آراء

آراء

الحذار الحذار وعليكم يا سادة بالبغل وبالحمار

الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

بالأمس تكررت «جريمة» السواقة في أحد شوارع العاصمة الرياض، وتم إيقاف السيدات لعدد من الساعات بحجة استدعاء ولي الأمر في حين ذكرت السيدات أنهن «أوليات» أمور أنفسهن لاسيما وهن بالغات عاقلات راشدات وأتشرف أن منهن صديقات «واتسبات» معي. وفي كل مرة اسمع عن قصة مشابهه أتساءل يا رب إلى متى؟ ولماذا؟ كيف وما هي الجريمة البشعة التي لم ترصد شرعاً ولا نظاماً؟ ثم أتساءل وكيف يتم المعاقبة على «لا جريمة»؟ وبناء عليه تفتقت قريحتي الملهمة وحتى نتمكن نحن النسوة «الراغبات» في السواقة بمحض إرادتنا أن ننتقل بحرية ونقضي حوائجنا دون أن يتم القبض علينا متلبسات باللاجريمة فإنني سأستشهد بشرع الله حين قال في محكم كتابه {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} وعليه أطالب المعنيين من القطاع الخاص بتأمين أسطول من الحمير والبغال لاستخدام السيدات ولا مانع من طلائها باللون الوردي أو الأحمر الذي أحب حتى يستطيع الآخرون تمييزها عن حمير الرجال وبغالهم ولعل من الأحوط أن تكون بغلة وحمارة بالإضافة إلى نخبة مختارة من الخيول أو ربما وفي ذات السياق مهرات لنخبة سيدات المجتمع. وربما منحها عن بدل النقل للوزيرات حين يفتح الله علينا ويكون هناك وزيرات ولنائبات الوزراء وعضوات الشورى والمرشحات المحتملات في المجالس البلدية، لكون المهرات بالإضافة إلى «البرستيج الملائم» أسهل وأسرع كما تعلمون. كما…

آراء

توقعات أولية لموازنة 2014

الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

يترقب المجتمع السعودي إعلان موازنة الدولة لسنة 2014، وكذلك ميزانية 2013 الفعلية والتي كانت تقديراتها التي نشرت في مثل هذه الأيام من العام الماضي تشير الى ايردات تقدر بنحو 829 مليار ريال ومصروفات بنحو 820 مليار ريال وبفائض يصل الى 9 مليارات ريال. ولكن الأرقام الفعلية ستنشر مع اعلان الموازنة العامة التي قد تصدر خلال هذه الأيام حيث ستتجاوز الأرقام الفعلية ماهو مقدر بنسب أكبر كما هو الحال في الموازنات السابقة عطفا على تحفظ الحكومة في تبني أسعار وانتاج نفط تحسبا لأي طارئ قد يحدث في الاسواق النفطية. وسندخل سنة 2014 وقد تحسن انتاج النفط العراقي، وقد يعود انتاج النفط الايراني وصادراته الى وضع طبيعي، ناهيك عن انخفاض واردات النفط الأمريكي جراء زيادة انتاجها النفطي، لذا فإن التقديرات الحكومية لأسعار النفط (غير المعلنة) غاية في الأهمية هذا العام عن الأعوام السابقة. وفي اعتقادي ان أسعار النفط ستظل متماسكة في كل هذه الظروف التي قد تبدو أنها عوامل تشير الى ارتفاع العرض من النفط بصورة غير مسبوقة، فالعوامل الأهم التي ستحدد أسعار النفط في العام القادم هو النمو الاقتصادي المتوقع للاقتصاد العالمي في 2014 وقدرة أوبك على التحكم في الانتاج. فالنمو الاقتصادي للعام القادم يبدو أنه سيكون أفضل من 2013 خصوصا في الولايات المتحدة واوروبا، ولدى السعودية القدرة في استمرار لعب…

