آراء

آراء

متلازمة القمع وصناعة المواطن الهزيل

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣

بمجرد أن شاهد ضباط وجنود حماية بغداد أيام الغزو ثلاث دبابات أمريكية وسط الميدان الرئيسي للعاصمة رموا أسلحتهم وهربوا. بعضهم خرج مستسلماً رافعاً ذراعيه بالملابس الداخلية. كانوا نائمين والمفترض أن يسهروا على حراسة عاصمتهم. مزاعم النظام العراقي بأن الغزاة سوف ينتحرون على أسوار بغداد طارت في الهواء خلال خمس دقائق. كانت مهزلة بكل المقاييس على المستوى العراقي والعربي والإسلامي. عندما غزا الغربيون العراق اختاروا الوقت المناسب. الروح المعنوية كانت قد تبخرت وشح الموارد في المجتمع العراقي جعل الناس في حالة تنافس على فرص البقاء، أما الولاء للعراق كوطن ودولة فكان قد ذاب وتفتت. لم يكن قد بقي سوى الخوف، خوف المواطن المقموع لعشرات السنين من سلطة النظام، وهو خوف أسود عميق متغلغل في الدم تراكم عبر ثلاثين سنة من فرض الأمن بالقوة القمعية والترهيب. كان العرب والمسلمون يصدقون مزاعم الإعلام العراقي عن جبروت آلته العسكرية، لأنه كان يدغدغ أحلامهم بالمجد القادم، ولأنهم لا يعيشون داخل العراق ولا يعرفون معنى فرض الولاء فيه بالترهيب تحت شعار الاستعداد للموت في سبيل الوطن والعروبة. نفس الوضع حصل في ليبيا لمعمر القذافي. آلته القمعية لم تضمن الولاء، لا له ولا لنظامه ولا حتى لليبيا كوطن ودولة. كان المواطن الليبي مقموعاً طيلة أربعين سنة، وما إن شعر بارتخاء القبضة القمعية حتى عاد كل مواطن إلى…

آراء

المبتعث هاني شودري.. الجينات وأمراض السرطان

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣

يعتبر البحث عن الاختلافات الجينية في الخلايا الطبيعية والسرطانية محل اهتمام العلماء والأطباء، لأنه من خلال ذلك سيفهم السرطان على مستوى جزيئي وستعرف الجينات المسببة للسرطان «سواء تعلقت بالنشاطية أو الاختلافات الهيكيلة للجينات الموجودة فقط في الخلايا السرطانية وليس في الخلايا الطبيعية». ويمكن استخدام هذه المعلومات لتثيبط الجينات ذات النشاطية العالية، أو إيقاف عمل البروتين الناتج من الجينات التي تحمل طفرات وبدوره سيساعد في إيقاف نمو وانتشار السرطان وفي بعض الأحيان يؤدي إلى قتل الخلايا السرطانية. وبالعودة للتعرف على الجين: فهو مكتب تصدير الرسائل على هيئة مركبات تعرف بـ«الرنا» RNA التي تترجم بعضها إلى بروتينات داخل كل خلية في الجسم من أجل إتمام الوظائف الحيوية على أكمل وجه، وبمعنى آخر تعمل الجينات أو ما يعرف بالجينوم «Genome» الموجودة في كل خلية حية على تنظيم جميع العمليات الحيوية والوظيفية لها: مثل انقسام الخلية وتكاثرها وغير ذلك من الوظائف الفسيولوجية. إن نشاط وعمل الجينات في الحالة الطبيعية يؤدي إلى نمو الخلايا ليعطي نسيجا ثم عضوا صحيا. في حين أن أي خلل في نشاطيتها قد يؤدي إلى خلل في هذه المنظومة. ما يؤدي إلى تشكل الأورام على سبيل المثال. فالأورام ليست إلا نتيجة مباشرة لاضطراب أو خلل للرسائل الصادرة عن الجينات إلى الخلية، تضطر الخلايا إلى العمل بصورة مشوشة ومضطربة مما يجعلها تتعامل…

آراء

أمي والفايسبوك!

