آراء
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣
ربما يقال هذا المثل للدلالة على الحماقة أو الانحراف عن جادة الصواب، فمن يشتغل ببيع الماء في حارة يكثر فيها السقاة، الذين لا همَّ لهم ولا مهنة إلا بيع الماء، فهو إما أحمق أو خاسر، لأن ما يبيعه فائض عن الحاجة، فالتجارة عرضٌ وطلب، وفي قانون التجارة حين يكون العرض أكثر من الطلب فلا شك تنخفض قيمة المعروض. ولكن... ماذا لو أن الماء بلغ مبلغه، وارتفع سعره -على كثرته- في حارة السقاة، جاعلاً هؤلاء السقاة من الأغنياء لأنهم يتاجرون ببيعه؟! وإلى ماذا نُرجع هذه المعادلة؟ أإلى الحماقة، أم إلى الجهل المطبق، أم الأدمغة التي جرى تخديرها وتوجيهها وتعبئتها؟ ولكي أشرح لكم كيف طرأت هذه الأسئلة في طريقي، سأحكي لكم حكاية عشتها ذات مساء حين زرت الرياض، فوجدت صديقتي تخبرني بأنها تعاني من عارض صحي لم يساعدها الطب الحديث على معرفة جذره، فالفحوص الطبية تفيد بأنها سليمة، لكن العارض لا يزال موجوداً، ولهذا أقنعَتْها صديقةٌ لها بأن تتجه إلى أحد المشايخ كي تطلب مساعدته، وقد استطاع الشيخ أن يشخّص حالتها على الهاتف، بعد أن سألها أسئلة عدة، ثم قال لها إنها «معيونة» -أي مصابة بعين حاسد-. والحقيقة أنني خفت بعد أن سمعت أعراض التشخيص، على رغم أنها أعراض يمر بها معظم النساء في فترات معينة، وكدت أطلب منها رقم الشيخ كي…
آراء
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣
بعد وضوح المواقف الدولية والإقليمية، أصبحت الصورة جلية حول الصراع الدائر في سوريا وعليها. هذه حرب ستغير خارطة المنطقة، إن نجا نظام بشار الأسد.. انتصرت معه إيران وحزب الله. لهذا، ليس من قبيل المبالغة القول إنها معركة مفصلية لدول الخليج والأردن ولبنان، وقبل هذا كله سوريا نفسها. انتصار نظام الأسد سيؤول إلى تسيد إيران في العراق وسوريا ولبنان، وبالتالي هيمنتها على الخليج وتهديد وجود الأردن ولبنان تباعا. وهي تعتقد أي إيران أن انتصارها في سوريا سيضمن تلقائيا تنازلات غربية لنفوذها ومشروعها النووي، وهذا ما يقوله البريطانيون والفرنسيون الناقدون لموقف وزير الخارجية الأميركي، الذي باع الشعب السوري للروس، فقط من أجل الذهاب إلى مؤتمر جنيف. الوزير جون كيري أعطى الأسد أكثر مما كان يحلم به، كل الوزارات أبقاها في يده، وتعهد بأن يبقى الأسد عاما آخر، وأن الحكومة الانتقالية مجرد صورة شكلية، ولا شيء غير ذلك. ومن الخطأ التعويل على الدعم الدولي، أو قرارات مجلس الأمن، لأن هذه ليست في وارد الحسبان إلى عام آخر على الأقل، فالرئيس الأميركي الحالي وحكومته اختاروا أن يغمضوا أعينهم، وروسيا قررت أن تستأسد مع الأسد وإيران. والأمل كبير بانتصار الشعب السوري، لأنه يدرك جيدا أن الهزيمة ستعني ذبحه وهو قد مضى شوطا بعيدا، وحرر أكثر من نصف بلاده، وقد دفع، ولا يزال يدفع بالدم ثمنا…
آراء
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣
تكمن مأساة ابننا، طفل السنوات الخمس، ثامر موسى، في أن الحصول على حقه كإنسان يبدو بلا نظام أو قانون للمحاسبة.. وفي ملفه الطبي بين يدي توزعت أركان قصته بين (القبائل). تعرض ثامر قبل عامين لضربة في الرأس أفقدته نظر عينه اليسرى، وظل في الطابور لعام كامل من أجل التحويل إلى مستشفى الملك خالد للعيون، وهو المشفى الذي بدل أن يكون حلاً، فقد تحول إلى شعار لأزمتنا الوطنية. وفي ثنايا رحلة اليأس، ذهب به والده الفقير المدقع إلى مستشفى شهير وخاص بالعيون. وفي الملف أن المستشفى المتخصص الخاص الذي تعهد بعلاجه بعملية جراحية، وعلى الفاتورة