آراء
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
الكنغر حيوان يقفز ولا يمشي، وهذه حكاية سعودية من أستراليا بلاد الكنغر بإمكاننا أن نتعامل معها بالقفز الإيجابي بحيث نصل إلى ما يفيدنا منها، أو بالقفز السلبي بحيث نترك أساس الموضوع ونشتم أستراليا وأهلها وكناغرها (لا أعرف جمع كنغر!). تقول الحكاية إن قاضيا أستراليا احتار في أمر سيدة سعودية منقبة تواجه حكما بالسجن لستة أشهر، وقال: (أنا لا أرى إلا عينيها)، هيا بنا نقفز قفزتنا السلبية المتوقعة ونقول إنها حرب صليبية على النقاب تكشف تناقض هذه الدول التي تدعي المساواة ثم تتعامل بعنصرية مع المسلمين، ثم نفتح هاشتقا في تويتر نطالب فيه بمقاطعة لحوم الأغنام الأسترالية. بعد أن ننتهي من القفزة السلبية من الأفضل أن نجيب على سؤالين أساسيين كي نقفز قفزتنا الإيجابية: ما هي التهمة الموجهة إلى هذه السيدة السعودية كي تكون في هذا المكان؟، والثاني: ماذا فعل القاضي كي يتعامل مع هذه السيدة المنقبة؟. باختصار، هذه السيدة تركت طفلها الذي يبلغ أربعة أشهر في سيارة مفتوحة النوافذ لمدة 45 دقيقة تحت درجة حرارة عالية، فقام أحد الأشخاص بالإبلاغ عنها، فتم القبض عليها هي وزوجها بسبب هذا الإهمال المريع الذي لا يمكن أن يعتبر جريمة في ديارنا، ولم يتسرع القاضي بإجبارها على الكشف عن وجهها، بل فضل التأني في هذا الموضوع تقديرا للاختلافات الثقافية حتى أكدت الروابط الإسلامية أنه…
آراء
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
• التلكؤ الدولي هو الذي جعل هيئة علماء المسلمين تعلن الجهاد في سوريا، وهي إشارة لمن يحسن الالتقاط كي يعرف أن الأمور قد بلغت مداها مع بشار، وأننا بحق لم نعد نحتمل كعرب ومسلمين وجود هذا القاتل بيننا، وأن عليه أن يرحل مثله مثل غيره ولا كرامة. • إعلان الجهاد على بشار وحلفائه الطائفيين من مصر تحديداً؛ هو العلامة الفارقة لمجيء عصر آخر يختلف تماماً عن كل ما عهدناه وتعايشنا معه، وما لم يُدعم السوريون بالأسلحة التي يستطيعون بها الخلاص من هذا الطاغية وأعوانه فسنغرق جميعاً في حروب طاحنة وطائفية تغير وجه المنطقة كاملاً وإلى الأبد. • الخطيئة الكبرى أنه لم يتم التعامل مع السوريين منذ البداية كثوار من حقهم أن يتخلصوا من طاغية؛ لكن العكس هو الذي حصل وأدى إلى هذه المأساة حينما تم التعامل مع بشار كحاكم مقدس لا يصح خلعه ولا تنحيته وهذه هي النتيجة. • وصلنا إلى كلمة الفصل والأداة الأخيرة التي تزلزل عروش الطغيان وتقلبها رأساً على عقب، ولقد كنا نتمنى أن يسمع العالم كل التلميحات قبل الوصول إلى هذا الحد القطعي بين عالمين وتاريخين مختلفين إن تأخر الحسم وانفلتت الأمور. • لكن السوريين في الداخل يحتاجون إلى السلاح، والذين سيأتون من خارجها يحتاجونه أيضاً؛ ولا يمكن للنفير العام أن يجدي أصلاً دون سلاح؛ إذاً…
أخبار
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
يعرف متابعو برنامج الآراب الأيدول المشترك محمد عسّاف وهو من أكثر المشتركين فرصة للنجاح في هذه المنافسة وذلك لسببين: أولاً موهبة عساف تؤهله وبجدارة لهذا اللقب، وثانياً هناك قوة دعم كبيرة جداً وحملة تصويت له من المحيط الى الخليج. تختلف قصة دخول عساف البرنامج عن قصص باقي المتسابقين؛ لمن لا يعرف محمد عساف هو شاب فلسطيني من غزة تحديداً، غزة المحاصرة، أكبر سجن بشري في العالم. استغرق عساف يومين ليصل الى القاهرة حيث كانت لجنة تحكيم الآراب أيدول في مصر تنتقي المتسابقين للتأهل للبرنامج وذلك بسبب تأخيره على المعبر ما بين غزة