آراء
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
جاء حادث الاعتداء الجنوني على وزارة الدفاع، أهم مؤسسة أمنية في البلاد، دليل رخوة في الاستعداد، في وقت يعلم فيه الجميع مدى تغلغل العناصر الإرهابية في مفاصل المؤسسات المعنية بأمن الوطن، وكذا التهديدات من أطراف مسلحة كثيرة تريد إثبات وجودها، ولم يعد من المفيد بل صار معيبا استنساخ البيانات المثيرة للسخرية للحديث عن المؤامرة واستخدام مفردات الإدانة والتهديد باليد الحديدية.. هذه المرة تمت إضافة جديدة هي التلميح بأن هذه العمليات تهدف إلى عرقلة ما يجري في الـ«موفنبيك». محاولة اقتحام وزارة الدفاع تأتي بعد أيام من اغتيال عبد الكريم جدبان، أحد قادة الحوثيين، أمام بوابة مسجد بعد صلاة العشاء، ثم اغتيال خبير عسكري روسي في وضح النهار، وقبل أشهر محاولة اقتحام مبنى الأمن القومي ومحاصرته، وقبلها حادثة اقتحام المعسكرات في شبوة وحضرموت. ومن المعيب أن التحقيقات فيها جميعا لم تصل إلى نتيجة مفيدة ولا إلى تغيير في أسلوب إدارة العملية الأمنية. فهل نحن أمام عمليات اغتيال واعتداءات على المؤسسات الأمنية لإحداث فراغ كامل يستطيعون من خلاله السيطرة على العاصمة لينطلقوا منها لتحقيق أهداف لن تزيد عن إثارة الرعب والفوضى؟ العملية الأخيرة تذكرني بحادثة اقتحام الكلية الفنية العسكرية منتصف السبعينات، والتي تزعمها شكري مصطفى، ولعلها تحمل نفس بصماتها وأسلوبها. لا يتوقع أحد من الحكومة أن تقدم أكثر من بيان هزيل يدين ويشجب،…
آراء
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
على ذمةِ الكاتبِ علي الموسى، فإنه (في العُرفين، الكتابي والإعلامي، جرت النواميس أنه لا تجوز المساءلة أو الكتابة عن قضية منظورة أمام طاولة القضاء، منعاً للانحياز أو التجييش المجتمعي الذي قد يؤثر في مسار القضية. وحين تصدر الأحكام القضائية يرفع هذا الحظر وينتهي هذا العرف)، لذا أرجو أن يكونَ ما أقولُ في هذا المقالِ داخلاً في دائرةِ تطويرِ القضاء، فأيُّ عملٍ في هذه الدنيا لا يمكنُ أن يتطورَ إذا اعتقدَ صاحبُه أنه وصلَ إلى درجةِ الكمال، أو أُحِيطَ بهالةٍ من التعظيمِ والقداسةِ، وأنَّ من أخطرِ الأشياء أن يتمَ الخلطُ بين المقدسِ وغيرِ المقدس، فالدينُ قضية ٌمقدسةٌ لكنَّ رجالَ الدينِ بشرٌ يصيبون ويخطئون، ويعدلون ويظلمون، ولولا النقدُ لظنَّ كلُّ واحدٍ منا أنه أعدلُ إنسانٍ على وجهِ الأرض، ففي الأسبوعِ الماضي ضجَّت مواقعُ التواصلِ الاجتماعي بقضيةِ فتاةٍ جُلِدَت في جامعةِ رفحاء، بسببِ أنها اعتدت على إحدى الإدارياتِ في الجامعةِ أمام زميلاتها، حين علمت أنَّها أصبحت زوجةً ثانيةً لزوجِها -نقلاً عن صحيفة «المواطنِ» الإلكترونية-، ومع أنَّ وجهاتِ النظرِ حيال القضيةِ كانت متباينةً بدرجةٍ كبيرةِ، فهي بين راضٍ وموغلٍ في الرضا على اعتبارِ أنَّ الفتاةَ أخطأت ونالت ما تستحق، وبين ساخطٍ ومسرفٍ في السخط، بزعمِ أنَّ هذا الحكمَ لم يَقُم على أساسٍ واضح، بدليل أنَّ قضايا أخرى أخطر لم تصل أحكامُها إلى درجةِ الجلدِ…
