آراء

آراء

سفراؤنا في أمريكا .. شكرا

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

الشخصية التي ترتكب العنف في أي شكل من أشكاله بحق الإنسان المسالم هي شخصية غير سوية في تكوينها النفسي، وعندما يبلغ هذا الخلل أسوأ درجاته يكون الفعل المختل في أبشع صوره، متمثلا في أي ممارسة تفضي إلى إزهاق أرواح الأبرياء دون تفكير أو تردد. والحال لا يختلف لدى من يرتضي هذه الجريمة أو يحاول تبريرها وتسويغها تحت أي غطاء أو ذريعة، الفرق الوحيد أن الثاني لم تصل علته النفسية درجة السوء والتعقيد التي وصل إليها الأول. كل المبررات الصريحة أو المواربة لترويع مجتمع إنساني والتسبب في قتل بعض أفراده ــ أيا كان هذا المجتمع ــ هي أعراض لذات مريضة وغير أخلاقية وعلى قطيعة مع المشاعر الإنسانية الفطرية. الذي حدث في مدينة بوسطن وراح ضحيته أكثر من إنسان وأصيب عدد كبير هو اقتراف لفعل غير إنساني بغض النظر عمن نفذه، أمريكيا كان أو من أي مجتمع آخر، ودوافعه مهما كانت لا يمكن قبولها، فالإنسان السوي يجب أن يتألم لهذا الفعل أينما يحدث، وفي أي مجتمع بغض النظر عن أي اختلاف معه في أي شأن؛ لأن الإنسانية هي التي يجب أن تؤطر كل البشر باختلاف أعراقهم ودياناتهم ومعتقداتهم وأفكارهم واختلافاتهم وخلافاتهم، وحين نكون مجتمعا مسلما فإننا الأولى تمسكا بهذه القيم الإنسانية والتعبير عنها، فما بال بعض منا يعبر جهرا عن سعادته بما…

آراء

هموم اليمن السعيد الجديد

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

يبدو أن اليمن، الذي كان سعيداً منذ أمد بعيد، ما زال بعيداً عن السعادة التي يأملها اليمنيون بكافة انتماءاتهم وجغرافياتهم. والحديث عن اليمن يُدخل الكاتب العربي في محاذير عديدة، لعل أهمها: مع مَن يكون الكاتب؟! وبعبارة أخرى، سوف "يزعل" منه أبناء الجنوب إذا ما دعا إلى الوحدة والأمن، والابتعاد عن التدخلات والتجاذبات الخارجية؟ً كما سـ"يزعل" منه أبناء الشمال إذا ما أيّدَ الجنوبيين في مسعاهم للاستقلال عن الوحدة، وتكوين دولة خاصة بهم، لأنهم يعتبرون أن الوحدة سلبتهم العديد من حقوق المواطنة التي يستحقونها، ولسان حالهم يقول -مثلما نقول في المثل الخليجي- سخّنا الماء وطار الديك! بمعنى أن الثورة التي أطاحت الحكم السابق لم تنجح في ترسيخ مبادئ المواطنة للجميع. ولقد عاتبني أحد أبناء الجنوب على المقال السابق -الذي نُشر في هذا المكان- واتهمني بأنني أقف مع أهل الشمال، ولم يكن ذلك بارزاً ولا "متشابهاً" في مقالي المذكور، لأنني دعوت إلى السلم والبناء في اليمن. وفي الأسبوع قبل الماضي أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لتجنب "حرب أهلية" في اليمن. وهذا ما دعوت إليه في مقالي المذكور. كما ألمح الرئيس اليمني إلى اتجاه "الانفصاليين"، ويقصد بهم أبناء الجنوب، بعدم تحبيذهم الحوار، و"هناك من يعمل ضده، وهناك من يحاول خلق المشكلات والعوائق تجاه استمراره". في ذات الوقت،…

آراء

إسرائيل تشن حرب الخليج المقبلة!

