آراء
الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥
تقول نتيجة استطلاع حديث لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إن حوالي 67 في المئة من أفراد العينة يرون أن عدم وجود الأنظمة التي تحد من التحرش يؤدي إلى ازدياد الحالات، وتشير آراء بعض المختصين إلى وجود عدة أسباب شخصية وراء تفاقم التحرش الجنسي، لكن الأهم منها جميعا عدم وجود قوانين رادعة. مصطلح القانون لدينا تكتنفه شبهة مزمنة أدت إلى إصابة الكثير بحساسية منه، شبهة ابتدعها الذين يريدون تسيير مصالح المجتمع وشؤون حياته وفق اجتهاداتهم الشخصية التي يوهمون الناس بأنها نص وروح الشريعة الإسلامية، وعندما يأتي ذكر القانون يصرخون بأن القرآن والسنة هما القانون في ديننا الإسلامي، وهو حق أريد به باطل، وحين يقال لهم بأن من مصلحة المجتمع أن تقنن الأحكام المستمدة من القرآن والسنة تظهر مقاومتهم ويبدأ الهجوم لتسفيه هذا القول واتهام أصحابه بمنظومة الاتهامات المعروفة. هؤلاء يقاومون من أجل مصلحة متوهمة ــ إذا أحسنا بهم الظن ــ في تسيير المجتمع وتشكيله وبقائه على حاله. التقنين يحد من الفوضى ويضبطها ويجعل الفرد على بينة مما هو له وما هو عليه، وهذا ما يناضل أولئك القوم من أجل ألا يحدث. وللأسف، فقد تم حقن كثير من المؤسسات الهامة بهذا التوجه، فنجد مثلا أن مجلس الشورى يتحسس كثيرا من مصطلح القانون، وحتى عندما تتم مطالبته بنظام أو تشريع ما تحت أي…
آراء
الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥
سؤال المليون، ما الشيء الذي ينقصنا حتى ندخل في ميادين صناعة الطاقة الشمسية الفسيحة؟ أو بالأحرى، ما الذي يمنعنا من ذلك؟ والفوائض المالية جاهزة للاستثمار. وشبابنا المتعطش للعمل، وهي مصدر متميز للوظائف، عاطل عن العمل. أجواؤنا، مثل غيرنا ممن يستخدمون المواد الهيدروكربونية بشراهة شديدة، ملوثة بنواتج الاحتراق المضرة بالصحة. والطاقة الشمسية نظيفة. أرضنا واسعة، بل هي الأرحب بين جميع بلدان العالم لاستقبال أعداد كبيرة من مرايا وخلايا توليد الطاقة الشمسية. ونحن نحرق سنويا مئات الملايين من براميل النفط لتوليد التيار الكهربائي. ونصرف المليارات من الدولارات من أجل إنشاء عدد من المرافق التقليدية لتوليد الطاقة الكهربائية خلال وقت قصير، أي لبضع ساعات، أثناء وقت ذروة الاستهلاك الذي يصادف وسط النهار، وهو ذروة عطاء الطاقة الشمسية. فلو أننا أنشأنا محطات توليد التيار الكهربائي بواسطة مرافق الطاقة الشمسية والرياح لاستطعنا توفير مبالغ كبيرة ولحصلنا على وظائف إضافية لشبابنا. والحاجة إلى تغطية الذروة ستستمر لسنوات طويلة، دونما حاجة إلى تخزين الطاقة الشمسية خلال العشر أو عشرين سنة القادمة. هذه حقائق وليست أوهاما. ولعلنا نضيف إلى تلك المزايا والمحفزات ظاهرة إيجابية نادرا ما تحدث في عصرنا الحاضر. وهي الانخفاض المستمر منذ عشرات السنين لتكلفة إنشاء مرافق توليد الطاقة الشمسية، حتى وصلت إلى مستويات جعلتها تنافس جميع مصادر الطاقة الأخرى في عقر دارها. ولو استخدمنا المنطق،…
