آراء

آراء

الاتفاق الإيراني الغربي ونحن (2 – 2)

الجمعة ١٧ يوليو ٢٠١٥

لماذا نقف ضد الاتفاق الغربي على برنامج إيران النووي؟ العلة في التفاصيل، أما من حيث المبدأ فنحن جميعًا مع أي اتفاق ينهي المواجهات بكل أشكالها، وينهي العقوبات على إيران. هذا الهدف لو تم فعلاً سيخدم الشعب الإيراني الذي يعاني منذ ثلاثة عقود، وكذلك يصب في صالح الشعوب العربية، لأنه ينهي دهرًا من المواجهات التي أنهكتنا جميعًا. لو كان اتفاقا جيدًا لكنا والإيرانيون جيرانًا سعداء لكنه ليس كذلك. كما صورت المعضلة أمس، إيران الوحش المربوط إلى شجرة، والآن يطلق حرًا في منطقتنا. هذا سيعني أننا على عتبة عهد دامٍ جديد، ولن ترضينا فيه الوعود الشفهية من واشنطن، ولا تطمئننا التأكيدات الإيرانية، وليس على دول المنطقة سوى خيار واحد، أن تضع في حسبانها أسوأ الاحتمالات للأيام المقبلة. ورب ضارة نافعة. فقد يكون خروج الغرب من معادلة الصراع مع نظام إيران حافزًا جيدًا لنا لإعادة النظر في قواعد المواجهة وترتيب الأوضاع المختلفة. فالتحديات كبيرة، اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية، وجميعها مترابطة. ومن دون اقتصاد حيوي، رغم ظروف سوق البترول السيئة، لن يمكن تعزيز الجبهات الأخرى. ومع الفراغ الكبير الذي يخلفه التراجع الغربي عن مواجهة إيران لا بد من مراجعة القدرات العسكرية، وتقييمها وفق الواقع الجديد. قبل الاتفاق، كان هناك تعاون دولي دام نحو ثلاثين عامًا، في مياه الخليج قبالة إيران، والممرات البحرية، وحظر على…

آراء

رؤية سعود الفيصل للقضايا العربية والإسلامية

الجمعة ١٧ يوليو ٢٠١٥

أذكر أنّ المرة الأُولى التي سمعتُ فيها جديدًا بشأن «القاعدة» والأصولية، كانت من الأمير الراحل سعود الفيصل عام 2006. ففي حديثٍ إلى صحيفة «نيويورك تايمز» آنذاك، قال الفيصل: إنّ «القاعدة» وما يظهر الآن بالعراق، ليست تنظيمات إرهابية عادية. بل إنّ هؤلاء يعتقدون الخلافة العالمية. ولذا فإنّ إرهابهم سيقوى ويتضاعف وفي الحالتين: حالة تعرضهم لضرباتٍ شديدة تُضعفُهُم فيزدادون حقدًا، وحالة استقوائهم نتيجة عدم الاجتماع على مكافحتهم؛ إذ عندها سيزدادون شراسة لدُنُوِّ تحقُّق هدفهم فيما يعتقدون: إقامة دولة الخلافة! وقد جادلتُهُ عندما لقيتُهُ عام 2007 خلال اشتباك الجيش اللبناني مع تنظيم «فتح الإسلام» بمخيم نهر البارد بشمال لبنان. قلت: هذه سلفياتٌ جديدة منقلبة على التقليد السلفي. وقد تطمح لإقامة دولة إسلامية مثل الإخوان، لكنهم يعتبرونها دولة الكتاب والسنة وليس الخلافة. ثم إنّ السلفيين سواء أكانوا قُدامى أو جُدُدًا لا يعتبرون «الإمامة» ركنًا من أركان الدين! وقال: أنت تقرأ وتتابع الموضوع أكثر مني، لكنْ رغم ذلك فإنّ رؤيتك ما تزال تقليدية، اعتمادًا على أنّ الملك عبد العزيز رحمه الله ما أراد أن يأخذ الخلافة بعد سقوط بني عثمان، وأنه آثر إقامة دولة الكتاب والسنة. لكنّ هذا الزمن مضى وانقضى؛ وليس منذ حرب العراق أو الحرب على العراق، بل منذ التشارُك بين عبد الله عزام وأسامة بن لادن، ثم مُبايعة الملا عمر أمير طالبان…

