آراء

آراء

مقومات الحُكم ومؤشر العجز

الخميس ٢٥ أبريل ٢٠١٣

أصدرت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا" التابعة للأمم المتحدة دراسة شاركت فيها مجموعة من الخبراء الدوليين، بعنوان "العجز في مقومات الحكم واحتمالات تكرار النزاعات في منطقة الإسكوا". وتكونت الدارسة من مجموعة من الفصول منها: مفهوم الحكم، واتجاهات النزاعات المتقطعة في منطقة الإسكوا، وعلاقة الترابط بين العجز في الحكم وتكرار النزاعات، والخروج من دوامة النزاع والعجز في الحكم. وتأتي الدراسة بتعريف لدراسة سابقة للحكم تقول: "أسس الحكم مجموعة من الأعراف والمؤسسات التي تُمارس من خلالها السلطة في بلد معين. وتتضمن الإجراءات التي يُستند إليها في اختيار الحكومات ورصد أدائها وتعاقبها، وقياس قدرة الحكومات على صوغ سياسات سليمة وتطبيقها، واحترام المواطنين والدولة للمؤسسات التي ترعى التفاعل الاقتصادي والاجتماعي". وإذا ما حاولنا تطبيق هذا التعريف -على أنظمة الحكم في منطقة الإسكوا- نجده بعيداً عن الممارسة السياسية حسب ظروف كل بلد ومقارباته التاريخية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية. والاختلاف في التطبيق كان وما زال منشأ النزاعات في هذه المنطقة، وذلك لغياب مدلول المصطلح أو التعريف. ولذلك لا يمكن التيقن من حدوث استقرار دائم وتنمية ناجحة في ظل عدم التناغم السياسي، والشكل الإداري للعلاقة بين السلطة والمجتمع. كما أن غياب عنصر الشفافية في أداء مؤسسات السلطة قد أحاط الإدارة بمجموعة من المفاهيم التي لا تتناسب مع الدولة العصرية. بما في ذلك تطبيق العدالة والمساواة ومبدأ تكافؤ…

آراء

الألمعيون حين يجنّون

الخميس ٢٥ أبريل ٢٠١٣

ذات أمسية شعرية نظمها نادي أبها الأدبي في رجال ألمع أواخر القرن العشرين جمعتني مع الشاعرين أحمد عسيري ومحمد زايد الألمعي لفتني عدد الحضور الكبير من متذوقي الشعر وعشاقه ممن اكتظ بهم المكان المفتوح آنذاك. ولأن عدد الكراسي لم يكن كافياً، فعدد الواقفين كان أضعاف عدد الجالسين.. أما الأبرز فهو تفاعل "الألمعيين" اللاشعوري مع القصائد الملقاة. حرص رئيس النادي آنذاك محمد بن عبدالله الحميد على أن يكون في طليعة الحاضرين مع إدارة النادي بالإضافة إلى جمع كبير من مثقفي المكان.. يصاحبهم حضور جماهيري مبهر لأصحاب ذائقة فريدة من نوعها في التلقي.. كل ذلك يجعل أي شاعر يجود بإلقائه ويندمج مع حروفه ويتغنّى محلقاً لتحط الكلمات حيث يلذ لها أن تكون في قلوب الألمعيين. حين يتحدث الصديق الكاتب علي فايع عن الاضطرار لتأسيس "مجلس ألمع الثقافي" بجهود خاصة لعدم وجود مركز ثقافي في "رجال ألمع" المترعة بالمبدعين، فكل الحق معه، لأن الجمهور المتذوق الذي لمسته منذ عقد ونصف في مكان مفتوح غير معدّ للأمسيات، يستحق أن يكون لديه مركز ثقافي شامل لكل الفنون الإبداعية، فالمحافظة وما حواليها تضم عدداً كبيراً من الشعراء والكتاب والتشكيليين والمسرحيين والمصورين الضوئيين.. وما إلى ذلك من فنون بما فيها الموروث وروائع "القط" بنقوشه الفطرية الأنيقة.. والألوان الغنائية والرقص الشعبي المحبب من "دمة" أثيرة و"خطوة" وغيرهما. الألمعيون…

