آراء
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠١٣
فوز دبي بتنظيم اكسبو 2020، وقبلها فوز قطر بتنظيم كاس العالم 2022، يضيف الى منطقة الخليج بعدا اقتصاديا واستثماريا يستمر على أقل تقدير الى 2022، لكن آثاره الاقتصادية والاستثمارية ستستمر بعد ذلك لسنوات طويلة، وأقل تلك الأثار اعتبار المنطقة مزارا سياحيا واستثماريا في قطاعات شتى. فالنفقات المتوقعة من دولة قطر لتنظيم كاس العالم ستتجاوز 100 مليار دولار، ناهيك عن نفقات القطاع الخاص في بناء الفنادق وتحسين النقل والطيران خصوصا)، اضافة الى الخدمات اللوجستية العديدة التي سيستفيد منه القطاع الخاص بشكل كبير. وينطبق نفس الكلام على دبي التي تقدر نفقاتها على استضافة اكسبو 2020 نحو 14 مليار دولار، منها أكثر من 4 مليارات دولار لبناء مقر المعرض فقط، و1.4 مليار دولار لتمديد خطوط المترو، ناهيك عن التوسعات الكبيرة التي ستشهدها مطارات وموانئ دبي وابو ظبي مع رفع عدد الغرف الفندقية بنحو 45000 غرفة اضافية. وقد استعدت دبي لهذا الحدث مبكرا بشرائها اسطولاً من الطائرات العملاقة بنحو 100 مليار دولار من قبل شركتي اتحاد والامارات للطيران. وكان القطاع العقاري وسوق الأسهم قد سبقا هذا الفوز بارتفاع القطاع العقاري بنحو 20% وارتفاع سوق أسهم دبي بنسبة 79% من بداية العام وحتى الآن. ومن المتوقع أن يسهم هذا الانفاق بنمو اقتصادي لدبي يتجاو 6% سنويا للثلاث سنوات الأولى حسب بعض التقارير الاقتصادية، ومثلها لدولة…
آراء
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٣
بعد جهود مضنية من المفاوضات بين إيران و«5+1»، توصل الطرفان إلى اتفاق جاء بوصفه «اتفاقا على خطة عمل»، تستمر إلى فترة ستة أشهر يليها الوصول إلى اتفاق نهائي مرهون بما ستتمخض عنه فترة الأشهر الستة المقبلة. يرى كل من الطرفين أنه حقق النصر في هذه المباحثات. وتأتي قضية تخصيب اليورانيوم لتكون المحك الرئيس في تصريحات كلا الطرفين التي خلقت معها ضبابية لدى المتلقي لتلك التصريحات. ففي الوقت الذي جاء فيه تصريح وزير الخارجية الأميركي أن الاتفاق لا يتضمن أي اعتراف «بحق» إيران في تخصيب اليورانيوم، أكد وزير الخارجية الإيراني أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم جاء في موضوعين في هذا الاتفاق. والسؤال الذي يتبادر حاليا إلى ذهن القارئ: أي التصريحين صحيح، ويجب أن يعتد به؟ وتأتي الإجابة لنقول إن كليهما صحيح لنزيد من حيرة القارئ. ولكن نمضي معه لنتتبع السطور القادمة علها تبعد الحيرة وتزيل الضبابية. بداية وفي الوقت الذي يأتي هذا الاتفاق بين «5+1» وإيران بوصفه «اتفاقا على خطة عمل»، يأتي وزير الخارجية الإيراني ليعطي ما جرى التوصل إليه في جنيف بعدا آخر. فبعد انتهاء المفاوضات صرح ظريف قائلا: «نعتقد أن هذا الاتفاق وخطة العمل..».. ويلاحظ القارئ هنا أن وزير الخارجية الإيراني فصل بين الاتفاق وخطة العمل بإضافة حرف الواو، فبدلا من أن يكون «الاتفاق على خطة العمل» جاء…
آراء
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٣
عند بدء لقاءات فندق «الموفينبيك»، شرق العاصمة صنعاء، في 18 مارس (آذار) 2013، تمنى اليمنيون أن تكون إيذانا لانطلاق نحو تسويات تاريخية تعيد اليمن إلى مربع الهدوء النفسي والسلم الاجتماعي والاستقرار الأمني، ولم تكن التمنيات مبنية على أكثر من الرغبة في الخروج من دائرة الإحباط الذي اجتاح الجميع دونما استثناء إلا من رحم ربي، وتعلق هؤلاء بقشة المبعوث الأممي الذي واجه اتهامات بأن حالة من الغرور انتابته وبلغت حد تسفيهه كل من وجه إليه نقدا عن أداء تهاوت قيمته