آراء
الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠١٥
بعد خلاف على أفضلية المرور أقدم طارق على طعن جورج فمات جورج بعد ساعات متأثرا بجروحه..جريمة قتل مروعة التقطت كل تفاصيلها هواتف المارة في شوارع بيروت. تحولت المشاهد إلى فيديو تداوله الآلاف في لبنان وخارجه وأرفق الفيديو بتعليقات طائفية على وسائل التواصل الاجتماعي استخدمت فيها كل مخزونات الكراهية وما راكمته مشاعر الاحتقان بسبب الأزمة اللبنانية والإقليمية..الحادثة ليست فريدة ولا معزولة للأسف.هناك الكثير من حالات الاحتقان اليومي المماثلة في بلادنا لأسباب طائفية أو مذهبية أو عرقية تصب في النهاية في خانة التحريض ضد الآخر والتي أمنت لها ساحات مواقع التواصل الاجتماعي منصات مفتوحة أطلقت العنان لمشاعر العنصرية والكراهية حتى باتت من عاديات التخاطب على السوشيال ميديا. في الأسبوع الماضي أثار المقرر الأممي الخاص للأمم المتحدة المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية في تقرير له مخاوف جدية من تطور تلك الأنماط العنصرية بسبب التقدم التقني الذي يسهل انتشار الشعور المعادي للغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تعد مظاهر العنصرية وكراهية الأجانب والأقليات شائعة في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي..التقرير حفل بأمثلة كثيرة من أوروبا ودقّ ناقوس الخطر لجهة استخدام التكنولوجيات الحديثة بصورة أدوات لنشر الأفكار العنصرية وتوسيع شبكة المؤيدين لتلك الآراء في ظل الحماية التي توفرها هذه المنصات لهوية من ينشرونها.. طبعا لا نحتاج إلى دراسات في المنطقة العربية لنتحقق من كم العنصرية…
آراء
الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠١٥
رغم أنف أعداء الفرح، مرت أيام عيد الفطر المبارك على دولة الإمارات العربية المتحدة بفرح وأمن وأمان، كما اعتاد أهل الإمارات أن يحتفلوا بأعيادهم ومناسباتهم السعيدة، غير آبهين بتهديدات أعداء الفرح، وصانعي الرعب ومصدريه إلى قلوب البشر. حاول المرجفون أن يرسلوا رسائل تبث الرعب والخوف في نفوس أهل الإمارات الطيبين الآمنين المطمأنين في ظل قيادتهم الرشيدة وحكومتهم القوية، وفي نفوس المقيمين على أرضها الطيبة الآمنة، كي يمنعوهم من الاحتفال بعيد فطرهم الذي شرع الله لهم فيه الفرح والبهجة، فخاب مسعاهم ورد الله كيدهم في نحورهم. أوجع المتطرفين والإرهابيين موقف الإمارات المبدئي والحازم من التطرف والإرهاب، فانطلقت كلابهم المسعورة تهدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتوعد بالانتقام لاقتصاص عدالة قضاء الإمارات من إرهابية حاولت تهديد أمن الإمارات وزعزعة استقرارها في يوم وطني مجيد، له ما له في نفوس أهل الإمارات والعرب جميعاً، وظن الإرهابيون أن أهل الإمارات والمقيمين على أرضها سيفزعون ويلزمون بيوتهم في يوم العيد الذي أمرهم الله أن يحتفلوا فيه بفطرهم وانقضاء شهر صيامهم، فخاب ظنهم، وخرج الناس للاحتفال، وامتلأت بهم المراكز التجارية والأسواق وأماكن الترفيه. لم تحرك تهديدات الإرهابيين المسعورين شعرة واحدة في أهل الإمارات والمقيمين على أرضها، بل الذي تحرك هو حقد الإرهابيين الذين أوجعتهم ضربة رجال أمن الإمارات الذين كشفوا حقيقة شبحهم الذي ضللوه وجندوه لزعزعة أمن…
آراء
الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠١٥