آراء
الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥
أعجبني خلال زيارتي متحف ملعب نادي بايرن ميونيخ الذي يلقب بـ (البافاري)، نسبة إلى مقاطعة بافاريا مسقط رأس النادي، كل شيء تقريبا. فالمتحف مليء بالدهشة والقصص غير المكررة. يعرض قمصان اللاعبين القدامى وأغراضهم الشخصية ورسائلهم لأمهاتهم وزوجاتهم قبل المباريات المصيرية. يضع المتحف أحذيتهم برفقة قصص الأهداف التي أحرزوها وهم يرتدونها. سحرني الفيديو الخاص بإنشاء الملعب منذ أن كان بذرة في رؤوس مهندسيه. مادة بصرية سينمائية مشوقة ومفيدة وغنية. أسرني وضع القائمين على المتحف، فانيلة لاعب برشلونة الإسباني وقائد المنتخب الأرجنتيني، لونيل ميسي، بمعيّة أحد أحذيته الذهبية وإحدى كراته الذهبية التي فاز بها. الجميل في هذه المبادرة أنها تنبذ التعصب. فهذا النادي الألماني العريق يثبت لأنصاره أن منافسته لبرشلونة وغيره من أندية العالم لا تتجاوز حدود الملعب. ولا يَرَوْن أن في وضع فانيلة أحد لاعبي الفرق المنافسة تقليلا من مكانتهم؛ بل دليلا على ثقتهم وحضارتهم وتميزهم. الأجمل من كل شيء في هذا المتحف هو الركن الخاص بالجماهير. هناك صور لجماهير من مختلف أرجاء العالم. من الإمارات والسعودية واليابان وبريطانيا.اشتمل هذا القسم على كراسي متحركة وصور خاصة لمشجعيه من ذوي الاحتياجات الخاصة. كتب فرانك بيكنباور، إحدى أساطير هذا النادي معلقا على صورة مشجع يهتف وهو على كرسي متحرك: "نحبك يا مايكل. نعلم المصاعب التي تتكبدها؛ لتحضر المباريات ورغم ذلك تحضر وتبتسم وتصفق.…
آراء
الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥
يطرح الاتفاق النووي على المنطقة، وعلى السعودية تحديداً، إشكاليات مختلفة عن تلك التي تهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إحداها: هل كان للدول العربية، ومن بينها السعودية، دور في الصيغة التي انتهى إليها الاتفاق؟ المساهمة هنا قد تكون بفعل ما، أو بعدم القيام بأي فعل. إذا أخذنا الاتفاق على أنه نتيجة صراع إقليمي ودولي على المنطقة، فهذا يعني أنه نتيجة مساهمة أطراف عدة، تختلف مساهماتها وزناً وأهمية. الدول العربية المعنية مباشرة بالدور الإيراني، وتحديداً السعودية ومصر، هي أحد هذه الأطراف. ساهمت هذه الدول في تمدد الدور الإيراني بما لم تفعله. لم تفعل شيئاً تحسباً لنفوذ إيراني في العراق تحت الاحتلال الأميركي. ربما كان ذلك نتيجة قناعة بأن واشنطن لن تسمح بوجود مثل هذا النفوذ في بلد عربي على حسابها، وحساب حلفائها العرب. ثم فوجئ الجميع بأن واشنطن في عهد الجمهوري جورج بوش الابن، والديموقراطي باراك أوباما، سلمت بهذا النفوذ. فعلت واشنطن ذلك لأنها كانت في حاجة إلى دور إيراني في إدارة هذا البلد تحت الاحتلال. لماذا كانت واشنطن في حاجة لدور إيراني في بلد عربي، وليس لدور عربي؟ قد تكمن الإجابة في القرار الأميركي بتدمير الدولة العراقية بعد الاجتياح مباشرة. جاءت مع الاحتلال طبقة سياسية جديدة (شيعية) لحكم العراق. وهذه الطبقة حليفة لإيران، ولأميركا في الوقت نفسه. كان لا بد من…