آراء
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
"28 ألف امرأة تقدمت للبيع في ملابس النساء الداخلية ومستلزمات التجميل، بعضهن جامعيات، براتب لا يتجاوز 3000 ريال أي ما يعادل 800 دولار، وبينما اعتبر البعض أن هذا خطأ تم تصحيحه أي أن بيع الرجل للملابس الداخلية للمرأة كان هو الخطأ، اعتبر آخرون إنه إنجاز كبير في مسيرة عمل النساء لأنه تجاوز مقاومة شرسة. ويعود السبب لوصفه بالإنجاز لأن القرار الذي صدر منذ عام 2004 لقى مقاومة شديدة من المؤسسة الدينية". هكذا تحدثت الكاتبة السعودية البارزة بدرية البشر في مطلع سنة 2012 عن بدء السلطات السعودية، تنفيذ مراحل أهم قرار يمس عمل قطاعات نسوية واسعة في المملكة العربية السعودية بعد صراعات وطول ترقب. بدأ تنفيذ قرار "تأنيث" بيع الملابس والاكسسوارات وسط اهتمام حكومي وشعبي واسع لارتباط مستقبل آلاف الفتيات بتولي مراحل تطبيقه، حيث نفى وكيل وزارة العمل، أن يتم تأجيل قرار تأنيث المحال الداخلية والتجميل، وقال لصحيفة الشرق الأوسط 4-1-2012، إن فرق وزارة العمل ستقوم بدءاً من الغد بزيارات ميدانية للمحال والبالغ عددها 7353 محلاً، ولن يستثني القرار أي شركة أو مؤسسة تعمل في جميع المدن والقرى، وكانت وزارة العمل قد حسمت مسألة الاختلاط باشتراط توظيف ثلاث فتيات داخل أي محل في الوردية الواحدة، كما فرضت قوانين محافظة أخرى في نفس المجال بشأن الملبس والمظهر، وحظرت على صاحب المنشأة توظيف…
آراء
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
أتفق مع المكتب السادس في المخابرات البريطانية في أن الوثائق والمعلومات المهمة يجب عدم الإفصاح عنها إلا بعد وقت طويل، وأختلف معهم في تحديد هذا الوقت، هم لا يفصحون عن أسرارهم إلا بعد 60 عاماً، وأنا لا أكشف عن أسراري إلا بعد 60 دقيقة! خلاف ليس جوهرياً! كنت فعلاً أنوي أن أمدّد فترة السرية على ما سأذكره اليوم بخصوص الراحل الكبير نيلسون مانديلا، إلا أن استفزاز البعض بتوزيع عباد الله عز وجل، هذا في الجنة وهذا في النار، بحسب أهوائهم وأمزجتهم، متألهين على الله في ملكه، وجاهلين بالصورة كاملة، ومتجاهلين لما علينا الاستفادة به من دنياهم، ومركزين على آخرتهم التي هي بيد الله عز وجل بالكلية، هو ما يستفز ويدفع المرء إلى خرق بعض تعهداته. أحد الزملاء الإعلاميين من جنوب إفريقيا، الذي كان المترجم الخاص لنيلسون مانديلا ــ ولايزال حياً يرزق ــ روى لي هذه الحكاية، ومن لم يصدق فليشترِ لنفسه كيلوغرامين من الملح التركي، يقول الزميل المسلم: «كنت أترجم في لقاء نيلسون مانديلا مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مناسبة جمعت كليهما، وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد آنذاك، وتحدث نيلسون عن إعجابه بالإسلام والتسامح الموجود لدى المسلمين، وهذه الجموع الموجودة في الحج بلا فرق للون أو عرق أو منصب، وطلب ضاحكاً من الملك عبدالله في ذلك اللقاء…
