آراء

آراء

معايير منح السكن قبل الموافقة

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

لم يصدر ما هو رسمي عن آلية توزيع السكن والتي ستكون من خلال وزارة الإسكان، وقد طال انتظارها حتى الآن، رغم أن مشاريع الوزارة حتى اليوم لم يتم توزيع شيء منها بعد الانتهاء لأي من المشاريع، المقترحات كثيرة والرأي متعدد عن كيفية توزيع السكن على من يكون أولا. برأيي الشخصي ان المعايير للتوزيع السكني يجب أن تراعي بين موظف حكومي أو غير موظف حكومي لمن لهم دخل سواء براتب أو غير يكشف عن اسمه من خلال مؤسسة النقد والنظر في حساباتهم، لسبب أن بعضهم قد لا يكون محتاجا لوفرة المال لديه فتفوت الفرصة على المستحق الأكثر حاجة، وبين لمن هم ليس لهم رواتب ولا يعملون بجهه حكومية، مثال من يأخذون إعانة وزارة الشؤون فهؤلاء مصنفون " بفقراء ومحتاجين " لذا يجب التمييز بمستويات الدخل ولا يعامل الجميع سواسية، لأنه سيكون هناك إجحاف، ويجب عمل توازنات بالتوزيعات بحيث تتنوع ولا تقتصر على فئة دون فئة. من أهم المعايير برأيي لأولوية السكن هي "السن" فمن عمره يزيد عن 45 سنة هو بحاجة أكثر لأن أعباء الحياة تزيد والأسرة تكون كبرت سنا وحاجة، وتوفير السكن كأنك ستدعمه بثلث راتب وتخفف عليه عبء الحياة، وهذا سواء كان موظفا حكوميا او غيره لديه دخل أو لا وكل بما يناسبه بالسكن، فهؤلاء هم شريحة مهمة جدا…

آراء

ما حدث في الرياض حدث في نيويورك!

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

عندما هطلت الأمطار بغزارة على الرياض الأسبوع الماضي، وشاهدت مقاطع مصورة لبعض الطرقات والتقاطعات التي تحولت إلى بحيرات خلال دقائق معدودة، تذكرت ما حدث لي في نيويورك قبل أكثر من 23 عاماً، كان يوماً عصيباً، شاهدت فيه الموت أمامي أكثر من مرة، الفرق بالطبع أن أهالي نيويورك لم يحولوا الحدث إلى حفلة «زار» للشماتة والإزدراء والتهكم كما فعلنا مع الأسف. طبعاً لا أقصد بذلك تكميم الأفواه ضد النقد البناء الهادف، لكني بكل تأكيد ضد الإقلال المتعمد و«المنظم» والاستهتار «المقصود» الذي يقوده أفراد وجماعات في الداخل والخارج انفضحت، ولم تعد قادرة على إخفاء مآربها وأهدافها. كنت في رحلة عمل في مدينة نيويورك لحضور معرض عالمي للأغذية في شهر أكتوبر في مطلع التسعينات الماضية، وأنهيت المهمة في اليوم الثالث للمعرض، وأحضّر للعودة إلى المملكة عبر التوقف في باريس، موعد رحلتي الساعة السابعة من مساء اليوم التالي، استيقظت باكراً صباح ذلك اليوم، بهدف التمكن من زيارة متجر لأدوات البولينغ وشراء أربع كور بولينغ جديدة، لي منها اثنتان، واثنتان لأحد الزملاء في منتخب المملكة لهذه اللعبة، وهذا ما حدث، فأتممت هذه المهمة، وليتني لم أفعل، وتناولت الغداء، وعدت إلى الفندق في وسط مانهاتن، لكي أستعد للذهاب إلى المطار، فجأة انشقت السماء على المدينة، وهطل المطر بغزارة تماماً كما حدث في الرياض قبل بضعة أيام،…

