آراء
الجمعة ١١ أكتوبر ٢٠١٣
تظل مسألة البطالة الهم الأكبر للدولة وللمواطنين في نفس الوقت ومن الطبيعي أن تكون هناك نسبة للبطالة لغير المؤهلين وبلا مهارات والعاجزين عن تقديم أبسط الأعمال؛ ولكن المصيبة الحقيقية عندما يصبح المؤهلون عاطلين وبنسب عالية! التقرير الجديد الذي صدر من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات للعام 2013م يوضح أرقاماً مخيفة للدولة ومرعبة للمواطنين فيما يتعلق بنسبة البطالة حيث بلغ عدد العاطلين 629 ألف شخص ورغم أن الرقم كبير؛ إلا أن الكارثة تعظم عندما نعرف أن 46.2% من العاطلين هم من حملة الشهادة الجامعية «البكالوريوس»! هذا الرقم يجعلنا نعيد التفكير بما يحدث بين أهم ثلاث وزارات الخدمة المدنية والتعليم العالي والعمل، والذي يبدو أن التنسيق معدوم بينها والمواطن في ذيل قائمة الأولويات.. صحيح أنه ليس من صميم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية إيجاد وظائف للخريجين؛ ولكن إذا كانت هذه النسبة مرتفعة وفي ازدياد فلماذا يتم قبول الطلاب في تخصصات ميتة لا تغني ولا تسمن من جوع! إن بطالة المؤهلين سبب في الإحباط واليأس وربما سبب لكثير من الجرائم وحالات الإدمان والقضايا الأخلاقية وقد يسهل التأثير على هذه الفئة من قبل جهات لا تكن لنا إلا الشر والحقد.. إن هذه الفئة قنابل تعيش في مجتمعنا وقابلة للانفجار إذا لم يتم احتواؤها والنظر إليها كعامل بناء لا هدم.. نعم هي قنابل خاملة تم غض النظر عنها…
آراء
الجمعة ١١ أكتوبر ٢٠١٣
كان طقس لندن في تلك الليلة محتَملاً، يميل للبرودة، ولكنه معتدلٌ بشكل كافٍ، فاخترت وأصدقاء مقهى في الهواء الطلق، توقف أحد المارة وخاطبنا بكل أدب: «أيها السادة، إنني رجل معدَم، أعيش في الشارع، لا بيت عندي ولا أسرة، بل ليس عندي حياة أعيشها، أرجوكم ساعدوني بقليل من المال كي آكل هذه الليلة» تجاهلناه، فمثله كثيرٌ في لندن، بل في كل مدن العالم، استمر في الحديث والاستجداء، توقفنا عن الحديث منتظرين أن يمضي، جاء النادل وصرفه، ولكنه عاد واستمر في عرض قضيته، في النهاية قال: «لا أريد أن أثقل عليكم، يكفي أن يقول أحدكم لا وسوف أمضي»، قلت له: «لا» فمضى. أخيراً شاهدت فيلم «وجدة» وأين؟ بعيداً في العاصمة الأوروبية فيينا! هذا الفيلم الذي صور في عليشة الرياض، نحتاج أن نمضي بعيداً إلى فيينا ولندن ونيويورك كي نشاهده، إنه يستحق ذلك، بل إن النقاد هناك أثنوا عليه، وأخذ يشق طريقه بقوة مرشحاً للأوسكار كأفضل عمل أجنبي. قاعة السينما كانت ممتلئة بالمشاهدين الذين تفاعلوا مع الفيلم، فأسمع ضحكاتهم على «لسعات» الطفلة «وجدة» الذكية التي لا تريد أن تتحدى مجتمعها، وإنما تتصرف على أساس أن ما تطلبه هو حق لها، فكل ما تريده أمور عادية تتمتع بها أي بنت في سنها، إنها تريد أن تشتري دراجة وتقودها بحرية، لا أكثر، هذا الطلب البسيط…
آراء
الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٣