آراء
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
لا أدري هل أقول باركوا لي أم سامحوني، فقد حصلت على شهادة الدكتوراه من أحد الدكاكين بعد أن دفعت مبلغا معتبرا فأصبح لقبي دكتور. وأصبحت لا أرد السلام على من يسلم علي ولم يشفع سلامه بالدال ومدلولاتها الاجتماعية المعروفة. وقد وجدت نفسي فجأة أتصدر المجالس، حيث لا يتحدث غيري ولا ينبس، حتى أعتى المختصين، ببنت شفة في حضرتي. أنا الدكتور وفي ذلك فضل لي عليكم، سواء قبلتم أم رفضتم.!! ثم إن فضيحتكم لي لن تقدم ولن تؤخر. كل ما هنالك أنني سأمزق صورة من شهادتي أمامكم ثم أحرقها لأبخركم بدخانها ثم تنسون وأنسى ونعود لما نحن فيه: جاء الدكتور.. راح الدكتور.. قال الدكتور وفي رأي الدكتور. وهذا هو المهم. أقصد هو المهم حين أقدمت على (عدم الأمانة) وأخذت دكتوراه (سكه) وعدت أجر ردائي زهوا بها وخيلاء بنفسي. ثم إن من كشفوا، ممن حصلوا على شهادات الدكاكين، لم يمسهم، فيما أعلم، عقاب ولم أسمع أنهم صاروا يغطون وجوههم حياء من الله والناس. وجوههم ومحاضراتهم وأحاديثهم مكشوفة للملأ، وكتبهم تشترى و(يوتيوباتهم) يشاهدها الملايين في مشارق المملكة ومغاربها، فلماذا أكون أنا مثاليا وأرفض شهادة سترفع من اسمي وقدري وحظوظي المالية والاجتماعية .؟!. وهناك، في رواية أخرى، أن الحاصلين على الشهادات العليا (الكذبية) للوجاهة لن يسألوا وحتى لن يعاتبوا، أي أنها حلال بلال عليهم.…
آراء
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
الحقيقة المفضلة لديّ عن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا هي أنه دعا أحد سجانيه البيض السابقين والذي ساعد على سجنه لمدة 27 عاماً، الى حفل تنصيبه رئيسا لجمهورية جنوب افريقيا. كانت علامةً على شهامة ودفء مانديلا، وغياب نزعة الانتقام تماماً عنه كان السمة التي تميز بها مانديلا. هناك الكثير من المناضلين والمنشقين العظام، لكن قليلين منهم نجحوا في بلوغ مرتبة الزعيم الوطني. إن الصفات التي تميز المتمرد – الشجاعة الفجة والعناد بل وحتى عدم المعقولية - لا تصنع جميعها رئيساً عظيماً. لقد واجه مانديلا الكثير من الضغوط التي كان من الممكن أن تجعله ضيق الأفق ويقوم بإذلال من أذلوه بل وقتلوا اصدقاءه، لكنه وبطريقةٍ ما قاومهم. هو أعظم رجل رأيته في حياتي. بمعنى أوسع قام مانديلا بتلخيص خدمة الناس والتضحية أكثر من أي شخص آخر في جيله. كان لدى مانديلا مستقبل مهني واعد كمحام، كان بإمكانه أن يعمل مع النظام. لكنه تخلى عن ذلك ليناضل من أجل شعب وطنه. واستمر مانديلا بنفس التحدي حتى خلال محاكمته التي كان يواجه فيها احتمال الحكم عليه بالإعدام. لقد عُرضت عليه فرصة الإفراج المبكر أكثر من مرة خلال فترة سجنه التي استمرت 27 عاماً، بل ترجته الحكومة ليقبل الافراج المشروط لأنه كان يمثل لها احراجاً خلف القضبان. لكنه رفض قبول أي شيء سوى الافراج غير…
آراء
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