آراء

السعوديون وسيارات أصحاب المعالي

الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

شكرا لـ"الوطن" لأنها منحت السعوديين وبالمجان موضوعا يتكلمون فيه ريثما يعود نادي النصر إلى مبارياته، وللحق لم يستوقفني الخبر المنشور على صدر هذه الصحيفة قبل أيام عدة، حول أسعار سيارات أصحاب المعالي، واعتمادات "المالية" لهذه السيارات. السبب أنه لا يشكل فارقا ماليا حقيقيا إذا ما نظرنا إلى عدد الوزراء القليل، ولا يشكل فارقا ماليا حقيقيا إذا ما نظرنا إلى مصروفات أخرى "بالهبل" على "موائد" ليس لها عوائد، وعلى "رحلات" "تعبت منها المطارات" حتى قيل لأهل المعالي: "خففوا الأسفار". ما استوقفني هو ما وراء الخبر من تعليقات تويترية و"هاشتاق" نشط، وكل يدلي بدلوه، وكأنه "الفاهم" الوحيد في هذه البلاد من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها. لا مشكلة؛ فجميع السعوديين أصبحوا محللين وكتابا وخبراء وأصحاب رأي، حتى الذين لا يفرقون "بين الخاء والباء" أصبحوا في هذا العصر المعلوماتي العولمي الرقمي التواصلي يكتبون وينظّرون، لكن المشكلة في الغضب من اعتمادات أسعار سيارات أصحاب المعالي. السعودي صار "يفتش" عن أي شيء ليقول أي شيء، وينتقد كل شيء، لا لشيء، إلا لتفريغ شحنات سالبة مجهولة المصدر، ولا فائدة من كل هذا "الهياط" النقدي إلا "التفريغ"؛ لأن النقد الشعبوي العام لا يقوم على معطيات حقيقية ولا يقرأ لغة الأرقام جيدا. النقد الشعبوي العام ينطلق من العواطف ويسير مع "الخيل يا شقرا"، ولذلك نجده دون…

آراء

سؤال الهوية العربية في مطار دولي

الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

عندما تمشي وسط الجموع في لندن أو باريس أو دبي أو أي "مدينة دولية" - إن صح التعبير - تكتشف أن الهوية الوطنية تفقد معناها، فالكل تتلبسه الثقافة العالمية في مظهره وتصرفاته، لتصبح الهوية خاصة بالشخص نفسه بناء على مبادئه وأفكاره واحتياجاته، بينما الشركات والمحلات التجارية تتلمس تلك الاحتياجات لتصمم كل ما لديها بناء على طلب الجماهير القادمة من كل صوب. في عام 1999، حضرت بالصدفة اجتماعا لشركات الطيران في العاصمة الأميركية واشنطن لوضع استراتيجية تلك الشركات على المدى الطويل، وكان الاتفاق بألا تتم صناعة طائرات أسرع أو أذكى أو أكثر أمانا بل التركيز فقط على جعل السفر أقل تكلفة، والتركيز على توفير التكاليف لزيادة عدد المسافرين. هذا ما يبدو أنه حصل فعلا، وهو عامل من عوامل عديدة ساهمت في زيادة رحلات السفر في حياة الناس خلال السنوات العشر الأخيرة مقارنة بالسابق، أيا كان هدف تلك الرحلات. بالنسبة للمفكر العظيم إدوارد سعيد فالسفر والترحال والهجرات المؤقتة ستزداد في حياة الشعوب حتى تصبح العامل الأكبر في تكوين الثقافات. المفكر الراحل له نظرية مميزة يحلل فيها كيف سيؤثر سعي الناس للسفر والاستقرار أينما طاب لهم لأسباب العمل أو أي أسباب أخرى على المنظومات الفكرية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية. هذا ما نراه اليوم بشكل متزايد في مدن معينة أطلقت عليها في بداية المقال…