آراء

بعد كم سنة تفتكر نوصل ؟

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣

لو وقف شخص على خارطتنا الجغرافية وعرف المساحة الإجمالية (مليوني كيلو متر مربع) وعدد السكان والدخل الوطني، فلن يصدق بتاتا أن البلد يعيش أزمة سكن. طبعا، لن يصدق بناء على معطيات المكان، ولن يصدق عندما يعلم ــ أيضا ــ المبالغ المهولة (المهولة جدا جدا) التي أنفقت من أجل توفير السكن للمواطن (فهي مبالغ تنشئ مساكن تفيض عن حاجة السكان أضعاف مضاعفة)، إلا أن الهدر وسوء التخطيط والتلاعب بدد كل المبالغ التي صرفت على هذا الاحتياج الملح. وأزمة الإسكان بدأت تطل برأسها من زمن ليس بالقصير، ثم أخذت تضغط خلال السنوات الأخيرة كوضع اجتماعي واقتصادي يقلق معظم المواطنين، حتى انتقل ذلك القلق إلى الدولة، إذ أخذت الإحصائيات تفضح حال الواقع بإعلان أن 80% لا يمتلكون مسكنا. ظهرت هذه الإحصائية بعد كل المشاريع الإسكانية التي قامت بها الدولة، ومع وجود منح الأراضي وقرض صندوق التنمية، ما يعني أن كل تلك المشاريع لم توزع التوزيع الصائب أو أنها لم تكن على دراية بالنمو السكاني، ولهذا توالت القرارات لتعديل مسار الإسكان، وكان قرار إنشاء وزارة للإسكان، وقد اقتصرت مهمتها الأساسية في توفير السكن للمواطن.. إلا أن هذه الوزارة وقفت عاجزة تماما ومعلنة من خلال أكبر مسؤوليها أنها لن تستطيع تنفيذ مهمتها بسبب ندرة الأراضي، وهو سبب ضاعف حيرة ودهشة من يريد أن يفهم. وكان…

آراء

التأني في التمني!

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣

الدكتورة حياة سندي عضو مجلس الشورى والمرأة التي شهدت أهم مراكز البحث العلمي في هذا العالم بنبوغها وتميزها قالت خلال حديثها في جامعة أم القرى في ندوة عنوانها: (حياة حياة) بأن قضية قيادة المرأة للسيارة تحتاج إلى (التأني والصبر)، لم تحدد: كم كيلو تأني وكم كيلو صبر تحتاج القضية؟، ولم توضح أبدا ما إذا كان (التأني) متوفرا بكثرة في الأسواق مثله مثل الصبر أم أنه يحتاج إلى حجز مسبق!. ** هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها الدكتورة حياة سندي عن (التأني) فقد سبق أن تطرقت إليه في حوار مع جريدة الاقتصادية بعد تعيينها عضوا بمجلس الشورى ولكنه جاء بصيغة معكوسة (الصبر والتأني)!.. وذلك حين أكدت أن قيادة المرأة للسيارة ليست قضية مهمة لأنها (مسألة وقت) وحين سألتها الجريدة عن القضية التي تظنها ملحة بالنسبة للمرأة قالت إنها كسب ثقة الرجال في مجتمعنا مؤكدة أن هذه القضية أيضا تحتاج إلى (صبر وتأني)!. ** في عام 2009 تم اختيار الدكتورة حياة سندي من قبل منظمة تك باب (منظمة مستقلة) ضمن أفضل 15 عالما في العالم من مختلف المجالات ينتظر أو يتوقع منهم أن يغيروا الأرض عن طريق أبحاثهم وإنجازاتهم. ** الدكتورة حياة سفيرة النوايا الحسنة سبق وأن شاركت تطوعيا في مشروع: (اتبعوا النساء) في جولة حول العالم بالدراجات الهوائية ضمن 300…

آراء

أشجارٌ للحياة ..