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

في تل أبيب يحسبون تكاليف الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، إن قرروا المضي وحدهم في المغامرة. يقولون وصل إليهم التزام أميركي بدفع أكثر من مائتي مليون دولار لتمويل النظام الدفاعي المسمى بالقبة الحديدية، الذي يحمي من الهجمات الإيرانية وغيرها، فيه كل بطارية ستكلف خمسين مليون دولار، وكل صاروخ اعتراضي ثمنه أربعون ألف دولار. والأهم من قراءة فاتورة المشتريات هو ما صرح به رئيس الأركان الإسرائيلي الذي أكد أن القوة الإسرائيلية وحدها قادرة على شن الهجوم على المنشآت النووية في إيران. وعندما سئل فيما إذا كان للجيش الإسرائيلي قدرة على مهاجمة إيران وحده كرر إجابته: «قطعا، نعم». كلامه موجه إلى الإيرانيين، وحتى الأميركيين، بعد فشل المفاوضات الأخيرة. فإيران ماضية للنهاية في مشروعها كما قال متحديا رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي: «لن نتعب من هذه المفاوضات، ونحن على يقين بأن هذه المفاوضات ستؤدي إلى قبول الدول الغربية لإيران دولة نووية». إن إسرائيل تهدد الإيرانيين وتحذر الأميركيين الذين يصرون على خيار التفاوض من أن المفاوضات طالت بلا طائل. ويخشون أنها ستطول حتى يبلغ النظام في طهران مرحلة امتلاك السلاح النووي الذي يستحيل بعده الاشتباك معه عسكريا. السؤال: هل علينا أن نخاف من صراع إيراني إسرائيلي؟ نعم، لأن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية المحصنة قد ترد بإطلاق…

آراء

التطرف يزداد اتساعاً

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

حين تنبه العرب قبل غيرهم إلى ما ستؤول إليه الأمور في سورية لم يتعاون معهم المجتمع الدولي للتعجيل بإنهاء الأزمة قبل أن تبلغ حد الكارثة، وحين أعلن الغرب خشيته من تغلغل تنظيم القاعدة إلى سورية لم يكن هناك أي حركات أصولية في البلاد.. غير أن التقاعس الدولي وتردد القوى الكبرى ولعبة المصالح الروسية أخّرت وما زالت تؤخّر الحل حتى وقع الفأس في الرأس، وبعد أن أنهك الجيشُ الحر النظامَ جاء الأصوليون ليسيطروا على الوضع في كثير من المناطق، ومنهم من أعلن ولاءه لـ"القاعدة"، مما يعني أن الحال من سيئ إلى أسوأ.. والقادم لن يكون بأفضل مما مرّ خلال العامين الماضيين. بل وربما تكرر سيناريو العراق بصورة أشد خطورة، ففي المناطق التي يقول الثوار إنهم حرروها يروي شهود عيان أن أعضاء الجماعات الإسلامية ممن يقولون إنهم "مجاهدون" احتلوا كثيراً من البيوت التي غادرها أصحابها، ولدى عودة بعض إلى بيوتهم رفض هؤلاء "المجاهدون" المغادرة وبقي أهلها في الشارع. في بعض المدن السورية صار "أمير الجماعة" هو الآمر الناهي، وما كان له ذلك لو أن المسألة حسمت منذ بدأ النظام في قتل المتظاهرين، فحينها لم يكن هناك سوى صوت الناس البسطاء الحالمين بالتخلص من الطغيان.. أما اليوم فالأصوات كثرت والمطامع كبرت، وحلم دولة الخلافة عاد إلى أذهان الحالمين به، و"الأخوان" يتربصون ليعملوا مثل…

آراء

حزب مكافحة الحياة!

الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠١٣

بغض النظر عن التفاصيل المضحكة التي صاحبت اقتحام أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف لجناح دولة الإمارت الشقيقة ومسارعة رجال الحرس الوطني لإبعاده وسط تصفيق الجمهور الذي ضاق ذرعا برعونته، حاولت بعض الأصوات استغلال هذه الحادثة لمهاجمة مهرجان الجنادرية وتشويه صورته لأهداف بعضها معروفة منذ سنوات طويلة وبعضها خفي ويثير الارتياب. مهرجان الجنادرية – كما تعرفون – لا يعدو كونه معرضا كبيرا للحرف اليدوية القديمة بالإضافة إلى أجنحة للوزارات والهيئات الحكومية وبعض الفنون الشعبية مثل شعر المحاورة أو الرقصات الفلوكلورية، ورغم أن هذا المعرض لو كان موجودا في مدينة أخرى لما زاره أحد لأنه لا يحتوي على شيء يستحق كل هذا الاهتمام، فإن أنصار نظرية مكافحة الحياة ووأد الفرح بكل أشكاله وألوانه يحاولون محاربة هذا المهرجان التراثي البسيط الذي يعد واحدا من النشاطات (السياحية) القليلة التي بقيت في العاصمة. قبل ذلك حاول هؤلاء محاربة معرض الكتاب رغم أنه لا يمكن أن يعتبر نشاطا ترفيهيا أو سياحيا على الإطلاق، ولكن الناس المساكين الذين سرقت أفراحهم منذ أن كانوا صغارا قالوا لأنفسهم (الجود من الموجود) وحاولوا أن يجدوا في هذه المناسبة الثقافية متنفسا لهم باعتبار أن الثقافة ليست عيبا ولا حراما ولكن حساباتهم لم تكن صحيحة فثمة من يترصد فرحتهم بشكل دقيق ليقضي عليها في مهدها. وكل هذا جزء من مشروع قديم لصناعة…

آراء

الأوغاد…

الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠١٣

لا شك أنه أمر مؤلم ومحيّر حين تستيقظ يوماً وترى مَن تعيش بينهم لا يكترثون بالقوانين الإنسانية والفطرية، التي وضعت منذ بداية البشرية، حيث تشعرك تصرفاتهم وكأنك شاذ وغريب أو تعاني من خلل ما، تجد نفسك تتصادم وتختلف مع قناعاتهم أو في وجهات النظر، وستصاب بالإحباط حين ترى أنه أصبح يتحتم عليك أن تبذل مجهوداً أكبر للحفاظ على مبادئك والتمسك بها في زمن تساقطت فيه الأقنعة وقلّ فيه الوفاء، وغُيّبت فيه المروءة، ولم تبذل فيه أي مجهودات لبقاء أي أثر للكرامة الإنسانية، وستصادف في الطريق الشائك ما ستُدمَى منه قدماك بسبب تعمد إلقاء الأشواك والعراقيل في كل طريق تسلكه، لتجبر على السقوط وتغمس يدك بالوحل لتصبح (مثلهم)، لأن نظافة يدك وقلبك باتت تزعج كثيراً من (الأوغاد) في محيطك، فتجدهم يتشكلون في مجموعات متفرقة أو بشكل فردي يخدم في النهاية نفس الهدف، إحباطك أو تدميرك ذاتياً بالضغط على زر ضعفك لتقوم أنت بإكمال المهمة، تتغير طرقهم، وتتلون عباءاتهم على حسب الموقف، يحاصرونك من جميع الاتجاهات، لتبدأ بالكذب مضطراً أو ( هكذا تبرره لنفسك) على أنه أبسط الأذى إلى أن تستسيغ طعمه وتدمنه، فتتجاوز تلك المرحلة بعد أن تصدق كذبك، وتبدأ بمحاسبة مَن يشكك في صحة كلامك، وتبالغ في ردة فعلك لتقتص من كل مَن يشكك في كذبتك الكبرى، التي تقودك دون…