آراء

المرأة السعودية… في الصناعة والتجارة

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

منحت «شركة آرنست أنديونج» عام 2008، السيدة «نادية خالد الدوسري»، جائزة تفوق على مستوى الشرق الأوسط، بعد أن أجرت دراسة عن المملكة العربية السعودية آنذاك، واختارت «شركة السيل الشرقية للحديد والصلب» التي ترأس سيدة الأعمال السعودية مجلس إدارتها، كنموذج لتحفيز الاقتصاد الوطني. وتقول الإعلامية «سهام حرب» في مقابلة أجرتها معها لصحيفة "القبس" الكويتية، إن السيدة السعودية، «كانت المرأة الوحيدة بين عدد من رجال الأعمال الذين نالوا تلك الجائزة، حتى أن إحدى المجلات أطلقت على الدوسري لقب المرأة الحديدية». والواقع أن الدوسري كانت في المقابلة أبعد ما تكون عن الحديد بسبب هواياتها الفنية في مجال الرسم والموسيقى، و«اقتحامي عالم الأعمال جاء مصادفة وليس بناء على تخطيط مسبق». فقد تعرض زوجها لحادث أدى إلى دخوله في غيبوبة استمرت ثلاثة أشهر تلتها سنتان تأهيل. «مما اضطرني إلى أن استلم مقود القيادة في الشركة». انحدرت السيدة الدوسري من أسرة في مجال الأعمال والاستثمار ووجدت نفسها باستمرار أمام قرارات مفصلية في مجال عملها، ولاشك أن هذه الشريحة من نساء المملكة أمام مسؤوليات اجتماعية واقتصادية كبيرة، مع كل هذه التحولات الجارية هناك، وبخاصة دخول المرأة السعودية الحياة العملية والإنتاجية على نطاق عريض: «المرأة السعودية من أقوى النساء في المنطقة، نظراً إلى كل ما تتعرض له من ضغوط اجتماعية، حيث لكل فعل رد فعل له مساو له…

آراء

الجهاديات الجديدة والأوضاع الاستراتيجية

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

يوم الأربعاء الماضي حاول انتحاريان نسف السفارة الإيرانية في بيروت. وقد سقط نتيجة هذه الهجمة عشرات القتلى ومئات الجرحى والمُصابين. وهذه عملية انتحارية عُرفت مثائلها في كل موطن ظهر فيه أو تحرك متشددو «القاعدة»؛ وبخاصة في العراق وسوريا في السنوات الأخيرة. والمُلاحَظُ حصول «تطور» في اتجاه هذه العمليات. فقد بدأت في تسعينيات القرن الماضي من جانب «حماس» والجهاديين الآخرين ضد القوات والمؤسسات الإسرائيلية. ثم صارت تجري ضد المؤسسات والجهات الأميركية والغربية في العالم. والتطور الثالث في العقد الماضي التفجير والانتحار ضدّ المؤسسات والجهات العربية والإسلامية. أمّا هذه الموجة التي أعتبرها رابعة الموجات أو العواصف فتتجه إلى المؤسسات والجهات الشيعية المعروفة بولائها لإيران، دون أن تختفي بالطبع المظاهر والظواهر السابقة كلياً. وفي هذه المرحلة بالذات يتفرد المشهد المصري في سيناء حيث لا عمل للجهاديين غير قتل رجالات الجيش والشرطة، ومن جانب منظمة تُسمّي نفسَها بيت المقدس أو ما شابه. ولستُ أدري كيف يُسهم قتل العسكريين المصريين في تحرير القدس. لكنها كما نعلم أفاعيل الظواهري الذي أصرّ دائماً على هدْم بلده، ولم يحوِّلْهُ عن هذه العزيمة هو وأخوه العائد من إيران حتّى وصول إخوانه من «الإخوان» للسلطة بالبلاد! كيف تؤثّر الانتحاريات المتجددة على الوضع الاستراتيجي بالمنطقة العربية بعد الثورات؟ أول تلك الآثار الصراع الشيعي السني والذي يرتهن الآن بلداناً عربيةً، ويفتّت دولا…

آراء

اليمن: الحزبية قبل الوطن!

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

نصت المادة «7 - ب» من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على أن «تبدأ المرحلة الثانية ومدتها عامان مع تنصيب الرئيس بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة وتنتهي بإجراء الانتخابات العامة وفقا للدستور الجديد وتنصيب رئيس الجمهورية الجديد». اليوم بدأ الساسة التفكير في وسائل للتخلص من حبائل فشلهم في التوصل إلى نهاية مرحلة توهم أغلب اليمنيين أنها بداية الانتقال إلى عهد جديد، فإذ بهم يقادون إلى تفسيرات متأخرة من معدي المبادرة وآليتها شاركهم فيها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بل إنه كان أعلاهم صوتا وأكثرهم صراخا متبوعا بوعيد أممي، وأنا هنا لا أسجل اعتراضا على النصوص ولا على الظروف القاهرة التي اعتدنا سماع مبرراتها، ولكني كنت أتمنى أن يجري الإخراج بصورة فيها احترام لآمال الشباب الذين قادوا حركة التغيير في ميادين اليمن وانتهت أحلامهم بارتباك وحيرة شارك في صنعهما الذين استولوا عليها وتوهموا أنفسهم حملة مشاعل المستقبل في قاعات الموفينبيك! جرت العادة أن يتجاهل الحزبيون اليمنيون كل نص مكتوب متفق عليه، ثم يكتفون باقتباس ما يناسب الأغراض الحزبية والمطامع الشخصية وينطلقون عبر آلتهم الإعلامية في تحضير الأجواء بما يتلاءم مع مصالحها، ولعل الأكثر بروزا في هذا المضمار هو حزب الإصلاح الذي يمثل الجناح اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، وكان هو الذي تقدم الصفوف لترشيح الرئيس السابق علي عبد الله صالح قبل أن يفعلها حزبه…

آراء

الروليت الروسي في عيون (الخليجي)!