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣

كانت الإمارات ولا زالت واحدة من أكثر الدول إهتماماً بالتشجير وبالخضرة وبالبيئة، هذا الإهتمام زرعه الأجداد فينا، فقد كان للشجرة قيمة عالية جدّاً في مجتمع صحراوي ينتظر المطر بإهتمامٍ من سنة لأخرى، وينتظر أن تمتلأ عيناه بخضرة المكان وجمال الطبيعة، وتنتظر روحه لأن ترتاح تحت ظل نخلة ما في واحةٍ بعيدة. لذلك كبرنا ونحنُ نحمل للشجرة مكانة خاصة في قلوبنا، وكبرنا ونحن نرى ونسمع زايد الخير – رحمه الله- يوصينا بالإهتمام بالأشجار وبالبيئة حولنا لأنها كما نقول دائماً أمانة نحافظ عليها للأجيال القادمة، وينظر لها قادتنا برؤية مستقبليّة. ففي اليوم الوطني الماضي زرعنا شجرة الإتحاد وهي رسالة مباشرة وصريحة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للإهتمام بالأشجار، وهو رأس الحكومة ومحرّكها وموجّهُها، وعندما أطلق الحملة أطلقها بين الأطفال وزرعها معهم، وهم الجيل القادم الذي نُريد أن يعرفوا ويقدّروا أهمية الشجرة في عالم يُعاني من تغيّر مناخي دائم وإحتباس حراري متزايد. في عاصمتنا الحبيبة أبوظبي وعلى بُعد دقائق فقط من قلب العاصمة التجاري، تمتدّ منطقة جميلة خضراء على طول الكورنيش الشرقي، هذه المنطقة الخضراء هي محميّة القرم الشرقي الطبيعيّة، والتي تمتاز بكيلومترات طويلة من أشجار القرم التي تتمتّع بميّزات بيئيّة عالية، فهي مصفاة طبيعيّة لتنقية الهواء ومكان مثالي لتكاثر أنواع…

آراء

لو أن الشيخ كان معنا

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣

وصلتُ مطار دبي البارحة ومعي ابنتي على الخطوط الإماراتية، وكانت الساعة تقارب الـ12 ليلاً، ولسبب ما لم أجد السائق ينتظرني، فاتجهت إلى طابور التاكسي مثلما في أي بلد، وحين جاء دوري فوجئت بسيدة تقف قرب سيارة التاكسي تلبس زياً يشبه زي مضيفات الطائرة عليه شارة هيئة مواصلات حكومة دبي، وما إن اطمأنت على تحميل حقيبتي حتى جلست خلف المقود وقادت بنا التاكسي. على رغم أنها ليست المرة الأولى التي أشاهد فيها سائقة تاكسي، إلا أن دهشتي اتسعت، فقد جئت من الرياض، وللتو كنت أقرأ تصريحاً لأحد المشايخ يؤكد فيه أن منع النساء من قيادة السيارة في السعودية هو من باب الحفاظ على عفتهن وأخلاقهن وسلامتهن، وأنهن - أي النساء - أكثر مخالفةً ووقوعاً في الأخطاء حين يقدن السيارة، ولكن الأهم من كل هذا قوله إن «فتيات يتعرضن إلى معاكسات الشباب عند الأسواق، على رغم أنهن برفقة ذويهن»، متسائلاً: «فماذا ستكون الحال في حال قيادتها السيارة؟». وفكرت لو أن الشيخ كان معنا الآن ويرانا نحن ثلاث نساء في سيارة التاكسي في الطريق إلى منزلنا الذي يبعد نصف ساعة عن المطار، لا سيارة تضايقنا ولا متهور يجرؤ على قطع طريقنا، بل نشعر بأمان عميق وحقيقي، فقد عشت هذه اللحظات الآمنة طوال فترة إقامتي في دبي، وأنا أرى النساء من حولي يقدن سياراتهن،…

آراء

الفشيليتيتور!

