آراء

آراء

أنا المواطن الذي لا يحتاج إدارات الحكومة

الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠١٣

لم أتقدم طيلة حياتي مطلقاً لطلب قرض من صناديق التنمية الحكومية المختلفة، ولا توجد في كل سجلاتي منحة أرض من بلدية هذه المدينة. لم أكن طوال حياتي أيضاً طرفاً أول أو عاشراً في قضية أمام كل دوائر الحكومة. لم يستوقفني رجل أمن ولا حتى جندي مرور، ولا أتذكر أنني رفعت (معروضاً) واحداً إلى مسؤول من بين مليوني موظف في سجلات إدارات الحكومة المختلفة. وكل الذي أنا متأكد منه أن الإدارة الحكومية التي ذهبت إليها في العقد الأخير المنصرم هي بضع غارات لإدارة الجوازات من أجل أوراق العاملة المنزلية، وغزوتين أخريين إلى طاولة (كاتب العدل)، وفي كل غاراتي وغزواتي خلال هذه السنين العشر لم أشغل طواقم الحكومة إلا أقل من نصف ساعة في كل تعاملاتي كمواطن مع هذه الحكومة. حتى زوجتي الكريمة الفاضلة تدبرت أمرها بنفسها في النقل كمعلمة من مدرسة لأخرى، ومازالت حتى اليوم (تعيرني) أنني لم أفعل لها شيئاً في خدماتها الوظيفية، وجوابي الوحيد لها أنها (ربما) استغلت اسمي كشفعة حين نقلت من مدرسة في طرف الحي إلى الطرف البعيد على أطراف هذه المدينة. وكل ما أكتبه في النصف الأعلى من المقال، ليس مثاليات من شخصية شهيرة بالشغب وقوة الشخصية بقدر ما هو تساؤلات عن حاجة (المواطن)، أي مواطن، لكل إدارات الحكومة المختلفة. أنا في كامل الثقة، أنني لست…

آراء

موعد وزير الإسكان !

الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠١٣

انضم وزير الإسكان لنادي الوعود الزمنية، وحدد في تصريح له موعدا لبدء تنفيذ توزيع المنح مع القروض، وفقا للآليات التي سيحددها قرار نقل اختصاصات المنح والإقراض لوزارة الإسكان وإنجاز تطوير البنى التحتية للأراضي! طبعا.. أعد معاليه بأن أذكره بتصريحه هذا بعد مرور سنة من الآن، وأنصحه بأن تعمل وزارته على قدم وساق ودون إبطاء لتطوير مخططات الأراضي الموعودة وإعداد الأموال اللازمة للإقراض تمهيدا للوفاء بموعده، لكنني أشك في أن تتمكن الوزارة من إنجاز ذلك خلال عام واحد، ليس شكا في صدقية وإخلاص القائمين عليها، وإنما لأنني أدرك مناخ العمل الحكومي، وأقدر سرعة حركة الساعة الحكومية! فإنجاز الأعمال الورقية لتطوير المخططات والأراضي لا يمكن تحقيقه خلال عام واحد، ناهيك عن أن تنجز أعماله الميدانية، كما أن التعامل مع طلبات المواطنين دائما اتسم بالبيروقراطية والبطء في كل ما له علاقة ببرامج منح و مساعدة المواطنين! ما استوقني في تصريح الوزير هو قوله إن حق الحصول على الأرض و القرض مكفول لكل مواطن، سواء كان يملك منزلا أو لا يملك لتحقيق مبدأ العدالة، وهذا كلام جميل من حيث المبدأ، لكن الأولوية يجب أن تكون لمن لا يملك منزلا، فالمسألة لا تتعلق هنا بالعدالة بقدر ما تتعلق بتوفير المسكن لمن لا يملكه، وإلا نكون لا طبنا ولا غدا الشر!. المصدر: عكاظ

آراء

أنقذوا الإنسان و”أوقفوا القتلة الآليين”!

الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠١٣

في الفيلم السينمائي الأميركي الشهير "تيرميناتور" Terminator، يردد أرنولد شوارزينجر بصوته الآلي العميق: "سأعود يوما"، وذلك بعد أن استطاع كرجل آلي أن يأتي من المستقبل باحثا عن المرأة التي أنجبت القائد الذي قاد حرب البشر ضد سيطرة الآلة في زمنه المستقبلي. يبدو أن هذا الزمن المستقبلي أصبح قريبا جدا، وصارت الدراسات والبحوث حول التطوير العسكري للروبوتات التي تقاتل "بشكل مستقل" حقيقة واقعة تفرض نفسها، ليبدأ سباق تطوير عسكري تقوده أميركا في هذا المجال، والذي سينتج عنه عدد من نسخ الروبوتات (الرجال الآليين) التي تتميز بتقدم في المهارات والحصانة ضد التدمير والدقة العالية في ملاحقة الأعداء تحت الظروف الصعبة، بالإضافة لقدرتها على اختيار الأهداف بنفسها واتخاذ القرارات اللازمة في أرض المعركة دون الحاجة للمساعدة البشرية.. هذا التسارع هو الذي دفع مجموعة كبيرة من الباحثين والنشطاء القانونيين ونشطاء حقوق الإنسان لتخصيص شهر أبريل الحالي لإطلاق حملة للتوعية بهذه القضية تحت عنوان Stop Killer Robots أو"أقفوا القتلة الآليين". هناك طبعا الروبوتات التي يتم التحكم بها عن بعد، وهذه موجودة وحققت تقدما كبيرا، ويدخل في إطارها الطائرات بدون طيار، ولكن ما يتوقع أن يأتي هي تلك الروبوتات التي تقاتل وتتحرك بشكل مستقل دون الحاجة للتحكم البشري. ومن لا يتابع عالم الروبوتات، لا يتوقع التقدم الضخم الذي حققته في السنوات القليلة الماضية، بحيث صارت تحل…

آراء

ليس العمر ولا السياسة.. بل التطرف!

الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠١٣

في تحليل جريمة الشابين الشيشانيين الإرهابية في الولايات المتحدة، قيل الكثير.. العمر والعنصرية والسياسة العدائية وغيره، لكنها هذه المرة أبدا ليست صحيحة. هل هو العمر وطيش الشباب؟ صحيح أن الشقيقين الشيشانيين، تيمورلان وجوهر، في مقتبل العمر، 26 عاما و19 عاما، لكن إرهابيا آخر مثل نضال حسن، كان عمره أربعين عاما تقريبا عندما ارتكب جريمته في عام 2009.. عسكري وطبيب نفساني كان يعمل في قاعدة «فورت هود» في ولاية تكساس، قتل 13 شخصا من زملائه. وكذلك فيصل شاه زاده، كان عمره ثلاثين عاما، وهو منتم لجماعة إرهابية باكستانية حاول تنفيذ عملية تفجير فاشلة في ميدان «تايمز سكوير» في قلب مدينة نيويورك في عام 2010. وبالتالي نرى أن أعمار المنفذين متباينة مما يؤكد أنه ليس للإرهاب عمر محدد، وليست حالة عمرية تستغلها جماعات إرهابية مثل «القاعدة»، كما يدعي البعض. هل هي العنصرية دينيا أو عرقيا التي دفعت أبناء الأقليات للانتقام؟ لا يوجد دليل على أن الأخوين الشيشانيين عانيا من العنصرية، بل العكس تماما، فقد كان مرحبا بهما منذ أول يوم.. العائلة الشيشانية حصلت على «فيزا» زيارة سياحية وبعدها منحتهم السلطات الأميركية حق البقاء وأعطتهم إقامة دائمة، وأحدهما حصل على الجنسية الأميركية، وتزوج تيمورلان من فتاة أميركية بيضاء، واعتنقت الإسلام، وكان هو وأخوه مرحبا بهما في الدراسة. هل هو غضب سياسي؟ الغريب في…

آراء

إيران «تهزُّ» الخليج العربي!

الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠١٣

لا تعلم الشعوب الخليجية طبيعة علاقات بلدانها مع إيران! وماهية أسباب التأزم في تلك العلاقات! من يخشى من؟ من يجامل من؟ من يحاول كسب الآخر، أو كسب الوقت، ورفع شعار سياسة «النفس الطويل»، واحترام الجار؟ هناك توتر في العلاقات الخليجية - الإيرانية، وشكوى خليجية دائمة من التدخلات الإيرانية في شؤون بلدان الخليج، كما أن إيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتلوّح من فترة لأخرى بأن البحرين «محافظة» تابعة لها لا بد من أن تستعيدها. لكن العلاقة قائمة، والسفارات مفتوحة، والوفود مستمرة! الأكيد أن صبر دول الخليج يمتد من البحر إلى البحر، وأخشى أن تحل كارثة في البحر قبل أن يَنْفَد الصبر، وتغوص المنطقة في وحل من صنع إيران، وحينها ربما نقول: «فات الفوت وضاع الصوت»، وتسخط الأجيال على سياسة الصمت تجاه ممارسات إيران حتى لوّثت الماء واغتالت الحرث والنسل! بعد الهزة الزلزالية التي تعرضت لها إيران، سارعت دول الخليج العربية إلى نفي تأثرها، كأن المطلوب منها تقديم النفي، أو كأنه مكتوب على شعوبها الاستماع إلى تصريحات «النفي»، بدلاً من معرفة حجم تأثير تلك الهزات في مفاعل بوشهر النووي، وتأثيره في حياة شعوبها، ومستقبل أجيالها، وبالتالي تأثيره في المنطقة الخليجية، علماً أن الكلفة باهظة من النواحي الصحية والبشرية والبيئية والمادية. تأثرت إيران، بعد الزلزال الأعنف منذ نحو نصف قرن، الذي ضرب جنوب…

آراء

لا تخلطوا الأوراق

الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣

الساعة 8:44 مساء الجمعة بتوقيت أمريكا قال أحد أفراد الأمن: لقد وجدناه، لقد قبضنا عليه، ليتغير المشهد كليا من مظاهر التوتر والقلق والخوف إلى الهدوء والطمأنينة والفرح. بدأت أرتال الأمن تنسحب، والناس تخرج إلى الشوارع في (ووترتاون) لتحيي قوات الأمن وتتبادل التهاني بعد القبض على المشتبه الثاني في تفجيرات ماراثون بوسطن. السيناريو المثير الذي تابعه العالم لحظة بلحظة يؤكد أن البشر يمكنهم أن يتحملوا أي ظرف أو مشكلة إلا أن تتلون حياتهم بلون الخوف الكئيب. الأمن حين يفتقده أي مجتمع تصبح حياته جحيما حتى ولو لوقت قصير، وحتى لو كان متأكدا أن التهديد سيزول. حسنا، تنفس الناس الصعداء بعد القبض على المشتبه الثاني، لكن أجهزة الأمن الأمريكية بدأت المرحلة الأهم، أو كما قال الرئيس أوباما لماذا حدث ما حدث، وكما تساءل المحللون ما الذي دفع شابين لاقتراف تلك الجريمة الإرهابية بحق المجتمع الأمريكي رغم نشأتهما وعيشهما فيه. بالتأكيد تابعتم محاولة ربط المعلومات ببعضها وتتبع تحركات الشابين وتحليل فكرهما وتوجهاتهما، وبالتأكيد عرفتم السياقات التي حاول المحللون الأمنيون والإعلاميون وضع الحدث ضمنها كتفسير لدوافعه. بدأت تعود بقوة مصطلحات الراديكالية الإسلامية، الجهاد، الإرهاب، وبقية المصطلحات التي برزت بعد أحداث 9/11، وكأن التاريخ يعيد نفسه بهذه الحادثة، ليبدأ مفترق طرق جديد نتمنى ألا يؤدي إلى مرحلة أخرى من التوتر والاحتقان. ما حدث لا تقره…