تخيل أن متسابقا يركض بمثابرة في ماراثون طويل، يتصبب عرقا ويتجاوز مئات المتسابقين إثر لياقته العالية وحكمته في إدارة السباق، لكن عندما يصل إلى نهايته ويفوز يتوارى، يخبئ وجهه خلف يديه ويغيب، تبحث عنه عدسات الكاميرات ولا تجده. إن هذا ما حدث تقريبا مع العالم البريطاني، بيتر هيجز، الذي فاز مع البلجيكي، فرانسوا أنجليرت، بجائزة نوبل للفيزياء عام 2013؛ لأعمالهما حول الجسيمات الأولية أو ما يسمى بـ ''بوزون هيجز''، الذي يعد من أهم الاكتشافات في تاريخ الفيزياء. فعندما أعلنت ''نوبل'' نبأ فوز هيجز بعد نحو 49 عاما من نشره النظرية الفيزيائية المثيرة اختفى تماما. لقد قامت البروفيسورة، أولجا بوتنر، أستاذ فيزياء الجسيمات الأولية التجريبية في جامعة أوبسالا في السويد، وعضو لجنة ''نوبل'' بالاتصال عليه غير مرة، لكنه لا يرد. احتجب عن الأضواء تماما. تقول قناة ''بي بي سي''، هيئة الإذاعة البريطانية: إن الوصول إلى بيتر صعب جدا خاصة في مثل هذا الوقت. ''إنه شخصية خجولة جدا، يمقت الأضواء والتهاني، هو سمكة، لا يجيد الحياة خارج معمله ومنزله، ستكون مواجهته العدسات خلال استلامه الجائزة أصعب تحد يواجهه''. يشير أحد أصدقاء العالم البريطاني لوكالة الأخبار ''بلومبيرج'' إلى أن ''هيجز يشبّه الكاميرات بالمسدسات، إنها تقتل الباحث إذا سلم نفسه إليها''. وكان هيجز أول من أشار في عام 1964 إلى وجود جسيم أولي يُظن…
آراء
الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٣
أثناء الدراسة في الخارج، في بلد مثل الولايات المتحدة الأميركية، كان للرحلات الداخلية فيها طعم خاص، فالبلد متنوع وجدُّ جميل، علاوة على كونه راقياً برقي شعبه. كنا مجموعة من الطلبة القادمين من دول الخليج؛ نحاول قدر المستطاع أن نسدد ونقارب، فنضع رحلات للعائلات وأخرى لغير المتزوجين (العزاب)، وأحياناً كنا نجعلها رحلات مشتركة (كما فعلنا في رحلتنا إلى سياتل لزيارة جبل رينير على الحدود مع ولاية أوريجون)؛ على هذا الجبل عايشتُ واحدة من أروع وأغرب الظواهر المناخية، وكناّ ـ حينذاك ـ نصعد إلى قمة الجبل، وكان المطر ينهمر علينا بغزارة، وفجأة ـ وعند نقطة معينة وخط فاصل ـ تحول هذا المطر إلى صقيع وثلج! أما فندق سندريلا فله قصة طريفة ثانية، فقد قررنا ـ نحن المجموعة المؤلّفة من أربع أُسَر ـ عدم الرجوع إلى بلادنا خلال إجازة رأس السنة الميلادية (الكريسمس 2003)، وبدلاً من ذلك استقرّ بنا الرأي عند السفر براً نحو الجنوب حيث كاليفورنيا، وديزني لاند، والكثير من المناطق السياحية على الطريق. قاد الرحلة أخي سعيد الهرمودي (بوزايد)، بعد أن استعدّ لها جيداً من خلال الاشتراك مع شركة AAA للحصول على خرائط الطريق (لم يكن لدينا وقتها جهاز ملاحة)، وشيءٍ من الخَصْم في الفنادق. أصدقكم القول: لقد كنا أربع عائلات شكلاً، أمّا في الحقيقة فقد كنا ثلاث عائلات فقط! لأنّ…
آراء
الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٣