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣

عزمت أمي منذ بضعة أشهر الإنضمام الى جمهورية الفايسبوك، وهي محاولة منها لإختراق "عالمي السري" الذي أقضي فيه ساعات طويلة. يجب التنويه هنا أنها لم تتعامل من قبل مع أي جهاز كمبيوتر أو لابتوب في حياتها. فالبنسبة لها، الانضمام الى فايسبوك هو عملية محو أمية تبدأ بتعلّم أساسيلت االكومبيوتر مثل كيفية تشغيله، والتحكّم بالفأرة والتعرّف على لوحة المفاتيح، إلخ... وبالكثير من الصبر والتحمّل استطعتُ أن أعد لها حساباً فايسبوكياً وأعلّمها كيفية الوصول إليه بخطوات بسيطة. ومن هنا بدأت رحلة استكشافها لهذا العالم الغريب كلياً عنها، فكانت أشبه بطفل يتعلم المشي ويتخبط في أرجاء المنزل مخلفاً وراءه  أواني مكسورة وأشياء مبعثرة على الأرض.  فتكتب رسالة الى صديقتها على "بوست" لشخص ثالث لا تعنيه محادثتها ولايعرف تلك الجارة لا من قريب ولا من بعيد، أو تعلق على صورة معتقدة أنها لشخص آخر، والكثير من المواقف المضحكة والمحرجة أحياناً. إلّا أنها، وفي وقت قصير نسبياً، استطاعت أن تكتسب الكثير من الخبرة وتعلّمت الكثير حول الانترنت بشكل عام والفايسبوك  بشكل خاص.  بالنسبة لها، الفايسبوك هو جسر عبور بينها وبين وطنها الأم، فلسطين. جسر خالٍ من الحواجز ونقاط التفتيش وتأشيرات الدخول.  هي الآن تتواصل مع أقربائها في مناطق 48 بشكل يومي، تسألهم عن أفراد في العائلة بعضهم وافته المنية دون علمها. أصبحت رحلتها مع الفايسبوك…

آراء

«البيئات الحاضنة».. و«المشروع الإيراني»

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣

جاء على رأس تقرير إخباري قصير في إحدى كبريات الصحف اللبنانية عنوان هو حرفيا: «من يسعى لتوريط حزب الله بمواجهة مع إسرائيل؟».. السؤال يوحي بأن حزب الله بات يعد مواجهة إسرائيل «ورطة»، مع أنها كانت المسوغ المبدئي الوحيد لاحتفاظه بسلاحه دون سائر أفرقاء الصراع اللبناني بين 1975 و1990. يومذاك تخلى هؤلاء الأفرقاء عن سلاحهم مع أنهم كانوا يعدونه سلاح دفاع عن النفس والوجود في حرب بدت لفترة طويلة «حرب إلغاء» مصيرية. تخلوا عن السلاح لأنهم رأوا أن غاية بناء الوطن أسمى من آليات هدمه. وحصل التفاهم على الأولويات في الطائف، وكان على رأسها الوفاق الوطني، وبناء الدولة والمؤسسات، وصب الجهود باتجاه الإعمار وتعويض لبنان ما فاته عبر 15 سنة من التدمير والتهجير. طبعا كان هناك، في جنوب لبنان، احتلال إسرائيلي. وأقر اللبنانيون، جميعا، بهذا الواقع فارتضوا باحتفاظ «المقاومة» بسلاح «يقاوم» ذلك الاحتلال. بل أحبوا - في حينه - ذلك السلاح وأحبوا «المقاومة». وهكذا تعايش، جنبا إلى جنب، الساعون إلى بناء الدولة والساعون إلى تحرير الأرض. وتصور الجميع، إلى حين، أن الأهداف مشتركة والرؤية واحدة. ولكن مع الأسف، سرعان ما أخذ اللبنانيون وغير اللبنانيين يكتشفون حقائق كانت تمر بالبال حينا.. ثم توارى أو تتوارى. اكتشفوا أن بعض رعاة «اتفاق الطائف» ما كانوا يريدون تطبيقه إلا وفق مفاهيمهم ومصالحهم، تماما كحالهم عندما…

