آراء

آراء

اغتالوه.. ولم يغتالوا إنسانيته!

الجمعة ٢٤ يوليو ٢٠١٥

«حياة الإنسان لا تُقاس بطول السنين.. بل بعرض الأحداث».. علي الطنطاوي. في فبراير الماضي صدمت أميركا بجريمة «كراهية» جديدة في مدينة تشابل هيل الجامعية في ولاية كارولاينا الشمالية، قُتل على أثرها ثلاثة طلاب مسلمين في ريعان شبابهم، هم: ضياء شادي بركات (23 عاماً)، وزوجته يسر محمد أبوصالحة (21 عاماً)، وشقيقتها رزان محمد أبوصالحة (19 عاماً). كان ضياء طالباً مجتهداً بكلية طب الأسنان في جامعة ولاية نورث كارولينا، مع حبّ جارف للعمل الإنساني التخصصي، إذْ تطوع مع جمعية خيرية لتقديم خدمات طب الأسنان في حالات الطوارئ للأطفال بفلسطين. ضياء بركات لم ينسَ كذلك أطفال سورية اللاجئين، حيث بدأ مع مجموعة من زملائه الطلبة في مشروع إنساني آخر أطلقوا عليه «ليبتسم السوريون في تركيا»، وقد أعد العدة في هذا الصيف للسفر وقيادة الحملة لتقديم خدمات طب الأسنان للأطفال السوريين، وتوزيع فرشاة أسنان ومعجون لكل طفل. كان ذلك حلمه، ولكنْ «ما كل ما يتمنى المرءُ يدركه». صحيح أن ضياء قُتل، ولكن حلمه لم يتم اغتياله، بل نبضت فيه الحياة، فبعد أن كان عبارة عن حملة «محدودة» في الزمان والإمكانات، أصبح اليوم برنامجاً «دائماً»، والهدف: معالجة أسنان 100 ألف طفل سوري لاجئ! حدث ذلك عندما تبنت جمعية «أطباء الأسنان المثاليين» التركية المشروعَ، حيث قال رئيسها مظفر إردوغرال: «قررنا تحقيق حلم ضياء، الذي لم يتحقق…

آراء

نحن تغيرنا .. لم نعد نحن

الجمعة ٢٤ يوليو ٢٠١٥

الأزمات في أي دولة تؤثر ليس فيها فحسب بل في جيرانها ومحيطها والمنطقة والعالم. وإذا كانت دولة واحدة تؤثر في الشكل السياسي والاقتصادي والاجتماعي أيضا في الدول المحيطة، فكيف بمنطقة كاملة مرت وتمر بحروب وانهيار أنظمة وقيام أخرى وتقسيمات وإرهاب. بالطبع لا يمكن أن نقول عن ذلك سوى أنه كثير جدا لإحداث تغييرات بعضها بل كثير منها يحفر في الجذور لا السطح. حربا الخليج الأولى والثانية أثرتا في المجتمعات عوضا عن السياسات. قبل سنوات فقط وقبل الثورات العربية، كان تعاطينا للأمور والمسائل مختلفا عما هو عليه الآن. حتى تواصل الناس، ولا سيما النخب على وسائل التواصل مختلف جدا، حتى بدأت الثورات. وحين بدأت أيضا كان الأكثرية متفاعلين بعاطفة مع الأحداث. لم تكن هناك انقسامات في الرأي بعد. كان هناك نوع من التماهي مع الأحداث والتعاطف مع الشعوب عامة. أيام الثورة المصرية على سبيل المثال، حدثت بعض المفارقات في ميدان الحرية، مفارقات تشير بشكل جلي إلى مرحلة جديدة قادمة، بالأحرى مرحلة انقسامية. وهي بطبيعة الحال مرحلة تتجاوز مصر جغرافيا. واحدة من هذه المفارقات أو المشاهد كانت في التعامل ما بين الثوار في الميدان أنفسهم. أحد الباعة المتجولين الذي سمعت عنه غير مرة كان يبيع الكتب الدينية للإخوان في الصباح، وبعد الظهر يبيع الكتب الثقافية للثوار المثقفين، وفي المساء يتجول بألبومات أغان…