السير كريستوفر ميير السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة وألمانيا، والزميل البارز لمعهد الخدمات الملكية المتحدة، نشر مقالاً في الزميلة صحيفة «الغارديان» اللندنية تحت عنوان «الفوضى في الشرق الأوسط تعني أن وقت التحالف مع إيران قد حان»، ملخصه أنه طالما لم تعد هناك قدرة على إسقاط نظام بشار الأسد بسبب الدعم الروسي الإيراني، وفي أعقاب ظهور تنظيم داعش المفاجئ واستقطابه للمقاتلين الغربيين، فـ«شئنا أم أبينا، نحن في تحالف على أرض الواقع ضد (داعش) وإلى جانب الأسد، وإيران، العدو العتيد لحليفتنا المملكة العربية السعودية»، ثم يتوصل سعادة السفير إلى نتيجة حتمية يطالب بها بلاده والغرب بإيقاف كل الأعمال العسكرية ضد «داعش»، وهذا هو المذهل، عبر «ترك المنطقة تحل مشكلاتها بنفسها»، ثم يختم مقاله بهذه العبارة: «إذا تمكن تنظيم داعش من التوسع في الشرق الأوسط، ألن يؤدي هذا حتمًا إلى استنتاج أن إيران يجب أن تكون حليفنا الاستراتيجي في المنطقة خلال القرن الواحد والعشرين؟». ثلاث نقاط رئيسية تغفلها هذه التحليلات غير الواقعية عن فك التحالف الغربي السعودي وتوجيهه نحو إيران، التي أصبحت عقيدتها السياسية مقبولة فجأة لدى الدول الغربية، أولها أن الغرب جرب التحالف مع السعودية ودول الخليج لستة عقود ويستطيع أي مراقب تأكيد أن هذا التحالف كان عاقلاً ولم يتسبب بأي أزمات إقليمية أو عالمية. وثانيها أن الإرهاب السني، كما يسميه…
آراء
الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠١٥
لا يتفق عربيان بشأن وصول الإيرانيين مع المجتمع الدولي إلى اتفاق بشأن النووي. وعندما أقول إنه لا يتفق عربيان، فلا أقصد بذلك أحباب إيران وخصومها، بل أقصد الخصوم على وجه الخصوص، الذين ينقسمون إلى ثلاثة آراء. الأول، وهو الأكثر، يصرّح بعدم الاهتمام وكأنّ الأمر سيّان، وإن خالطت لا مبالاته بعض وجوه الإعجاب بإيران التي وصلت إلى منزلة إسرائيل في أن الغرب يظلُّ حريصاً على استرضائها، ولو حاولت إنتاج سلاح نووي يهدد إسرائيل! أما الرأي الثاني فيرى أنّ إيران انتصرت بسبب دعم الروس والصينيين وتخاذُل إدارة أوباما. ويستدلون على ذلك بأنّ أقرب حلفاء أميركا بالمنطقة (إسرائيل) هي الأشدّ انزعاجاً من الاتفاق، والأشدّ خوفاً من عواقبه عليها، لأنه سلّم بوضع إيران على «عتبة النووي». فالاتفاق مع إيران على شأن مهم وخطير كهذا يعني إمكان الاتفاق سراً على أُمور أُخرى ضمنها التخريب في البلاد العربية. وهذا يعني تقدماً لإيران في العراق وسوريا. وقد تُعطى وظيفة مثل التي كانت لحافظ الأسد. فبحجة مقاتلة إسرائيل وأميركا سيسارع إلى إيران المعارضون العرب، اليساريون والقوميون والإسلاميون، وتصبح وظيفتها احتضانهم، وإعادة استخدامهم ضد بلدانهم بحجة مكافحة الرجعية أو التخاذل أمام أميركا وإسرائيل! وفي نظر هؤلاء، فإنّ الأموال الهائلة التي ستستعيدها إيران، ستصبُّ في خانة التخريب والابتزاز من جهة، وفي خانة إغراء الغرب من جهة ثانية، والذي ستستميت شركاته…
آراء
الأحد ١٩ يوليو ٢٠١٥
العام الماضي، وفي مثل هذه المناسبة السعيدة كتبت مقالي بعنوان: من "المعنى السياسي للعيد"، الذي لخص فيه الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي، الملقب بـ(معجزة الأدب العربي) بعض مشاعره عن العيد.. هذه المرة سأتوقف عند مقالة أخرى لأديبنا نفسه، عن المناسبة ذاتها، عنوانها (اجتلاء العيد). قال فيها: "جاء يوم العيد، يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم.. زمن قصير ظريف ضاحك، تفرضه الأديان على الناس؛ ليكون لهم بين الحين والحين يوم طبيعي في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها.. يوم السلام، والبشر، والضحك، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير.. يوم الثياب الجديدة على الكل؛ إشعارا لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم.. يوم الزينة التي لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعا