آراء
الأربعاء ١٢ يونيو ٢٠١٣
منذ أن اعترف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن بلاده تأخرت في معالجة الأزمة السورية، بدا اكيداً أن إدارة الرئيس باراك أوباما التي هددت وتوعدت وطالبت برحيل النظام في دمشق كانت تسوّق اوهاماً. ومع هذه الأوهام الأميركية في شأن حقوق الإنسان والتعددية والديموقراطية كان الجسد السوري يتعرض إلى مزيد من التمزيق على نحو باتت إعادة لصق الأجزاء المتناثرة منه شبه مستحيلة في المستقبل المنظور. وعندما حاولت إدارة أوباما، في ولايتها الثانية ومع كيري بالذات، أن تهتم بشؤون منطقتنا، سجلت الفشل المدوي في فرض تراجع على الموقف الروسي المتعسف في الأزمة السورية وفي فرض تراجع على بنيامين نتانياهو لإطلاق عملية السلام. حتى يمكن التساؤل عن الرغبة الفعلية لدى الإدارة الأميركية في توفير الظروف الملائمة لتغيير الواقع الحالي. خصوصاً بعدما نجحت في لجم الاندفاعة الفرنسية والبريطانية نحو تسليح فصائل معارضة سورية، وفي ممارسة ضغوط كبيرة على دول إقليمية من أجل أن تحد من دعمها لهذه المعارضة. ومع عودة الكلام مجدداً في واشنطن عن إعادة طرح تسليح المعارضة على جدول أعمال البيت الأبيض، يمكن التساؤل ايضاً عن هدف هذه «الحقنة» الجديدة من «التخدير» للوضع الراهن. لقد قرر الرئيس السابق جورج بوش الابن غزو العراق استناداً الى نظرية المحافظين الجدد واللوبي اليهودي والتي ترى ضرورة ضرب الاسلام السنّي في عقر داره، بعد هجمات 11…
آراء
الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٣
قبل أكثر من ألف ومائتي عام ابتكر الخلفاء العباسيون مفهوم التواصل المنظم بين الحضارات. ولم يسجل التاريخ المكتوب انفتاح حكام مثلهم على حضارات الآخرين وثقافتهم. وكانت حصيلة ذلك أن جمعت بغداد كل ما أبدعه العقل البشري في مكان واحد، وأسست أول جامعة في العالم، «بيت الحكمة» الذي ضمت مكتبته أفضل ما أنتجته الثقافات الإغريقية والسريانية والرومانية والفارسية والهندية من علوم وآداب. وفي مطلع القرن التاسع الميلادي أصبحت بغداد في عهد الخليفة المأمون، حاضرة العالم الثقافية والعلمية، ومقصد المفكرين والمترجمين من كل الأعراق والأديان، وجسر التواصل بين العقول الشغوفة بالمعرفة والباحثة عن خير الإنسان وسعادته، ومنها انطلقت الحضارة العربية الإسلامية وسادت في العالم القديم لأكثر من خمسة قرون، وأهدت البشرية إنجازات عظيمة، ومهدت عبر إشبيلية وقرطبة وغرناطة للنهضة الأوروبية الكبرى. مازالت فكرة الانفتاح الثقافي وتواصل العقول من أجل بناء مستقبل أفضل فكرة صحيحة، بل لعلها الفكرة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة تحديات كثيرة تواجهها البشرية. اختبرنا هذه الفكرة في دولة الإمارات خلال الأربعين سنة الماضية. اهتممنا ببناء عقل الإنسان، وانفتحنا على عصرنا، واستقطبنا أفضل المواهب أيضاً، فأصبحت الإمارات اليوم نموذجاً لتعايش الثقافات ومركزاً رئيسياً عالمياً يربط بين جهات العالم الأربع. تضاعف ناتجنا الإجمالي أكثر من مائة وتسعين مرة خلال أربعين سنة فقط، وانتقلنا من دولة لا تمتلك أية جامعة لدولة…