آراء مؤرّخ الكويت الأول ورائد صحافتها

مؤرّخ الكويت الأول ورائد صحافتها

الجمعة ٢٤ يوليو ٢٠١٥

صورة جماعية لمؤسسي وأعضاء النادي الأدبي في عام 1924 بدأت الحركة الأدبية والثقافية في الكويت في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح. ففيه تم تأسيس المدرسة المباركية في عام 1911 والجمعية الخيرية. وفي عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر تم افتتاح المدرسة الأحمدية في عام 1921 وتبعه افتتاح صرحين علمي وأدبي هما المكتبة الأهلية والنادي الأدبي ويعود الفضل في ذلك إلى الادباء والمحسنين من أهل الكويت. وفي ما خص الجمعية الخيرية تحديدا، فقد افتتحت في عام 1913 وضمت كتبا نفيسة كثيرة تبرع بها رجالات البلاد وأثرياؤهم. هذه الكتب صارت لاحقا نواة لتأسيس المكتبة الأهلية في عام 1923 ويرجع الفضل الأكبر في ظهور هذا الكيان الثقافي إلى كثيرين من أهل الأدب والثقافة الكويتيين وعلى رأسهم الشاعران خالد الفرج وصقر الشبيب والمرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي «الجناعي» الذي ترأس المكتبة بنفسه وعين المرحوم سلطان الكليب مديرا لها.  بعد ذلك، وتحديدا في عام 1924، فكر مجموعة من الشباب الكويتي المثقف في تلك الفترة في تأسيس ناد يجمعهم ويكون ملتقى لهم لتبادل الآراء والأفكار فيما بينهم وإلقاء المحاضرات ونشر العلوم النافعة والمعرفة بين الشباب. ويعتبر هذا النادي، الذي أطلق عليه اسم «النادي الأدبي»، هو أول ناد يؤسس في تاريخ الكويت ويعود الفضل في ذلك لصاحب الفكرة المرحوم خالد سليمان العدساني رحمه الله. وقد…

آراء

تساؤلات قانون مكافحة الكراهية

الخميس ٢٣ يوليو ٢٠١٥

قانون مكافحة التمييز والكراهية يعد في رأيي إطاراً لصورة التسامح في الإمارات، وهو ما يدفع للتفاؤل بالتزام الجميع به، ومع هذا فقد كان من المهم قطع الطريق على أفكار التمييز والكراهية التي قد تصل إلينا من الخارج. وأثير تساؤل عمّا إذا كان القانون قد جرّم النقاشات الدينية بنصه على أنه لا يجوز الاحتجاج بحرية الرأي لإتيان أي قول أو عمل من شأنه التحريض على ازدراء الأديان أو تجريحها أو السخرية منها أو الإساءة إلى الكتب السماوية أو دور العبادة أو التطاول على الأنبياء أو الرسل أو زوجاتهم أو آلهم أو صحابتهم أو السخرية منهم أو الإساءة إليهم. وأعتقد أنه ما من قانون يجرّم النقاش ما دام ملتزماً بمعايير البحث العلمي ويقوم على حسن النيّة وبغرض كشف الحقائق، وشتان بين الإساءة وإبداء الرأي، ولو لم يوفق صاحبه. وشتان بين من يحاول محاكاة الآيات القرآنية، ومن يجتهد في البحث حول مضامينها، فيصيب أو يخطئ. وشتان بين من يسبّ الرموز الدينية، ومن يتناول بالدراسة والتحليل مواقفهم وأدوارهم، مع المحافظة على الأدب والاحترام الواجبين لمكانتها. وأثير تساؤل عمّا إذا كان القانون يعاقب من يسيء إلى دين غير سماوي، باعتبار أن القانون نفسه تحدث عن الأديان السماوية. وهنا ينبغي التفريق بين الإساءة إلى دين غير سماوي، وهو عمل لا معنى له أساساً، وبين الإساءة إلى…

