آراء
الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠١٥
يتفق الجميع، فيما أظن، على أن العدالة هي أسمى مرادات الإنسان في كل بلاد العالم، الآن كما في سائر الأزمنة. ويحفل تراثنا الثقافي بالكثير من القيم والمقولات التي تمجد العدالة وتدعو إليها. لكن نقاشاتنا الراهنة تبدو مشغولة بالمثال الأعلى؛ أي العدالة في صورتها المجردة، وهي فقيرة فيما يخص التفصيلات القابلة للتطبيق والحساب. التوزيع العادل للموارد والفرص المتوفرة في المجال العام هو – على الأرجح - الموضوع الأبرز لنقاشات الفلاسفة وعلماء السياسة في القرن العشرين. بناء على اعتقاد فحواه أن هذا المفهوم يشكل جوهر الرابطة الاجتماعية والهدف الأعلى لأي نظام سياسي. ومع هذا التطور تباعد مفهوم العدالة التوزيعية عن جذوره الفلسفية النظرية التي ورثناها عن أرسطو، واندرج بشكل متزايد في النقاشات المتعلقة بالاقتصاد والسياسة، حيث اتخذ عنوانًا أكثر خصوصية، هو «العدالة الاجتماعية». التطور الآخر البارز في الأبحاث الخاصة بهذا المجال، هو التركيز على «تمكين» المجتمع والأفراد باعتبارهم محور الجدل حول مسألة العدالة. ولعل أبرز النقاشات الخاصة به ترجع إلى النصف الثاني من القرن العشرين فحسب. يدور مفهوم التمكين حول جعل الأفراد، ومن ورائهم المجتمع الأهلي ككل، مساهمين فاعلين في تحقيق العدالة لأنفسهم، بدل التعويل التام على الدولة، كما كان الأمر في الماضي. من المفهوم أن الدولة ستحتفظ بدور توجيهي في هذا المجال، لكن المجتمع سيكون الحامل الرئيسي لعملية توزيع الموارد. نجاح…
آراء
الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠١٥
من الصعوبة بمكان قراءة المشهد، إذ إن هناك مؤثرات سلبية عدة، تجعل الصورة العربية تحتشد بجملة من مقومات الضعف والهشاشة. وإذا استثنينا السعودية وبقية دول الخليج العربي، فإن المشهد السياسي يبدو مرتبكا. ولولا بعض المبادرات العربية تجاه مصر تحديدا ربما كان المشهد شديد السوء. وقد انتظمت بادرة التحالف العربي عبر عاصفة الحزم لانتزاع اليمن من المخلب الحوثي الإيراني. وهناك صراع محتدم في سورية يأخذ شكل ثورة تتقاطع في ثناياها قوى دولية وإقليمية. ولا يزال المخلب الإيراني مؤثرا هناك. وبالأمس خرجت إيران باتفاق دولي فيما يخص الشأن النووي. هذا الخبر إيجابي بالنسبة لإيران وسلبي بالنسبة لأطراف عدة في الخليج العربي وخارجه، بسبب التخوفات من السلوك الإيراني غير المنضبط تجاه الدول المجاورة وفي كامل المنطقة العربية. ولعل إيران التي يحلو لي أن أصف اتفاقها النووي بالتهيؤ للخروج من غرفة الإنعاش، تجد في الانفراج فسحة تنتهزها للانفتاح على جيرانها العرب، وإعادة تقويم موقفها، خاصة فيما يتعلق بالتدخل في ملفات عربية خليجية وإقليمية. إن الظرف التنموي الإيراني وقبله الظرف الإقليمي والدولي يتطلبان إغلاقا عاجلا للملفات في سورية واليمن. وربما تدفئة العلاقات مع العرب وبدء حقبة استثمارية واقتصادية تستحضر المصالح بين هذه البلدان. إن الصلف الذي يمكن أن ينتج عن إبرام هذا الاتفاق؛ قد يكون سلبيا .. الطريق حاليا ممهدة أمام إيران، لسلوك يخلو من…