آراء

أصيبوا في سورية

الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

المشهد السوري مخيف. لعله الأقسى منذ الحرب العالمية الثانية. مئات آلاف الضحايا. ملايين اللاجئين والنازحين. قسوة غير مسبوقة. براميل متفجرة ومدن مطحونة ومجازر لا يمكن احصاؤها. عمليات انتحارية. رؤوس مقطوعة. أنهار من الحقد والدم والثأر. قتل بلا هوادة لا يستثني امرأة او طفلاً او سجيناً. ارض مستباحة ومتطوعون من الجانبين يزيدون المذبحة اشتعالاً. اخطر ما يميز هذه المجزرة المفتوحة هو ارتفاع عدد المصابين في الداخل والخارج. أُصيبت سورية إصابات فادحة. النظام الذي كان قوياً انكمش وتقلصت سلطته على اراضيه. الجيش الذي طوّر ترسانته بحثاً عن توازن مع العدو الاسرائيلي يسكب الآن نيرانه على «اهداف» داخل الأراضي السورية. لم يستطع مواجهة العاصفة منفرداً. يقاتل حالياً مدعوماً بالميليشيات الوافدة من لبنان والعراق وإيران. الحزب الحاكم قتل في بداية الأحداث. استطاع النظام البقاء على جزء من سورية، لكنه لا يبدو قادراً على استعادة سلطته على كل سورية او غير قادر على دفع الأثمان البشرية الباهظة لعملية من هذا النوع. المعارضة السورية أُصيبت هي الأخرى إصابات فادحة. استدرجها النظام الى مواجهة مسلحة فخسرت وحدتها وقدرتها على ادارة المعركة. وجّه المقاتلون الجوالون الذين تسربوا الى الارض السورية ضربات الى جيش النظام، لكنهم سرقوا الثورة. فرضوا اسلوبهم المرفوض. وبرنامجهم المقلق. وممارساتهم المقززة. الطعنات التي وجهتها «داعش» الى الانتفاضة كانت اقسى بكثير من تلك التي وجهتها الى…

آراء

قراءة في استطلاع مركز زغبي حول إيران

الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

أجرت مؤسسة زغبي للخدمات البحثية برئاسة الدكتور جيمس زغبي استطلاعاً للرأي في إيران من الفترة 26 أغسطس وحتى 22 سبتمبر 2013، تمثلت أهدافه في تكوين صورة أوضح حول الرأي العام الإيراني بشأن رئيسهم الجديد، ومقارنة ميول من يدعم روحاني ومن يعارضه، بالإضافة إلى أولويات السياسة لدى الإيرانيين ومدى ثقتهم بقدرة الحكومة على تحقيقها، وختاماً الوقوف على توجهات الرأي العام الإيراني فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لإيران والبرنامج النووي. بداية تلعب استطلاعات الرأي بشكل عام دوراً في معرفة التوجه العام للشعب وميوله. وتلعب مصداقية المؤسسة القائمة على هذا الاستطلاع، والشريحة المستهدفة، ومدى تنوعها، بالإضافة إلى الفهم والإدراك لخصوصيات المجتمع وطبيعته، دوراً في إعطاء صورة أكثر وضوحاً لميول المجتمع وتوجهاته. وبنظرة متعمقة في الداخل الإيراني ونظامه الحالي، فإننا نلاحظ توجس هذا النظام من الإعلام الغربي، والذي اتُهم بالعمالة والجاسوسية وخاصة بعد أحداث عام 2009 وما صاحبها من اضطرابات كان لذلك الإعلام دوره في تأزيم الموقف كما يرى النظام الإيراني. أما فيما يتعلق باستطلاعات الرأي في إيران فيلاحظ تلون الكثير منها وفق المؤسسة القائمة عليها. فالموقع الإلكتروني «تابناك» التابع للمترشح السابق لرئاسة الجمهورية محسن رضائي كان يعطي هذا الأخير النسبة الأعلى في استطلاع الرأي، غير أن نتائج الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة جاءت مغايرة كلياً. فقد فاز بها حسن روحاني، بينما حقق محسن رضائي نسبة…

آراء

العميل الخائب للاستخبارات السعودية!

الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

ظهر «أبومحمد الجولاني» زعيم «جبهة النصرة في الشام» على قناة «الجزيرة» قبل أيام بكتف يسرى ونصف رأس ويد يسرى، وشرق وغرب باستراتيجيات التحالفات القائمة والمفاهيم السياسية، واستطرد وأوجز، ودخل بحذر في المتشابهات، وخاض في التفاصيل بلغة مرتبكة، وخرج من اللقاء في النهاية كما دخل فيه: رجل يعطي ظهره للكاميرا، وكنية مستعارة، ومحددات تعريف متداخلة، وموقف مائع رجراج. جاء به تيسير علوني، أو جاء هو بتيسير علوني، ليتلو على المشاهد وقائعه وأمانيه، من غير أن يكلف علوني نفسه بالمحاججة أو الحوار المضاد أو الظهور بمظهر المحاور المستقل الذي ينقل لضيفه أسئلة الضد والاختلاف. ظهر اللقاء في مجمله وكأنه جزء من صفقة «علاقات عامة» بين قناة «الجزيرة» و»جبهة النصرة». وذكرنا بلقاءات سابقة للقناة مع شخصيات متهمة بالإرهاب، ظهر فيها المحاورون «الجزيريون»، ومن بينهم علوني، وكأنهم تلاميذ في مدرسة دينية يستمعون إلى شيخهم الذي يصيب ولا يخطئ. لكن السؤال يبقى: لماذا اختار «أبومحمد الجولاني» هذا الوقت للظهور التلفزيوني، وما هي الرسائل التي أراد إيصالها من خلال قناة «الممانعة» العربية؟ في تقديري أن «جبهة النصرة» أرادت، من خلال ظهور قائدها، إرسال عدد من الرسائل المزدوجة إلى المتعاطفين والداعمين لها من جانب، والمناوئين لها من جانب آخر. أولى هذه الرسائل يتمثل في نفي الإشاعات التي انتشرت قبل أسابيع عن مقتل زعيم «جبهة النصرة»، أراد القائمون…

آراء

الابتعاث إلى «داعش»

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣

قد يكون برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي من أكثر البرامج التنموية التي واجهت ممانعة وهجوما منظما من قبل جماعات الرفض الإسلامية ورموزها في البلد، حيث أصبح هدفا لحراب الحركيين عبر فضائياتهم وبياناتهم وخطبهم، وقاتلوا من أجل إيقاف قاطرته، إلا أن محاولاتهم – وكالعادة- باءت بالفشل، إلا أنه وفي مقابل ذلك الرفض نجد أن تلك الجماعات ذاتها تدعم برنامجا موازيا للابتعاث، لكنه ابتعاث من نوع آخر، وهو برنامج الابتعاث إلى (داعش) وإلى (جبهة النصرة) في سوريا، وتحتسب في حض وتحريض الشباب عليه، وتمجيد المبتعثين إلى ذلك البرنامج ونصبهم رموزا تسوقها للشباب، لزيادة النافرين إلى بلاد الشام، في رسالة لا تخطئها العين، مفادها؛ أن ليس لدينا مشكلة مع فكرة الابتعاث إلى الخارج، وإنما مشكلتنا مع جهة الابتعاث ، والعلوم التي يدرسها المبتعث، وما عدا ذلك من فزاعة الاختلاط والتغريب ما هو إلا تفاصيل لا تغير من حقيقة الأمر شيئا. الفرق بين البرنامجين؛ أن برنامج الملك عبدالله يبتعث الشباب من الجنسين لدراسة العلوم والمعارف التي يحتاجها الوطن في بناء تنميته، ويبني عقولا متفتحة على هذا العالم، بينما برنامج الابتعاث إلى (داعش) يهدف إلى تعليم الشباب – النافرين بأمر الله- تكنيك التكفير، وقطع الرؤوس، والتمثيل بالجثث، بإشراف مباشر من أساطين القاعدة ومتطرفيها في سوريا، وبالتالي فإنه من المنطقي أن تكون مخرجات هذا…