آراء

معاذ الخلف .. تجربة تستحق أن نرويها لأطفالنا

الخميس ٢٣ يوليو ٢٠١٥

عانى المبتعث الشاب معاذ الخلف في نهاية عام 2012، مشكلات في الرقبة والظهر بعد أن نشر ورقتين علميتين، وأنهى الاستعدادات لدخول برنامج الدكتوراه. بدأت هذه المشكلات تتطور إلى ضعف عام؛ حيث أصبح لا يستطيع الوقوف أو الجلوس لأكثر من نصف ساعة. عندها أقلع عن البحث والتردد على الجامعة. أخذ الإذن من مشرفه الدراسي في الجامعة؛ للتوقف مؤقتا بحثا عن علاج يوقف تدهور صحته المفاجئ. كانت زوجته بنان تقوم بدور الأب والأم لطفليه، عبد الله وديم في بلد الابتعاث. تقلهما إلى المدرسة وتشتري مستلزمات المنزل. بينما كان معاذ ملازما للفراش لا حول له ولا قوة. زار عدة عيادات ومستشفيات شهيرة في الأعصاب بناء على توصيات مختصين فأجريت له عدة فحوص دقيقة. اكتشفوا أن لديه تصلبا شديدا في العضلات ونشاطا مفرطا في الأعصاب. أخبروه أن العلاج الوحيد هو العلاج الطبيعي، وأن المرض قد يستمر لسنوات. ذهب إلى مراكز علاج طبيعي، لكن لم يستطع القيام بالتمارين. جسده لا يتجاوب. كان معاذ شبه مقعد، لا يستطيع حتى الجلوس أمام طاولة الكمبيوتر؛ لتأدية مستلزماته البحثية والعلمية. عاش وضعا نفسيا صعبا جدا. صحته تتراجع بشكل مرعب وحياته تتهاوى أمامه. كثر في تلك اللحظات الحديث من جانب أقاربه عن العين والحسد. يقول معاذ في حسابه في "تويتر": "كان الفضل لله ثم لتربية الوالد في محافظتي على التوازن…

آراء

المالكي ونصيحة سعود الفيصل

الخميس ٢٣ يوليو ٢٠١٥

بهجومه غير المسبوق على السعودية ومطالبته السمجة بوضعها تحت «الوصاية الدولية»، يكون نوري المالكي نائب الرئيس العراقي قد سدد ضربة قاضية لأي تقارب بين بغداد والرياض في الفترة القادمة، وبعد أن كان سببًا رئيسيًا في تردي العلاقات بين البلدين إبان توليه رئاسة حكومة بلاده، ها هو يختصر سياسة الحكم في العراق في التعاطي مع السعودية ودول الخليج. هذه التصريحات وإن كانت عدوانية ولا تتقاطع مع الدبلوماسية بشيء، فإنها تظهر الوجه الحقيقي للنظام العراقي من جارته الجنوبية. بالطبع لن ينطلي على أحد تمييع مواقف المالكي، كما في تصريحات رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء المنشورة اليوم في «الشرق الأوسط»، والزعم بالحرص على إزالة الشوائب في العلاقات السعودية العراقية وتعزيزها وبقية الكلام النظري المتكرر، فتبريرات مثل «التصريحات شخصية ولا تمثل الموقف الرسمي» غير منطقية وغير مفهومة، فمن تحدث بها نائب رئيس الجمهورية وليس نائبًا في البرلمان. يمكن القول إن طريقة التعاطي الرسمية مع هجوم المالكي الشنيع استهانة لا تغتفر من مؤسسة الحكم العراقية. خلال الفترة السابقة التي تولى فيها العبادي رئاسة الوزراء خلفًا للمالكي، بعث برسائل عدة بأنه عازم على تغيير الشكل الطائفي الذي أضحى هدفًا ساميًا سار عليه سلفه، لذلك غضت دول الجوار العراقي النظر عن استفزازات صادرة من وزراء ومسؤولين عراقيين عدة، طمعًا في المساعدة على إعادة الاستقرار للبلد الذي نجح…