وخف بريقه يوما بعد يوم، وتسبب هذا في أن أصبح عرضة لهجوم لاذع من الشباب غير المؤطر حزبيا، ومن كل من بدأت أحلامهم تتحول إلى روايات لا تحتمل التأويل لاختلاط غثها بسمينها، وكان يستعين على الجميع بعصا مجلس الأمن الذي فرض وصايته الكاملة على اليمن. يوم الأربعاء الماضي أعلن السيد محمد علي أحمد رئيس ما عرف بفريق «الحراك الجنوبي» الانسحاب نهائيا من «الموفينبيك»، مستبقا بيان مجلس الأمن الذي عقد في نفس اليوم مع فارق التوقيت الزمني بين صنعاء ونيويورك، وبرر ذلك بتدخلات في أعمال الفريق وخلق انشقاقات داخله ووجه الاتهام إلى المبعوث الأممي والفريق اليمني المناط به الأعمال الإدارية لتواطؤهم بحسب ما جاء في تصريحاته، وإذا صح ذلك فمن العسير معرفة الجهات والأسماء التي لمح مبعوث الأمين العام إلى أنه قدمها…
آراء
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٣
سيشخط أحدهم سيارتك مرة أخرى في مسيرات هذا اليوم..! لكن وعلى العادة التي جرت في السنوات الماضية ستحاول أن تظهر بأنك لا تقل وطنية عن غيرك وستنظر له بابتسامة وهو يلوح بالعلم.. وتقول له: ما صار إلا الخير.. وأنت تحاول بطريقة مضحكة أن تشغل نفسك بعزف النشيد الوطني باستخدام «الهرن» كي لا تخرج من السيارة وتقتله! ولكن الحقيقة هي أننا جميعاً نكون سعداء في نهاية هذا اليوم.. الآباء المؤسسون اختاروا أياماً مميزة في السنة تكون فيها الأجواء كأجمل ما تكون.. وتكون النفوس فيها جاهزة أصلاً للاحتفال.. وإن لم تكن هناك مناسبة.. كثيراً ما أتخيل لو أن اليوم الوطني كان في منتصف يونيو على سبيل المثال.. هل كانت الابتسامة هي الابتسامة؟! هناك دائماً توافيق سماوية في كل أمر يحمل نية طيبة. هل حقاً كانت التجربة الوحدوية الأنجح في تاريخ الأمة الحديث مجرد نتيجة لمجموعة من الظروف المواتية؟ بقراءة منصفة للتاريخ نقول بكل ثقة لا! فالظروف المواتية كانت موجودة في مناطق أخرى من وطننا المشاغب، لكن النهايات لم تكن بهذا التوفيق في كل مكان.. البترول ظهر في شمال إفريقيا كما ظهر في الخليج.. الرغبة في الاتحاد كانت موجودة في مناطق عدة، بل إن أوائل السبعينات من القرن الماضي شهدت المد القومي العربي في أقصى درجات وضوحه، ولكن التجارب الوحدوية كانت ملأى بالفشل…
آراء
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٣
مات محمد أحمد الرشيد فقرأنا الثناء العاطر على الرجل وسيرته المحمودة إنساناً و مسؤولاً وتربوياً ذا رؤية وبصيرة، وإخلاصا في العمل وعفة في اللسان. مات محمد أحمد الرشيد فظهرت فجأة صورة ملائكية للرجل الذي وصف يوماً بأنه رأس حربة التغريب ومنفذ المؤامرات على الأمة و ثوابتها. مات محمد أحمد الرشيد فشهدت جنازته على قيمته وسط مجتمع ثمّن له خدماته بمشاعر صامتة لكنه لم يجرؤ على إنصافه من شانئيه. أليس هذا هو نفسه محمد أحمد الرشيد الذي قال فيه أهل الغيرة على الدين والأعراض أنه «لا تبرأ به الذمة». كان محمد أحمد الرشيد وزير التربية و التعليم، كان اسمها «وزارة المعارف» وقتها، إبان دمج رئاسة تعليم البنات بالوزارة. ولذا، فإن معارضي الدمج خاصموا الرجل ففجروا في خصومتهم، كما هي العادة، دعوني أوثق، حتى لا أتهم برمي القول جزافاً. خطب محمد الهبدان بعيد قرار الدمج خطبة سماها «شهيدة العصر» والموصوف بالشهيدة هي رئاسة تعليم البنات. أبكى الشيخ محمد الهبدان المصلين الخائفين على أعراضهم و بناتهم من أمر يدبر لهن بليل وتهدج صوته وهو يستشهد ببيتَي الشعر: حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدان لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان و وصف الدمج بأنه مؤامرة من «بني علمان لا كثر الله لهم جمعاً ولا…
