آراء
السبت ١٨ مايو ٢٠١٣
يقول نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» الدكتور عبدالله العبدالقادر في تصريح نسبته له جريدة «الشرق» إن المجتمع السعودي مجتمع «شكاي بكاي» ، وأن منه من أشغل الهيئة بالبلاغات التي لا فائدة لها !. طبعا «ما له حق» المجتمع السعودي يشغل الهيئة بالبلاغات التي لا فائدة لها عن مهمتها في مطاردة اللصوص واصطياد الفاسدين، والذين أشغلوا الهيئة عليهم أن يخجلوا من أنفسهم فكم من لص أو فاسد افلت الآن لجريمته لأن الهيئة انشغلت عنه بـ «الشكايين البكايين» !. هل يعلم هؤلاء «الشكايين البكايين» أنني الآن عاجز عن سؤال الهيئة عن إنجازاتها في قمع الفساد أو عن رصيدها من اللصوص والفاسدين الذين اصطادتهم و جلبتهم للعدالة لأنهم أشغلوها ببلاغاتهم التي لا فائدة لها ؟!. تريدون الصراحة أيها «الشكايين البكايين» ، أنتم أحد أسباب الفساد، فعندما تشغلون الهيئة عن مسؤولياتها العظيمة ببلاغاتكم التي لا فائدة لها وتزعجونها بالشكاوى والبكاء، فإن اللصوص والفاسدين يجدون الفرصة للإفلات من براثن الهيئة والاستمرار في ممارسة أعمالهم الفاسدة التي تنخر في مجتمعنا «الشكاي البكاي» !. لذلك أطلب منكم التوقف فورا عن إشغال الهيئة وتركها تتفرغ لعملها في ملاحقة اللصوص والفاسدين، فهي «أبخص» بالتعرف على مواطن الفساد واصطياد الفاسدين، ألا تثمنون إنجازاتها في التفتيش على الفساد في البلديات الفرعية والإدارات القروية ؟!. ألا تقدرون أحلامها لقفز الأسوار العالية…
آراء
السبت ١٨ مايو ٢٠١٣
في الصباح ينظر في مرآته، يلبس قناعه ويمضي في حياته وفي المساء يرجع إلى نفسه، يخلع جميع أقنعته هكذا ينتهي يومه. هذه الجملة ليست مقطعا من رواية خيالية لكنه واقع يعيشه البعض، هو ليس هو عندما يكون معك، مجاملاته نفاق وابتساماته مزيفة هناك أسباب تمنعه أن يكون هو، يغطي نفسه بهالة ويخفي شخصيته الحقيقية، تصطدم بجدرانه، يحصن نفسه بأقنعته، يستبدلها كلما دعت الحاجة وهو لا يعلم إنها تستنفذه بطيئاً تشتته وتخفي ملامحه الحقيقية. يضيع العمر بين أقنعته، يبحث فيها عن ذاته ويوما ما يريد أن يرجع كما كان نقيا، بسيطاً وعفويا! تخذله حينها كل الأقنعة، تتساقط أمامه ومعها وجهه الحقيقي، لا شيء يستره الآن ولا يستطيع التفريق بينها، بيأس يختار قناعاً آخر وبألم يمضي ثانية في حياته. يقول لي صاحبي نحن وجوه وأقنعة نضعها صباحاً و نخلعها مساء وأتساءل ما الذي يجبرنا على التصنع والعيش بزيف؟ ممن نخاف؟ وهل الحياة بتحدياتها وصعوبتها تجبرنا على ذلك؟ أم أن الخلل فينا! لا نقدر على مواجهة الآخرين بشخصيتنا الحقيقية وأيضاً لا نقدر أن نواجه أنفسنا. أحيانا نظن أن عقدة النقص التي فينا تعرينا فنتغطى بثياب غيرنا، وبسذاجة نعتقد أن الحياة قاسية لا مكان فيها للضعفاء، صعبة على البسطاء فنغير طباعنا لتقبلنا ويقبلوننا. وزميل آخر قسي عليه من قسى، لا يملك الكثير، متعثرة كانت…
آراء
السبت ١٨ مايو ٢٠١٣