آراء

5000 دجاجة فاسدة يوميا

الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣

أكبر خطأ ترتكبه في يوم العطلة أن تكون أول مواطن يصحو من بين الملايين النائمة، سوف تكتشف أن (ما حولك أحد) منذ اللحظة الأولى، لا أنيس لك إلا الجرائد التي تعرض صور وأقوال أشخاص يغطون في نوم عميق، وحتى هذه اللحظة لا أعلم لِم استيقظت قبل الجميع لأقرأ خبرا في جريدة الاقتصادية، منقولا عن رئيس جمعية حماية المستهلك، جاء فيه أن مسحا مباركا قامت به الجمعية في أسواق الرياض كانت من أبرز نتائجه أن كمية الدجاج الفاسد المعروض للبيع وصل معدل خمسة آلاف دجاجة فاسدة يوميا!. هذا الدجاج الفاسد في العاصمة فقط، حيث يفترض أن تكون أجهزة الرقابة في أقصى درجات اليقظة، ولكم أن تتخيلوا كم دجاجة فاسدة معروضة للبيع في المدن والبلدات النائية، وبالطبع نحن نتحدث عن الدجاج فقط دون غيره من الكائنات الحية والميتة؛ لأن من نتائج هذا المسح المبارك أن نسبة المعروض الفاسد في سوق السمك وصلت 70 بالمائة!، ونسبة تفاوت الأسعار في محلات بيع الملابس النسائية وصلت فوارق بلغ بعضها ألف في المية!.. أي أن أفضل شيء يمكن أن يقوم به القوم النائمون هو أن يواصلوا الشخير لأن في يقظتهم مصائب أكبر. ليس بعد هذه النسب والمعدلات الجميلة اللطيفة التي كشف عنها مسح ميداني طارئ داعٍ لأن أقول لكم أن نسبة إنجاز جمعية حماية المستهلك صفر…

آراء

اضطراب مصري… بلا مستقر

الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣

ما كنتُ أعلم أنه إذا تأخر رئيس الوزراء، أو رئيس الجمهورية في إنفاذ حكمٍ قضائي، فإنه يمكن للمحكمة التي أصدرت الحكم الأول معاقبته، أو معاقبتهما بالحبس والغرامة! لقد حدث ذلك بإحدى المحاكم المصرية قبل ثلاثة أيام. ولو أنّ ذلك حدث قبل سنة أو أكثر لعمدْتُ إلى كتابة مقالة كالعادة في عظَمة التجربة القضائية المصرية، وأن مصر (ورغم الثورة) لا يزال يسود فيها حكم القانون! لكني ومنذ عدة أشهُر، وبعد أن صارع رئيس الجمهورية المصرية المحكمة الدستورية ومجلس القضاء الأعلى وعطّل قراراتهما، ثم انصرفت المحكمة وانصرف نادي القُضاة لمصارعة الرئيس، وعمد «حازمون» لمحاصرة المحكمة الدستورية لمنع القضاة من الدخول إليها خشية أن يُبطلوا مجلس الشورى، بعد أن أبطلوا البرلمان... منذ ذلك الحين ما عدتُ آبهُ لما يقوله القضاء المصري ولا بما يقال عنه! فالرئاسة المصرية تعتبر القُضاة أو بعضهم من بقايا العهد السابق، والقُضاةُ يعتبرون الرئيس المصري المنتخَب كادراً من كوادر «الإخوان» لا ينبغي الخضوع له. والرئيس يقول إنه كان مضطراً للتصدي للمجلس العسكري وللمحكمة الدستورية لاستعادة صلاحياته التي أتاحها له الدستور، ولأن هذين الطرفين بالذات أرادا منعه من الحكم والتقدير! بيد أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد من تبادل الإبعاد والاستبعاد. بل إن الصراع لا يدور فقط بين الرئاسة و«الإخوان» من جهة، ومؤسستي القضاء والجيش من جهة ثانية، فهناك…

آراء

«الدوام لله!»

الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣

«أصلاً الدوام مب ريال».. «إن شاء الله الدوام يموت».. «حيوان يبدأ بحرف الدال.. الدوام».. «شيء حلو يبدأ بحرف الخاء.. الخميس» «هل لاحظتم أن آباءنا لشدة حبهم للـ(ويك إند) سموا أبناءهم باسمه: خميس، جمعة»! أعلاه عبارات كثيرة أصبحت أقرأها باستمرار على ملفات الأشخاص التعريفية، وتصلني عبر الرسائل الإلكترونية المختلفة، وما لم تكن أنت من شلة «الووركوهوليك» التي ابتلانا الله بها بعد أحداث سبتمبر العقارية، فأنت تتعاطف بشكل «فطري» مع هذه العبارات، ولولا العيب وقول المشايخ لقمتَ بوشمها على أحد ذراعيك، دع عنك ذلك الزميل السخيف الذي يكون في إجازة سنوية ويستمتع بـ«تعذيب» المداومين عن طريق إرسال صورة لسريره ثم لمخدته ثم لشرشفه، ويمكنكم تخيل تطور الأمر! لدينا مشكلة حقيقية خاصة كشعب مدلل، وهي أننا بدأنا نفقد عنصر «المتعة» في العمل، وبدأ العمل الحكومي أو الخاص أو المختلط يتحول إلى عبء ثقيل على الموظف، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى روتينية العمل وبيروقراطيته، وتلك التكشيرة الحكومية الشهيرة في كل من الوجهين: وجه المراجع ووجه الموظف! وهما فعلاً وجهان لعملة واحدة، ويصدق فيهما القول: «ما أشبه الوجه بالقفا»! تحويل دوائرنا بالطبع إلى بيئة عمل «غوغل» ليس سهلاً، وربما لا يكون مقبولاً بشكل ما، لكن قليلاً من اللمسات هنا وهناك قد يصنع الفرق! تناسي كلاسيكية التنظيم الهرمي، وتناسي تصميم الدوائر الكئيب من مكاتب وكراسي وخزنات،…

آراء

«الدين العلماني» ومعادلة النهضة

الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣

ظلت العلاقة بين الدين الإسلامي وبين إمكانية تحقيق النهضة إشكالية مركزية لم يتجاوزها المسلمون حتى الآن. هناك كتابات وأبحاث لا حصر لها تناولت هذا الموضوع. تكاد تتفق غالبية هذه المساهمات، بخاصة منها تلك التي بأقلام كتاب إسلاميين، على أن الدين الإسلامي بحد ذاته ليس هو العقبة التي لم تتزحزح عن طريق نهوض المسلمين. وأن العقبة الرئيسة في ذلك هم المسلمون أنفسهم، وليس الإسلام. والتاريخ شاهد على ذلك. في إطار الإسلام ولدت الحضارة العربية الإسلامية. ثم بعد القرن 8هـ/14م دخل العرب والمسلمون في سبات حضاري لم يفيقوا منه حتى الآن. هل لهذا السبات علاقة بحقيقة أن الحضارة العربية الإسلامية كانت في الأساس حضارة لغة وفقه وأدب، ولم تتسع لتكون حضارة اجتماع واقتصاد وتكنولوجيا؟ هذا سؤال يختلف عن ذلك الذي يحصر الإشكالية في علاقة الإسلام بالنهوض، هكذا بشكل هلامي وغير محدد. مهما تكن الإجابة، تؤكد الملاحظة السابقة أنه كما كانت هناك حضارة في إطار الإسلام، عاش ويعيش المسلمون، وتحديداً العرب، تخلفاً حضارياً منذ قرون الآن، وفي الإطار نفسه. وهو ما يؤكد النتيجة ذاتها، أو أن المشكلة ليست بالضرورة في الإسلام، وإنما في تعريف هذا الإسلام، وفي تعريف النهوض الحضاري، والعلاقة بينهما، أي في موقف ورؤية المسلمين أنفسهم لهذه الإشكالية. الحضارة الرأسمالية الحالية تؤكد ذلك، لأنها من أكثر الحضارات الإنسانية قوة وتقدماً، لكنها…

آراء

ابحث عن السبب أيها الأمين!

الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣

حالة الفرح التي عمت الكثير من سكان المنطقة الشرقية، عقب قرار تعيين المنهدس فهد الجبير، أمينا للمنطقة في ظني سببها ما سبق وأن كتبت عنه مرارا هنا، وهو أن المنطقة الشرقية تستحق اهتماما وعناية أكثر مما هي عليه في وضعها الحالي. الجبير يأتي للمنطقة الشرقية وسمعته قد سبقته، عطفا على ما عمل وقدم في منطقة الأحساء، التي لم يكن حالها أفضل من حال الدمام تحديدا، ولكن الجبير أحدث فيها حراكا واضحا ولافتا أدى إلى التفاتنا إليه، ولهذا نعول عليه ـ وهو القريب من مدن المنطقة الشرقية ومن سكانها بحكم السنوات التي قضاها في الأحساء ـ أن يحدث تغييرا جذريا في مدن المنطقة عبر الاستفادة من الخير الوفير الذي ننعم به. أحد العاملين في الأمانة سألته عما يريد من الأمين الجديد فقال: "لا نريده أن ينشغل بالمعاملات الصغيرة والأوراق الكثيرة، وألا يطلب منا ومن زملائنا في أقسام الأمانة وفروعها إطلاعه على كل صغيرة وكبيرة". نعم، ينبغي على الأمين الجديد أن يعطي الصلاحيات للمتمكنين، وأن يتفرغ للمسائل الكبرى التي تنقل مدن المنطقة من الوضع الذي هي عليه إلى الوضع الذي يفترض أن تكون عليه، وأن يستثمر عشرات المزايا التي تتسم بها مدن المنطقة؛ ليحولها إلى مدن نموذجية وجميلة وجاذبة، وأن يستعين بالشركات العالمية لتساعده في صناعة أفكار خلاقة وغير تقليدية، تحدث تغيرا…

أخبار وزارة الحب ومؤامرة الكره – بقلم: محمد خميس

وزارة الحب ومؤامرة الكره – بقلم: محمد خميس

السبت ٢٠ أبريل ٢٠١٣

يُتداول في وسائل التواصل الإجتماعي، فيديو لشخص عربي، وهو يرمي كلب من فوق بناية، ليلقى حتفه المسكين، فعل قبيح لشخص لا يملك ذرة من الرحمة. من نحن؟؟ سؤال ما زال يؤرقنا، بطرح نفسه بإستمرار عنيد، هل نحن اولئك القوم، الذين يوصفون بالهمجية؟ ومحبوا الدماء؟ أولئك الذين تعودوا على مشاهد العنف، لدرجة ان الموت صار لدينا شيئاً عادياً، ولم يعد يحرك فينا ساكناً. أين ذهب تسامح ديننا الحنيف؟ اين انسانيتنا؟ في أي لحظة تاريخية نسينا كيف نحب؟ او لنكون دقيقين، أعدنا تعريف الحب الى شيء نمارسه فقط عندما نتبجح أمام الأخرين. كيف نفسر لأطفالنا في ظل تفشي مرض الكره بيننا، بأن عليهم ان يحبوا الأخر! بل عليهم ان يحبوا انفسهم في البداية، ثم الحب للأخرين ما يحبونه لأنفسهم، هل فعلاً تعتقدون بأنهم يقتنعون بأن ما نعلمه لهم هو الصواب؟ وهم يرون أناس بيننا يغتبطون لزلزال ضرب بلد ما وقتل فيه المئات من الأطفال والنساء، ومن الرجال ايضاً. هل تعتقدون بأنهم سيحترمون الإنسانية؟ وهم يرون البعض منا، وهم يرقصون فرحاً لإنفجار قنبلة في مكان عام، في عمل إرهابي عديم الإنسانية والرحمة! لا نتحدث هنا عن انفجار بوسطن فقط، بل عن كل الإنفجارات الإرهابية، في العراق وفي أفغانستان وفي باكستان، وفي لبنان، وفي بريطانيا وفي أي مكان في العالم، فالعمل الإرهابي هو عمل…