آراء

اتفاق النووي الإيراني

الجمعة ١٧ يوليو ٢٠١٥

بدأت الأزمة الاقتصادية في إيران مع بداية الحظر الدولي، استفادت إيران في البدايات من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والكساء والصناعات المختلفة. أسهمت تلك الفترة في تعويد الشعب على الاعتماد على الذات، كما أنتجت كثيرا من المشاريع الداخلية التي حققت نجاحات لم تكن لتحققها لو كانت السوق مفتوحة. كان لا بد أن تتطور احتياجات الدولة مع توسعها في دعم الميليشيات ودخولها في ثلاث حروب ينفذها عملاؤها بالوكالة في سورية والعراق واليمن، مع محاولة الإبقاء على تفوق عميلها في لبنان عسكريا على مختلف فئات الدولة اللبنانية، إضافة إلى دعم الخارجين على سلطة الدولة في الخليج، خصوصا السعودية. كل هذا تطلب أن يضغط المواطن الإيراني على نفسه ويخفض نفقاته ليعيش على الفتات الذي تبقيه الدولة للصرف على احتياجاته. وصل الفقر حدا لم يكن هناك بدٌ من التعامل معه، خصوصا أن الشعب بدأ يتململ، بعد أن انكشفت عمليات السيطرة "الملالية" على المشهدين السياسي والاقتصادي عندما تم تزوير الانتخابات لإبعاد أي عنصر يمكن أن يقلل من أثر "الملالي" وأهميتهم في تحديد قرارات الدولة ومصيرها. الحلول لم تكن كثيرة؛ لكن أهمها كان التوجه لاستثمار الأموال وتشغيلها في دول مجاورة أسواقها مفتوحة وبعيدة عن الحظر الدولي. أصبحت أموال البترول الذي يباع تعود إلى إيران على شكل منتجات كانت محظورة من خلال تلك المؤسسات المالية، ومن…

آراء

على الخليج التحرك مع «الكونجرس»

الجمعة ١٧ يوليو ٢٠١٥

بعد عامين من المفاوضات، و18 يوما هي الاجتماع الأخير، تم الاتفاق النووي بين إيران ودول الغرب. نشرت عشرات الصفحات المتعلقة بالبنود ورفع العقوبات، إلا أن أبرز وأقرب نتائج ذلك هو إطلاق سراح الأموال الإيرانية المجمدة التي تصل إلى 150 مليار دولار مطلع 2016، بحسب المحللين. إذن أصبح الأمر واقعا. إلا أن بعض البنود يحتاج إلى تفسير دقيق حول آلية التنفيذ، فلا شيء مختلف كثيرا عن الإطار الذي أعلن عنه في نيسان (أبريل). وهي عشرة أعوام تخفض فيها إيران أو تتوقف عن بعض تفاصيل مشروعها النووي دون تفكيك البنية التحتية، وما سواها من البنود. لم توضح البنود على الأقل شيئا مفصلا حول إمكانية دعم إيران للإرهاب، هو الأمر الذي كانت ترفض إيران التدخل فيه باستماتة. لذا فعلى الإدارة الأمريكية توضيح خططها لمواجهة ذلك حال حدوث ما يخل بالأمن في المنطقة، دون أن تضيع هذه الخطط في مفاوضات قادمة قد تطول مرة أخرى في دوامة جديدة. المهمة ليست سهلة وبدائلها معقدة، نعم. ولربما كانت أمريكا تنظر إلى الأمر من زاوية واحدة وهي رفع العقوبات والمشروع النووي وإحداث تغيير، دون إعطاء أهمية كبرى إلى ما وراء ذلك من خطط لاحتواء الأزمات والمزيد من الأخطار التي قد تندلع في المنطقة، بوصفها تبعات. قد لا يكون هناك بالفعل خيارات بديلة أمام أمريكا، ولا يمكن الإبقاء…

