آراء

آراء

رهان الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن

الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٣

حُبست الأنفاسُ خلال الأسبوعين الماضيين في العالم العربي لاحتمال قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا على خلفية استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد شعبه، والذي راح ضحيته حوالي 1500 شخص بينهم نساء وأطفال. لكن اللعبة الدبلوماسية ورهانات «تحريك الأحجار» على الطاولة بين موسكو وواشنطن أزالت التوتر – ولو وقتياً – كون أوباما طلب تفويضاً من الكونجرس لقيام بتوجيه تلك الضربة، وانقسم الكونجرس– حتى يوم الاثنين 9/9/2013 – حيث أيّد 23 عضواً موقف أوباما بتوجيه الضربة، فيما عارض ذلك 22 عضواً، وبقي 55 عضواً غير مؤكدين لموقفهم، كما تم إرجاء التصويت المقرر إجراؤه يوم الأربعاء 11/9/2013 بعد أن حرّكت موسكو "حجراً مؤثراً " لتجنيب سوريا ضربة عسكرية أميركية باقتراحها فرض رقابة دولية على الأسلحة الكيماوية في سوريا. وفي الحال رحبَ وزير الخارجية السوري بالمبادرة الروسية من دون أية تحفظات، بل إنه – حسب قناة (فرانس 24) – قد أكد استعداد سوريا للكشف عن أماكن وجود الأسلحة الكيماوية والتوقف عن إنتاجها وإبلاغ ممثلي روسيا والدول الأخرى والأمم المتحدة عن منشأتها! وهذا التأكيد يثبت وجود أسلحة كيماوية في سوريا. ولأن هذه الأسلحة من الخطورة بمكان، فلا شك أنها محاطة بسياج أمني كثيف لا يمكن اختراقه بسهولة! وهذا أيضاً يُقربنا من صحة « دحض» الزعم والتلميح الذي يردّده النظام السوري من أن…

آراء

إخوان السعودية: الرؤى والاستتار

الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٣

جاءت تغريدة سلمان العودة عن حلم يشي بسرعة انتهاء سلطة السيسي عودة لافتة إلى فضاء الأحلام والرؤى التي وظفها «الإخوان» من أجل تدعيم شرعية مرسي وإلباسه عباءة قدسية فضفاضة، ما يعبر عن حالة انتكاس وانحسار تعصف برؤى الجماعة والمساندين، واستحضارا حزينا لفرحة باستحواذ السلطة وعودة الخلافة الإسلامية المرتقبة لم تدم طويلا. هذه التغريدة من السعودي العودة، تحديدا، تعلن حالة ارتباك واضح وأن الزخم الشعبي الميداني إلى تراجع فلابد من دفعات معنوية تستحضر الأحلام لإحياء الأمل، خصوصاً أن ثقافة الأحلام هي الأكثر رواجاً وقبولاً لدى الكوادر. وهي المنطق الفعلي الذي يستندون إليه لمجابهة الانكسارات والفشل. ويبدو أنها أضحت التكتيك الوحيد الذي سيعيد الهاربين إلى حظيرة الجماعة بعد ذوبان جميع التعهدات والالتزامات، وتبخر القيادات ودعوات الصمود. الرجوع إلى الرؤى يعني الدخول في نفق الانتظار مرة أخرى، ومحاولة لملمة الجراح وحث الصغار على الصبر والانتظار؛ إذ صبر السابقون أكثر من ثمانين عاما حتى حان وقت القطاف المبتور. وهي تؤكد أن التابعين يرهنون أنفسهم وأحلامهم لهذه الطروحات ويتشبثون بها دلالة على فقدانهم الاستقلالية وتغييب المنطق والعقل. يمكن القول إن مرحلة ما بعد مرسي ستشهد نشوء خطاب مراوغ لا يعلن الانتماء الواضح وإنما يستند إلى تمرير رسائل غير مباشرة تكون صلة رحم بين المنتمين وتشد أزرهم؛ ليبقوا على يقينهم المتصدع ولإعادة البناء دون انكشاف ظاهر.…

آراء

أغلق فمك بنفسك.!!

