آراء
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
كان مدير الاستخبارات الأميركية الأسبق «روبرت ولسي» قد سجل هذه الملاحظة أو المعلومة عام 1993 وهي أن: «العالم يعود الآن إلى ما كان عليه قبل 1914 عندما أدت المشاعر والأفكار المهتاجة إلى اشتعال الحرب العالمية الأولى».. ولم يك هذا الرجل الممسك بـ«ملف الأمن العالمي» - بحكم وظيفته - لم يك يقصد الردة البشرية التقنية إلى الحقبة التي كان يفصلها عن كلامه نحو قرن من الزمان. فالترقي التقني لا يزال يطرد ويصّاعد، ولم ينتكس قط عبر ذلك المدى. المقصود - إذن - بالردة إلى ما قبل عام 1914 هو كم الأفكار والمفاهيم المضطربة ونوعها.. وتدني المقدرة العقلية.. وسوء السياسات الدولية.. وسيادة «العمى الاستراتيجي» بوجه عام. ولعل المؤرخ الأوروبي الرصين الشهير «هربرت فيشر» خليق بأن ندعه يصور مشهدا من مشاهد تلك الظروف الهائجة المائجة التي سبقت الحرب العالمية الأولى. فقد قال - في كتابه «تاريخ أوروبا في العصر الحديث»: «وكانت تزيد من قوة هذا النداء الفكري الجموح عاطفة بغض وكراهية متبادلة.. فقد كان المجريون مقيتين في أعين الكرواتيين مقتهم في أعين الصربيين. وقد ظهرت أحاسيس الكراهية والبغضاء بين صربيا والمجر في شكل حرب جمركية مشؤومة نشبت بينهما، وكانت هذه الأحاسيس مهيأة لأن تنقلب إعصارا أهوج يعم آفاق السياسة الدولية». نعم: إن العالم - يومئذ - كان يسرع الخطى نحو «فوضى عالمية» تتغذى…
آراء
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
مرحلة عدم اليقين العربية التي تمر بها أمة العرب أفرزت الكثير من الأفكار والمقولات، بعضها أوهام وبعضها حقائق، إلا أن تصنيفها وفرزها يختلطان على الحصيف، ويتوقف استيعابها على من أنت وما خلفيتك الثقافية وخبرتك، وربما ميولك السياسية أيضا. في الأسابيع الأخيرة القليلة حملني أمري للتنقل بين عدد من اللقاءات التي نظمت في عدد من الدول العربية والأوروبية، واختلف الجمهور إلا قليلا ممن قابلت. كنت أفكر وأفسر الأحداث بطريقة، وآخرون يفكرون بطريقة مخالفة بدت وكأنها وهم لي، على الأقل، وحقيقة لا تقبل الجدل من جانبهم. استطعت أن أفرز فيما سمعت عددا من الأوهام. القضية الأولى (حتى لا أضع لها تعريفا مسبقا) التي صادفتني ولم أكن أتوقعها، أن كثيرين يرون فيما يتطور حولنا معادلة ثابتة تتلخص في أن «الربيع العربي هو بالضبط حكم الإسلام السياسي»، وأي ترتيب آخر هو ردة وعودة إلى ما قبل «الربيع»! تلك قناعة ثابتة لدى البعض، ربما عززها وصول الإسلام السياسي أو الحركي - إن صح التعبير - إلى الحكم في مصر وفي تونس في المرحلة الأولى من «الربيع»، ومحاولات الإسلام الحركي أيضا في كل من ليبيا واليمن، للوصول إلى الحكم، وانتشار المجاهدين في سوريا، ربما التمكين الأولي والسريع للإسلام الحركي هو ما رسخ الفكرة وجعل شرائح عربية ترى أن النضال هو عودة حكم الإسلام الحركي إلى سدة…
آراء
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
خلال السنوات الخمس الأخيرة كثير من التابوهات سقطت، وأصبح الحديث عنها لا يعني الشجاعة، أي صحفي أو مهتم بالشأن العام يعرف من هو الكاتب الجريء أو صاحب الفكرة الجديدة من غيره، ويراقب ارتفاع سقف الرقابة وتغيراته، يبقى مقالي هذا هو رأيي المتواضع المبني على تفكيري وقراءتي وليس حقيقة دامغة مستمرة، هذا رأيي الشخصي قد يتفق معه البعض وقد لا يوافقه أحد سواي، وللتذكير فإن انتقادي لهما هو دليل أنهما يعملان، فمن لا يعمل ولا يتحرك لا يُنتقد. نستطيع أن نضع حراك الدكتور عبدالعزيز الدخيل والدكتور محمد القنيبط في قالب سواليف المتقاعدين، سواليف المتقاعدين تتصف بميزتين، السوداوية والانتقاد المستمر، وهي ميزات رائجة في أغلب المجتمعات وتجعل من الأشخاص العاديين أكثر شعبية وقد يبدون أكثر عمقا من غيرهم. ***** نبدأ بالقنيبط، الدكتور القنيبط في آخر مقالاته في صحيفة الحياة بعنوان “أبو أحمد وشيء لم يقال” عن وزير التربية الراحل محمد الرشيد، فكرة المقال تقوم على هذين السؤالين: لماذا تم إعفاء محمد الرشيد ؟ وهنا يجيب القنيبط : هذا من اختصاص ولي الأمر .. ثم يسأل نفسه مرة أخرى: لماذا كان الإعفاء والوزير في مهمة رسمية في الكويت حينها مما أوقعه في موقف محرج؟ وهنا يجيب القنيبط أن الخطأ يقع عادة على سكرتير الوزير الشخصي فهو المسؤول عن إخراج خبر إعفاء الوزير. خلاصة…
آراء
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
رحب قادة الخليج في اختتام قمتهم الأخيرة بالكويت «بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون». من قال إن هناك توجهات جديدة لإيران؟ إنه الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد ظريف اللذان شنّا هجوماً بمعسول الكلام والابتسامات والوعود، نحو دول المجلس، كل على حدة بالطبع، فهذه سياسة إمبراطورية عتيقة «فرق تسد». إنني متأكد أن الوفد السعودي لم يكن سعيداً وهو يشارك في صياغة هذا البند من البيان الختامي، فالسعودية تعلم أنها ستتحمل وحدها المواجهة المقبلة مع إيران والتي ستكون في سورية، وستشاركها فيها قطر فقط، في مفارقة عجيبة تعبّر عن مرحلة «السياسة الواقعية» التي ستسود بين دول المجلس في المرحلة المقبلة. وفي الغالب فإن السعودية هي من أصرّ على أن تكتمل الجملة السابقة بالشرط الآتي «آملاً أن تتبع هذه التوجهات خطوات ملموسة وبما ينعكس إيجاباً على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة». «السياسة الواقعية» الإيرانية هي ما جاء بعد هذا البيان بيومين فقط على لسان قائد «الحرس الثوري» اللواء محمد علي جعفري الذي قال إن «سورية تمثل الخط الأمامي للجمهورية الإسلامية»، وإنهم لا يخفون وجود عناصره هناك «كمستشارين ويقدمون الدعم وفق طلب رسمي تقدم به نظام معترف به دولياً»، وإنهم سيفعلون كل ما بوسعهم للدفاع عن النظام هناك «ولو بلغ الأمر ما بلغ» بحسب قوله. ظريف لن يتحدث بهذا الوضوح، وإنما…
آراء
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
سوف يمر عامان أو ثلاثة، قبل أن تظهر التجليات الواقعية للجدلية التي تطرحها هذه المقالة. فهي تعرض ما يظنه الكاتب ظاهرة لا تزال جنينية، يصعب إثبات معناها ومبرراتها على نحو قاطع. الظاهرة المقصودة هي نهاية الحركة الإسلامية بالمفهوم الذي عرفناه خلال العقود الأربعة الماضية، وتبلور مفهوم جديد، في شكل جديد، لا يميزها كثيرا عن معظم الجماعات النشطة في الحياة العامة، في العالم العربي. لا أتحدث هنا عن انكسار أو تراجع، بل عن عملية تكيف مع التحول الجاري في البيئة الاجتماعية. نعلم أن أولويات الحركيين وطريقة تعبيرهم عنها، هي انعكاس لتفاعلهم مع الشريحة الاجتماعية التي تمدهم بمصادر القوة. إنها أشبه بالعلاقة بين المنتج والمستهلك، فكلاهما يؤثر في الآخر ويسهم في تحديد مساراته، وطبيعة المنتجات التي تشكل وسيط العلاقة بينهما. تنقسم الجماعات النشطة في الحقل الديني ــــ وظيفيا ــــ إلى ثلاثة أنواع: جماعات دعوية بحتة، منشغلة بالعبادات والسلوكيات الدينية، وجماعات منشغلة بمسألة الهوية، نجدها عادة في ميادين الصراع ضد ما يسمى التغريب، وكانت فيما مضى منشغلة بالصراع ضد الدعوة القومية والاشتراكية، وأخيرا الجماعات التي تركز على قضايا العدالة الاجتماعية. النوع الأول: هو الصورة المكثفة للثقافة السائدة/ الموروثة، وتشكل ــــ بالتالي ــــ تيار الأكثرية. أما النوع الثالث فهو حديث الظهور نسبيا، يتألف غالبا من شبان غير منسجمين مع رجال الدين. النوع الثاني: هو…