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

في الوقت الذي طالبت فيه عدة أطراف دولية بالالتفات إلى معاناة الشعب السوري – التي امتدت لأكثر من عامين – جرى قتل نحو 100 ألف شخص وتشريد الملايين إلى المنافي إثر تصدي السلطات السورية للمتظاهرين المنادين بالكرامة. وفي الوقت الذي شاهد العالم «تردد» الولايات المتحدة في اتخاذ قرار توجيه ضربة رادعة للنظام السوري جراء استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه.. وفي الوقت الذي انقسم فيه «الكونغرس» الأميركي على نفسه، ولم يحصل الرئيس الأميركي (باراك أوباما) على أرجحية لقراره توجيه ضربة إلى النظام السوري... في هذا الوقت، ولدت المبادرة الروسية، في مناخ امتلأ بالشكوك حول اتفاق (موسكو) و(واشنطن) على «تخريجة» سياسية، لربما تجنب الولايات المتحدة «إثم» ضرب سوريا، لكنها في ذات الوقت «تريح» إسرائيل بوضع الأسلحة الكيماوية السورية في قبضة الأمم المتحدة، وحرمان سوريا من استخدامها إلى الأبد! ولقد تلقفت سوريا هذه المبادرة بيد «الامتنان»، وقام وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) بالترحيب الجم بالاقتراح الروسي فرض رقابة دولية على الأسلحة الكيماوية في سوريا. ويبدو أن الروس قد نجحوا في استخدام لعبة (الروليت الروسي)، ولكن من دون أن «يحشوا» المسدس بأي رصاصة - كما تفرضها اللعبة - وهذا ما يجعل رأس (الأسد) هانئا وغير قابل للمساس، في الوقت الذي «تتوتر» رؤوس الآخرين، حتى البعيدين عن القضية السورية. وفي ذات الوقت، برزت «معالم جديدة…

آراء

الحُب أم القُوّة؟

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

يُحكى أن "ستيف جوبز" رئيس آبل الراحل كان شديد القسوة على موظفيه، سليط اللسان، صفيق الوجه، لا يتوانى عن شتمهم وإهانتهم، وطردهم من العمل أمام الملأ دون تردد. وكان معظم موظفيه يتحاشون الركوب معه في المصعد، أو الحديث عن عملهم أمامه لأنه، في أغلب الأحيان، سيشتمهم ويصرخ في وجوههم. ويحكى أنه أدخل المستشفى مرة ووضع له الطبيب قناع الأوكسجين على وجهه، فنزعه وصرخ في الطبيب طالبا منه أن يأتِيه بخمسة أقنعة أخرى ذات أشكال مختلفة حتى يختار أحدها. حتى الجهاز الموصول بإصبعه لم يعجبه، وكان ينزعه من يده منتقداً تصميمه البشع! إلا أن ستيف أحدث تغييراً تاريخياً في مجرى التكنولوجياً.. وجعل حياتنا تدور حول منتجات آبل إلى أن صارت ثقافة عالمية باتت تُسمى بثقافة "آيبود". وخلال عقد من الزمان نقل ستيف البشرية سنوات ضوئية إلى الأمام على مستوى الاتصالات، وقواعد المعلومات، والتطبيقات الإلكترونية وغيرها من المجالات التي يصعب حصرها. وفي التاريخ، كان الرئيس الصيني "ماو تسي تونغ" أحد أشد القادة دموية وفتكاً بالبشر، ويعتقد المؤرخون أنه مسؤول عن إبادة ثلاثين إلى أربعين مليون صيني في زمن الطفرة الكبرى. ويعتبره الصينيون، والشيوعيون عموماً، أحد أهم ركائز الحِراك الشيوعي في التاريخ، وموحد الصين ومؤسسها.. حيث لا ينسون له خطة الإصلاح الزراعي التي فرضها على الأرياف، في محاولة للقضاء على النظام الإقطاعي المتجذر…