آراء
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
إنها العدالة، والعدالة هي أساس الحياة في الإمارات.. إنه القانون، والإمارات هي الأولى عربياً في سيادة القانون، وهو مطبق على الجميع، ومن يعتدِ على غيره فسيجد القانون أمامه، فلا يلوم المجرم والمعتدي سوى نفسه وفعله الإجرامي! تنفيذ حكم الإعدام على المحكوم عليها آلاء بدر عبدالله، في قضية «شبح الريم»، هو منتهى العدالة، وقبل أن تأخذ العواطف مجراها لدى البعض، علينا أن نتذكر جيداً أنها مُعتدية وقاتلة، وليست ضحية، هي مجرمة وفقاً لكل الشرائع والأديان والقوانين، أزهقت روحاً دون وجه حق، هذه الروح هي لأم ترعى أطفالاً، ومعلمة تُعلم أطفالنا، مشهودٌ لها بالكفاءة وطيبة القلب، لا ذنب لها سوى أن القدر ساقها لتدخل دورة المياه في التوقيت ذاته، الذي كانت فيه تلك المجرمة تنتظر من تُقطع شرايينه بسكينٍ حادة عن عمدٍ وإصرار وترصّد، لا ذنب للضحية المغدورة سوى أنها أجنبية، عيونها زرقاء، وشعرها أصفر، وهذه المجرمة جاءت لتنفيذ جريمة قتل بشكل انتقائي ضد من يحمل هذه الصفات! لم تكتفِ بقتل إنسانة بريئة لا تعرفها، ولم تُذنب في حقها، لم تشعر بلحظة ندم، لم تُفكر لحظة بعِظم ما اقترفته يداها، بل إنها أصرّت على زيادة المشهد بشاعة، وكانت تُريد مضاعفة عدد ضحاياها، أرادت قتل المزيد، دون أي اعتبارات إنسانية أو دينية، حاولت تفجير شقة رجل عربي وعائلته، لمجرد أنه يحمل جنسية غربية!…
آراء
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
في الاجتماع الأخير للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، الذي عقد هذا الأسبوع، أقر المجلس مجموعةً من القرارات المهمة التي ستشكل وجه العاصمة الرياض في الأعوام المقبلة، منها بعض القرارات الخاصة بإنشاء مجموعة من الطرق الدائرية، وإنشاء متنزه ضخم، إضافة إلى إنشاء ضاحيتين في شرق وشمال المدينة؛ لتخفيف الضغط على وسط المدينة. مثل هذا القرار بإنشاء ضواحٍ سكنية في الأطراف إذا ما تم الشروع فيه بسرعة؛ فسيكون من المشاريع الجبارة التي سيكون لها انعكاسات إيجابية على العاصمة من نواح عدة. فكلنا يتذكر المراسيم التي أصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل أشهر، ومن ضمنها رصد 20 بليون ريال؛ لإيصال الخدمات من مياه وكهرباء إلى أراضي المنح في المملكة، والأراضي الممنوحة في شرق وشمال الرياض - للأسف - لم يستفد منها بالشكل المطلوب في حل أزمة الإسكان في العاصمة أو المساعدة في حلها، ونحن نعرف أن هناك مساحات محاطة بالخدمات داخل المدينة، ولكن أصحابها، لأسباب كثيرة، لا يريدون أن يطوروها، ونظام الضريبة عليها يبدو أنه يسير بشكل بطيء، وقد يستغرق إقراره أعواماً، لذا فإن إقامة مثل هذه الضواحي السكنية في الأطراف هو أحد الحلول لمجابهة هذه الأزمة، فما الفائدة في أن يمنح المواطنون أراضي سكنية في الأطراف ولا توجد فيها خدمات أساسية، فمنهم من يتركها للشمس ويأمل بأن تصل إليها الخدمات في الأعوام…
آراء
