آراء
الجمعة ٣١ يوليو ٢٠١٥
انتهت ضجّة المفاوضات الماراثونية بين إيران والقوى العالمية حول البرنامج النووي الإيراني بالتوقيع في فيينا على الاتفاق الذي بموجبه حصلت إيران على الضوء الأخضر لامتلاك السلاح النووي بعد 15 عاماً. لذلك بدأت تفسيرات المحللين تدور حول النتائج والأخطار المترتبة على ذلك. ويرى بعضهم أن السياسة الإيرانية ستتغير وتتجه نحو الأفضل مع جيرانها، لتصح أكثر عقلانية ورشداً وليبرالية، وستركز جهودها في الفترة المقبلة على حل مشكلاتها الداخلية من فقر وبطالة وفوارق اجتماعية. ومن المحللين من يرى أن الاتفاقية ستعزز معسكر الاعتدال داخل إيران وتدفعها للتخلي عن خطط تصدير الثورة وللتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، لتصبح عنصر استقرار في المنطقة. قد نختلف مع هذه التفسيرات، ونقول إن إيران لن تتغير، بل إن توجهاتها السياسية سوف تزيد طموحاً وحدة، فهي دولة ذات منطلقات دينية عقائدية، تسعى لتنفيذها منذ بداية الثورة وفق مخططات ترمي لترسيخ الدولة الخمينية وتصدير الثورة والمذهب الشيعي، وهي ترى أنه لابد أن يكون لها موطئ قدم في أي دولة. وتقوم الأجندة السياسية الإيرانية على التوسع تحت غطاء النزعة الأيديولوجية المتطرفة، ومن شأن الاتفاق الأخير أن يجعلها قادرة على امتلاك المصادر العديدة لتدعيم توجهها وتقويته عبر مساعدة التنظيمات الإرهابية التي ترعاها وتدعمها، بحيث يتحقق لها التوسع الذي تريده. وإلى ذلك فثمة ارتباط استراتيجي…
آراء
الجمعة ٣١ يوليو ٢٠١٥
كشفت أزمة النفايات التي غرق فيها لبنان خلال الأسبوعين الماضيين، عن عقم الطبقة السياسية التي تحكمه، والمدى الذي بلغته عملية إضعاف المؤسسات السياسية والدستورية والإدارية، وصولاً الى شلها والتسبب بانهيارها وتسخيفها وإخضاعها لممارسات غريبة عنها. ولعل أبرز ما حققته هذه الأزمة التي شغلت المواطن اللبناني عن كل شيء آخر، أنها سواء من قصد أم من غير قصد، حجبت عمق الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان ومؤسساته نتيجة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، والتي أنتجت سلسلة من المشاكل والعقد المتعلقة بالصلاحيات في ممارسة السلطة في ظل الشغور الرئاسي. قبل النفايات اخترع جزء من الطبقة الحاكمة غطاء ما زال قابلاً للاستعمال من أجل التغطية على أزمة الشغور الرئاسي، هو الحديث عند بعض الفئات عن أن البلد في أزمة نظام، ويحتاج الى مؤتمر تأسيسي، والحقيقة أن أزمة النظام في لبنان قائمة منذ تأسيسه، وهي تتلخص بطائفيته، التي تُنقص من مدنية الدولة والمؤسسات، وتنشئ زبائنية طائفية ومذهبية، لها مرجعيات خارجية. إلا أن أياً من الذين يقولون بوجود أزمة نظام لا يجرؤ على الذهاب، فعلاً لا قولاً، نحو إلغاء الطائفية السياسية. ولذلك يتأرجح الذين يلعنون هذا النظام بين الدعوة الى تعديل اتفاق الطائف وبين القول بنقيض ذلك، أي بتطبيق الطائف وتثبيته، باعتباره الصيغة الفضلى لتقاسم متوازن للسلطة بين الطوائف، لأن أياً من النافذين لا يملك الصيغة البديلة…
آراء
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
عندما بدأ المستعمر البريطاني في نهاية ستينيات القرن الماضي بحزم حقائبه ومغادرة منطقة الخليج العربي، ظنت إيران أن البحرين، تلك الجزيرة الصغيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي مهم، ستكون لقمة سائغة يسهل ابتلاعها، وتصبح إحدى المحافظات الإيرانية دون أي اعتراض يذكر من الدول العربية، خاصة المملكة. إلا أن موقف ملك المملكة العربية السعودية آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز كان معاكسا للتوجهات الإيرانية ومفاجئا لها حيث استقبل أمير البحرين حينها الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بتاريخ 15 فبراير 1968 مما قاد شاه إيران، وتعبيرا عن امتعاضه من الموقف السعودي، إلى إلغاء زيارة كانت مجدولة بعد يومين من ذلك التاريخ إلى الرياض للقاء العاهل السعودي، وهدد الشاه بضم البحرين لإيران. حينها طلب الصحفيون من الملك فيصل التعليق على ذلك فقال: "إن موقف شاه إيران هذا جاء بسبب "غرور الشباب" وسوف يراجع موقفه"، كما أطلق مقولته الشهيرة: "إن أي اعتداء على البحرين يعد اعتداء على السعودية وسيتم الرد عليه"، وطلب الملك فيصل أن تقام أول دورة خليجية لكرة القدم في البحرين تأكيدا على عروبتها وردا على مزاعم إيران حول البحرين. استمرت التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني بعد ثورة 1979 بشكل متكرر إلا أن أخطر المخططات الإيرانية الغادرة كانت في 2011، عندما دفعت طهران ببعض المغرر بهم من "أبناء البحرين" نحو تنفيذ مشروعها…
آراء
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
صادقَ مجلس الأمن الدولي يوم 20 يوليو الجاري على الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى الكبرى وإيران في فيينا يوم 16 من الشهر ذاته. ويتضمن الاتفاق رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران منذ 12 عاماً، مع التأكيد على منعها من امتلاك القنبلة النووية. وبذلك أعطى مجلس الأمن لإيران «صك الغفران» كي تعود إلى المجتمع الدولي، بعد أن منحتها المجموعة «شهادة حُسن سيرة وسلوك» لتخرج من عضوية «نادي الشر»، وتضع يدها باطمئنان في يد «الشيطان الأكبر». وربما يفتح الاتفاق آفاقاً لتعاون أميركي إيراني جديد، يمهِّد لعودة «شرطي أميركا» في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً وأن أوباما سيخرج من البيت الأبيض دون أن تتلطخ يداهُ بالدماء على نحو مباشر، كما حصل مع أغلب أسلافه، لاسيما بوش الأب وبوش الابن اللذين هبا لتحطيم جبروت شخص واحد في المنطقة هو صدام حسين بأضخم ترسانة عسكرية واستخباراتية في العالم.. لكن أوباما هو من سمح بتحوّل العراق إلى حظيرة للموت وسوريا إلى مقبرة جماعية. ثمة العديد من الآراء التي تناولت الاتفاق النووي، يتحدث بعضها عن مكاسب إيرانية عديدة، ويتبنى بعضها آمال «شاردة» عن تحوّل إيران إلى دولة مؤسساتية، تفتح الحدود للشركات الأميركية والأوروبية، وتستقبل قوافل السياح الشُقر، ولربما تستعيد «عرش الطاووس» بكل انفتاحه على العالم الخارجي. وهنالك من يتحدث عن الاتفاق كمدعاة لابتزاز إسرائيلي للحصول على مكاسب…
آراء
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
يجسد الابتكار اليوم مطلبًا عالميًا تتنافس الدول العالمية ذات الاقتصاد القوي على تبني مفهومه وممارساته، لإيمانها بأنه محرك النمو الاقتصادي وعنصر أساسي في بناء اقتصاد مستدام يستند إلى المعرفة. الابتكار لا يأتي من عبث وإنما هو محصلة سياسات ومبادرات لا تنفذها وتدعمها الحكومة فحسب، بل يشترك فيها القطاع الخاص لإنشاء بيئة متكاملة قائمة على المعلومات والتكنولوجيا والمعرفة تشجع على الابتكار وتجعل المواطنين جزءًا من هيكلها. وترى الحكومات المبتكرة أن التنمية تعتمد على تطوير الموارد البشرية فهم أغلى ثروة تملكها وركيزة النهضة التي تعمل لأجلها. وبالنظر إلى الولايات المتحدة كنموذج في مجال الابتكار، فإن اقتصادها استفاد من الاستثمارات في القطاعين الحكومي والخاص في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا، وأدت هذه الاستثمارات إلى خلق ملايين الوظائف في القطاع الخاص، كما أن هذه الاستثمارات ساهمت في بناء صناعات بأكملها ودفعت الولايات المتحدة إلى تحقيق الريادة في بعض المجالات مثل الرعاية الصحية والاتصالات. واليوم أصبح من الضروري تبني القطاعات الحكومية والخاصة في العالم العربي لسياسات ذكية من شأنها أن تحفز الابتكار وتحقق التنمية الاقتصادية والاستقلال الصناعي. وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة هدفًا رئيسًا بحلول عام 2021 وهو أن تكون ضمن أفضل 20 دولة عالمية في مؤشر الابتكار العالمي. وتأتي هذه الرؤية الإيجابية نحو النمو الاقتصادي الذي ستشهده الدولة في الستة أعوام المقبلة كنتيجة للاستراتيجية الوطنية…