آراء

الاتفاق الإيراني الغربي ونحن (1 – 2)

الخميس ١٦ يوليو ٢٠١٥

النظام الإيراني مثل الوحش المربوط إلى شجرة، أخيرًا فك عقاله بناء على حسن النوايا، لماذا وما الذي يمكننا فعله. الاتفاق الذي تم توقيعه يتخلى عن مطلب إنهاء المشروع النووي وينهي الحصار العسكري الاقتصادي. والاتفاق يترك لإيران بنيتها النووية ويرفع العقوبات عنها، ويعيد لها أكثر من مائة مليار دولار من أموالها المجمدة. أتخيل الابتسامة العريضة على وجوه القادة الإيرانيين غير مصدقين، إنها هدية من السماء، تقريبًا بلا مقابل. حتى الشروط الأخيرة التي فرضوها ما كانوا مضطرين لها، كانت مجرد ضغط إضافي على الإدارة الأميركية لتحفيزها على التسريع، برفض تفتيش المواقع العسكرية ومنع التحقيق مع العلماء الإيرانيين. كلها كانت مسرحية هزلية بدأت في لحظة خوف في طهران من انهيار النظام نتيجة العقوبات والإفلاس والضغوط الداخلية، حتى إن معظم طائرات الأسطول الجوي المدني الإيراني لم يعد صالحًا للطيران نتيجة نقص الصيانة وقطع الغيار، وكل شيء في طهران صار متآكلاً. ويقول لي أحد المتابعين لتفاصيل الوضع في إيران، إن الحكومة الإيرانية كانت مستعدة لأي صفقة مع الولايات المتحدة وبأي ثمن، المهم كان إنهاء العقوبات، خاصة بعد منع إيران من تداول الدولار في صفقاتها وكان المسمار الأخير في سلسلة عقوبات قاتلة. ويمكننا أن نتخيل الحوار داخل طهران كيف يمكن إقناع الأميركيين بأنها صفقة تاريخية بشروط. ولم ترتكب إدارة الرئيس باراك أوباما خطأ عندما قبلت بالعرض…

آراء

ما لا تعرفونه عن شرطة دبي!

الخميس ١٦ يوليو ٢٠١٥

«الإنسان قبل المكان» – محمد بن راشد آل مكتوم يرتبط اسم «شرطة دبي» بالكثير من الأحداث، فمن منا ينسى حادثة «اغتيال المبحوح»، وكشف مرتكبيها خلال سويعات، وكذلك سرقة «مركز وافي»، تلك القضية التي تم تحويلها إلى فيلم وثائقي عرض في دور السينما، أما عن الطموح فلا تسأل، لأنها تطمح إلى حفظ الأرواح، من خلال الوصول إلى نسبة 0% من الوفيات في حوادث الطرق عام 2021. وللعلم فإن شرطة دبي تقدم خبراتها إلى الجميع، يكفي أن نعلم أنها قدمت أكثر من 20 ألف ساعة تدريبية واستشارة إلى نحو 150 جهة خارجية في العامين الماضيين، ناهيك عن رعايتها مبادرات «إنسانية» قد لا يعلمها الكثير، منها: • شرطة دبي تكفل 156 يتيماً من أبناء موظفيها (الذين توفاهم الله)، وتقدم إليهم رعاية خاصة في مجالي التعليم والصحة، وتوفر لهم كل مستلزمات الحياة، بل تمنحهم الأولوية في التعيين، حال توافر الشروط. • ومن الأرقام الطريفة لشرطة دبي، أنها عندما تأسست قبل 60 عاماً، كانت نسبة غير المتعلمين فيها 99%، أما اليوم فنسبة المتعلمين تجاوزت 99%، وبلغ عدد الموظفين من حملة الماجستير والدكتوراه 822 موظفاً، بالإضافة إلى اهتمامها المبكر بتعليم الكبار والصغار (معهد، وحضانة)، وقد لا يعلم البعض أن العميد الدكتور علي سنجل مقدم برنامج «فيتامين»، هو أحد خريجي حضانة شرطة دبي. • 61 من ذوي…