في يوم حب.. يوم العيد؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه.. يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة.. ذلك اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز، وإلى داره نظرة تدرك الجمال، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة.. ومن كل هذه النظرات تستوي له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم؛ فتبتهج نفسه بالعالم والحياة.. وما أسماها نظرة تكشف للإنسان أن الكل جماله في الكل".…
آراء
الأحد ١٩ يوليو ٢٠١٥
بعد لحظات من توقيع الاتفاق النووي بين الدول 5+1 وإيران يوم الثلثاء الماضي انفجر جدل واسع، حاد أحياناً، داخل الولايات المتحدة بين مؤيد ومعارض. وبات من الواضح أن إدارة أوباما كانت تتوقع أن الاتفاق، بالصيغة التي انتهى إليها، سيكون موضوعاً لجدل حاد سينقسم الرأي العام إزاءه في شكل قد يؤثر سلباً في مآله في الكونغرس. لذلك، سارع الرئيس باراك أوباما إلى استباق الحدث بأن أعطى أولاً حديثاً مطولاً لصحيفة الـ «نيويورك تايمز» المؤيدة في اليوم نفسه، وبعد ساعات من إعلان الاتفاق. ثم في اليوم التالي، عقد مؤتمراً صحافياً طويلاً لتقديم مرافعة مفصلة عن الاتفاق كإنجاز كبير لمصلحة الأمن القومي الأميركي. وكان من الواضح في حملة الرئيس الإعلامية أن جانب الإنجاز الذي يشير إليه يتمحور حول مسألة واحدة، وهي أن الاتفاق يمنع إيران من إمكان امتلاك سلاح نووي. لم يفاجأ الرئيس ولا إدارته بكمّ الانتقادات التي وجهت للاتفاق، ولا للاستراتيجية التفاوضية التي اعتمدها، وبالتالي لأداء فريقه التفاوضي، منذ اللحظات الأولى التي أعقبت إعلان الاتفاق. لكن يبدو أن الرئيس فوجئ بحدة المعارضة أحياناً لما يعتبره هو إنجازاً ديبلوماسياً. وبرز ذلك في المواجهة التي حصلت في المؤتمر الصحافي بينه وبين مندوب محطة CBS الشهيرة ميجور غاريت، إذ اتهم غاريت الرئيس بأنه يحتفل بالاتفاق هنا في واشنطن غير آبه بمصير أربعة صحافيين أميركيين في…
آراء
الأحد ١٩ يوليو ٢٠١٥
من يتتبع خطوات ومراحل الاتفاق النووي الأميركي الإيراني، وبعد مرور ما يزيد عن عقد من الزمن، حصل الاتفاق "غير النهائي" فهو لا يحسم كل شيء، عنوان الاتفاق والترويج له أنه إيجابي من خلال تأخير الحصول على "قنبلة نووية" خلال أشهر إلى عام كامل فهي كانت تملك "القدرة" خلال شهرين إلى ثلاثة ولكن تم تأخيرة إلى سنة كما أعلن، ويهدف الاتفاق إلى الحد من النشاط النووي لمدة 10 سنوات، تضمن أيضا خفض اليورانيوم بنسبة 98% وهو مخصب، خفض أجهزة الطرد إلى الثلث، عدم بناء أي مفاعل لإنتاج الماء الثقيل لمدة 15 سنة، نقل المخصب إلى خارج إيران، الخضوع للإشراف الدولي المستمر ومنها المواقع العسكرية، ولا ننسى أن العلاقات بين البلدين مقطوعة منذ عام 1980 ميلادية بعد حادثة السفارة الشهيرة، هذا الالتزام الإيراني وذكرت أبرز ما فيه والتفاصيل واسعة جدا، وخرج الرئيس الأميركي والحزب الديمقراطي "يصفق" لهذا الاتفاق، وكأنه نزع فتيل "الرغبة" الإيرانية بعد صناعة الأسلحة النووية، رغم أن الاتفاق لم يتضمن مطلقا التصنيع "المطلق والنهائي" للأسلحة النووية فهي اتفاقات "مؤقتة" لا حاسمة حتى بعد مرور سنوات ستعود إيران، وهي إن كانت صادقة كنوايا والتزام بالاتفاق وما أعلن، ولا ننسى أن ويندي شيرمان وهي وكيلة وزير الخارجية الأميركية وكبير المفاوضين وهي يهودية قالت نصاً "نعرف أن الخداع جزء من جينات الإيرانيين" ومع…
آراء
الأحد ١٩ يوليو ٢٠١٥