آراء
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٣
رحم الله وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد الأحمد الرشيد الذي طارت الركبان بأخباره، حينما أدار دفة الوزارة وبعد تركه الوزارة، ولم يتوقف اهتمام محبيه بأخباره حتى بعد وفاته بعد صلاة العشاء يوم السبت 20 محرم 1435هـ، تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه. لا أستطيع الحديث عنه من جوانب عمله في الوزارة، بسبب بعدي عن الوزارة، وبالتالي لن أستطيع إضافة شيء ذي أهمية في حق هذا الرجل المبتسم والمتواضع دائماً، بخاصة في ظل عشرات مقالات الرثاء التي حفلت بها الصحف، وأراهن بأنه لم يحفل وزير ترك الوزارة منذ أعوام بمثل هذا العدد الضخم من مقالات الرثاء من شرائح المجتمع كافة، رحم الله أبو أحمد. أول لقاء بأبي أحمد جاء بعد كتابتي مقالة عن كليات المعلمين آنذاك، ومطالبتي بضمها للجامعات، لتتفرغ الوزارة بشؤون التعليم العام، وعلى رغم أن مقالتي كانت عنيفة كالعادة!، وأبو أحمد كان في أوج نشاطه وتألقه الوزاري، إلا أنه لم يلجأ إلى أسلوب «الطعن من الخلف» أو استئجار أقلام صحفية لتفنيد مقالتي، بل لجأ إلى أسلوب الحوار الراقي بين صاحبي وجهات نظر مختلفة، إذ التقيته في منزله بناء على طلبه، ودار حديث حول المقالة، ورغبته في الرد على ما كتبته، فرحبت به، وبالفعل رد على مقالتي، ثم رددت عليه بمقالة ثانية أشد عنفاً! أوضحت ما التبس عليه…
آراء
السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣
في العام 2006 شنت مجموعة من المؤسسات الإعلامية الغربية هجوماً على القطاع الخاص بدبي متهمة إياه بانتهاك حقوق العمال، فسارعت الحكومة إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومعالجة الأوضاع. كنتُ حينها موظفاً في المجلس التنفيذي في الإمارة، وتم انتدابي للعمل في تلك اللجنة. زرنا عدداً من مجمعات سكن العمالة الآسيوية واستمعنا إلى شكواهم، ثم اجتمعنا برؤساء شركاتهم لنكتشف وجود تجاوزات بسيطة في زيادة ساعات العمل وتأخر دفع الأجور؛ فأصدر المجلس قرارات تنظيمية لحفظ حقوق العمال وضمان التزام شركاتهم بتوفير حياة كريمة لهم، وأُلزِمَت الشركات بوضع ضمانات مالية في حساب وزارة العمل بقيمة رواتب موظفيها، لتستخدمها الحكومة في حال تأخرت الشركات عن دفع الرواتب. وأصدر المجلس قرارات أخرى بتحديد ساعات العمل وأوقات راحة العمال وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم. تجاوزنا تلك الأزمة في أشهر قليلة، وأثبتت الحكومة قدرتها على التعامل مع الأزمات بحرفية وجدية عززت استقرار اقتصاد المدينة. لم تكن تلك هي الأزمة الوحيدة التي مرت علينا، بل حبانا الله ببعض منها في العقد الماضي، ويُحب الشيخ محمد بن راشد أن يسميها «تحديات.. لا أزمات، لأنها تدفعنا للعمل أكثر». يتساءل أصدقائي من الدول العربية عن أسباب نجاح دبي، فأقول لهم: بسبب المنظومة الإدارية والكفاءات البشرية. ادخل مطار دولة عربية ما، وعندما تتجاوز موظف الجوازات ستضطر للوقوف عند موظف آخر، خلفه مباشرة، ليتأكد…
آراء
السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣
سعيد الوهابي كاتب سعودي شاب، قلمه لاذع وسريع، اختصر المزاج العام السعودي مساء الأحد الماضي بعدما شبع السعوديون من تحليل وتقليب اتفاق إيران مع الدول الكبرى حول مشروعها النووي، فغرّد في «تويتر»، قائلاً: «لا بد من أن السعودية تشعر بالوحدة الليلة». نعم، لقد كانت ليلة صعبة، لما يصدر البيان الرسمي الذي رحب بالاتفاق بتحفظ بعد، تراقصت خلالها أشباح وأوهام التهديد والعزلة، عبارات تتردد على لسان المحللين تزيد القلق «إيران شرطي المنطقة» و«أميركا كعادتها تغدر وتتخلى عن حلفائها» و«تخلت إيران عن مشروعها النووي وكسبت الهيمنة». العبارة الأخيرة كانت لي، صرحتُ بها لوكالة الأنباء الفرنسية لتكون ضمن سياق القلق السائد. ولكن ما كان لهذا القلق من مبرر ولا لتلك المشاعر المنقبضة التي تصاحب من يدخل سريره بعد يوم صعب، وهو يشعر بالوحدة، فالاتفاق طبيعي وتطور طبيعي للتاريخ، ويصب في مصلحة المنطقة لطرد تهديدات الحرب التي حامت في سمائها أكثر من عقد. كان الأمير تركي الفيصل يستخدم عبارة مختصرة لشرح الموقف السعودي حيال المشروع النووي الإيراني عندما كان سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة، وما كان مؤتمر صحافي أو لقاء مع أميركيين إلا ويُسأل عن الموضوع، فيقول: «نحن نعيش يومنا بين كابوسين: الأول أن تمتلك إيران القنبلة النووية، والثاني أن تقوم إسرائيل بقصف المنشآت الإيرانية لتدخل المنطقة في حرب لا نعرف كيف تنتهي وأين…
آراء
السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣
«لدينا حياتان، الحياة الثانية تبدأ عندما ندرك بأننا لا نمتلك إلا حياة واحدة». كونفوشيوس تهدينا الحياة أفضل اللحظات وتأخذها منا في الوقت الذي تحدده، إنه الطعم الذي يجذبنا، وما إن نمسكه حتى يسحبنا إلى خط النهاية، وما بين الهدية وفقدانها مضمار طويل.. عمر يقطعنا قبل أن نقطعه. للحياة منطق مختلف وغير متوقع. تأتيك هداياها مغلفة تدهشك بالتفاصيل وجمال الترتيب. يذهلك التوقيت. تتقبلها بفرح وشغف. تضيع في تفاصيلها. تأخذك بعيداً معها. تتمنى ألا تعود وأن تبقى رهين هذه اللحظة، أسير الهدية، وتنسى أو تتناسى أن عليك الرجوع، وأن هذه اللحظة كغيرها هاربة، وستأتي غيرها... هكذا هي دورة الحياة دائماً تذهلنا بمنطقها اللامتوقع. علاقتنا مع الحياة هي العلاقة الأكثر تحدياً وعمقاً، معها نظل في حالة شد وجذب، لا نتوقع الأحداث، على الرغم من أننا أحياناً نصنعها، ولا نملك التوقيت على الرغم من أنه معلق على معاصمنا. للحياة أسرار، ونحن إحداها، وقد تكون الحياة بالنسبة للكثيرين لغزاً، وتبقى علاقتنا معها اللغز العصي على الحل. «اضبط أو وقِّت ساعتك بتوقيت الفراق!». تلك اللحظة الهاربة دعها ترحل!، قال لي صاحبي: لا تحاول أن تقتنصها، لأنك ستبقى أسيرها. ستأتي غيرها، وكل ما عليك فعله هو أن تعيش اللحظة. قلت له: ماذا نفعل في كم الذكريات، في الصور المعلقة على جدراننا وأسمائهم المطبوعة في قلوبنا؟! قال لي:…
آراء
السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣
يترقب الشارع الخليجي القمة الثالثة والثلاثين لدول مجلس التعاون التي تلتئم بعد أيام، في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل في الكويت، بأمل ورغبة، الأمل أن تخرج هذه القمة بقرارات تنقل الوضع الحالي الذي استمر طوال هذه العقود الثلاثة الماضية، بكل إيجابياته وسلبياته، أن تنقله إلى شيء جديد يقارب الاتحاد، ورغبة صادقة في أن يقرأ المجتمعون التحديات الشاخصة أمام هذه المنظومة وشعوبها، من منظور الخير المشترك لا إنقاذ النفس فقط أو التشاحن على أمور ثانوية، المرحلة حاسمة وتحمل مخاطر جدية. كان الاجتماع الذي عقد في الرياض الأسبوع الماضي بحضور القيادة السعودية والكويتية والقطرية فاتحة أمل أن يجري لم الشمل، بعد أن تسربت معلومات وأفكار عن «وقفة نفس» لم تقصر في شرحها والبناء سلبا عليها وإصدار النظريات حولها في توقع التبعثر، الصحافة الأجنبية أو الكثير ممن يقرأون في فناجين القهوة ويفسرون المواقف من وجهة نظرهم تنبأوا بالانفراط. الأمر الذي حدث في الرياض الأسبوع الماضي وجب أن يبنى عليه باتجاه الخروج بموقف يواجه التحديات الكبرى التي تواجه دول الخليج. التحديات كبيرة، فقد انتهى الماراثون السباقي بين الولايات المتحدة والجارة الخليجية الكبيرة إيران بصلح، قد يكون مؤقتا وقد يكون دائما، ولكن الحدث قد تم. وقرئ من أكثر من زاوية، بين قراءة مهونة وأخرى مهولة ومهما كانت زاوية القراءة، هل ما حدث انتصار للجمهورية…