آراء

ماذا يريد السعوديون من الميزانية؟

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣

الشارع السعودي ييمم وجهه هذا الأسبوع لجلسة مجلس الوزراء، ترقباً لإعلان ميزانية العام المقبل 2014، فهذا الحدث السنوي ربما يختلف عن أي حدث اقتصادي آخر، ومرد ذلك أن الميزانية السعودية تحمل الطابع التنموي للدولة بأكملها، وينتظر المواطن السعودي ما تحمله من جديد، فاتحاً أشرعته ليبحر مع احتياجاته ومتطلباته، فهو يرى أن الحكومة هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن توفيرها، ليفاجأ في نهاية الأمر بأن انتظاره طال لكن متطلباته غدت صعبة المنال. ومع أن الميزانية تحمل في طياتها كل عام من الإيجابية الكثير للمواطنين، فإن اللغة التي تكتب بها لا تعكس ترجمتها لأهداف تنموية تنسجم مع الخطط الخمسية، وهو الأمر الذي يعود بالسلب على استقبال المواطنين لها، حيث لا يرون فيها سوى تكرار لأرقام جامدة لا تعود عليهم بالفائدة المباشرة، وهنا لا بد أن نعذر الناس، فميزانية لا تلبي تطلعاتهم وأمانيهم لن تجد منهم القبول والرضا، والعكس صحيح عندما تلامس الميزانية احتياجاتهم بشكل مباشر وصريح، مع عدم إغفال أن الفجوة تتسع ما بين الميزانية والخطط التنموية، وهو ما يوسع الفجوة أيضاً بين المواطن والميزانية. وحتى تكون الميزانية أكثر مصداقية لدى المتلقي، ينتظر منها أن تكون أكثر واقعية في عرضها وفي أهدافها لكل وزارة ومؤسسة حكومية، ومن الضروري أن تضع المواطنين، وبالأرقام، في صورة ما تحقق من قضايا رئيسة قد يكون استمرارها بالوضع…

آراء

الأوضاع الاستراتيجية للأمة العربية بعد الثورات

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣

صدر لي في عام 2005 كتابٌ عنوانه «الصراع على الإسلام». وفكرتُهُ الرئيسية أنّ هناك صراعاً مَهولا على الدين الإسلامي للقبض على روحه أو على نقاط القوة والتماسُكِ فيه، والجهات الرئيسيةُ المشاركةُ فيه ثلاث هي: الأصوليون الانشقاقيون الذين سمَّوا أنفُسَهُمْ: السلفية الجهادية. والجهةُ الثانيةُ هم الدَوليون، وبخاصة الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، وقد انضمّ إليهم الروسُ والصينيون والهنود. والجهة الثالثةُ أنظمةُ الحكم السائدة في العالمين العربي والإسلامي. وتختلفُ أهدافُ الجهات الثلاث، لكنّ النتائج واحدة، وهي المزيد من شرذمة هذه الكُتَل الضخمة والهائلة والتي يبلُغُ عددُها اليوم ملياراً وخمسمائة وخمسين مليوناً. فهذه المجموعات الضخمة والحشود الهائلة تسيطر على شبابها منذ عدة عقود ما يمكن تسميتُه بالتشاؤمية الثقافية. ذلك أن هؤلاء يحسُّون بضيق وانقباض في هذا العالم المحيط بهم، ويعبرون عن هذا القلق الكبير بأساليب مختلفة منها العنف ومنها التديُّنُ الشديد المنقبض، ومنها اللامبالاة والإحساس بانعدام الهدف. لكننا عندما نتجاوزُ الأمر الثقافي أو الديني إلى الأمر الاستراتيجي، فإننا ندخل في مجال مختلف تماماً. فالأمر الاستراتيجي يرتبط فيه الثقافي والسياسي بالجغرافية أولا وبالدول وسيادتها ثانياً. ولذلك فقد أدركْتُ ومنذ عام 2006 أنّ المتجسِّد على الأرض، رغم مظاهره المتكاثرة، هو بالدرجة الأولى صراعٌ على العرب وليس على الإسلام. ما كان في العراق أصوليون ولا «قاعدة». لكنّ الأميركيين غَزَوهُ مباشرةً عام 2003 بعد غزوهم لأفغانستان عام 2002.…