آراء
الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٣
شاهدت أخيراً تقريراً صحافياً مصوراً على إحدى القنوات التلفزيونية عن مواطنة سعودية تعرضت للعنف من والدها، وكانت تتحدث بكل أسى وإحباط عن معاناتها، خصوصاً بعد لجوئها للمحكمة والقضاء وشعورها بفقدان الأمل، فقد كان والدها يحضر للمحكمة ويعالج، بحسب تعبيرها، موقفه ووضعه بتقبيل رأس القاضي وتمشي وتنتهي أموره، تقول بعدها وبكل حسرة، وبحسب فهمها وإدراكها، ليس لدي مانع أن أُقبِل رأس القاضي مادامت أموري راح تمشي وتنتهي من ذلك الجحيم الذي أعيشه، كان تعبيرها يحمل أبلغ معاني الأسى، فأي أسى أبلغ من كون الإنسان يقع الظلم عليه وهو يستجدي رفع تلك المظلمة عنه من المكان الذي هو أساس تطبيق العدالة والفصل بالعدل والحق بين الناس وهو القضاء. مثل هذه الحال ليست فردية أو حادثة عابرة، فهناك بعض النساء ممن يعانين الغبن الذي يلحق بهن في أروقة القضاء من أجل إنصافها من مظلمة لحقت بها في قضية من قضايا العنف أو الحضانة أو الطلاق، أو الإرث، أو الولاية ونحو ذلك، لتجد نفسها في نهاية المطاف مخيّرة بين أمرين لا ثالث لهما، وعليها أن تختار إما ظلم المدعى عليه، أو إهمال المحاكم في ظل عجزها عن شرح بينتها للقاضي الذي قد ينظر إليها بنظرة حساسة، ويلزمها بالاختصار في الحديث، أو الاحتشام أو غيره، وفي ظل غياب المحاميات اللاتي يتفهمن قضايا المرأة أكثر من…
آراء
الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٣
الحديث الطائفي ليس مستساغاً ولا مرغوباً، غير أن بعض الأزمنة تفرض مفرداته ومصطلحاته على الجميع، واستخدام تلك المفردات للتوصيف والشرح وإيصال الأفكار، يختلف تماماً عن نصبها معايير ومقاييس يحاكم على أساسها نوايا الأفراد وإيمان الجماعات. تنعم دول الخليج العربي باستقرار وأمان وتنمية كانت نتيجة تعب الآباء والأجداد، ورؤى القادة وتفاني الشعوب، وقد شارك المواطنون الشيعة في كل مجالات الاستقرار والبناء والتنمية في هذه الدول، فمنهم سياسيون مخضرمون ودبلوماسيون عريقون، ومثقفون كبار ورجال أعمال ورجال دين وغيرهم، وقد أسهموا جميعاً بالكثير من الإنجازات الوطنية على المستويات كافة، وتحمّلوا مسؤوليات وقدّموا خدمات جليلة لبلادهم ومواطنيهم تستحق الإشادة والتقدير والاستذكار، ويجب أن يتم هذا كله باعتبارهم مواطنين كاملي الوطنية لا باعتبارهم شيعة. على طريقة تفادي الأضرار قبل وقوعها، واستقراء المقبل، فإنه في ظل الصراعات السياسية الكبرى في المنطقة، والتي اختارت الجمهورية الإسلامية في إيران لها جسراً طائفياً صارخاً سيدفع بحكم طبيعة الأشياء والتاريخ إلى أن ينتشر ويتصاعد الخطاب الطائفي على المستويات كافة، وستنخرط كثير من التيارات في معارك طائفية لا تبشر بأي خيرٍ على مستوى نوعية الخطاب وطبيعة العلاقات وحجم التفاعل، وستتفشى التفاصيل الطائفية تبعاً لانتشار ما يستدعيها من مواقف وأحداث مقبلةٍ سيكون الكثير منها شنيعاً ومؤلماً على المستوى الإنساني من دون شكٍ، ولكن تجييرها لتصبح سلاحاً طائفياً للتفرقة هو ما يجب الانتباه…