ومصر حيث تم إغلاقه حين موعد سفر عساف. وصل محمد متأخراً، وصل بعد موعد تقديم الطلبات، وهنا بيت القصيد في هذه القصة: فقد قام شاب آخر، فلسطيني من لاجئي مصر بالتبرع بطلبه في المنافسة والتنازل عن دوره لمحمد بعد أن أيقن أن فرصة عسّاف أوفر في الربح من فرصته. يدعى هذا البطل المجهول عبدالله أبو نحل. لنتأمّل للحظة هذا الموقف الانساني الرائع. شاب يؤمن بموهبة شاب آخر ويقدّم له تذكرة عبور لعالم الفن والشهرة كان هو نفسه يبتغيه. الرابط الوطني بين لاجئ في مصر ومقيم في غزة كان أقوى وأهم من أحلام وآمال أحدهما. موقف يبشّر بأن "الدنيا لسّا بخير" ويُترجم بكلمتين: نكران الذات. فوز محمد عساف باللقب…
آراء
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
عندما صِيغ مصطلح «الهلال الشيعي» قبل أعوام كان ذلك في معرض التحذير من مشروع التمدد الإيراني عبر المشرق العربي. الآن وبعد هزيمة الدول الإقليمية الكبرى في معركة القصير وشعور الأصولية الشيعية بنشوة الانتصار، المتجلية في تدفق مئات المتطوعين الشيعة من العراق والرعاية الإيرانية المعلنة للحرب، فإن الهلال بصدد التحول إلى محور سياسي طموح يمتد من طهران حتى بيروت مروراً ببغداد ودمشق. ستخرج خرائط من أدراج وزارة النفط الإيرانية لمد خط أنابيب عبدان - طرطوس للنفط والغاز الإيراني، وخرائط أخرى من أضابير هيئة السكك الحديد الإيرانية لمد سكة حديد طهران - دمشق، بل حتى بيروت. لِمَ لا؟ فالزمان زمانهم. لا أبالغ، فثمة أفكار حقيقية لمشاريع مثل هذه تحدثت عنها طهران منذ أعوام ولكن لم تقدم عليها، ولكنها ستفعل في الغالب بعدما تحسم المعركة لمصلحتها في سورية، فمن الطبيعي أن تعزز انتصارها على الأرض بربط محورها المنتصر بمنظومة سياسية واقتصادية وعسكرية واحدة. سيحقق مرشد الثورة الولي الفقيه آية الله خامنئي حلمه بالخطبة من على منبر المسجد الأموي، معلناً أنه حقق الوحدة الإسلامية التي طالما وعد بها، سينزل من المنبر في شكل استعراضي ليمسح على رأس طفل دمشقي كسير ليُظهر «تسامح القوي»، ثم يقف بجوار عدد من علماء السنّة السوريين بجباتهم وعمائمهم البيض، فهناك دوماً رصيد من أمثال المفتي أحمد حسون جاهزون للخدمة،…
آراء
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
مجموعة من شباب الخليج (نفخوا الصفارة) كما يقول المثل الغربي، كناية عن قرع الجرس للفت الأنظار وإشاعة الانتباه حول أوضاع الخليج العربي المهدد استراتيجيا. المجموعة من عشرين شابا وشابة أصدروا دراسة تتكامل مع بعضها، حول الأخطار المحيطة بالخليج. ليس مهما الآن أسماؤهم أو حتى ما نشروه من صحيح الأفكار أو إمكانية إخضاعها للمناقشة، المهم أن العمل يلفت النظر إلى التحولات الكبرى التي تحدث حولنا، ودور أهل الخليج فيها، وما يمكن أن ينتج عنها من مخاطر، والأهم أنها صادرة من عقول خليجية شابة تشعر بالتحديات حول مستقبلها، من المصادفة أن يكون العنوان الذي اختارته هذه المجموعة «الخليج 2013.. الثابت والمتحول» من إصدار مركز الخليج لسياسات التنمية ومقره الكويت، والمتحول في تقديري أكثر من الثابت، بل إن عناصره تزداد ليقلب الثبات إلى تحول. ليس في نيتي هنا أن أدخل في مناقشة مفردات هذا العمل، فهو في التفاصيل ليس جديدا على المتابع، أهمية الدراسة أنها وضعت بين دفتي مطبوعة على النت، أقر أصحابها أنهم على استعداد لمناقشة كل أو بعض ما طرح من أفكار، كما لم يخفوا تحيزهم المسبق المشوب بالقلق على المستقبل. ما أرغب فيه هو إضاءة – إن أمكن – على عمق التحولات التي تجري حول الخليج وفيه، والتي يمكن أن تؤثر على أهله وعلى استقراره، أفضل تعبير لتوصيف الحال حولنا،…