آراء
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
في ربيع عام ٢٠١٣ كنتُ في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا لحضور فعاليات منتدى لحوار الحضارات لدول المتوسط، وتشرفت بلقائه، إنه "الأب باولو دالوليو" أيقونة من أيقونات الثورة السورية. قبل أكثر من ثلاثين عاما اختار الأب باولو الاستقرار في سورية كوطن بديل لوطنه الأم إيطاليا، فأتقن العربية واختارها لغة لجماعة "أبناء إبراهيم الخليل" التي أسسها، وهي جماعة تهدف إلى عقد مصالحة وحوار بناء بين أبناء إبراهيم عليه السلام من مسلمين ومسيحيين ويهود. وأكبر شاهد على ذلك هو دير مار موسى الحبشي بالقرب من مدينة النبك، والذي أصبح محجا لكل زوار سورية في العقود الماضية، إذ قام هذا الرجل الخمسيني بلحيته البيضاء وشعره الأشعث بترميم هذا الدير المهجور العائد إلى القرن السادس الميلادي، وجعله ملتقى روحيا وثقافيا لكل أبناء هذا البلد. يقول الأب باولو في إحدى مقابلاته الصحفية: "هناك عنصر وحيد فاجأني في الثورة السورية، ألا وهو الشباب. هؤلاء الشباب أدهشوني بنضجهم السياسي والإنساني، وباستعدادهم للتضحية بحياتهم في سبيل استردادهم كرامتهم وحقوقهم، وفي سبيل قيم الأخوة والمساواة التي يؤمنون بها. أنا في حياتي كلها لم أتعلم عن كرامة الإنسان، بمثل ما تعلمت من الشباب السوري مؤخرا". كانت آراؤه تلك كفيلة بجعل النظام السوري راغبا في إبعاده إبان انطلاق الثورة، وفعلا تم الإيعاز للكنيسة التي يتبعها بإنهاء خدماته، وترحيله قسرا إلى بيروت، ظل…
آراء
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
بعيداً عن التكهنات والتحليلات الواعية وغير الواعية والسيناريوهات المركبة من التطلعات والمخاوف لما سيسفر عنه الاتفاق النووي الإيراني ومجموعة 5+ 1، وقريباً من استشعار دول الخليج لحقيقة وجودها بُعيد هذا الاتفاق، الذي كشف رصيدها الحقيقي في ميزان القوى العالمية، ونظرتها الواقعية لها، فعلى دول الخليج أن تبدأ مرحلة جديدة تعيد بها اعتبارها لنفسها، بتلمس مشكلاتها وأزماتها غير القابلة للتهاون أو الانتظار، لأن مطالبتها أميركا بتغيير نهجها السياسي الانقلابي الجديد تجاه إيران لن تجدي شيئاً، ولغة الحسرة المطبوعة على خطابها السياسي ليست حلاً، فواقع عالمنا العربي المشتعل بالأحداث والتقلبات على كل المستويات والأصعدة وإيران التي لعبت بقذارة وقبح في مواقع مختلفة من جسد عالمنا العربي لا يقبل بأدنى استرخاء فج في التعاطي والطرح، لذلك تبقى الفرص الديبلوماسية قليلة جداً بعدما تحددت الاتجاهات، وانكشفت النيات. يجب أن نعترف أولاً بأن دول الخليج بلا استثناء تعاني من أزمات حقيقية، أزمتها الأولى تتمثل بردود أفعالها السريعة، فإيران التي تمكنت أخيراً من إحداث هذا الشق من خلال تحقيق نصر ديبلوماسي في مفاوضتها قبل أن يكون إنجازاً نووياً، تقدم دروساً مهمة على دول الخليج استيعابها، منها أنها قد كسرت ببعد النظر وضبط النفس قاعدة المستحيل عبر حراك سياسي ممنهج وثابت ليس لردود الأفعال فيه مكان، مدفوعة بتحمل المسؤولية كاملة بلا ملل لتنفيذ أجندتها، مدعومة بقدرتها على…
آراء
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