آراء
الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٣
مجلس الشورى أعجوبة من أعاجيب هذا الزمان فقد قام بحل جميع مشاكل البلد المستعصية ولم يبق إلا أن يضع نظاما لشيوخ القبائل الذين قسمهم إلى درجات، بحيث يحصل شيخ الشمل على راتب شهري 8000 ريال وسيارة كل خمس سنوات وشيخ القبيلة على راتب شهري مقداره 5000 ريال وسيارة كل خمس سنوات بينما يحصل المعرف على راتب شهري مقداره 3000 ريال، هل رأيتم مثل هذا المجلس الجميل الذي قرر أن يعيدنا إلى الوراء مائة عام عبر تقنية النانو ؟!. ما دام الأمر هكذا فليكمل المجلس جميله ويصرف رواتب لبقية أفراد القبيلة بحيث يحصل الفارس على راتب شهري مقداره 2000 ريال والراعي على راتب مقداره 1000 ريال وعازف الربابة على راتب شهري مقداره 500 ريال و «يا الله صبوا هالقهوة وزيدوها هيل» !، ما هذا النظام العجيب الذي يناقشه مجلس الشورى في القرن الواحد والعشرين ؟، وتحت أي عنوان يتم تكريس القبلية وإكسابها هذا النمط الإداري والقانوني، في وقت أصبح فيه الوطن هو الهوية الأساسية والانتماء الأول لجميع المواطنين سواء كانوا قبليين أو غير ذلك ؟!. من حق أي شيخ قبيلة أن يتمسك بمكانته الاجتماعية المرموقة بين أفراد عشيرته، ولكننا حين نتحدث عن الأنظمة والقوانين واللوائح فإن المعيار الأساسي لتمييز أي مواطن على الآخر يجب أن يكون على أساس الكفاءة والمؤهلات والعطاء،…
آراء
الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٣
ماذا يحدث في تركيا ؟ ربيع أم صيف ؟ وهل هو عدوى من الربيع العربي ؟ هل أصبح مستقبل رئيس الوزراء التركي على المحك؟ ولماذا ؟ هل سيحاول بعض صقور الحزب أو حمائمه استغلال ما يحدث والانقلاب سياسياً على رئيس الوزراء ؟ ولماذا يبدي اردوغان عدم اكتراثه بما يجرى وبالمتظاهرين ؟ لماذا يجب ألا يخشى أردوغان على ما يجري ؟ ومن الذي أصبح ضحية النجاح الذي حققه ، حزب العدالة والتنمية ؟أم اردوغان ؟ ومن الذي سيدفع الثمن ؟ هل توقف قطار الديمقراطية التركية في ساحة تقسيم ؟ ولماذا وإلى متى ؟ وهل تمثل المظاهرات تحدي مسار الحزب في الحكم والهيمنة السياسية ؟ هل يفسر حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء الديمقراطية على أنها حكم شمولي دون إيلاء اهتمام يذكر إلى بناء التوافق ؟ هل يحكم أردوغان نصف المواطنين فحسب _من أنصاره_ بينما يقمع النصف الآخر ؟ أم أن هذا كلام فيه تحامل ؟ ألم يحقق رئيس الوزراء التركي أردوغان العديد من الإنجازات التي حسنت الأوضاع المعيشية للأتراك بشكل ملحوظ, مثل تطوير وسائل النقل والرعاية الصحية وتوفير الفرص الاقتصادية ؟ هل تقود التنمية الاقتصادية إلى مزيد من الديمقراطية؟ وهل الديمقراطية الحقيقية في طريقها للتحقق في تركيا حيث صعود الطبقة المتوسطة والدفع بتعزيز التنوع والديمقراطية وإرساء الأساس للحكم الديمقراطي ؟ ما هو…