آراء

تجريم خطاب الكراهية والتمييز

الأربعاء ٢٢ يوليو ٢٠١٥

أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة تشريعاً بشأن مكافحة التمييز والكراهية، يقضي بتجريم الإساءة إلى الأديان ومقدساتها والتمييز على أساس الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني، وكذلك التحريض على كراهية الآخر وتكفيره. وقد رتب (المرسوم بقانون 2015/2) عقوبات مغلظة ورادعة للمخالف، جماعات أو أفراداً. ويأتي هذا القانون المتكامل متناسقاً ومكملاً لسلسلة الإجراءات والتدابير التي اتخذتها دولة الإمارات ضمن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تحصين المجتمع وتقوية مناعته وترسيخ التسامح والوحدة الوطنية، وحماية شبابه -وهم أعظم الثروات غير الناضبة، من الوباء السرطاني الخبيث للتطرف والكراهية والتعصب، هذا الوباء الذي انتشر وأصاب وفتك ببعض الشباب العرب وقادهم إلى الهلاك والخراب وخسران الدنيا والآخرة، مما يتطلب علاجات متنوعة ومتكاملة -خليجياً وعربياً ودولياً- ضمن استراتيجيات مشتركة ومتناسقة. تكاد دولة الإمارات تنفرد خليجياً وعربياً ودولياً باستراتيجية ناجحة، واضحة المعالم، لمناهضة فكر التطرف والكراهية والغلو الديني، ومن أبرز معالم هذه الاستراتيجية: 1- دعم الإعلام الإيجابي لقيم الاعتدال والتسامح وقبول الآخر وترشيد السياسة الإعلامية بما يعزز ويعمق المشترك الإنساني والأخلاقي والديني والمذهبي. 2- حظر الترويج لأفكار التطرف والكراهية والإساءة للأديان والمعتقدات عبر أي وسيلة إعلامية، مسموعة أو مقروءة أو مكتوبة. 3- منع دعاة الكراهية ورموز التحريض والفتنة من دخول البلاد. 4- إبعاد رموز ودعاة الكراهية عن قطاع التعليم والتوجيه والتثقيف والمنابر الدينية…

آراء

قانون حضاري في دولة حضارية

الأربعاء ٢٢ يوليو ٢٠١٥

لا نعيش بمعزل عن العالم، بل العالم بمختلف جنسياته يعيش بيننا، والأرقام تؤكد أن الجنسيات المقيمة على أرض الدولة تفوق عدداً الدول المسجلة في الأمم المتحدة، لذا لابد من تطوير وتجديد واستحداث قوانين جديدة تناسب وتواكب كل مرحلة زمنية تمر علينا، وتتناغم مع الأحداث السياسية التي تُحيط بنا حفظاً لمجتمعنا الداخلي، وحفظاً لأمننا وأماننا واستقرارنا، وهو أمر في غاية الضرورة. من هنا جاء مرسوم القانون الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن مكافحة التمييز والكراهية، الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية، عبر مختلف وسائل التعبير وطرقه. هو الوقت المناسب جداً لظهور هذا القانون، فالجميع هُنا مواطنٌ أو مقيم يجب أن يدرك أن هناك سيادة لدولة وطنية، هذه الدولة تضم الجميع، وعلى الجميع الالتزام بالقوانين والأنظمة المنظمة للحياة، وأهم شروط هذا الالتزام احترام الآخر، مهما كان لونه أو جنسه أو دينه، ما دامت الدولة سمحت له بالإقامة هُنا، فعليه احترام القوانين، وعلى الآخرين احترامه، والدولة فقط هي من تطبق القانون على الجميع. القانون الجديد يضع حداً لتجاوزات متوقعة في ظل الظروف الراهنة المحيطة بنا، ويهدف بشكل واضح وقاطع لإغلاق مفاتيح الفتن والأمراض المتفشية في هذا الزمن، التي أدت إلى تدمير دول، وقتل أبرياء، وانتهاك حقوق البشر،…