آراء

أجندة «القاعدة» في سورية

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣

في انتظار معرفة جنس الملائكة، اي معرفة المسؤول عن توسع نفوذ «القاعدة» ومشتقاتها في سورية، باتت أجندة التنظيم الارهابي تفرض نفسها على تطورات الصراع. وسواء دفع النظام منذ البداية الى عسكرة الحركة الاحتجاجية ليتسنى له تنفيذ حله الأمني وإعادة اخضاع البلاد لحكمه الاستبدادي أو تسللت العناصر الارهابية الى الحركة الاحتجاجية التي احتضنتها من اجل ان ترد على آلة القتل المتقدمة، فإن الخطف على الهوية وتطبيق الحدود وخطف رموز العمل المدني والوطني باتت المسيطرة على كثير من التطورات الميدانية، بعدما تناولها الجدل لوقت طويل في العواصم المهتمة في الشأن السوري، بذريعة التعرف الى المعتدلين لدعهم والمتشددين لمقاطعتهم. والتركيز على أجندة «القاعدة» ليس انحرافاً عابراً في الصراع، انه نتيجة للتغييب، القسري او المفتعل، لشعارات الحركة الاحتجاجية وللفراغ الذي تركته الخصومات داخل المعارضة وللعجز عن اعادة تنظيم الذات على سوية تواجه النظام. كما انه نتيجة للسعي الدؤوب لهذا النظام الى مواجهة عدو تتسم صورته بالتشدد والارهاب والتزمت الديني في بلد متعدد المذاهب، بما يشكل تبريراً للحل الامني الذي اعتمده الحكم وما زال يعتمده. لكن الخطورة القصوى التي تهدد مصير الثورة السورية هي تلخيص وضعها الراهن بأجندة «القاعدة». ولا تتعلق المسألة هنا بسعي النظام، وراعيه الروسي، الى فرض هذه الأجندة على الاستعدادات لمؤتمر «جنيف 2» فحسب، وانما تتعلق ايضاً بالعلاقة مع المعارضة السورية. خصوصاً…

آراء

مصافحة نيلسون مانديلا

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

في العام 1996، زار نيلسون مانديلا البحرين رئيساً لجمهورية جنوب افريقيا. ومنذ الاعلان عن الزيارة كنت أهيء نفسي للقاء واحد من آخر الرجال العظام في عصرنا، المناضل من اجل الحرية الذي علم اعداءه والعالم بأسره معنى "التفوق الأخلاقي". في الطريق الى المؤتمر الصحافي لمانديلا، اصطرعت في ذهني الافكار والمشاعر. تذكرت المرة الأولى التي علقت فيها صورته الشهيرة وهو محام شاب على جدار مكتبي وهي آخر صورة معروفة له قبل اعتقاله في العام 1964 وهو عائد سراً من الجزائر. الصورة التي بقيت تزين الجدار لسنوات طويلة وبقربها لقطة من حرب فيتنام التقطها المصور الاسترالي الراحل نيل ديفيز الذي قتل اثناء المحاولة الانقلابية في تايلند عام 1985. وفي لحظات الحماسة للقاء المنتظر، كان عقلي يستدعي تلك القاعدة الذهبية في الصحافة: "لا تقع في غرام المصادر". هرعت للمؤتمر الصحافي مبكراً جدا واخترت مقعدي في الصف الأول بمواجهة المنصة. أطل مانديلا تحف به مجموعة من مساعديه الشخصيين، آه أخيراً.. وجهاً لوجه مع بطلي! تحدث مانديلا لنحو عشر دقائق وأجاب على كل اسئلتنا بأسلوب ودود، وما ان انتهى المؤتمر الصحافي قفزت الى المنصة وأخذت في حركة سريعة مسجلي الصغير ومددت يمناي نحوه قائلاً: "سيدي.. امنحي الشرف في أن اقول لأبنائي وأحفادي أنني صافحت نيلسون مانديلا ذات يوم". نظر الي محدقاً لثوان وأجاب بود: "الشرف لي…