والرمان فاكهة، وزهره هو الجلنار، وكم تغنى بهما الشعراء العرب بقصائدهم، خاصة ما ينصب منها في باب العشق. وجاء في تاج العروس أن (الجُلَّنَار بضم الجيم وفتح اللام المشددة أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو فارسي معناه زهر الرمان، وهو مُعَرَّبُ كُلْنار بضمِّ الكاف). وفيه قال أبو الوليد الأندلسي: وجلنار تبدى ... يختال في جل نارِ أحلى حلى من جميع الـ ... أنوار والأزهارِ حكى خدود العذارى ... قد شربت باحمرارِ وقال لسان الدين بن الخطيب: قُلْتُ إِذْ وَجَّهَ لِيِ حَبّاً مِنَ الرُّمَّانِ حِبّي ما مَعي حَبٌ يُكافيك سِوى حبَّة قلبِي وما بين الرمان وزهرته الحمراء الجميلة (الجلنار)، أبدع كثير من الشعراء قصائدهم الغزلية في معشوقاتهم، فالخدود في صورهم البديعية عن الجلنار، والصدر هو الرمان، وجاء في كتاب "البديع في نقد الشعر" لأسامة بن منقذ الشيزري (488 – 584 هـ): وقالوا للطبيب: أشر فإنا نعدكَ للمهمّ من الأمور فقال: شفاؤهُ الرمانُ لما تضمنه حشاهُ من السعيرِ فقلتُ لهُ: أصبتَ بغير عمدٍ ولكن ذاكَ رمانُ الصدورِ وتخطى ذلك شعر الفصحى إلى الشعر الشعبي بما فيه المغنّى منه، مثل الحديث عن رمان الصدر في أحد مطالع الموليّا الفراتية "الرقاوية". غير أن شاعراً شعبياً عراقياً لم يرَ في الرمان ما رآه الشعراء العاشقون، فقال ما يظنه المرء للوهلة الأولى غزلاً: (جلجل عليه الزمان، النومي…
آراء
الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٣
لطالما كنت مغرماً بروايات العوالم الأخرى، ولطالما جذبتني عناوين قصص البعد الآخر، تلك العوالم التي تعيش معنا ولكن ذبذباتها مختلفة فلا نحس بها ولا تحس بنا، عوالم خلدها الكثير من كتاب ما يعرف بأدب الخيال العلمي، من أمثال جون فيرن وهيربرت ويلز ومصطفى محمود ونبيل فاروق وغيرهم، تلك العوالم التي تحولت بنجاح كبير إلى أعمال سينمائية شهيرة، مثل «ماتريكس» و«أفاتار» وغيرهما، ترى في بعضها شكل العالم إذا كان النازيون قد انتصروا، وتحول بعضها العوالم الموازية إلى مجتمعات مثالية. كنت دائماً أحلم بأن أعثر على ثغرة بين عالمنا وعالم موازٍ آخر، وأرى «أنا» هناك كما أحب أن أراه ، أرى «أنا» الآخر الذي لا يدمن شطة تاباسكو ولا يجري عملية بواسير كل شهرين، أرى «أنا» المثالي الذي لا يرتبك أمام المرمى، ولا يضيع الأهداف من فرص محققة ولا يطرده المدرب كل يوم، أرى «أنا» الذي يعرف ما يريده «أنا»، ويعرف كيف يصل إليه، أرى «أنا» الذي لا يكون في عواطفه مجرد خروف كبير، وبلا قرون بالطبع! لم يطل انتظاري كثيراً لكي أصل إلى ثغرة تصلنا بالعوالم الموازية، فهناك على بعد شارعين من منزلي يوجد ذلك الصديق الذي كنا نعتقد أنه قد توفي منذ زمن، رأيته مصادفة أمام المخبز بدا كأنه قد خرج للتو من «الرقيم»، سألته إن كان يمارس أي نوع…
آراء
الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٣