آراء

كيري والإخوان اللصوص

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

هذا من تعابير وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي فاجأنا بتصريحه الانقلابي، أن الإخوان المسلمين في مصر هم من سرق الثورة. انقلب الوزير على موقفه، وموقف الإدارة الأميركية، التي لطالما رفضت الاعتراف بعزل محمد مرسي من الرئاسة، وأصرت على معاقبة النظام الجديد، وأنه غير شرعي أخذ الحكم من رئيس شرعي منتخب، يعني أنهم سرقوا الحكم من الإخوان. لا بأس بهذا التوصيف التصحيحي الجديد، حيث يمكن وفق الخارجية الأميركية اختصار التاريخ بالقول إن الجيش المصري سرق الحكم من الإخوان الذين سرقوا الثورة، وبالتالي لا يصبح هناك تناقض في الموقف الأميركي. أيضا، في نفس التوجه الجديد، أعلنت بريطانيا أنها تخلت عن الحظر الذي عوقبت بموجبه مصر ومنع تصدير السلاح إليها. الحكومة البريطانية قالت إنها ستستأنف تسليم وبيع السلاح لمصر. وهذا على خطى الولايات المتحدة، التي أعلنت أنها سلمت بارجة عسكرية واحدة من ثلاث، وستبحر إلى المياه المصرية فورا. ما الذي قلب الموقف الغربي لصالح النظام المصري الجديد؟ أعتقد أنها نتيجة طبيعية لفشل معارضة الإخوان، وفشل حلفاء الإخوان في إقناع الغرب بالاستمرار في تأييدهم. مرت أربعة أشهر على إخراج الإخوان من الحكم، وإدخال الرئيس المعزول السجن، ولم تتبدل الأوضاع سلبا، لا شعبيا ولا سياسيا. فالقوى السياسية الأخرى استمرت تصطف وراء النظام الجديد، وتنخرط في مشروع تعديل الدستور، وتتهيأ للانتخابات البرلمانية المقبلة. والإخوان أفلحوا…

آراء

لا بد من «عنوان آخر» و «أمن» للراغبين بالجهاد في سورية

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

طالما أن بشار الأسد موجود ومستمر في جرائمه، ستكون سورية «مغناطيساً» لجيل جديد من «الجهاديين» العرب. بالطبع لا يريد رجل الأمن العربي حالاً كهذه، ولكن يجب أن يعترف بعجزه عن وقف سيل الراغبين في اللحاق بركب الجهاد في سورية، فما العمل؟ قبل الإجابة عن ذلك لنتعرف إلى هؤلاء الجهاديين الجدد. إنهم شباب في أوائل العشرينات وحتى دون ذلك، لا يزالون على مقاعد الدراسة، يعيشون وسط أبوين وإخوة من كل الطبقات الاجتماعية، عاديون، وليس بالضرورة أن يكونوا شديدي التدين، ولا تنم تصرفاتهم عما ينوون فعله، بل هم لم يتوقعوا ما أقدموا عليه، ولكنهم يتعرضون لامتحان قاس منذ عامين ونصف، وهم يشهدون على شاشات القنوات الإخبارية المعروفة، ويسمعون في المجالس، ويتابعون في وسائط الإعلام الاجتماعي، الفظائع التي ترتكب في سورية ضد شبان مثلهم، وشابات مثل أخواتهم، ونساء ورجال محترمين مثل والديهم، ثم يتابعون تصريحات المسؤولين العرب والأجانب التي تندد بهذه الجرائم ولكن لا توقفها، والمؤتمرات التي تعقد، والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الذي يصرح هنا وهناك، والرئيس الأميركي أوباما الذي يتخلى عن معاقبة بشار الأسد في آخر لحظة بعدما تجاوز الخط الأحمر الذي رسمه بنفسه، وهو استخدام السلاح الكيماوي، ففعل بشار ذلك، وقتل نحو ألفي سوري كثيرون منهم أطفال في سن إخوتهم الصغار، وسمعوا دعاء جداتهم على بشار فقالوا في أنفسهم: «لا بد…