آراء

حديث المؤامرة بين مرسي والأسد

الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠١٣

لا يكف بعض العرب عن صنع ما يدخل في نطاق العجائب. ومن غرائب أيامنا الراهنة خطاب المؤامرة الذي تردده السلطتان الحاكمتان في مصر وسوريا، وتلحان عليه كل بطريقتها، رغم الاختلاف الجوهري بينهما. فالسلطة المصرية الخاضعة لجماعة «الإخوان» تُسرف في اللجوء إلى حديث المؤامرة، مثلها في ذلك مثل السلطة السورية رغم مشاركة الجماعة وأتباعهم في الاحتجاجات المستمرة ضد الأسد منذ أكثر من عامين. ويلاحظ المعنيون بما يحدث في مصر أنه لم يخل خطاب لمرسي منذ 22 نوفمبر الماضي من حديث عن المؤامرة التي يعلّق عليها فشل السلطة في إدارة شؤون البلاد وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية على نحو لا سابق له منذ مطلع القرن التاسع عشر. وهذا هو حال خطاب الأسد، لكن منذ منتصف 2011 عندما بدأت سلطته تفقد سيطرتها فلم يجد إلا حديث المؤامرة مهرباً من الاستجابة لمطالب قطاعات متزايدة من الشعب السوري. وأخذت المساحة التي يشغلها حديث المؤامرة في خطاب الرئيس السوري تزداد منذ ذلك الوقت بمقدار تنامي الاحتجاجات الشعبية وتوسع نطاقها. كما اشتد إلحاح الرئيس المصري على هذا الحديث في الأسابيع الأخيرة بمقدار تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. ورغم أن تشابه خطاب مرسي وبشار عن المؤامرة يبدو غريباً، لأن الثاني يقاوم تغييراً أوصل مثله الأول إلى السلطة، ربما يكون هذا التشابه مفهوماً في ضوء إحدى القواعد العامة التي…

آراء

هزيمة الإنسان «المتشابه»

الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠١٣

ظل كثير من الشعراء والفلاسفة، لعقود وقرون طويلة، يتوقون إلى تحقيق فكرة «العالم الواحد» المندمج والمتمازج، الذي لا فرق فيه بين عربي وأوروبي وآسيوي وأفريقي، أبيض وأسود وأصفر وأحمر. بعد سنين طويلة من التوق والشوق إلى الإنسان «المتشابه»، تحققت أو كادت تتحقق هذه الأمنية، في ما أصبحنا نسميه ونرمز له في العقود الأخيرة بـ «القرية الكونية». تحقق هذا التشابه عبر ما صنعته العولمة من تسهيل وسائل التواصل والتبادل في الإنتاج الصناعي والثقافي والفني والغذائي والاستهلاكي عموماً، وأكاد أقول و «الديني» حيث لم يعد هناك فارق كبير بين أساليب ووسائل ومتطلبات الداعية المسيحي والداعية المسلم! ما الذي حدث بعد ذلك؟ هل أصبح الإنسان «المتشابه» أكثر سعادة من الإنسان «المتغاير» الذي عاش في القرون الماضية؟! الواقع، حتى لا نكون نوستالجيين أكثر من اللازم، إن حياة الإنسان الجديد أصبحت أكثر سهولة ومرونة وأسرع تعارفاً وتداولاً للأفكار والمشاعر من الإنسان القديم. لكن ماذا بعد؟! الذي يبدو من خلال ما يبثه الإنسان الجديد لمحيطه، أنه أصبح أكثر سعادة خارجية، لكنه أقلّ سعادة داخلية! هذا ظنٌ مبني على استنتاج قد لا يستمزجه كثيرون، فما هو البرهان؟ سأقول إن البرهان هو انشغال الناس من الشرق والغرب والشمال والجنوب، في السنوات القليلة الماضية أكثر من ذي قبل، بالاهتمام بالتراث واستعادة الماضي والتنبيش عن الهوية الخصوصية. لماذا يفعل الناس…