آراء

«بشت» السديس و«أرنود فان دورن»

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

في خلال فترة قصيرة لا تفرق بينهما إلا أيام معدودات، نظم مؤتمران للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، الأول في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وحمل عنوان: «المؤتمر العالمي عن الرسول (ص) وحقوقه على البشرية»، والثاني نظمته جامعة الإمام في الرياض بعنوان: «المؤتمر العالمي للحوار والدفاع عن النبي (ص)»، وشارك في هذين المؤتمرين المئات من الباحثين والباحثات، ولكن أرى أن عقد مثل هذه المؤتمرات وفي فترة متقاربة، يقلل من أهمية نتائج مثل هذه اللقاءات، فلماذا مثلاً لا يكون هناك تنسيق بين الجامعات لدينا في المواضيع التي تناقشها مؤتمراتها، فلو عقد مثلاً المؤتمر الأول في الجامعة الإسلامية في هذا العام، ومؤتمر جامعة الإمام بعد عامين لكانت الفائدة أشمل، بخاصة أن من اطلع على التوصيات التي خرج بها المؤتمران لا تختلف كثيراً من حيث المضامين، فمثلاً كلاهما يدعوان إلى استخدام وسائل الإعلام بجميع أشكالها وبكل اللغات، للدفاع عن نبي البشرية والدعوة إلى إصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الرسول وجميع الرسل، بل إن مؤتمر جامعة الإمام دعا إلى إنشاء قناة تلفزيونية عالمية، تشرف عليها الجامعة، وتدافع عن الرسول (ص)، وهذه التوصيات أرى أن فيها تكراراً سمعنا به من قبل، بخاصة عندما يتعرض الإسلام إلى هجمات إعلامية غربية. وعلى رغم أهمية عقد هذه اللقاءات، إلا أن حبنا للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام…

آراء

المرجفون في المدينة… هل ما زالوا فيها؟!

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

تعودت الإمارات أن يكون ردها على من ينتقدها ومن يهاجمها بالأفعال لا بالأقوال، سواء كان المنتقد الصحافة الأجنبية التي لم يألوا بعضها جهداً في انتقاد دبي والإمارات وقت الأزمة المالية أو كانوا من الفئة الضالة التي اتبعت أجندات خارجية، وأصبحت تتصيد أخطاء وطنها وتضخمها... أو غيرهم من المنتقدين. اليوم يحق لدبي وللإمارات أن تفتخر بأنها لم تتجاوز الأزمة المالية العالمية فقط، بل ونجحت في كسب ثقة العالم وفازت باستضافة معرض إكسبو العالمي في عام 2020. لقد كان الفوز بتنظيم المعرض حلماً منذ أشهر، وها هو يتحقق اليوم ويتحول إلى واقع نعيشه، وها نحن نرى «الطيور المغادرة» منذ أعوام تحاول العودة إلى المدينة. قد يكون من المفيد أن نرجع بالذاكرة أربعة أو خمسة أعوام إلى الوراء عندما عصفت الأزمة المالية بالعالم، وكان للإمارات نصيب من تلك الأزمة، وعندما نعود لتلك الأيام لا يمكن أن ننسى من حاول أن يُصور دبي وكأنها مدينة أشباح خرج منها المقيمون، وأنها أصبحت مدينة مفلسة ومديونة... كنا نسمع ونقرأ ذلك. ومن عاش تلك الفترة في الإمارات كان يشعر بذلك. عندما توقفت بعض معدات البناء عن العمل، وتوقفت الأبراج عن الارتفاع -لأسباب مالية تخص تلك الشركات المطورة في دبي- وعندما هبطت أسعار العقارات، وهوت أسعار الأسهم، اعتبر البعض أن القصة انتهت، فلم ير المرجفون في المدينة غير…