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣

كل جهة في الشرق الاوسط تريد معرفة الخلطة السحرية التي أحدثها مهاتير محمد لكي يقفز ببلاده عاليا، ولا تجده حاضرا في أي محفل دولي إلا طلب منه التحدث عن تلك الخلطة، وحين يتحدث الرجل عن الوسائل التي اتبعتها دولته في تنميتها تجد أن جل الدول التي تعاني من تأخر تنموي تقول: إننا طبقنا كل التعاميم الواردة بحذافيرها فلماذا لم تتطور دولنا؟ ونحن من تلك الدول إذ اننا نتحدث عن كل تلك الشعارات الرائعة منذ عشرات السنوات ومع ذلك ما زلنا نقتعد مقاعد الدول النامية فهل سبب تباطؤ حركتنا أننا نحمل كلاما وشعارات لا نطبقها على أرض الواقع وبهذا تظهر لنا مشكلة تباطؤنا جلية وسافرة أيضا. ربما يكون كذلك فدعونا من معرفة خبايا الوصفات السحرية للدول النشطة ودعونا نلتفت إلى خبايا فشل هيئاتنا وجمعياتنا ومرافقنا إذ كل منها يعاني بصورة أو بأخرى من سوء إدارة أو تقاعس أداء أو تيبس حركي أو ضبابية وجود. وقد أعجبتني جملة (ضبابية وجود) إذ وجدتها تنطبق تماما على حال الجمعية السعودية لحماية المستهلك. فهي جمعية محسوبة علينا من غير أن يكون لها أثر في واقعنا وكلما (تمرغنا) داخل السوق المحلي (وانلذعت) أسلاكنا هددنا بأننا سنلجأ إلى جمعية حماية المستهلك لكي تنصفنا ولم نكن نعلم ان هذه الجمعية مجرد ديكور أو (فزاعة) لو وقف على رأسها…

آراء

فسحة ترينداد وتوباغو!

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣

عادي.. وأكثر من عادي.. حصل الأخضر على المركز الأخير في البطولة الدولية الودية التي نظمت تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة القدم، كانت نهاية الأخضر سريعة ودون عناء يذكر أمام منتخب ترينداد وتوباغو حيث تقبل مرماه هدفين في أول خمس دقائق بعد أخطاء دفاعية لا تقع فيها فرق أندية الدرجة الثانية، هذا هو الفريق الذي اعتقدنا أنه سيعوضنا عن خيبته السابقة في الخروج من تصفيات كأس العالم باستعادة مكانته في بطولته المفضلة (كأس آسيا) فإذا به يطل علينا بصورة لا تجعلنا نتفاءل بقدرته على الوصول أصلا إلى هذه البطولة.. هل يمكن أن يخرج الأخضر من تصفيات كأس آسيا بعد أن كان بطلها الهمام ومحتكر مبارياتها النهائية لأكثر من ربع قرن؟! ** عادي.. وأكثر من عادي.. أظهر تقرير ديوان المراقبة العامة أن ثلاثة مليارات ونصف المليار ريال صرفت من قبل جهات حكومية دون وجه حق!.. أصلا هذا العادي فما بالك بالممتاز؟..ما رأي هيئة مكافحة الفساد في ترينداد وتوباغو؟! ** اتضح للمرة الألف أن وزارة التعليم العالي في ترينداد أما وزارة الخدمة المدنية فهي في توباغو!، هذا هو ملخص مشكلة طالبات جامعة القصيم فرع الرس اللواتي تورطن في تخصص (الأسرة والطفولة). ** غالبا ما تضيع سنوات العمر وتتواضع أحلام الأجيال المتعاقبة بينما الرجل البيروقراطي البدين في ترينداد وتوباغو لا يكل ولا يمل من…