تُوفي والد عمر عبدالله الشملان وهو مازال غضا طريا، صغيرا على الهم، طريا على الغم. فهو لم يكمل العاشرة وقتئذ. تولت أمه تربيته مع أشقائه الأربعة في ظروف صعبة ومعقدة. أجبرته هذه الظروف أن يكبر سريعا ويحلم كثيرا. قرر منذ يفوعته أن يصبح رجل أعمال. درس واجتهد وكافح حتى يتخرج ويدخل هذا المجال الساحر الغامض. كان الطريق إلى التخرج شائكا؛ كون عمر قد تقمص دور الأب مبكرا لمساعدة أسرته على اللحاق بأحلامها. نجح في ظل كل العراقيل أن يحصل على شهادة الهندسة الصناعية. قرر الدخول في القطاع الخاص وتحديدا في وظائف لها علاقة بالمالية والمحاسبة حتى تساعده على ترتيب أوراقه عندما يدخل مجال ريادة الأعمال. انتقل بعدها إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لفهم واقع الدراسات التقنية والصناعية. في هذه الفترة شرع عمر في البحث عن مجال صناعي واعد يستثمر فيه. رأى أن المجال الصحي في وطننا بحاجة أكثر من غيره إلى استثمارات محلية تسهم في تعزيزه. زار عديدا من المستشفات والمرافق الطبية وهنا لمعت الفكرة في رأسه. منتجات طبية وطنية برؤية عالمية. أنفق كل إدخاره وإجازاته الوظيفية على زيارة مؤسسات طبية رائدة في العالم وحصل على دورات متقدمة في مجال التصنيع والجودة والسلامة. المشكلة الكبيرة التمويل الآن. قدم جدوى اقتصادية لبنك التسليف عام 2009 لكن اضطر أن ينتظر أكثر…
آراء
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
جذبت سيارة من طراز “بوجاتي” المئات من محبي السيارات في أوروبا لمشاهدتها عن قُرب بعد أن شاهدوا مقاطع فيديو وصورا للسيارة على مواقع الإنترنت، وبعد أن علموا بوجودها في العاصمة الفرنسية وجدوها واقفة في أحد الشوارع الباريسية الشهيرة، ليلتقطوا بجوار سيارة ال (9 ملايين و700 ألف ريال) بعض الصور والمصنوع هيكلها من مادة البورسالين، ويمتلكها ثري خليجي شحنها معه من بلده لتتحول إلى معلم سياحي مُتحرك، في نفس البلد كانت هناك سيارة ( فيراري 599 جي تي بي) مطلية بالذهب من تصميم شركة ألمانية تجوب شوارع مدينة كان الفرنسية، يمتلكها خليجي آخر أشد ثراءً من الأول جلبها معه أيضاً بغاية التسكع، أثار ذلك الأمر جنون ودهشة المجتمع الأوروبي، الذي بات يجزم بأن جميع سكان الخليج النفطي أثرياء بشكل فاحش لا يوصف، ولا يصدق من يرى ذلك أن يكون هناك أثر لفقير واحد في تلك البلدان، خاصة وهم يدفعون مبالغ طائلة من أجل شحن سيارات تستهلك كميات كبيرة من البنزين، ولا يترددون في دفع المزيد ببذخ من أجل وضعها ضمن قوالب ضخمة من الكروم كي لا تصاب بخدوش، فبالتالي اعتاد عدد من الغربيين الذين يعملون في الخليج بتصوير تلك السيارات في إجازاتهم ليعرضوها لنا حين عودتهم مستهزئين بحجم الثراء الفاحش الذي نرتع فيه، بينما هناك آخرون يراودهم الانتحار كل دقيقة خوفاً…
آراء
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥
قوات الحكومة اليمنية، بمساندة قوات سعودية وإماراتية، فعلت لأول مرة ما لم تفعله الجيوش العربية منذ نهاية الاستعمار، غيرت الوضع على الأرض بالقوة. تحدت الأمر الواقع الذي فرضه المتمردون ودعمه الإيرانيون. حررت عدن، المدينة التي أطلقت شرارة الحرب، وظن المتمردون أنه بسقوطها ينتهي النظام اليمني الذي نعرفه. كانت آخر المدن اليمنية، والعاصمة البديلة، وملجأ الرئيس والحكومة التي هرب إليها من عاصمته صنعاء، بعد أن استولى عليها المتمردون الحوثيون وقوات الرئيس المعزول علي صالح. عدن حررت بالقوة ولا تزال صامدة، منذ تحريرها، بما يعزز الانطباع بأن مشروع الدولة الحوثية صار في مهب الريح. الآن اكتشفوا أن استيلاءهم على عدن في نهاية مارس (آذار) المنصرم كان غلطة كبيرة كلفتهم ما استولوا عليه بالقوة وبالحيلة