آراء

قفز ظريف فرحا بنهاية ثورة الخميني

الأربعاء ٢٢ يوليو ٢٠١٥

تخيلوا أن يصدر الديوان الملكي السعودي بيانا يعلن فيه تعديل نظام الحكم وإلغاء العمل بالشريعة الإسلامية وأن يعقد السيد عادل الجبير مؤتمرا صحفيا بعد ذلك ويتحدث فيه وتظهر عليه الفرحة البالغة.. فقط تخيلوا.. في الشرق الأوسط حدث شبيه ولكنه ليس خيالا بل واقع.. جواد ظريف المتفطر سرورا وفرحا باتفاق إيران النووي مع الغرب.. هو نفسه وزير خارجية ثوره مشروعيتها ومشروعها وشعارها منذ ثلاثة عقود هو معاداة الغرب.. ومحاربة الإمبريالية.. وتحرير فلسطين واستعادة القدس.. يا للهول نسي ظريف وطاقمه المفاوض الحديث عن فلسطين والقدس مع أمريكا والغرب.. تماما.. أليس المشروع النووي الإيراني من أجل المسلمين ودعما للقدس؟.. ألم نسمع هذا لسنوات؟.. مؤكد أنه نسيان.. وليس كذب شعارات.. فلم تصل الشعارات الزائفة إلي هذا المستوي في التاريخ.. إيران قائدة الممانعة وشوكة الحلق بالنسبة للغرب انتصرت لكرامتها الثورية، فالاتفاق حدد 24 يوما مهلة قبل البدء بالتفتيش الذي يصدر كأمر من الغرب وليس طلبا.. آه على سنوات ملأ أسماعنا وأبصارنا زيف شعارات ثورة الخميني.. وآه على سنوات أزعجنا فيها مثقفون عرب عن المشروع الإيراني الممانع ونصرة إيران لفلسطين.. الآن اللعب على المكشوف في المنطقة.. إيران تخرب غربا طمعا في نفوذ يفيدها.. وعينها شرقا طمعا في دور جديد عبر أوراسيا.. حيث منطقة الصراع الجديد.. والغرب يريد ارتكازا لمواجهته الاستراتيجية القادمة مع بريكس وشنغهاي.. كنا ننقد…

آراء

تأثير الاتفاق النووي على بنية السلطة في إيران

الأربعاء ٢٢ يوليو ٢٠١٥

الاتفاق النووي مع إيران، مثل إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، يعتبران - في واشنطن تعبيرا عن سياسة جديدة فحواها تشجيع التحول داخل الأنظمة المعادية بدل مقاطعتها أو العمل على إسقاطها. يوم الاثنين الماضي أقر مجلس الأمن الدولي بالإجماع اتفاق فيينا النووي بين إيران والمجموعة السداسية، كما أقره في اليوم نفسه مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وبهذا تبدأ مهلة التسعين يوما السابقة لدخول الاتفاق حيز التنفيذ. منذ إعلان الاتفاق بدا أن العالم يتعامل مع نتائجه كموضوع على أهبة التحقق فعلا. الشروط الكثيرة التي تضمنها الاتفاق لن تغير من حقيقة أن إيران وشركاءها الدوليين قد فتحوا صفحة جديدة، مختلفة بعمق عما كان عليه الحال منذ عام 2006. في داخل إيران، ثمة مؤشرات قوية عن انبعاث جديد للتيار الإصلاحي الذي يتبنى الآن طروحات أكثر ليبرالية مما كان عليه في ظل الرئيس الأسبق محمد خاتمي. برز هذا التيار خلال عهد الرئيس هاشمي رفسنجاني (1989 - 1997) وكان محور خطابه هو الانتقال إلى مرحلة الدولة المدنية. حافظ التيار على وجود معقول في السلطة حتى 2005، لكنه كان على الدوام هدفا لحرب ضروس من جانب تيار المحافظين، الذي اعتبره تهديدا لمكاسب الثورة وقيمها. انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية في 2005 حسم الصراع لصالح المحافظين. لكنه كان أيضا الذروة التي تخفي وراءها المنحدر. فقد تباطأ النمو…