آراء
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
لم أقتنع بأن المؤسسة العامة للتدريب التقني أثبتت فشلها منذ إنشائها في تحقيق أهدافها الأساسية سوى الأسبوع الماضي، عندما علمت خلال قراءتي لصحيفة "الوطن" الخميس الماضي بأن المؤسسة وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية لإنشاء كليات تميز مماثلة متخصصة في التدريب التقني بقيمة 4 مليارات ريال، ولن تدير المؤسسة هذه الكليات المتميزة، وستقوم بتأسيس شركة كليات التميز خارج المؤسسة، وسيتم تشغيلها ذاتياً من قبل الكليات نفسها وذلك حسب تصريح معالي محافظ المؤسسة. نعم، أخيراً اعترفت المؤسسة بأنها فشلت في إدارة كليات التقنية أو في تحقيق أهدافها سابقاً، وذلك اعتراف ضمني عندما أوكلت مهمة التدريب لشركة كليات التميز الدولي بشراكة مع شركة أو جامعة دولية بمبلغ 4 بلايين ريال، ووضعت جميع آمالها في تحقيق أهدافها على شركة كليات التميز العالمية وتخلت عن الإدارة وأوكلتها لشركة جديدة باسم كليات التميز. موضة جديدة تقوم بها بعض الوزارات والمؤسسات العامة وأمانات المدن عندما تفشل في القيام بمهامها وتحقيق أهدافها، وهي أن تلجأ لإنشاء شركات خارج الوزارات والمؤسسات لتحقيق أهدافها. أسئلة عديدة أطرحها على القائمين على مشروع الـ4 بلايين ريال، إذ بالإمكان ـ وبنفس المبلغ ـ بناء 20 جامعة سعودية صغيرة، كل جامعة من 4 كليات جامعية متخصصة حسب المواصفات السعودية وتحت إشراف وزارة التعليم العالي، بحيث توجه مخرجاتها لتغطية سوق العمل للتخصصات الفنية. هل يعقل بعد…
آراء
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
ينبغي الاعتراف بأن الممارسة الديمقراطية لا تشكل جزءا من ثقافتنا. هذا أقل ما يمكن أن يقال. إنها غائبة عنا على كافة الأصعدة والمستويات بدءا من رب العائلة وانتهاء برئيس الجمهورية، بدءا من المدرسة الابتدائية وانتهاء بالجامعة. جميعنا مغموسون غمسا من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين في الثقافة القمعية الأبوية اللاديمقراطية. وبما أننا تربينا عليها منذ نعومة أظفارنا فإنه يصعب علينا التحرر منها بعدئذ لأن «العلم في الصغر كالنقش على الحجر». ليسمح لي القارئ هنا أن أروي حادثة شخصية. وعلى الرغم من أنه يصعب عليّ جدا روايتها وتشكل جرحا لا يندمل في داخلي إلا أنني سأرويها. عندما توفيت أمي في حادث مفجع هل استشارنا «الشيخ الجليل» في أمر زواجه أو في فرض امرأة غريبة كالسيف المسلط فوق رؤوسنا؟ أبدا لا. لقد استفقنا مذعورين صباحا أو بالأحرى ليلا فإذا بهرج ومرج وامرأة جديدة عدوة تدخل البيت كعروس! وكان ذلك أول احتكاك لي مع الشر وجها لوجه. أقسم بالله لم أكن أعرف معناه قبل ذلك. وهكذا انتهت براءات الطفولة الأولى فجأة ومن دون سابق إنذار. فالمرأة الدخيلة التي حلت محل «الأم - الملاك» تكشفت عن أفعى حقيقية. لقد كانت شريرة إلى أقصى الحدود. وحتى هذه اللحظة - بعد خمسين سنة - لم أبلع القصة! وهذا أكبر دليل على مدى خطورة العقلية القمعية التعسفية…
آراء
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