آراء
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
غرق الإعلام السوري الرسمي والإعلام الموالي له في مقارنات مضحكة خلال تغطية مظاهرات تركيا. استفظع هؤلاء «وحشية» خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع التي استعملها الأمن التركي. كم تبدو المياه مروعة في مقابل عطور «السارين» وخفة براميل المتفجرات و«السكود» التي يطلقها النظام السوري! لكن بعيدا عن هذه الخفة في المقارنة يستحق حراك ساحة «تقسيم» مقاربة من زوايا كثيرة، أحصر النقاش هنا في الزاوية الإعلامية.. فبينما كانت ساحة «تقسيم» الشهيرة في وسط إسطنبول تعج بالمتظاهرين الغاضبين، كانت أشهر محطات البلاد مشغولة بتغطية أخرى.. فواحدة بثت فيلما وثائقيا عن طيور البطريق، بينما واصلت الأخرى بث برامج طبخ. لقد جعل الإعلام التركي من انتفاضة ساحة «تقسيم» في إسطنبول حدثا عالميا لا تركيا. وهو لم يفعل ذلك لأنه تولى نقلها إلى العالم إنما لأنه تجاهلها، بينما تولت وسائل الإعلام العالمية جعلها خبرا أولا في تغطيتها. وللمفارقة، فإن خبر المظاهرات كان خبرا أول على نشرة أخبار «CNN» العالمية، بينما بثت «CNN» التركية فيلم البطريق، فبات هذا الطائر رمزا لفضيحة الإعلام التركي ودعابة يجري تداولها بين الأتراك. ويبدو أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال سنوات حكمه العشر نجح في جعل الإعلام التركي الخاص جزءا من شبكة مصالحه الاقتصادية فأخضعه لمجموعات شركات كانت جزءا من اقتصاد حكومة «العدالة والتنمية». وانتفاضة «تقسيم» كانت في إحدى صورها انتفاضة…
آراء
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
إذا كان حسن نصر الله قد أبدى أوضح أشكال الخيانة للمبدأ الأساسي الذي كان يحاول إيهام الناس أن حزبه يقوم عليه ويتمسك به، أي مبدأ المقاومة، بعد أن شاركت ميليشيات حزب الله النظام السوري في مجزرة القصير ضد مقاومة الشعب السوري، فإن ذلك لا يجب أن يسبب الدهشة والإستغراب من هذه الفعلة إلى حد إعلان الشيخ يوسف القرضاوي اكتشافه المتأخر بأنه كان مخدوعا بحزب الله عندما كان يؤيده، وأنه أصبح يؤيد رأي كبار علماء المملكة في هذا الحزب. كما أنه لا يوجد سبب منطقي للإحتفاء الكبير والإحتفالية الصاخبة بتصريح الشيخ القرضاوي في إعلامنا على خلفية ترحيب بعض علمائنا بتصريحه. أتمنى كثيرا لو أستطيع تصديق الشيخ القرضاوي بأنه كان مخدوعا في ممارسات حزب الله التي اكتشف الآن أنها عمالة وخيانة وتكريس للطائفية وخدمة لمخططات صانعيه. أتمنى بلع هذه الحكاية لكني لا أجد نفسي قادرا على ذلك لأن الشيخ القرضاوي مثلما هو شخصية دينية لا يستهان بها فإنه أيضا شخصية سياسية تعرف جيدا ألاعيب السياسة بل وتمارسها بدهاء تحت غطاء الدين، ولا أحد يستطيع القول بأن القرضاوي ليس لاعبا أساسيا مهما في ما حدث ويحدث في مصر بعد ثورة يناير حتى وإن كان غير موجود بشكل مباشر في المؤسسة السياسية الرسمية. كما لا يمكن لأحد أن ينفي " النفس السياسي " في…