تقدمت 14 امرأة من سيدات أعمال وأكاديميات ومعنيات بالحقوق والمناحي العامة، بخطاب تفصيلي إلى مجلس الشورى للمطالبة بطرح القضايا والأنظمة التي تعاني منها المرأة السعودية في تفاصيل حياتها اليومية. ومناقشة القوانين المتناقضة الفاقدة أهليتها ومرونتها، ولم تجد من يغربلها وينقحها، وكأن امتداد السنين أكسبها هالة قدسية لا تسمح بالاقتراب منها. ومن يحاول المساس بها يهاجَم ويوصَم بالتغريب وتجريف المرأة بعيداً من أصول دينها وتقاليدها، فينبري يدافع ويشرح. والمسألة ليست في حاجة إلى تفسير أصلاً، لأنها برمتها مجرد تمثيلية تخويف وتشكيك وحشر في زاوية الاتهام. وقد علّقت عضو مجلس الشورى الدكتورة ثريا العريض أنه حتى مع وصول الخطاب، فلا تعتمد وصايا المجلس إلّا إن حصلت على معظم أصوات الأعضاء المشاركين. وعلى افتراض تصويت جميع العضوات الـ30 مع التوصية، فلن تُمرّر ما لم يصوت لها ما يكفي من بقية الأعضاء الرجال، حتى ننتهي بعدد للموافقين أكثر من المعارضين. وهو الإجراء المتبع في المجلس. وسؤالي: وهل يعني أن الخطاب مع المرأة أننا ضمنا جميع أصوات العضوات في صفه؟ فما الحل إذاً، مع مسائل شكلية تستنزف الوقت والجهد ولا تؤدي إلى المضمون؟ ولِمَ قُدر لنساء دول الخليج أن يتجاوز أهلهن القشور والروتين المعطل، وهي المجتمعات التي تشاركنا الدين والعادات والتقسيم القبلي والعشائري، بينما سعوديتنا لا تزال تدور أيامها في المطالبة بحقوق أصبحت موضع تندّر…
آراء
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٣
للمرة الثالثة نعانق الفشل في انتخابات اليونيسكو التي جرت يوم الجمعة الماضي. المضحك المبك أنه فشل يديره أهل الثقافة، هذا إذا افترضنا أن اليونيسكو دار الثقافة والعلم والتعليم. أقول للسفير اللبناني الصديق خليل كرم في مكالمة هاتفية بعد أن ظهرت نتائج الفشل العربي: سأرسل لك مقالة قديمة كتبها غازي القصيبي رحمة الله، رداً على الوعود التي تلقيتموها من زعماء ورؤساء حكومات بدعمهم لمرشح لبنان البروفيسور جوزيف مايلا، فكان غازي القصيبي يقول في مقالته: «تلقينا وعوداً قاطعة من زعماء اشتهروا باحترام الكلمة- إلا أن الوعود المعسولة تبخرت في الهواء». فيا عزيزي كان عليكم مراجعة ما حدث في التجربتين العربيتين اللتين خاض بهما العرب انتخابات رئاسة اليونيسكو، إلا أن عقلنا العربي يعشق الفشل ويرمي بتجارب التاريخ بعيداً، لأنها غير مفيدة لعقل تربى على الفشل وعشقة لكون العقل تركب بطريقة لا تمكنه من قراءة الماضي واستنباط القادم. السفير الجيبوتي رشاد فرح قرر خوض انتخابات رئاسة اليونيسكو بدعم من حكومته، وباركت الجامعة العربية الترشيح وأرسل للبعثات العربية، وكان المنطق أن العرب تدعمه جامعتهم، إلا أن الجامعة تدرك أن اجتماعات الغرف شيء، والواقع يختلف، وما يتفق عليه لا يخرج عن المجاملة، ويترك لكل دولة تقرر ما تريد، وإن كان الاتفاق بمحض الإرادة. وجاءت المنظمة الإسلامية لتبارك «رشاد فرح»، وترسل مباركتها لكافة الدول الإسلامية، ويُضاف إلى…
آراء
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٣