دفع له والده 23800 ريال لتنويم وعملية لم تستغرق كلها، وعلى ورق المستشفى أكثر من ثلاث ساعات من لحظة الدخول حتى إخراجه إلى الشارع.. دخل ثامر، وبالبراهين، بعشى وظلمة على العين وخرج إلى الشارع بعد ثلاث ساعات من الدخول بعين هي مجرد قطعة لحمية. ومثلما يقول والده بعيون باكية: دفعت دخلي كاملاً لعام كامل، وفي ظرف ثلاث ساعات فقط، من الشارع إلى الشارع، خرجت من المستشفى بعد أن (أعدمت) بيدي وبنقودي عين ابني الذي شكوت من أجله إلى أحجار الأرض بلا جواب.. حتى المستشفى والطبيب يرفضان أن يشرحا لي ما الذي فعلاه بالضبط. وأنا اليوم لا أسأل عن (عيون) ثامر، لأن المستشفى سيجد في قاموس الطب…
آراء
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣
ساهمت وسائط الإعلام الجديد في تقديم ميزتين تجاوزت بهما وسائط الإعلام التقليدي، ميزتين إحداهما سرّتنا والأخرى ساءتنا. أما الأولى فهي إتاحة فضاء واسع للناس كي يعبّروا عن أفكارهم وآرائهم بحرّية لا يُقيدها مقص الرقيب. أما الأخرى فهي كشف الأخلاق الحقيقية للمجتمع، أو شريحة من المجتمع، وإظهار مبادئهم النفعية وأساليبهم المتحيزة والملوثة التي كان ينظفها ويعقمها مقص الرقيب في الإعلام التقليدي. ستتبين لك المقارنة في أجلى صورها، عندما تأخذ كاتب أو كاتبة عمود في إحدى الصحف الآن، وتقارن بين أفكار وأسلوب الكاتب أو الكاتبة في العمود الصحافي الذي تقرأه لهما كل يوم أو كل أسبوع، وما يكتبه هذا الكاتب أو الكاتبة في موقع «تويتر» مثلاً. الكاتب الذي تراه منضبطاً بـ «الأخلاق الحميدة» في عموده الصحافي هو نفسه الذي يكتب ويعلّق في «تويتر» بخفة وانفعال وسوء أدب في نقاشاته مع الآخرين يصل إلى حدّ البذاءة أحياناً. في مثل هذه الحال من ازدواجية الأخلاق ومعايير التفكير والتعامل مع الآخر، لن يصبح صعباً التنبؤ بأيهما هي الأخلاق الحقيقية للكاتب أو الكاتبة... هل هي التي في عموده الصحافي في الجريدة أم التي في حسابه الشخصي في «تويتر»؟! بالطبع ازداد تشوّه وسائط الإعلام الجديد بسبب أن الفضاء فيها مفتوح للجميع، بمن فيهم الغوغاء الذين لن تستكتبهم وسائل الإعلام التقليدي، ولن تقبل حتى بنشر مشاركاتهم وتعليقاتهم إلا…
آراء
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣
سأتحدث هذه المرة عن البنوك، ليس عن طريقة عملهم أو عن تساهل المصرف المركزي معهم، وإنما عن جودة خدماتهم قبل وبعد الأزمة المالية – بالتحديد عن بطاقات الائتمان. منذ بضعة أسابيع، واجهت مشكلةً مع بطاقة الائتمان الخاصة بي حيث أودعت مبلغًا من المال فيها باستخدام جهاز الصراف الآلي إلا أن الجهاز رفض إعطائي إيصالاً بالعملية لسبب غير معروف كما أن المبلغ لم يتم إيداعه في البطاقة أصلاً. وكأي مواطنٍ حريص، قمت (ثلاث مرات فقط) بتعبئة طلب التحقق من عدم إيداع المبلغ، وأرسلته للبنك من خلال البريد الإلكتروني والفاكس (الذي صُدمتُ أنه ما زال في الخدمة لديهم). وبعد شهر من إرسال الطلب والاتصالات المتكررة من قِبَل البنك للحصول على رقم الصرّاف الآلي، على الرغم من إنه لا علم عندي عن اسم الشركة المُصنعة أو بلد الصنع إلخ. تفاجأت بأن البنك قام بالتدقيق على التاريخ والوقت الخطأ في سجل الصرّاف! قبل أن يبعث لي برسالة نصية مفادها بأنه تم حل المشكلة بينما المشكلة لم تحل أصلاً وإنما تم إلغاء الطلب. لو كان النقاش في هذا المقال متمحورًا حول قطاع الاتصالات لكنتُ فهمتُ أن التنافسية ضئيلة مما يفسحُ المجال للشركة الموجودة أو الشركتين من التحكم بالأسعار دون أن يكون للمستهلك رأيٌ في ذلك. لكن الحديث هُنا عن قطاع البنوك؛ يوجد في الإمارات أكثر…