آراء
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
شهد الأسبوع الماضي ضجة ضخمة عالميا بسبب فضيحة برنامج "بريزم" التجسسي. المشكلة هنا ليست في مخالفة دولة كبرى مثل أميركا لمبادئها الأساسية التي افتخرت بها عبر السنين، فهذا أمر انتهت الصدمة منه بعد 11 سبتمبر، ولكن في رأيي لأن الإنسانية استيقظت فجأة لتفاجأ بتحد من أصعب التحديات التي تواجهها في تاريخنا الحديث، بعد أن صارت التكنولوجيا جزءا من حياتنا، وصار العيش يبدو من المستحيل بدون شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية وتطبيقات الموبايل. بعد هذا الاعتماد الهائل على التكنولوجيا تكتشف البشرية أن هذا يعني بلا مبالغة أن كل شيء تفعله يمكن رصده بالتفاصيل، وتحليله، ثم عقابك عليه إن لم يعجب ذلك "الأخ الأكبر". يمكن بسهولة الوصول لنتيجة هنا أنه تقريبا لا يوجد مفر من هذا المأزق: لا يمكننا التوقف عن استخدام التكنولوجيا، ولا يوجد أي إطار قانوني أو فكري يمنع حكومة مثل الحكومة الأميركية من الاطلاع على كل أسرار حياتنا. الإنترنت تحول فجأة إلى مصيدة ضخمة، وقعت فيها الإنسانية لصالح الدولة التي اخترعته ودعمته استثماريا وتقنيا وحولته إلى المغناطيس الذي نلتصق جميعا به شئنا أم أبينا. ما لا يعرفه كثير من الناس بعد، وما لا يتخيلونه هو كيف تعمل هذه الأنظمة التي تجمع معلوماتنا وتحللها. أتيح لي مرة أن اطلع على مشروع عملاق في بريطانيا لبناء واحد من هذه الأنظمة،…
آراء
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
شاركتُ أخيراً في ملتقى الإعلام العربي في دبي، والتقيتُ زملاء وأصدقاء صحافيين من البلاد العربية كافة، جمعتهم دبي تحت قبة واحدة في لقاءات ونقاشات تتركّز على هموم الإعلام العربي. في كل عام يحضر الملتقى عدد كبير من الإعلاميين، بينهم صحافيون مشاغبون ولامعون ورصينون وانتهازيون، وأيضاً من جماعة الـ«شو أوف»! المهم أن اللقاءات تجمع صحافيين من مشارب عدة، وهذه ميزة تحسب لملتقى دبي، علاوة على التقاء من تتفق معهم فكرياً، وتختلف معهم مهنياً، أو من تتفق معهم مهنياً وتختلف معهم فكرياً، ويكفيك أن تتعرّف على الوجوه الإعلامية القديمة والجديدة والمتجددة، بمن فيهم من «دماغه بيضاء - فارغة» كما يقول المصريون. كان من ضمن محاور الملتقى جلسة بعنوان: «سورية بعد ١٠ سنوات»، شخصياً انتقدتُ العنوان والجلسة، لأن سورية تحت النار وأطفالها يُقتلون، وشعبها نازح، و«الشبيحة» و«حزب الله» يعيثون فيها كرهاً وبطشاً وقتلاً، والزملاء الإعلاميون يناقشون وضعها بعد 10 أعوام، بدلاً من البحث في كيفية مساعدة شعبها، وتسليط الضوء على محنته وعلاج أطفاله وعدم القفز بالسؤال بعيداً عمّا يجري على الأرض، والوضع الراهن المميت! خرجتُ من الملتقى، وكانت الصحافية الأميركية ماري كولفن أول من حضرني من الأسماء الإعلامية التي تستحق أن تذكر خلال تغطيتها الشجاعة للثورة السورية، وحتى مقتلها على يد «شبيحة» الأسد. عدتُ لقراءة آخر ما كتبته في الـ«صانداي تايمز» البريطانية من…