من جماليات مدينة مثل دبي أنها لا تتركك لانطباعات شخصية وأنت تبني حولها حكماً، فهي تزوّدك دائماً بالأرقام كي تقطع عليك حبل الشك بأنك وقعت في انجذاب عاطفي قد يصفه مَن حولَك بأنه محاباة أو تكسّب، هذا ما لمسته وأنا أقف في كل مرة مع إنجاز إماراتي ينحاز للإنسان وللمعرفة. ففي تجربة مثل «مترو دبي» على سبيل المثال، وهي أول تجربة في النقل الحديث تدخل المنطقة العربية، تقدَّم لك أرقامٌ بأن عدد ركاب مترو دبي وصل في ثلاثة أشهر فقط من العام الحالي إلى ما يزيد على 33 مليون راكب، مكذبة تلك الحيل الذهنية المحبطة التي حذرت من أن المترو لا ينجح في بيئة خليجية مرفهة. لديّ أمثلة كثيرة، لكني سأدعها لآخذ بأرقام مذهلة قدّمها الشيخ محمد بن راشد في سيرة إنجاز اقتضتها منافسة دولة الإمارات لاستضافة معرض إكسبو 2020، ولو فازت به لأصبحت مؤهلة لاستضافة 25 مليون إنسان خلال ستة أشهر في دبي، واستضافة أبرز ما وصل إليه العقل البشري في ما أنجز وما يمكن أن ينجز في مجالات عدة، ليس مثل النقل والطاقة والماء. في هذه السيرة جاء أن «الناتج الإجمالي لدولة الإمارات تضاعف أكثر من 190 مرة خلال 40 عاماً فقط، وأنهم انتقلوا من دولة لا تمتلك أي جامعة إلى دولة تضم أكثر من 70 جامعة، ومن…
آراء
الجمعة ١٤ يونيو ٢٠١٣
لماذا قامت الثورة في سوريا؟ من الناس من يقول إنها ناتجة عن تراكمات امتدت لعدة عقود، وشجعها على التفجر الحراك الثوري ونتائجه في تونس ومصر وليبيا واليمن. ومن الناس من يقول: بل إن سوء تصرف النظام هو الذي حول المعارضة المتواضعة إلى ثورة عارمة. وقد ظهر منذ البداية الذين مع النظام، والذين ضده، والمتوسطون الذين طالبوه بالإصلاح. أما الذين كانوا معه علنا منذ البداية فهم الروس والإيرانيون، وإن اختلط كلامهما على قلة بذكر الإصلاح مع التأكيد أن النظام قام بأكثر مما طلب منه! وأما الذين ضده فما كانوا كثيرين، وأقصد بين الدول. بل كان مؤيدو الثورة جميعا تقريبا من الشعوب العربية وبعض المثقفين. وظلت الأنظمة المعروفة بالعلاقات الطيبة أو المقبولة مع النظام مثل قطر وتركيا والسعودية تتصل بالرئيس الأسد، وتسأله عن الأوضاع، وترجوه وترسل إليه وفودا من أجل مطالبته بالإسراع في الإصلاح الاقتصادي والسياسي، ومن ضمن ذلك إسقاط نظام الطوارئ، وتغيير الدستور، ورفع قبضة الأمن والمخابرات عن الناس، والسماح بالتظاهر السلمي. ويمكن القول إنه حتى نهاية عام 2011؛ فإن الحال ظل على هذا المنوال. وما بدأت المواقف بالتمايز والافتراق إلا منذ مطلع عام 2012، وكان عدد القتلى قد تجاوز الخمسة آلاف. وقتها قاطع كثير من العرب النظام السوري، ولجأوا إلى الآليات المعروفة بالجامعة العربية. ووقتها بدأ الأميركيون والبريطانيون والفرنسيون والأتراك…
آراء
الجمعة ١٤ يونيو ٢٠١٣
قبل أيام خرج علينا من يتهم المفكر والفيلسوف د. حسن حنفي بالكفر، ويطالب بمصادرة كتبه. وتزامن هذا مع اتهامات متوالية لمصريين كثيرين بازدراء الأديان، منهم الكـُـتاب المشاهير، ومن بينهم أناس مغمورون يريد أتباع التيار الديني المتطرف أن يطبقوا فيهم الحسبة، أو يغيروا بهم ما يعتقدون أنه "المنكر"، متكئين على ما أعطاه لهم "دستور الإخوان" الذي سلق سريعاً في ليلة مظلمة. وبالطبع فإن كل هذا ليس جديداً أبداً، فقد عايناه وكابدناه على مدار سنين بل قروناً، زعم فيها "الحفظة المتعالمون" بأنهم حماة الدين وأن السماء قد وكلتهم في الدفاع عنها، فراحوا ينهون عن أفعال يأتونها، ويعدُّون على الناس أنفاسهم، وعلى الكتاب كلماتهم، وعلى الوعاظ المختلفين منهم كل ما تنطق به ألسنتهم. وبالقطع فقد لا يجدي كثيراً هنا النزول إلى قعر الماضي البعيد بحثاً عما حدث لابن رشد وابن حزم والسهروردي المقتول، فالمؤسسات الدينية الحديثة استبدلت بهم أسماء آخر، ولكن أصحابها يشتغلون بالفكر أيضاً. فقبل سبعة وسبعين عاماً، وتحديداً في عام 1926، وجد الشيخ علي عبدالرازق نفسه في ورطة حقيقية، بسبب كتابه الصغير المؤثر "الإسلام وأصول الحكم"، فقد كفره البعض ورفت من وظيفته، وصودر الكتاب، وأجبر صاحبه على الصمت المطبق وتغيير وجهته العقلية حتى وافته المنية. وفي العام الذي يليه مرّ طه حسين بالموقف نفسه، جراء كتابه "في الشعر الجاهلي"، وأجبرته الضغوط…