آراء
السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣
يستند الحديث الرائج عن دور إقليميّ لإيران، مُقرّ به أميركيّاً ودوليّاً، وعن تحوّلها «شرطيّاً للخليج والشرق الأوسط»، إلى مرتكزات جدّيّة قدر ما يفتقر إلى مرتكزات أخرى. فنحن غالباً ما يفوتنا حجم التقاطع بين واشنطن وطهران، والذي يشمل تقاسم النفوذ في العراق وتأمين مستقبل أفغانستان والوقوف في وجه التطرّف السنّيّ. وحتّى في النقطة الإقليميّة الخلافيّة الأكبر، أي الموضوع الإسرائيليّ، فإنّ «النصر الإلهيّ» لأتباع إيران في 2006 ألغى الالتحام في مركز الالتحام الأبرز، فصارت الجبهة اللبنانيّة – الإسرائيليّة منذ القرار الدوليّ 1701 مثل الجبهة السوريّة – الإسرائيليّة منذ 1974. وأغلب الظنّ أنّ الولايات المتّحدة، فيما تنكفئ نسبيّاً عن المنطقة، يعوزها من يقوم بدور إقليميّ نشط وديناميكيّ أثبت الإيرانيّون أنّهم يملكون القوّة والبراعة المطلوبتين لأدائه، خصوصاً أنّ تولّي الإسرائيليّين له، وهم ليسوا عرباً ولا مسلمين، قد يتسبّب بإحراجات وإرباكات تفوق مغانمه وإنجازاته. فوق هذا، ليس من الصعب استبيان عاطفة ثقافيّة، أميركيّة وأوروبيّة، يمينيّة ويساريّة، تستسيغ الفرس أكثر من العرب، والشيعة أكثر من السنّة، لأسباب عدّة تضرب في تواريخ الأنظمة والمعارضات، والأكثريّات والأقليّات، وقابليّات الحراك والديناميّة مقابل المحافظة والحرص على المألوف. أمّا في السوابق التاريخيّة فنعرف أنّ شاه إيران كان بالضبط صاحب دور كهذا، وهو ما يصحّ جزئيّاً في حافظ الأسد إبّان فترات التقاطع العريض بينه وبين الولايات المتّحدة. ولنا، هنا، أن نتوقّف خصوصاً…
آراء
الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣
أن تعتبر آراء وتصورات معينة من منطلقات دينية أن المرأة التي تقع ضحية التحرش هي المذنبة وهي المغوية، وأنها بسفورها ولباسها وهيئة عباءتها وتوسعها وتساهلها في الاختلاط هي مصدر البلاء، هو أمر غير مستغرب، وأن تحذو وتنسجم فئات مختلفة من المجتمع بثقافة اجتماعية تقليدية مع تلك الآراء والتصورات هو أمر أيضاً غير مستنكر. لكن، أن نقرأ أخيراً تصريحاً في إحدى الصحف المحلية السعودية لأحد أعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان يقول فيه: «إن بعض تصرفات الفتيات لدينا تدعو الشاب في شكل غير مباشر إلى التحرش بهن» هو مما لا يمكن القبول به من شخصية تعبر عن وجهة نظر جهة مخولة الدفاع عن الحقوق الإنسانية، ولو تساءلنا عن تلك التصرفات المشار إليها فإنها في معظمها لن تكون خارجة عما سبق ذكره. على كل حال إن هذا المنطق العجيب الغريب الذي يبرر في شكل غير مباشر للمجرم الجاني والمعتدي المذنب ويلقي باللوم على الضحية وهي الطرف الأضعف، وبدلاً من أن يواجه الواقع بمراراته يلجأ إلى الصعود على الحائط القصير الذي يسهل إلقاء المسؤولية والتهم عليه، هو منطق لا يمكن في أي حال من الأحوال سواء كانت دوافع أم مبررات قائلة دينية أو اجتماعية أو غير ذلك القبول بها أو السكوت عنها. ومن يبرر التحرش بهذا المنطق يقدم منطقاً عاماً لتبرير الجريمة في المجتمع،…