آراء

ما بين واقعين ورؤيتين

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣

أزاحت أخبار تونس أخبار ليبيا. أزاحت أخبار مصر أخبار ليبيا. أزاحت أخبار سوريا أخبار مصر. الأخبار التي كانت تتصدر كل شيء فيما سبق، لم تعد تجد لنفسها مكانا حتى على الشريط المتحرك. أين لبنان الذي تجري على أرضه معركة الشرق والغرب؟ من يحسم أمره؛ كوبا أخرى أم هونغ كونغ أو مجرد حقل واسع لزراعة الحشيشة طبقة أولى؟ وماذا عن العراق؟ أين أخبار العراق وأم المعارك؟ صحيح. أم المعارك. آه، وبالمناسبة، أين فلسطين؟ في نصف القرن الماضي، شعرت مرتين بأن الكوكب سينزلق عن حافته بعد برهة. الأولى، في كوبا، حيث كان يمكن أن يؤدي أي احتكاك أميركي سوفياتي إلى رماد الأرض، وليس إلى نارها. الثانية في برلين الغربية، حين وضع جون كيندي ونيكيتا خروشوف قبضتيهما، كلّ على عنق الآخر. المواجهة الأولى كانت بسبب وصول السوفيات بالصواريخ النووية إلى قبالة فلوريدا. الثانية كانت بسبب حصار برلين الغربية وإذلال أميركا في قلب أوروبا، بعد 15 عاما من انتصارها في عموم القارة. جميع المواجهات الأخرى ظلت، كما يقول التعبير السياسي الجليدي، على الهامش؛ الحروب العربية - الإسرائيلية، حروب أفريقيا، حروب الهند الصينية في فيتنام واللاوس وكمبوديا، وحروب أميركا اللاتينية، والحرب بين الهند والصين، وما قد نسيت وليس مهما في أي حال. جميع الحروب الإقليمية انتهت أو هدأت أو لم تعد لها امتدادات، مثل نيكاراغوا…

آراء

تعالوا نفكر في الأخلاق

الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣

في كاميرا خفية بريطانية، استلقى ممثل البرنامج على مقعد انتظار في الشارع، مثَّل الشاب دور النائم، ممسكاً بإهمال عملة ورقية نقدية فئة «خمسين جنيه إسترليني»، بشكل مغرٍ للمارة، المثير في الأمر أن أغلب أولئك المارة سحبوا الورقة النقدية وهربوا مسرعين، وهم غالباً يَبْدون مهندمين رجالاً وسيدات ومراهقين. لم أشاهد في تلك الحلقة سوى رجل أنيق يرتدي معطفاً طويلاً، سحب الورقة النقدية ولم يهرب بها، بل وضعها في جيب النائم ومشى رافعاً رأسه كرجل نزيه، هذا مشهد صريح للمثل الشعبي الذي يقول «المال السايب يعلم السرقة». وكذا الأخلاق بلا نظام وقوانين رادعة. من زاوية أخرى، حين يصرخ أحد المندهشين من تصرف إنساني لأحد من غير المسلمين ويقول «كفار وهذه أخلاقهم، ونحن المسلمين نتخلى عنها». نظرتنا للعالم من منطلق الكفر والإسلام نظرة قاصرة لمفهوم الأخلاق، لست هنا في معرض الحديث عن أخلاق الدين الإسلامي التي هي من المسلَّمات. لكن يبدو أن كثيرين يفوتهم أن الكفار هؤلاء هم مؤمنون أيضاً وبأديان سماوية يعترف بها الإسلام، وهي الأخرى -الأديان- لها قوانين والتزامات أخلاقية وإيمانية ودينية، كما أن الإنسانية تفترض على الإنسان أن يكون إنساناً، والإنسانية هي وصف ضمني للأخلاق وليس للإنسان نفسه، تماماً مثلما هي الرجولة وصف للمروءة وليس للرجل نفسه. انتشرت صورة نشرتْها صحيفة هندية تظهر قرداً في حديقة يساعد رجلين هنديين ضريرين…

