرية بعمر الزمان نفسه، ولكن العيب الذي لا يقبل الجدل ولا النقاش هو التقليل من الحادث والواقعة بسبب أن الإعلان عنها معيب لنا. في قواعد التواصل هناك شروط مطلوب تحقيقها وخصوصا فيما يتعلق بمسألة إدارة الأزمات، أولها الاعتراف والإقرار بوجود مشكلة وعدم نفيها واللامبالاة ممن يقول بوجود المشكلة، فإذا كان…

آراء

ردا على طرابيشي والهوني: لماذا حملتُ على «العقلانيين العرب»؟

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

قرأتُ مقالتَي الأستاذين طرابيشي والهوني، ردا على مقالتي بـ«الشرق الأوسط» في 4/19 بعنوان: «الحملةُ على الإسلام والحملةُ على العرب». وقد توقّعت الردَّ بل الردين. وكنتُ قد انتقدت من قبل في مقالةٍ بجريدة «الاتحاد» كتاب الأستاذ عبد المجيد الشرفي الأخير «مرجعيات الإسلام السياسي»، وأردتُ من وراء ذلك الدخول في نقاشٍ معه، لكنه لم يردّ. وقد صَدَقَ حَدْسُ الأستاذ الهوني في الدوافع المباشرة لمقالتي الأخيرة «الحملة على الإسلام». فقد أثارني الاحتفال ببيت الحكمة بتونس الذي أقامته جمعية «أوان» وما قيل فيه. وسأوضّح سببَ أو أسبابَ ذلك. أولا: أنا مهمومٌ مثل كثيرين من العرب مما يجري بداخل الإسلام، ومما يجري على أرض العرب: فما يجري بداخل «الإسلام السني» من انشقاقاتٍ بسبب الانفجارات الجهادية، وبسبب الإسلام السياسي، منذ أكثر من ثلاثة عقود، يبعثُ على الروع والفزع. وما يجري على أرض العرب منذ الغزو الأميركي للعراق، والتدخل الإيراني المباشر وعبر التنظيمات المسلَّحة وغير المسلَّحة في ست أو سبع دول عربية، يبعثُ على الغضب. وقد تابعتُ مثل غيري من العرب (وعبر ثلاثة عقود) وقائع الانشقاقات والاختراقات بداخل الإسلام، وأصولها القريبة، وصدرت لي عدة بحوثٍ وكتبٍ فيها هي: «الإسلام المعاصر» (1987)، و«سياسيات الإسلام المعاصر» (1997)، و«الصراع على الإسلام» (2005). ويصدر لي الآن بأبوظبي (وهو أول كتبي وليس بحوثي بعد الثورات) كتابٌ عنوانه «أزمنة التغيير: الدين والدولة والإسلام…

آراء

أيتها الحكومات: ألغوا دعم الأسعار

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

إذا كان دعم الأسعار مسموحاً ومحبباً، فمتى يكون من الجيد أن تقوم دولة ما بدعم أسعار بعض السلع؟ وما هي السلع التي على الدولة دعمها؟ وكم يجب أن تكون نسبة الدعم من الناتج المحلي للدولة؟ وهل من المنطق أن يتم تصنيف الدعم كإنفاق حكومي؟ في دول كماليزيا وتايلاند والولايات المتحدة وروسيا ومصر، يأخذ الدعم أنواعاً مختلفة. ففي ماليزيا، يتم دعم أسعار الطاقة، وفي إندونيسيا، يتم دعم أسعار الوقود الذي يكلف الحكومة الأندونيسية 20 مليار دولار أمريكي في السنة. تقوم تايلاند بدعم أسعار الأرز عن طريق شراء ما قيمته 4 مليار دولار من المزارعين بسعر السوق، كما اعتمدت الولايات المتحدة في فترة من الفترات على توزيع قسائم الطعام على المعوزين الذي يعد من أنواع الدعم كذلك. أما بالنسبة لمصر، فهي الدولة الذي ستتم مناقشة نظام الدعم الخاص بها في هذا المقال حيث يشكل إجمالي مبلغ دعم الأسعار ما نسبته 14% من إجمالي ناتجها المحلي المصري الذي يتعدى 250 مليار دولار أمريكي. عددت دراسة أجراها البنك الدولي في عام 2005 أنواع الدعم الذي تقدمه مصر وهي: الغذاء (61.4%)، العيش البلدي (67%)، عيش ١٠-قرش (47%)، بطائق حصص الغذاء فئة "ب" وتشمل السكر والزيت والشاي والسمن والفاصوليا والعدس والأرز والمعكرونة (37%)، الكهرباء (9.5%) وتختلف النسبة بحسب الاستهلاك، الطاقة (75.7%)، غاز البترول المُسال (88%)، الغازولين…

آراء

كورونا.. بين الابتزاز وشك الحقيقة

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

بالعودة إلى أرشيفي الكتابي الخاص، اكتشفت أنني لم أكتب مفردة "كورونا" في كل ما سبق سوى مرة واحدة، وأيضاً في مقال لا علاقة له بفيروسنا الوطني الثقيل: هذا خطأ أعترف به من كاتب يومي يتعمد أو يتجاهل قضية رأي عام لها أركانها المكتملة. ولكن ما الأسباب؟ أولاً، سأعترف أن مشواري مع كل القضايا يميل إلى العزوف والإحجام عن طرق القصص المشبعة، وأيضاً لا أفضل دخول القضايا التي يختلط فيها العلمي البحثي مع النقل والإشاعة والتهويل. وكل ما أخشاه أن في حالة "كورونا" أشياء من الابتزاز ونفوذ كارتيل المصالح المادية وتجار الأوبئة ومنتفعي ضربة "الفيروسات" بألوانها المختلفة. أكتب اليوم، وعلى يساري في طاولة مكتبي تقرير مطبوع من هيئة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة وفيه لغة واضحة صريحة تقول بكل شفافية ما أترجمه بالحرف "إن أنفلونزا الخنازير احتوت على تهويل ومبالغة بلا أي برهان علمي، وإن وراء هذه المبالغة مصالح ترتبط بنفوذ شركات الأدوية الخمس الكبرى وأيضاً باستغلال مصالح شركات التأمين الصحي". التقرير نفسه يشير إلى أن مجموع ضحايا كل حمم وحمى "السارس والطيور والخنازير" مجتمعة في كل الدنيا لم تصل إلى ثلاثين ألف حالة بينما قتل فيروس الأنفلونزا العادية في ذات الفترة ثلاثة ملايين إنسان على ظهر البسيطة، وهنا تبدو مفارقة الأرقام مدهشة تستحق التأمل والدراسة. وأنا هنا لن أتاجر بعواطف…