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
تقول إحدى الطرائف، أنك لو سافرت إلى جزيرة منسية في المحيط المتجمد الشمالي، لوجدت عائلة سعودية هناك، لدرجة أنك تشك في أرقام الإحصاءات العامة المتعلقة بعدد السكان في المملكة، فمن أين يأتي هؤلاء الذين تجدهم في كل مدينة وقرية وريف وفندق وشارع وحديقة ومنتجع و.... إلخ؟ تقول الإحصاءات الأخيرة، إن نحو أربعة ملايين ونصف مليون سائح سعودي ينفقون أكثر من سبعة وسبعين مليار دولار سنوياً، لكن من يجد السعوديين في كل مكان، وفي مختلف دول وعواصم العالم، بل وحتى في القرى الريفية، يشك أنهم لا يتجاوزون الأربعة ملايين ونصف المليون، فانتشارهم يوحي بأنهم أكثر من عشرة ملايين سائح، ووجودهم أيضاً، وازدحامهم في الداخل، يجعلنا نشكك كثيراً بعدد السكان المعلن! السعوديون يملأون دبي والدوحة والمنامة وكل العواصم الخليجية، وهم أكثر أعداد السياح الزائرين إلى مصر، والأكثر إنفاقاً، إذ ينفقون ثلاثة أضعاف السياح الآخرين، وهم الذين ينتشرون في أوروبا لدرجة أنك لا تستغرب بسماع مختلف اللهجات السعودية هناك، في مترو، أو في مطعم، أو في شارع... وهم الذين لا تخلو منهم ولاية ولا مدينة أمريكية، وفي مختلف المدن والقرى التركية تجدهم بحافظات الشاي والقهوة يستمتعون بالطبيعة، وبالطبع يملأون مختلف دول شرق آسيا، حتى أنهم أصبحوا مصدر دخل حقيقي لكثير من دول العالم، إلى درجة أن جميع الدول بلا استثناء تخطب ودهم، ولو…
آراء
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
عمل "داعش" والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيون وأشياعهم على تقديم خطاب ديني متطرف، وجد له سوقا لدى المأزومين. في مقابل ذلك كان هناك أناس في مجتمعاتنا العربية، يفهمون الحضارة بشكل خاطئ، ونشأت أجيال، تعتقد أن الحرية تتعارض مع الدين، وأن التقدم والتطور ينبغي ألا يصحبه ممارسات دينية. وبعض من ركبوا موجة الليبرالية وسواها من أفكار، يتصورون أن هذه الممارسة تبدأ بقطيعة المسجد. هذه الأفكار حتما لا علاقة لها بالواقع، فأينما اتجهت شرقا أو غربا، شمالا أو جنوبا، تجد أن الدين عامل مهم في الفعل الإنساني. ومن يتابع جولات البابا الحالية واهتمام وسائل الإعلام الغربية بها، والمضامين الدينية التي يتم ضخها عبر التقارير الإخبارية، لا بد أن يقتنع أن ممارسة الحرية لدى البعض في مجتمعاتنا، يشوبها خلل. ولذلك هم قد يخجلون حتى من القول إنهم يؤدون الصلاة ويرتادون المساجد. وفي المقابل فإن الأسوياء من الطيفين السني والشيعي يترددون أيضا في الإفصاح عن مذاهبهم لبعضهم بعضا، خشية الخوض في نقاشات ومحاكمات تستحضر الخطاب المتطرف لدى الطيفين. غياب الاعتدال، وخفوت أصوات المعتدلين، جعل التعصب والتطرف والغلو والتشدد يصوغ خطابات شيعية وسنية تصدرت المشهد لوقت طويل. إن الطبيعي أن يكون للإنسان دين ومذهب ينتمي إليه، هذه هي المحاضن التي تحفظ المجتمع. بعض ضحايا فكر "داعش"، هم نتاج حالة اغتراب وعزلة لم يتم معالجتها بذهنية حاضرة،…
آراء
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