آراء

كيف تغيرت رؤية الناس؟

الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠١٣

حدثان مثيران وقعا في أقل من نصف يوم، انفجار قتل ثلاثة في مدينة أميركية، وزلزال ضرب إيران وهز أيضا كل الخليج بشكل مرعب. كلنا نعرف أنه منذ أكثر من 11 عاما، أي منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، والولايات المتحدة تعيش حالة توجس واستنفار مستمرة، واستطاعت أمنيا حماية أراضيها. أما إيران فقد استمرت تبني مشروعها النووي رغم التحذيرات من مخاطره السياسية والعسكرية والبيئية على المنطقة. إذا كان الإرهاب والنووي الإيراني حدثين قديمين مستمرين فما الجديد؟ الجديد في رؤية الناس وتعاملهم التلقائي مع الحدثين. عندما وقعت هجمات سبتمبر آنذاك كان الرأي العام العربي والإسلامي يميل للغة اعتذارية، وكان هناك من يبرر، والبعض كان يدافع عن تلك الجرائم. أيضا، كانت إيران ومشروعها النووي يحظيان بالإعجاب والقبول من قبل قطاع كبير من العرب، بمن في ذلك عرب الخليج. لكن خلال السنوات وتوالي الأحداث تغيرت الصورة بشكل عكسي تماما. فالغضب والخوف من أنباء تفجير بوسطن كانا أبرز ما ميز مشاعر الناس هنا في العالم العربي، وبشكل صادق وحقيقي. الغالبية الساحقة تكره الجماعات الإرهابية وتكره أن تلصق بها، بعد أن كان هناك في الماضي من يدافع بحماس عنها. تغيرت مفاهيم عامة الناس حيال هذه الجماعات، سواء أكانت هي المسؤولة عن تفجير بوسطن أم لا. وقبل ذلك سارعت معظم المؤسسات الدينية السورية، وكذلك شخصيات سورية…

آراء

التهديد النووي الكوري والدروس المستفادة

الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠١٣

«لقد استطعنا هزيمة اليأس ولكننا لم نستطع للأسف حتى اللحظة هزيمة العناد والجنون الإيديولوجي»، «نرجو ان لا يهتز صبرنا للحظة واحدة امام الابتزاز والاستفزاز والتهور الكوري الشمالي وان نبقى على قدرتنا الحالية في النجاح في اختبار الصبر الذي تعودنا عليه منذ 1953م»، «ان هذا هو قدر الامة الكورية وسنستمر على المراهنة على ان صوت العقل والحكمة سيتغلبان على الجانب الاخر وهو جانب مفزع»، «ان ما يحدث من توتر في شبه الجزيرة الكورية سيمر بسلام رغم محاولات نظام كوريا الشمالية جر المنطقة والعالم لحرب ستحرق الجميع».. كان هذا جزءا من حديث جانبي مع السفير الكوري الجنوبي في المملكة كيم جونج يونج قبل مشاركته في حديث تلفزيوني، في القناة السعودية الاولى ضمن برنامج دوائر سياسية حول «التوتر النووي في شبه الجزيرة الكورية» يوم الثلاثاء الماضي. أثناء اللقاء التلفازي كان السفير الكوري الجنوبي والذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة يحمل كتابا مترجما الى اللغة العربية بعنوان (من اليأس الى الامل، صنع السياسات الاقتصادية في كوريا 1945-1979م) ومختصر الكتاب يحكي قصة المعجزة الكورية الجنوبية ونجاحها في الاستثمار في التعليم وفي تنمية رأس المالي البشري والمراهنة على السلام والدبلوماسية والتى كانت نتيجته نجاحا اقتصاديا ورفاها اجتماعيا واستقرارا سياسيا في بيئة مضطربة. ودعنا السفير وهو يؤكد «ما يحدث من تهديدات كورية شمالية ليس جديدا وكوريا الجنوبية ما…