دخلت طرابلس مرحلة صعبة وقاسية. الجولة الـ18 من الاقتتال في ضاحية المدينة الشمالية، بين «جبل محسن وباب التبانة»، لم تنته فصولها بعد، وقد لا تنتهي سريعا، رغم أن المعلن هو غير ذلك. صحيح أن الاشتباك بين المنطقتين المتباغضتين، سياسيا، ومذهبيا، انخفضت وتيرته، لكن تسلم الجيش لأمن المدينة بالكامل ووضع القوى الأمنية كلها تحت إمرته، بعد تشكيل غرفة عمليات أمنية موحدة، غير من قواعد اللعبة، وطبيعة الاقتتال، وربما مداه الزمني أيضا. لا تزال ثمة قذائف تتطاير وقنابل تنفجر ورشقات رصاص تسمع، والقنص يهدد المارة، والجيش يرد بمضاداته حاسما وكابحا، ومداهما المعتدين، بصرف النظر إن كانوا من الجبل أم من الباب. التحذيرات كانت واضحة من قائد الجيش: «إن تنفيذ الحزم الأمني في مدينة طرابلس سيكون بعيدا عن الحسابات السياسية والفئوية، وستتم ملاحقة المسلحين والمطلوبين للمثول أمام القضاء». وهذا ما يحدث. الرد على المخلين، يأتي سريعا، والنيران تنهال كثيفة، على كل من يطلق الرصاص، والاستنابات القضائية طالت مقاتلين من الطرفين. لذلك فالمتوقع من الآن، ولفترة يصعب التكهن بمداها، ليس هدوءا وسلاما في طرابلس، وإنما اشتباكات متقطعة وشديدة لمسلحين متفلتين، مع الجيش، قد تباغت المارة، وتعرضهم للخطر، في أي لحظة. كما أن المتضررين من قبضة الجنود، سيلجأون لاستنفار الناس وتجييشهم ضد الجيش كلما سنحت الفرصة، هذا هو التحدي الجديد الذي سيضطر الطرابلسيون لمعايشته لفترة…
آراء
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
لا يقصد ستيف هارفي الممثل الكوميدي المعروف بهذا العنوان الذهبي - على كتابه الذي باع منه الملايين - أن تفكر المرأة مثل الرجل في مجمل حياتها، لكنه يقول حين تقابلين رجلاً أو تحبــــين رجلاً أو تتـــزوجين رجلاً فإن عليك أن تفهمي كيف يفكر، وألا تنتظري أن يتصرف معك مثل صديقة عمرك. لا تنتظري حين تبكين أن يمد لك منديلاً أو يمسح دموعك، لأن النساء وحدهن من يتصرفن هكذا. يعتبر موضوع العلاقات بين الرجل والمرأة موضوعاً مغرياً ومثرياً للكتابة والبيع، وأظن أن ما زاد في جعله أكثر نجاحاً هنّ النساء اللاتي يعشن في مجتمع الرجل، الذي يضع هو فيه القواعد والمرأة تتبعها. المرأة تحاول أن تحل لغز الرجل، لكن الرجل يرمي كلمته الأخيرة متكاسلاً - وربما عازفاً - عن فهم المرأة فيقول: «المرأة لغز كبير». تحاول هي حلّ مسألة كونه لغزاً، وتبقى هي اللغز. ستيف هارفي الكوميدي الساخر الذي يقدم برنامجاً إذاعياً يعتمد على مساعدة النساء الحائرات في القبض على الرجل وفهمه، لخّص تجربته في كتابه الذي صدر بالإنكليزية بعنوان: «تصرفي كســـيدة فكري كرجل»، وفيه يقدم شـــرحاً بسيطاً عن كيف يفكر الرجل الذي هو بالضـــــرورة الثقافية يختلف عن تفكير المرأة، فهو مثــــلاً لا يفكر في الزواج قبل أن يثبت نفسه ويضع قدمه على طريق كونه رجلاً في مجتمع يعتبر الرجل الراعي…
آراء
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