آراء

وماذا بعد رمضان ؟

الخميس ١٦ يوليو ٢٠١٥

أيام قليلة وينتهي رمضان ونقول مثلما تعودنا في السنوات السابقة أسرع رمضان مر علينا .! بماذا خرجنا منه وماذا قدمنا له وماذا أعطانا وعلمنا ..؟ رمضان شهر كامل من الدروس اليومية والحصص التي حاول أن يمتعنا بها ويمارس فيها كل أساليب الجذب حتى نفهم من هو ولماذا وجد . حاول أن يقول لنا أنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، حاول أن يكسر شهوتنا ويخضعنا لقانون الموازنة لنتعلم أن إشباع الحاجات بالكامل هي عبودية للجسد ونسيان لروح وحاول أن نستشعر حجم النعمة التي نعيشها عندما نجتمع على السفرة وكل ما تشتهي أنفسنا يوجد عليها وغيرنا طبق واحد به نصف ما نضع يكون له قوت يوم كامل وربما أيام ..! مابين مسلسلات وحكايات ومابين اجتماعات ليلية لشباب ومنافسة على الإفطار في فندق راقي او حتى الخروج بعد التاسعة لمقاهي وأسواق مزدحمة بكل شيء إلا رمضان ضاع منا شهر كان من المفترض أن نعيش به ولادة عمر لأيام جديدة لنامع الله . هو لا يحتاجنا بل نحن من يجب أن نبحث عنه ونتمسك به من أول شعاع نور إلى أخر أنفاس الشمس ومن ليالي التراويح إلى نسمات التهجد . اشتغلنا عنه بغيره فمضى حزيناً يقول لعلي في عام قادم أجدهم أجمل ولكن للأسف مازلنا نغوص في مستنقع البعد عنه وكسر هيبة…

آراء

«أطلقها يا شيخ..!»

الخميس ١٦ يوليو ٢٠١٥

في أحد برامج الفتوى، التي تعرض في أوقات العصاري، فاجأ أحد المتصلين الشيخ الذي كان يتلقى الأسئلة ليجيب عنها بسؤال غريب لا يخلو من طرافة.. انفجر المشاهدون ضحكاً بطبيعة الحال وبطبيعة الفطرة؛ إلا أن شيخنا الفاضل تصنع «الكحة» بدلاً من أن يضحك.. لا أعرف لِمَ كتمها؟ هل كانت ستقلل من محبته في قلوبنا؟ أم أنها لا تليق بهيبته؟ * * * لاشك في أن صورة عالم الدين أو طالب العلم الشرعي تتعرّض لحملات تشويه مزاجية أو ممنهجة، بحسب رغبات وخلفيات من يقف خلف تلك الحملات، وهو أمر ليس بالجديد، فمنذ أن رفض إبليس الامتثال لأمر السجود، وصراع الخير والشر دائم على الأرض، وهو ناموس لن ينتهي إلا بانتهاء الأرض ذاتها. لكن دور المشايخ في إيجاد الصورة الذهنية الصحيحة عنهم في المجتمع ذاته لازالت خجولة، وأمامها طريق طويل لتصل إلى قلوب وعقول الناس أولاً، وتزيل الحاجز الوهمي والوصاية ثانياً، ومن ثم يصبح التلقي أسهل وأكثر قبولاً وحميمية، وأولى الخطوات في تصحيح الصورة الذهنية هي التصرف على السليقة والابتسام على الأقل! أتابع منذ فترة بعض الذين نصبوا أنفسهم أوصياء، ويوغلون في استخدام مصطلحات «العامة» و«العوام»! وبالطبع معنى استخدام مصطلح «عامة»، الذي لم يرد في كتاب ولا سنة لكن يبدو أنه لا يندرج ضمن «بدعة وضلالة» لدى البعض، بأنه يوجد «خاصة» فوجود عامة…