تجربة فريدة حصلت في مدينة جدة خلال شهر رمضان لها دلالات كثيرة تؤكد كم هي بسيطة رغبات الناس وتطلعاتهم، وكم هو التضييق الذي وجدوا أنفسهم فيه ذات مرحلة سابقة أطبقت على مصادر الفرح ومنابع البهجة ولا تريد أن ترخي قبضتها عنها لكي يعود الناس كما كانوا، أسوياء طبيعيين بلا عقد وأزمات وشكوك وأوبئة اجتماعية تنخر نفوسهم. مهرجان «رمضاننا كدا» الذي احتضنته ساحات وشوارع جدة القديمة أسقط بالضربة القاضية كل التهم الباطلة التي تم إلحاقها بمجتمعنا ظلما وزورا وبهتانا، بأنه مجتمع عدواني شهواني بربري الغرائز متفلت الأخلاق عنيف النزعات، لا يمكن أن يكون في حالة انضباط أخلاقي إلا بوجود رقابة شديدة لصيقة تمنع الانهيارات الأخلاقية المؤكد حدوثها عندما يجمع مكان رجالا ونساء مهما كانت الغايات نبيلة ومهما كان وعيهم وكانت ثقافتهم وتربيتهم. هذه الوصمة الجناية التي تمصلح بها واسترزق من ورائها الكثير سقطت تماما وبصورة صارخة في مهرجان جدة الذي شهد حضور الآلاف من العوائل كل ليلة في مشهد حضاري نبيل، فقد استمتع الناس بالفنون والثقافة والعروض الفلكلورية والألوان التراثية دون حدوث تجاوزات أو مخالفات أو مشاهد صادمة للذوق العام والأخلاق المرعية التي يعرفها المجتمع. كان الإقبال الكبير للناس دليلا صارخا على توقهم للحياة الطبيعية التي افتقدوها، تخيلوا مجتمعا كمجتمع جدة بكل إرثه الحضاري وتسامحه ورقيه يتم اختطاف البسمة منه،…
آراء
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
نشرت صحيفة «الوطن» القاهرية يوم الخميس الماضي مقالاً بالغ الأهمية للكاتبة نادين سعد بعنوان «الصفقة المحرمة: إسرائيل وجماعات الإرهاب» حول تلقي قيادات وأعضاء «جبهة النصرة» الإرهابية العلاج في إسرائيل اعتمدت فيه على تقرير بثته الشهر الماضي القناة الثانية الإسرائيلية بعنوان «يعبرون الحدود» وذلك في أعقاب قيام مواطنين دروز يسكنون إحدى قرى الجليل الأعلى برشق سيارة عسكرية إسرائيلية بالحجارة كانت تقل بعض الإرهابيين من جرحى الحرب في سوريا لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية. والتقرير عبارة عن شهادات بعض هؤلاء الجرحى الذين تعالجهم إسرائيل، وتنقل الكاتبة قول أحد الجرحى وقد أخفيت ملامحه: «قالوا لي إسرائيل عدوة سوريا جيت هون لقيت أحسن معاملة»! ويتكلم آخر بالعبرية عدة جمل فيبدي معد التقرير إعجابه قائلاً: «سوري بيحكي عبري... منيح»، ثم يطرح هذا المعد على أحد الجرحى سؤالاً هو من تقتل: الشيعي أم اليهودي؟ فيرد: الشيعي. الدرزي أم اليهودي؟ فيرد: الدرزي، وهنا يختم معد التقرير برنامجه قائلاً: «يبدو أن إسرائيل عرفت كيف تحول عدو الأمس إلى صديق»! ماالسر يا ترى في هذا الحنان الدافق الذي تبديه إسرائيل تجاه الإرهابيين الذين يحيلون حياتنا جحيماً؟ إن إسرائيل ببساطة شديدة ترد الجميل للإرهاب. منذ سنوات وصف حاكم عربي سابق بأنه «كنز استراتيجي» لإسرائيل، ولم نكن ندري في حينه أن كنزه هذا يتوارى خجلاً أمام الكنز الذي يمثله الإرهاب لها.…
آراء
الإثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥
من هم «داعش»؟ من أين أتوا؟ من يقف وراءهم؟ من أين لهم هذه الأموال؟ كيف يمتلكون كل هذه القوة؟ كيف يمكن التغلب عليهم؟.. أسئلة لها بداية ولا نهاية لها، في أي مجلس ومع أي مجموعة مثقفة أو غير مثقفة، مهتمة بالسياسة أو غير مهتمة، وعلى جميع المستويات، كبار المسؤولين، ومن هم أدنى منهم، بل وحتى الأطفال أصبحوا يطرحون التساؤلات حول «داعش»! لقد تمكنت هذه الجماعة الخارجة عن الإنسانية، وعن الأخلاق، وعن الأديان والتحضر من أن تشغل المنطقة، بل وتشغل العالم بمتابعتها، حتى أنها أصبحت تنتج الأفلام الاحترافية وتصور مشاهد القتل والتعذيب والغرق والحرق وتروج لأخبار تجنيد الأطفال وسبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة دون خوف أو خجل! ومن يؤيدون «داعش» أو يعارضونهم يشاهدون أفعالهم ويتابعون أخبارهم، بل والغريب أن مناهضيهم يروّجون لتلك الأفعال الشنيعة، إما بتناقلها والحديث عنها، أو بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو بالخوف والتخويف من تلك الأفعال ومرتكبيها بدلاً عن مواجهتهم!.. والإعلام سواء العربي، أو الغربي شريك في الترويج «المجاني» لذلك الإرهاب المنظم ولتلك الفوضى الإنسانية، فتتسابق بعض وسائل الإعلام في نقل جرائم هذه المجموعات وأخبارها الدموية دون شعور بأن كل ذلك يساعد على الترويج لأفعالها ويجعل انتشارها أكبر، وهذا ما تريده بالضبط، بعد أن أصبح إرهابيو القرن الحادي والعشرين يدركون أهمية الإعلام وتأثيره، وهو ما جعلهم…
آراء
الإثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥
< ربما تتحسن أحوال اليونان المادية؛ حينما تتوصل إلى اتفاقٍ مع الدائنين، إضافة إلى ضغط الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي سيساعد هذا البلد في أن يخرج قوياً من أزمته، التي بدأت منذ سبعة أعوام، متجاوزاً الديون والعجز الاقتصادي، وتعود إليه صحته من جديد ويتمكن من تقليص ديونه البالغة 360 بليون دولار، ووصلت إلى 180 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. إذا كانت أزمة اقتصادية لبلد عضو في الاتحاد الأوروبي جعلته يتخذ كل هذه الخطوات الاحترازية، من وقف صرف العملات وإغلاق المصارف وإعادة النظر في الإنفاق الحكومي وغيرها من التدابير الأخرى، إذاً يجب أن تكون حال اليونان عبرة ودرساً اقتصادياً لمعظم الدول العربية والإسلامية، التي تعيش فوضى وسوء تخطيط في إدارة بلادها وفق النظريات الاقتصادية، إذا كانت اليونان افتتحت ربيع الاقتصاد العالمي باكراً عام 2009، فالعالم العربي دفع الأغلى حينما انطلقت فوضى الربيع العربي مطلع العام 2011. بالنسبة لدول مثل البرازيل واليونان وإسبانيا والأرجنتين فرصة لتصحيح اقتصادها ومعالجة الخلل الحكومي وهاهي الآن تتحسن أوضاعها، فالبرازيل تتعافى وتتجه إلى أن تكون رابع قوة اقتصادية في العالم، بعد أزمات سياسية واقتصادية، والحال كذلك بالنسبة للأرجنتين، التي اتخذت خطوات يصفها المراقبون أنها الأنموذج الأمثل للصعود من الهاوية، عكس إسبانيا التي ينتظر أن تلحق بقطار اليونان إذا لم تحلق بالمزيد من الإصلاحات المالية والاقتصادية. في…