آراء

لماذا لا نتعلم من تجاربهم في مكافحة «الفساد» ؟

الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠١٣

لا أظن أن الحديث حول أهمية وضرورة المتابعة والاستفادة من تجارب الدول الأخرى، سواء الناجحة أو الفاشلة، في مختلف المجالات والمشاريع من أجل فهم وتقدير عوامل وأسباب النجاح، والحرص على الاستفادة منها وتطبيقها، وفهم وتقدير عوامل وأسباب الفشل في تجارب الدول الأخرى من أجل تلافي الوقوع فيها، هو أمر يحتاج لحديث طويل للتأكد على أهميته، ولكن السؤال كيف يكون ذلك؟ وما السبل لتحقيقه؟ وما أسباب فشلنا ونجاح الآخرين، وما مدى جدية المسؤولين في الدولة للاستفادة من تلك التجارب الناجحة، فهذه قضية أخرى بحاجة للمناقشة. إننا نسمع من حين لآخر تصريحات مختلفة لمسؤولين في التعليم والصحة والنقل والإسكان والمواصلات وغيرها من القطاعات والهيئات، عن أهمية وضرورة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، وضرورة التعاون والتنسيق بخصوص ذلك، ولكن حينما تعلق الأمر بمكافحة ومواجهة الفساد وضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة، أصبح، حتى كمبدأ، أمراً مرفوضاً، فضلاً عن الاستفادة منها في مجال التطبيق، ومثل هذا التوجه يثير الكثير من الشكوك في مدى الرغبة الجادة لأية جهة كانت في القضاء على الفساد، هذا الرفض والامتناع ليس أمراً افتراضياً وإنما جاء أخيراً على لسان رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» محمد الشريف، حينما سُئِل في الأسبوع الماضي عن الاستفادة من التجارب الأجنبية في القضاء على الفساد، وإشراكها في تطوير عمل الهيئة، فقال: «نزاهة» لا تفكر إطلاقاً…

آراء

خدمات الطرق… وقرار الانتشال

الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠١٣

في جلسته قبل الأخيرة وافق مجلس الوزراء على توصية اللجنة الوزارية المختصة بشأن تحسين وضع مراكز الخدمة، ومحطات الوقود على الطرق الإقليمية تنفذ خلال مدة سنتين قابلة للتمديد، هذا القرار يأتي لمعالجة قضية طالما كتب وطالب الكثير من الكُتّاب والمواطنين تحسين أوضاعها المزرية التي تعطي صورة سلبية عن وطننا ولا تعكس الوجه الحضاري لنا جميعاً. مثل هذا القرار، ولو أنه أتى متأخراً جداً، إلا أن المعاناة التي يتحملها المسافرون على هذه الطرق تعكس ما وصلت إليه حال هذه الخدمات المقدمة فيها من سوء وعدم رقابة وفوضى تجعل من يسلك هذه الطرق يفضل عدم الوقوف في تلك المراكز فقط لحاجة الضرورة القصوى، ففي معظم دول العالم الأقل تطوراً اقتصادياً وحضارياً منا عندما تقبل على مراكز الخدمات في طرقها تغريك بالتوقف فيها وقضاء وقت مريح لوجود معظم الخدمات في تلك المراكز الخدمية من أسواق منظمة ومطاعم نظيفة لا تقل عما هو موجود في المدن، إضافة إلى فنادق صغيرة تتوفر فيها جميع الخدمات وعلى مستوى عالٍ من النظافة وبأسعار معقولة، ومن يقوم عليها كوادر بشرية مدربة، وليس كما هي حال استراحاتنا لا يقوم على معظمها إلا عمالة أجنبية بعيدة من الرقابة من الجهات ذات العلاقة. من حقنا أن نحلم بعد صدور هذا القرار بوجود مراكز خدمات على طرقنا السريعة، كما في بعض الدول…