آراء
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣
لأن.. مصدرا مطلعا في "هيئة مكافحة الفساد" قال ـ سابقا ـ إن فرق بحث متخصصة ترصد المعلومات الواردة في الصحف، ومن ثم يجري استيفاء تلك المعلومات بشكل كامل، دونما الإشارة إلى المصدر الأساس للصحفي ناشر الخبر، مع وجود تنسيق عالي المستوى مع إدارات الصحف.. ولأنني.. قلت، في مقالة قبل عام، أنني أحاول أن أمسك بزمام المبادرة لـ"تحريض" زملائي وأصدقائي من الصحفيين والكتاب، لنشر ما بجعبهم دون توجس أو خيفة.. ولأن.. "نزاهة" قد طالبت الجهات الحكومية باتخاذ معايير دقيقة لاختيار المسؤولين للإدارات التنفيذية التابعة لكل قطاع من القطاعات الخدمية، خاصة فيما يتعلق بالإدارات التي لها علاقة واتصال مباشران مع الجمهور.. وحثت الوزراء ومحافظي المؤسسات، وأيضا مديري الجامعات، وأمناء المناطق على إنهاء إجراءات المعاملات، ومراقبة الموظفين حتى لا يضعوا عقبات أمام تلك المعاملات.. ولأنه.. يتداول هذه الأيام، مقطع لرجل أمن يتبع لقطاع "الجوازات"، يستقبل المراجعين بطريقة تعود إلى زمن ما قبل "طرزان"، إذ استبدل المصافحة بالـ"تمحيط"، والابتسامة بالصراخ، واتخذ من "القايش" ـ حزام البدلة ـ سلاحا يوجهه في وجوه المراجعين، بطريقة "بدائية"، ملغمة بأطنان من "العنصرية" و"الهمجية".. و"اللا إنسانية"!. ولأن.. "الهيئة"، قد شددت ـ في أكثر من مناسبة ـ على مواصلتها في تنفيذ ما نصت عليه الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والتي تقول دائما بضرورة أن تتوافر صفات الكفاءة والتعامل الحميد…
آراء
الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٣
يمثل خطاب زعيم حزب الله « حسن نصر الله يوم الاحد الماضي علامة فارقة في تاريخ الصراع السياسي والطائفى على مستوى مستقبل حزب الله ولبنان بل و على مستوى منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي ، فبالنسبة لانعكاساته على وضع الحزب فان موقف الحزب الجديد هو بمثابة «انتحار عسكري وسياسي» بعد اعلانه الصريح « نعم قواتنا ستقاتل مع الجيش السوري في القصير والقصير هي بوابة سوريا والمعركة فيها معركة مصير ووجود « و لبنانيا أخذ الخطاب لبنان الى المجهول وانتهاء سياسة النأى بالنفس والتى كان هدفها الابتعاد عن العاصفة التى تجري في سوريا، ولعل الأخطر هو اعلان حزب الله سقوط اعترافه بالدولة اللبنانية بل وبالدولة السورية .كان لسان نصر الله واضحا (لا توجد دولة في لبنان ). قد يقول قائل وما الجديد في الخطاب ؟ فموقف حزب الله كان واضحًا منذ الايام الأولى للاحداث في سورية حيث جاء مؤيدًا وداعمًا لنظام الأسد في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، فخلال شهر ابريل 2011م اكدت المعارضة السورية أن عناصر من حزب الله كانوا يشاركون في قمع المتظاهرين،وهذا الموقف تصاعد بعد شهر يونيو 2011م عندما أصدر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي فتوى فحواها (ان المتظاهرين في سوريا أعداء لله ورسوله) ومشاركة عناصر من الحرس الثوري عناصر النظام السوري في قمع الانتفاضة الشعبية. الاجابة ان خطاب…
آراء
الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٣