آراء

حزب يلغي وطناً

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

تكرّرت مؤخراً، وبمناسبة عاشوراء، الإطلالات الخطابية لحسن نصر الله، الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني. وبين أمور عديدة أثارها في خطاباته، كان أكثر ما استوقف المراقبين والمعلقين، المؤيدين له والمخاصمين، توكيده أن حزبه ليس بحاجة لأي غطاء في تدخله في سوريا، «لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً»، على ما قال حرفياً وأعاد. والموقف هذا لم يكن مفاجئاً في حزب لم يعترف بأي شراكة مع الدولة أو المجتمع اللبنانيين فيما خص أمور الحرب والسلام. مع هذا فما كان مفاجئاً هو الصراحة والإصرار اللذان اتسم بهما كلامه. ذاك أن نصرالله كان من قبل يغطي مواقف كهذه بزعم المصلحة العامة، أو بطلب الحوار مع الآخرين، أو بمحاولة البرهنة على عدم التعارض مع سيادة الدولة. أما الآن فاختلف الأمر تماماً ولم تعد هناك أية حاجة إلى أوراق التوت. نفهم، حيال حالات كهذه وحالات مشابهة سابقة، حجم ما أنزلته سنوات وصاية النظام السوري بلبنان. فالسلطة الأمنية في دمشق، وبالتعاون والتنسيق الوثيقين مع النظام الإيراني، أنزلت تدميراً غير مسبوق بالقوى السياسية والمجتمعية في لبنان مقابل تعزيز متواصل لقوة «حزب الله». وكان ما يملي هذه الاستراتيجية الخبيثة، والتي تتذرّع بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، زرع عناصر الضعف عميقاً في التكوين اللبناني، بحيث يعجز هذا البلد الصغير مستقبلاً عن حلّ تناقضاته والوقوف على رجليه. فنحن هنا أمام قوة باتت، بلا قياس،…

آراء

لماذا أجمع الأئمة الكبار.. على نقض «بدعة التكفير»؟

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

في سطور معدودة، نتم مقال الأسبوع الماضي عن منهج الإمام أحمد بن حنبل، ثم نبسط القول في الموضوع الذي يحمله العنوان أعلاه. الإمام أبو الحسن الأشعري: إمام كبير قدير، لا نحسب أن أحدا يستطيع أن يعرف تاريخ الفكر الإسلامي وهو لم يقرأ كتاب الأشعري «مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين». ولقد سرنا الاحتفاء بهذا الإمام عبر مؤتمر خاص - عقد منذ عام تقريبا - يحمل اسمه.. ومن المفارقات أن هذا المؤتمر بدا وكأنه قد كثف الضوء، وأطال القول في «التضاد» المنهجي بين الأشعري وابن حنبل.. وهذا خلاف الحق الموضوعي، والواقع التاريخي، ذلك أن الأشعري نفسه يَعُد نفسه مقتديا بالإمام أحمد بن حنبل. فقد حرر الأشعري عقيدته ومنهجه في الفقرة التالية إذ قال - وهذه عبارته: «قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث. ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل - نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته - قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق بعد ظهور الضلال». ولنبسط القول - بعد ذلك - في الموضوع الرئيس لهذا المقال وهو: لماذا اتفق الأئمة الكبار الثقات على «نقض بدعة التكفير»؟ مقتضيات وموجبات هذا الاتفاق أو…

آراء

Free Hug

الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣

في شارع التحلية بجدة، قام شاب سعودي برفع لافتة كتب عليها Free Hug، حمل الشاب اللافتة وطاف بها أهم شارع في جدّة، حيث تكثر أعداد السيارات والشباب على الأخص، نظراً لحيوية هذا الشارع. الفكرة ليست بجديدة، بل هي مستنسخة من فكرة أجنبية، حيث رفعت عدد من الشابات في أميركا وعدد من الدول الأوروبية، لوحة دوّن عليها عبارة Free Hug، وتلقت الشابات الجميلات العديد من الأحضان ممن كانوا في حاجة ماسة إلى حضن حقيقي، أو ربما لم يكونوا في حاجة إليه، ولكن يبقى الأهم من كل ذاك، أن الفكرة حققت الهدف المنشود منها. ولم أكن أتخيل أن تنجح فكرة الشاب السعودي، فنحن نخجل من الأحضان، ونخجل من إظهار محبتنا لمن هم أقرب إلينا من حبل الوريد، ونخجل حتى من إظهارنا الجميل منا وسترنا القبيح. الخجل، ذلك الكائن الذي نتوارثه، مثل أسماء أجدادنا وقبائلنا، ونطوي تحت ذراعيه رغبتنا الحقيقية في الإعلان عن حاجتنا الماسة.. ليس فقط للحب، إنما للرغبة في أن نكون محبوبين. يعترف الواحد منا بصفاته السلبية، فيقول أنا عصبي المزاج، مفرط الحساسية، لكنه يخشى أن يقول أنا بحاجة إلى حضن، أو حب ناضج، أو أن أكون محط أنظار الناس، ويقلل من قيمة نفسه، فلا يذكرها إلا بالسوء أو ما يطمر من نجاحها.. للأسف هذه هي الحقيقة! مدة الفيديو للشاب الحجازي…