آراء
الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥
أذكر من أيام الشباب شكوى اللبنانيين من أن «كل شيء في لبنان زفت (إسفلت) إلا الطُّرُق!». تلك الأيام يحنّ إليها اليوم مَن هم في مثل سنّي، الذين ما زالوا يتذكّرون ذلك الزمان الجميل على الرغم من «الزفت».. لأننا بتنا في وضع «أزفت». كنا حينذاك نشكو ما نسميه «الطبقة السياسية» وننتقد «الإقطاع السياسي» و«الزعامات التقليدية» من دون أن ندري ما ينتظرنا في الآتي من الأيام.. لم نكن نتصوّر – مثلاً – أن يدعي شخص ما الحق الحصري بتمثيل المسيحيين، بعدما كانت الساحة المسيحية تتسع لتنافس إميل إده و«كتلته الوطنية» وبشارة الخوري و«كتلته الدستورية»، وكانت هاتان الكتلتان تتسّعان لممثلي مختلف الطوائف. وفيما بعد، كانت الساحة المسيحية رحبة بما فيه الكفاية ليس فقط للرئيس فؤاد شهاب والبطريرك بولس المعوشي، بل لتنافس «الأقطاب الثلاثة الكبار» كميل شمعون وبيار الجميل وريمون إده. بل حتى إبان الحرب اللبنانية، وسعي بشير الجميل «لتوحيد البندقية المسيحية»، ظل هناك مسيحيون يقودون أحزاب «الحركة الوطنية» بيسارييها وعروبييها، رافضين التسليم باحتكار «اليمين» الوجود المسيحي كله. وما كان المشهد مختلفًا في الجانب المسلم. إذ كان الميدان السنّي مفتوحًا أمام «التعدّدية»، وما كان بمقدور أي زعيم سنّي ادعاء السعي لاحتكار العروبة والوطنية والاعتدال الإسلامي. وكانت «التعدّدية» أوضح في الطائفة الشيعية، سواءً في البقاع أو الجنوب ولم تتمكّن زعامة واحدة من احتكار الحلبة السياسية.…
آراء
الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥
البعض من السعوديين والعرب نظر بفرح أو غضب أو شماتة إلى الاتفاق الغربي مع إيران على برنامجها النووي، اعتبره انتصارًا كليًا لإيران، وهزيمة نهائية لدول الخليج. على رِسْلكم، نعم توجد أزمة وخلاف حقيقي إنما تفصيلي، والأرجح أنه لن يغير كثيرًا في العلاقات مع واشنطن. علينا أن نأخذ في الاعتبار مسألتين أساسيتين؛ ضخامة المصالح الخليجية مع الولايات المتحدة، وضآلة القدرات الإيرانية التي لا يمكن أن تحل محل أربع دول خليجية مهمة في علاقة المصالح، وهي السعودية والإمارات وقطر والكويت. هنا أناقش لماذا إيران ليست البديل عن الخليج، وذلك وفق نظرية المعادلة الصفرية، ما يكسبه خصمك تخسره أنت من رصيدك. إيران تنتج من النفط ثلاثة ملايين برميل في اليوم مقابل 15 مليون برميل يوميًا إنتاج جاراتها الأربع. وقدراتها الإنتاجية متهالكة بسبب الحصار التقني والاقتصادي، وستحتاج إلى أكثر من عشر سنوات حتى تصلحها وتضاعف إنتاجها! تقدير خبراء البترول أن إنتاجها، في عام 2020، وبعد تطوير إمكانياتها، سيزيد مليونًا فقط، أي سيصبح أربعة ملايين برميل. هذه أرقام حقيقية في حساب العلاقات الدولية ولا يفترض أن ننشغل بقراءة أخبار رحلات رجال الأعمال عن شركات السلاح والنفط والصناعة والبنوك لعقد صفقات ثمينة مع إيران استباقًا للانفتاح الموعود. بالنسبة لهم، إيران سوق إضافية وليست بديلة. ولن تكون المتاجرة معها بهذه السهولة بسبب مركزية الحكومة، وصراع مؤسسات الحكم…