آراء
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
اختلفت قمة الكويت، التي عقدت هذا الأسبوع عن سابقاتها خلال 33 عاماً من القمم لقادة دول مجلس التعاون. وكما يقول أهل جدة: جدة غير، فإن قمة الكويت أيضاً «غير»؛ ذلك لأنها احتضنت -ولأول مرة- رأي المواطن الخليجي، عندما صدح صوت رئيس مجلس الأمة الكويتي الشاب «مرزوق الغانم» برأي شعوب الخليج بصفته رئيس اجتماع البرلمانات الخليجية. وجاءت كلمته البليغة لغةً ومعنى لتجسّد أهمية دخول مجلس التعاون مرحلة جديدة تختلف عما جرى العرفُ عليه طوال 33 عاماً من عمر المجلس، ما حدا بكثيرين أن يقولوا: إن هذا المجلس هو مجلس حكام ولا يمثل الشعوب. وطالب رئيس مجلس الأمة الكويتي بأن يكون حضور مَنْ يمثل الشعب -سواء كان رئيس مجلس الأمة أو الشورى- سنةً جديدة وفاتحة تقليد جديد ينقل لأصحاب القرار الخليجي آمال وتطلعات وهموم شعوب الخليج، التي ظلت مُغيبة طوال الفترة الماضية. كما جاءت قرارات القمة على قدر مسؤولية الظرف، رغم ما سبقها من إرهاصات و»قنابل» سياسية كادت أن «تُطيح» برأس مجلس التعاون لولا لطف الله ومسؤولية قادة دول المجلس وإصرارهم على تكاتفهم وتلاحمهم. فكان قرار الاهتمام بالشباب، وإنشاء صندوق لدعم ريادة الأعمال لمشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة، وتأسيس برنامج دائم للشباب لتنمية قدراتهم وتفعيل مساهمتهم في العمل الإنمائي، من القرارات التي جاءت بدقة مع وضوح الهدف، والآن ليس على الأمانة العامة لمجلس…
آراء
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
دخل «الإخوان المسلمون» في مصر في الموجة الرابعة من «زحوفهم» لتخريب الأزهر. كانت الموجة الأولى عشية سقوط حسني مبارك، باعتبار أن شيخ الأزهر ما كان موقفه واضحا من ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وقد تأخر كثيرا في تأييدها. وهذا كأن «الإخوان» أنفسهم كانوا هم صناع الثورة أو أول المتحمسين لها! وعلى أي حال فقد كنا نرى طلابا متأخونين من حول مشيخة الأزهر ينادون بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يترك الشيخ الدار. وجاءت الموجة الثانية خلال الصراع على الدستور. وقد كانوا وقتها يعانون من التنافس مع السلفيين الذين كانوا يعتبرون مشيخة الأزهر «قليلة» الحماس لبرنامجهم في أسلمة الدولة والمجتمع. وهكذا فقد اندفعوا هم أيضا لشخصنة الصراع لأن الشيخ يوسف القرضاوي (الذي عاد حماسه لحكم الإخوان للاشتداد) رأى أن الأزهر سيظل ضد «الإخوان» سواء أكانوا في السلطة أم في المعارضة! إنما بسبب المزايدة بينهم وبين السلفيين على من هو الأكثر حرصا على الإسلام وتطبيق الشريعة، جرى تثبيت استقلالية الأزهر! وجاءت الموجة الثالثة (وكانت أكثر حدة من الأوليين) بعد وصول مرسي للرئاسة، والاشتباك بين «إخوان مصر» ودول الخليج لسببين: إنشاء تنظيمات إخوانية في دول الخليج، ومحاولات «الإخوان» المستميتة لتغيير سياسات مصر الاستراتيجية فيما يتعلق بإيران وتركيا والقضية الفلسطينية. وما وافق مصريون كثيرون بينهم شيخ الأزهر على هذه التوجهات للضياع والتضييع. ولذلك وعندما…
آراء
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