درج، قبل سنوات قليلة، تعبير «قوّة فائضة» في وصف «حزب الله» وحاله قياساً بالمجتمع اللبنانيّ البالغ الضعف، فضلاً عن دولته الهزيلة. ويمكن الكلام الآن عن «انتصارات فائضة» أحرزها الحزب ذاته، أو زيّن لنفسه وللعالم أنّه أحرزها، ثمّ تصرّف بموجب ذلك. فليس قليلاً، مثلاً، أن يتولّى الأمين العام للحزب التعريف بطبيعة الحرب في سوريّة ومجرياتها، وكيف أنّها كُسبت، وكيف أنّ تدخّله وتدخّل حزبه كانا سبب كسبها وسقوط الرهان على انهيار النظام السوريّ. والحال أنّ الحزب يراكم، منذ 2005، انتصارات أو أوهام انتصارات يُشكّ في قدرته على هضمها، خصوصاً أنّ الكثير من تلك الانتصارات والأوهام نجم عن خسائر مُني بها حلفاء الحزب أنفسهم، لا أعداؤه. ففي 2005، ومع انسحاب الجيش والأمن السوريّين من لبنان، تحوّلت وظيفة ردع لبنان إلى السيّد نصرالله وحزبه. وقد ظهر غير طرف يتّهم الأخير بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري، وهذا قبل أن يستدعي الحزب نفسه حرب 2006 لتحويل التركيز عن الموضوعات التي أطلقها اغتيال الحريري وإعادة الاعتبار للأجندة القديمة ذات الأولويّة الإقليميّة كما فُرضت على لبنان بقوّة «وحدة المسارين». وبنتيجة الحرب هذه، زعم الحزب لنفسه انتصاراً إلهيّاً غير مسبوق عُيّر به، علناً أو ضمناً، العرب والفلسطينيّون الذين سبق لجيوشهم ومقاوماتهم أن هُزمت أمام الدولة العبريّة. وعلى رغم احتفال الحليف السوريّ بالانتصار الإلهيّ في 2006، ظلّ من الصعب التكتّم…
آراء
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
لاحظ المتخصصون في علم «حلحلة الأزمات» أن المفاوضات العلنية بين طرفين متخاصمين كثيراً ما تفشل عندما تجري تحت الأضواء، لما يتعرض له المفاوضون الرسميون من ضغوط ليس من مراجعهم السياسية وحسب، بل حتى من قواعدهم التي تتابع سير المفاوضات، وتريد أن تعرف أسرارها من خلال صحافيين يرابطون في مقر التفاوض أو حوله، فيسربون معلومات لا يهم أن تكون صواباً أو خطأً، ولكنها تؤثر سلباً، فتتعقد بسببها عقدة انحلت، وتضيف عقدة لم تكن موجودة، هذا غير المعارضة المتربصة للطرفين، فتزايد عليهم وتحرجهم. بالتالي ابتدعوا فكرة «المسار2» وذلك بالترتيب لمفاوضات سرية تكون في منتجع ريفي أو دولة نائية، يشارك فيها في البداية أكاديميون وناشطون من الصف الثاني، بعضهم لا يعلم أن قيادته على علم بهذه المفاوضات، ويعتقد أن ما يفعله مجرد بحث علمي، وعندما يحقق «المسار2» تقدماً بتحقيق صيغ مقبولة للتفاهم، صالحة أن يُبنى عليها اتفاق، يرتفع مستوى المشاركين، ويتحول المسار إلى مفاوضات جدية، ويبدأ الطرفان بتبادل وثائق قانونية تحدد ضوابط التفاوض، وإلزامية بما يتوصل إليه الطرفان من اتفاقات. حصل هذا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فبينما كان المرحوم حيدر عبدالشافي والسيدة حنان عشراوي - هل تذكرون هذه الأسماء؟ - وغيرهما من القيادات الوطنية الفلسطينية يجهدون أنفسهم في مفاوضات مضنية مع المحتلين الإسرائيليين أوائل التسعينات في مدريد، كانت هناك مفاوضات سرية لا يعلم بها…