آراء
الجمعة ١٤ يونيو ٢٠١٣
في بداية الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م)، كان البريطانيون مرعوبين جداً، خوفاً من أن يعلن خليفة المسلمين آنذاك، السلطان العثماني عبدالحميد الجهاد ضد قوات التحالف وخاصة قوات بريطانيا العظمى، المتواجدة بكثافة في المشرق العربي ومصر والسودان، والهند وبعض دول أفريقيا؛ وقوات بريطانيا منغمسة حتى أذنيها في الحرب الدائرة في القارة الأوروبية بين قوات التحالف (بريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا وروسيا، ومن ثم أميركا)، وقوات المحور (ألمانيا والنمسا والمجر والدولة العثمانية). لم يفعلها السلطان عبدالحميد، ولكن بريطانيا العظمى اقتنصت الفرصة وفعلتها، وذلك بأمرها لحليفها في المنطقة الشريف حسين، بإعلان الجهاد ضد قوات الخلافة الإسلامية العثمانية. الشريف حسين أعلن الجهاد ضد قوات الدولة العثمانية في الحجاز وفلسطين والشام، فتجمع لديه أشرس وأقوى المقاتلين من البدو والحضر، وشكل ما سمي حينها بجيش الثورة العربية، الذي اكتسح بقيادة ضابط الاستخبارات البريطاني، المعروف بلورنس العرب، القوات العثمانية، من دون أي عناء يذكر، ومزقها وطردها حتى فرت مذعورة لحدود تركيا الجغرافية. إذاً هكذا اكتشف الغرب، بقيادة بريطانيا العظمى أحد مكامن القوة الساحقة، في الدين الإسلامي، والتي من الممكن استخدامها لصالحها؛ خاصة كونها قد توصلت لطرق ووسائل تفجيرها واستغلالها، وحرمان أعدائها حتى ولو كانوا مسلمين من فعل الشيء نفسه. بعد الحرب العالمية الثانية 1945، انقسم العالم إلى معسكرين: معسكر غربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ومعسكر شرقي مضاد بقيادة…
آراء
الجمعة ١٤ يونيو ٢٠١٣
أضحك كثيرا حينما يكتب ويتحدث بعض العرب بعاطفتهم ملقين باللوم على أميركا والغرب بسبب مواقفهم السلبية مما يحدث في سورية، وتحديدا مما يتعرض له الشعب والثوار من قتل وعذاب وقهر على يد نظام بشار الأسد وأعوانه من حزب الله وإيران. أضحك لأننا عايشنا وما زلنا نعيش حالة أعظم مما يحدث في سورية، عايشنا ولمدة تزيد عن الأربعين عاما، شتى أصناف القهر والظلم والقتل والذبح والقصف والتنكيل، التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وشاهدنا الموقف الأميركي والموقف الغربي الذي دائما يأتي متوافقا مع مصالحهم، ولكن بعضنا ما زال يظن أن في السياسة أخلاقا وقيما، ولهذا يتهمون الغرب بالنفاق، ويتساءلون مندهشين ومستنكرين: كيف يطالبون بحقوق الإنسان وكيف ينادون بالعدل، والحريات والديمقراطية والسلام وهم يقفون موقف المتفرج مما يحدث في سورية؟ في عام 1999 كنت في أحد مقاهي نيويورك، وكنت أتناقش مع طالب متدرب في الخارجية الأميركية، وكان اتفاق أوسلو للتو تم توقيعه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقلت له إنه من الملاحظ على الشعب الأميركي ضحالة ثقافتهم السياسية، فقال: نعم، بل هي ضحلة جدا، فنحن مشغولون بأعمالنا ودراستنا طوال الأسبوع، وفي إجازتنا الأسبوعية والسنوية نذهب للبحر وللسينما وللرحلات ونستمتع قدر الإمكان بكل أوقاتنا لنعود من جديد نعمل بما يجعلنا في الوضع الذي نحن عليه بين دول العالم، وأما السياسة فقد انتخبنا شخصا ليقوم بالنيابة…