آراء
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
كان أبرز عنوان يستوقف العين وأنا أتصفح التقرير السنوي 2012 لمركز بناء الأسر المنتجة (جنى) هو:«لماذا النساء»؟، ومن قبل أعجبتني التسمية، وما فيها من اختصار لمبدأ مهم وهو «بناء» الأسر المنتجة، وهو ما ثبت أن المركز ينفذه بنجاح ومرحلية يستحقان الإشادة. أما الإجابة على سؤال: «لماذا النساء»؟ فجاءت - بحسب التقرير -: «تمكين المرأة وتدعيم دورها داخل الأسرة والمجتمع، وتوفير فرص علم لها بسبب قلة الفرص المتاحة في السوق، وتعد المرأة في كثير من الحالات العائل الوحيد للأسرة، وندرة الجهات التي تقدم مثل هذه الخدمات لهذه الشريحة المهمة في المجتمع، قدرة المرأة على إجادة الكثير من الأعمال اليدوية والحرفية وتسويقها». أما أنا فأضيف للإجابة أعلاه أن المرأة أكثر وفاء من الرجل، بالمعنيين العاطفي والعملي، فنسبة سداد القروض التي يمنحها المركز للنساء بلغت العام الماضي 99 في المئة! هل تتخيلون هذا الرقم في عالم الإقراض والسداد؟ وهي نسبة من دون كفيل أو كفيل غارم أو أي من الضمانات، فطبيعة القروض متناهية الصغر منذ نشأتها كمبدأ اقتصادي اجتماعي في العالم هي «عدم وجود الضمانات». وأزيد بأن المرأة أكثر جلداً، فنسبة نجاح المشاريع بلغت 92 في المئة، ومرة أخرى تخيلوا الحرص والجدية اللذين ربما انبثقا عن الحاجة، لكنهما حلقا بالطموح، والرغبة في إثبات الذات، والأهم الرغبة الأعمق في الاستعفاف عن المساعدة والاستقلال بالنفس،…
آراء
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
إذا أردنا أن ندرس عقيدة أو حزباً ما فما علينا سوى الرجوع إلى أحد جذوره العميقة التي لا تنخلع بتقدم الزمان وتغير المكان، إن الجيل الأول في أي ديانة أو مذهب في التاريخ يكون دائماً هو الأصدق لهجة والأبلغ لساناً من كل من يأتي بعده من أتباع! فالسيد الحسين كان صريحاً وواضحاً في خروجه على يزيد طلباً للخلافة! ثم جاء بعض المتمسحين بجلبابه ووضعوا مبدأ «التقية تسعة أعشار الدين» حتى يصلوا إلى ما أرادوا بكل خفة وانسيابية! بهذه السياسة «الحكيمة» استطاع حزب الله وقائده الأكثر تأثيراً على العالم العربي – بحسب تصنيف مجلة نيوزويك الأمريكية – تحرير القدس والبوسنة وأفغانستان والعراق بخطب منبرية ظاهرها «الوعد الصادق» وباطنها «التقية الصادقة» بعدما عزف على وتر «الإسلامية العالمية» وكلتا عينيه لا تفارقان مشروع الاندماج الكامل مع «ولاية فقيه قم» في أي لحظة حدثت فيها فوضى خلاقة تقود إلى تغيير جغرافية المكان فتضم لبنان إلى الحضن الإيراني! إن حزب الله هو حصان لعبة الشطرنج الذي يفاجئك بقفزاته الطائفية! فترى لسانه لا يفتر عن لعن الطائفية، لكنه مستعد للقفز بكل خفة إلى بيروت لضرب السنة ثم العودة إلى دمشق لتحرير فلسطين! وإذا أردنا أن نعرفه حق معرفته فما علينا سوى الرجوع إلى جريدة النهار اللبنانية في العام 1987 لنجد إبراهيم الأمين أحد كبار قيادات حزب…