آراء

العرب مسرح إيراني للحرب المذهبية

الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣

اللون في أميركا رمز سياسي. سبقت سينما هوليوود سينما السياسة. لوَّنت الفيلم. ففقد البطل القدرة على التعبير. وبقيت السياسة الأميركية لا تعرف سوى الأبيض والأسود. الأبيض لون الرأسماليين الأقوياء. والأسود لون الأَرِقَّاء المخطوفين من غابات أفريقيا. وغاب الأحمر. فقد «تأمرك» الهنود الحمر. ولم تصل إلى القارة أميركا الألوان الرمادية والقرمزية للماركسية. والاشتراكية. والفاشية التي دوَّخت أوروبا. حرر الرئيس أبراهام لنكولن السود في الحرب الأهلية. فاغتالته السياسة. وبقي السود محرومين من لذائذها وعذاباتها. بشَّرهم الرئيس الكاثوليكي جون كيندي بحقوقهم السياسية. فبات اغتياله هو. وشقيقه روبرت. والمبشر بالحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ لغزا أبديا يعذب ضمير أميركا. جرب السود العمل في السياسة. ترشحوا للرئاسة. فظلوا سودا مرفوضين لدى البيضان. هاتَفَ باراك حسين أوباما الناخبين عبر الإنترنت. فسبق منافسته البيضاء هيلاري إلى البيت الأبيض. لو فازت هيلاري لما بقي بشار رئيسا يحقن شعبه بالكيماوي السام. أوباما مسمار أسود في ترس السلطة الفولاذي الأبيض. يملك. ولا يحكم. عذّبته فصاحة الثقافة. فتردد. أنقذ البيضان من حروبهم العبثية في العراق. وأفغانستان. فشكروه. ولم يحمدوه. أو يمدحوه. تفلسف الرئيس المثقف. رسم خطا أحمر أمام قنبلة إيران. تردد. فتجاوزته. فغضب منه اليهود. رسم خطا أحمر أمام بشار. فأشعلت إيران حربا دينية/ مذهبية على مسرح العرب. أحرق العرب أنفسهم بالانتفاضة. فسلمهم باراك حسين أوباما إلى سيف الإسلام «الإخواني». أوباما…

آراء

نيو – لوك!

الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣

حين اتصل بي الزميل المسؤول في «الإمارات اليوم» قبل يومين، توقعت ما أتوقعه عند كل اتصال يأتيني منه، ستمر لحظات من الصمت، ثم تتلوها عبارة: صراحة تراك مسولنا مشكلات، لقد أصبحنا (نتهشتق) أكثر من العريفي، هناك شاغر جيد في المطبخ، وأنا لا أقصد المطبخ الصحافي بالطبع، الجميع يعلم بأنك تعد (كركاً) لا مثيل له، مكانك هناك! لن نستغني عنك! حاول تخفيف السكر! إلا أنه يبدو أن موعد هذا الاتصال لم يحن بعد، وكان الاتصال يطلب منا الاستعداد لعمل صور جديدة من أجل الـ(نيو – لوك)، ما الذي يمكنني فعله من أجل صورة جديدة.. الزي؟! الأمر غير مطروح  فالحمدلله الذي ميزنا بأن لنا زياً واحداً للمناسبات والأعراس والعزاء والتخرج وحفلات الطهور والزار والمقهى، وهي نعمة لا يشعر بها الكثيرون، خصوصاً بعد تلك الدراسة التي أظهرت أن متوسط كلفة شراء ثوب لحضور عرس لدى بعض الأجناس الأخرى التي تشاطرنا العيش على هذا الكوكب يبلغ نحو 12 ألف درهم، تخيل يعني لو تحضرلك أربعة أعراس في الشهر بتقدم على سلفية! قولوا الحمدلله! فكرت في أن أرتدي كاباً إرضاء لمن يرى أن العقال مخصص لصنف معين من الـ«دي إن إيه»، ولكني خشيت من أن أسرق لقب (بوكاب) من صاحبه، فكرت في عمل الـ(قفل)، ولكني تمعنت في كثرة الأقفال الموجودة في حياتي وهي فعلاً تكفي،…