أياً كانت الخلافات التي ظهرت بين بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي قبل انعقاد القمة الـ 34 في الكويت، فإن قراراتها أول من أمس لها دلالة مهمة وتعطي دفعاً لدور هذه المجموعة الإقليمية التي تسعى إلى تعزيز حضورها مع دخول المنطقة أبواب نظام إقليمي جديد لم تتضح معالمه بعد في انتظار ما سيرسو عليه مخاض «الربيع العربي» والانقسامات التي خلفها، وما سينتج من التفاوض الإيراني-الغربي من تسويات، وما سيخلّفه الانكفاء الأميركي عن المنطقة من توازنات جديدة. ما ظهر من خلاف حول فكرة المملكة العربية السعودية ارتقاء مجلس التعاون إلى الاتحاد التي اعترضت عليها سلطنة عُمان، ليس الوحيد. ويمكن، إذا شاء المرء، تعداد التباينات عن اختلاف المصالح والأداء في النظر إلى الصراع مع إيران بين دول المجلس، وعن الخلاف السعودي القطري حول مصر واليمن والموقف من أحداث دول عربية عدة، والفوارق بين الأنظمة السياسية للدول الست المنتمية إلى المجلس، والتفاوت بين اقتصاداتها... وصولاً إلى التمايز بين قدراتها، وعلاقاتها بالجوار، لاسيما الإيراني وتأثيره فيها. قد تطول اللائحة. لكن أوجه التشابه في هذه الدول على مستويات عدة اجتماعية وسياسية وأمنية وتاريخية تتفوق على التباينات الموجودة، لا سيما على الصعيد الجيو- سياسي. وإذا كان لا بد للمتابعين للقمة من أن ينسبوا إلى حنكة القيادة الكويتية نجاحها في استيعاب الخلافات، قبل انعقادها وبعدها، فإنه…
آراء
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
لا حول ولا قوة إلا بالله... وهل ستصبح دولة الإمارات الشقيقة, وما يدور فيها من إبداع ونمو وتطور هو شغلنا الشاغل؟ هل المطلوب منا ترك ما وراءنا ودوننا لنتحول إلى موظفي إحصاء, كل همنا عد ورصد الإنجازات التي تحققها الإمارات وشعبها في كل يوم - عفوا - أقصد في كل ساعة من ساعات اليوم؟ خلاص يا جماعة, أنا "فاض بي ومليت", ولـ "الصبر حدود", و"تعبت أداري" ولم يعد هناك مجال لاحتمال وقف الحال التي تعيشه البلاد منذ أعوام عدة. ومسألة التعذر بالتأزيم السياسي كشماعة وسبب لغياب الإنجاز, فقد أضحى هذا العذر أتفه من أن يصدقه عاقل, أو حتى نصف عاقل, فالخراب منكم وفيكم, والتأزيم سببه أنتم, فأنتم من يتسلى بضرب هذا بذاك, وتحريض هذا ضد ذاك, والله ما فعلتم هذا, إلا مداراة لعجزكم عن تقديم أي إنجاز. أما ذاك الذي يتفاخر بديمقراطيتنا, فأقول له, خيب الله فخرك, فحتى هذه - على ما فيها من حسنات - فشلنا فيها فكرا وعملا وتطبيقا, فعلى ماذا وبماذا تفخرون؟ استحوا - بارك الله فيكم - من ترديد هذا القول, فأنا أربأ بكم أن تتباهوا بشيء فشلنا فيه... المهم, وقبل الولوج في موضوع المقالة, فإنني أرجوكم - نظرا إلى ضيق المساحة - وضع العنوان كما هو في محرك البحث "غوغل", والتمعن جيدا في ما يفعله…
آراء
الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣
«في كل دقيقة تغضب فيها، تفقد 60 ثانية من السعادة». هذه المقولة التي قالها الفيلسوف الأميركي «رالف والدو إيمرسون» تصور لنا أن هناك «تكلفة فرصة بديلة» مكلفة حينما «نقرر» الاستسلام لنوبات الغضب. ورغم أن علماء النفس يؤكدون أن الغضب انفعال طبيعي لمثيرات الإحباط التي تعترضنا فنستشيط غضبا في وجه مسبباتها أو مسببيها، فإن الغضب في حقيقته لن يحل المشكلة، بل يفاقم معدل السكر في الدم ويفجر هرمون الأدرينالين الذي يولد ما يشبه الجنون المؤقت. وقد قرأت أن جامعة لندن حاولت أن تقيس في دراسة شهيرة لماذا يغضب الإنسان؟ فتوصلوا إلى أننا نغضب حينما نتعرض لسلسلة من المواقف المثيرة للإحباط (frustration). وقد حضرت قبل أيام ورشة عمل بجامعة الكويت، دعاني إليها مركز كيوب للتدريب، وحاضر فيها الاستشاري النفسي البروفسور طارق الحبيب عن إدارة الغضب فقال إن الإنسان باستطاعته أن يدير نوبات الغضب إذا عرف المراحل الست التي يمر فيها. أولاها مرحلة «التفكير السلبي»، وهي الحديث الداخلي الاستهزائي أو المتعالي الذي يجب أن يوقفه المرء ويتقبل النقد أو الإساءة برحابة صدر، وذلك حتى لا ينتقل إلى مرحلة «بدء الغضب» «واشتداده» (الثانية والثالثة). لأن ذلك كله يقوده إلى أخطر مرحلة وهي «الهجوم» (الرابعة) التي قد تكون هي أصلا المرحلة التي وصل إليها المهاجم الذي صب علينا فيها جام غضبه. وهنا، تحدث المواجهة والملاسنة…
آراء
الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣
ما هي أول وظيفة حلمتَ بأن تعمل بها؟! في عيني الطفل يكون الجميع متساوين.. ويرى الطفل بقلبه لا بعينيه.. ولا بأعينهن!.. ويبحث عما يسليه لا عما يرضي غرور والديه وعشيرته!.. كنت أقف على ناصية «شارع الخان» حافياً وسعيداً! أنظر إلى ذلك العامل مفتول العضلات بزيه البرتقالي المميز.. وهو يحمل شعار البلدية بفخر على صدره.. ويتعلق بسيارة نقل القمامة البرتقالية من الخلف.. كان يبتسم!.. كنت أتساءل كثيراً عن السبب الذي يدفع الكبار لأن يملؤوا الدنيا ضجيجاً وصراخاً، حينما يروننا نتعلق بـ«بيك آب» سوق الخضرة، بينما يتعلق عاملان اثنان بهذه السيارة الضخمة، من دون أن يبدي أحد أي انتقاد أو «حشرة» لما يقومان به.. عندها قررت أن هذه ستكون وظيفتي حينما أكبر.. سأرتدي هذا «الأوفر- أول» الجميل.. وسأتعلق بهذه السيارة الكبيرة الجميلة.. وسأطوف بها جميع أنحاء الشارقة.. سأذهب إلى بيت خالي في القادسية.. سأمر على شارع الملك فيصل.. سأزور خيمة «إكسبو» الشهيرة جواره.. سأذهب إلى المنتزه.. كان طموحي لا يعرف الحدود...! كبرت قليلاً وتعلمت الحروف، انتبهت إلى وجود آثار جانبية لتلك الوظيفة! من شدة تهديدات المدرسة بأن الذي لا يفلح هنا سيكون مصيره السيارة البرتقالية.. تغير الطموح كنت أراقب ذلك «الشب» القادم حديثاً للمنطقة، وهو يقوم بتقطيع سيخ الشاورما.. والطريقة الاحترافية التي يضيف بها «الطحينية».. وجدت نفسي مرة أخرى!.. تراي سأحصل على…
آراء
الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣
يقول الملياردير المصري، ورجل الأعمال، نجيب سويرس، في مقابلة تلفزيونية أمس: إن اشتراكيا يساريا من بلده قال له ذات مرة في لقاء شارد: أنا أكره الأغنياء، فأجابه سويرس: "مش حا أصحى بكرة الصبح فقير عشان حضرتك تحبني". وحين كتبت جملتي الحوار بين الاشتراكي وسويرس، في تغريدة "تويترية"، تواترت علي الردود التي أقرأ الآن آخرها لمغرد يقول: أغنياء العرب صنيعة فساد. في قصة مماثلة أخرى يروي المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، حكايات من قصص كثيرة لأناس يستغربون عليه كمثقف ومفكر ليبرالي حيازته شقة فاخرة في قلب مانهاتن، نيويورك، وقيادته سيارة "برجوازية" من أغلى الماركات الإيطالية. يضيف تشومسكي: لا أعرف من أين فهم هؤلاء الكثر أن المثقف والمفكر لابد أن يكون فقيرا، يخرج إلى الحياة العامة بشعر "مبهدل" و"هندام" رخيص الثمن؟ سؤالي من القصتين، أو من قصة نجيب سويرس مع محدثه بالتحديد: لماذا يكره العرب أن يكون بينهم ثريا؟ ولماذا يذهبون فورا إلى الشكوك وتهمة الفساد؟ وأنا لن أنفي في الجواب أن في عالم المال والأعمال نسبة لا أستطيع تحديدها من الاحتيال والفساد، ولكنني أيضا على استعداد للصدام المباشر مع مروجي هذه الكراهية بالقول الواضح الصريح: إن النسبة الكبرى من هذه الكراهية تنبع من ثقافة الفاشلين الذين يشعرون بالغبن لأن غيرهم نجح بالطموح والعصامية. سأقولها بكل شجاعة: إن الفاشل عالة وعبء على مجتمعه،…