كانت جدتي رحمها الله تردد ( عسى من صنع لنا التلفون بالجنة ) وكنا نردد آمين ونحن نهمس لبعضنا ما أجمل دعاء الكبار كل شيء يفرحهم يربطونه بالجنة ولم نخبرها يوماً أن من أخترع الهاتف غير مسلم لأنه كان مصدر فرح لها تسمع من خلاله أصوات أبنائها وأحفادها تعرف أخبارهم وتطمئن عليهم وهم كذلك . كنا نعيش مع الهاتف قصص جميلة لا تعدو كونها راحة لنفس رغم ماتحمله لنا أحياناً من خبر وفاة قريب او حبيب ولكن كان ( التلفون ) هو قناة وصل الأحباب بداية من الكبائن إلى جوال إريكسون وموتوريلا . تلاشى الصوت تدريجياً وتحول إلى رسائل نصية تختصر الحديث والوقت والنقود كذلك . كان صوت الرسالة او ضوء شاشة الجوال عندما يخبر عن ( رسالة جديدة ) بمثابة فرح أيضاً إلا تلك الرسالة التي تخبرنا عن صدور الفاتورة .! كتبنا المعايدات والتعزية وحتى الحب والعتب وتخلينا عن الصوت بالتدريج حتى وصلنا إلى شبكات ( التناحر ) الإجتماعي التي قطعت كل لسان واشغلت الأصابع بالكتابة . سهلت علينا النسخ واللصق والرسائل الجماعية تكونت مجموعات تحمل أسم البيت الكبير ، المدرسة ، الجيران ، صديقات العمر وغيرها ولكنها مجموعات تحتوي على أرقام وحروف خالية من أي مشاعر . وصلنا للفيس بوك وتويتر والباث وغيرهم الكثير مما أجهل وتفرقت الشعوب…
أخبار
السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥
من البشر أناس ميزهم الله بسمة الديمومة، تحسبهم باقين، مثل السحاب، والنجوم، والأوتاد، شاهدتهم أم لم تشاهدهم، فهم هناك مطمئنًا أنك إن رفعت بصرك فسوف ترى السحابة العابرة تمر فوقك، والنجم البارق يضيء سماءك، والجبل الشامخ يفترش مدى نظرك، هكذا كنتَ أنت، أما أنا، فقد ركنت عليك، اطمأننت بك، حسبت أنك باقٍ لتجيب عن أسئلتي، لتنير بصيرتي، ولتنصت إلى مقولتي، هذا ما أردت، لكن الله سبحانه وتعالى أرادك في عليين بإذنه ورحمته. على مائدة الإفطار بلغني الخبر الجلل، فصعقت، وأرتج عليّ، فخرجت من فمي كلمة لأ، صرخة دوت منطلقة من أعماقي، انهمر الدمع يلسع خديَّ. وإلى اليوم عندما أنظر إلى السحابة، أراها تعبر السماء بتؤدة، والنجم ما زال يتلألأ في الليل، وجبال السراة تغطي الأفق عني، كلها باقية على ما خلقها الله لأجله، أجدني بتلقائية أجول بنظري من حولي باحثًا عن طلعتك البهية، تلك التي حسبت أنها دائمة لي، فينكسر النظر في مقلتي، وتنحبس العبرات خلف جفوني، وأشهق، لأن غيبتك عني هي التي ستدوم، ولن يبقى إلا وجه الله الحي القيوم. ما يعزيني في غيابك عني، هو أن الله، سبحانه وتعالى، قد وهبك ما هو أغلى من دوام السحاب، والنجوم، والجبال، وهبك الأثمن والأبقى، وهو محبة الملايين من البشر الذين عرفوك والذين لا يعرفونك لكنهم يشاركونني حزني، يحبسون عبراتهم لفقدك…
آراء
السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥
توفر لنا لحظة التفكير في وفاة عمر الشريف فسحة للنوستالجيا، وما من شك أن من رثاه بتدوينة على موقع «فيسبوك» أو أي وسيلة أخرى قد لا يكون منجذباً للشهرة التي أحاطت به ولا لوسامته الأخاذة فحسب، بل إن استذكار الشريف وبتأثير اللحظة الراهنة فقط يبدو حنيناً مكتوماً لتلك الأزمان التي خلدتها أفلامه، وصورة احتجاج آخر لواقع راهن بلغ مداه في الوطأة الثقيلة. هكذا، وجدت نفسي وأنا أستعيد تاريخ عمر الشريف الفني متوقفاً أمام ثلاثة أفلام هي من أفضل ما شاهدت له مطبوعة في الذاكرة: "بداية ونهاية" للمخرج الراحل صلاح أبوسيف والمأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ بنفس الاسم، "لورانس العرب" المأخوذ عن مذكرات واحد من أبرع الضباط الإنجليز في ذروة التوسع الاستعماري لبريطانيا، توماس إدوارد لورنس عن الثورة العربية، وأخيراً "دكتور جيفاغو" المأخوذ عن رواية للروائي الروسي بوريس باسترناك وكلا الفيلمين من إخراج الانجليزي ديفيد لين، واحد من أفضل مخرجي السينما العالمية. لا تكف المفارقات عن الظهور في كل لحظة استدعاء لمشهد أو آخر من تلك الأفلام. فمشاهد فيلم «لورنس العرب» والمسيرة الطويلة نحو دمشق ودخول الجيش العربي لها، وتتويج الملك فيصل ملكاً على سوريا، ستعيدنا وبشيء من القسوة إلى واقع راهن تبدو سوريا فيه برسم التقسيم إلى دويلات طائفية. سيستوقفنا بالتأكيد ذلك الحوار الملهم في الفيلم بين لورنس والجنرال اللنبي…