للمرة الثالثة على التوالي ينهزم العرب في سباق الترشّح على رئاسة منظمة اليونسكو، التي لم يرأسها عربي منذ تأسيسها عام ١٩٤٥! كانت المحاولة الأولى في العام ١٩٩٩ مع الراحل غازي القصيبي، والمحاولة الثانية مع «المرحّل» فاروق حسني، والمحاولة الثالثة هي التي جرت الجمعة الماضية وانتهت بفوز السيدة إرينا بوكوفا بولاية ثانية حتى العام ٢٠١٧. يجب أن نتذكر، بكل أسى، أنه في كل المحاولات الثلاث لم يدخل السباق مرشح عربي واحد فقط من دون أن ينغّص عليه مرشح عربي آخر يقضم من أصواته ما يستطيع. ففي عام 1999 دخل «المصري» إسماعيل سراج الدين على «السعودي» غازي القصيبي، وفي ٢٠٠٩ دخل «الجزائري» محمد بجاوي على «المصري» فاروق حسني، وفي ٢٠١٣ دخل «اللبناني» جوزيف مايلا على «الجيبوتي» رشاد فرح. لماذا لم يفز العرب بهذا المنصب حتى الآن، على رغم أحقيتهم التاريخية والموضوعية؟ لأنهم إما أن يدخلوا بالمرشح المناسب في التوقيت غير المناسب، أو بالمرشح غير المناسب في التوقيت المناسب، أو بالمرشح غير المناسب في التوقيت غير المناسب. لكن العرب حتى الآن لم يصطادوا اللحظة الذهبية المتكاملة، أي التي يدفعون فيها بالمرشح المناسب في التوقيت المناسب! كيف يمكن العرب أن يفوزوا بمنصب (المدير العام لمنظمة اليونسكو) الذي استعصى عليهم طوال خمس عشرة سنة من المحاولة؟ سر الفوز يكمن في عنصرين رئيسين: اختيار المرشح المناسب،…
آراء
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٣
لم تكن أعمال «الملتقى الإعلامي الخليجي» الأول بأقل أهمية من قرارات مؤتمر وزراء الإعلام الحادي والعشرين لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي التأم في مملكة البحرين يوم 30-9-2013؛ ذلك أن اللقاء المباشر بين الوزراء - ومن يمثلونهم - مع أكثر من 150 إعلاميا وإعلامية من الخليج العربي، كان فرصة للوزراء للتعرف على ما يجول بخاطر هؤلاء الإعلاميين الذين ينتمون إلى الدول الست الأعضاء بمجلس التعاون، مع الإقرار باختلاف مدى واتجاهات الإعلام في هذه الدول. ولقد حظي عنوان الملتقى «وسائل الإعلام والاتصال والأمن القومي» باهتمام ونقاشات المنتدين والتي ركزت حول عدم جواز الربط بين مهنية وسائل الإعلام والتواصل وبين الأمن القومي! ذلك أن هذا الأخير من اختصاصات الجهات الأمنية، وأن ذلك الربط قد يدلل على اتجاه لإمكانية فرض قيود وكوابح جديدة على الإعلام والاتصال! ولقد دافع المؤيدون للعنوان ودلالاته بأن الإعلام شأنه شأن البيئة والتعليم والصحة والتنمية الشاملة، لا بد له من حماية ضمن الحمايات الأخرى التي يقتضيها الأمن القومي. وكانت قضية «الفوضى الإعلامية» في السماء العربية في الفضائيات، وتلك عبر أدوات التواصل الاجتماعي على الأرض، من القضايا التي استأثرت باهتمام المنتدين في الملتقى، حيث دافع الشباب من مريدي أدوات التواصل الاجتماعي عن حقهم في البحث ونقل المعلومة للآخرين، وأنه لا يجوز تقييد حرياتهم بفرض المزيد من القوانين المقيدة لتبادل…