آراء
السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥
صار العديد من الحكومات تحث وسائل الإعلام على تجنب استخدام مصطلح «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الاسم الذي أطلقه التنظيم الإرهابي على نفسه منذ سنتين، بعد أن أعلن زعيمه نفسه خليفة، وتوسيع نفوذه من الاسم السابق «دولة العراق الإسلامية»، ليضم سوريا إليه. وعندما أعلن التنظيم في أبريل (نيسان) عام 2013 عن إطلاق اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على نفسه، قرر الإعلام، وفي قناة «العربية» تحديدًا، أن نسميه «داعش». كنا ندرك أن التنظيم يريد أن يستخدمنا، أي منصات الإعلام في أنحاء العالم، لبناء صورة تخدم أغراضه. وقد جاءت الاعتراضات حينها من أناس غررت بهم أدبيات الإرهابيين حينها، احتجوا على التسمية والتغطية لأنها مهينة للمدافعين عن الإسلام ضد المحتل الغربي، أو السنة المضطهدين، أو الدفاع عن عرب الأنبار، أو هم الثوار ضد نظام الأسد في سوريا. وفعلاً، هناك نشاطات مشتركة كانت تشوش على فهم الكثيرين، إنما أغلبهم اكتشف لاحقًا أن «داعش» ليس إلا تنظيم القاعدة الشرير، حتى لو تبنى قضايا حقة. و«داعش» ليست تسمية ساخرة، كما قيل وكتب في وسائل الإعلام الغربية، بل تمثل حروف التنظيم الأولى التي تختصره. وبالطبع التسمية المختصرة لا ترضي التنظيم، لأنه عن عمد يريد أن يجعل اسمه «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عنوانًا بريديًا للمسلمين في كل مكان، هذه هويته وهذه أرضه ومشروعه وهو من يمثلهم!…
آراء
السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥
لا تزال «قضية العيد»، أي قضية التحرش في مكان عام بجدة، تتفاعل وتحظى بتغطية مستمرة من وسائل الإعلام، ومن آخر أخبارها ما نشرته «عكاظ» يوم الخميس من أن دائرة العرض في هيئة التحقيق قررت تمديد إيقاف المتهمين 15 يوما، كون ما ارتكبوه «من الجرائم التي أثارت الرأي العام وباتت موجبة للتوقيف»، وأنه سيتم استدعاء الفتيات إذا أثبتت التحقيقات تورطهن في القضية. ويضيف الخبر بأن المحكمة الجزئية في جدة درجت خلال الفترة الماضية على رفض أي قضية أخلاقية يتم فيها الستر على الفتيات دون الشباب، ويصر القضاة على الستر عليهما معا أو محاكمة الجميع. هذا الخبر يستحق ثلاث وقفات على الأقل. أولا: من الطريف جدا تبرير الإيقاف والشروع في التحقيق والمحاكمة بكون تلك الفعلة الخسيسة جريمة أثارت الرأي العام، وليست جريمة اعتداء وانتهاك وسطو على الأخلاق واستهتار بالأعراض والسلم المجتمعي توجب محاسبة مرتكبيها، سواء أثارت القضية الرأي العام أو لم تثره. فماذا لو لم توثق تلك الجريمة ولم يتحدث عنها الرأي العام، وأبلغت الضحايا عنها دون ضجيج، هل ستتساهل هيئة التحقيق فيها وتطلق سراح المتهمين؟ ثانيا: كيف يمكننا فهم استدعاء الفتيات «إذا ثبت تورطهن في القضية»؟. نريد من الهيئة أن توضح ماهية التورط لفتيات تم الاعتداء عليهن في مكان عام ليس ممنوعا عليهن ارتياده ولا هو مكان شبهة وريبة.…