آراء

.. وتحررت عدن

الخميس ١٦ يوليو ٢٠١٥

ها هي القوات اليمنية المدربة حديثا تدخل عدن دخول الفاتحين، وعلى عكس ما كان يروجه قادة الميليشيات وعسكر المخلوع، استقبل الشعب قواته المسلحة استقبال الأبطال. الشوارع امتلأت بالمرحبين، والألعاب النارية غطت سماء المدينة، واشتعلت شمعة الأمل بالخلاص من الطغمة الفاسدة المفسدة. كانت الميليشيات تسرق مواد الإغاثة من أفواه الأطفال والنساء والمحتاجين. ليس غريبا عليهم ذلك فهم لصوص، سرقوا أموال الشعب وحوّلوها إلى ثروات تدير شركات على مستوى العالم. كان عسكر المخلوع والميليشيات يقتلون كل شيء يتحرك في المدينة. وضعوا قناصيهم على رؤوس المباني ليصطادوا كل من يخرج من بيته، حتى وإن كان قد خرج هربا من الجوع الذي فرضته عليه الميليشيات. يبحث المواطن عن الطعام أو الماء، فلا يضمن أن يعود سليما لأهله. تجاوز هؤلاء كل الخطوط الحمراء في خرق قوانين حقوق الإنسان، بل حتى الحيوانات لم تفعل ما فعلوه. تصوروا أن هناك من يقصف المستشفيات، ويطلق الصواريخ على سيارات الإسعاف، ويقتل الأطباء. فعل هؤلاء المجرمون ذلك، لكنهم أضافوا إليه منع دخول أي شخص لعلاج الأمراض المعدية، وقطعوا المياه عن المناطق الموبوءة، وقتلوا المصابين عيانا بيانا. عندما شعر مجرمو العصر بضغط طيران التحالف توجّهوا نحو نصب قياداتهم في المستشفيات، في محاولة لتوريط التحالف في إشكالات سياسية وأخلاقية، لكن قيادة التحالف كانت أعلم وأكثر خبرة واحترافية، ولم يكونوا ليقعوا ضحية مثل…

آراء

سعود الفيصل.. فخر الصناعة السعودية

الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠١٥

يشكل الاستثمار في صناعة الأبناء الفقرة الأولى والرئيسية في الاهتمامات لدى بعض أولياء الأمور. وهذا هو بالضبط ما صنعه ولي الأمر فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله حين بذل عنايته في مستقبل أبنائه، وهكذا أثمر بنجاح هذا الاستثمار تميزاً مشهوداً لأبناء الملك فيصل. وكما تحرص الدول على ترقية صناعاتها الثقيلة والتحويلية والتجارية في ظل التنافس المحموم فإن صناعة الرجال تبقى هي الأهم وهي الأصعب، وقد برعت المملكة خلال مسيرتها التنموية الطويلة في صناعة القادة السياسيين والاقتصاديين والإداريين من الذين تركوا بصماتهم واضحة في المسارات المحلية والإقليمية والدولية. ولو أني أردت التمثيل على ذلك لطالت القائمة التي دخلها ملوك البلاد وأولياء العهود وكثير من أمراء المناطق، وعدد كبير من الوزراء التكنوقراط والرؤساء التنفيذيين الذين أبدعوا في تروية مفاصل التنمية وأوردة التطور في هذه البلاد خلال نهضتها الحضارية المستمرة. وعلى هذا الأساس يمكننا اعتبار الأمير سعود الفيصل رجل السياسة وعراب الدبلوماسية أحد مفاخر الصناعة السعودية التي عرفتها الدهاليز السياسية في الداخل والخارج خلال أربعة عقود مضت. ولم تكن السنوات الطوال التي أمضاها الأمير سعود وزيراً للخارجية شفيعة للتميز، ولكن ذلك قد تم بفضل ما توافر عنده من قدرات وحنكة أكسبت الاقتصادي والسياسي والإداري سعود الفيصل مهارة الإنجاز في تحقيق الغايات بهدوء وحكمة وصمت، مما جنب بلاده والمنطقة الكثير من الإشكالات وكبير الاستهدافات التي…