لا شك في أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تركيا في آب (أغسطس) 2006، وزيارته الثانية في 2007، عبرتا بعلاقات البلدين من حال البرود إلى الدفء، بعد فتور استمر 40 عاماً، وأحدثتا نقلة استراتيجية في تاريخ تلك العلاقات بالارتكاز على عقيدة واحدة، ومصالح مشتركة، وشراكة اقتصادية. في ظل التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وفي صدارتها ملف الأزمة السورية، وضرورة الخروج بموقف تفاعلي يمكن البناء عليه لوقف شلال الدم، ومناقشة مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد لضمان استقرار المنطقة، اكتسبت زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى أنقرة الأسبوع الماضي أهمية خاصة. كما أن الاضطرابات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط تتطلب من البلدين الأكثر استقراراً العمل على جبهة واحدة لإيقاف التدهور الذي يعصف بمنطقة ساخنة. في أنقرة، تركّزت محادثات ولي العهد مع الرئيس عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزيري الخارجية والدفاع على ضرورة الدفع باتجاه مخرج للأزمة السورية، وأهمية ترتيب أوراق الأزمة وفق خيوط التقارب الأخيرة بين موسكو وواشنطن، بما يخدم ثورة الشعب السوري، إضافة إلى التطرق لتحضيرات مؤتمر جنيف الثاني بعد فشل الأول، وأهمية الخروج بتسوية لمجمل الوضع في سورية، ومعاقبة النظام السوري في إطار الشرعية الدولية. بحسب ما علمت، بدت تركيا مستعدة وجادة لمساندة أي عمل عسكري دولي في سورية،…
آراء
الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٣
من الحقائق المشاهدة والملموسة في الواقع أنه في معظم الدول المتقدمة التي يرأسها أكثر رؤساء العالم قوة وثقافة وقدرة ونجاحاً سياسياً واقتصادياً، لن تجد فيها من أحد ينافق المسؤولين والقيادات السياسية على شاشات التلفزة أو صفحات الصحف، بما فيه من صفات حسنة يتصف بها حقيقة، فضلاً أن يمدحه بما ليس فيه ولا في أحد من البشر، لا لأنهم لا يحبون المدح والإطراء، أو لعدم من وجود من قد يحسن ذلك المدح والثناء والتملق والتزلف، فالفرد هناك يقول الحقيقة التي يؤمن بها ويعتقدها بملء فمـــه: أنا أحـــبه فهو قائد وشخصية عظــــيمة، أو: أنا لا أحبه ولا تعجبني إدارته وقيــــادته، فمصير الرئيس نفســه منوط بأداء حكومته، فلا قرار ينفرد به الرئيس، فقرارات الرئيس هي نتاج مؤسسات الدولة. ولذلك فمن الطبيعي أن نجد في تلك الدول التي تخضع لرقابة المؤسسات الشعبية والمدنية حين وقوع أي تجاوزات حكومية، أو خرق للقانون سرعة المبادرة من المسؤولين بالاعتراف بالخطأ بأكثر العبارات وضوحاً للرأي العام، بل وفي أحوال أخرى قد يضطر الرئيس ومن تحته وتحت ضغط الجهات الرقابية الشعبية والإعلامية إلى تقديم الاستقالة، والتعريض للمساءلة والمحاسبة. أما في مجتمعاتنا العربية فإن الحال ليست وليدة اليوم، بل هي متوغلة فينا حتى النخاع منذ مئات السنين، ففي أحوال كثيرة من تاريخنا كان الرمز السياسي له حاشية وبطانة، تمارس أنواع…
آراء
الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٣
-- كان يجلس متكئاً.. قميصه يحمل شعار نادٍ إيطالي مشهور، و«الكاب» يحمل شعار نادٍ إنجليزي أقل شهرة، والـ«بنطلون» يحمل شعار نادٍ ثالث، على الجدار خلفه كان يضع صورة لأحد اللاعبين المخضرمين، ومكتوب بجوارها بخط أصفر عريض «حبيبي (فلان) نجم نجوم الوصل»، بالطبع هناك شطب باللون البنفسجي على كلمة «الوصل»، وقد كتب بجوارها «العين»، ثم شطب باللون الأسود، وقد كتب «الجزيرة» ثم شطب باللون الأصفر، وقد كتب «الظفرة» ثم شطب باللون البرتقالي، وقد كتب «عجمان».. وأخيراً هناك شطب على الجميع ومكتوب «نجم نجوم اللعبة الحلوة»! -- نفث صديقي الرياضي الكثير من السم الهاري، الذي يقترفه الرياضيون، وأسبل عينيه، وقال لي بكل إيمان: «إن شاء الله بس الله يبلغنا»! قلت