آراء
السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥
استخدم الجهاز الإيراني المفاوض في عدد من العواصم الأوروبية كل الحيل من أجل تحقيق هدفين؛ الأول، الوصول إلى اتفاق مع الدول الخمس المفاوضة، على اختلاف أهدافها الوطنية من المفاوضات، قبل انحسار الولاية الأوبامية، فأخرج كل ما في جعبته من جزرٍ وعُصي. والثاني، توجه لاسترضاء القوى المتشددة الداخلية، التي إما لأسباب سياسية أو خاصة، كانت ترغب في تعويق الفريق المفاوض. كان على رأس الاستخدام الاسترضائي، صورة المجموعة المفاوضة في فيينا، وهي تبكي بحرقة (قد تكون ظاهرية) في إحدى المناسبات الدينية التي مرت في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان. وفي الأيام القليلة الحاسمة نفسها صعدت طهران من لهجتها وعلى لسان المرشد نفسه في الاستعداد لتصعيد الصراع، ربما من أجل دفع الاتفاق إلى نهايته. نحن نعلم الآن أن المفاوضات الماراثونية تركزت على ملف واحد هو (القدرات النووية الإيرانية) ولم تتطرق إلى أي من الملفات الأخرى، وهي الأهم بالنسبة للجانب العربي، ومجملها التدخل السافر في الشؤون العربية من طرف إيران! الآن، السؤال الأهم والأكثر جذرية: هل سوف تذهب إيران، بعد هذا الاتفاق، إلى طريق السلم والتصالح، والانخراط في المسيرة العالمية للحفاظ على الأمن والتعاون في الإقليم وفي العالم، والتخفيف من الضغوط الداخلية على المكونات الإيرانية لتصبح (مجتمعًا عاديًا ومسالمًا) منخرطًا في مسيرة الحضارة، كما تراهن بعض الأوساط في الإدارة الأميركية والأوروبية، وبالتالي حدوث…
آراء
السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥
يزداد حب وتعلق الأطفال والمراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي، فيتم تباهي البعض بعدد المتابعين والأصدقاء الوهميين على هذه المواقع «فالجديد حبه شديد». الصديق الوهمي لا يكتفي بإلقاء التحية وإرسال المقاطع التصويرية والصور المعبرة وحسب، ولكن يقوم بطلب الصور لتكون عملية الابتزاز الإلكتروني أكثر سهولة. يبدأ أحد الأصدقاء الوهميين بصف العبارات المتناغمة على ضحيته: «الحياة لا تساوي شيئاً بدونك، لم لا تبعث لي بعضاً من صورك فلقد أصبح وجودك في حياتي وطناً». الإنترنت سلاح ذو حدين فهو من جهة يساهم في تطوير وصقل مهارات وأفكار الأطفال والمراهقين، ويتيح لهم التواصل الفعال مع الأصدقاء الجدد في شتى أصقاع الأرض، ويعتبر مصدراً غنياً للحصول على المعلومات، وأداة تعليمية محفزة ومسلية. ولكن لا ننسى أن الأبناء يستطيعون الولوج إلى العالم الافتراضي الواسع الذي قد يغرقون في سلبياته إذا لم يتم إعدادهم وتحصينهم من أضراره. الشبكات الاجتماعية على الانترنت تُعَد نافذة مفتوحة للغرباء، حيث يتم استدراج المستخدمين وتهيئتهم لأغراض الاستغلال أو نشر ملفات تظهر استغلالا جنسيا واعتداء على أطفال أبرياء. ما زلت أتذكر مخاوف بعض الأسر التي كانت تنحصر في مشاهدة الأطفال الأفلام وإمكانية عرض اللقطات الإباحية التي قد تؤثر على نموهم الطبيعي في السنوات التي مضت، والآن مع التقدم التكنولوجي أصبح بث الأفكار السلبية والصور الإباحية التي لا تنسجم مع عاداتنا وموروثاتنا الاجتماعية وقيمنا الحضارية…