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣

ليست المرة الأولى ولا الثانية التي تنقل لنا فيها الأخبار رغبة الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي إلى سورية، الاستقالة من مهمته الدولية. وكانت المصادر الرسمية تسارع على الدوام الى نفي الاستقالة وتؤكد أنها لا تعدو كونها مجرد إشاعات أو تكهنات غير دقيقة. اعتباراً من هذا الأسبوع، ستكون مهمة مصادر التكذيب أصعب من مهمة مصادر الأكاذيب، بعد أن أعلن الإبراهيمي أنه في كل يوم يصحو فيه تكون أول مهمة يعملها على الريق هي التفكير بالاستقالة. بعد كل إشاعة عن استقالة الأخضر الإبـــــراهيمي، يتـــسابـــق المحللون السياسيون في استنباط وتحليل دوافع المبعوث الأممي للاستقالة من مهمته، وكان حريّاً بهم أن يستنبطوا دوافعه في ألا يستقيل... حتى الآن! مضت على تعيين الأخضر الإبراهيمي ثمانية أشهر، لم تزدد فيها الأوضاع السورية إلّا سوءاً لا يُسأل عنه الإبراهيمي، لكنه ملزم أن يحضّر له الإجابات اللائقة أمام عدسات الإعلاميين وميكروفوناتهم. سبعون ألف قتيل ومليون نازح ومهجر وأربعة ملايين نازح داخلياً، وما زال (الفيتو) يتلاعب بأرواح الناس في سبيل الاتفاق على تقاسم الكعكة بين القوى الكبرى. لذا يتفهّم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هواجس الإبراهيمي بالاستقالة لأنه «شخص مهني وحي الضمير». فالسياسي الروسي المخضرم يــــــعـرف أن مـــثـل هـذه المعارك الديبلوماسية تتطلب ضميراً ميتاً كي «تنجح»، من دون الدخول في تفاصيل تعريف النجاح هنا! القتل والهدم والخراب الذي تشهده المدن…

آراء

جهاد ضد الوطن

الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠١٣

«شددت وزارة الداخلية على عدم صدور أي دعاوى من ولي الأمر للجهاد في ظل عدد من الدعوات المخالفة للشريعة الإسلامية التي تنتشر وتدعو إلى ذلك. ووصف المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي المواطنين الذين تم التغرير بهم للجهاد في الدول التي تشهد صراعا بأنهم بحاجة للمساعدة لعودتهم بعد اكتشافهم للدعوات المزيفة». هذا جزء من تصريح اللواء منصور التركي الذي نقلته كثير من المواقع عن صحيفة (اليوم) قبل أمس الأول (الأحد)، وفي الاعتقاد أن وزارة الداخلية لم تبادر بهذا النفي إلا عندما لمست استفحال هذه الدعاوى وتجاوزها حدود الرأي الشخصي إلى الادعاء بأنها تمثل رأي الدولة، في تجاوز صارخ وخطير للحدود والخطوط الحمراء. والحقيقة أن هذه الدعوات ليست جديدة، بل إنها أصبحت جزءا من حركة ونشاط بعض الأسماء المعروفة في مجال الوعظ والدعوة ممن يحسبون أنفسهم في خانة العلماء الذين يحق لهم قول ما يشاؤون في أي موضوع دون اعتبار لحساسيته، بل حتى باستخدام تخريجات وتأويلات لا تستقيم مع العقل والمنطق، قبل أن تكون متسقة مع النصوص والتفسيرات الدينية الصحيحة. هؤلاء أصبحت قضية الدعوة إلى الجهاد عندهم أبسط من البساطة، فما إن تشتعل بؤرة للصراع السياسي في أي مكان إلا وسارعوا للنفخ في بوق الجهاد من منازلهم ومكاتبهم الوثيرة، وأطلقوا الخطب المهيجة المخلوطة بالدموع والنشيج لدفع الشباب إلى الخروج من…

آراء

تربح “المشايخ”.. “تو النهار”!

الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠١٣

بين ليلة وضحاها خرج الناس صباح السبت الماضي من بيوتهم، وإذ بهم يشاهدون إعلانات مصورة في كل شارع أمام أعينهم "يا للهول".. إنها ابتسامة عريضة لم يعتادوها لبعض نجومهم من الدعاة.. يقفون مع من أطلقوا مرات عليهم أحكاما عبر خطبهم وتغريداتهم للتحذير منهم، وتاجروا بسمعتهم ليكتسبوا شعبية بين الناس، ووصفوهم بالمنحرفين أحيانا، والليبراليين الفاسقين أحيانا، وبأدوات الشيطان أحيانا، لأنهم من ملهيات الحياة! لكنهم في ذاك الصباح، على غير العادة؛ هم وقوف جنبا إلى جنب مع الرياضيين والإعلاميين والفنانين والكتاب.. يرفعون أيديهم إلى آذانهم يقولون لنا "كلمني على.."! وهي خدمة "اتصالية" مدفوعة تشبه "تويتر". وبصراحة لا أعترض على الخدمة مثلها مثل بقية الخدمات المقدمة للناس في سوقنا الإعلامي الاستهلاكي الكبير؛ فمن يردها يدفع مقابلا كأي خدمة توفرها تقنية الاتصالات في ظل تطور التقنيات، لكن الناس فجعوا ذاك الصباح بأن مشايخهم يتربحون "بالدين" على "ظهور عواطفهم" واحترامهم لهم! وكأن الناس استيقظت فجأة من غفوة طويلة؛ ليكتشفوا أنهم للتو يحصدون الملايين مقابل دعاء يقدمونه لهم أو توجيه دعوي أو حكاية نبوية أو آيات من القرآن الكريم.. هؤلاء المفجوعون أقول لهم "تو النهار.. صباح المساء"! هل استيقظتم اليوم لتكتشفوا ذلك؟ أين أنتم من خدماتهم التي يتربحون بها عبر رسائل SMS منذ سنوات؟! أين أنتم من مئات الآلاف من الدولارات التي تُدفع لهم مقابل الدورات…

آراء

برامجنا الحوارية ولغة الشتائم

الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠١٣

البرامج الحوارية التلفزيونية تكشف لنا ضحالة وتناقضات ثقافتنا السائدة، سواء من المشاركين في تلك الحوارات، أو من جمهور المشاهدين، فالكل يحاول تحقيق النقاط لصالحه وبأي طريقة التي قد تصل إلى اتهامات خادشة للذوق والأخلاق العامة، المهم الانتصار لوجهة نظره في تلك المناظرات التلفزيونية، خصوصاً التي تبث حية على الهواء، فقلما نجد نقاشاً هادئاً وموضوعياً بين المشاركين في تلك البرامج ومع المتصلين من جمهور المشاهدين، ففي الغالب يقوم المتصلون على تلك البرامج بكيل الاتهامات لأحد المشاركين، واتهامهم بأبشع التهم الأخلاقية، والخروج عن الدين والأعراف، وتصل في بعض الأحيان للسب والقذف بعبارات جنسية فاضحة وسط صمت من مذيعي تلك البرامج الحوارية، وكأنهم ينتظرون هؤلاء المتصلين لزيادة سخونة برامجهم، وزيادة نسبة المشاهدة بأي طريقة كانت، فلا توجد معايير مهنية إعلامية لهذه المحطات تحدد ضوابط هؤلاء المشاركين على الهواء. فكما هو معروف فإن هناك مؤسسات إعلامية، سواء كانت مطبوعة، أو مرئية، أو مسموعة، لديها ضوابط محددة لطبيعة المشاركين في برامجها من المتحاورين، أو من المتداخلين من الجمهور في برامجها، فنلاحظ في بعض المحطات التلفزيونية، وعلى سبيل المثال محطة الـ«بي بي سي» العربية، وفي برامجها الحوارية مثلاً يقوم المذيع بإدارة الحوار بمهنية عالية تخدم فكرة البرنامج والتركيز عليها بعيداً من الهجوم الشخصي من المتحاورين في برامجها، أو من جمهور المشاهدين، على رغم أن السيطرة على…