آراء

ننتظر معاقبة المتحرشين

الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠١٥

تضج مواقع النت بالأخبار الملفقة والتشويهات والاتهامات للأمكنة والأشخاص، ولا تتورع هذه المواقع من إطلاق أي تهمة مهما بلغت من الانحدار والتجني. وبسبب هذه التهم والإشاعات غدت كثير من الشخصيات العامة مشوهة في ذهنية الناس، والإشاعة والتشويهات لم تقف عند الشخصيات بل تجاوزتها لتحل بالأماكن والتي شن عليها هجوم وتوزيع تهم حتى غدت تلك الإشاعات ساكنة في ذهنية الناس كحقائق. ولم ننته من تنقية سمعة مدينة جدة مما لحق بها حيث حاولت مجموعات (عبر النت) من إلحاق نعتها بأنها مدينة متفلتة وأن ما يحدث بها لا يحدث في بقعة من العالم، وتطورت التهمة إلى أن وصل الأمر اتهامها بأنها مركز لتصدير الإلحاد، وكانت هجمة مركزة أوشكت على الإتيان بثمارها لولا تصدي محبي هذه المدينة في المنافحة لما يقال عنها ثم تلى ذلك قول حق صدر من بعض العلماء كنفي لما تعرضت له مدينة جدة. ولأن لكل مكان شخصية تميزه عن بقية المواقع والأمكنة المختلفة والمغايرة، اكتسبت مدينة جدة نمطا معيشيا يختص بها، واستطاعت عبر السنوات المتعاقبة خلق ثقافة خاصة بها، ثقافة تهضم القادمين إليها وتشكلهم وفق خاصيتها المكانية، ولأنها مدينة حية منحت ساكنيها صفة الحياة حتى إذا تواجد بها غريب تشكلت نفسيته بتلك الصفة فغدا إنسانا نابضا بالحياة. ومدينة جدة تصاب بـ(الربو) في كل إجازة موسمية إذ تغدو حياتها الاجتماعية…

آراء ما هكذا تورد الإبل يا عبدالله!

ما هكذا تورد الإبل يا عبدالله!

الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠١٥

في كل مرة أقرأ أو أشاهد فيها مشهداً لشاب قام بتفجير نفسه، وقتل عدداً من الأبرياء والضحايا الذين لا ذنب لهم، ولم يكونوا يتوقعون ولو للحظة كيفية موتهم بهذه الطريقة التراجيدية البشعة، أتساءل هل يعقل أن سبب ذلك هو رغبة الجاني في الوصول إلى حور العين؟ هل يعقل أن يقوم شاب صغير لا تزال الحياة تنبض في أوصاله بتفخيخ جسده الطري بعدد من القنابل، تلك القنابل التي لم نكن نعرف يوماً شكلها، وكيفية صناعتها إلا من الأفلام الهوليوودية، أو حتى من مسلسلات الكارتون، ولم تكن حتى لعبتنا المفضلة في وطني، فلم نتلق دروساً في الحرب يوماً، ولم تكن هي عالمنا السري الذي يخبئ واقعنا الذي نأمل به، بل كانت أحلامنا متواضعة جداً، بطيئة أكثر من اللازم، إنني لم أتواجه مرة مع أحدهم وقد فكر يوماً في أن يمتلك كوكباً، أو أن يصنع صاروخاً حربياً، فأحلامنا في وطني لا تتعدى أن تكون ببساطة أرواحنا وأرواح آبائنا، ثمة أشياء تتحرك بداخلنا، الحب الذي نريده ونطمع أن نستزيد منه، القدرة على أن نكون أوصياء على أنفسنا، وأن يمتلئ حسابنا بآلاف الريالات، الزوجة التي تغذي أرواحنا، أن يكون لدينا مكتب صغير نوقع الأوراق مثل النخبة من بعض الموظفين. علينا أن نعترف بأننا لم نكن يوماً نعتقد أنه يمكن لابن الجيران الذي تبقى أمامه الكثير…