السياسية، ودفع مجلس الأمن إلى التصويت بالإجماع ضدهم، ورفض كيانهم ومشروعهم السياسي، وأعطى الضوء الأخضر لإعلان الحرب لتحرير كامل اليمن. ومع أن الإجماع الدولي وقرارات مجلس الأمن كانت ضد الحوثيين، وداعميهم الإيرانيين، فإن الرأي الغالب حينها أنه لم يعد للشرعية ولا القرارات الدولية قيمة، طالما لا توجد دولة كبرى مستعدة للدفاع عن الإجماع والشرعية. لهذا كانت المبادرة العسكرية السعودية، مع التحالف الذي بنته، تجربة مختلفة على المستوى الإقليمي، وذلك في وجه الاحتمالات الصعبة مثل توسع الحرب باتجاه الداخل السعودي، والتدخل العسكري الإيراني مع الاقتتال الإقليمي والدولي الذي يصاحب…
آراء
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥
في 20 أيار (مايو) اكتشفت أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" في كوريا الجنوبية، وبعدها بشهر وتحديدا في الـ 13 من حزيران (يونيو) الماضي وصفت منظمة الصحة العالمية المرض في كوريا بـ "الضخم والمعقد"، وبالأمس قال لـ "الاقتصادية" مسؤول في السفارة الكورية في السعودية إنهم بصدد إعلان خلو البلاد من الفيروس القاتل بعد محاصرته وتحييد خطره في أقل من شهرين، وفي السعودية بلد المنشأ للفيروس ما زال المرض ينتشر ولم نستطع القضاء عليه رغم اكتشاف أول إصابة في عام 2012 أي قبل أربع سنوات. السؤال الذي يلوح في ذهن كل من يقرأ تصريح المسؤول الكوري لـ "الاقتصادية" هو: "ما الذي جعل كوريا تحاصر المرض وتقضي عليه في أقل من شهرين ونحن هنا في السعودية لم نستطع محاصرته منذ أربع سنوات؟ لا أعتقد أن فروقات الوعي بين الشعبين السعودي والكوري هي السبب ــ كما يلوح البعض ــ فالوعي تجاه الفيروس القاتل بلغ مبلغا كبيرا لدى السعوديين حد "الهلع"، والجميع يذكر أن وسائل النظافة من مطهرات وغيرها قد نفدت من الأسواق السعودية في أوقات كثيرة. كل التعليمات التي وجهتها وزارة الصحة السعودية لنا طبقناها بحذافيرها، وتلك التدابير سهلة التطبيق ولم نعان منها كثيرا، وتتمحور حول غسل اليدين جيدا بعد كل عودة للمنزل، ووضع واق "منديل" عند العطس ورميه سريعا في حاوية النفايات، وعدم…
آراء
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥
أعلنت أمس لجنة متابعة أسعار الوقود عن أسعار بيع مادتي الجازولين والديزل في جميع محطات الدولة، لشهر أغسطس المقبل، ووفقاً لقائمة الأسعار الجديدة بعد قرار تحرير أسعار الوقود الأخير في الإمارات، فإن سعر بيع لتر الجازولين أصبح 2.14 درهم بدلاً من 1.72 درهم، بارتفاع قدره 42 فلساً وبزيادة 24%، في حين انخفض سعر بيع لتر الديزل إلى 2.05 درهم، بعد أن كان 2.90، بواقع 85 فلساً، بما يعادل 29%. إعلان الأسعار الجديدة جاء تأكيداً لتصريحات وزير الطاقة سهيل المزروعي، التي قال فيها: «إن الارتفاع في أسعار الجازولين في الدولة بعد تحرير الأسعار لن يكون كبيراً، ولن يُحدث صدمة، فيما ستنخفض أسعار الديزل عن مستوياتها الحالية، وهو ما سيدعم اقتصاد الدولة». والأمر فعلاً كذلك، فالفروق السعرية بين سعر الجازولين السابق والجديد ليست كبيرة، لدرجة أن تتسبب في حدوث خلل قوي في ميزانيات المواطنين والمقيمين، في حين أن انخفاض أسعار الديزل قد يُحدث فرقاً إيجابياً يُعوض بكثير الفرق في ارتفاع سعر الجازولين، لو أن التجار المعتمدين في تجارتهم على الديزل خفضوا الأسعار بما يتناسب مع معدل انخفاض سعر الديزل 29%. القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالديزل كثيرة ومتعددة، وهي تفوق في أهميتها القطاعات المرتبطة بالجازولين من ناحية اعتماد الناس عليها في حياتهم اليومية، فالسلع بشكل عام والمخبوزات والأسماك والفواكه والخضراوات مرتبطة بالديزل، وهو أحد…