قبل نحو قرن من الزمان، وقع رئيس الولايات المتحدة الأشهر وودرو ويلسون بيانا تاريخيا، هو إعلان دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى، قال فيه: «من أجل أن يصبح العالم مكانا آمنا للديمقراطية». وقتها كان مفهوم الديمقراطية طفلا مدللا لدى الخاصة من النخب. مضى مائة عام وما زال هذا المفهوم غامضا وملتبسا منذ ذلك الزمن، ما الديمقراطية؟ ليس هناك جواب شافٍ! لقد لبست الديمقراطية الغربية أكثر من قناع مبتذل. قال جوزف ستالين إنه يحقق الديمقراطية، فقتل من أجل إقناع الآخرين بمفهومه، عشرين مليون إنسان. النازيون في ألمانيا والفاشيون في إيطاليا كانوا يعلنون أن أنظمتهم ديمقراطية إلى العظم، كما حط الراحل معمر القذافي من شأن الديمقراطية بإطلاق اسمها كجزء من جماهيريته التي فتحت سجونا أكثر بكثير من مدارس! وها هي الممارسة تتعثر في بلد مثل لبنان، بعد أن تغير - أو كاد - قانون اللعبة في كل موسم انتخابي، وفي الأردن حيث اتهم أعضاء في البرلمان بفضائح، كما في غيرهما من الممارسات العربية. أما ربيع العرب فما زال يأمل بتطبيق الديمقراطية، ولكنها أيضا تفر من نخبته كما يتسرب الماء بين الأصابع. في عدد الشهرين الأخيرين من الـ«فورن أفيرز»، المجلة المؤثرة في تشكيل فكر النخبة الأميركية، وأكاد أقول العالمية، العنوان الأبرز للمقال الرئيس هو «رأسمالية عدم المساواة». هذا العنوان له صدى في عدد…
آراء
السبت ١٨ مايو ٢٠١٣
لم تنتصر السعودية على الإرهاب بعد، طالما أن الأسوار العالية والأسلاك الشائكة لا تزال تحيط بكل المجمعات السكنية التي يقطنها الأوروبيون والأميركيون وبعض من العرب الذين يعملون في المملكة، مع حراسة مشددة ومدججة بالسلاح تستقبل كل من يقترب من بواباتها. قبل عشرة أعوام، وبعد منتصف الليل، فجعت الرياض، بل كل المملكة بأصوات انفجارات مدوية استهدفت أربعة مجمعات سكنية، قتل فيها 26 مدنياً وجرح 170 من القاطنين فيها من مختلف الجنسيات، تبيّن لاحقاً أن هدف المهاجمين كان حصد أكبر عدد من القتلى. عرفنا لاحقاً أن المهاجمين كانوا شباناً سعوديين غرقوا في لجّة من التطرف والغلو والكراهية. كان فعلهم تلك الليلة «بياناً سياسياً» يختصر رؤيتهم هم ومن خلفهم من شيوخ ومحرضين على المملكة العربية السعودية ومستقبلها، فكان الرد غير المباشر في كلمة ملك البلاد يومذاك الراحل فهد بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى بعد أيام قليلة، وألقاها العاهل الحالي الملك عبدالله، وحملت بصماته، وشكلت سيرته بعدما أصبح ملكاً بعيد ذلك بعامين هو: «الانفتاح والإصلاح»، وكان أوضح ما قاله يومها مخاطباً الشعب السعودي: «نحن أيها الإخوة جزء من هذا العالم ولا نستطيع الانفصام عنه». بالطبع كان الخطاب موجهاً أيضاً لأولئك الذين يحملون أفكار انتحاريي المحيا والحمراء، ولكن لا يحملون سلاحهم. كان اختيار الانتحاريين والذين اتفق على نسبتهم إلى «القاعدة»، واختارت الدولة أن تسميهم «الفئة…
آراء
الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣
لم تعد "جلسة الضحى" و"قهاوي الليل" المكان الأشهر والأقدم لمصدر الإشاعات. ولم تعد إشاعة اليوم كإشاعة الأمس، فإشاعة اليوم تصنع بدقة وعناية وتحمل أهدافا ورسائل وتمرر عبر أحدث وسائل الاتصال، وهناك من يراقب ردود الفعل والتداعيات ويحلل، وعلى إثر ذلك يعيد بث معلومات جديدة ومحتوى آخر ليمرر ما يريد ويدمر ما يريد. بوجود وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وبتحول جل "المستقبلين" في العملية الاتصالية التقليدية إلى "مرسلين" لم تعد الإشاعة كلاما عفويا أو بسيطا صدر من شخص ما، ثم التقطه آخر فبالغ فيه ونقله بخلاف ما سمع وأضاف عليه ما تمنى ليتداوله الناس في أسرع وقت. في يومنا هذا هناك من يكتب عبر قنوات ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة معلومات على شكل آخبار وأحيانا على شكل توقعات وهو يعلم أنه يكذب، لكنه يسعى من خلال نشر وتعميم وتكرار هذه الإشاعات لتصل الرسالة وكأنها رغبة شعبية، كمن يشيعون خبر إقالة المسؤول الفلاني وتعيين الشخص الفلاني بديلا عنه، وهناك من يتبع سياسة التشويش وخلق الفتن عبر ما يبث من أخبار ومعلومات من منطلق "الرصاص اللي ما يصيب يدوش". لا يخالجني شك في أن بعض الإشاعات تصل إلينا أحيانا من خارج الحدود لتحقيق أجندات معينة لصالح دولة أو فئة معينة، فضلا عن أن بعض الإشاعات الداخلية تلتقي مع الإشاعات الخارجية من حيث إنها لا تخلو…
آراء
الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣
قمت بزيارة اليمن الأسبوع الماضي، وعشت تجربة لم أرَ مثلها من قبل، فقد قدت سيارتي من المطار في العاصمة اليمنية صنعاء عبر الطريق الرئيس الذي كان يغطيه سيل هائج من المياه. وكنت أقيم في البلدة القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي للأمم المتحدة، والتي يتم الوصول إليها عبر طريق قديم يشبه الخندق المائي، ويعرف باسم «سيلة»، والذي دائما ما كان قذرا وموحلا وعلى جانبيه شجيرات الفلفل، والذي كان على مدى أجيال طويلة يتشرب بالمياه التي تغمر المنطقة في فصل سقوط الأمطار. وفي عام 1995، قامت الولايات المتحدة، بناء على طلب من اليمن، بتقديم نفقات تعبيد هذا الطريق. ونظرا لقيام اليمنيين بإزالة الغابات الموجودة على الجبال المحيطة بصنعاء، فإن عدم وجود أشجار ونباتات يعني اندفاع مياه الأمطار قبالة الجبال لتدخل المدينة وتصل إلى طريق «سيلة» المعبَّد وتحوله إلى قناة تجري خلالها المياه. وفي النهاية، وصلنا بسيارتنا الرياضية إلى الفندق بعدما عرفنا معنى جديدا لعبارة «أبحرنا إلى المدينة». وفي اليوم التالي، هطلت أمطار غزيرة في صنعاء وتراكمت المياه في بعض المناطق مثل الثلوج التي تسقط في فصل الشتاء. وفي تلك الأثناء، باتجاه الشمال، أدت عواصف ممطرة هي الأعنف منذ 25 عاما في المملكة العربية السعودية إلى مقتل 13 سعوديا في الفيضانات، وكان التلفزيون السعودي يبث «مقاطع فيديو لأشخاص يتعلقون بالأشجار والسيارات الغارقة…
آراء
الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣
في ليلة السبت ما قبل الماضي، هجمت الصواريخ والطائرات الحربية الإسرائيلية على بعض المواقع الإستراتيجية في سورية، خاصة مراكز البحوث الصاروخية ومقرات بعض ألوية الحرس الجمهوري. إيران أدانت الهجمة الإسرائيلية على سورية وهددت وتوعدت، وكذلك العراق وبعض التنظيمات المقاومة في فلسطين ولبنان، روسيا والصين كقوى شرقية أدانت العدوان على سورية. إردوغان، شن هجوما عنيفا على الرئيس السوري، أثناء وبعد الغارات الإسرائيلية. القوى الغربية أيدت الهجوم وبررته. بعض الدول العربية أدانته وبعضها لاذت بالصمت. أحداث هذا الأسبوع في سورية وردات الفعل الإقليمية والدولية الشرقية والغربية، وكذلك المحلية العربية، تعكس ما ورد في الجزء الأول من مقالي قبل أسبوعين، من حيث تحليل وإبراز أهداف المحاور في المشرق العربي، التي تمثل امتدادا للعمق الجيوتاريخي للقوى الإقليمية والدولية التي تتصارع على المنطقة. هنالك من يقول إن التاريخ يعيد نفسه، والحقيقة إن الجغرافيا هي من تعيد وتؤكد نفسها، وتعكس ذاتها وبأمانة على الواقع، حيث التاريخ لا يعدو دوره أكثر من مدون لما يجري على الجغرافيا من أحداث. صحيح أن "من لا يعي التاريخ يكرر أخطاءه" وهذا مؤكد، ولكن المؤكد أكثر هو أن "من لا يعي الجغرافيا محكوم عليه بأن يكرر حماقاته"، وفي المحصلة نحن نقرأ التاريخ لنعي ما أملته وما تزال تمليه الجغرافيا على البشر من أفعال وردات أفعال. في الجزء الأول من المقال تم…
آراء
الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣
جاء وزير الخارجية الإيراني صالحي إلى الأردن، ثم زار السعودية. وبالطبع ما كانت لهجته في السعودية مثلها في الأردن، لكن الجوهر واحد. ففي الأردن عرض مساعدات وتحسينا للعلاقات وبخاصة أنه جاء إلى عمان لافتتاح السفارة الإيرانية الجديدة هناك. لكنه بعد هذا التمهيد انصرف لتحذير الأردنيين من التدخل في الشأن السوري كما يفعل الآخرون! وواجهه وزير خارجية الأردن بمشكلة اللاجئين المتفاقمة، كما واجهه بأحداث القتل الفظيع الذي يقوم به النظام من دون توقف، وتصرفاته باتجاه إقامة مناطق طائفية «صافية». وواجهه أخيرا بالتدخل الإيراني المقاتل إلى جانب النظام، وهو أمر لا يهدد الكيان السوري وحسب؛ بل ويزعج العرب جميعا وفي العراق وسوريا ولبنان والأردن! وما تزحزح الإيراني عن موقفه في محادثاته بالمملكة العربية السعودية، لكنه ما أتى إلى المملكة لتأكيد الإصرار على مقاتلة الشعب السوري مع الأسد، بل اهتم بالعلاقات الثنائية، وبالإسراع في إنجاز الحل السياسي للأزمة السورية تحت عنوان الحوار بين النظام والمعارضة. فالنظام لن يسقط، ولا فائدة من الاستمرار في مقاتلته! جاءت زيارة صالحي إلى الأردن وسوريا والسعودية بعد خطاب حسن نصر الله الذي أكد على ما كان مؤكدا من قبل، وأضاف إلى ذلك فتح جبهة للمقاومة «الشعبية» في الجولان السوري المحتل. وقد أوضح الرجل أن نظام الأسد «تحول» بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة إلى المقاومة، فقرر أمرين اثنين: الاستمرار في…