له وأنا أتخيل عقالي وهو يرتفع بضعة سنتيمترات ليشكل طوقاً ملائكياً: آمين يا رب. لم يبقَ إلا القليل، خمسة أو ستة أسابيع، ويبدأ الشهر الفضيل، الشهر الوحيد الذي يستطيع أحدنا أن ينام فيه ملء جفونه وهو يثق بأن أحداً لا يطعنه في ظهره. سعل صاحبي بعنف وأحسست به وقد انحرج وتلعثم.. حاصرته وضغطت عليه: فاعترف لي بأنه كان يقصد «كأس العالم 2014»، وليس شهر رمضان المبارك، لكنه يشكرني لحسن ظني به! -- جلست أمارس ما يسميه الأطباء «التدخين السلبي».. وهو الشيء الوحيد الذي أخشى أن أصبح إيجابياً فيه، لا قدر الله، وأنا…
أخبار
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
في مكانٍ ما, يتوسط المسافة ما بين الواقع والحلم. ثمة لحنٍ جميل يلوح من بعيد , لحن يتميز بثراء غريب, تمتزج فيه إيقاعات العيالة والحربية واليولة والرواح, وغيرها من الفنون الإماراتية الأصيلة. مشيت باتجاه الصوت, فاقتربت شيئاً فشيئاً من مكانٍ أنيق, يعبق برائحة القهوة والكتب, اصطبغت جدرانه بألوان جميله, يغلب عليها اللون الأزرق. تعمقت أكثر باتجاه الصوت فلمحت أوركسترا شابة, تتكون من باقة رائعة من المواهب الواعدة, يتنوعون ما بين الإناث والذكور. بعضهم يحمل الكمان, وبعضهم الفيولا, وبعضهم الشيللو, وبعضهم الفلوت, وبعضهم الترومبيت. يقودهم مايسترو شاب, طويل القامة, مشرق الوجه, دائم الابتسامة. أخذت مكاني بين الحضور, وبدأت أفكر في هذه السيمفونية, فهي مختلفة عن بحيرة البجع, ولا تشبه كسارة البندق, ولا علاقة لها بشهرزاد. سألت من كان يجلس على يميني عن اسمها, فرفع كتفيه وعقد حاجبيه وكأنه يقول لي: لا أعرف! يبدو أنه لا يريد أن يتكلم, حتى لا يخرج من حالة الانسجام التي يعيش فيها. سألت من كان يجلس على يساري عن اسمها, فاكتفي بالإشارة إلى المايسترو, ثم أدار يده في الهواء وكأنه يقول لي: أجل سؤالك إلى ما بعد انتهاء العزف! بعد دقائق لمحت إشارة من المايسترو, وكأنه يقول لي: انضم إلينا, واختر أي آلة تشاء, وخذ مكانك في الأوركسترا. احترت أي آلة أختار, وبعد تردد قصير, جلست…
آراء
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
الإمارات لا تسعى إلى التميز والتطور من أجل سمعة خارجية، ولا من أجل ضمان نجاحها في مقارنات مع غيرها من الحكومات، لا تفعل ذلك إلا لهدف واحد أعلنه مراراً رئيس الحكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأكد عليه في كتابه «ومضات من فكر» حين قال: «وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع، نعم فعملنا اليومي هو تحقيق السعادة». حكومة الإمارات سعت منذ أن تولاها محمد بن راشد إلى تطوير نفسها وخدماتها لتسهيل حياة الناس، وعملت على تنفيذ هدف استراتيجي وضعه لها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، فالمواطن أولاً وثانياً وثالثاً، ومن أجله تعمل كل الوزارات والدوائر، وتحقيق السعادة والرفاه وتقديم أفضل الخدمات له هما وظيفة الحكومة الإماراتية التي تفخر بتقديمها للشعب. ووفق هذه الأهداف تحولت الإمارات من الحكومة التقليدية إلى الحكومة الإلكترونية في عام 2001، واستطاعت تحقيق نقلة نوعية من خلال هذه الحكومة التي تقدم جميع خدماتها عن طريق الـ«أون لاين»، وتسابقت الدوائر المحلية والوزارات الاتحادية لتحقيق تطلعات القادة وتقديم أفضل الخدمات الإلكترونية للشعب، لكن محمد بن راشد لم يكتفِ بذلك، ولن يكتفي بما هو آتٍ، فالطموح عنده لا حدود له، وكلما وصل إلى قمة يتطلع إلى القمم التي تليها، هذا نهجه ومنهجه في الحياة، ولذلك فإن ما بين 2001 و2013، هناك 13…