آراء

السوريون… والموت البطيء

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

لم يعد الموت والهلاك بالقصف والقذيفة والرصاص والبارود على يد النظام الأسدي ما يهدد حياة وأرواح السوريين، بل بات الموت والجحيم يجد أكثر من طريق في تهديد حياتهم وسلبهم أرواحهم، يصبح السوريون وهم يتخوفون من مسائهم يعيشون يومهم وهم يتخوفون من غدهم، الجحيم يلاحقهم، والهموم تحاصرهم، في ظل انعدام أي ملامح لمستقبل مطمئن وآمن. هرب أكثر من مليونَي سوري حتى الآن من الغارات والقصف والدمار، بحثاً عن ملجأ من النزاع الدامي الذي يمزق بلادهم منذ أكثر من 33 شهراً، إلا أن المأساة تبعتهم أينما حلوا، من لعنة الحرب وذل اللجوء إلى معاناة الشتاء البارد القارس الذي بات يهدد حياتهم، فهم في هذه الأجواء يعانون من كابوس الموت البطيء أو الموت شبه الأكيد، إذ يواجه الأطفال السوريون وعائلاتهم ثالث شتاء بكل ما يحمله من ظروف ومعاناة قاسية وبائسة لا نهاية لها، وكل شتاء يأتي يكون أسوأ من الذي سبقه، نتيجة زيادة أعداد اللاجئين وارتفاع الضغط على الخدمات في الملاجئ، والشح الشديد في المواد الغذائية، وضعف الرعاية الطبية، وندرة وسائل التدفئة والأغطية، وسوء وتردي وضع الخيام في تلك المخيمات. ففي لبنان وحده يقطن في هذا البلد الصغير، ذي الموارد المحدودة، نحو مليون لاجئ سوري، وهو ما يوازي ربع عدد سكان لبنان، نصفهم من الأطفال، إذ يجد عشرات الآلاف من اللاجئين أنفسهم في…

آراء

ألوان السعودية: Colours of Saudia

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

عشقي الشخصي للتباين والتضاد والاختلاف المحمود: للزوجين واللونين ولرقم الاثنين المتضادين، يدفعني اليوم للكتابة عن معرض الهيئة العامة للآثار والسياحة القادم، تحت عنوان "ألوان السعودية"، أنا أحب الأفكار المختلفة ولهذا أستطيع بكل ثقة، القول إن مثل هذا المعرض يستحق أن يكون (فكرة العام) بأكمله وأكثرها خروجا عن النمطية المطبوعة التي سئم منها الجمهور ورفضها مللاً من الرتابة. هذا الوطن الواسع بنوعه الموحد وتنوعاته المتضادة يستحق أن يكون فكرة (تسويق) إلى مواطنيه، وإلى العالم الفسيح من حولنا مثلما أحلم أن تكون كل صوره المدهشة (بطاقات بريد) في أسواق العالم المختلفة. ما هي (ألوان السعودية) إذا ما ارتفعنا فوق الصورة و(الفوتوغراف) واللقطة البصرية؟ من هو الذي يجبرنا لأن نكون لوناً واحداً رغم الطيف البصري والفكري والثقافي الواسع الذي تختزنه ذاكرة بلد. وفي قرار (جنوني) قررت قبل شهرين أن أذهب إلى الخط التالي على الخريطة في ظرف أيام أربعة: من أبها حتى وصلت القصيم ثم إلى حائل ومن بعدها إلى المدينة المنورة ثم إلى جدة وبعدها عبرت الساحل التهامي عائداً لمنزلي كي أكمل دائرة هائلة، اكتشفت أن (ألوان السعودية) أكثر دهشة وجمالية من مجرد حصرها في لون واحد وثقافة واحدة أو صورة بصرية نمطية. اكتشفت أن محمد زايد الألمعي هو نفسه سلمان العودة في الهدف النهائي رغم تناقض الآليات. اكتشفت أن القصيمي في…