آراء
الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣
أنا من الجيل الذي كان يصبح ويمسي على المسلسلات المصرية، حينما كانت هي المسيطرة في الثمانينات والتسعينات، قبل أن يتعملق الإنتاج السوري والآن التركي. وما أكثر التمنيات التي كانت تراودني ـ منذ الصغر ـ عند مشاهدة لقطة من مسلسل مصري، إذ كنتُ أتمنى لو أنني معهم في تلك الأمكنة الرومانسية الجميلة التي طالما حلمتُ بزيارتها، عسى أن أستمتع بجاذبيتها، وأسامر أهلها وأشرب من نيلها، لتسري علي المقولة المتداولة والمشهورة: «من يشرب من ميّة النيل يرجع لها»، تمنيت ـ حينذاك ـ تلمس قلاعها، والجلوس في مقاهيها، وزيارة ريفها وأهراماتها .. وقدر الله أن يتحقق هذا الحلم ـ منذ سنوات مضت ـ حين فاجأني عديلي «خالد» بأنه سيذهب إلى مصر، وبالتحديد إلى محافظة طنطا .. مركز السنطا .. كفر خزاعل، وأنه يرغب بصحبتي معه، لحضور حفل زفاف «حافظ» أحد الموظفين في شركته الخاصة. بالتأكيد كانت موافقتي فورية، وقلت له: على بركة الله. سبحان الله .. كانت هذه الرحلة بالذات من أروع رحلاتي، فقد تحقق الحلم وعشته باليقظة. أتذكر ـ الآن ـ عندما استقبلنا الخفر في منتصف الليل ليفتح لنا بوابة الكفر، وكم كانت روعة الترحيب والكرم المصري! وجدنا طاولة كبيرة ازدحمت بما لذّ وطاب، من المحاشي والمشاوي والكبدة والكباب. والمعروف أن «الأكل المصري دسم جداً» ومما أتذكر ـ يومذاك ـ لحظة بزوغ…
آراء
الخميس ١٦ مايو ٢٠١٣
تقول الحكمة إن الناس مستعدون لتصديق كذبة سمعوها ألف مرة، أكثر من استعدادهم لتصديق حقيقة لم يسمعوها إلا مرة واحدة. وعلى رغم هذا فإن الحق والحقيقة لا بد لهما من أن يشقا طريقهما وسط التعتيم وركام التضليل، ووقتها ستسمع ما لا تصدِّق ولا يروقك، ولو تكرر ترديد الحقيقة لاحتواها الناس أكثر، وبحثوا فيها وتدارسوها بعد رفضها وإنكارها، فالمستور رُفع عنه الغطاء بعد إخفائه والتمويه عنه، وهذا أهم ما في الموضوع، فلا يُعالج الشيء ما لم يُكشف عنه. وعندما أوضحت النسوة اللاتي استضافهن الأستاذ داود الشريان في برنامجه المرهِق ويعملن حارسات أمن في إحدى الجامعات السعودية عما يتم ضبطه أثناء جولاتهن التفقدية في أروقة الجامعة من ممنوعات (سجائر وحشيش ومخدرات)، كانت إدارة الجامعة تطالبهن بالتزام الصمت حفاظاً على سمعة الطالبات، فالمضبوطات لا تعدو أن تعود ملكيتها لعمال الصيانة ولا شك. وللأمانة والموضوعية لا تنفرد المسألة بجامعة بعينها، فكم منّا سمعت بالرصيف المشهور في الجامعة القديمة إياها؟ وكم منّا ولديها قريبات في جامعات متفرقة وللناس ألسن وأعين؟ ومن تلك التجاوزات واحدة كنت بالمصادفة وبقربي من أصحابها شاهدة حية على وقائعها، فشخصية القصة الرئيسة ومن حرص أهلها على تعليمها ونوعية اختلاطها كانت ملتحقة بإحدى الجامعات الأهلية، وبعد مضي وقت معقول ذهبت الأم إلى الجامعة للسؤال عن ابنتها ومستواها التحصيلي، لتفاجأ بأن المديرة العامة…