آراء

هبة حضرموت وقادم مجهول

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣

لم يعد أحد يشك في أن لقاءات «الموفينبيك» قد أفضت إلى فشل مخيف خلال فترة قياسية، مهد الطريق بسرعة خارقة، مقرونة بعدم الكفاءة والقدرة على الابتكار، إلى دخول اليمن في المجهول، ولم تعد التصريحات المملة حول نسب النجاح والإنجاز كافية للخروج بحلول مرضية ومستديمة، ومن غير المنصف إلقاء تبعات ذلك على جهة بعينها وإنما ستختلف درجات المسؤولية وستكون الحكومة هي الأوفر حظا في النقد لعجزها عن إيجاد حلول تخفف من معاناة المواطنين، وانعدام كفاءات أغلب أعضائها وعدم قدرتهم على الارتفاع بمستوى الأداء إلى الحد الذي يمنح المواطن البسيط فرصة للأمل وللتمني أن يكون مستقبل أفضل في انتظاره، وألقى ذلك بالمسؤولية كاملة على كتفي الرئيس هادي وتركه وحيدا ليواجه جشع الوافدين الجدد والتعرض لضغوطاتهم المتوالية وتحمل الانتقادات نيابة عن خيبات الحكومة ومكوناتها الحزبية. مر العامان الماضيان من دون أن تتمكن الحكومة من إنجاز أي من المهام التي كلفت بها واكتفت بإصدار البيانات التي تحيل كل سوء إلى من سبقوها، وأكثرت من التوسل والشكوى والبكاء كما لو كانت غير مسؤولة عما يجري من تفسخ لسلطات الدولة على الأرض، وأثبتت أن تركيبتها العجيبة لا يجمع بينها إلا كل تناقض واختلاف وعدم انسجام.. لقد كانت أولى مهام هذه الحكومة هي تحقيق اختراق نفسي في جنوب اليمن، وكان ذلك هو الهدف والغرض من الحوار الوطني…

آراء

الخداع الأميركي في المخيلة الإيرانية

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣

«إذا كان لدى الأميركيين الجرأة، فلينقضوا اتفاق جنيف، ويروا ما يمكن أن نفعله». يتوقف هنا تصريح رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، ليعيد معه الإشكالية القديمة المتجددة بين الطرفين التي تتمثل في فقدان الثقة التي تأخذ بدورها بعدا آخر لدى النظام الإيراني، بحيث تصل إلى التخوف من الخداع الأميركي والتنصل من الوعود. هذا التخوف في حقيقته ليس وليد اللحظة، بل لا تزال المخيلة الإيرانية تستحضره منذ الخمسينات، وتحديدا منذ الانقلاب الذي قامت به المخابرات الأميركية والبريطانية على حكومة مصدق عام 1953، وأعادت في أثره محمد رضا شاه من جديد إلى السلطة. آثار ذلك الانقلاب لا تزال قابعة في الشخصية الإيرانية وهو ما ينعكس على الدوام في تصريحاتها وردود فعلها. المرشد الإيراني لا يكاد يفوت فرصة في تصريحاته إلا ويشير إلى عدم ثقته بالولايات المتحدة، ويأتي تصريحه الشهير حين أشار إلى ما آل له مصير الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بعد أن تخلى عن برنامجه النووي. لم يكتفِ المرشد بذلك، بل أضاف في أحد لقاءاته: «التجارب أثبتت أن أي شعب ودولة وضعت ثقتها في أميركا، تلقت ضربة منها حتى ولو كانوا أصدقاء لها، فوثوق الدكتور مصدق بأميركا قوبل بانقلاب عام 1953م، وخذلانها لمحمد رضا بهلوي». لا يتوقف هذا الأمر عند المرشد، بل لقادة الحرس الثوري الكثير من التصريحات التي تسير في هذا…