آراء

المسيء الهولندي والمسيء المحلي

الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠١٣

أسلم فان دورين السياسي الهولندي الذي لم يتوقف هو وأعضاء حزبه المتطرف عن الإساءة للإسلام والقرآن الكريم والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بمناسبة ومن دون مناسبة، هدى الله فان دورين إلى دين الحق ونطق الشهادتين عبر تغريدة في تويتر قبل أن يشهر إسلامه في مسجد (السنة) في لاهاي، وهو المسجد ذاته الذي كان عرضة لهجوم دائم من قبل حزب فان دورين. وقبل يومين جاء فان دورين إلى السعودية كي يقوم بأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة وقد تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر عكاظ حول زيارة فان دورين لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرجل الذي كان في يوم من الأيام أحد المنتجين لفيلم قصير حمل إساءات بالغة للإسلام إلى درجة أن دور العرض الهولندية رفضت عرضه، وقد التقى فان دورين خلال زيارته هذه إمامي الحرم المدني الشريف ثم ذهب إلى العمرة ليستقبله الشيخ السديس في مكتبه ويهديه نسخة من القرآن الكريم. بالطبع نزل هذا الخبر كالصاعقة على أعضاء حزبه المتطرف المعادي للإسلام لدرجة أنهم لم يصدقوا الأمر في البداية، ولكن بالنسبة لنا كمسلمين فإن هذه الحادثة ليست غريبة على الإطلاق فالكثيرون على مر التاريخ كانوا على عداء شديد من الإسلام والقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنهم في اللحظة التي تبحروا خلالها في هذا الدين العظيم بغرض اكتشاف عيوبه…

آراء

الانفجار المذهبي الكبير

الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠١٣

تاريخ التعصب المذهبي قديم ولكن يمكن القول ان تحوله الى نزاع دموي ومأسسته سياسيا يعود الى عهد الشاه اسماعيل الصفوى (1501م الى 1524م) مؤسس الدولة الصفويّة، والذي اتخذ المذهب الاثنا عشري مذهبا رسميا وتبنى نشر المذهب الشيعي بالحديد والنار، كما احتل بغداد عام 1508م ونكل بأهلها وخرب قبر الامام ابو حنيفة. ورغم اصول الشاه اسماعيل التركية -كونه آذاريا- الا أن ذلك لم يمنعه من الصدام الدموي مع العثمانيين بل والتحالف مع البرتغاليين والصليبيين ضدهم -وهذا يثبت خطورة التعصب المذهبي وضرره البالغ- مما اضطر السلطان العثماني سليم الاول الى مقاتلته في معركة سهل تشالدران في 16 مارس 1514م والتى انتهت بهزيمة الشاه اسماعيل الصفوي والاستيلاء على عاصمته تبريز، ليواصل ابنه الشاه طهماسب مهاجمة العثمانيين وهم يستعدون لدخول فينا عام 1529م مما اضطر السلطان سليمان القانوني لفك الحصار عنها والعودة لمقاتلته. في العصر الحديث ادى نجاح الثورة الايرانية عام 1979م الى تأجيج التوتر المذهبي بصورة كبيرة وخاصة بعد تبني الامام الخميني تصدير الثورة بصورة واضحة ومعلنة وتجيير امكانيات ايران لخدمتها، «واذا كان اسماعيل الصفوي نجح في تشييع ايران فان الخميني نجح في أيرنَة معظم الاقليات الشيعية الاجنبية» كما يذكر الباحث الفرنسي اوليفيه روا. حدث الأسوأ عربيا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م والذي أخرج القمقم الطائفي العربي من مخبئة لينتشر بشكل كبير…