آراء

لا تشتموا إيران.. واستخدموا لغتها

الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠١٥

على ضفاف نهر الرون في جنيف ظهر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "علناً هذه المرة" في نزهة حميمية لمدة 15 دقيقة مع جون كيري وزير خارجية أميركا "الشيطان الأكبر" كما تسميها إيران. ظريف الذي كان يحرص، كل يوم تقريباً، على الظهور مبتسماً من شرفة فندق قصر كوبورغ في فيينا ليلوح للصحفيين ويلقي عليهم تصاريح مقتضبة؛ سيواجه برلمان بلاده الذي استدعاه على خلفية هذا الظهور العلني الحميم مع كيري. هذا الأمر وما يكشفه من دلالات لن يشغلنا عن متابعة الأهم – وفق رؤيتنا العربية – المتمثل في صدمتنا من إعلان الاتفاق الذي أبرمته الدول الست الكبرى رسمياً مع إيران حول ملفها النووي، لتنتهي رحلة 21 شهراً من النفاق العالمي. بالأمس.. استيقظت كغيري من الخليجيين والعرب، على احتفاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بهذا الإنجاز الكبير، الذي قال عنه إنه "اتفاق متبادل، كل أهدافنا تحققت في الاتفاق الذي يسمح برفع العقوبات والاعتراف بالحق في برنامج نووي مدني"، معتبراً أنه استجابة من الله لصلواتهم. قناة العربية، تحاول تخفيف صدمتنا عبر تقرير نشر لها أمس تحت عنوان (إيران تحضر لـ"عرس" نووي تسويقاً للاتفاق) تقول فيه إن قناة "برس تي في" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية الموجهة للخارج "تحاول" أن تضع إيران في موقع المنتصر من خلال تقرير حول نتائج المفاوضات النووية!!. يصر العرب والعربية على الاستمرار…

آراء

وزير الإسكان وتطوير الأحياء العشوائية

الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠١٥

خبرة عريضة في مجال التطوير العقاري يتسلح بها الوزير الجديد لوزارة الإسكان ماجد الحقيل، الذي نال ثقة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز فجر الإثنين الماضي، عندما صدر أمرا ملكيا بتعيينه في منصبه الجديد. ويأتي تعيين الحقيل امتدادا لتجارب كثيرة قامت بها الدولة أخيرا بالاستعانة بكوادر القطاع الخاص للعمل الحكومي، والاستفادة من تجاربهم، وقد رأيناها في أكثر من جهة ووزارة خدمية، لعل آخرها في وزارتي الصحة والتعليم، والآن تتجدد الخطوة في قطاع الإسكان، وهو ثالث أهم قطاع في الدولة بعد قطاعي التعليم والصحة. للوزير الجديد أطروحات سابقة يرى فيها حلولا لأزمة الإسكان في السعودية، التي تعانيها منذ عقدين أو أكثر، ولعل من أهم تلك الأطروحات هو حثه لتوجيه التطوير الإسكاني والعقاري إلى داخل المدن وعدم التوسع أكثر نحو الأطراف كما يحصل حاليا. لا شك أن هذه الخطوة ألا وهي التطوير داخل المدن وفي الأحياء العشوائية والقديمة تعد من أهم الحلول للأزمة السكنية، فتلك الأحياء الشعبية هجرت من المواطنين ويقطنها حاليا عمالة أجنبية في الغالب هي "متخلفة" أو مخالفة لنظام العمل والإقامة، وفي تطويرها تحقيق نجاحات إسكانية وعقارية وأمنية أيضا، خاصة متى ما علمنا أنها أصبحت أوكارا للمجرمين ومروجي المخدرات ومصنعي الخمور. الدولة بدأت بالفعل في الاستراتيجية التي تحدث عنها الوزير، ألا وهي التطوير العقاري داخل المدن، وشكلت أخيرا لجنة وفريق…