آراء

طلابنا: خمسة مطبات في طريق الجامعة

الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣

يحتاج طالب/ طالبة الثانوية العامة، إلى خمسة مطبات نفسية بالغة التكلفة مثلما هي بالغة الحسابات في الضرب والجمع والقسمة والطرح؛ حتى يضمن الحصول على المقعد الجامعي الذي يريده أو في أفضل الأحوال ضمن خياراته المختلفة. هذه المطبات الخمسة هي نسبة الثانوية العامة والقدرات ثم نسبة التحصيلي ثم النسبة المؤهلة وأخيراً حلم النسبة الموزونة. أشهر من الجحيم وويلات الانتظار والعذاب النفسي لا للطالبات والطلاب فحسب، بل لآلاف العائلات التي تحاول تهيئة الأجواء لكل (نسبة وامتحان) لشهر أو شهرين ثم الانتظار بعدها لبشرى النتاج لمثلها من الوقت الطويل، وقد تتحول هذه البشائر في الأغلب إلى كوارث اجتماعية ونفسية. وموقفي الشخصي من القصة برمتها أنني مع تخفيف عبء امتحانات الثانوية العامة ومركزيتها وكوابيسها، وأيضاً مع امتحان القدرات كحل عادل للمساواة بين طبيعة وظروف المدارس ولكن: لست مع استبدال الأحلام المزعجة بالكوابيس. لست مع خمسة امتحانات وخمس نسب وخمسة أحمال لخمسة أشهر تمر في حياة العائلة وكأنها خمس سنين. أنا مع معدل امتحان الثانوية العامة مضروباً في معدل امتحان القدرات، ووحده كفكرة قياسية وحيدة، مثلما أنا مؤمن تماماً أن هذين القياسين في (الثانوية والقدرات) سيعطيان المؤشر والدلالة اللذين لن نحتاج بعدهما إلى كل هذه الغربلة وصنوف العذاب النفسي. أنا مؤمن تماماً أن الطالب الذكي المتفوق، ولأنه ذكي لماح، هو الخاسر الأكبر من النسبة الأخيرة…

آراء

اتحاد خليجي بنكهة أوروبية

الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣

كنت وما زلت أترنح في قناعتي حول إمكانية تحقيق اتحاد عربي أوخليجي، وبين كون هذا الاتحاد هو مجرد حلم جميل صعب المنال، خصوصا في ظل أجواء التخندق والتحزب والمصالح المتناقضة بين الدول، إلا أني في الوقت ذاته، أرى أن الحديث عن هذا الحلم القابل للتحقق، من أهم العوامل المساعدة على فك الاحتقان العربي، وزرع بذرة أمل في الأجيال القادمة التواقة للخروج ببلادها من حالة التخلف التقني والعلمي والفكري لعالم أكثر تقدما وريادة. أكملت يوم أمس الشهر الأول من رحلتي الأوروبية التي تنقلت خلالها بين ثماني دول وأكثر من ١٧ مدينة، ما بين شمالها القارس البرودة وجنوبها المفعم بالحرارة، وربما شيء من الرطوبة، وفي كل مرة أتجاوز فيها حدود دولتين أقف لأتأمل كيف تبدأ الاختلافات تظهر بين هذا الشعب وذاك، مع بقاء روح أوروبا بادية على كل ما يحيط بالمكان والزمان. عندما نطالب باتحاد خليجي، فإننا من أجل تحقيق ذلك لا نتوقع أن تحل أولا جميع المشاكل العالقة بين الدول، ولا أن يؤدي ذلك لأن تطغى دولة على أخرى، أوتلغى أسس سياسية دستورية لدولة معينة، لتحل محلها أسس حكم جديدة، فالخلافات الرسمية والشعبية في أوروبا ما زالت قائمة، والتناقض والصدام بين مكونات الدولة الواحدة نجدهما لم يتمكنا من التغلب على السياسة الداخلية لبعض الدول، كما هوالحال في بلجيكا والمتمثل في الخلافات…