آراء
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣
كان طقس لندن في تلك الليلة محتَملاً، يميل للبرودة، ولكنه معتدلٌ بشكل كافٍ، فاخترت وأصدقاء مقهى في الهواء الطلق، توقف أحد المارة وخاطبنا بكل أدب: «أيها السادة، إنني رجل معدَم، أعيش في الشارع، لا بيت عندي ولا أسرة، بل ليس عندي حياة أعيشها، أرجوكم ساعدوني بقليل من المال كي آكل هذه الليلة» تجاهلناه، فمثله كثيرٌ في لندن، بل في كل مدن العالم، استمر في الحديث والاستجداء، توقفنا عن الحديث منتظرين أن يمضي، جاء النادل وصرفه، ولكنه عاد واستمر في عرض قضيته، في النهاية قال: «لا أريد أن أثقل عليكم، يكفي أن يقول أحدكم لا وسوف أمضي»، قلت له: «لا» فمضى. كان الرجل مخموراً أيضاً، فهذا حال معظم من يسمونهم هنا «الهوملس» أي «بدون بيت»، ولكنه كان مؤدباً ويتحدث بلغة سليمة، ربما كان معلماً أو موظفاً محترماً، بعدما ذهب، فتحنا حديثاً حول كيف ينتهي إنسان في هذه البلاد إلى الشارع؟ تقدر الأمم المتحدة عدد «الهوملس» في العالم بنحو 100 مليون إنسان، موجودون حتى في أغنى الدول، ينامون حرفياً في الشوارع، كل من سافر للعواصم الغربية فلا بد أنه رآهم وتعجب، كيف ينتهي هؤلاء في الشارع بهذه الدول الغنية؟ البعض يستخدم حقيقة وجودهم للدلالة على ظلم الرأسمالية، ولكنهم موجودون في كل المجتمعات فلا نظلمنّ الغرب، فثمة جمعيات خيرية عديدة هناك تدير ملاجئ…
آراء
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣
عبد الحليم خدام الذي أمسك فترة بالملف اللبناني، له قول مأثور: «ليس هناك شعب في لبنان. هناك طوائف». وزير الدفاع مصطفى طلاس الذي أتقن فَنّ البقاء على الهامش ثلاثين سنة، أفاق مرة من مشاغله «الوزارية» في تأليف الكتب عن علاقة المطبخ بالشعر ونجوم السينما، ليقول إن الأردن مرسوم بحدود استعمارية! وكأن حدود معظم الدول العربية، بما فيها سوريا، لم تُرسم بالمسطرة الاستعمارية. ماذا يقول هذان المسؤولان الكبيران السابقان في دولة الرعب والخوف (أَسَدستان)، وهما يريان اليوم سوريا تتهاوى تحت مطارق التسلل والاختراق. وتتمزق طولا وعرضا بسكاكين النظام. وحراب الطوائف. وغزو مرتزقة «حزب الله» وإيران؟ هل هناك حدود سورية ثابتة. مرسومة بريشة التاريخ الحضاري، كما مصر المحروسة، فتمتنع على معاول التمزيق والتقسيم؟ أم هناك جيوش. وميليشيات. وتنظيمات، لطوائف. ومذاهب. وأديان. وأعراق. ومعارضات سياسية. وعسكرية. متناحرة، في الداخل والخارج؟ من المسؤول عما جرى ويجري في سوريا؟ كان بشار يشكو، في أحاديثه مع مسؤولين عرب وأجانب، من «الكثافة» السكانية الكبيرة في سوريا. فقد ارتفع عدد السوريين، في عصر الأب والابن، من سبعة ملايين إلى 23 مليون إنسان. لو أن النظام ربط إنتاج الأطفال بإنتاج السلع، لما زاد عدد السوريين عن 12 مليونا. أخيرا، وجد بشار حلا مخيفا، من منطلق طائفي بحت. فقد اتهم الشعب كله «بالتآمر» عليه وعلى نظامه! وطبق مبدأ «الإبادة الجماعية».…