آراء
الإثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥
أصدرت الحكومة سندات دين بمبلغ 15 مليار ريال للمساهمة في سد متطلبات الإنفاق للحكومي بدلاً من اللجوء للسحب من الاحتياطيات، ويحدث هذا لأول مرة منذ 2007 حسب مانشر في بعض الصحف المحلية، وقد سئلت عن تعريف مبسط عن ماهية وآلية السندات، وهل هي الأداة الأفضل لتمويل عجز الحكومة، ولعلني في هذه المقالة أوجز هذه الآلية وأهميتها لتمويل العجز الحكومي. ففي حال التوقع بالعجز أو وجود عجز في الموازنة الحكومية، فإن الحكومات بشكل عام تلجأ لعدة خيارات لسد (تمويل) هذا العجز عن طريق: - السحب من الاحتياطيات المالية للحكومة - إصدار سندات (صكوك) لتمويل العجز - أو خليط من اعلاه (السحب من الاحتياطيات واصدار سندات) - خفض الإعانات - رفع الضرائب وحيث إن خفض الإعانات ورفع الضرائب تحتاج الى تهيئة للرأي العام، وتحتاج الى عدة اجراءات روتينية لإصدارها في قرارات رسمية، فإنها أدوات قد تستخدمها الحكومات في المدى المتوسط، خصوصاً اذا تفاقمت العجوزات في موازنة الحكومة. لكن الملاحظ أن الحكومة قد قامت بسحب نحو 245 مليار ريال منذ بداية العام الحالي حتى انخفض الاحتياطي العام الى نحو 660 مليار ريال. وهذا التسارع في السحب وبنسب عالية جراء مكافآت راتب شهرين لجميع موظفي الدولة، وراتب آخر للقطاع العسكري والأمني، وتكاليف عاصفة الحزم، فإن وزارة المالية السعودية لجأت مؤخراً لإصدار سندات دين بميلغ…
آراء
الإثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥
شارك رئيس تونس السابق المنصف المرزوقي في رحلة «سفينة ماريان» السويدية لكسر الحصار المفروض على غزة. وروى تفاصيل الرحلة في مقال جميل عنوانه «الشوق إلى غزة» نشر على موقع «الجزيرة نت». الرحلة حققت نجاحات متواضعة، وانتهت مثل سابقاتها، لم تكسر الحصار. النتيجة كانت متوقعة، وفي مقال سابق أشرت إلى عدم إيماني بهذه الرحلات، التي أصبح بعض الدول يستخدمها لتحسين صورته. كسر الحصار على غزة ليس بحاجة إلى مناضلين يكفيهم من المحاولة فضح صلف الدولة اليهودية واستهتارها بحقوق الإنسان، بل إلى إرادة سياسية غير موجودة لدى المجتمع الدولي. لكن على رغم فشل الرحلة في تحقيق هدفها، ألا أنها كشفت لنا أن المدة التي قضاها المنصف المرزوقي في الرئاسة لم تغير حسه الشعبي، وشخصيته المناضلة، فضلاً عن أن طبيب الأعصاب، والكاتب في الفكر والحقوق والسياسة، يتمتع بحس أدبي متميز، وعبارة قصيرة جذابة، والاهم من هذا كله امتلاكه رؤية سياسية متقدمة وإنسانية ومختلفة، لحل الصراع العربي - الإسرائيلي. خلال ساعات الانتظار، في رحلة العودة من تل أبيب، تخيل المنصف المرزوقي كابوساً، وتداعت صور موحشة إلى ذهنه، لكنه تخلص من الصور البشعة، وبدأ يحلم على طريقة نلسون مانديلا في جنوب أفريقيا. يرى المرزوقي أن «الحل الوحيد هو الدولة المدنية الديموقراطية للجميع على شاكلة التي خلقها مانديلا موفراً على الشعبين تراجيديات فردية وجماعية لا عد…