آراء

النساء و الملاعب.. خَلُّوهن على القلطة الثانية

الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣

مع انطلاق دورة الرياض الودية الدولية لكرة القدم هذه الأيام، يتصاعد الجدل حول السماح للنساء بدخول الملاعب الرياضية. كالعادة و كلاكيت للمرة الألف، جدل و صخب و نقاش و ممانعات لإشراك النساء في منشط ما، من قيادة المرأة للسيارة إلى العمل في محلات بيع الملابس النسائية إلى…إلى…إلخ. غير أن الجدل هذه المرة ليس حول «مشاركة» النساء، بل حول السماح لهن بـ»الفرجة»! لم يخلُ الجدل من غموض. فتسري الأخبار مرة أنه سيُسمح للعائلات بحضور مباريات الدورة أعلاه. و ربما بسبب ردة فعل «أهل الغيرة»، جرى تلطيف للإجراء أعلاه بقصر حضور العائلات على العائلات غير السعودية فقط! و نظراً للقدر العالي من اللامعقولية في هذا الإجراء، فقد تم تلطيفه، وتضييق دائرة السماح أيضاً، بقصر السماح على عوائل أعضاء بعثات المنتخبات المشاركة، باستثناء المنتخب السعودي طبعاً! حالة الارتباك هذه حيال صيغ مشاركة الأنثى، أو تضييق مشاركة الأنثى، زوجها و أخاها و ابنها وأباها متعة مشاهدة نشاط رياضي ما، دفعتني لكتابة هذه المقالة كـ»قطة» مني في محاولة حل الإشكال. أقترح أن نسمح للنساء بدخول الملاعب السعودية. و لكي «يراعي» اقتراحي حساسيات الممانعين الغيورين، فقد حاولت الإتيان بصيغة تجد قبولاً عند الممانعين. يمكن اختصار هذه الصيغة تحت العنوان التالي: مباريات القلطة الثانية. و تعتمد هذه الصيغة على تراث محلي قديم في تنظيم تناول وجبات الولائم…

آراء

ربما – «لزوم نسأل الشيخ»!

الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣

كان شاباً على ما يبدو من صوته الذي ينطلق من الإذاعة، لكن الرسائل التي يقرأها وتحمل أسئلة موجهة إليه تبدأ بمخاطبته بـ «يا شيخ»؟ هو أيضاً يجيب عنها أيضاً بطريقة عصرية شبابية مختصرة. المحطة خليجية ولهجة الشيخ خليجية وكذلك نوع الأسئلة. السؤال الأول كان عن حكم فقهي حول المقارنة بين إثم شرب الدخان وحلق اللحية. أما السؤال الثاني، الذي لم يكن بينه وبين السؤال الأول أي فاصل أو تمهيد، فقد كان: «يا شيخ، حلمت أني أرى وجه زوجتي في الحلم جميلاً لكن فيه شقاً، فماذا يكون هذا الحلم»؟ فيرد الشيخ بمهارة تشبه مهارة لاعب الكرة الشهير ميسي في تسديد الأهداف: «هل طلبت منك زوجتك أخيراً أن تجري عملية تجميل»؟ ولا يجب أن ننتظر حتى نعرف من الزوج إن كان هذا صحيحاً أم لا، لأن الشيخ بدا واثقاً من تفسير الحلم. أما السؤال الثالث فقد كان من زوجة تسأل: «هل كثرة اللوم يطرد المحبة من قلب الزوج يا شيخ»؟ ثم جاء السؤال الرابع الذي قرأه الشيخ من رسالة: «يا شيخ، أنا اتفقت أنا وزوجتي أن أخرج مع أصدقائي مرة واحدة في الأسبوع، لكني أشعر مع هذا بأنها غير راضية، فما العمل»؟ هذا السؤال بالذات أغاظ الشيخ فقال له بلهجته الخليجية: «أنت من صجك»؟ أي، هل أنت صادق؟ يبدو أن الشيخ كان…