آراء
السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥
قبل التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، غالبًا ما بدا باراك أوباما وكأنه يستميت للتوصل إلى هذا الاتفاق، سواء عبر مطاردته الهاتفية لحسن روحاني عندما كان في الأمم المتحدة، أو عبر التنازلات التي قدمها المفاوضون الأميركيون في الأيام الـ17 الأخيرة من المفاوضات. في مؤتمر عقدته اللجنة البرلمانية البريطانية في مجلس العموم بعنوان «من أجل إيران حرة» (bpcif) أكد المشاركون قلقهم من تجاهل الاتفاق ستة قرارات لمجلس الأمن تطالب طهران بتفكيك برنامجها النووي ووقف تخصيب اليورانيوم، وحذّر السير روجر غيل واللورد كلارك مثلاً من أن النظام الإيراني لا يُمكن الوثوق به، وبالتالي فإن المساومة على الشروط المنصوص عنها في هذه القرارات ليس من شأنها أبدًا عرقلة مسار طهران لامتلاك القنبلة النووية. وخلافًا للنظرية التي تعتمدها الإدارة الأميركية في دفاعها المستميت عن الاتفاق الذي تقول إنه ضمن عدم حصول إيران على القنبلة النووية خلال السنوات العشر المقبلة، أكد المشاركون في مؤتمر مجلس العموم أنه لو كانت دول مجموعة «5+1» أكثر حزمًا في المفاوضات، لما كان أمام طهران من خيار سوى الامتثال لقرارات مجلس الأمن ولتخلّت عن برنامجها النووي وجهودها لامتلاك الأسلحة النووية وتعليق تخصيب اليورانيوم بشكل كامل. ليس هناك الآن من يلتفت إلى هذا الكلام، بعد انطلاق السباق الغربي للحصول على حصة من الجبنة الإيرانية، ديفيد كاميرون ليس الوحيد الذي ينخرط في…
آراء
السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥
العقار قطاع اقتصادي لا يجاري نهضتنا الاقتصادية، بل يعوقها، فهو اقتصاد مضاربات، وصفقات خارج المعقول والطبيعي، ولا تتسق مع اقتصاد مزدهر تتنوع استثماراته، ويسهم في مسيرة التنمية، ويكون له نفع عام مثل كل مرفق اقتصادي، وباختصار فالعقار السعودي لم يعد سلعة مستهلك، بل يشبه كنزا مدفونا، قيمته الإنتاجية صفر. أولى المشكلات هي الاحتكار، ثم إن التوعية العقارية تنعدم للدرجة التي يعتقد البعض أن غلاء السكن والعقار في السعودية يبرر شراء المنازل في مصر، أو تركيا، أو غيرها لغرض الاستهلاك، ولا توجد توعية للاستثمار في عقارات واقتصادات الوطن، فتذهب الاستثمارات ضالة لبلاد أخرى، فهوس السعوديين والخليجيين بشراء بيوت في بلاد عربية وأجنبية غير طبيعي، وسببه تعذر تحريك الاستثمارات الصغيرة في العقار داخل الوطن، مع أن الشراء في بلاد أخرى مغامرة اقتصادية غير محسوبة تهدر كثيرا من المال. قال أوائلنا في مثل بليغ "أرض ليست ببلادك لا لك ولا لأولادك"، والمعنى منزلك في بلاد الآخرين وإن ملكته فهو ليس لك، وفي السنين الأخيرة وفي المنتجات السياحية ظهر تسويق عقاري للسياح السعوديين متوسطي الدخل، يشترون عقارات "مسترخصينها" قياسا إلى العقار في السعودية، لكنهم ينسون أنها ليست لهم، ولا لوطنهم، ولا لأولادهم، بل هي في النهاية لأهل الأرض. الناس أحرار في مالهم، لكن توعية هؤلاء حول هدر سياحي تجاوز السفر واستئجار فندق، لوهم أنك…