آراء
الجمعة ٠٦ ديسمبر ٢٠١٣
كما ضايقتنا الأحكام التي صدرت على الفتيات الصغيرات في مصر، لأنهن تظاهرن ورمين الشرطة بالحجارة، أرعبتنا أيضا حقيقة أن التنظيم الإخواني قرر إرسال الفتيات إلى الشارع، بالزي الموحد، والحركات المتشابهة. ومن المعروف أن الأمم المتحدة دأبت في العقدين الأخيرين على إصدار تقارير سنوية عن إشراك الأطفال في الحروب، وبخاصة في أفريقيا. إنما الغريب جدا أن يلجأ «الإخوان» إلى ذلك في نزاع يعرفون أنه يمكن أن يؤدي إلى مقتل فتاة أو أكثر، قياسا على ما جرى خلال الشهور الماضية: أين الشرعية الأخلاقية والقانونية التي تبرر هذا العمل من جانب «الإخوان»، ومن جانب القضاء؟ ونحن نعرف أن مشاركة الأطفال ذكورا وإناثا في الأعمال العنيفة وشبه العنيفة تحدث كل يوم في الغرب. لكن الشرطة تكتفي بالضبط وإحضار الأهل لتسلم أطفالهم، وإن لم تجد أهلهم تسلمهم إلى إحدى الإصلاحيات دونما حاجة لإيصال الأمر للمحاكم ما لم تحدث جريمة نتيجة هذا العمل أو ذاك من أعمال الشغب التي يشارك فيها الفتيان! ليس من المستحسن ولا من المسوغ شيطنة «الإخوان» والإسلاميين الآخرين، وبخاصة أن التصريحات المعلنة بعد تقلبات الشارع والسلطة في مصر وتونس على وجه الخصوص، تعد الإسلاميين غير العنيفين فريقا سياسيا له حق المشاركة ولا جرم على أحد. إنما من جهة أخرى فإن للإسلاميين (والإخوان من بينهم) مسالك للشرعية والمشروعية لا ينبغي تجاهلها إذا أردنا…
آراء
الجمعة ٠٦ ديسمبر ٢٠١٣
ذكّرت إسرائيل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بوجودها وباستمرار ملاحقتها قادة الحزب ونشاطاته، باغتيالها القيادي في الحزب حسان اللقيس ليل الثلثاء – الأربعاء الماضي. فالحزب منشغل عنها وعن خططها لاستهداف قادته وبنيته العسكرية، بالقتال في سورية، بل هو بات يبرر غرقه في «المستنقع» الدموي السوري والخسائر التي يتعرض لها وتضحيات مقاتليه ومناضليه، بافتعال مواجهة مع إسرائيل هناك، للإبقاء على تعبئة جمهوره في تلك المواجهة العبثية التي يخوضها، وسيلة لإقناع هذا الجمهور بأحقية الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وواقع الأمر أنه على رغم ارتياح إسرائيل الى استنزاف الحزب وإيران في سورية ومعهما سائر القوى الإسلامية المتطرفة الخصمة لهما والتي تتوجس تل أبيب ومعها أميركا من أن يكون هؤلاء بديلاً للنظام، فإنها لا تكتفي بذلك، بل هي تواصل تركيز نشاطها على ملاحقة قادة الحزب لاغتيال من تستطيع منهم. ولربما أنها التقطت حالة من الاسترخاء حيالها، ومن الالتهاء عنها، لدى الحزب، سمحت بثغرات يستفاد منها لأجل تنفيذ اغتيال اللقيس وتصفيته. ولا يحتاج الأمر الى كبير عناء لاكتشاف مدى الانصراف لدى الحزب عن همّ مواجهة إسرائيل طالما أن السيد نصرالله نفسه اعتبر - كما قال - أن مشاركة حزبه في القتال في سورية لها شعبية وقبول لدى الرأي العام العربي أكبر بكثير من التأييد الذي حصدته المقاومة ضد إسرائيل…