آراء
الخميس ١٦ مايو ٢٠١٣
سألت كويتية حاكم دبي ورئيس مجلس وزراء دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد المكتوم عن سبب استعجاله في تنفيذ المشاريع فقالت له: «لماذا تريد كل شيء الآن؟». فكان جوابه ولم لا؟ فليس هناك سبب يدفعنا للانتظار، المستقبل يبدأ اليوم وليس غدا ولو انتظرنا الغد حتى يأتي فسنستمر في تأجيل كل شيء. ثم بدأ يشرح لها كيف خرجت الإمارات «من صحراء قاحلة إلى دولة ذات مكانة عالمية في 40 سنة فقط» على حد قوله. وأنا أقرأ هذه القصة في كتابه الجديد «ومضات من فكر» ممهورا بإهدائه الكريم تذكرت ذلك الإماراتي الصديق حينما سألته «بصراحة، ماذا يتعبك في العمل في حكومة دبي؟» ثم قال: بصراحة الـDeadline أي مواعيد التسليم الصارمة. وحينما تأملت إجابته تذكرت أن كل الحكومات والمؤسسات الناجحة لم تبلغ ما بلغته لولا حس العجلة والجدية في متابعة تطبيق الخطط. والأمر نفسه ينطبق على مجالس إدارات الشركات ففي كل المجالس التي شغلت عضويتها، سواء كانت شركات مدرجة أم غير مدرجة، كنا نلزم الرئيس التنفيذي بخطة عمل وميزانية نتابع تطبيقها كل ربع سنة. ولولا هذا النهج الذي تنتهجه كل مجالس الإدارات في العالم لما تقدمت الشركات بخطى ثابتة نحو الربحية والإنجازات الباهرة. وما يحدث في دبي ليس استعراضا، بل هو نابع من رؤية رقمية واضحة تنتهجها حكومتها لنقلها خلال فترة زمنية محددة…
آراء
الخميس ١٦ مايو ٢٠١٣
مازلت أذكر اللحظة التي وجه فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق جائزة الصحافة العربية، تزامناً مع تأسيس نادي دبي للصحافة، والذي تشرف بمهمة الأمانة العامة للجائزة ووضع النظم الكفيلة بضمان نزاهتها وموضوعيتها وشموليتها العربية. وقد وضع النادي نصب عينيه أهداف الجائزة المتطلعة إلى المساهمة في تقدم الصحافة العربية، وتعزيز مسيرتها وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع والتجويد، وتعزيز الدور البناء الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، والتعريف بإسهام الصحافيين في إيصال الصوت العربي إلى العالم. اليوم ومع انتهاء دورتها الثانية عشرة، يصل عدد من كرمتهم جائزة الصحافة العربية إلى 199 مبدعةً ومبدعاً من مختلف ربوع الوطن العربي وميادين وفنون العمل الصحافي. وقد نجحت الجائزة في استكشاف المواهب والطاقات، وكرمت كوكبة من المبدعين، والأهم أنها وثقت حقبة من الإبداع تجاوزت عقداً من الزمن، شهدت خلاله مهنة الصحافة تغيرات نوعية في الدور وحجم التأثير في المجتمعات العربية. وأؤكد هنا أن الأمانة العامة للجائزة ومجالس إدارة الجائزة المتعاقبة، والتي ضمت خيرة الخبراء والكفاءات، قد حرصت على أن تبقى الجائزة مواكبة لآخر التطورات في المهنة، فقامت باستحداث فئات جديدة ساهمت بلفت الانتباه إلى فنون وتخصصات حساسة ومهمة في مجال العمل الصحافي، وسهرت على تطوير المعايير والحيثيات، وركزت في نسختها الأخيرة…