آراء

«أمركة» إيران بالعصا وغصن الزيتون

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

كان بنيتو موسوليني زعيم إيطاليا الفاشية يهدد الديمقراطيات الغربية بخمسة ملايين حربة. ثم ظهر أنها من عيدان السباغيتي (معكرونا). واضطر حليفه هتلر إلى إنقاذه، عندما دُحرت القوات الإيطالية التي غزت ألبانيا واليونان. هل لموسوليني ضريح تذكاري في إيران؟ وإلا لماذا. ومن أين تنطلق هذه الصرخات الهستيرية لجنرالات الجيوش الميليشيوية، مهددة أميركا، بأسلحة سرية فتاكة، تجعلها هباء منثورا؟ هل إيران دولة «حربجية» حقا؟ هُزمت إيران في الحرب العبثية مع عراق صدام. ونصح رفسنجاني الخميني بوقفها، بعدما استهلكت في ثماني سنوات جيلين من الإيرانيين والعرب العراقيين. وسبق للشاه الأمِّي رضا بهلوي أن استسلم بلا مقاومة، للقوات الروسية والبريطانية التي احتلت طهران، خلال الحرب العالمية الثانية، واقتسمت إيران، عقوبة له على حماسته للفاشية الهتلرية. ليس سرا أن إيران الخميني اشترت أسلحة من إسرائيل (1985/ 1986)، في حربها مع العراق. ولم تخض حربا مع الدولة العبرية. إنما أغرت حزبها اللبناني بالتجربة. فقتل 1200 شيعي لبناني (2006). ومات مائة فلسطيني بصواريخ الحزب التي أطلقت، بطريقة عشوائية، على إسرائيل. وخرج رئيس الحزب من مخبئه، ليعلن أن النصر كان «إلهيا»! أُنشئ حزب الله كقوة دفاعية. غير أن إيران تستخدمه اليوم في سوريا، كقوة هجومية. الدفاع ليس كالهجوم. فعاد عدد كبير من المقاتلين محمولين بأكياس مغلقة. وقال حسن نصر الله إنه أرسلهم لإنقاذ السيدة زينب التي لم يمسّ…

آراء

مشاريع لتوظيف النساء

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

  ماذا لو وفرت وزارة العمل من خلال مشروعها «حافز» مثلاً، دعماً مالياً للمشاريع الصغيرة للسيدات بدلاً عن تقديم مكافأة شهرية ضئيلة؟. دعماً لمن تقدم دراسة وخطة عمل لمشروع صغير خاص، أو حتى ضم المشاريع المقدمة المتشابهة في منطقة ما مع بعضها، وتقديم دعم مالي لمجموع السيدات المقدمات على تلك المشاريع، ليتمكن من إنشاء شركات جماعية أو مصانع صغيرة للانطلاق؟. ماذا لو تبرع اقتصاديون سعوديون بتوفير دراسات جدوى لمواطناتنا ولمشاريعهن التي من المتوقع دعمها من الوزارة، أو حتى تقديم الدراسات بأجور معينة تتكفلها الوزارة؟. هناك أفكار مجدية قد تساعد في حلول جذرية وغير مؤقتة. أفكار قد تدعم الاقتصاد العام وتخفف من ضغوطات البطالة ومشكلة الوظائف غير المناسبة التي يقبل بها بعضهم على مضض ربما، وفوق ذلك تدعم وتشجع أعمال القطاع الخاص، بدلاً عن الضغوطات على أعداد الوظائف الحكومية. فتح الإنترنت أفكاراً لمشاريع غير تقليدية في أوساط النساء. وتستطيع المرأة الآن أن تدير مشاريع على أرض الواقع من نقرة زر، وأن تعمل في التسويق الإلكتروني، وتقدم أعمالاً مختلفة من خلال المواقع الافتراضية. إضافة لأفكار جديدة لمشاريع يطرحها التطور التقني، تلك التي لم تكن لتتوفر بهذه البساطة قبل سنوات من الآن. مرة أخرى تطالعنا الأخبار حول مكافأة «حافز» الجديدة. وهي بادرة جيدة لتخفيف الضغوط على العاطلين وعلى الأسر في آن معا. وفي…