آراء
السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥
في الكتابة مالا يعلمون هي حياة آخرى نعيشها تمضي موازية لحياتنا الطبيعية ولكنها تفوقها بصناعة اللحظة التي نتمنى الوصول إليها. نخلق في لحظة عوالم نريدها ، نتحدث مع من نحب نحاوره نشتكي منه وعليه ، نسافر ننتقل من مكان لآخر بحرف لا نحتاج معه لجوازات مرور وأختام سفارات ومطارات . في الكتابة رئة ثالثة او أنها بالأصح الهواء الذي نتنفس وتمنحنا أنفاس تزيد بنسبة أكسجين حبرها لتمنحنا متنفس أكبر ومجالات أرحب لطيران والتحليق بحرية ولكن للأسف البعض تصور الكتابة طريقاً يصل به إلى شهرة زائفة ليصنع لنفسه أسم يتداوله الناس ولا يتذكرون مايكتب .! الكتابة تحولت إلى إكسسوار يتجمل به البعض ويضيفه إلى سلسلة معرفات تسبق أسمه. أغتيلت الحروف والمشاعر لتتحول إلى إطار يجمل صورة وليس إلى نبض يسكن القلب والذاكرة . تنافست دور النشر على طباعة الورق فكلما كثر عدد المطبوع زاد دخلهم وزاد الورق الأصفر هم على هم وهو يحمل سطوراً تقتفي آثار الشهرة وتنسى أن ما يكتب عليها بصدق يبقى إلى بعد حين. البعض يفكر أن يكتب ولكنه عندما يقرر الكتابة يتوقف خجلاً من الحرف عندما يريد تكوينه فالصورة البلاغية المركبة بعد جهد وتحوير وتفكيك وتركيب تجهد القارىء ويلوك لسانه أكثر من مرة لينطقها ويستقيم معناها ،غير تلك الكلمات التي تكتب على سطور المباهاة والتباهي وكذب المشاعر.…
آراء
الجمعة ٢٤ يوليو ٢٠١٥
بخلاف ما يقوله المشككون، فإن الرواية الرسمية التركية معقولة. الأرجح أن تنظيم داعش هو وراء التفجير في بلدة سروج، جنوب شرقي البلاد، والذي خلف أكثر من ثلاثين قتيلاً. فانقضاض التنظيم ليس مفاجأة بل إنه متوقع، حتى إن الرئيس الأميركي لم يفوّت الفرصة للاتصال بالرئيس التركي، وإقناعه بوقف تدفق المقاتلين عبر الحدود إلى سوريا. وهذا يدفع للمراجعة والتساؤل، أين الخلل في الأحداث الماضية؟ الحقيقة أن موقف تركيا ضد النظام السوري جاء طبيعيًا حتى ازدادت القضية تعقيدًا مع مرور الوقت. ففي السنة الأولى، وإلى منتصف الثانية، كانت الانتفاضة سورية خالصة؛ شباب سوري حمل السلاح بعد عمليات القتل الواسعة ضده من قبل قوات النظام وأجهزته. وكان موقف أنقرة مؤيدًا للحركة المعارضة التي تشكلت من عدة تنسيقيات محلية وتظللت تحت مظلة «الائتلاف» و«الجيش الحر». وبنهاية السنة الثانية كان النظام يترنح، فقد خسر الكثير من المدن الرئيسية، وكانت أطراف العاصمة دمشق تشهد معارك ليلية بين الجانبين. بعد هذا التاريخ، أمران حدثا في نفس الفترة؛ الأول، سوريا صارت تمثل قضية كبيرة في العالم الإسلامي، تشبه مأساة البوسنة في التسعينات، بسبب عمليات القتل والتدمير الواسعة التي ارتكبها النظام، وأشاعت غضبًا ضد اللامبالاة الدولية، وفشل الوساطات بلا عقوبات، ومنع تسليح المعارضة. الأمر الثاني، دخول إيران وحلفائها عسكريًا في سوريا لرفد النظام المتهاوي في دمشق. وصار المقاتلون من «الجهاديين»…